(الولادة والتسمية)
١ـ كلمة في ولادته في جوف الكعبة.
ولد علي (عليه السلام) في اليوم الثالث عشر من رجب سنة ثلاثين من عام الفيل في جوف الكعبة شرفها الله زائريها ولم يولد قبله ولا بعده مولود في بيت الله الحرام سواه كرم الله وجهه عنالسجود لأصنامها فكانما كان ميلاده ثمة ايذانا بعهد جديد للكعبة وللعبادة فيها وكاد علي أن يولد مسلما،بل وقد ولد مسلما تحقيقا،وبعد خروجه عن البيت لم يفتح عينيه إلا على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقرأ من سورة المؤمنون: (بسم الله الرحمن الرحيم قد أفلح المؤمنون الذينهم في صلاتهم خاشعون) (١) الآية،وحمله النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى منزل امه وسماه أبوطالب عليا واسمه مشتق من إسم الله العلي الأعلى كي يدوم له عز العلووفخر العز أدومه (٢).
٢ـ تفصيل الواقعة في الحديث.
في كشف الغمة عن بشائر المصطفي،وفي البحار عن غيبة النعمانى،ومعاني الأخبار،وعلل الشرائع،عن سعيد بن جبير،قال:يزيد بن قعيب:كنت جالسا مع العباس بن عبد المطلب وفريق منبنى عبد العزى بإزاء بيت اللهالحرام،إذ أقبلت فاطمة بنت أسد أم أمير المؤمنين (عليه السلام) وكانت حاملة به لتسعة أشهر وقد أخذها الطلق،فقالت:يا رب،إنى مؤمنة بك وبما جاء من عندك من رسل وكتب،وإني مصدقة بكلام جدى إبراهيم الخليل (عليه السلام) وإنه بنى البيت العتيق،فبحق الذي بنى هذا البيت،وبحق المولود الذي في بطني إلا ما يسرت علي ولادتي.
قال يزيد بن قعيب:فرأيت البيت قد انشق عن ظهره،ودخلت فاطمة فيه،وغابت عن أبصارنا وعاد إلى حاله والتزق الحائط فرمنا أن ينفتح لنا قفل الباب (٣) فلم ينفتح،فعلمنا أن ذلك أمر من أمرالله عز وجل،ثم خرجت في اليوم الرابع وعلى يدها أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب (عليه السلام)،ثم قالت:إني فضلت على من تقدمني من النساء،لان آسية بنت مزاحم عبدت الله عز وجل سرا في موضع لا يحب الله أن يعبد فيه إلا اضطرارا وأن مريم بنت عمران هزت النخلة اليابسة بيدها حتى أكلت منها رطبا جنيا،وأنى دخلت بيت الله الحرامـفأكلت من ثمار الجنة وأرزاقها (أرواقها) فلما أردت أن أخرج هتف بي هاتف:يا فاطمة،سميه عليا (٤)،فهوعلي والله العلي الأعلى يقول:إنى شققت اسمه من اسمي وأدبته بأدبي،واوقفته على غامض علمي،وهوالذي يكسر الأصنام في بيتي،وهوالذي يوذن فوق ظهر بيتي ويقدسني ويمجدني،فطوبى لمن أحبه واطاعه،وويل لمن أبغضه وعصاه.
قالت:فولدت عليا ولرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ثلاثون سنة،واحبه رسول الله حبا شديدا،وقال لها:إجعلي مهده بقرب فراشي وكان يلي أكثر تربيته،وكان يطهر عليا في وقتغسله،ويوجره اللبن عند شربه،ويحرك مهده عند نومه،ويناغيه في يقظته،ويحمله على صدره ورقبته،ويقول:«هذا أخي وولييوناصري وصفيي وذخري وكهفي وصهري ووصيي وزوج كريمتي وأميني على وصيتي وخليفتي،وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يحمله دائما ويطوف به جبال مكة وشعابها وأوديتها وفجاجها صلى الله على الحامل والمحمول (٥) ».
وفي المناقب:ـ في رواية شعبة عن قتادة،عن أنس عن العباس بن عبد المطلب وفي رواية الحسن بن محبوب،عن الصادق (عليه السلام) والحديث مختصر:أنه انفتح البيت من ظهرهـو دخلت فاطمة فيه،ثم عادت الفتحة والتصقت وبقيت فيه ثلاثة أيام،فأكلت من ثمار الجنة،فلما خرجت قال علي:السلام عليك يا أبه ورحمة الله وبركاته،ثم تنحنح وقال: (بسم الله الرحمن الرحيم قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون) الى آخر الآيات،فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (قد افلحوا بك،أنتـ والله أميرهم تميرهم من علمك فيمتارون،وأنتـوالله دليلهم وبك والله يهتدون،ووضع رسول الله لسانه في فيه فانفجرت اثنتا عشرة عينا،قال:فسمي ذلك اليوم يوم التروية.
فلما كان من غده وبصر علي (عليه السلام) برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) سلم عليه وضحك في وجهه،وجعل يشير إليه،فأخذه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقالت فاطمة:عرفه فسمي ذلك اليوم عرفة،فلما كان اليوم الثالث وكان يوم العاشر من ذي الحجة،أذن أبوطالب في الناس أذانا جامعا،وقال:هلموا إلى وليمة ابني علي (عليه السلام) ونحر ثلاثمائة من الإبل وألف رأس من البقر والغنم واتخذوا وليمة،وقال:هلموا وطوفوا بالبيت سبعا وادخلوا على علي (عليه السلام) ولدى ففعل الناس من ذلك وجرت به السنة ووضعته امه بين يدي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ففتح فاه بلسانه وحنكه وأذن في اذنه اليمنى وأقام في اذنه اليسرى،فعرف الشهادتين وولد على الفطرة (٦).
وانشأ الحميري:
ولدته في حرم الله وأمنه | والبيت حيث فناؤه والمسجد | |
بيضاء طاهرة الثياب كريمة | طابت وطاب وليدها والمولد | |
في ليلة غابت نحوس نجومها | وبدت مع القمر المنير الأسعد | |
ما لف في خرق القوابل مثله | إلا ابن امنة النبي محمد (٧) |
٣ـ ما قاله رسول الله (ص) في ولادة علي (ع)
قال الحافظ الكنجى الشافعي،عن جابر بن عبد الله،قال:سألت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن ميلاد علي بن أبي طالب.
فقال:لقد سألتني عن خير مولود ولد في شبه المسيح (عليه السلام)،إن الله تبارك وتعالى خلق عليا من نوري وخلقني من نوره وكلانا من نور واحد،ثم إن الله عز وجل نقلنا من صلب آدم، (عليه السلام) في أصلاب طاهرة إلى أرحام زكية فما نقلت من صلب إلا ونقل علي معي،فلم نزل كذلك حتى استودعني خير رحم وهي آمنة،واستودع عليا خير رحم وهي فاطمة بنت أسد.
وكان في زماننا رجل زاهد عابد يقال له المبرم ابن دعيب بن الشقبان قد عبد الله تعالى مائتين وسبعين سنة لم يسأل الله حاجة فبعث الله إليه أبا طالب،فلما أبصره المبرم قام إليه،وقبل رأسه وأجلسه بين يديه ثم قال له:من أنت؟فقال:رجل من تهامة،فقال:من أي تهامة؟فقال:من بني هاشم،فوثب العابد فقبل رأسه ثانية،ثم قال:يا هذا،إن العلي الأعلى ألهمني إلهاما،قال أبوطالب:وما هو؟قال:ولد يولد من ظهرك وهوولى الله عز وجل،فلما كانت الليلة التي ولد فيها علي أشرقت الأرض،فخرج أبوطالب،وهويقول:أيها الناس ولد في الكعبة ولي الله عز وجل فلما أصبح دخل الكعبة وهويقول:
يا رب هذا العسق الدجى | والقمر المبتلج المضى | |
بين لنا امرك الخفي | ماذا ترى في اسم ذا الصبى |
قال فسمع صوت هاتف يقول:
يا اهل بيت المصطفي النبي | خصصتم بالولد الزكي | |
إن اسمه من شامخ العلى | على اشتق من العلى (٨) |
٤ـ ما قاله علي بن الحسين في ولادته عن زبدة بنت العجلان وفي الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي من كتاب المناقب لابي العالى الفقيه المالكي روى خبرا يرفعه إلى علي بن الحسين (عليه السلام) أنه قال:كنا عند الحسين عليه السلام في بعض الايام واذا بنسوة مجتمعين،فاقبلت امرأة منهن علينا فقلت لها:من أنت يرحمك الله.
قالت:أنا زبدة ابنة العجلان من بني ساعدة.
فقلت لها:هل عندك من شيء تحدثينا به. قالت:إي والله حدثتني ام عمارة بنت عبادة من فضلة بن هالك بن عجلان الساعدي،أنها كانت ذات يوم في نساء من العرب إذ أقبل أبوطالب كئيبا حزينا،فقلت له:ما شأنك؟قال:إن فاطمة بنتأسد في شدة من الطلق.
ثم أنه أخذ بيدها وجاء بها الي الكعبة فدخل بها،وقال:اجلسي على اسم الله،فطلقت طلقة واحدة فولدت غلاما نظيفا منظفا لم أر أحسن وجها منه،فسماهأبوطالب عليا.
وقال شعرا:
سميته بعلي كي يدوم له | عز العلو وفخر العز أدومه |
وجاء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فحمله معه إلى منزل امه.
قال علي بن الحسين (عليه السلام):«فوالله ما سمعت بشيء حسن قط إلا وهذا من أحسنه»الى آخره (٩)
وروى ابن المغازلي الشافعي في المناقب عن علي بن الحسين عليه السلام نحوه. (١٠)
٥ـ ما قاله جعفر بن محمد الصادق (ع) في ولادته في الكافي الشريف عن محمد بن عبد الله ابن مسكان،عن أبيه قال:قال أبوعبد الله (عليه السلام):«إن فاطمة بنت أسد جاءت إلى أبي طالب لتبشره بمولد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال أبوطالب:اصبري سبتا ابشرك بمثله إلا النبوة،وقال:السبت (١١) ثلاثون سنة وكان بين رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأميرالمؤمنين (عليه السلام) ثلاثون سنة» (١٢).
٦ـ أن عليا (ع) ارتزق من لسان النبي (ص) عن السيد احمد زيني دحلان الشافعى،عن فاطمة بنت اسد ام علي (عليه السلام) أنها قالت:لما ولدته سماه (صلى الله عليه وآله وسلم) عليا وبصق في فيه،ثم أنه القمه لسانه فما زال يمصه حتى نام.
قالت:فلما كان من الغد طلبنا له مرضعة فلم يقبل ثدي أحد،فدعونا له محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) فالقمه لسانه فنام،فكان كذلك ما شاء الله تعالى (١٣).
٧ـ تسميته عليا (ع) كانت من عند الله روى الحافظ القندوزي الحنفي عن عباس بن عبد المطلب،قال:لما ولدت فاطمة بنت أسد عليا،سمته باسم ابيها أسد،ولم يرض أبوطالب بهذا الاسم فقال:هلم حتى نعلوا أبا قبيس ليلا،وندعوا خالق الخضراء فلعله أن ينبئنا في اسمه،فلما أمسيا خرجا وصعدا أبا قبيس ودعيا الله تعالى،فانشأ أبوطالب شعرا:
يا رب هذا الغسق الدجي | والفلق المبتلج المضي | |
بين لنا عن امرك المقضي | لما نسمي ذلك الصبي |
فاذا خشخشة من السماء فرفع أبوطالب طرفه فإذا لوح مثل زبرجد أخضر فيه أربعة أسطر فاخذه بكلتا يديه وضمه إلى صدره ضما شديدا فاذا مكتوب:
خصصتما بالولد الزكي | والطاهر المنتجب الرضي | |
واسمه من قاهر العلى | علي اشتق من العلي |
فسر أبوطالب (عليه السلام) سرورا عظيما،وخر ساجدا لله تبارك وتعالى وعق بعشرة من الإبل وكان اللوح معلقا في البيت الحرام يفتخر به بنوهاشم على قريش حتى غاب زمان قتال الحجاج ابن الزبير. (١٤)
انشد الشاعر الدكتور باهر القمي:
مشتق شده از نام خدا نام على | پر شد ز محبت خدا جام على | |
با مهر على مرا سرشتند وجود | آزاد كسى كه رفت در دام على |
٨ـ نبذة مما يتعلق بميلاده (ع) وان ولادته كانت في جوف الكعبة
من كان في حرم الرحمان مولده | وحاطه الله من بأس وعدوان (١٥) |
قصة ولادته (عليه السلام) في الكعبة المكرمة أمر مشهور بين الأمة حتى ألف شيخنا الأوردبادي في الموضوع كتابا فخما (١٦).
ومجمل القصة ان جدار البيت قد انشق لامه فاطمة بنت أسد،فدخلته،ثم التأمتالفتحة،فلم تزل في البيت العتيق حتى ولدت وليد البيت تلك الولادة المباركة وأكلت من ثمار الجنة،ولم ينفلق صدف الكعبة عن دره الدرى إلا وأضاء الكون بنوره محياه الأبلج،وفاح في الأجواء شذى عنصره الأقدس.
وهذه حقيقة ناصعة أصفق على إثباتها الفريقان،وتضافرت بها الأحاديث،وطفحت بها الكتب،فلا نعبأ بجلبة رماة القول على عواهنه بعد نص جمع من أعلام الفريقين على تواتر حديث هذه الأثارة(١٧).
الحديث:
(١) قال الحاكم النيشابوري في المستدرك:وقد تواترت الأخبار أن فاطمة بنت أسد ولدت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) في جوف الكعبة (١٨).
(٢) وقال العلامة الكنجي الشافعي:ولد امير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) بمكة في بيت الله الحرام ليلة الجمعة لثلاث عشرة ليلة خلت من رجب سنة ثلاثين من عام الفيل،ولم يولد قبله ولا بعده مولود في بيت الله الحرام سواه إكراما له بذلك وإجلالا له لمحله في التعظيم (١٩).
(٣) وتبعه أحمد بن عبد الرحيم الدهلوي الشهير بشاه ولي الله والد عبد العزيز الدهلوي (مصنف التحفة الإثنى عشرية في الرد على الشيعة) فقال في كتاب[إزالة الخفاء]،:تواترت الأخبار أن فاطمة بنت أسد ولدت أمير المؤمنين (عليه السلام) عليا في جوف الكعبة فإنه ولد في يوم الجمعة ثالث عشر من شهررجب بعد عام الفيل بثلاثين سنة في الكعبة ولم يولد فيها أحد سواه قبله ولا بعده (٢٠).
(٤) وقال ابن الصباغ المالكي:ولد علي (عليه السلام) بمكة المشرفة بداخل البيت الحرام في يوم الجمعة الثالث عشر من شهر الله الأصم رجب الفرد سنة ثلاثين من عام الفيل قبل الهجرة بثلاث وعشرين سنة،وقيل بخمس وعشرين وقبل البعث باثنتي عشرة سنة،وقيل بعشر سنين،ولم يولد في بيت الله الحرام قبله أحد سواه،وهي فضيلة خصه الله تعالى بها إجلالا له وإعلاء لمرتبته وإظهارا لتكرمته،وكان علي هاشميا من هاشميين وأول من ولده هاشم مرتين (٢١).
(٥) وقال ابن الجوزي الحنفي:وروي أن فاطمة بنت أسد كانت تطوف بالبيت وهي حامل بعلي (عليه السلام) فضربها الطلق ففتح لها باب الكعبة فدخلت فوضعته فيها (٢٢).
(٦) وقال العلامة السكتواري البسنوي الحنفي:أول من لقب في صباه باسم الأسد في الإسلام من الصحب الكرام وهوالحيدر من أسماء الأسد سيدنا علي بن أبي طالب (عليه السلام) كان أبو امه غائبا حين ولدته داخل الكعبة وهي فاطمة بنت أسد لقبته امه تفاؤلا باسم أبيه (٢٣).
(٧) وقال ابن المغازلي الشافعي في حديث طويل عن زبدة بنت قرسته...أن أبا طالب أقبل يوما حزينا وقال:إن فاطمة بنت أسد في شدة المخاض،ثم وضع يده على وجهه فبينا هو كذلك اذ أقبل محمد فقال:ما شانك يا عم فقال:إن فاطمة بنت أسد تشتكي المخاض،فأخذ بيدها وقمن معه فجاء بها إلىالكعبة فأجلسها في الكعبة،ثم قال:اجلسي على اسم الله،قالت:فطلقت طلقة فولدت غلاما مسروا نظيفا منظفا لم أر كحسن وجهه،فسماه أبوطالب عليا،وحمله النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى اداه إلى منزلها الى آخره (٢٤).
(٨) قال عباس محمود العقاد المصري:ولد علي (عليه السلام) في داخل الكعبة وكرم الله وجهه عن السجود لأصنامها،فكانما كان ميلاده ثمة ايذانا بعهد جديد للكعبة وللعبادة فيها،وكاد علي(عليه السلام) أن يولد مسلما بل لقد ولد مسلما على التحقيق إذا نحن نظرنا إلى ميلاد العقيدة والروح كأنه فتح عينيه على الإسلام ولم يعرف قط عبادة الأصنام (٢٥).
وغير اولئك من علماء العامة في كتبهم فمن أراد اقوالهم فليراجع الغدير ج ٦ ص.٢٣
--------------------------------------
(١) سورة المؤمنون:.١
(٢) اقتباس من شعر ابي طالب (ع) وساتيك.
(٣) أن للكعبة بابا يمكن الدخول والخروج منه ولكن الباب لم ينفتح بل انشق الجدار ليكون أبلغ وأوضح وأدل على خرق العادة،ولا يمكن اسناد الأمر إلى الصدفة.
(٤) فسياتيك حديث من القندوزى الحنفي ان تسمية على (ع) كان من عند الله بدعاء ابن طالب (ع).
(٥) كشف الغمة باب المناقب ج ١ ص ٨٢ والبحار ج ٣٥ ص.٨
(٦) المناقب لابن شهر آشوب ج ٢ ص ١٧٤ وبحار الانوار ج ٣٥ ص.١٧
(٧) المناقب لابن شهرآشوب ج ٢ ص.١٧٤
(٨) كفاية الطالب ص ٢٦٠ نقلا عن الاحقاق ج ٧ ص.٤٨٨
(٩) الفصول المهمة لابن الصباح المالكى ص ٣٠ وروى عنه في غاية المرام ص ١٣ الباب الثالث من المقصد الاول رقم الحديث.١
(١٠) المناقب لابن المغازلي الشافعي ص ٦ رقم الحديث ٣ وروى عنه في غاية المرام ص ١٢ الباب الثالث من المقصد الأول رقم الحديث.١
(١١)في مرآة العقول ج ٥ ص ٢٧٧:السبت:الدهر كما ذكره الجوهرى والفيروز آبادى وغيرهما،وفي النهاية مدة من الزمان قليلة كانت أم كثيرة،فالتفسير بالسبت اما لشيوعه بهذا المعنى فيذلك الزمان اولان مراده كان هذه المدة وان لم يوضع لخصوص هذا المعنى،ويدل على تقدم أبى طالب وإنه كان من الأوصيا وأمينا على أسرار الأنبياء.
(١٢) اصول الكافي ج ١ ص.٤٥٢
(١٣) السيرة النبوية بهامش السيرة الحلبيه ج ١ ص.١٧٦
(١٤) ينابيع المودة ص ٢٥٥ ويستفاد من هذا الحديث ان ابا طالب كان موحدا بل كان وصيا من اوصياء الله.
(١٥) من قصيدة أنشاها السريجي الأواني وهل طويلة في الغدير ج ٦ ص.٢١
(١٦) الغدير ج ٦ ص.٢٧
(١٧) اقتباس عن الغدير ج ٦ ص.٢١
(١٨) مستدرك الحاكم ج ٣ ص ٤٨٣ نقلا عن الإحقاق ج ٧ ص ٤٨٩ والغدير ج ٦ ص.٢٢
(١٩) كفاية الطالب ص ٢٠٧ نقلا عن الغدير ج ٦ ص.٢٢
(٢٠) الغدير ج ٦ ص.٢٢
(٢١) الفصول المهمة ص:.٣٠
(٢٢) تذكرة الخواص ص:.٢٠
(٢٣) محاضرة الاوائل ص ٧٩ نقلا عن الاحقاق ج ٧ ص:.٤٩٠
(٢٤) مناقب أمير المؤمنين مخطوط نقلا عن الاحقاق ج ٧ ص.٤٨٦
(٢٥) عبقرية الامام علي (ع) ص.٤٣
(الفصول المائة ج ١ ص ١٩ تأليف: السيد اصغر ناظم زاده قمي)
(الإمام على عليه السلام صباه ورضاعه)
١ ـ قال عليه لاسلام تعريفا لنفسه: «ولقد علمتم موضعي من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالقرابة القريبة، والمنزلة الخصيصة،وضعني في حجره وأنا وليد[ولد ـ خ ل]،يضمني إلىصدره، ويكنفني في فراشه، ويمسني جسده، ويشمني عرفه، وكان يمضغ الشيء ثم يلقمينه، وما وجد لى كذبة في قول،ولا خطلة في فعل،ولقد قرن الله به صلى الله عليه وآله وسلم من لدن أن كان فطيما أعظم ملك من ملائكته،يسلك به طريق المكارم ومحاسن أخلاق العالم ليله ونهاره، ولقد كنت أتبعه اتباع الفصيل إثر امه،يرفع لي في كل يوم من أخلاقه علما،ويأمرني بالاقتداء به، ولقد كان يجاور في كل سنة بحراء، فأراه ولا يراه غيري، ولم يجمع بيت واحد يومئذ في الاسلام غير رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وخديجة، وأنا ثالثهما،أرى نور الوحى والرسالة، وأشم ريح النبوة، ولقد سمعت رنة الشيطان حين نزل الوحي عليه صلى الله عليه وآله وسلم، فقلت: يا رسول الله! ما هذه الرنة؟ فقال: هذا الشيطان قد أيس من عبادته، إنك تسمع ما أسمع، وترى ما أرى، إلا أنك لست بنبي ولكنك لوزير، وإنك لعلى خير (١) ».
قال ابن أبي الحديد: «وروى عن جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام قال: كان علي عليه السلام يرى مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قبل الرسالة الضوء، ويسمع الصوت، وقالصلى الله عليه وآله وسلم له: لولا أني خاتم الأنبياء لكنت شريكا في النبوة، فإن لا تكن نبيا فإنك وصي نبي ووارثه، بل أنت سيد الأوصياء، وإمام الأتقياء (٢) ».
٢ ـ قال العلامة الحلي رحمه الله: «وأما حال ولادته فإنه عليه السلام ولد يوم الجمعة الثالث عشر من شهر رجب بعد عام الفيل بثلاثين سنة في الكعبة؛ ولم يولد فيها أحد سواه لا قبله ولابعده، وكان عمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثلاثين سنة، فأحبه ورباه، وكان يطهره في وقت غسله، ويجرعه اللبن عند شربه، ويحرك مهده عند نومه... ويقول: هذا أخي ووليي وذخري وناصري وصفيي وكهفي وصهري ووصيي وزوج كريمتي وأميني وخليفتي، وكان يحمله دائما ويطوف به جبال مكة وشعابها وأوديتها (٣) ».
٣ ـ وقال برهان الدين الحلبي: «فلم يزل علي عليه السلام مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وفي خصائص العشرة للزمخشري: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم تولى تسميتهبعلي، وتغذيته أياما من ريقه المبارك، يمصه لسانه، فعن فاطمة بنت أسد أم علي ـ رضي الله تعالى عنها ـ قالت: لما ولدته سماه عليا، وبصق في فيه، ثم إنه ألقمه لسانه، فما زال يمصه حتى نام، فلما كان من الغد طلبنا له مرضعة فلم يقبل ثدي أحد، فدعونا له محمد صلى الله عليه وآله وسلم فألقمه لسانه فنام، فكان كذلك ما شاء الله (٤) ».
٤ ـ ذكر أبوالقاسم في أخبار أبي رافع من ثلاثة طرق أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حين تزوج خديجة قال لعمه أبي طالب: إنى احب أن تدفع إلي بعض ولدك يعينني على أمري ويكفيني، وأشكر لك بلاءك عندي، فقال أبوطالب: خذ أيهم شئت، فأخذ عليا عليه السلام، فمن استقى عروقه من منبع النبوة، ورضعت شجرته ثدي الرسالة، تهدلت أغصانه عن نبعة إلامامة، ونشأ في دار الوحي، وربي في بيت التنزيل، ولم يفارق النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حال حياته إلى حال وفاته لا يقاس بسائر الناس، وإذا كان عليهالسلام في أكرم أرومة، وأطيب مغرس، والعرق الصالح ينمي، والشهاب الثاقب يسري، وتعليم الرسول ناجع، ولم يكن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ليتولى تأديبه، ويتضمن حضانته وحسن ترتيبه إلا على ضربين:
إما التفرس فيه، أوبالوحي من الله تعالى، فإن كان بالتفرس فلا تخطأ فراسته، ولا يخيب ظنه، وإن كان بالوحي فلا منزلة أعلى ولا حال أدل على الفضيلة والامامة منه (٥) ».
---------------------------------------------
(١) نهج البلاغة،الخطبة.١٩٠
(٢) ابن أبي الحديد: شرح النهج، ج ١٣: ص ٢١٠ الخطبة ٢٣٨
(٣) الحلي: كشف الحق ونهج الصدق، ص ١٠٩،ط بغداد، المظفر: دلائل الصدق، ج ١: ص.٥٠٦
(٤) الحلبي: السيرة الحلبية، ج ١: ص ٢٦٨، السيرة النبوية لزيني دحلان المطبوع بهامش السيرة الحليية.
(٥) المجلسي: بحار الانوار، ج ٣٨:ص ٢٩٥.وتهدلت: تدلت، والارومة: أصل الشجرة.
(الامام علي بن ابي طالب(ع) ص ٥٣١ احمد الرحماني الهمداني)