وقال (عليه السلام): أَعْجَزُ النَّاسِ مَنْ عَجَزَ عَنِ اكْتِسَابِ الاْخْوَانِ، وَأَعْجَزُ مِنْهُ مَنْ ضَيَّعَ مَنْ ظَفِرَ بِهِ مِنْهُمْ .                
وقال (عليه السلام): قَلِيلٌ مَدُومٌ عَلَيْهِ خَيْرٌ مِنْ كَثِير مَمْلُول مِنْهُ .                
وقال (عليه السلام): مَا أَخَذَ اللهُ عَلَى أَهْلِ الْجَهْلِ أَنْ يَتَعَلَّمُوا حَتَّى أَخَذَ عَلَى أَهْلِ الْعِلْمِ أَنْ يُعَلِّمُوا.                
وقال (عليه السلام): لاَ خَيْرَ فِي الصَّمْتِ عَنِ الْحُكْمِ، كَمَا أنَّهُ لاَ خَيْرَ فِي الْقَوْلِ بِالْجَهْلِ.                
وقال (عليه السلام): مَا لاِبْنِ آدَمَ وَالْفَخْرِ: أَوَّلُهُ نُطْفَةٌ، وَآخِرُهُ جِيفَةٌ، و َلاَ يَرْزُقُ نَفْسَهُ، وَلاَ يَدفَعُ حَتْفَهُ.                
وقال (عليه السلام): يَهْلِكُ فِيَّ رَجُلاَنِ: مُحِبٌّ مُفْرِطٌ، وَبَاهِتٌ مُفْتَر.                
وقال (عليه السلام) : مَنْ كَرُمَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ هَانَتْ عَلَيْهِ شَهْوَتُهُ .                

Search form

إرسال الی صدیق
الإمام علي (عليه السلام) في سطور- الرابع

 

(اول صاحبه اسلاما)

الإمام علي(ع) اسلامه وإيمانه

١ـ قال الحافظ نور الدين الهيتمى (المتوفي ٨٠٧): «عن أبي ‏ذر وسلمان، قالا: أخذ النبى (ص) بيد علي فقال: إن هذا أول من آمن بي، وهذا أول من يصافحني يوم القيامة، وهذا الصديق الأكبر، وهذا فاروق الأمة يفرق بين الحق والباطل، وهذا يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب الظالمين (١) ».

٢ـ وعن سلمان(ره)، قال: «أول هذه الامة ورودا على نبيها(ص) أولها إسلاما علي بن أبي ‏طالب (رض) (٢) ».

٣ـ وعن ابن عباس، عن النبي(ص)، قال: «السبق ثلاثة: السابق إلى موسى: يوشع بن نون، والسابق الى عيسى صاحب ياسين، والسابق إلى محمد(ص) علي بن ابي ‏طالب(رض) (٣) ».

٤ـ وعن عروة بن الزبير، قال: «أسلم علي وهو ابن ثمان سنين (٤) ».

٥ـ قال الحموئي: «عن أبي أيوب قال: قال رسول الله(ص): لقد صلت الملائكة علي وعلى علي سبع سنين، لأنا كنا نصلي وليس معنا أحد يصلي غيرنا. (٥) ».

٦ـ وعن ابن عباس، قال: «إن النبي (ص) قال: أول من صلى معي علي (٦) ».

٧ـ قال رسول الله(ص) لفاطمة(ع): «أما ترضين أني زوجتك أول المسلمين إسلاما، وأعلمهم علما»، وقال(ص) لها: «زوجتك خير أمتي أعلمهم علما، وأفضلهم حلما، وأولهم سلما (٧) ». ٨ـ قال العلامة الأميني(ره): «هذا(أي أولية إسلامه وهوابن تسع أوثمان أوغير ذلك) مما اقتضته المسالمة مع القوم في تحديد مبدأ إسلامه(ع)، وأما نحن فلا نقول إنه أول من أسلم بالمعنى الذى يحاوله ابن كثير وقومه، لأن البدأة به تستدعي سبقا من الكفر، ومتى كفر أمير المؤمنين حتى يسلم؟ ومتى أشرك بالله حتى يؤمن؟ وقد انعقدت نطفته على الحنيفية البيضاء، واحتضنه حجر الرسالة، وغذته يد النبوة، وهذبه الخلق النبوي العظيم، فلم يزل مقتصا أثر الرسول قبل أن يصدع بالدين الحنيف وبعده، فلم يكن له هوى غير هواه، ولا نزعة غير نزعته، وكيف يمكن الخصم أن يقدفه بكفر قبل الدعوة وهويقول: ـ وإن لم نر صحة ما يقول ـ إنه كان يمنع أمه من السجود للصنم وهو حمل.

أيكون إمام الامة هكذا في عالم الأجنة ثم يدنسه درن الكفر في عالم التكليف؟ فلقد كان (ص) مؤمنا جنينا ورضيعا وفطيما ويافعا وغلاما وكهلا وخليفة.

(ولولا أبوطالب وابنه)‏

لما مثل الدن شخصا وقاما بل نحن نقول: إن المراد من إسلامه وإيمانه وأوليته فيهما وسبقه إلى النبي في الاسلام هوالمعنى المراد من قوله تعالى عن إبراهيم الخليل (٨) ع): وأنا أول المسلمين (٩) ، وفيما قالسبحانه عنه: إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين (١٠) ، وفيما قال سبحانه عن موسى(ع): وأنا أول المؤمنين (١١) وفيما قال تعالى عن نبيه الاعظم: آمن الرسول بما انزل إليه من ربه (١٢) ، وفيما قال: قل إني امرت أن اكون أول من أسلم (١٣) ، وفي قوله: وأمرت أن أسلم لرب العالمين (١٤) ».

٩ـ قال أبوجعفر الاسكافي (المتوفي ٢٣٠): «فنبتدى‏ء بذكر تقدمه في الإسلام، فإن الناس مختلفون في أبي ‏بكر وعلي، وقد أجمعوا على أن عليا أسلم قبله إلا أنهم زعموا أن إسلامه كان وهوطفل، فقد وجب تصديقنا في أنه أسلم قبله، ودعواهم في أنه كان طفلا غير مقبول إلا بحجة.

فإن قالوا: وقولكم «إنه أسلم وهو بالغ» دعوى مردودة. قلنا: الإسلام قد ثبت له، وحكمه قد وجب بالدعوة والإقرار، ولوكان طفلا لكان في الحقيقة غير مسلم، لان أسماء الإسلام والإيمان وأسماء الكفر والضلال والطاعة والمعصية إنما علي يقع العقلاء البالغين دون الاطفال ( والمجانين).

وحجة (اخرى)ـ أيضا ـ: إن الله لم يرسل رسولا إلى الأطفال والمجانين، فلما رأيناه قد قصد(ص) إلى علي بن أبي ‏طالب، فدعاه إلى الإسلام وأمره بالإيمان وبدأ به قبل الخلق علمنا أنه عاقلبالغ وأن الأمر له لازم.

فإن قالوا: وما تنكرون أن يكون ذلك منه بالتأذيب كما يكون ذلك منا إلى أطفالنا على جهة التعليم؟ قلنا: ذلك من قولكم غير جائز وإنما ذلك يكون منا عند تمكن الإسلام بأهله وعن ظهوره والنشوء والولادة عليه، فأما في دار الشرك والحرب فليس يجوز ذلك، فالنبي(ص) لم يكن ليدع ما ارسل به، ويقصد إلى دعاء الأطفال والدار دار شرك وكفر، فيشتغل بالتطوع قبل أداء الفرض [و] ذلك عنه(ص) منفر، وما باله لم يدع طفلا غير علي بن أبي ‏طالب وليس في السنة أن يدعي أطفال المشركين إلى الإسلام ويفرق بينهم وبين آبائهم قبل أن يبلغوا الحلم.

فإن قالوا: إن عليا قد كان يألف النبي(ص) فوافقه على طريق المساعدة، قلنا لهم: وإن كان يألفه فلم يكن إلفه‏[به‏] بأكثر من [الفه‏] أبويه وإخوته وعمومته وأهل بيته، ولم يكن الإلف مما يخرجه عما نشأ عليه وغذيه به، ولم يكن الإسلام مما غذى به وكثر على سمعه إلى آخر ما قال (١٥) ».

١٠ ـ قال المحقق المتضلع، الشيخ محمد باقر المحمودي ـ جزاه الله عن صاحب الولاية خير الجزاءـ في هامش الكلام المذكور: «ولأبي جعفر(ره) في رده على عثمانية الجاحظ هيهنا أدلة فطرية وأبحاث وجدانية يصدقها كل عاقل سلمت فطرته، ولم يعقد قلبه على بغض الامام علي بن أبي ‏طالب(ع) ومشاقه الحقائق، وآثرنا أن نذكر ههنا جملا منها قال: «وما بال هذا الطفل لم يأنس بأقرانه، ولم يلصق بأشكاله، ولم ير مع الصبيان في ملاعبهم وهوكأحدهم في طبقته، كبعضهم في معرفته؟ وكيف لم ينزع إليهم في ساعة من ساعاته فيقال: دعاه نقص الصبا وخاطر من خواطر الدنيا، وحملته الغرة والحداثة على حضور لهوهم والدخول في حالهم؟ بل ما رأيناه إلا ماضيا على إسلامه، مصمما في أمره، محققا لقوله بفعله، وقد صدق إسلامه بعفافه وزهده، ولصق برسول الله(ص) من بين جميع من‏[كان‏]بحضرته، فهوأمينه وأليفه في دنياه وآخرته، وقد قهر شهوته، وجاذب خواطره، صابرا على ذلك نفسه لما يرجوه من فوز العاقبة وثواب الآخرة...

ثم لينظر المنصف وليدع الهوى جانبا ليعلم نعمة الله على علي(ع) بالإسلام حيث أسلم على الوضع الذي أسلم عليه، فإنه لولا الألطاف التي خص بها، والهداية التي منحها له لما كان إلا كبعض أقارب محمد(ص) وأهله، فقد كان ممازجا له كممجازجته، ومخالطا له كمخالطة كثير من أهله ورهطه، ولم يستجب أحد منهم له إلا بعد حين، ومنهم من لم يستجب له أصلا ...».

وساق الكلام في تسمية من استجاب النبى(ص) ومن لم يستجبه من عشيرته ـ إلى أن قال :«فكيف ينسب إسلام علي (ع) إلى الإلف والتربية والقرابة واللحمة والتلقين، والحضانة والدارالجامعة، وطول العشرة والانس والخلوة، وقد كان كل ذلك حاصلا لهؤلاء أولكثير منهم، ولم يهتد أحد منهم إذ ذاك؟ بل كانوا بين من جحد وكفر ومات على كفره، ومن أبطأ وتأخر وسبق وجاء سكيتا وقد فاز بالمنزلة غيره.

وهل يدل تأمل حال علي(ع) مع الانصاف إلا على أنه أسلم لأنه شاهد الأعلام، ورأى المعجزات، وشم ريح النبوة، ورأى نور الرسالة، وثبت اليقين في قلبه بمعرفة وعلم ونظر صحيح لابتقليد ولا حمية ولا رغبة ولا رهبة إلا فيما يتعلق بأمور الآخرة (١٦) ».

١١ـ قال عبد الكريم الخطيب: «وأكثر الذين ينازعون في أسبقية علي في الإسلام لا يعتدون بالسبق الزمني وإنما نراهم قد يسلمون به ولكنهم لا يرون إسلام علي إسلاما يعتد به في تلك السن المبكرة اذ لم يكن عن نظر وتدبر، فقد أسلم على حين كان صبيا لم يبلغ مبلغ الادراك والتمييز! والذى نقوله هنا هو ما قلناه من قبل وهو: أن عليا ولد مسلما على الفطرة اذ كان مرباه منذ طفولته في بيت الرسول الذي عصمه الله وعصم من كان في بيته من شرك الجاهلية وضلالها (١٧) ».

١٢ـ قال العقاد: «وكاد علي أن يولد مسلما، بل لقد ولد مسلما على التحقيق اذا نحن نظرنا إلى ميلاد العقيدة والروح، لأنه فتح عينيه على الإسلام، ولم يعرف قط عبادة الاصنام، فهو قد تربى في البيت الذى خرجت منه الدعوة الاسلامية، وعرف العبادة في صلاة النبي ... (١٨) ».

١٣ـ قال المقريزي ما هذا ملخصه: « وأما علي بن أبي ‏طالب فلم يشرك بالله قط، وذلك أن الله تعالى أراد به الخير فجعله في كفالة ابن عمه سيد المرسلين محمد(ص)، فعند ما أتى رسول الله(ص) الوحي وأخبر خديجة وصدقت كانت هي وعلي بن أبي ‏طالب وزيد بن حارثة يصلون معه...

فلم يحتج علي رضى الله أن يدعى، ولا كان مشركا حتى يوحد فيقال: أسلم، بل كان عند ما أوحى الله إلى رسوله(ص) عمره ثمانى سنين، وقيل: سبع، وقيل: إحدى عشرة سنة، وكان مع رسول الله(ص)في منزله بين أهله كأحد أولاده، يتبعه في جميع أحواله (١٩) ».

١٤ـ قال المأمون في حديث احتجاجه على أربعين فقيها ومناظرته إياهم في أن أمير المؤمنين أولى بالناس بالخلافة: «يا إسحاق! أي الأعمال كان أفضل يوم بعث الله رسوله؟ قلت: الإخلاص بالشهادة.

قال: أليس السبق إلى الإسلام؟ قلت: نعم، قال: اقرأ ذلك في كتاب الله تعالى يقول: والسابقون السابقون أولئك المقربون (٢٠) ، إنما عنى من سبق إلى الإسلام، فهل علمت أحدا سبق عليا إلى الإسلام؟ قلت: يا أمير المؤمنين ! إن عليا أسلم وهو حديث السن لا يجوز عليه الحكم، وأبوبكر أسلم وهومستكمل يجوز عليه الحكم.

قال: أخبرنى أيهما أسلم قبل؟ ثم أناظرك من بعده في الحداثة والكمال، قلت: على أسلم قبل أبي بكر على هذه الشريطة، فقال: نعم، فأخبرني عن إسلام على حين أسلم لا يخلو من أن يكون رسول الله(ص) دعاه إلى الإسلام أو يكون إلهاما من الله، قال: فأطرقت، فقال لي : يا إسحاق لا تقل: إلهاما فتقدمه على رسول الله(ص) لأن رسول الله يعرف الإسلام حتى أتاه جبرئيل عن الله تعالى، قلت: أجل، بل دعاه رسول الله(ص) إلى الإسلام، قال: يا إسحاق! فهل يخلو رسول الله(ص) حين دعاه إلى الإسلام من أن يكون دعاه بأمر الله أو تكلف ذلك من نفسه؟ قال: فأطرقت، فقال: يا إسحاق! لا تنسب رسول الله إلى التكلف، فإن الله يقول : وما أنا من المتكلفين (٢١) . قلت: أجل، يا أمير المؤمنين! بل دعاه بأمر الله، قال: فهل من صفة الجبارـ جل ذكره ـ أن يكلف رسله دعاء من لا يجوز عليه حكم؟ قلت: أعوذ بالله،فقال: أفتراه في قياس قولك يا إسحاق، «إن عليا أسلم صبيا لا يجوز عليه الحكم» قد تكلف رسول الله(ص) من دعاء الصبيان ما لا يطيقون؟ فهل يدعوهم الساعة ويرتدون بعد ساعة فلا يجب عليهم في ارتدادهم شى‏ء ولا يجوز عليهم حكم الرسول(ص)؟ أترى هذا جائزا عندك أن تنسبه إلى رسول الله(ص)؟ قلت : أعوذ بالله. (٢٢) .

قال يا إسحاق! فأراك إنما قصدت لفضيلة فضل بها رسول الله(ص) عليا على هذا الخلق أبانة بها منهم ليعرف مكانه وفضله، ولوكان الله تبارك وتعالى أمره بدعاء الصبيان لدعاهم كما دعا عليا!

قلت: بلى،[قالـ ظ] فهل بلغك أن رسول الله(ص) دعا أحدا من الصبيان من أهله وقرابته لئلا تقول: إن عليا ابن عمه؟ قلت: لا أعلم ولا أدري فعل أولم يفعل، قال: يا إسحاق! أرأيت ما لم تدره ولم تعلمه هل تسأله عنه؟ قلت: لا، قال: فدع ما قد وضعه الله عنا وعنك (٢٣) ».

١٥ـ قال جورج جرداق: «فإن علي بن أبي ‏طالب قد ولد مسلما، لأنه من معدن الرسول مولدا ونشأة ومن ذاته خلقا وفطرة، ثم إن الظرف الذي أعلن فيه عما يكمن في كيانه من روح الإسلام ومن حقيقته لم يكن شيئا من ظروف الآخرين ولم يرتبط بموجبات العمر، لأن إسلام علي كان أعمق من ضرورة الارتباط بالظروف اذ كان جاريا من روحه كما تجري الأشياء من معادنها والمياه من ينابيعها (٢٤) ».

١٦ـ قال العلامة الشيخ خليل: «ويوم جهر النبي بدعوته كان علي أول الناس إسلاما، وأسبقهم إيمانا، بل الواقع الصحيح أنه عليه السلام لم يكن أول الناس إسلاما، وأسبقهم إيمانا، بل كان أول الناس إعلانا لاسلامه وجهرا بإيمانه لأن ذينك الإسلام والايمان كانا كامنين في أعماق قلبه في كل كيانه يعيشهما بعمق وتأمل وهو في كنف الرسول(ص) يستمد منه هديا وإيمانا تماما كما يستمد القمر من الشمس نورا وضياء، وإذا لعلي قدر ما لم يقدر لسواه من البشر... (٢٥) ».

١٧ـ قال محمد بن طلحة الشافعي: «لما نزل الوحي على رسول الله(ص) وشرفه الله سبحانه وتعالى بالنبوة كان علي يومئذ لم يبلغ الحلم وكان عمره إذ ذاك في السنة الثالث عشرة، وقيل لاقل من ذلك، وقيل أكثر، وأكثر الأقوال وأشهرها انه كان لم يكن بالغا، فإنه أول من أسلم وآمن برسول الله(ص) من الذكور، وقد ذكر عليه السلام ذلك وأشار إليه في أبيات قالها بعد ذلك بمدة مديدة، نقلها عنه الثقات ورواها النقلة الأثبات:

محمد النبي أخي وصنوي‏              وحمزة سيد الشهداء عمي
وجعفر الذي يضحي ويمسي   يطير مع الملائكة ابن امي‏
وبنت محمد سكني وعرسي‏   منوط لحمها بدمي ولحمي
وسبطا أحمد ولداي منها   فأيكم له سهم كسهمي‏
سبقتكم إلى الاسلام طرا   غلاما ما بلغت أوان حلمي‏
وأوجب لي ولايته عليكم   رسول الله يوم غدير خم‏
فويل، ثم ويل، ثم ويل   لمن يلقى الاله غدا بظلمي (٢٦)

أقول: ذكر هذه الأبيات بتمامها شيخنا العلامة الأميني (قده) في كتابه الغدير(ج ٢: ص ٢٥)، إلا أنه قال بدل «غلاما ما بلغت أوان حلمي»: «على ما كان من فهمي وعلمي»، وأضاف في الهامش بيتين آخرين، وقال: «وفي رواية الطبرسى بعد هذا البيت:

وصليت الصلاة وكنت طفلا              اصلي النبى في بطن امى

ثم قال(ره): «هذه الابيات كتبها الامام(ع) إلى معاوية لما كتب معاوية إليه: إن لي فضائل : كان أبي سيدا في الجاهلية، وصرت ملكا في الاسلام، وأنا صهر رسول الله وخال المؤمنين وكاتب الوحي، فقال أمير المؤمنين(ص)ـ:أ بالفضائل يبغي علي ابن آكلة الأكباد؟ اكتب يا غلام: محمد النبي أخي وصنوي  الى اخرالأبيات المذكورة، فلما قرأ معاوية الكتاب قال : أخفوا الكتاب لا يقرأه أهل الشام فيميلوا إلى ابن أبي طالب، والامة قد تلقتها بالقبول، وتسالمت على روايتها (٢٧) .

١٨-قال محمد بن جرير الطبري: «عن عباد بن عبد الله، قال: سمعت عليا يقول: أنا عبد الله وأخورسوله، وأنا الصديق الأكبر، لايقولها بعدي الا كاذب مفتر، صليت مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)قبل الناس بسبع سنين ». (٢٨)

١٩ـ وعن عمروبن ميمون، عن ابن عباس قال: «أول من صلى علي(صلوات الله عليه) (٢٩) ».

٢٠ـ وعن عمروبن مرة، قال: سمعت أبا حمزة ـ رجلامن الأنصار ـ يقول: سمعت زيد بن أرقم يقول:« أول رجل صلى مع رسول الله(ص) على(ع) (٣٠) ».

 ٢١- يحيى بن عفيف، عن عفيف، قال: «جئت في الجاهلية إلى مكة فنزلت على العباس بن عبد المطلب، قال: فلما طلعت الشمس، وحلقت في السماء، وأنا أنظر إلى الكعبة أقبل شاب فرمى بصره إلى السماء، ثم استقبل الكعبة فقام مستقبلها، فلم يلبث حتى جاءه غلام فقام عن يمينه، قال: فلم يلبث حتى جاءت امرأة فقامت خلفهما، فركع الشاب فركع الغلام والمرأة، فرفع الشاب، فرفع الغلام والمرأة، فخر الشاب ساجدا فسجدا معه.

فقلت: يا عباس! امر عظيم! فقال: أمر عظيم، أتدري من هذا؟ فقلت: لا، قال: هذا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ابن أخي، أتدري من هذا مع؟ قلت: لا، قال: هذا علي بن أبي طالب بن عبدالمطلب ابن أخي، أتدري من هذه المرأة التي خلفهما؟ قلت:، قال: هذه خديجة بنت خويلد زوجة ابن أخي، وهذا حدثني أن ربك رب السماء، أمرهم بهذا الذي تراهم عليه، وايم الله، ما أعلم على ظهر الأرض كلها أحدا على هذا الدين غير هؤلاء الثلاثة (٣١) ».

٢٢ـ عن محمد بن سعد، قال: «قلت لأبي: أ كان أبوبكر أولكم إسلاما؟ فقال: لا، ولقد أسلم قبله أكثر من خمسين... (٣٢) ».

٢٣ـ قال العلامة الأميني(ع): «قال [علي‏](ع):أسلمت قبل أن يسلم الناس بسبع سنين (٣٣) ».

٢٤ـ قال(ع): «عبدت الله مع رسول الله(ص) سبع سنين قبل أن يعبده أحد من هذه الأمة (٣٤) ».

٢٥ـ قال(ع): «آمنت قبل الناس سبع سنين (٣٥) ».

٢٦ـ قال(ع): «ما أعرف أحدا من هذه الامة عبد الله بعد نبينا غيري، عبدت الله قبل أن يعبده أحد من هذه الامة تسع سنين (٣٦) ».

٢٧ـ قال(ع): «عبدت الله قبل أن يعبده أحد من هذه الامة خمس سنين (٣٧) ».

ثم قال(ره): بعد نقل الأخبار: «لعل الباحث يرى خلافا بين كلمات أمير المؤمنين المذكورة (ص) ٢٢١ـ٢٢٤) في سني عبادته وصلاته مع رسول الله(ص) بين ثلاث وخمس وسبع وتسع سنين،فنقول: أما ثلاث سنين فلعل المراد منه ما بين أول البعثة إلى إظهار الدعوة من المدة وهي ثلاث سنين، فقد أقام(ص) بمكة ثلاث سنين من أول نبوته مستخفيا، ثم أعلن في الرابعة .

وأما خمس سنين فلعل المراد منها سنتا فترة الوحي من يوم نزول إقرأ باسم ربك الذي خلق إلى نزول يا ايها المدثر وثلاث سنين من أول بعثته بعد الفترة إلى نزول قوله فاصدع بما تؤمر وأعرض أن المشركين وقوله: وأنذر عشيرتك الأقربين سني الدعوة الخفية التى لم يكن فيها معه(ص) إلا خديجة وعلي، وأحسب أن هذا مراد من قال: إن رسول الله(ص) كان مستخفيا أمره خمس سنين كما في«الامتاع» (ص ٤٤).

وأما سبع سنين فإنها مضافا إلى كثرة طرقها وصحة أسانيدها معتضدة بالنبوية المذكورة (ص ٢٢٠ (٣٨) ، وبحديث أبي رافع المذكور (ص ٢٢٧ (٣٩) ، وهي سني الدعوة النبوية من أول بعثته(ص) إلى فرض الصلاة المكتوبة، وذلك أن الصلاة فرضت لا خلاف ليلة الاسراء، وكان الاسراء كما قال محمد بن شهاب الزهري قبل الهجرة بثلاث سنين، وقد أقام(ص) في مكة عشر سنين، فكان أمير المؤمنين خلال هذه المدة السنين السبع يعبد الله ويصلي معه(ص)، فكانا يخرجان ردحا من الزمن إلى الشعب وإلى حراء للعبادة، ومكثا على هذا ما شاء الله أن يمكثا حتى نزل قوله تعالى: فاصدع بما تؤمر واعرض عن المشركين وقوله: وأنذر عشيرتك الأقربين وذلك بعد ثلاث سنين من مبعثه الشريف، فتظاهر (ع) بإجابة الدعوة في منتدى الهاشميين المعقود لها، ولم يلبها غيره، ومن يوم ذاك اتخذه رسول الله(ص) أخا ووصيا، وخليفة ووزيرا، ثم لم يلب الدعوة إلى مدة إلا آحادهم بالنسبة إلى عامة قريش والناس المرتطمين في تمردهم في حيز العدم.

على أن إيمان من آمن وقتئذ لم يكن معرفة تامة بحدود العبادات حتى تدرجوا في المعرفة والتهذيب، وإنما كان خضوعا للإسلام وتلفظا بالشهادتين ورفضا لعبادة الأوثان، لكن أميرالمؤمنين خلال هذه المدة كان مقتصا أثر الرسول من أول يومه، فيشاهده كيف يتعبد، ويتعلم منه حدود الفرائض ويقيمها على ما هي عليه، فمن الحق الصحيح اذن توحيده في باب العبادة الكاملة والقول بأنه عبد الله وصلى قبل الناس بسبع سنين... وأما تسع سنين فيمكن أن يراد منها سنتا الفترة والسنين السبع من البعثة إلى فرض الصلوات المكتوبة، والمبنى في هذه كلها على التقريب لا على الدقة والتحقيق كما هوالمطرد في المحاورات، فالكل صحيح لا خلاف بينها ولا تعارض هناك (٤٠) ».

------------------------------------------
(١) الهيثمي: مجمع الزوائد، ج ٩: ص .١٠٢
(٢) المصدر.
(٣) المصدر.
(٤) المصدر.
(٥) الحموى: فرائد السمطين الباب ٤٧، ج ١: صص ٢٤٢ و.٢٤٥
(٦) المصدر.
(٧) الاميني: الغدير، ج ٣: ص .٩٥
(٨) كذا، والكلام أمره تعالى لرسول الله(ص).
(٩) الانعام، ٦: .١٦٣
(١٠) البقرة ٢: .١٣١
(١١) الاعراف، ٧: .١٤٣
(١٢) البقرة، ٢: .٢٨٥
(١٣) الانعام، ٦: .١٤
(١٤) الاميني: الغدير، ج ٣: ص .٢٣٩ والآية في غافر، ٤٠: .٦٦
(١٥) الإسكافي: المعيار والموازنة، ص ٦٦ـ .٦٨
(١٦) الإسكافي: المعيار والموازنة هامش ص ٦٧ـ .٦٨
(١٧) عبد الكريم الخطيب: علي بن أبي طالب بقية النبوة وخاتم الخلافة، ص ١٠٠، ط بيروت .
(١٨) العقاد: عبقرية الامام علي(ع)، ص ٤٣، ط بيروت.
(١٩) المقريزي: الامتاع، ص ١٦ (كما في الغدير [ج ٣: ص ٢٣٨]).
(٢٠) الواقعة، ٥٦: .١٠
(٢١) ص، ٣٨: .٨٦
(٢٢) الى هنا أورده في الغدير (ج ٣: ص ٢٣٦).
(٢٣) ابن عبدربه: العقد الفريد، ج ١: ص ٣٥٢، ط بيروت.
(٢٤) جورج جرداق: الإمام علي صوت العدالة الانسانية، ج ١: ص ٦٣، ط بيروت  بمقدمة ميخائيل نعيمة.
(٢٥) جورج جرداق: الإمام علي، رسالة وعدالة، ص ٢٥ ط بيروت.
(٢٦) ابن طلحة: مطالب السؤول، ص ١١، ط ايران.
(٢٧) الاميني: الغدير ج ٢: ص .٢٦
(٢٨) الطبري: تاريخ الامم والملوك ج ٢: ص ٢١٠ بتحقيق: محمد أبي الفضل إبراهيم.
(٢٩) المصدر.
(٣٠) المصدر.
(٣١) الطبري: تاريخ الامم والملوك ج ٢: ص ٢١٠ بتحقيق: محمد أبي الفضل إبراهيم.
(٣٢) الطبري: تاريخ الامم والملوك ج ٢: ص ٣١٦ بتحقيق: محمد أبي الفضل إبراهيم.
(٣٣) المحب الطبري: الرياض النضرة، ج ٢: ص .١٥٨
(٣٤) الحاكم: المستدرك، ج ٣: ص .١١٢
(٣٥) النسائي: الخصائص، ص .٣
(٣٦) النسائي: الخصائص، ص .٣
(٣٧) ابن عبدالبر الاستيعاب، ج ٢: ص ٤٤٨ (راجع الغدير، ج ٣: ص ٢٢٢).
(٣٨) وهي قوله(ص) «لقد صلت الملائكة علي وعلى علي سبع سنين لأنا كنا نصلي وليس معنا أحد يصل غيرنا» (اسد الغابة، ج ٤: ص ١٨).
(٣٩) وهوقوله(ص): «مكث على يصلى مستخفيا سبع سنين وأشهرا قبل أن يصلي أحدنا» (أخرجه الطبراني والهيثمي في «المجمع» [ج ٩: ص ١٠٣]والحموئي في «الفرائد» [الباب ٤٧]).
(٤٠) الاميني: الغدير ج ٣: ص ٢٤١ـ .٢٤٣

 (الامام علي بن ابي طالب(ع) ص ٥٣٤ احمد الرحماني الهمداني )

 

(اول من اقتدى بالنبي(ص))

السبق الى الاسلام وعدم السجود لصنم قط قال ابن ابي الحديد ما أقول في رجل سبق الناس الى الهدى وآمن بالله وعبده وكل من في الارض يعبد الحجر ويجحد الخالق لم يسبقه احد الى التوحيد الا السابق الى كل خير محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

ذهب اكثر اهل الحديث الى انه عليه السلام اول الناس اتباعا لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وايمانا به ولم يخالف في ذلك الا الاقلون وقد قال هو(ع) انا الصديق الاكبر وانا الفاروق الاول اسلمت قبل اسلام الناس وصليت قبل صلاتهم ومن وقف على كتب اصحاب الحديث تحقق ذلك وعلمه‏ واضحا .

واليه ذهب الواقدي وابن جرير الطبري وهوالقول الذي رجحه ونصره صاحب كتاب الاستيعاب (ا ه) .

وفي اسد الغابة:هواول الناس اسلاما في قول كثير من العلماء .

وقال ابن عبد البر في الاستيعاب:روي عن سلمان وابي ذر والمقداد وخباب وجابر وابي سعيد الخدري وزيد بن الارقم ان علي بن ابي طالب اول من اسلم وفضله هؤلاء على غيره وقال ابن اسحق اول من آمن بالله وبرسوله محمد صلى الله عليه وآله وسلم من الرجال علي بن ابي طالب وهوقول ابن شهاب الا انه قال من الرجال بعد خديجة وهو قول الجميع في خديجة ثم روي بسنده عن ابن عباس قال لعلي اربع خصال ليست لاحد غيره هواول عربي وعجمي صلى مع رسول الله (ص) وهوالذي كان لواؤه معه في كل زحف وهوالذي صبر معه يوم فر عنه غيره وهوالذي غسله وادخله قبره قال وروي عن سلمان عن النبي (ص) اول هذه الامة ورودا على الحوض اولها اسلاما علي بن ابي طالب (وبسنده) عن سلمان الفارسي عن النبي (ص) اولكم ورودا على الحوض اولكم اسلاما علي بن ابي طالب .

ورواه الحاكم في المستدرك بسنده عن سلمان مثله (وفي الاستيعاب) بسنده عن ابن عباس اول من صلى مع النبي (ص) بعد خديجة علي بن ابي طالب (وبسنده) عن ابن عباس ايضا كان علي بن ابي طالب اول من آمن من الناس بعد خديجة قال ابوعمروبن عبد البر هذا اسناد لا مطعن فيه لاحد لصحته وثقة نقلته وهويعارض ما ذكرناه عن ابن عباس في باب ابي بكر قال والصحيح في امر ابي بكر انه اول من اظهر اسلامه كذلك قال مجاهد وغيره قالوا أومنعه قومه وقال ابن شهاب وعبد الله بن محمد بن عقيل وقتادة وابن اسحق اول من اسلم من الرجال علي واتفقوا على ان خديجة اول من آمن بالله ورسوله وصدقه فيما جاء به ثم علي بعدها قال وروي في ذلك عن ابي رافع مثل ذلك (وبسنده) سئل محمد بن كعب القرظي عن اول من اسلم علي ام ابوبكر قال سبحان الله علي اولهما اسلاما وانما شبه على الناس لان عليا اخفي اسلامه ولا شك ان عليا عندنا اولهما اسلاما وبسنده عن قتادة عن الحسن اسلم علي وهواول من اسلم الحديث .

وقال ابن اسحق اول ذكر آمن بالله ورسوله علي بن ابي طالب (وبسنده) عن قتادة عن الحسن وغيره قالوا أول من اسلم بعد خديجة علي بن ابي طالب (وبسنده) عن ابن عباس اول من اسلم علي (وبسنده) عن حبة العرني سمعت عليا يقول لقد عبدت الله قبل ان يعبده احد من هذه الامة خمس سنين (وبسنده) عن حبة العرني سمعت عليا يقول انا اول من صلى مع رسول الله (ص) .

 ورواه الحافظ النسائي في الخصائص بسنده عن حبةالعرني مثله قال ابن عبد البر وروى مسلم الملائي عن انس بن مالك قال استنبئ النبي (ص) يوم الاثنين وصلى علي يوم الثلاثاء وروى الحاكم في المستدرك بسنده عن عبد الله بن بريدة عن ابيه قال اوحي الى رسول الله (ص) يوم الاثنين وصلى علي يوم الثلاثاء (وبسنده) عن انس قال نبئ النبي (ص) يوم الاثنين واسلم علي يوم الثلاثاء.

(وروى) النسائي في الخصائص بعدة اسانيد عن زيد بن ارقم اول من صلى مع رسول الله (ص) علي بن ابي طالب (وبسنده) عنه اول من اسلم مع رسول الله (ص) علي بن ابي طالب (وروى) الحاكم في المستدرك وصححه عن زيد بن ارقم اول من اسلم مع رسول الله (ص) علي بن ابي طالب وصححه الذهبي في تلخيص المستدرك وفي الاستيعاب وقال زيد بن ارقم اول من آمن بالله بعد رسول الله (ص) علي بن ابي طالب :روي حديث زيد بن ارقم من وجوه ذكرها النسائي واسد بن موسى وغيرهما وفي الاستيعاب قال علي صليت مع رسول الله (ص) كذا وكذا لا يصلي معه غيري الا خديجة (ا ه) .

(وروي) في اسد الغابة بعدة اسانيد الى ابن عباس وزيد بن ارقم:اول من اسلم علي (وباسناده) عن حبة بن جوين عن علي لم اعلم احدا من هذه الامة عبد الله قبلي لقد عبدته قبل ان يعبده احد منهم خمس سنين اوسبع سنين (وباسناده) عن ابي ايوب الانصاري عن النبي (ص) لقد صلت الملائكة علي وعلى علي سبع سنين وذلك انه لم يصل معي رجل غيره .

(وروى) النسائي في الخصائص بسنده عن علي آمنت قبل الناس بسبع سنين (وبسنده) عنه (ع) ما اعرف احدا من هذه الامة عبد الله بعد نبينا غيري عبدت الله قبل ان يعبده احد من هذه الامة تسع سنين.كذا في النسخة ولعله تصحيف سبع سنين .

(وروى) الحاكم في المستدرك بسنده عن عباد ابن عبد الله الاسدي عن علي قال اني عبد الله واخورسوله وانا الصديق الاكبر لا يقولها بعدي الا كاذب صليت قبل الناس بسبع سنين قبل ان يعبده احد من هذه الامة.

والذهبي في تلخيص المستدرك لم تتحمل نفسه مضمون هذا الحديث فقال كذا قال صحيح على شرط الشيخين وهوعلى شرط احدهما بل ولا هوبصحيح بل حديث باطل فتدبره وعباد قال ابن المديني ضعيف (اقول) ليست مبالغته في تضعيفه الا لمضمونه ولذلك امر بتدبره وصحته على شرط احدهما كافية وعباد ذكره ابن حبان في الثقات نقله في تهذيب التهذيب وقال ان ابن المديني قال ضعيف الحديث (ا ه) .

فيظهر منه ضعف حديثه عنده لا ضعفه في نفسه ولعله لان في حديثه مثل هذا الذي لا يراه صوابا ويرشد اليه ما حكاه في تهذيب التهذيب عن ابن حنبل انه ضرب على حديثه عن علي انا الصديق الاكبر وقال هومنكر فانه ظاهر في ان عليه لمضمونه لا لضعف سنده .وروى الحاكم في المستدرك عن شعيب بن صفوان عن الاجلح عن سلمة بن كهيل عن حبة بن جوين عن علي قال عبدت الله مع رسول الله (ص) سبع سنين قبل ان يعبده احد من هذه الامة.

قال الذهبي في المستدرك وهذا باطل لان النبي (ص) من اول ما اوحي له آمن به خديجة وابوبكر وبلال وزيد مع علي قبله بساعات اوبعده بساعات وعبدوا الله مع نبيه فاين السبع السنين ولعل السمع اخطأ فيكون امير المؤمنين قال عبدت الله ولي سبع سنين ولم يضبط الراوي ما سمع ثم حبة شيعي جبل ضعفه الجوزجاني والدار قطني وشعيب واجلح متكلم فيهما (ا ه) ملخصا وجزمه ببطلانه في غير محله فانه لوصح ان قليلين اسلموا قبل سبع سنين لجاز ان يراد قبل ان يعبده احد من جمهور الامة مجازا جمعا بين الاحاديث اذا كان قد عبده قبلها الواحد اوالاثنان اوالثلاثة واما قوله قبله بساعات اوبعده بساعات فبعيد عن الاثبات كما يعلم مما سبق واما القدح في حبة وتضعيفه فليس الا لانه شيعي وذلك لولم يكن من اسباب المدح لا يكون من اسباب القدح عند المتصف.

وروى الحاكم في المستدرك بسنده عن ابن عباس قال لعلي اربع خصال ليست لأحد:هواول عربي وأعجمي صلى مع رسول الله«ص»وهوالذي كان لواؤه معه في كل زحف وهوالذي صبر معه يوم المهراس (١) وهوالذي غسله وأدخله قبره«ا ه»وفي ذلك يقول المؤلف من قصيدة:

بقت الى الاسلام كل موحد              وقد عم اصناف الورى الشرك والكفر
فكنت وما في الارض غير ثلاثة    يصلون للرحمن اذا زف الظهر
علي وام المؤمنين خديجة   واحمد لا عمروهناك ولا بكر
--------------------------------------------------
(١) اي يوم احد لان المهراس اسم ماء بأحد.المؤلف

(في رحاب ائمة اهل‏البيت(ع) ج ١ ص ٣٧ السيد محسن الامين الحسيني العاملي )

 

(اول من لبّى النبي في دعوته اسلامه كان علي عليه السلام)

اول من آمن بالنبي«ص»واتبعه من جميع الخلق،بعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم الاثنين وأسلم علي يوم الثلاثاء ثم أسلمت خديجة،وبعضهم يروي ان خديجة أسلمت قبل علي،واصحابنا يروون ان عليا أسلم قبل خديجة .

ويدل عليه قول أمير المؤمنين عليه السلام في بعض خطب النهج:اللهم اني اول من أناب وسمع وأجاب لم يسبقني الا رسول الله«ص»بالصلاة،وهوالموافق للاعتبار فان الرسول«ص»مع حاله المعلومة مع علي لم يكن ليقدم في الدعوة الى الاسلام احدا على علي حتى خديجة مع مكانتها منه.وكيف كان فلا ريب في ان اسلامهما في زمان متقارب كما لا ريب في ان اول الناس اسلاما من الذكور علي ومن النساء خديجة،ولا شك انه لما كان النبي«ص»يتحنث اي يختلي للعبادة في غار حراء كان علي«ع» يحمل اليه الزاد والماء من بيت خديجة ان لم تحمله الخادم.وفي الاستيعاب عن عفيف الكندي قال:كنت امرأ تاجرا فقدمت للحج فأتيت العباس بن عبد المطلب لأبتاع منه بعض التجارة وكان امرأ تاجرا فاني لعنده بمنى اذ خرج رجل من خباء قريب منه فنظر الى الشمس فلما رآها قد مالت قام يصلي ثم خرجت امرأة من ذلك الخباء الذي خرج منه ذلك الرجل فقامت خلفه تصلي ثم خرج غلام قد راهق الحلم من ذلك الخباء فقام معهما يصلي فقلت للعباس من هذا يا عباس قال هذا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ابن أخي،قلت من هذه المرأة قال هذه امرأته خديجة بنت خويلد،قلت من هذا الفتى قال علي بن ابي طالب ابن عمه،قلت ما هذا الذي يصنع قال يصلي،وهويزعم انه نبي ولم يتبعه فيما ادعى الا امرأته وابن عمه هذا الغلام،وهويزعم انه ستفتح عليه كنوز كسرى وقيصر،وكان عفيف يقولـوقد أسلم بعد ذلك لوكان الله رزقني الاسلام يومئذ فأكون ثانيا مع علي،قال وقد ذكرنا هذا الحديث من طرق في باب عفيف الكندي«اه».

ورواه النسائي في الخصائص بسنده عن عفيف قال:جئت في الجاهلية الى مكة وانا اريد ان ابتاع لأهلي من ثيابها وعطرها فأتيت العباس بن عبد المطلب وذكر نحوه الا انه قال فأنا عنده‏جالس حيث انظر الى الكعبة وقال فقلت يا عباس امر عظيم قال العباس امر عظيم تدري من هذا الشاب الخ ثم قال ان ابن اخي هذا اخبرني ان ربه رب السماء والارض امره بهذا الدين الذي هوعليه ولا والله ما على الارض كلها احد على هذا الدين غير هؤلاء الثلاثة«اه».

ومر في مناقبه وفضائله زيادة شرح لهذا. مبلغ سنه وقت اسلامه قيل اسلم وهوابن عشر سنين رواه الحاكم في المستدرك بسنده عن محمد بن اسحق وهوالمطابق لقول من قال انه ولد بعد مولد النبي«ص»بثلاثين سنة وقبل البعثة بعشر سنين فان النبي«ص»كان عمره يوم بعث اربعين سنة ومطابق للقول بانه عاش ثلاثا وستين سنة فانه استشهد سنة اربعين وتوفي النبي«ص»سنة عشر اواحدى عشرة وعاش هوبعد النبي ثلاثين سنة فاذا أضيفت الى ثلاث وعشرين سنة أقامها بمكة والمدينة بعد البعثة كانت ثلاثا وخمسين فاذا أضيف اليها عشر قبل البعثة كانت ثلاثا وستين.

وقال المفيد في الارشاد:أقام بعد البعثة ثلاثا وعشرين سنة منها ثلاث عشرة سنة بمكة قبل الهجرة وعشر سنين بعد الهجرة بالمدينة وتوفي النبي ولأمير المؤمنين ثلاث وثلاثون سنة«اه».

فعلى هذا يكون عمره يوم اسلم عشر سنين وقيل أسلم وهوابن احدى عشرة سنة وهوالذي صححه ابوالفرج الاصبهاني في مقاتل الطالبيين وهوالمروي عن مجاهد وقيل اثنتي عشرة سنة بناء على انه عاش خمسا وستين سنة كما سيأتي،اثنتي عشرة قبل البعثة وثلاثا وعشرين بعد البعثة الى وفاة النبي«ص»وثلاثين بعد وفاة النبي«ص»وقيل ثلاث عشرة سنة،في الاستيعاب هوأصح ما قيل وقد روي عن ابن عمر من وجهين جيدين«اه»وقيل خمس عشرة سنة رواه الحاكم في المستدرك بسنده عن قتادة عن الحسن ثم قال وهذا الاسناد أولى من الاسناد الاول. يعني الذي رواه عن محمد بن اسحق.

ورواه في أسد الغابة بسنده عن الحسن وغيره قال اول من أسلم علي بعد خديجة وهوابن خمس عشرة سنة«اه».

وقيل ابن ست عشرة سنة حكاه الحاكم في المستدرك ثم روى بسنده عن ابن عباس وقال صحيح على شرط الشيخين ان رسول الله«ص»دفع الراية الى علي يوم بدر وهوابن عشرين سنة.

قال الذهبي في تلخيص‏المستدرك : هذا نص على انه أسلم وله أقل من عشر سنين بل نص في انه أسلم وهوابن سبع سنين اوثمان وهوقول عروة«اه» (اقول) بل يلزم كونه ابن خمس سنين ونصف تقريبا لان النبي«ص»أقام بمكة بعد البعثة نحوثلاث عشرة سنة وكانت بدر على رأس تسعة عشر شهرا من مهاجره فهذه نحواربع عشر سنة ونصف فاذا أضيف اليها خمس سنين ونصف كانت عشرين.وروى ابن عبد البر في الاستيعاب عن السراج في تاريخه بسنده عن ابن عباس قال دفع رسول الله«ص»الراية يوم بدر الى علي وهوابن عشرين سنة،وتدل خطبته حين بلغه غارة الغامدي على الانبار انه باشر الحرب وهوابن عشرين سنة.

وقال في خطبة له يحث فيها على الجهاد:لقد نهضت فيها (اي الحرب) وما بلغت العشرين«اه»ولا يبعد ان يريد بمباشرته الحرب ما كان منه يوم هجرته ولحوق الفوارس الثمانية به وقتله مقدمهم جناحا فان ذلك اول مباشرته الحرب واول ظهور شجاعته العظيمة لا حرب بدر المتأخرة عن ذلك تسعة عشر شهرا وان كانت هي اول وقائعه العظمى فيكون عمره على هذا يوم أسلم سبع سنين فاذا أضيف اليها ثلاث عشرة سنة أقامها بمكة الى حين هجرته كانت عشرين.

وفي بعض الروايات انه كان عمره يوم بدر ثلاثا وعشرين سنة وفي بعضها أربعا وعشرين وفي بعضها خمسا وعشرين،ولعل القول بان عمره يوم أسلم احدى عشرة سنة مبني على انه كان يوم بدر ابن خمس وعشرين اوست وعشرين بأن تكون التسعة عشر شهرا حسبت سنة وترك الزائد اوحسبت سنتين وألغي الناقص،وكذلك القول بان عمره يوم أسلم اثنتي عشرة سنة يمكن تطبيقه على انه كان يوم بدر ابن ست عشرة بحساب التسعة عشر شهرا سنة واحدة،اما القول بأنه أسلم وهوابن ثلاث عشرة سنة اوخمس عشرة اوست عشرة فهويقتضي ان يكون عمره يوم بدر فوق سبع وعشرين اوتسع وعشرين اوثلاثين والله أعلم.

-----------------------------------------------

( في رحاب ائمة اهل‏البيت(ع) ج ١ ص ١٤٥  السيد محسن الامين الحسيني العاملي )

 

(كلمة في إيمان علي (عليه السلام) وإسلامه)

الحديث: (١) لقد كان علي (عليه السلام) سبق الناس كلهم في الإيمان بالله وبرسوله بعد خديجة،وأشار إلى ذلك بقوله:«فانى ولدت على الفطرة،وسبقت إلى الايمان والهجرة» (١) .

(٢) وقال أيضا في الخطبة القاصعة:«ولم يجمع بيت واحد يومئذ في الإسلام غير رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وخديجة وأنا ثالثهما» (٢) .

(٣) وقال أيضا:«اللهم،إني أول من أناب وسمع وأجاب،لم يسبقني إلا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الصلاة (٣) ».

(٤) وروى القندوزي الحنفي والعلامة الأربلي (رحمة الله عليه) عن عمروبن‏عبادة (٤) عن عبد الله قال:قال علي (عليه السلام) :«أنا عبد الله، وأخو رسول الله،وأنا الصديق الأكبر لا يقولها بعدي إلا كذاب،ولقد صليت قبل الناس سبع سنين» (٥) .

(٥) وروى أبوعبد البر المالكي،عن حبة العربي،قال:سمعت عليا (عليه السلام) يقول:لقد عبدت الله قبل أن يعبده أحد من هذه الامة قبل خمس سنين (٦) .

والأخبار بهذا المضمون الصريحة في سبقة إيمانه (عليه السلام) على جميع من سواه من الرجال كثيرة،وسياتى بعضها إن شاء الله،وفي ذلك يقول الشاعر عن قوله (عليه السلام) :

سبقت الى الإسلام كل موحد              وقد عمم أصناف الورى الشرك والكفر
فكنت وما في الأرض غير ثلاثه‏   يصلون للرحمن إذ أزف الظهر
علي وام المؤمنين خديجة    وأحمد لا عمر هناك ولا بكر

ولا يخفي أن ايمانه (عليه السلام) في ذروة مراتب الإيمان،وفيه تجسد اكمل معانيه،والمستفاد من بعض الروايات المأثورة عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ان إيمانه وعمله في يوم احد يرجح على إيمان جميع الخلائق.

(٦) قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) :«يا أبا الحسن،لووضع إيمان الخلائق وأعمالهم في كفة ميزان،ووضع عملك يوم احد على كفة لرجح عملك على جميع ما عمل الخلائق،وإن الله باهى بك يوم احد ملائكته المقربين،ورفع الحجب من السموات السبع،وأشرفت إليك الجنة وما فيها،وابتهج بفعلك رب العالمين،وإن الله تعالى يعوضك ذلك اليوم ما يغبط كل نبي ورسول وصديق‏وشهيد» (٧) .

ومن كان إيمانه وعمله في يوم احد في الثواب والأجر كذلك،فكيف إيمانه وعمله في جميع غزوات الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وسائر أعماله في مدة حياته الشريفه المباركة فيالأجر والثواب،لا يعده العادون اللهم اجعلنا من محبيه وشيعته في الدنيا،ومن مشفعيه يوم القيامة.

وقال العبدي في إيمانه (عليه السلام) :

اشهد بالله لقد قال لنا               محمد والقول منه ما خفي‏
لوأن إيمان جميع الخلق ممن   سكن الأرض ومن حل السما
يجعل في كفة ميزان لكي   يوفي بإيمان علي ما وفي (٨)
--------------------------------------------
(١) نهج البلاغة فيض ص ١٣٧ الخطبة .٥٦
(٢) نهج البلاغة فيض ص ٨٠٢ الخطبة .٢٣٤
(٣) نهج البلاغة فيض ص ٣٩٨ الخطبة .١٣١
(٤) في ينابيع المودة أسند الحديث إلى عباد بن عبد الله وفي كشف الغمة عن عبد الله .
(٥) ينابيع المودة للقندوزي ص ٦٠ وكشف الغمة باب المناقب ج ١ ص .١٨
(٦) الاستيعاب بهامش الإصابة ج ٣ ص .٣١
(٧) ينابيع المودة للحافظ القندوزي الحنفي ص .٦٤
(٨) المناقب لابن شهر آشوب ج ٢ ص ٩ وقد ذكرنا مطالب مفيده في فصل«علي (ع) في قوة إيمانه»فلاحظه .

( الفصول المائة ج ١ ص ١١٤ تأليف: السيد اصغر ناظم‏ زاده قمي )

 

(أول المؤمنين)

حين تلقى الرسول (ص) بيان التكليف الإلهي بحمل الرسالة،عاد إلى بيته فأطلع عليا (١) (ع) على أمره،فاستقبله بالتصديق واليقين،كذلك فعلت خديجة الكبرى،فانبثق من أجل ذلك أول نواة لمجتمع المتقين في الأرض. على أنه يجدر بنا،أن نعي أن عليا (ع) لم يدعه الرسول (ص) إلى الاسلام كما دعا غيره فيما بعد أبدا،لأن عليا (ع) كان مسلما على فطرة الله تعالى،لم تصبه الجاهلية بأوضارها،ولم يتفاعل مع شي‏ء من سفسافها وكل الذي كان:أن عليا (ع) قد أطلعه الرسول القائد (ص) على أمر دعوته ومنهج رسالته،فأعلن تصديقه وأيقن بالرسالة الخاتمة،وبادر لتلقي توجيهاته المباركة تلقي تنفيذ وتجسيد،ولهذا يقال (كرم الله وجهه) .

فإن عليا (ع) كان مؤهلا كما بينا في مطلع الحديث لاتباع رسول الله (ص) في دعوته،لأنه (ص) كان قد أنشأ شخصيته،وأرسى لبناتها الأساسية.

ولا نضيف جديدا إذا قلنا إن الإمام (ع) لم يفاجأ بأمر الدعوة المباركة،طالما عاش في كنف رسول الله (ص) وتفيأ ظلاله،فالمصطفي محمد (ص) ـكما نعلمـكان يعبد ربه تعالى وينأى عن الجاهلية في مفاهيمه وسلوكه وعلاقاته قبل أن يتنزل عليه وحي السماء،بأول سورة من القرآن الكريم.

وعلي (ع) كان مطلعا على عبادة أخيه رسول الله (ص) وممارساته وتحولاته الروحية والفكرية،فكان يتعبد معه،وينهج نهجه،ويسلك سبيله في تلك السن المبكرة من عمره.

أما حين فاتحه رسول الله (ص) بأمر الدعوة الإلهية،فقد لبى النداء بروحه ووعيه وكل جوارحه،دون أن يباغت في الأمر،وإن كان هناك من جدة في المسألة،فإنما هي في الكيفية ودرجة المسؤولية الواجب تحملها،أوفي تفاصيل الأحكام.

وحين بلغ رسول الله (ص) بأمر التكليف الإلهي لحمل الدعوة المباركة،بلغ كذلك،أن تنصب دعوته أولا على الخاصة من أهل بيته،وقد أشار ابن هشام في سيرته لذلك بقوله:

«فجعل رسول الله (ص) يذكر ما أنعم الله به عليه،وعلى العباد به،من النبوة سرا من يطمئن إليه من أهله» (٢) .

ومن أجل ذلك فاتح عليا وخديجة بالدعوة كما ذكرنا وبعدهما زيد بن حارثة،وبقي أمر الدعوة طي الكتمان لا يعلمه غير هؤلاء،وبعض الخاصة من أهل البيت (ع) .

وقد أشار الإمام علي بن الحسين (ع) في حديث له حول إسلام جده علي بن أبي طالب (ع) بقوله :

«ولقد آمن بالله تبارك وتعالى وبرسوله (ص) وسبق الناس كلهم إلى الإيمان بالله وبرسوله وإلى الصلاة ثلاث سنين» (٣) .

ولأسبقيته في حمل الدعوة أشار الإمام (ع) في حديث جاء فيه:

«ولم يجمع بيت واحد يومئذ في الاسلام غير رسول الله (ص) وخديجة،وأنا ثالثهما،أرى نور الوحي والرسالة،وأشم ريح النبوة».

وبعد أن تخطت الدعوة مرحلة دعوة الخاصة من أهل البيت جاءت مرحلة دعوة من يتوسم رسول الله (ص) فيهم القبول لدعوته،فانخرط عدد من الناس في سلك الدعوة،كان أغلبهم من الشباب،وكانت لقاءاتهم من أجل قراءة القرآن الكريم،والتعرف إلى أحكام دين الله تعالى تتم بصورة سرية.

-------------------------------------
 ١ـ اضافة إلى كتب التاريخ التي تصرح بأن عليا أول الناس اسلاما،كالسيوطي الذي قال:«إنه أول من أسلم،ونقل بعضهم الاجماع عليه»ص ١٨٥ من تاريخ الخلفاء،فهناك عدة أحاديث عن رسولالله (ص) تجسد هذه الحقيقة،راجع المستدرك ج ٣ ص ١٣٦،التاريخ الكبير للخطيب البغدادي ج ٢ ص ٨١،ومناقب الخوارزمي،وحلية الأولياء ج ١ ص ٦٦،والسيرة الحلبية ج ١ص ٢٦٨،وسيرة زيني دحلان في هامش الحلبية ج ١ ص .١٧٣
٢ـ ابن هشام السيرة النبوية ج ١ ص .٢٥٩ ٣ـ الكليني الكافي ج ٨ ص ٣٣٩،وهناك أحاديث بهذا الصدد يرويها كل من النسائي وابن ماجة،والحاكم في المستدرك ج ٣ ص ١١١،ومحب الدين الطبري في ذخائر العقبى ص ٦٠،والطبري في تاريخه ،والرياض النضرة ج ٢ ص ١٥٨،وكتاب صفين لنصر بن مزاحم/ص ١٠٠ وغيرها،راجع كتاب الغديرج ٣ ص ٢٢١ـ٢٤٠،على أن تلك الروايات تشير إلى أن إيمان علي وعبادته قد سبق فيها الناس بسبع أوتسع سنين،وهي لا تخالف القول بثلاث سنين أبدا،فان المراد بأنه سبق بالتصديق بالاسلام بعد الدعوة بثلاث سنين،وسبق سواه بالإيمان والتعبد مع الرسول (ص) في مرحلة الإعداد التي أشار إليها في خطبته القاصعة بسنوات اخرى.

( سيرة رسول الله وأهل بيته(ع) ج ١ ص ٤٨٦ مؤلف: لجنة التأليف مؤسسة البلاغ )

 

منقول بتصرف من موقع مؤسسة السبطين العالمية

انتهى .

****************************