وقال (عليه السلام): رُبَّ مَفْتُون بِحُسْنِ الْقَوْلِ فِيهِ.                
وقال (عليه السلام) : مَنْ عَظَّمَ صِغَارَ الْمَصَائِبِ ابْتَلاَهُ اللهُ بِكِبَارِهَا .                
وقال (عليه السلام): الْقَنَاعَةُ مَالٌ لاَيَنْفَدُ.                
وقال (عليه السلام): يَهْلِكُ فِيَّ رَجُلاَنِ: مُحِبٌّ مُفْرِطٌ، وَبَاهِتٌ مُفْتَر.                
وقال (عليه السلام): مَنِ اتَّجَرَ بِغَيْرِ فِقْه ارْتَطَمَ فِي الرِّبَا.                
وقال (عليه السلام): اذْكُرُوا انْقِطَاعَ الَّلذَّاتِ، وَبَقَاءَ التَّبِعَاتِ.                
وقال (عليه السلام): الغِنَى والْفَقْرُ بَعْدَ الْعَرْضِ عَلَى اللهِ.                

Search form

إرسال الی صدیق
أهل البيت عليهم السلام في نهج البلاغة – الأول

 السيد علي الميلاني

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ، ولعنة الله على أعدائهم أجمعين ، من الاولين والاخرين .

وبعد : فهذه دراسة سريعة في « نهج البلاغة » لمعرفة أهل البيت وعترة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، كما وصفهم سيدهم أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام .

ونهج البلاغة للشريف الرضي ، وكل ما فيه مختاراته من خطب الامام وكلماته ورسائله المشتملة على تعاليمه وأفكاره ونظراته وآرائه ، في مختلف الشؤون .

ولقد كاد أن يكون التشكيك في نسبة الكتاب إلى الشريف ، أو الكلمات الشريفة إلى الامام ، على حد التشكيك في وجود الامام والشريف نفسهما .

وكان جديراً بنا أن نرجع إلى « نهج البلاغة » لمعرفة مكانة « أهل البيت » ومنزلتهم ، لانه عليه السلام سيدهم ورئيسهم ، وأعرف الناس بهم ، وهو ـ مع ذلك ـ البارع في الوصف والعادل في الحكم .

لقد جاء ذكر « أهل بيت » في مواضع كثيرة من « نهج البلاغة » ، ولاغراض مختلفة ، وهو ـ في الاغلب ـ يركز بشتى الاساليب على أفضليتهم المطلقة وأولويتهم بالكتاب والسنة وتطبيقهما ، وأحقيتهم بالاتباع والطاعة .

وإذا ما راجعنا تلك الاوصاف ومعانيها ، ونظرنا في شواهدها من الكتاب والسنة ومبانيها ، عرفنا عدم دخول من أجمع المسلمون على عدم عصمته ، تحت عنوان « آل النبي » و« أهل بيته » و« عترته » .

فهلم معي إلى « نهج البلاغة » لمعرفة جانب من شأن « أهل البيت » .

لا يقاس بآل محمد من هذه الامة أحد .

يقول عليه السلام :« لا يقاس بال محمد صلى الله عليه وآله وسلم من هذه الامة أحد ، ولا يسوى بهم من جرت نعمتهم عليه أبداً » [١] .

وهذه كلمة جامعة وعبارة مطلقة :

« لا يقاس بآل محمد ـ ص ـ » ، أي : في شيء من الاشياء .

« من هذه الامة » ، أي : ومن غيرها بالاولوية ، لان هذه الامة « خير امة اخرجت للناس » [٢] .

« أحد » أي : كائناً من كان .

« ولا يسوى بهم » ، أي : فضلا عن أن يفضل عليهم .

« من جرت نعمتهم بهم » ، والنعمة هنا عامة .

« أبدا » تأييد للنفي ، أو : إن كل ما كان وما يكون إلى الابد من نعمة فهو منهم . وهذا معنى دقيق جليل سنتعرض له ببعض التوضيح في شرح قوله عليه السلام : « إنا صنائع ربنا والناس صنائع لنا » .

وكلام الامام هذا يسد باب المفاضلة بين « أهل البيت » وغيرهم من الانبياء والمرسلين ، والملائكة المقربين ، فضلا عن أصحاب رسول رب العالمين ، ولقد أنصف وأحسن بعض المحققين من أهل السنة فقال بأن من يفضل فلانا على سائر الصحابة لا يقصد تفضيله على علي ، لان عليا من أهل البيت .

فأفضل الخليفة بعد محمد ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ آله ، وهذا هوالواقع والحقيقة ، لانهم فاقوا كالنبي كل النبيين ـ وهم أشرف المخلوقات ـ في الخلق والخلق والكمالات .

أما في « الخلق » فقد خلقوا والنبي صلى الله عليه وآله من نور واحد ومن شجرة واحدة ، كما في الاحاديث المستفيضة المتفق عليها .

فقد روى أحمد بن حنبل ، عن عبدالرزاق ، عن معمر ، عن الزهري ، عن خالد بن معدان ، عن زاذان ، عن سلمان ، قال : قال رسول الله ـ ص ـ : « كنت أنا وعلي بن أبي طالب نوراً بين يدي الله تعالى ، قبل أن يخلق آدم بأربعة آلاف عام ، فلما خلق آدم قسم ذلك النور جزءين ، فجزء أنا وجزء علي » [٣] .

وروى الكنجي ، عن الخطيب البغدادي ؛ وابن عساكر ، عن ابن عباس ، قال : قال النبي ـ ص ـ : « خلق الله قضيباً من نور قبل أن يخلق الدنيا بأربعين ألف عام ، فجعله أمام العرش ، حتى كان أول مبعثي ، فشق منه نصفا فخلق منه نبيكم ، والنصف الآخر علي بن أبي طالب » [٤] .

وأخرج الحاكم ، عن جابر بن عبدالله ، قال : « سمعت رسول الله ـ ص ـ يقول لعلي : يا علي ، الناس من شجر شتى وأنا وأنت من شجرة واحدة ، ثم قرأ رسول الله ـ ص ـ : « وجنات من أعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان يسقى بماء واحد » ، هذا حديث صحيح الاسناد » [٥] .

وروى الكنجي ، عن الطبراني وابن عساكر ، عن أبي امامة الباهلي ، قال : « قال رسول الله ـ ص ـ : إن الله خلق الانبياء من شجر شتى وخلقني وعليا من شجرة واحدة ، فأنا أصلها ، وعلي فرعها ، وفاطمة لقاحها ، والحسن والحسين ثمرها ، فمن تعلق بغصن من أغصانها نجا ، ومن زاغ عنها هوى ، ولو أن عبدا عبدالله بين الصفا والمروة ألف عام ثم ألف عام ، ثم لم يدرك محبتنا أكبه الله على منخريه في النار ـ ثم قال : ـ قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى »  [٦] .

وإليه أشار عليه السلم بقوله : « عترته خيرالعتر ، واسرته خيرالاسر ، وشجرته خير الشجر ، نبتت في حرم ، وبسقت في كرم ، لها فروع طوال ، وثمر لاينال » [٧] .

وقال : « اسرته خير أسرة ، وشجرته خير شجرة ، أغصانها معتدلة ، وثمارها متهدلة »  [٨] .

وقال : « نحن شجرة النبوة »  [٩] .

بل إن « آل محمد » هم « بضعة » منه ، ففي الحديث المتفق عليه : « علي مني وأنا منه » [١٠] ، و « فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني » [١١] ، واستناداً إلى هذا الحديث قال الحافظ السهيلي بأن فاطمة عليها الصلاة والسلام أفضل من أبي بكر وعمر [١٢] ، لكونها بضعة من النبي ، وكذا قال الحافظ البيهقي [١٣] ، ولاشك في أن ولديهما والائمة من ولد الحسين بضعة منهما ، فهم بضعة النبي الكريم .

بل إن « آل محمد » هم « نفس » النبي ، فإن عليا عليه السلام نفسه لاية المباهلة [١٤] .

وقد خاطب ابنه الحسن بقوله : « وجدتك بعضي بل وجدتك كلي » [١٥] .

وكذلك الحسين والائمة من ولده ...

وأما في « الخلق » ، فعند آل محمد جميع كمالات النبي صلى الله عليه وآله وسلم وفضائله ، لانهم تربوا في حجره وتعلموا على يديه ، يقول عليه السلام :

« أنا وضعت في الصغر بكلاكل العرب ، وكسرت نواجم قرون ربيعة ومضر ، وقد علمتم موضعي من رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ بالقرابة القريبة والمنزلة الخصيصة ، وضعني في حجره وأنا ولد ، يضمني إلى صدره ويكنفني في فراشه ، ويمسني جسده ، ويشمني عرفه ، وكان يمضغ الشيء ثم يلقمنيه ، وما وجد لي كذبة في قول ، ولا خطلة في فعل ، ولقد قرن الله به ـ صلى الله عليه وآله ـ من لدن أن كان فطيماً أعظم ملك من ملائكته ، يسلك به طريق المكارم ومحاسن أخلاق العالم ، ليله ونهاره .

ولقد كنت أتبعه اتباع الفصيل أثر امه ، يرفع لي في كل يوم من أخلاقه علما ويأمرني بالاقتداء به ، ولقد كان يجاور في كل سنة بحراء ، فأراه ولا يراه غيري ، ولم يجمع بيت واحد يومئذ في الاسلام غير رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ وخديجة وأنا ثالثهما ، أرى نور الوحي والرسالة وأشم ريح النبوة ، ولقد سمعت رنة الشيطان حين نزل الوحي عليه ـ صلى الله عليه وآله ـ ، فقلت : يا رسول الله ماهذه الرنة ؟ فقال : هذا الشيطان قد أيس من عبادته ، إنك تسمع ما أسمع وترى ما أرى ، إلا أنك لست بنبي ، ولكنك لوزير ، وإنك لعلى خير.

. . . وإني لمن قوم لاتأخذهم في الله لومة لائم ، سيماهم سيما الصديقين ، وكلامهم كلام الابرار ، عمار الليل ومنار النهار ، مستمسكون بحبل الله ، يحيون سنن الله وسنن رسوله ، لا يستكبرون ولا يعلون ، ولا يغلون ولا يفسدون ، قلوبهم في الجنان وأجسادهم في العمل » [١٦] .

يركز الامام عليه السلام في هذا الكلام على نقطة مهمة جداً وهي : إن من يقوم مقام النبي صلى الله عليه وآله وسلم في شؤون الرسالة لابد أن يكون أفضل المتخرجين عليه والمتأدبين منه ، ويؤكد على أنه هو الواجد لهذه المواصفات والحائز لتلك المقامات ، وإنه ما من علم علمه رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ وأذن في تعليمه ، وما من خلق وأدب كان الرسول عليه إلا وقد أخذه منه ، حتى تأهل لان يسمع ما كان يسمع ويرى ما كان يرى ، ولولا ختم النبوة بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم لكان هو النبي من بعده ، ولذا استثنى النبي صلى الله عليه وآله وسلم النبوة قائلا له : « إلا أنك لست بنبي ، ولكنك لوزير » . وفي قوله : « ولكنك لوزير » إشارة إلى قوله عزّ وجلّ حكاية عن موسى : « واجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي »   [١٧].

وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم له عليه السلام :

« أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي » [١٨] .

ثم إنه أشار إلى طرف من صفات أهل البيت المعنوية التي خصهم الله عزّ وجلّ بها ، قائلا : « وإني لمن قوم لا تأخذهم ... » .

وإن أشرف الاشياء التي أخذوها من النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأعلاها : علومه ومعارفه وأسراره ، وهذا ما كرر الامام ذكره وأعلن به فخره ، يقول عليه السلام : « هم موضع سره ، ولجأ أمره ، وعيبة علمه ، وموئل حكمه ، وكهوف كتبه ، وجبال دينه . بهم أقام انحناء ظهره ، وأذهب ارتعاد فرائصه »  [١٩] .

والضمائر كلها راجعة إلى « الله » أو « النبي » ، إلا الضمير في « ظهره » و « فرائصه » فإنهما عائدان إلى « الدين » .

والمراد من « السر » العلوم التي لا يحتملها أحد غيرهم ، ومن « الامر » كل ما يحتاجه الناس لدينهم ودنياهم ، فالائمة هم المرجع والملاذ فيه ، قال تعالى : « يا ايها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولي الامر منكم ، فإن تنازعتم في شيء ... » [٢٠] وقد أشار أمير المؤمنين عليه السلام نفسه إلى هذا المعنى ، مستدلاً بالآية الكريمة ، في قوله الآتي ذكره : « إنا لم نحكم الرجال ... » .

والمراد من « عيبة علمه » أن الائمة أوعية لعلوم الله التي أودعها النبي ، وإليه أشار هو بقوله : » ... علم الغيب الذي لا يعلمه أحد إلا الله ، وما سوى ذلك فعلم علمه الله نبيه فعلمنيه ، ودعا لي بأن يعيه صدري وتَضْطمّ عليه جوانحي » [٢١]  وبه أخبار رواها الكليني في الكافي [٢٢] .

والمراد من « الحكم » مطلق الاحكام الشرعية أو خصوص الحكم بمعنى القضاء ، وقد تواتر عن أصحاب النبي صلى الله عليه وآله قولهم : « أقضانا علي » [٢٣] .

والاخبار الواردة عنهم في النهي عن التحاكم إلى غيره كثيرة ، أورد بعضها الحر العاملي في الوسائل [٢٤] .

والمراد من « كتبه » هي الكتب السماوية إن كان مرجع الضمير « الله » والقرآن والسنة وغيرهما من آثار النبي إن كان المرجع « النبي » ، أما علم القرآن فهم أهله والمرجع فيه ، ومنهم اخذ وعنهم انتشر ، وناهيك بعبدالله بن العباس ونظرائه ، الذين إليهم تنتهي علوم القرآن ، وهم تلاميذ أمير المؤمنين ، وأما الكتب السماوية فالاخبار عنهم في كونها عندهم كثيرة ، روى بعضها الكليني في الكافي  [٢٥] وقد قال أمير المؤمنين عليه السلام :

« سلوني قبل أن تفقدوني ، فأنا عيبة رسول الله ، وأنا فقأت عين الفتنة بباطنها وظاهرها ، سلوا من عنده علم المنايا والبلايا والوصايا وفصل الخطاب ، سلوني فأنا يعسوب المؤمنين حقا ، وما من فئة تهدي مائة أو تضل مائة إلا وقد أتيت بقائدها وسائقها ، والذي نفسي بيده لو طوى لي الوسادة فأجلس عليها لقضيت بين أهل التوراة بتوراتهم ، ولاهل الانجيل بإنجيلهم ، ولاهل الزبور بزبورهم ، ولاهل الفرقان بفرقانهم .

فقام ابن الكوا إلى أمير المؤمنين عليه السلام وهو يخطب الناس فقال : يا أمير المؤمنين أخبرني عن نفسك ، فقال : ويلك ، أتريد أن ازكي نفسي وقد نهى الله عن ذلك ؟ ! مع أني كنت إذا سألت رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ أعطاني ، وإذا سكت ابتداني ، وبين الجوانح مني علم جم ، ونحن أهل البيت لا نقاس بأحد » [٢٦] .

والمراد من « جبال دينه » هو بقاء الدين ببقائهم . كما سيأتي . ويقول : « هم عيش العلم وموت الجهل ، يخبركم حلمهم عن علمهم ، وظاهرهم عن باطنهم ، وصمتهم عن حكم منطقهم ، لايخالفون الحق ولا يختلفون فيه ، وهم دعائم الاسلام وولائج الاعتصام ، بهم عاد الحق إلى نصابه ، وانزاح الباطل عن مقامه ، وانقطع لسانه عن منبته ، عقلوا الدين عقل وعاية ورعاية ، لا عقل سماع ورواية ، فإن رواة العلم كثير ورعاته قليل » [٢٧] .

وفي قوله : « لايخالفون الحق ولايختلفون فيه » أشار إلى حجية قول الواحد منهم فكيف بإجماعهم ! ! وفي الخبر عن أبي الحسن عليه السلام : « نحن في العلم والشجاعة سواء »  [٢٨] .

وفيه عن أبي عبدالله عليه السلام أن النبي وأمير المؤمنين وذريته الائمة « حجتهم واحدة وطاعتهم واحدة » [٢٩] .

وفيه عنه : « نحن في الامر والفهم والحلال والحرام نجري مجرى واحدا ، فأما رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ وعلي فلهما فضلهما » [٣٠] .

ويقول عليه السلام : « نحن شجرة النبوة ، ومحط الرسالة ، ومختلف الملائكة ، ومعادن العلم ، وينابيع الحكم »  [٣١] .

وبهذا أخبار رواها الكليني في الكافي عن ائمة أهل البيت [٣٢] .

ويقول عليه السلام : « تالله لقد علمت تبليغ الرسالات ، وإتمام العدات ، وتمام الكلمات ، وعندنا ـ أهل البيت ـ أبواب الحكم وصياء الامر » [٣٣] .

أي : علمه رسول الله صلى الله عليه وآله طرق تبليغ المعارف والاحكام التي جاء بها النبيون ، لاسيما نبينا الكريم صلى الله عليه وآله ، فإن من كان أساسا للدين ووعاء للعلوم ، لابد وأن يعرف كيفية حفظ الدين وتبليغه . وطريق نشر العلم وتعليمه ، فإن ذلك يختلف باختلاف الازمنة والامكنة والامم والاشخاص ، فليس لاحد أن يعترض عليه في فعل أو ترك ، أو قول ، أوصمت .

وعلمه رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ حقائق العدات التي كانت بين الله عزّ وجلّ وسفرائه الكرام إلى العباد ، وكيفية إنجازها وإتمامها ، أو علمه رسول الله ـ ص ـ العدات التي وعدها للناس وكيفية إنجازها من بعده ، لكونه وصيه ومنجز وعده ، كما في الاحاديث عندالفريقين .

وعلمه رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ الكلمات التي كانت بين الله تعالى ورسله وتمامها « وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته » [٣٤]. ولعلها أشياء غير الكتب السماوية والصحف الالهية .

قال : وعندنا أهل البيت أبواب الحكم وضياء الامر ، و « الحكم » إما بضم الحاء وسكون الكاف وهو القضاء ، فلاهل البيت في أحكامهم هداية ربانية قد لا تحصل إلا للمعصومين مثلهم ، قال تعالى : « إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ... » [٣٥]  أو المراد مطلق الاحكام ؛ وإما بكسرها وفتح الكاف ، وهو جمع الحكمة .

و « الامر » الولاية والخلافة ، أو الاحكام ، أو مطلق الامور فإنهم عالمون بها بإذن الله .

ويؤكد في موضع آخر على أن حقائق الكتاب والسنة عند أهل البيت ، وأنهم أحق بها وأولى من غيرهم ، فيقول : « إنا لم نحكم الرجال وإنما حكمنا القرآن ، هذا القرآن إنما هو خط مستوربين الدفتين ، لا ينطق بلسان ، ولابد له من ترجمان ، وإنما ينطق عنه الرجال ، ولما دعانا القوم إلى أن نحكم بيننا القرآن لم نكن الفريق المتولي عن كتاب الله سبحانه وتعالى ، وقد قال الله سبحانه : « فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول » ، فرده إلى الله أن نحكم بكتابه ، ورده إلى الرسول أن نأخذ بسنته . فإذا حكم بالصدق في كتاب الله فنحن أحق الناس به ، وإن حكم بسنة رسول الله فنحن أحق الناس وأولاهم بها ... فأين يُتاه بكم ! ومن أين أتيتم ! » [٣٦] .

وفي هذا المعنى روايات كثيرة عن أهل البيت ، رواها الكليني في الابواب المختلفة من كتاب الحجة من الكافي .

ويصرح عليه السلام بأن أهل البيت ـ لاسواهم ـ هم الراسخون في العلم ، فيقول :« أين الذين زعموا أنهم الراسخون في العلم دوننا كذباً وبغيا علينا ، أن رفعنا الله ووضعهم ، وأعطانا وحرمهم ، وأدخلنا وأخرجهم »  [٣٧] .

ولعله يشير إلى قوله تعالى : « هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ماتشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم .. »  [٣٨] .

وعن أبي عبدالله عليه السلام : « نحن الراسخون في العلم ونحن نعلم تأويله » ومثله غيره  [٣٩] .

وأهل البيت يعلمون بما كان ويكون ـ إلا ما خص الله علمه بنفسه ، ولايعلمه أحد إلا هو ـ يقول عليه السلام : « وما سوى ذلك فعلم علمه الله نبيه فعلمنيه ، ودعا لي بأن يعيه صدري وتضطم عليه جوانحي » [٤٠] .

ويقول في موضع آخر : « والله لو شئت أن اخبر كل رجل منكم بمخرجه ومولجه وجميع شأنه لفعلت ، ولكن أخاف أن تكفروا فيَّ برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ألا وإني مفضيه إلى الخاصة ممن يؤمن ذلك منه ، والذي بعثه بالحق واصطفاه على الخلق ما أنطق إلا صادقا ، وقد عهد إلي بذلك كله ، وبمهلك من يهلك ، ومنجى من ينجو ، ومال هذا الامر ، وما أبقى شيئاً يمر على رأسي إلا أفرغه في أذني وأفضى به إلي » [٤١] .

وعنه عليه السلام : « سلوني ، والله ما تسألوني عن شيء يكون إلى يوم القيامة إلا أخبرتكم ... »  [٤٢].

و« أهل البيت » هم « الابواب » . « نحن الشعار والاصحاب والخزنة والابواب ، ولاتؤتى البيوت إلا من أبوابها ، فمن يقول عليه السلام : أتاها من غير أبوابها سمي سارقاً » [٤٣] .

وعن أبي عبدالله عليه السلام : « الاوصياء هم أبواب الله عزّ وجلّ التي يؤتى منها ، لولاهم ما عرف الله عزّ وجلّ ، وبهم احتج الله تبارك وتعالى على خلقه »  [٤٤] .

ومن قبل جعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم نفسه « مدينة العلم » ، وجعل علياً « باب » تلك المدينة . أخرج الترمذي عن أمير المؤمنين عليه السلام : « إن رسول الله ـ ص ـ قال : أنا مدينة العلم وعلي بابها »  [٤٥] .

وأخرج الحاكم عن جابر بن عبدالله يقول : « سمعت رسول الله ـ ص ـ يقول : أنا مدينة العلم وعلي بابها ، فمن أراد العلم فليأت الباب » [٤٦] .

وأخرج الطبراني عن جابر قال : « قال رسول الله ـ ص ـ : أنا مدينة العلم وعلي بابها »  [٤٧] .

وأخرج الخطيب عن ابن عباس « قال : سمعت رسول الله ـ ص ـ يقول : أنا مدينة العلم وعلي بابها ، فمن أراد العلم فليأت الباب »  [٤٨] .

وأخرج الترمذي عن علي : « قال رسول الله ـ ص ـ : أنا دار الحكمة وعلي بابها »  [٤٩].

إنهم صنائع ربنا والناس صنائع لهم .

ويقول عليه السلام في كتاب له إلى معاوية :

« إن قوما استشهدوا في سبيل الله تعالى من المهاجرين والانصار ـ ولكل فضل ـ ، حتى إذا استشهد شهيدنا ، قيل : سيد الشهداء ، وخصه رسول الله صلى الله عليه وآله بسبعين تكبيرة عند صلاته عليه ، أو لا ترى أن قوماً قطعت أيديهم في سبيل الله ـ ولكل فضل ـ حتى إذا فعل بواحدنا ما فعل بواحدهم ، قيل : الطيار في الجنة وذو الجناحين .

ولولا ما نهى الله عنه من تزكية المرء نفسه لذكر ذاكر فضائل جمة ، تعرفها قلوب المؤمنين ، ولاتمجها آذان السامعين ، فدع عنك من مالت به الرمية .

فإنا صنائع ربنا والناس بعد صنائع لنا .

لم يمنعنا قديم عزنا ولا عادي طولنا على قومك أن خلطناكم بأنفسنا ، فنكحنا وانكحنا ، فعل الاكفاء ، ولستم هناك .. .

فنحن مرة أولى بالقرابة ، وتارة أولى بالطاعة . ولما احتج المهاجرون على الانصار يوم السقيفة برسول الله صلى الله عليه وآله فلجوا عليهم ، فإن يكن الفلج به فالحق لنا دونكم ، وإن يكن بغيره فالانصار على دعواهم » [٥٠] .

وقد اشتمل هذا الكتاب ـ فيما اشتمل من الفضل لاهل البيت ـ على جملة معناها عظيم ، وتحتها سر جليل ، قال عليه السلام : « إنا صنائع ربنا والناس بعد صنائع لنا » .

وقد وردت هذه الجملة في كتاب لولي العصر والامام الثاني عشر ـ عجل الله تعالى فرجه ـ إلى الشيعة قال عليه السلام :

« بسم الله الرحمن الرحيم ، عافانا الله وإياكم من الفتن ، ووهب لنا ولكم روح اليقين ، وأجارنا وإياكم من سوء المنقلب .

إنه انهي إلي ارتياب جماعة منكم في الدين ، وما دخلهم من الشك والحيرة في ولاة أمرهم ، فغمنا ذلك لكم لا لنا ، وساءنا فيكم لا فينا ، لان الله معنا ، فلا فاقة بنا إلى غيره ، والحق معنا فلن يوحشنا من قعد عنا ، ونحن صنائع ربنا ، والخلق بعد صنائعنا .

يا هؤلاء ما لكم في الريب تترددون ، وفي الحيرة تنعكسون ، أو ما سمعتم الله يقول : « يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولي الامر منكم » ؟ ! أو ما علمتم ما جاءت به الآثار مما يكون ويحدث في ائمتكم ، على الماضين والباقين منهم السلام ؟ ! أو ما رأيتم كيف جعل الله لكم معاقل تأوون إليها وأعلاماً تهتدون بها ، من لدن آدم ـ عليه السلام ـ إلى أن ظهر الماضي عليه السلام ؟ ! كلما غاب علم بدأ علم ، وإذا أفل نجم طلع نجم » [٥١] .

وصنيعة الملك من يصطنعه الملك لنفسه ويرفع قدره .

فيقول عليه السلام :

« ليس لاحد من البشر علينا نعمة ، بل الله عزّ وجلّ هو المنعم علينا ، فليس بيننا وبينه واسطة في شيء من نعمه ، ولكن الناس كلهم وعلى جميع طبقاتهم صنائع لنا ، فنحن الواسطة بينهم وبين الله ونحن المنعمون لهم ، ونحن عبيدالله والناس عبيد لنا .

وإلى هذا المعنى أشار بقوله : « ولايسوى بهم من جرت نعمتهم عليه أبدا » .

وروى الكليني : « إن الله خلقنا فأحسن خلقنا ، وصورنا فأحسن صورنا ، وجعلنا عينه في عباده ، ولسانه الناطق في خلقه ، ويده المبسوطة على عباده بالرأفة والرحمة ، ووجهه الذي يؤتى منه ، وبابه الذي يدل عليه ، وخزانه في سمائه وأرضه ، بنا أثمرت الاشجار وأينعت الثمار وجرت الانهار ، وبنا ينزل غيث السماء ونبت عشب الارض ، وبعبادتنا عبدالله ، ولولا نحن ما عبدالله » [٥٢] .

وخلاصة الكلام : إن ائمة أهل البيت نعمة الله على الخلق ، وبهم فسرت النعمة في قوله عزّ وجلّ : « يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها » [٥٣] و« النعيم » في قوله : « ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم » [٥٤] ، وهم الوسائط بين الله والموجودات في الخلق والايجاد والعلم والرزق ، وسائر الفيوضات النازلة والنعم الواصلة .

فالله هو الفاعل الذي منه الوجود ، والامام هو الفاعل الذي به الوجود ، وهذه هي الولاية الكلية .

فهل يقاس بال محمد من هذه الامة أحد ؟ ! وهل يسوى بهم أحد من الخلائق ؟ !

ومعصومون من الخطأ في جميع الاحوال

والعصمة اولى الصفات المعتبرة في كل نبي وإمام ، ويدل على ذلك أدلة كثيرة من الكتاب والسنة والعقل ، ومن أوضح آيات الكتاب دلالة قوله تعالى : « أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واُولي الامر منكم »  [٥٥]  حتى اعترف بذلك الفخر الرازي وغيره من المشككين ، إذ لاتجوز إطاعة من يجوز عليه الخطأ إطاعة مطلقة .

ولامير المؤمنين عليه السلام كلام في حق « أهل البيت » ، يأمر الامة فيه باتباعهم وإطاعتهم في جميع الاحوال ، يقول :

« انظروا أهل بيت نبيكم ، فالزموا سمتهم واتبعوا أثرهم ، فلن يخرجوكم من هدى ولن يعيدوكم في ردى ، فإن لبدوا فالبدوا ، وإن نهضوا فانهضوا ، ولاتسبقوهم فتضلوا ، ولا تتأخروا عنهم فتهلكوا » [٥٦] .

وهل ذلك إلا العصمة المستلزمة للامامة ؟

ولقد أوصى النبي صلى الله عليه وآله وسلم عمارا بمثل ذلك ، إذ أمره باتباع علي عليه السلام من بعده ، في جميع الحوادث ، وعلى كل الاحوال .

روى جماعة من الاعلام عن علقمة بن قيس والاسود بن يزيد ، قالا : « أتينا أبا أيوب الانصاري عند منصرفه من صفين ، فقلنا له : يا أبا أيوب ، إن الله أكرمك بنزول محمد ـ ص ـ في بيتك ، وبمجئ ناقته ، تفضلا من الله تعالى وإكراما لك ، حتى أناخت ببابك دون الناس جميعا ، ثم جئت بسيفك على عاتقك تضرب به أهل لا إله إلا الله ؟ ! .

فقال : يا هذا إن الرائد لايكذب أهله ، إن رسول الله ـ ص ـ أمرنا بقتال ثلاثة مع علي رضي الله عنه ؛ بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين ، فأما الناكثون فقد قاتلناهم ، وهم أهل الجمل وطلحة والزبير وأما القاسطون فهذا منصرفنا من عندهم ـ يعني معاوية وعمرو بن العاص ـ ، وأما المارقون فهم أهل الطرفاوات وأهل السعيفات وأهل النخيلات وأهل النهروانات ، والله ما أدري أين هم ؟ ولكن لابد من قتالهم إن شاءالله تعالى .

ثم قال : وسمعت رسول الله ـ ص ـ يقول لعمار : يا عمار تقتلك الفئة الباغية ، وأنت إذ ذاك مع الحق والحق معك .

يا عمار بن ياسر ، إن رأيت عليا قد سلك واديا وسلك الناس كلهم واديا غيره ، فاسلك مع علي فإنه لن يدليك في ردى ، ولن يخرجك من هدى .

يا عمار ، من تقلد سيفا وأعان به عليا ـ رضى الله عنه ـ على عدوّه قلده الله يوم القيامة وشاحين من در ، ومن تقلد سيفا أعان به عدو علي ـ رضي الله عنه ـ قلده الله يوم القيامة وشاحين من نار .

قلنا : يا هذا ، حسبك رحمك الله ! حسبك رحمك الله ! » [٥٧] . وهم أساس الدين وهداة الخلق .

ووصف عليه السلام آل محمد بقوله : « هم أساس الدين وعماد اليقين » ، وقد جاءت هذه الكلمة بعد قوله : « هم موضع سره ... لايقاس بال محمد ـ ص ـ من هذه الامة أحد » [٥٨] .

وكأنه يريد : إن الذين حازوا تلك الخصائص ، وفازوا بتلك الفضائل « هم أساس الدين وعماد اليقين ، إليهم يفئ الغالي ، وبهم يلحق التالي » .

وقال في موضع آخر : « هم دعائم الاسلام وولائج الاعتصام ، بهم عاد الحق إلى نصابه ، وانزاح الباطل عن مقامه ، وإنقطع لسانه عن منبته » [٥٩] .

وقال في ثالث : « هم أزمة الحق وأعلام الدين وألسنة الصدق ، فأنزلوهم بأحسن منازل القرآن ، وردوهم ورود الهيم العطاش » [٦٠] .

ومعنى « إليهم يفئ الغالي وبهم يلحق التالي » أنهم الميزان بين الغلو والتقصير في الدين ، ولعل هذا معنى وصف أهل البيت بـ « النمط الاوسط الذي لايدركنا الغالي ولا يسبقنا التالي » [٦١] . ومعنى « هم أزمة الحق » أن الحق معهم على كل حال ، يدور معهم حيثما داروا ، ومن قبل قال النبي صلى الله عليه وآله في حق أمير المؤمنين عليه السلام : « علي مع الحق والحق مع علي ، يدور معه حيث دار ، ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض »  [٦٢] .

----------------------------------------------------------
[١] . نهج البلاغة : ٤٧ ، ط . صبحي الصالح .
[٢] . سورة آل عمران : ١١٠ .
[٣] . تذكرة خواص الامة : ٤٦ ، الرياض النضرة ٢ | ٢١٧ .
[٤] . كفاية الطالب : ٣١٤ .
[٥] . المستدرك على الصحيحين ٢ | ٢٤١ .
[٦] . كفاية الطالب : ٢٢٠ .
[٧] . نهج البلاغة : ١٣٩ .
[٨] . نهج البلاغة : ٢٢٩ .
[٩] . نهج البلاغة : ١٦٢ .
[١٠] . أخرجه أصحاب الصحاح والمسانيد وغيرهم كأحمد بن حنبل ، والترمذي ، وابن ماجة ، والنسائي ، والطبراني ، والبغوي ، وغيرهم .
[١١] . أخرجه أصحاب الصحاح والمسانيد ، وعلى رأسهم البخاري صاحب الصحيح .
[١٢] . ذكره العلامة المناوي في فيض القدير شرح الجامع الصغير ٤ | ٤٢١ .
[١٣] . ذكره العلامة العجيلي في ذخيرة المال كما في خلاصة عبقات الانوار ٢ | ٣٠١ الطبعة الثانية .
[١٤] . سورة آل عمران : ٦١ .
[١٥] . نهج البلاغة : ٣٩١ .
[١٦] . نهج البلاغة : ٣٠٠ ـ ٣٠١ .
[١٧] .  سورة طه : ٢٩ .
[١٨] . هذا هو حديث المنزلة المتواتر المتفق عليه ، وقد أخرجه جميع أصحاب الصحاح والمسانيد والسنن والمعاجم وسائر المحدثين في جميع القرون ، وهو من أمتن الادلة على إمامة علي بعد النبي بلا فصل .
[١٩] . نهج البلاغة : ٤٧ .
[٢٠] . سورة النساء : ٥٩ .
[٢١] . نهج البلاغة : ١٨٦ .
[٢٢] . الكافي ١ | ٢٥٦ .
[٢٣] . انظر : الرياض النضرة ٢ | ١٩٨ ، فتح الباري ٨ | ١٣٦ ، تاريخ الخلفاء : ١١٥ ، الاستيعاب ٣ | ٤٠ ، حلية الاولياء ١ | ٦٥ ، وغيرها.
[٢٤] . وسائل الشيعة ١٨ | ٢ ـ ٥ .
[٢٥] . الكافي ١ | ٢٢٣ ، ٢٢٧ .
[٢٦] . شرح نهج البلاغة للخوئي ٢ | ٣٢٥ .
[٢٧] . نهج البلاغة : ٣٥٧ .
[٢٨] . الكافي : ١ | ٢٧٥ .
[٢٩] . الكافي : ١ | ٢٧٥ .
[٣٠] . الكافي : ١ | ٢٧٥ .
[٣١] . نهج البلاغة : ١٦٢ .
[٣٢] . الكافي ١ | ٢٢١ .
[٣٣] . نهج البلاغة : ١٧٦ .
[٣٤] . سورة الانعام : ١١٥ .
[٣٥] . سورة النساء : ١٠٥ .
[٣٦] . نهج البلاغة : ١٨٢ .
[٣٧] . نهج البلاغة : ٢٠١ .
[٣٨] . سورة آل عمران : ٧ .
[٣٩] . الكافي ١ | ٢١٣ باب « إن الراسخين في العلم الائمة عليهم السلام » ، الصافي : ٨٤ الطبعة القديمة .
[٤٠] . نهج البلاغة : ١٨٦ .
[٤١] . نهج البلاغة : ٢٥٠ .
[٤٢] . فتح الباري في شرح البخاري ٨ | ٤٨٥ ، تاريخ الخلفاء للسيوطي : ١٢٤ ، جامع بيان العلم لابن عبدالبر ١|١١٤ .
[٤٣] . نهج البلاغة : ٢١٥ .
[٤٤] . الكافي ١ | ١٩٣ .
[٤٥] . خلاصة عبقات الانوار عن جامع الاصول لابن الاثير .
[٤٦] . المصدر عن المستدرك .
[٤٧] . المصدر عن الصواعق المحرقة لابن حجر المكي .
[٤٨] . خلاصة عبقات الانوار عن تاريخ بغداد للخطيب .
[٤٩] . المصدر عن صحيح الترمذي .
[٥٠] . نهج البلاغة : ٣٨٦ .
[٥١] . الاحتجاج ٢ | ٢٧٧ ، بحار الانوار ٥٣ | ١٧٨ .
[٥٢] . الكافي ١ | ١٤٤ .
[٥٣] . سورة النحل : ٨٥ ، انظر الصافي : ٣٠٣ .
[٥٤] . سورة التكاثر : ٨ ، انظر الصافي : ٥٧٣ .
[٥٥] . سورة النساء : ٦٢.
[٥٦] . نهج البلاغة : ١٤٣ .
[٥٧] . تاريخ بغداد ١٣ | ١٨٦ ـ ١٨٧ ، فرائد السمطين ١ | ١٧٨ ، كنز العمال ١٢ | ٢١٢ ، مناقب الخوارزمي : ٧٥ ، ١٢٤ ، وغيرها ، واللفظ للاول.
[٥٨] . نهج البلاغة : ٤٧ .
[٥٩] . نهج البلاغة : ٣٥٧ .
[٦٠] . نهج البلاغة : ١١٨ .
[٦١] . الكافي ١ | ١٠١ .
[٦٢] . ممن رواه : الخطيب في تاريخ بغداد ١٤ | ٣٢١ ، والهيثمي في مجمع الزوائد ٧ | ٢٣٦.

يتبع ......

****************************