باب الاربعة
*- قال عليه السّلام لكميل لمّا اراد منه ان يعرّف نفسه: يا كُمَيْلُ، وَاَىُّ الْأَنْفُسِ تُريدُ اَنْ اُعَرِّفَكَ ؟ قلت: يا مولى هل هى نفس واحدة ؟ قال: يا كُمَيْلُ اِنَّما هِىَ اَرْبَعٌ: اَلنَّامِيَةُ النَّباتِيَّةُ، وَالْحِسِّيَّةُ الْحَيْوانِيَّةُ، وَالنَّاطِقَةُ الْقُدْسِيَّةُ، وَالْكُلِّيَّةُ الْاِلهِيَّةُ، وَلِكُلِّ واحِدَةٍ مِنْ هذِهِ خَمْسُ قُوىً وَخاصِيَّتانِ: فَالنَّامِيَةُ النَّباتِيَّةُ لَها خَمْسُ قُوىً، جاذِبَةٌ وَماسِكَةٌ وَهاضِمَةٌ وَدافِعَةٌ وَمُرَبِّيَةٌ، وَلَها خاصِيَّتانِ: اَلزِّيادَةُ وَالنُّقْصانُ، وَانْبِعاثُها مِنَ الْكَبَدِ، وَهِىَ اَشْبَهُ الْأَشْيآءِ بِنَفْسِ الْحَيْوانِ.
وَالْحِسِّيَّةُ الْحَيْوانِيَّةُ لَها خَمْسُ قُوىً: سَمْعٌ وَبَصَرٌ وَشَمٌّ وَذَوْقٌ وَلَمْسٌ، وَلَها خاصِيَّتانِ: اَلشَّهْوَةُ وَالْغَضَبُ وَانْبِعاثُها مِنَ الْقَلْبِ، وَهِىَ اَشْبَهُ الْأَشْيآءِ بِنَفْسِ السِّباعِ.
وَالنَّاطِقَةُ الْقُدْسِيَّةُ وَلَها خَمْسُ قُوىً: فِكْرٌ وَذِكْرٌ وَعِلْمٌ وَحِلْمٌ وَنَباهَةٌ، وَلَيْسَ لَهَا انْبِعاثٌ، وَهِىَ اَشْبَهُ الْاَشْيآءِ بِالنُّفُوسِ الْمَلَكِيَّةِ، وَلَها خاصِيَّتانِ، اَلنَّزاهَةُ وَالْحِكْمَةُ.
وَالْكُلِّيَّةُ الْالهِيَّةُ وَلَها خَمْسُ قُوىً: بَقآءٌ فى فَنآءٍ، وَنَعيمٌ فى شِقآءٍ، وَعِزٌّ فى ذُلٍّ، وَغِنىً فى فَقْرٍ، وَصَبْرٌ فى بَلآءٍ، وَلَها خاصِيَّتانِ: اَلرِّضاءُ وَالتَّسْليمُ.
وَهذِهِ هِىَ الَّتى مَبْدَؤُها مِنَ اللَّهِ وَاِلَيْهِ تَعُودُ.
*- و قال عليه السّلام: لِلاْيمانِ اَرْبَعَةُ اَرْكانٍ: اَلرِّضا بِقَضآءِ اللَّهِ، وَالتَّوَكُّلُ عَلَى اللَّهِ، وَتَفْويضُ الْاَمْرِ اِلَى اللَّهِ، وَالتَّسْليمُ لِاَمْرِ اللَّهِ.
* - عن علي عليهم السلام قال: من أطاع امرأته في أربعة أشياء أكبه الله على منخريه في النار[١] قيل: وما هي ؟ قال: في الثياب الرقاق والحمامات والعرسات والنياحات.
*-عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: قوام الدين بأربعة: بعالم ناطق مستعمل له، وبغني لا يبخل بفضله على أهل دين الله، وبفقير لا يبيع آخرته بدنياه، وبجاهل لا يتكبر عن طلب العلم. فإذا كتم العالم علمه، و بخل الغني بماله، وباع الفقير آخرته بدنياه، واستكبر الجاهل عن طلب العلم رجعت الدنيا إلى ورائها القهقرى، فلا تغرنكم كثرة المساجد وأجساد قوم مختلفة، قيل: يا أمير المؤمنين كيف العيش في ذلك الزمان، فقال: خالطوهم بالبرانية - يعني في الظاهر - وخالفوهم في الباطن، للمرء ما اكتسب وهو مع من أحب، وانتظروا مع ذلك الفرج من الله عز وجل.
* - عن الحسين بن علي[٢]بن أبي طالب عليهم السلام قال: كان علي بن أبي طالب بالكوفة في الجامع إذ قام إليه رجل من أهل الشام فقال: يا أمير المؤمنين إني أسألك عن أشياء فقال: سل تفقها ولا تسأل تعنتا فسأله عن أشياء، فكان فيما سأله أن قال له: أخبرني عن أول من قال الشعر ؟ فقال: آدم، فقال: وما كان [ من ] شعره قال: لما انزل إلى الأرض من السماء فرأى تربتها وسعتها وهوائها وقتل قابيل هابيل فقال آدم عليه السلام:
تغيرت البلاد ومن عليها | فوجه الأرض مغبر قبيح | |
تغير كل ذي لون وطعم | وقل بشاشة الوجه المليح |
فأجابه إبليس:
تنح عن البلاد وساكنيهــــــــا | فبي في الخلد ضاق بك الفسيح | |
وكنت بها وزوجك في قرار | وقلبك من أذى الدنيا مريــــــح | |
فلم تنفك من كيدي ومكري إلى | أن فاتك الثمن الربيــــــــح | |
فلولا رحمة الجبار أضحت | بكفك من جنان الخلد ريــــح |
*- عن الحسين بن علي، عن أبيه أمير المؤمنين عليهم السلام قال: إن الله تبارك وتعالى أخفى أربعة في أربعة: أخفى رضاه في طاعته فلا تستصغرن شيئا من طاعته، فربما وافق رضاه وأنت لا تعلم. وأخفى سخطه في معصيته فلا تستصغرن شيئا من معصيته، فربما وافق سخطه معصيته وأنت لا تعلم. وأخفى إجابته في دعوته فلا تستصغرن شيئا من دعائه، فربما وافق إجابته وأنت لا تعلم. وأخفى وليه في عبادة فلا تستصغرن عبدا من عبيد الله، فربما يكون وليه وأنت لا تعلم.
*- عن الحسين بن علي عليهم السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام للشامي الذي سأله عن المسائل في جامع الكوفة: أربعة لا يشبعن من أربعة، أرض من مطروأنثى من ذكر وعين من نظر، وعالم من علم
*- عن أبي عبد الله عليه السلام قال: اغتم أمير المؤمنين عليه السلام يوما فقال: من أين أتيت فما أعلم أني جلست على عتبة باب، ولا شققت بين غنم، ولا لبست سراويلي من قيام، ولا مسحت يدي ووجهي بذيلي.
*- عن الإصبع بن نباتة قال: قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام للحسن ابنه عليه السلام: يا بني ألا أعلمك أربع خصال تستغني بها عن الطب، فقال: بلى يا أمير المؤمنين، قال: لا تجلس على الطعام إلا وأنت جائع، ولا تقم عن الطعام إلا وأنت تشتهيه، وجود المضغ، وإذا نمت فاعرض نفسك على الخلاء. فإذا استعملت هذا استغنيت عن الطب
*- عن علي عليه السلام قال: أربعة لا تدخل واحدة منهن بيتا إلا خرب ولم يعمر: الخيانة، والسرقة، وشرب الخمر، والزنا.
*- عن الأصبغ بن - نباتة قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: الايمان على أربع دعائم: على الصبر واليقين والعدل والجهاد. والصبر على أربع شعب: على الشوق، والاشفاق، والزهد، والترقب. فمن اشتاق إلى الجنة سلا عن الشهوات[٣] ومن أشفق من النار رجع عن المحرمات، ومن زهد في الدنيا تهاون بالمصيبات، ومن ارتقب الموت سارع في الخيرات[٤]. واليقين على أربع شعب: على تبصرة الفطنة[٥]وتأول الحكمة، وموعظة العبرة، وسنة الأولين، فمن تبصر في الفطنة تأول الحكمة، ومن تأول الحكمة عرف العبرة ومن عرف العبرة فكأنما عاش في الأولين. والعدل على أربع شعب: على غائص الفهم، وغمرة العلم، وزهرة الحكمة، و روضة الحلم[٦]، فمن فهم فسر جمل العلم، ومن علم شرح غرائب الحكم، ومن كان حليما[٧]لم يفرط في أمر يلبسه في الناس[٨]. والجهاد على أربع شعب: على الامر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والصدق في المواطن وشنآن الفاسقين[٩] فمن أمر بالمعروف شد ظهر المؤمن، ومن نهى عن المنكر أرغم أنف المنافق[١٠] ومن صدق في المواطن قضى الذي عليه، ومن شنأ الفاسقين و غضب لله عز وجل غضب الله له، فذلك الايمان ودعائمه وشعبه. والكفر على أربع دعائم: على الفسق، والعتو[١١]، والشك، والشبهة. والفسق على أربع شعب: على الجفاء، والعمى، والغفلة، والعتو. فمن جفا حقر الحق، ومقت الفقهاء، وأصر على الحنث العظيم، ومن عمى نسي الذكر واتبع الظن، وألح عليه الشيطان، ومن غفل غرته الأماني، وأخذته الحسرة إذا انكشف الغطاء، وبدا له من الله ما لم يكن يحتسب، ومن عتا عن أمر الله[١٢]تعالى الله عليه. ثم أذله بسلطانه، وصغره بجلاله كما فرط في جنبه، وعتا عن أمر ربه الكريم. والعتو على أربع شعب: على التعمق، والتنازع، والزيغ، والشقاق. فمن تعمق لم ينب إلى الحق ولم يزدد إلا غرقا في الغمرات، فلم تحتبس عنه فتنة إلا غشيته أخرى، وانخرق دينه، فهو يهيم في أمر مريج[١٣] ومن نازع وخاصم قطع بينهم الفشل[١٤]وذاقوا وبال أمرهم، وساءت عنده الحسنة، وحسنت عنده السيئة، ومن ساءت عليه الحسنة أعورت عليه طرقه واعترض عليه أمره وضاق [ عليه ] مخرجه، وحري أن ترجع من دينه، ويتبع غير سبيل المؤمنين. والشك على أربع شعب: على الهول، والريب، والتردد، والاستسلام [ فمن جعل المراء ديدنا لم يصبح ليله ] فبأي آلاء ربك يتمارى المتمارون فمن هاله ما بين يديه نكص على عقبيه[١٥]، ومن تردد في الريب سبقه الأولون، وأدركه الآخرون، وقطعته سنابك الشياطين[١٦]، ومن استسلم لهلكة الدنيا والآخرة هلك فيما بينهما ومن نجا فباليقين. والشبهة على أربع شعب: على الاعجاب بالزينة، وتسويل النفس، وتأول الفرج وتلبس الحق بالباطل، وذلك بأن الزينة تزيل على البينة[١٧]وأن تسويل النفس يقحم على الشهوة، وإن الفرج يميل ميلا عظيما، وإن التلبس ظلمات بعضها فوق بعض، فذلك الكفر ودعائمه وشعبه. والنفاق على أربع دعائم: على الهوى، والهوينا، والحفيظة، والطمع. والهوى على أربع شعب: على البغي، والعدوان، والشهوة، والطغيان، فمن بغي كثرت غوائله وعلاته، ومن اعتدى لم تؤمن بوائقه، ولم يسلم قلبه، ومن لم يعزل نفسه عن الشهوات خاض في الخبيثات، ومن طغى ضل على غير يقين ولا حجة له. وشعب الهوينا: الهيبة، والغرة، والمماطلة والأمل، وذلك لان الهيبة ترد على دين الحق وتفرط المماطلة في العمل حتى يقدم الاجل، ولولا الامل علم الانسان حسب ما هو فيه، ولو علم حسب ما هو فيه مات من الهول والوجل[١٨].
وشعب الحفيظة: الكبر، والفخر، والحمية، والعصبية، فمن استكبر أدبر، ومن فخر فجر، ومن حمى أضر، ومن أخذته العصبية جار، فبئس الامر أمر بين الاستكبار والادبار، وفجور وجور. وشعب الطمع أربع: الفرح، والمرح، واللجاجة، والتكاثر، فالفرح مكروه عند الله عز وجل، والمرح خيلاء، واللجاجة بلاء لمن اضطرته إلى حبائل الآثام، والتكاثر لهو وشغل واستبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير، فذلك النفاق ودعائمه وشعبه.
*- عن علي عليهم السلام قال: أمرنا رسول - الله صلى الله عليه واله بدفن أربعة: الشعر والسن والظفر والدم.
*- عن سليم بن قيس الهلالي قال: قلت لأمير المؤمنين عليه السلام: يا أمير المؤمنين أني سمعت من سلمان والمقداد وأبي ذر شيئا من تفسير القرآن وأحاديث عن نبي الله صلى الله عليه واله غير ما في أيدي الناس، ثم سمعت منك تصديق ما سمعت منهم ورأيت في أيدي الناس أشياء كثيرة من تفسير القرآن ومن الأحاديث عن نبي الله صلى الله عليه واله أنتم تخالفونهم فيها وتزعمون أن ذلك كله باطل، أفترى الناس يكذبون على رسول الله صلى الله عليه واله متعمدين ويفسرون القرآن بآرائهم، قال: فأقبل علي عليه السلام فقال: قد سألت فافهم الجواب إن في أيدي الناس حقا وباطلا، وصدقا وكذبا، وناسخا ومنسوخا، وعاما وخاصا، ومحكما ومتشابها، وحفظا ووهما. وقد كذب على رسول الله صلى الله عليه واله على عهده حتى قام خطيبا فقال: أيها الناس قد كثرت على الكذابةفمن كذب على متعمدا فليتبوء[١٩] مقعده من النار، ثم كذب عليه من بعده، إنما أتاكم الحديث من أربعة ليس لهم خامس: رجل منافق يظهر الايمان متصنع بالاسلام لا يتألم ولا يتحرج أن يكذب على رسول الله متعمدا فلو علم الناس أنه منافق كذاب لم يقبلوا منه ولم يصدقوه ولكنهم قالوا: هذا قد صحب رسول الله صلى الله عليه واله ورآه وسمع منه فأخذوا عنه، وهم لا يعرفون حاله وقد أخبره الله عن المنافقين بما أخبره ووصفهم بما وصفهم فقال عز وجل: " وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم "[٢٠] ثم بقوا بعده فتقربوا إلى أئمة الضلالة والدعاة إلى النار بالزور والكذب والبهتان فولوهم الأعمال، وحملوهم على رقاب الناس وأكلوا بهم الدنيا وإنما الناس مع الملوك والدنيا إلا من عصم الله، فهذا أحد الأربعة. ورجل سمع من رسول الله شيئا لم يحفظه على وجهه ووهم فيه ولم يتعمد كذبا فهو في يده يقول به ويعمل به ويرويه ويقول: أنا سمعته من رسول الله صلى الله عليه واله فلو علم المسلمون أنه وهم لم يقبلوه، ولو علم هو أنه وهم لرفضه، ورجل ثالث سمع من رسول الله صلى الله عليه واله شيئا أمر به ثم نهى عنه، وهو لا يعلم، أو سمعه ينهى عن شئ ثم أمر به وهو لا يعلم فحفظ منسوخه ولم يحفظ[٢١] الناسخ فلو علم أنه منسوخ لرفضه ولو علم المسلمون أنه منسوخ لرفضوه، وآخر رابع لم يكذب على رسول الله صلى الله عليه واله مبغض للكذب خوفا من الله عز وجل وتعظيما لرسول الله صلى الله عليه واله لم يسه بل حفظ ما سمع على وجهه فجاء به كما سمع لم يزد فيه ولم ينقص منه، وعلم الناسخ من المنسوخ فعمل بالناسخ ورفض المنسوخ، فان أمر النبي صلى الله عليه واله مثل القرآن ناسخ ومنسوخ، وخاص وعام، ومحكم ومتشابه، وقد كان يكون من رسول الله صلى الله عليه واله الكلام له وجهان وكلام عام، وكلام خاص مثل القرآن و [ قد ] قال الله عز وجل في كتابه: " ما آتيكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا " فيشتبه على من لم يعرف ولم يدر ما عنى الله به ورسوله صلى الله عليه واله، وليس كل أصحاب رسول الله صلى الله عليه واله يسأله عن الشئ فيفهم، كان منهم من يسأله ولا يستفهم حتى أن كانوا ليحبون أن يجيئ الاعرابي والطاري[٢٢] فيسأل رسول الله صلى الله عليه واله حتى يسمعوا، وكنت أدخل على رسول الله صلى الله عليه واله كل يوم دخلة وكل ليلة دخلة، فيخليني فيها أدور معه حيثما دار، وقد علم أصحاب رسول الله صلى الله عليه واله أنه لم يصنع ذلك بأحد من الناس غيري، فربما كان ذلك في بيتي يأتيني رسول الله صلى الله عليه واله أكثر ذلك في بيتي، وكنت إذا دخلت عليه بعض منازله أخلاني وأقام عني نساءه،فلا يبقى عنده [ أحد ] غيري، وإذا أتاني للخلوة معي في بيتي لم تقم عنه فاطمة ولا أحد من بني، وكنت إذا سألته أجابني، وإذا سكت وفنيت مسائلي ابتدأني، فما نزلت على رسول الله صلى الله عليه واله آية من القرآن إلا أقرأنيها وأملاها علي فكتبتها بخطي، وعلمني تأويلها وتفسيرها، وناسخها ومنسوخها، ومحكمها ومتشابهها، وخاصها وعامها، و دعا الله لي أن يؤتيني فهمها وحفظها، فما نسيت آية من كتاب الله، ولا علما أملاه علي وكتبته منذ دعا الله لي بما دعا، وما ترك شيئا علمه الله من حلال ولا حرام [ ولا ] أمر ولا نهي كان أو يكون، ولا كتاب منزل على أحد قبله في أمر بطاعة أو نهي عن معصية إلا علمنيه وحفظته[٢٣]فلم أنس حرفا واحدا، ثم وضع عليه السلام يده على صدري ودعا الله لي أن يملا قلبي علما وفهما وحكما ونورا، فقلت: يا نبي الله بأبي أنت وأمي إني منذ دعوت الله لي بما دعوت لم أنس شيئا ولم يفتني شئ لم أكتبه أفتتخوف علي النسيان فيما بعد ؟ فقال: لا لست أخاف عليك النسيان ولا الجهل
*- عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: من صنع مثل ما صنع إليه فقد كافأ، ومن أضعف كان شكورا، ومن شكر كان كريما، ومن علم أن ما صنع إنما صنع لنفسه لم يستبط الناس في برهم، ولم يستزدهم في مودتهم، فلا تطلبن غيرك شكر ما أتيته إلى نفسك[٢٤] ووقيت به عرضك، واعلم أن طالب الحاجة إليك لم يكرم وجهه عن وجهك، فأكرم وجهك عن رده.
* - قال: حدثنا علي بن الحسين قال: حدثنا الحسين بن علي عليهم السلام قال: كان علي بن أبي طالب عليه السلام بالكوفة في الجامع إذ قام إليه رجل من أهل الشام فسأله عن مسائل، فكان فيما سأله أن قال له: أخبرني عن النوم على كم وجه هو ؟ فقال: النوم على أربعة أوجه: الأنبياء عليهم السلام تنام على أقفيتهم، مستلقين، وأعينهم لا تنام متوقعة لوحي الله عز وجل، والمؤمن ينام على يمينه مستقبل القبلة، والملوك وأبناؤها تنام على شمائلها ليستمرئوا ما يأكلون وإبليس وإخوانه وكل مجنون وذو عاهة ينام على وجهه منبطحا[٢٥].
المناقب والفضائل
* - حدثنا أبو سعيد محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق المذكر قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن سعيد قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن مسلم ابن وارة الرازي[٢٦] قال: حدثنا محمد بن يوسف الفريابي قال: حدثنا سفيان الثوري، عن إسماعيل السدي[٢٧] عن عبد خير قال: كان لعلي عليه السلام أربعة خواتيم يتختم بها: ياقوت لنبله، وفيروزج لنصرته، والحديد الصيني لقوته، وعقيق لحرزه. وكان نقش الياقوت " لا إله إلا الله الملك الحق المبين " ونقش الفيروزج " الله الملك الحق " ونقش الحديد الصيني " العزة لله جميعا " ونقش العقيق ثلاثة أسطر " ما شاء الله، لا قوة إلا بالله، أستغفر الله ".
* - عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام عن النبي صلى الله عليه واله أنه قال في وصيته لي: يا علي إني رأيت اسمك مقرونا باسمي في أربعة مواطن، فآنست بالنظر إليه: إني لما بلغت بيت المقدس في معراجي إلى السماء وجدت على صخرتها مكتوبا لا إله إلا الله محمد رسول الله، أيدته بوزيره ونصرته بوزيره، فقلت لجبرئيل: من وزيري ؟ فقال: علي بن أبي طالب، فلما انتهيت إلى سدرة المنتهى وجدت مكتوبا عليها: إني أنا الله لا إله أنا وحدي، محمد صفوتي من خلقي، أيدته بوزيره ونصرته بوزيره. فقلت لجبرئيل: من وزيري ؟ فقال علي بن أبي طالب، فلما جاوزت السدرة انتهيت إلى عرش رب العالمين جل جلاله فوجدت مكتوبا على قوائمه أنا الله لا إله إلا أنا وحدي محمد حبيبي أيدته بوزيره ونصرته بوزيره، فلما رفعت رأسي وجدت على بطنان العرش مكتوبا أنا الله لا إله إلا أنا وحدي، محمد عبدي ورسولي أيدته بوزيره ونصرته بوزيره.
*- حدثنا أحمد بن محمد بن إسحاق الدينوري القاضي قال: أخبرني محمد بن - عبد الحميد الفرغاني قال: حدثنا أحمد بن بديل قال: حدثنا مفضل بن صالح الأسدي عن سماك بن حرب، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: كان لعلي عليه السلام أربع مناقب لم يسبقه إليها عربي: كان أول من صلى مع رسول الله صلى الله عليه واله: وكان صاحب رايته في كل زحف، وانهزم الناس يوم المهراس وثبت[٢٨]وغسله، وأدخله قبره.
*- عن ربيعة الجرشي[٢٩] أنه ذكر عليا عليه السلام عند معاويةوعنده سعد بن - أبي وقاص فقال له سعد: تذكر عليا، أما إن له مناقب أربع لان تكون لي واحدة [ منها ] أحب إلي من كذا وكذا وذكر حمر النعم، قوله صلى الله عليه واله: " لأعطين الراية غدا " وقوله صلى الله عليه واله: " أنت مني بمنزلة هارون من موسى " وقوله صلى الله عليه واله: " من كنت مولاه فعلي مولاه ". ونسي سعد الرابعة.
* - عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: والذي نفسي بيده ما وجهت عليا قط في سرية إلا ونظرت إلى جبرئيل عليه السلام في سبعين ألفا من الملائكة عن يمينه، وإلى ميكائيل عن يساره في سبعين ألفا من الملائكة، وإلى ملك الموت أمامه، وإلى سحابة تظله حتى يرزق حسن الظفر.
*- عن جابر بن يزيد الجعفي، عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: خطبنا علي بن أبي طالب عليه السلام فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس إن قدام منبركم هذا أربعة رهط من أصحاب محمد صلى الله عليه واله منهم أنس بن مالك، والبراء بن عازب، والأشعث بن قيس الكندي، وخالد بن يزيد البجلي، ثم أقبل على أنس فقال: يا أنس إن كنت سمعت رسول الله صلى الله عليه واله يقول: " من كنت مولاه فهذا علي مولاه " ثم لم تشهد لي اليوم بالولاية فلا أماتك الله حتى يبتليك ببرص لا تغطيه العمامة، وأما أنت يا أشعث فان كنت سمعت رسول الله صلى الله عليه واله يقول: " من كنت مولاه فهذا علي مولاه " ثم لم تشهد لي اليوم بالولاية فلا أماتك الله حتى يذهب بكريمتيك[٣٠]، وأما أنت يا خالد بن يزيد فان كنت سمعت رسول الله صلى الله عليه واله يقول: " من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه " ثم لم تشهد لي اليوم بالولاية فلا أماتك الله إلا ميتة جاهلية، وأما أنت يا براء بن عازب فان كنت سمعت رسول الله صلى الله عليه واله يقول: " من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه " ثم لم تشهد لي اليوم بالولاية فلا أماتك الله إلا حيث هاجرت منه. قال: جابر بن عبد الله الأنصاري: والله لقد رأيت أنس بن مالك وقد ابتلى ببرص يغطيه بالعمامة فما تستره، ولقد رأيت الأشعث بن قيس وقد ذهبت كريمتاه، وهو يقول: الحمد الله الذي جعل دعاء أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علي بالعمى في الدنيا ولم يدع علي بالعذاب في الآخرة فاعذب، وأما خالد بن يزيد فإنه مات فأراد أهله أن يدفنوه وحفر له في منزله فدفن، فسمعت بذلك كندة فجاءت بالخيل والإبل فعقرتها على باب منزله، فمات ميتة جاهلية. وأما البراء بن عازب فإنه ولاه معاوية اليمن فمات بها ومنها كان هاجر.
*- عن أمير المؤمنين عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع، عن عمره فيما أفناه، و [ عن ] شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه وعن حبنا أهل البيت.
*- عن ابن بريدة، عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه واله قال: إن الله عز وجل أمرني بحب أربعة، فقلنا: يا رسول الله من هم سمهم لنا، فقال: علي منهم وسلمان وأبو ذر والمقداد، وأمرني بحبهم، وأخبرني أنه يحبهم.
*- عن ابن بريدة، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: إن الله عز وجل أمرني بحب أربعة من أصحابي، وأخبرني أنه يحبهم، قلنا: يا رسول - الله فمن هم فكلنا نحب أن نكون منهم فقال: ألا إن عليا منهم، ثم سكت، ثم قال: ألا إن عليا منهم وأبو ذر وسلمان الفارسي والمقداد بن الأسود الكندي.
*- عن زيد بن علي، عن آبائه، عن علي عليهم السلام قال: شكوت إلى رسول الله صلى الله عليه واله حسد من يحسدني فقال: يا علي أما ترضى أن أول أربعة يدخلون الجنة أنا وأنت، وذرارينا خلف ظهورنا، وشيعتنا عن أيماننا وشمائلنا.