وقال (عليه السلام): مَا لاِبْنِ آدَمَ وَالْفَخْرِ: أَوَّلُهُ نُطْفَةٌ، وَآخِرُهُ جِيفَةٌ، و َلاَ يَرْزُقُ نَفْسَهُ، وَلاَ يَدفَعُ حَتْفَهُ.                
وقال (عليه السلام): اذْكُرُوا انْقِطَاعَ الَّلذَّاتِ، وَبَقَاءَ التَّبِعَاتِ.                
وقال (عليه السلام): مَا مَزَحَ امْرُؤٌ مَزْحَةً إِلاَّ مَجَّ مِنْ عَقْلِهِ مَجَّةً.                
وقال (عليه السلام): إِذَا قَدَرْتَ عَلَى عَدُوِّكَ فَاجْعَلِ الْعَفْوَ عَنْهُ شُكْراً لِلْقُدْرَةِ عَلَيْهِ .                
وقال (عليه السلام): أَعْجَزُ النَّاسِ مَنْ عَجَزَ عَنِ اكْتِسَابِ الاْخْوَانِ، وَأَعْجَزُ مِنْهُ مَنْ ضَيَّعَ مَنْ ظَفِرَ بِهِ مِنْهُمْ .                
وقال (عليه السلام): مَنْ كَرُمَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ هَانَتْ عَلَيْهِ شَهْوَتُهُ.                
وقال (عليه السلام): الغِنَى والْفَقْرُ بَعْدَ الْعَرْضِ عَلَى اللهِ.                

Search form

إرسال الی صدیق
الإمام علي عليه السلام والمحققون

أحمد الرحماني الهمداني

١ - سئل الجنيد عن محل علي بن أبي طالب عليه السلام في هذا العلم - يعنى علم التصوف - فقال: (لو تفرغ إلينا من الحروب لنقلنا عنه من هذا العلم ما لا يقوم له القلوب، ذاك أمير المؤمنين) [١] .

 ٢ - عن بعض الفضلاء - وقد سئل عن فضائله عليه السلام - فقال: (ما أقول في شخص أخفى أعداؤه فضائله حسدا، وأخفى أولياؤه فضائله خوفا وحذرا، وظهر فيما بين هذين ما طبقت الشرق والغرب) [٢].

 ٣ - عن هارون الحضرمي، قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: (ما جاء لاحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه واله وسلم من الفضائل ما جاء لعلي بن أبي طالب عليه السلام) [٣] .

 ٤ - (أن عليا عليه السلام كان من معجزات النبي صلى الله عليه واله وسلم كالعصا لموسى، وإحياء الموتى لعيسى عليه السلام) [٤] .

٥ – (إن تصديق علي عليه السلام - وهو ما عليه من البراعة في البلاغة - هو بنفسه دليل على أن القرآن وحي إلهي، كيف وهو رب الفصاحة والبلاغة، وهو المثل الأعلى في المعارف ؟) [٥]

٦ - (إحتياج الكل إليه، واستغناؤه عن الكل دليل على أنه إمام الكل) [٦].

٧ - (قد أجمع المؤرخون وكتاب السير على أن علي بن أبي طالب عليه السلام كان ممتازا بمميزات كبرى لم يجتمع لغيره، هو امة في رجل) [٧] .

٨ - (أحاط علي بالمعرفة دون أن تحيط به، وأدركها دون أن تدركه ) [٨] .

٩ - (في عقيدتي أن ابن أبي طالب كان أول عربي لازم الروح الكلية وجاورها، مات علي شهيد عظمته، مات والصلاة بين شفتيه، مات وفي قلبه الشوق إلي ربه، ولم يعرف العرب حقيقة مقامه ومقداره حتى قام من جيرانهم الفرس اناس يدركون الفارق بين الجواهر والحصى) [٩] .

 ١٠ - (انظر إلى الفصاحة كيف تعطي هذا الرجل قيادها، وتملكه زمامها، فسبحان الله من منح هذا الرجل هذه المزايا النفيسة والخصائص الشريفة، أن يكون غلام من أبناء عرب مكة لم يخالط الحكماء، وخرج أعرف بالحكمة من أفلاطون وأرسطو، ولم يعاشر أرباب الحكم الخلقية، وخرج أعرف بهذا الباب من سقراط، ولم يرب بين الشجعان لأن أهل مكة كانوا ذوي تجارة، وخرج أشجع من كل بشر مشى على الأرض.

 قيل لخلف الأحمر: أيما أشجع علي أم عنبسة وبسطام ؟ فقال: إنما يذكر عنبسة وبسطام مع البشر ومع الناس، لامع من يرتفع عن هذه الطبقة.

 فقيل له: فعلى كل حال، قال: والله، لو صاح في وجوههما لماتا قبل أن يحمل عليهما) [١٠] .

١١ - عن الجاحظ قال: سمعت النظام يقول: (علي بن أبي طالب عليه السلام محنة للمتكلم، إن وفى حقه غلى، وإن بخسه حقه أساء، والمنزلة الوسطى دقيقة الوزن، حادة اللسان، صعبة الترقي إلا على الحاذق الزكي) [١١] .

 ١٢ – (كان أمير المؤمنين عليه السلام مشرع الفصاحة وموردها، ومنشأ البلاغة ومولدها، ومنه عليه السلام ظهر مكنونها، وعنه اخذت قوانينها، وعلى أمثلته حذا كل قائل خطيب، وبكلامه استعان كل واعظ بليغ، ومع ذلك فقد سبق فقصروا، وتقدم وتأخروا، لأن كلامه عليه السلام الكلام الذي عليه مسحة من العلم الألهي، وفيه عبقة من الكلام النبوي... ومن عجائبه عليه السلام التي انفرد بها، وأمن المشاركة فيها، أن كلامه الوارد في الزهد والمواعظ، والتذكير والزواجر، إذا تأمله المتأمل، وفكر فيه المتفكر، وخلع من قلبه أنه كلام مثله ممن عظم قدره، ونفذ أمره، وأحاط بالرقاب ملكه، لم يعترضه الشك في أنه من كلام من لاحظ له في غير الزهادة، ولا شغل له بغير العبادة، قد قبع في كسر بيت، أو انقطع إلى سفح جبل، لا يسمع إلا حسه ولايرى بالتخصيص إلا نفسه، ولا يكاد يوقن بأنه كلام من ينغمس في الحرب مصلتا سيفه، فيقط الرقاب، ويجدل الابطال، ويعود به ينطف دما، ويقطر مهجا، وهو مع ذلك الحال زاهد الزهاد، وبدل الأبدال.

 وهذه من فضائله العجيبة، وخصائصه اللطيفة، التي جمع بها الأضداد، وألف بين الأشتات) [١٢] .

١٣ - (ومن اتخذ عليا إماما لدينه فقد استمسك بالعروة الوثقى في دينه ونفسه) [١٣] .

١٤ - (أما إن علي بن أبي طالب عليه السلام كان يجهر بالتسمية، فقد ثبت بالتواتر، ومن اقتدى في دينه بعلي بن أبي طالب فقد اهتدى، والدليل عليه قوله عليه السلام: اللهم أدر الحق مع علي حيث دار)  [١٤].

 ١٥ - (إن علي بن أبي طالب عليه السلام كلام الله الناطق، وقلب الله الواعي، نسبته إلى من عداه من الأصحاب شبه المعقول إلى المحسوس، وذاته من شدة الأقتراب ممسوس في ذات الله) [١٥] .

 ١٦ - (مات الإمام علي شأن جميع الأنبياء الباصرين الذين يأتون إلى بلد ليس ببلدهم، وإلى قوم ليس بقومهم، في زمن ليس بزمنهم) [١٦] .

١٧ - (إن عليا لمن عمالقة الفكر والروح والبيان في كل زمان ومكان) [١٧] .

 ١٨ - (وما أقول في رجل تحبه أهل الذمة على تكذيبهم بالنبوة، وتعظمه الفلاسفة على معاندتهم لأهل الملة، وتصور ملوك الفرنج والروم صورته في بيعها وبيوت عباداتها، وتصور ملوك الترك والديلم صورته على أسيافها) [١٨] .

 ١٩ - (وما أقول في رجل أقر له أعداؤه وخصومه بالفضل، ولم يمكنهم جحد مناقبه ولاكتمان فضائله، فقد علمت أنه استولى بنوامية على سلطان الأسلام في شرق الأرض وغربها، واجتهدوا بكل حيلة في إطفاء نوره والتحريف عليه ووضع المعايب والمثالب له، ولعنوه على جميع المنابر، وتوعدوا مادحيه بل حبسوهم وقتلوهم، ومنعوا من رواية حديث يتضمن له فضيلة أو يرفع له ذكرا، حتى حظروا أن يسمى أحد باسمه، فما زاده ذلك إلا رفعة وسموا، وكان كالمسك كلما ستر انتشر عرفه، وكلما كتم يتضوع نشره، وكالشمس لاتستر بالراح [١٩] ، وكضوء النهار إن حجبت عنه عينا واحدة أدركته عيون كثيرة.

 وما أقول في رجل تعزى إليه كل فضيلة، وتنتهي إليه كل فرقة، وتتجاذبه كل طائفة، فهو رئيس الفضائل وينبوعها وأبو عذرها [٢٠] .

أنا وجميع من فوق التراب ***** فداء تراب نعل أبي تراب) (الصاحب بن عباد)

٢٠ - (وإني لأطيل التعجب من رجل يخطب في الحرب بكلام يدل على أن طبعه مناسب لطباع الأسود، ثم يخطب في ذلك الموقف بعينه إذا أراد الموعظة  بكلام يدل على أن طبعه مشاكل لطباع الرهبان الذين لم يأكلوا لحما ولم يريقوا دما، فتارة يكون في صورة بسطام بن قيس (الشجاع)، وتارة يكون في صورة سقراط والمسيح بن مريم الالهي.

 واقسم بمن تقسم الأمم كلها به لقد قرأت هذه الخطبة [٢١] منذ خمسين سنة وإلى الان أكثر من ألف مرة، ما قرأتها قط إلا وأحدثت عندي روعة وخوفا وعظة، أثرت في قلبي وجيبا، ولا تأملتها إلا وذكرت الموتى من أهلي وأقاربي وأرباب ودي، وخيلت في نفسي أني أنا ذلك الشخص الذي وصف الأمام عليه السلام حاله) [٢٢] .

 ٢١ - (وأما فضائله عليه السلام فإنها قد بلغت من العظم والجلال والأنتشار والأشتهار مبلغا يسمج معه التعرض لذكرها والتصدي لتفصيلها فصارت كما قال أبو العيناء لعبيد الله بن يحيى بن خاقان، وزير المتوكل والمعتمد: (رأيتني فيما أتعاطى من وصف فضلك كالمخبر عن ضوء النهار الباهر والقمر الزهر، الذي لا يخفى على الناظر، فأيقنت أني حيث انتهى بي القول منسوب إلى العجز، مقصر عن الغاية، فانصرفت عن الثناء عليك الى الدعاء لك، ووكلت الأخبار عنك إلى علم الناس بك) [٢٣] .

 ٢٢ - (بطولات الأمام ما اقتصرت يوما على ميادين الحرب، فقد كان بطلا في صفاء بصيرته، وطهارة وجدانه وسحر بيانه، وحرارة إيمانه، وسمودعته، ونصرته للمحروم والمظلوم، وتعبده للحق أينما تجلى له الحق هذه البطولات لا تزال غنيا نعود إليه اليوم وفي كل يوم) [٢٤] .  

٢٣ - (الأمام علي بن أبي طالب عظيم العظماء، نسخة مفردة لم يرلها الشرق ولا الغرب، صورة طبق الأصل لا قديما ولا حديثا) [٢٥].

٢٤ - (فالتاريخ والحقيقة يشهدان أنه الضمير العملاق الشهيد أبو الشهداء وشخصية الشرق الخالدة وماذا عليك يا دنيا لو حشدت قواك فأعطيت في كل زمن عليا بعقله وقلبه ولسانه وذي فقاره !) [٢٦].

 ٢٥ - (عن عامر الشعبي قال تكلم أمير المؤمنين عليه السلام بتسع كلمات ارتجلهن ارتجالا فقأن عيون البلاغة وأيتمن جواهر الحكمة وقطعن جميع الانام عن اللحاق بواحدة منهم ثلاث منها في المناجاة وثلاث منها في الحكمة وثلاث منها في الادب فأما اللاتي في المناجاة فقال الهي كفى بي عزا أن أكون لك عبدا وكفى بي فخرا أن تگون لي ربا كما أحب فاجعلني كما تحب وأما اللاتي في الحكمة فقال قيمة كل امرء ما يحسنه وما هلك امرء عرف قدره والمرء مخبو تحت لسانه واللاتي في الادب فقال امنن على من شئت تگن أميره واستغن عمن شئت تكن نظيره واحتج الى من شئت تكن أسيره) [٢٧].

 ٢٦ - (هل كان علي عليه السلام من عظماء الدنيا ليحق للعظماء أن يتحدثوا عنه، أم ملكوتيا ليحق للملكوتيين أن يفهموا منزلته ؟ لاي رصد يريد أن يعرفوه أهل العرفان غير رصد مرتبتهم العرفانية ؟ وبأية مؤونة يريد الفلاسفة سوى مالديهم من علوم محدودة ؟ ما فهمه العظماء والعرفاء والفلاسفة بكل مالديهم من فضائل وعلوم سامية إنما فهموه من خلال وجودهم ومرآة نفوسهم المحدودة، وعلي غير ذلك) [٢٨] .

--------------------------------------------------------------------------
[١] . فرائد السمطين، ج ١: ص ٣٨٠.
[٢] . مقدمة المناقب للخوارزمي، ص ٨.
[٣] . فرائد السمطين، ج ١: ص ٧٩.
[٤] . الفهرست، لابن نديم، ص ١١١.
[٥] . البيان في تفسير القرآن، ص ٩١.
[٦] . عبقرية الأمام، للدكتور مهدى محبوبة، ص ١٣٨.
[٧] . مقدمة الأمام علي، للدكتور السعادة.
[٨] . عبقرية الأمام، للدكتور مهدى محبوبة، ص ١٣٨.
[٩] . الإمام علي صوت العدالة الانسانية، ج ٥: ص ١٢٢٢.
[١٠] . شرح نهج البلاغة، ج ١٦: ص ١٤٦.
[١١] . سفينة البحار، ج ١: ص ١٤٦، مادة (جحظ).
[١٢] . مقدمة نهج البلاغة.
[١٣] . التفسير الكبير، ج ١: صص ٢٠٥ و٢٠٧.
[١٤] . المصدر.
[١٥] . حاشية الشفاء، ص ٥٦٦، باب الخليفة والامام.
[١٦] . صوت العدالة، ج ٥: ص ١٢١٣.
[١٧] . صوت العدالة ج٥ ص ١٢١٣ .
[١٨] . شرح نهج البلاغة، لابن أبي الحديد، ج ١: ص ٢٩ و١٧.
[١٩] . أي الكف.
[٢٠] . شرح نهج البلاغة، لابن أبي الحديد، ج ١: ص ٢٩ و١٧.
[٢١] . يعنى الخطبة ٢١٦، أوله: (يا له مراما ما أبعده).
[٢٢] . شرح النهج، لابن أبي الحديد، ج ١١: ص ١٥٠.
[٢٣] . شرح النهج، ج ١: ص ١٦.
[٢٤] . صوت العدالة، ج ١: ص ٢٢.
[٢٥] . صوت العدالة، ج ١: صص ٣٧ و٤٩.
[٢٦] . المصدر.
[٢٧] . سفينة البحار ج ١ ص ١٢٣.
[٢٨] . نبراس السياسة ومنهل الشريعة، لآية الله الخميني، ص ١٧   

مقتبس من كتاب الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام من حبه عنوان الصحيفة - أحمد الرحماني الهمداني

****************************