الشيخ حيدر فاضل الشكري
الإمام المهدي المنتظر (عج) في نهج البلاغة
بحث تأويلي دلالي
(٥)- «فإذا كان ذلك ضرب يعسوب الدين بذنبه، فيجتمعون إليه كما يجتمع قَزَعُ الخريف»[١].
«اليعسوب»: السيد العظيم المالك لأمور الناس يومئذٍ ويعسوب النحل: الذكر العظيم منها، الذي تتبعه، وكثر ذلك حتی سمّوا كل رئيس يعسوباً[٢].
«بذنبه»: واحد الأذناب، والمراد بذلك وقت ظهور القائم (عجل الله تعالی فرجه الشریف) شبّهه (عليه السلام) بملك النحل يضرب بذنبه في موضع فيجتمع عليه النحل.
«القزع»: قطع الغيم التي لا ماء فيها.
والمراد: أنّ الإمام المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف) عند ظهوره يجتمع إليه أتباعه كما يجتمع قزع الخريف. قال في (النهاية): (وما في السماء قزعة)، أي: قطعة من الغيم، ومنه حديث علي (عليه السلام) فيجتمعون إليه كما يجتمع قزع الخريف[٣].
قال ابن أبي الحديد بعد العنوان: الخبر من أخبار ملاحمه التي كان يخبر بها (عليه السلام)، وهو يذكر فيها المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف)[٤].
روی النعماني مسنداً إلی الأخنف بن قيس قال: دخلت علی علي (عليه السلام) في حاجة لي. فجاء ابن الكوّا وشبث بن ربعي فستأذنا عليه، فقال لي علي (عليه السلام): «إن شئت فأذن لهما، فإنّك أنت بدأت بالحاجة»، قلت: يا أميرالمؤمنين فأذن لهما، فلمّا دخلا قال لهما علي (عليه السلام): «ما حملكما علی أن خرجتما عليّ بحروراء»؟ قالا: أجبنا أن نأمن من الغضب. قال: «ويحكما، وهل في ولايتي غضب؟ أو يكون الغضب حتی يكون من البلاء كذا وكذا، ثم يجتمعون قزعاً كقزع الخريف من القبائل ما بين الواحد والاثنين والثلاثة والأربعة والخمسة والستة والسبعة والثمانية والتسعة والعشرة».
عن المفضل بن عمر، قال أبو عبدالله (عليه السلام): «إذا أذن للإمام (عليه السلام) دعا الله باسمه العبراني، فأتيحت له صحابته الثلثمائة والثلاثة عشر، قزع كقزع الخريف، منهم أصحاب الألوية، منهم من يُفقد من فراشه ليلاً فيصبح بمكة، ومنهم من يری يسير في السحاب نهاراً، هم المفقودون، وفيهم نزلت هذه الآية: «أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا»[٥].
وفي (فتن نعيم بن حماد) ـ من العامة ـ عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «يظهر المهدي بمكة عند العشاء، ومعه راية النبي (صلی الله عليه وآله وسلّم) وقميصه، وسيفه، فيظهر في ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً عدّة أهل بدر علی غير ميعاد، قزعاً كقزع الخريف، رهبان بالليل، أسد بالنهار...»[٦].
قال أميرالمؤمنين (عليه السلام) ـ في ذكر القائم (عجل الله تعالی فرجه الشریف)ـ : «والله ليضربنّكم علی الدين عوداً كما ضربتموهم عليه بدءاً»[٧].
ومما يستدّل عليه في هذا الفصل من خطبة الإمام (عليه السلام):
١ – إنّ دور الإمام المهدي (عليه السلام) يختلف عن أدوار من سبقه من أئمة الهدی (عليهم السلام)، فله (عجل الله تعالی فرجه الشریف) غيبة كبيرة لم تكن لمن سبقه منهم (عليهم السلام)، وكذلك فإنّ أصحاب أبائه من المعصومين (عليهم السلام) كانوا حولهم ومعهم في حياتهم، أمّا أصحاب الإمام المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف) فهم مفترقون عنه في بقاع الأرض، ويجتمعون حوله من غير ميعاد عند ظهوره في مكة.
٢ – إنّ تشبيه الإمام (عليه السلام) اجتماع أصحاب ولده المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف) بقزع الخريف فيه دلالة واضحة علی سرعة اجتماعهم حوله إذا ظهر في آخر الزمان، حيث أنّ الغيوم الخالية من الماء تكون أسرع بحركتها من تلك التي هي محملة بالماء.
(٦) – وقال (عليه السلام) ـ عن رجعة أهل البيت (عليهم السلام) ـ: «لتعطفنّ الدنيا علينا بعد شماسها عطف الضروس علی ولدها»، وتلا عقيب ذلك: «وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ»[٨].
«لتعطفنّ الدنيا علينا بعد شماسها»:
شمس الفرس شموساً، وشماساً، أي: منع ظهره[٩].
«عطف الضروس علی ولدها»: ناقة ضروس في (الصحاح)، أي: سيئة الخلق، تعضّ حالبها، ومنه قولهم: هي بجنّ ضراسها، أي: بحدثان نتاجها، وإذا كانت كذلك حامت عن ولدها[١٠].
وهنا يشير الإمام (عليه السلام) إلی دولة القائم (عجل الله تعالی فرجه الشريف) في آخر الزمان، وفي هذا المعنی روي عن الإمام أبي عبدالله الصادق (عليه السلام) كان يقول:
لكل أُناسٍ دولة يرقبونها ودولتنا في آخر الدهر تظهر[١١] بإسناده عن ربيعة بن ناجد قال: سمعت علياً (عليه السلام) يقول في هذه الآية: «وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ»[١٢]: «لتعطفنّ هذه الدنيا علی أهل البيت كما تعطف الضروس علی ولدها»[١٣].
والإمام (عليه السلام) إنّما تلا هذه الآية عقب كلامه كشاهد لعطف الدنيا عليهم أخيراً، فهم المستضعفون في الآية.
روی العياشي بإسناده عن أبي الصباح الكناني، قال: نظر أبو جعفر (عليه السلام) الی أبي عبدالله (عليه السلام) فقال: «هذا والله من الذين قال الله تعالی: «وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا ...»، الآية.
وقال سيد العابدين علي بن الحسين (عليه السلام): «والذي بعث محمداً بالحقّ بشيراً ونذيراً، إنّ الأبرار منّا أهل البيت، وشيعتهم بمنزلة موسی وشيعته، وإنّ عدوّنا وأشياعهم بمنزلة فرعون وأشياعه»[١٤].
وفي كتاب الغيبة لشيخ الطائفة، بإسناده إلی محمد بن الحسين، عن أبيه، عن جدّه، عن علي (عليه السلام) في قوله: « وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ»، قال: «هم آل محمد، يبعث الله مهديّهم بعد جهدهم فيعزّهم ويذّل أعدائهم»[١٥].
وقال القمّي: أخبرالله نبيّه (صلی الله عليه وآله وسلّم) بما لقي موسي (عليه السلام) وأصحابه من فرعون من القتل والظلم، ليكون تعزية له في ما يصيبه في أهل بيته من أمّته، ثم بشّره بعد تعزيته أنّه يتفضّل عليهم بعد ذلك، ويجعلهم خلفاء في الأرض وأئمة علی أمّته يقول: «... مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ»[١٦]. أي: من آل محمد، ولو كانت نزلت في موسی لقال: منه ما كانوا يحذرون، ولم يقل (منهم)[١٧].
ومن الجدير بالذكر أنّ الآيتين (٥-٦) من سورة القصص، أنّ الإمام المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشريف) تلاهما في اليوم السابع من ولادته، في إشارة علی أنّهما قد نزلتا بحقّه وبوراثته الأرض، ومن عليها في آخر الزمان، كما هو في تفسير نور الثقلين، عن كتاب ( كمال الدين و تمام النعمة)، بإسناده إلی حكيمة قالت: لما كان اليوم السابع من مولد القائم (عليه السلام) جئت إلی أبي محمد (عليه السلام) فسلّمت عليه و جلست فقال: «هلمّي إلي ابني»، فجئت بسيدي – و هو في الخرقة – ففعل به كفعله الأول – هكذا وردت في المصدرـ ثم أدلی لسانه في فيه كأنّما يغذّيه لبناً وعسلاً، ثم قال: «تكلّم يا بني»، قال: «أشهد أن لا إله إلّا الله»، وثنّی بالصلاة علی محمد وعلی أميرالمؤمنين وعلی الأئمة الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين حتی وقف علی أبيه (عليه السلام) ثم تلا هذه الآية: بسم الله الرحمن الرحيم « وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ... مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ»، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة[١٨].
ولا يخفی أنّ الآيتين (٥-٦) من سورة القصص جاءتا بصيغة الفعل المضارع والاستمرار،وهذا معناه أنّهما ليستا مختصّتين بالمستضعفين من بني إسرائيل، وحكومة الفراعنة ـ آنذاك ـ، وإنّما تخصّان مستضعفي آخر الزمان، والحكومات الفرعونية الظالمة.
يقول ابن أبي الحديد: والإمامية تزعم أنّ ذلك وعد منه بالإمام الغائب الذي يملك الأرض في آخر الزمانف وأصحابنا يقولون إنّه وعد بإمام يملك الأرض ويستولي علی الممالك، ولا يلزم من ذلك أن يكون موجوداً وأن يكون غائبا إلی أن يظهر، بل يكفي في صحة هذا الكلام أن يخلق في آخر الوقت[١٩].
وقال ابن أبي الحديد ـ أيضاً ـ: وقال بعض أصحابنا: إنّه إشارة إلی ملك السفاح والمنصور[٢٠].
أقول: إنّما قالت الإمامية أنّه إشارة إلی الإمام المهدي المنتظر، وأنّه موجود وغائب عن الأبصار؛ لأنّه قد ثبت عندهم ذلك بأدلّة كثيرة، ومنها ما ورد عن أميرالمؤمنين (عليه السلام): «لا تخلوا الأرض من قائم لله بحجّة إمّا ظاهراً مشهوراً، أو خائفاً مغموراً، لئلّا تبطل حجج الله وبيّناته»[٢١]. وقوله (عليه السلام): «إذا خوی نجم طلع نجم»[٢٢].
ويعضد هذا ما ورد في البشارة لأهل البيت (عليهم السلام) في القرآن الكريم، ومنها قوله تعالی: «وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ»[٢٣].
وقوله تعالی: «وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ»[٢٤].
أقول: وهل هناك عباد صالحون ومؤمنون عاملون للصالحات مثل أهل بيت العصمة (عليهم السلام)؟
إنّهم (عليهم السلام) من تنطبق عليهم الصفات التي ذكرتها الآية الكريمة؛ لذا فهم الوارثون في الأرض والمستخلفون فيها وكما وعد الله تعالی، ومن يكفر بهذا فهو من الفاسقين بنص الآية الكريمة.
إنّ هذا الاستخلاف وهذه الوراثة لم تتحقق أيام الأئمة الأحد عشر (عليهم السلام)، والله قد وعدهم وهو لا يخلف الميعاد، ومن هنا لابدّ من تحقق هذا الوعد في عصر الثاني عشر منهم (عليهم السلام) وبما أنهم (عليهم السلام) بمنزلة النفس الواحدة، لذا فوراثة الإمام المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشريف) واستخلافه في الأرض وتمكين الله تعالی له دينه الذي ارتضاه وتبديل خوفه أمناً، إنمّا تنطبق كل هذه المعاني علی جميع الأئمة الطاهرين (عليهم السلام).
ومن دلالات هذا المطقع من الخطبة:
١ – إنّ البقاء والخلود في آخر المطاف لابدّ أن يكون للحق ورجاله، مهما كانت صولات وجولات للباطل وأهله عبر العصور، ويعضد هذا قوله تعالی: «فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ»[٢٥]. فالزبد إشارة إلی الباطل، وما ينفع الناس فهو الحقّ الذي يملك مقومات البقاء والخلود.
٢ – إنّ الآية الخامسة من سورة القصص التي تلاها الإمام (عليهم السلام) بعد هذا المقطع من خطبته قد نزلت في قائم آل محمد (صلّی الله عليه وآله وسلّم) كما نزلت في أمّة موسی (عليهم السلام)؛ لأنّ آيات القرآن الكريم تجري مجری الشمس ومجری الليل والنهار لا تتوقف. إضافة إلی أنّ ما حدث في الأمم السابقة يحدث في هذه الأمّة، كما في قوله تعالی: «لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ»[٢٦].
يقول الإمام الصادق (عليه السلام) في تفسير هذه الآية: «أي: لتركبنّ سنن من كان قبلكم من الأولين وأحوالهم»[٢٧].
٣ – يعضد كلام الإمام (عليه السلام) ما ورد عن النبي (صلّی الله عليه وآله وسلّم): «وإنّما الأعمال بخواتيمها»[٢٨].
(٧) – قال (عليه السلام) لكميل بن زياد النخعي: «اللَّهُمَّ بَلَى! لاَ تَخْلُو الاَْرْضُ مِنْ قَائِم لله بِحُجَّة، إِمَّا ظَاهِراً مَشْهُوراً، أوْ خَائِفاً مَغْمُوراً ، لِئَلاَّ تَبْطُلَ حُجَجُ اللهِ وَبَيِّنَاتُهُ»[٢٩].
لقد تقدّم الكلام في بحثنا حول أهل البيت (عليهم السلام) في نهج البلاغة في أنّ الأرض لا يمكن أن تخلو من حجّة بشرية معصومة لله تعالی إلی جانب القرآن الكريم، وهذا المعنی قد ورد في حديث الثقلين حيث قال رسول الله (صلّی الله عليه وآله وسلّم): «إنّي قد تركتُ فيكم الثقلين، واحدهما أكبر من الآخر: كتاب الله حبل ممدود من السماء إلی الأرض، وعترتي أهل بيتي، ألا إنّهما لن يفترقا حتی يردا عليّ الحوض»[٣٠].
إنّ حجة الله تعالی علی عباده لا تكمل إلّا بالقرآن الكريم والعترة الطاهرة (عليهم السلام)، لذا لا يمكن أن يخلو عصر من إمام معصوم، إلی جانب القران الكريم. وفي هذا جاء بإسناده عن أبي حمزة قال: قلت لأبي عبدالله (عليه السلام): تبقی الأرض بغير إمام؟ قال (عليه السلام): «لو بقيت الأرض بغير إمام ساعة لساخت»[٣١]. والروايات كثيرة في ضرورة وجود المعصوم في كل عصر وزمان ومنها:
قال الصدوق في (كمال الدين): في قوله تعالی: «إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ»[٣٢]، دليل علی أنّه لم تخل الأرض من هداة في كل قوم، وكل عصر تلزم العباد الحجّة لله تعالی من الأنبياء والأوصياء، فالهداة من الأنبياء والأوصياء لا يجوز انقطاعهم ما دام التكليف من الله تعالی لازماً للعباد[٣٣].
وقال ـ أيضاً ـ في قوله تعالی: «وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً...» الآيه[٣٤]، دليل علی أنّ الحكمة في الخليفة أبلغ من الحكمة في الخليفة، فلذلك ابتدأ به لأنّه سبحانه حكيم، والحكيم من يبدأ بالأهم دون الأعم، وذلك تصديق قول الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام)، حيث يقول: «الحجّة قبل الخلق، ومع الخلق وبعد الخلق»[٣٥]. ولو خلق الله الخليفة خلواً من الخليفة لكان قد عرّضهم للتلف إلی أن قال: ومن زعم أن الدنيا تخلوا ساعة من إمام لزمه أن يصحّح مذهب البراهمة في إبطالهم الرسالة، ولولا أنّ القرآن نزل بأنّ محمداً (صلّی الله عليه وآله وسلّم) خاتم الأنبياء لوجب كون الرسول في كل وقت فلمّا صحّ ذلك ارتفع معنی كون الرسول بعده، وبقيت الصورة المستدعية للخليفة في العقل[٣٦].
وروی ابن قتيبة في عيون الأخبار مسنداً عن إبراهيم بن عبدالرحمن قال: قال النبي (صلّی الله عليه وآله وسلّم): «يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله، ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين[٣٧].
وروی الكليني عن الكافي بإسنادين عن الحسن بن محبوب، عن أبي أسامة وهشام بن سالم، عن أبي حمزة، عن أبي إسحاق عمّن يثقُ من أصحاب أميرالمؤمنين (عليه السلام) أنّه قال: «اللهم إنّك لا تخلي أرضك من حجّة لك علی خلقك»[٣٨].
المصادر والمراجع
القرآن الكريم
١ – أساس البلاغة، للزمخشري، أبوالقاسم محمود بن عمرو بن أحمد (ت ٥٣٨هـ).
٢ – الإرشاد، للشيخ المفيد، محمد بن محمد بن النعمان بن عبدالسلام الحارثي العكبري (ت٤١٣هـ).
٣ – البحار، للمجلسي، الشيخ محمد باقر (ت ١١١١هـ).
٤ – البداية والنهاية، لابن كثير، أبو الفداء، إسماعيل بن عمر بن كثير الدمشقي (ت٧٧٤هـ).
٥ – بهج الصباغة، للمحقق التستري، محمدتقي.
٦ – تاريخ بغداد، للخطيب البغدادي، أحمد بن علي بن ثابت (ت٤٦٣هـ).
٧ – تاريخ دمشق، لابن عساكر (ت ٥٧١ هـ).
٨ – ترجمة الإمام علي (عليه السلام)، لابن عساكر، (ت ٥٧١هـ).
٩ – الترغيب والترهيب، للألباني، محمد ناصرالدين (ت ٤٢٠هـ).
١٠ – التفسير الصافي، للفيض الكاشاني، محمد المحسن بن مرتضی (ت ١٠٩١هـ).
١١ – التفسير الكبير، للفخر الرازي، فخرالدين (ت ٦٠٤هـ).
١٢ – تفسير القرطبي، لأبي عبدالله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي (ت٦٧١هـ).
١٣ – تفسير الميزان، للطباطبائي (ت ١٤٠٢هـ).
١٤ – تفسير نورالثقلين، للشيخ عبد علي بن جمعة العرسي الحويزي (ت١١١٢هـ).
١٥ – جمهرة اللغة، لمحمد بن الحسن بن دريد أبوبكر (ت ٣٢١هـ).
١٦ – دعائم الإسلام، للقاضي النعمان المغزي (ت٣٦٣هـ).
١٧ – روضة الواعظين، لابن الفتال النيسابوري (ت ٥٠٨هـ).
١٨ – سنن أبي داود، لسليمان بن الأشعث السجستاني (ت ٢٧٥هـ).
١٩ – السنن الكبری، لابن ماجة، محمد بن يزيد القزويني (ت ٢٧٣هـ).
٢٠ – السنن الكبری، للبيهقي، أحمد بن الحسين (ت ٤٥٨هـ).
٢١ – شرح النهج، ابن أبي الحديد المعتزلي (ت ٦٥٦هـ).
٢٢ – شرح النهج البلاغة، ابن ميثم البحراني (ت ١٢٩٩هـ).
٢٣ – الشعر والشعراء، ابن قتيبة الدينوري (ت ٢٧٦هـ).
٢٤ – صحاح اللغة، أبي نصر إسماعيل بن حماد الجوهري (ت ٣٩٣هـ).
٢٥ – صحيح ابن حبان، محمد بن حبان (ت ٣٥٤هـ).
٢٦ – صحيح الترمذي، أبي عيسی محمد بن عيسی (ت ٢٩٧هـ).
٢٧ – صحيح مسلم، أبوالحسين مسلم بن الحجاج القشيري (ت ٢٦١هـ).
٢٨ – الصواعق المحرقة، لابن حجر العسقلاني (ت ٨٥٢هـ).
٢٩ – عيون الأخبار، لابن قتيبة الدينوري (ت ٢٧٦هـ).
٣٠ – الغيبة، للنعماني، الشيخ ابن أبي زينب محمد بن إبراهيم (من أعلام القرن الرابع الهجري).
٣١ – فتح الباري شرح صحيح البخاري، لابن حجر العسقلاني (ت ٨٥٢هـ).
٣٢ – فرائد السمطين، للحمويني (ت ٧٢٢هـ).
٣٣ – الكافي، للكليني، محمد بن يعقوب (ت ٣٢٩هـ).
٣٤ – كتاب الأربعين، لمحمد صادق الخاتون آبادي (ت ١٢٧٢هـ).
٣٥ – كمال الدين، للصدوق، محمد بن علي بن الحسين بن موسی بن بابويه (ت ٣٨١هـ).
٣٦ – كنز العمال، للمتقي الهندي، علاء الدين علي بن حسام الدين (ت ٩٧٥هـ).
٣٧ – لسان العرب، لابن منظور، جمال الدين أبو الفضل محمد بن مكرم بن منظور الأنصاري الأفريقي (ت ٧١١هـ).
٣٨ – مجمع البحرين، للطريحي، فخرالدين (ت ١٠٨٥هـ).
٣٩ – مجمع الزوائد، لابن حجر الهيثمي (ت ٨٠٧هـ).
٤٠ – المحاسن، للبرقي، أحمد بن محمد بن خالد البرقي (ت ٢٧٤هـ).
٤١ – مستدرك سفينة البحار، للشيخ علي النمازي الشاهرودي (ت ١٤٠٢هـ).
٤٢ – المستدرك علی الصحيحين، للحاكم النيسابوري، محمد بن عبدالله (ت ٤٠٥هـ).
٤٣ – مسند أحمد بن حنبل، أبوعبدالله أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني (ت ٢٤١هـ).
٤٤ – المعجم الكبير، للطبراني، سليمان بن أحمد الطبراني (ت ٣٦٠هـ).
٤٥ – الملاحم والفتن، لابن طاووس، السيد رضي الدين علي بن موسی بن جعفر (ت ٦٦٤هـ).
٤٦ – الملل والنحل، للشهرستاني، أبوالفتح تاج الدين الشهرستاني (ت ٥٤٨هـ).
٤٧ – من لا يحضره الفقيه، للشيخ الصدوق، أبوجعفر ابن بابويه القمي (ت ٣٨١هـ).
٤٨ – مناقب آل أبي طالب، ابن شهر آشوب، محمد بن علي (ت ٥٨٨هـ).
٤٩ – منهاج البراعة، للمحقق الخوئي، حبيب الله (ت ١٣٢٦هـ).
٥٠ – ميزان الحكمة، لمحمدي الريشهري.
٥١ – نفحات الولاية في شرح نهج البلاغة، لناصر مكارم شيرازي.
٥٢ – النهاية، لابن الأثير، أبوالفداء إسماعيل بن عمر بن كثير الدمشقي (ت ٧٧٤هـ).
٥٣ – وسائل الشيعة، للحر العاملي، محمد بن الحسن الحر العاملي (ت ١١٠٤هـ).