بسم الله الرحمن الرحيم
يقول ابن أبي الحديد المعتزلي في شرح النهج :
أما فضائله عليه السلام ، فانها قد بلغت من العظم والجلالة والانتشار والاشتهار مبلغا يسمح معه التعرض لذكرها والتصدي لتفصيلها . . . وما أقول في رجل أقرّ له أعداؤه وخصومه بالفضل ، ولم يمكنهم جحد مناقبه ولا كتمان فضائله . وكان كالمسك كلما ستر انتشر عرفه ، وكلما كتم تضوع نشره . وكالشمس لا تستر بالراح ، وكضوء النهار ان حجبت عنه عين واحدة أدركته عيون كثيرة .
وما أقول في رجل تعزى اليه كل فضيلة ، وتنتهي اليه كل فرقة ، وتتجاذبه كل طائفة ، فهورئيس الفضائل وينبوعها وأبوعذرها ، وسابق مضمارها ومجلّي حلبتها . كل من بزغ فيها بعده فمنه أخذ وله اقتفى وعلى مثاله احتذى .
الى ان يقول : وهوعليه السلام اول من جمع القرآن بعد وفاة رسول اللّه ( ص ) .
إيمان الامام علي ( ع ) باللّه ورسوله (ص)
يقول ابن أبي الحديد المعتزلي في شرحه لنهج البلاغة عن إيمان الامام علي ( ع ) :
وما أقول في رجل سبق الناس الى الهدى ، وآمن باللّه وعبده وكلّ من في الارض يعبد الحجر ، ويجحد الخالق . لم يسبقه أحد الى التوحيد إلا السابق الى كل خير محمد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلم .
ذهب أكثر أهل الحديث الى أنه عليه السلام أول الناس اتباعا لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وإيمانا به .
وقد قال ( ع ) : أنا الصدّيق الاكبر ، وأنا الفاروق الاول ، أسلمت قبل إسلام الناس وصليت قبل صلاتهم .
النصوص :
قال الامام علي ( ع ) :
وإنّي لعلى يقين من ربّي ، وغير شبهة من ديني . ( الخطبة ٢٢ ، ٦٧ )
وإنّي لعلى بيّنة من ربّي ، ومنهاج من نبيّي ، وإنّي لعلى الطّريق الواضح ألقطه لقطا . ( الخطبة ٩٥ ، ١٨٩ )
اللّهمّ إنّي أوّل من أناب ، وسمع وأجاب . لم يسبقني إلاّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم بالصّلاة . ( الخطبة ١٢٩ ، ٢٤٢ )
وقال ( ع ) في الخطبة القاصعة عن ملازمته للنبي ( ص ) : ولقد كنت أتّبعه إتّباع الفصل ( أي ولد الناقة ) أثر أمّه . يرفع لي في كلّ يوم من أخلاقه علما ، ويأمرني بالإقتداء به . ولقد كان يجاور في كلّ سنة بحراء ، فأراه ولا يراه غيري . ولم يجمع بيت واحد يومئذ في الإسلام غير رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وخديجة وأنا ثالثهما . أرى نور الوحي والرّسالة ، وأشمّ ريح النّبوّة . ( الخطبة ١٩٠ ، ٤ ، ٣٧٤ ) .
ثم قال ( ع ) بعد أن ذكر قصة الشجرة التي أمرها رسول اللّه ( ص ) بالمجي ء والرجوع ففعلت :
فقلت أنا : لا إله إلاّ اللّه ، إنّي أوّل مؤمن بك يا رسول اللّه ، وأوّل من أقرّ بأنّ الشّجرة فعلت ما فعلت بأمر اللّه تعالى ، تصديقا بنبوّتك ، وإجلالا لكلمتك . فقال القوم كلّهم : بل ساحر كذّاب ، عجيب السّحر خفيف فيه . وهل يصدّقك في أمرك إلاّ مثل هذا ( يعنونني ) . ( الخطبة ١٩٠ ، ٤ ، ٣٧٥ ) .
ولقد علم المستحفظون من أصحاب محمّد صلّى اللّه عليه وآله ، أنّي لم أردّ على اللّه ولا على رسوله ساعة قطّ . ولقد واسيته بنفسي في المواطن الّتي تنكص فيها الأبطال ، وتتأخّر فيها الأقدام ، نجدة أكرمني اللّه بها . ( الخطبة ١٩٥ ، ٣٨٦ ) .
فيا عجبا للدّهر إذ صرت يقرن بي من لم يسع بقدمي ، ولم تكن له كسابقتي ، الّتي لا يدلي أحد بمثلها ، إلاّ أن يدّعي مدّع ما لا أعرفه ، ولا أظنّ اللّه يعرفه ، والحمد للّه على كلّ حال . ( الخطبة ٢٤٨ ، ٤٤٨ ) .
عصمة الامام علي ( ع ) علي مع الحق ومع القرآن لا يفترقان
قال الامام علي ( ع ) :
أقمت لكم على سنن الحقّ في جوادّ المضلّة ، حيث تلتقون ولا دليل ، وتحتفرون ولا تميهون . اليوم أنطق لكم العجماء ذات البيان عزب رأي امري ء تخلّف عنّي ما شككت في الحقّ مذ أريته . ( الخطبة ٤ ، ٤٦ ) .
وإنّ معي لبصيرتي ، ما لبّست على نفسي ، ولا لبّس عليّ . ( الخطبة ١٠ ، ٥١ ) .
واعذروا من لا حجّة لكم عليه وهوأنا ألم أعمل فيكم بالثّقل الأكبر ؟ ( أي القرآن ) وأترك فيكم الثّقل الأصغر ( أي الحسن والحسين عليهما السلام ) . ( الخطبة ٨٥ ، ١٥٥ ) .
وواللّه إن جئتها ، إنّي للمحقّ الّذي يتّبع . وإنّ الكتاب لمعي ، ما فارقته مذ صحبته . ( الخطبة ١٢٠ ، ٢٣١ ) .
وليس أمري وأمركم واحدا . إنّي أريدكم للّه ، وأنتم تريدونني لأنفسكم . ( الخطبة ١٣٤ ، ٢٤٧ ) .
لن يسرع أحد قبلي إلى دعوة حقّ ، وصلة رحم ، وعائدة كرم . ( الخطبة ١٣٧ ، ٢٥١ ) .
قال ( ع ) في معرض حديثه عن النبي ( ص ) : وما وجد لي كذبة في قول ، ولا خطلة في فعل . ( الخطبة ١٩٠ ، ٤ ، ٣٧٣ ) .
وإنّي لمن قوم لا تأخذهم في اللّه لومة لائم . سيماهم سيما الصّدّيقين ، وكلامهم كلام الأبرار . عمّار اللّيل ومنار النّهار . متمسّكون بحبل القرآن ، يحيون سنن اللّه وسنن رسوله . لا يستكبرون ولا يعلون ، ولا يغلّون ولا يفسدون . قلوبهم في الجنان ،وأجسادهم في العمل . ( الخطبة ١٩٠ ، ٤ ، ٣٧٥ ) .
ولقد علم المستحفظون من أصحاب محمّد صلّى اللّه عليه وآله أنّي لم أردّ على اللّه ولا على رسوله ساعة قطّ . ( الخطبة ١٩٥ ، ٣٨٦ ) .
فوالّذي لا إله إلاّ هو، إنّي لعلى جادّة الحقّ ، وإنّهم لعلى مزلّة الباطل . ( الخطبة ١٩٥ ، ٣٨٦ ) .
إنّ اللّه تبارك وتعالى طهّرنا وعصمنا ، وجعلنا شهداء على خلقه وحججا على عباده ،وجعلنا مع القرآن وجعل القرآن معنا ، لا نفارقه ولا يفارقنا . ( مستدرك ١٨٣ )
الامام علي ( ع ) نبراس الهداية
قال الامام علي ( ع ) :
فواللّه ما دفعت الحرب يوما إلاّ وأنا أطمع أن تلحق بي طائفة فتهتدي بي ، وتعشوإلى ضوئي ، وذلك أحبّ إليّ من أن أقتلها على ضلالها ، وإن كانت تبوء بآثامها . ( الخطبة ١٥٥ ، ١١١ )
واعذروا من لا حجّة لكم عليه وهوأنا ألم أعمل فيكم بالثّقل الأكبر ( أي القرآن ) ؟ وأترك فيكم الثّقل الأصغر ( أي الحسن والحسين عليهما السلام ) ؟ . وقد ركزت فيكم راية الإيمان ، ووقفتكم على حدود الحلال والحرام ، وألبستكم العافية من عدلي ، وفرشتكم المعروف من قولي وفعلي ، وأريتكم كرائم الأخلاق من نفسي ؟ . ( الخطبة ٨٥ ، ١٥٥ )
لقد حملتكم على الطّريق الواضح الّتي لا يهلك عليها إلاّ هالك ( يقصد بالهالك من تمكن الفساد من طبعه ) . ( الخطبة ١١٧ ، ٢٢٨ )
ولكنّا إنّما أصبحنا نقاتل إخواننا في الإسلام ، على ما دخل فيه من الزّيغ والإعوجاج والشّبهة والتّأويل . فإذا طمعنا في خصلة يلمّ اللّه بها شعثنا ، ونتدانى بها إلى البقيّة فيما بيننا ، غبنا فيها ، وأمسكنا عمّا سواها . ( الخطبة ١٢٠ ، ٢٣١ )
وقال ( ع ) : أيّها النّاس ، إنّي قد بثثت لكم المواعظ الّتي وعظ الأنبياء بها أممهم . وأدّيت إليكم ما أدّت الأوصياء إلى من بعدهم . وأدّبتكم بسوطي فلم تستقيموا . وحدوتكم بالزّواجر فلم تستوسقوا . للّه أنتم أتتوقّعون إماما غيري يطأ بكم الطّريق ،ويرشدكم السّبيل ؟ . ( الخطبة ١٨٠ ، ٣٢٨ )
محبة الامام علي ( ع )
دلت الاخبار الشريفة على أنّ محبة الامام علي ( ع ) جزء من الايمان ، وأنه لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه الا منافق ، كقول النبي ( ص ) : « يا عليّ لا يحبّك إلاّ مؤمن ، ولا يبغضك إلاّ منافق » . وكان الولد يعرف فيما اذا كان ابن حلال من محبته لعلي ( ع ) فاذا أبغضه شك في أصله , ومصداق ذلك قول صفي الدين الحلى :
وإني قد خبرت بك البرايا فأنت محكّ اولاد الحلال
حتى اصبحت محبة علي ( ع ) محكا لنقاء الناس ، كالمبرد الذي يختبر به نقاء الذهب من غشه ، كما قال الشاعر :
اذا ما التبر حكّ على محكّ ***** تبين غشه من دون شكّ
وفينا الغش والذهب المصفى ***** ( عليّ ) بيننا شبه المحكّ
هذا وكان في علم الامام علي ( ع ) أنّ بعض الناس سوف يحبونه حبا زائدا حتى يعبدوه ، بينما بعضهم الآخر سوف يبغضونه حتى يسبوه . فأمر عليه السلام أتباعه وشيعته أن يسلكوا الطريق الوسط في محبته ، حتى لا يهلكوا .
النصوص :
قال الامام علي ( ع ) :
وسيهلك فيّ صنفان : محبّ مفرط يذهب به الحبّ إلى غير الحقّ ، ومبغض مفرط يذهب به البغض إلى غير الحقّ ، وخير النّاس فيّ حالا النّمط الأوسط ، فألزموه . ( الخطبة ١٢٥ ، ٢٣٧ )
وقال ( ع ) : لوضربت خيشوم المؤمن بسيفي هذا على أن يبغضني ما أبغضني ،ولوصببت الدّنيا بجمّاتها ( أي بجليلها وحقيرها ) على المنافق على أن يحبّني ما أحبّني . وذلك أنّه قضي فانقضى على لسان النّبيّ الأمّيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أنّه قال « يا عليّ ، لا يبغضك مؤمن ، ولا يحبّك منافق » . ( ٤٥ ح ، ٥٧٤ )
وقال ( ع ) وقد توفي سهل بن حنيف الانصاري بالكوفة بعد مرجعه من صفين ، وكان أحب الناس اليه : لوأحبّني جبل لتهافت ( أي لتساقط بعد ما تصدع ، وذلك أن المحن والمصائب لا تقع الا بالمتقين الابرار ، فتصدعهم كما تتصدع الجبال ) . ( ١١١ ح ، ٥٨٥ )
وقال ( ع ) هلك فيّ رجلان : محبّ غال ، ومبغض قال . ( ١١٧ ح ، ٥٨٧ )
وقال ( ع ) يهلك فيّ رجلان : محبّ مفرط ، وباهت مفتر ( من الافتراء ) . ( ٤٦٩ ح ، ٦٦٠ )
قضاء الامام ( ع ) وحسن رأيه
مدخل :
يقول عز الدين ابن ابي الحديد صاحب شرح النهج مبينا بعض مناقب الإمام علي عليه السلام :
كل فقيه في الاسلام عيال عليه ، من ذلك رجوع عمر ( رض ) اليه في كثير من المسائل التي أشكلت عليه وعلى غيره من الصحابة ، وقوله غير مرة : ( لولا علي لهلك عمر ) وقوله ( لا بقيت لمعضلة ليس لها أبوالحسن ) وقوله ( لا يفتين أحد في المسجد وعلي حاضر ).
ويكفي قول الرسول ( ص ) له « أقضاكم علي » .
وقد كان من أسد الناس رأيا واصحهم تدبيرا .
النصوص :
روي أنه ذكر عند عمر بن الخطاب في أيامه حلي الكعبة وكثرته ، فقال قوم : لوأخذته فجهزت به جيوش المسلمين كان أعظم للاجر . وما تصنع الكعبة بالحلي ؟ فهمّ عمر بذلك . وسأل عليا ( ع ) فقال عليه السلام : إنّ القرآن أنزل على النّبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم والأموال أربعة : أموال المسلمين فقسّمها بين الورثة في الفرائض . والفي ء فقسّمه على مستحقّيه . والخمس فوضعه اللّه حيث وضعه . والصّدقات فجعلها اللّه حيث جعلها . وكان حلي الكعبة فيها يومئذ ، فتركه اللّه على حاله ، ولم يتركه نسيانا ، ولم يخف عليه مكانا . فأقرّه حيث أقرّه اللّه ورسوله . فقال له عمر : لولاك لافتضحنا . وترك الحلي بحاله . ( ٢٧٠ ح ، ٦٢٠ )
وروي أنه ( ع ) رفع اليه رجلان سرقا من مال اللّه ، أحدهما عبد من مال اللّه ، والآخر من عروض الناس ( أي عبد لأحد الناس ) .
فقال عليه السلام : أمّا هذا فهومن مال اللّه ولا حدّ عليه ، مال اللّه أكل بعضه بعضا ، وأمّا الآخر فعليه الحدّ الشّديد ، فقطع يده . ( ٢٧١ ح ، ٦٢١ )
أجوبة الامام المسكتة وردوده السريعة
قال الامام علي ( ع ) :
في وجوب اتباع الحق عند قيام الحجة ، وذلك ان قوما من أهل البصرة بعثوا برجل الى الامام ( ع ) يستعلم منه حقيقة حاله مع اصحاب الجمل لتزول الشبهة من نفوسهم . فبيّن له ( ع ) من امره معهم ما علم به انه على الحق . ثم قال له : بايع . فقال : اني رسول قوم ولا احدث حدثا حتى ارجع اليهم . فقال ( ع ) : أرأيت لوأنّ الّذين وراءك بعثوك رائدا تبتغي لهم مساقط الغيث ، فرجعت إليهم وأخبرتهم عن الكلاء والماء ، فخالفوا إلى المعاطش والمجادب ، ما كنت صانعا ؟ قال : كنت تاركهم ومخالفهم إلى الكلاء والماء . فقال عليه السّلام : فامدد اذا يدك . فقال الرّجل : فواللّه ما استطعت أن أمتنع عند قيام الحجّة عليّ . فبايعته عليه السّلام . ( الخطبة ١٦٨ ، ٣٠٤ )
سئل ( ع ) عن المسافة ما بين المشرق والمغرب ، فقال ( ع ) : مسيرة يوم للشّمس . ( ٢٩٤ ح ، ٦٢٦ )
وسئل ( ع ) : كيف يحاسب اللّه الخلق على كثرتهم ؟ فقال عليه السلام : كما يرزقهم على كثرتهم . فقيل : كيف يحاسبهم ولا يرونه ؟ فقال عليه السّلام : كما يرزقهم ولا يرونه . ( ٣٠٠ ح ، ٦٢٧ )
وقال له بعض اليهود : ما دفنتم نبيكم حتى اختلفتم فيه فقال عليه السّلام له : إنّما اختلفنا عنه لا فيه ( اي في اخبار وردت عنه لا في صدق نبوته ) . ولكنّكم ما جفّت أرجلكم من البحر حتّى قلتم لنبيّكم إِجْعَلَ لَنَا إِلهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ . فَقَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ . ( ٣١٧ ح ، ٦٣٠ )
وقيل له ( ع ) لوسدّ على رجل باب بيته وترك فيه ، من اين كان يأتيه رزقه ؟ فقال عليه السّلام : من حيث يأتيه أجله . ( ٣٥٦ ح ، ٦٣٧ )
وقيل للأمام ( ع ) : لوغيرت شيبتك يا أمير المؤمنين . فقال ( ع ) : الخضاب زينة ، ونحن قوم في مصيبة ( يريد وفاة رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ) . ( ٤٧٣ ح ، ٦٦١ )
وقيل له ( ع ) : كم بين السماء والارض ؟ فقال : دعوة مستجابة . ( مستدرك ١٦٤ )
علم الامام علي ( ع )
اختص الامام علي بن أبي طالب ( ع ) من بين الصحابة رضوان اللّه عليهم بالعلم الغزير ، الذي نقله عن النبي ( ص ) وهوالذي ربّاه وأهّله للامامة . حتى قال فيه ( ص ) : « أنا مدينة العلم وعليّ بابها ، فمن أراد المدينة فليأت الباب » .
وقال علي ( ع ) : ( لقد علّمني حبيبي رسول اللّه ( ص ) ألف باب من العلم ، يفتح لي من كلّ باب ألف باب ) . ولذلك كان عليه السلام كثيرا ما يقف على المنبر في مدة خلافته ويقول : ( سلوني قبل أن تفقدوني ) .
النصوص :
قال الامام علي ( ع ) : بل اندمجت على مكنون علم ، لوبحت به لاضطربتم اضطراب الأرشية في الطّويّ البعيدة ( أي كاضطراب حبال الدلوفي الآبار العميقة ) . ( الخطبة ٥ ، ٤٨ )
أمّا بعد حمد اللّه ، والثّناء عليه . أيّها النّاس ، فإنّي فقأت عين الفتنة ، ولم يكن ليجتري ء عليها أحد غيري بعد أن ماج غيهبها ، واشتدّ كلبها . فاسألوني قبل أن تفقدوني ، فوالّذي نفسي بيده لا تسألوني عن شي ء فيما بينكم وبين السّاعة ، ولا عن فئة تهدي مائة وتضل مائة ، إلاّ أنبأتكم بناعقها وقائدها وسائقها ، ومناخ ركابها ومحطّ رحالها ، ومن يقتل من أهلها قتلا ، ومن يموت منهم موتا . . . ( الخطبة ٩١ ، ١٨٣ )
لوتعلمون ما أعلم ممّا طوي عنكم غيبه ، إذا لخرجتم إلى الصّعدات ( أي لتركتم بيوتكم وهمتم في الطرق من شدة الخوف ) . ( الخطبة ١١٤ ، ٢٢٥ )
تاللّه لقد علّمت تبليغ الرّسالات ، وإتمام العدات ، وتمام الكلمات . ( الخطبة ١١٨ ، ٢٢٨ )
قال له بعض أصحابه : لقد أعطيت يا أمير المؤمنين علم الغيب فضحك عليه السّلام ، وقال للرّجل وكان كلبيّا : يا أخا كلب ليس هوبعلم غيب ، وإنّما هوتعلّم من ذي علم . وإنّما علم الغيب : علم السّاعة ، وما عدّده اللّه سبحانه . . . فهذا علم الغيب الّذي لا يعلمه أحد إلاّ اللّه ، وما سوى ذلك فعلم علّمه اللّه نبيّه ، فعلّمنيه . ودعا لي بأن يعيه صدري ، وتضطمّ ( أي تنضم ) عليه جوانحي (الجوانح :هي الاضلاع تحت الترائب مما يلي الصدر ) . ( الخطبة ١٢٦ ، ٢٣٩ )
ربّ رحيم ، ودين قوم ، وإمام عليم . ( الخطبة ١٤٧ ، ٢٦١ )
وقال ( ع ) عن مدى علمه بالمغيبات : واللّه لوشئت أن أخبر كلّ رجل منكم بمخرجه ومولجه وجميع شأنه لفعلت ( الخطبة ١٧٣ ، ٣١١ )
أيّها النّاس ، سلوني قبل أن تفقدوني ، فلأنا بطرق السّماء أعلم منّي بطرق الأرض ،قبل أن تشغر برجلها فتنة ، تطأ في خطامها ، وتذهب بأحلام قومها . ( الخطبة ١٨٧ ، ٣٥٠ )
. . . وليس كلّ أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم من كان يسأله ويستفهمه . . . وكان لا يمرّ بي من ذلك شي ء إلاّ سألته عنه وحفظته . ( الخطبة ٢٠٨ ، ٤٠٣ )