كم توارى جيل ومرّت عصور |
|
ولذكراك في الخلود ظهور |
ألف عام مضى وأنت شهاب |
|
بسناه عوالم تستنير |
آية قد ضنعت يعجز عنها |
|
حين يسمواليك هذا الشعور |
يتهاوى القصيد في لغة الشّا |
|
عر حيران فهوعىّ حصور |
أنت في عالم الحقيقة دنيا |
|
من كمال بها تلوذ الدّهور |
أ تراني أوفيك إن رحت أزجي |
|
للقوا في مهما سما التّعبير |
أم ستختار ريشتي لك معنى |
|
يتجلّى به لك التّصوير |
أنا حسبي ذكراك جئت أغنيها |
|
قواف تأتي بهنّ السّطور |
فتواضع يا شعر بين يدي ربّ |
|
القوا في فهوالعظيم الكبير |
أيّها المعرق الّذي أخذ المجد |
|
بأطرافه لأنت الجدير |
ألشّريف الأجلّ ذوالحسبين |
|
اندكّ عنه خليفة ووزير |
قد ورثت الأمجاد من آلك الأطهار |
|
لا دعوة هناك وزور |
لك موسى بن جعفر كاظم الغيظ |
|
أب في العلى إليه تشير |
ومن الأم فاح للحسن السّبط |
|
شذاه غداة طابت حجور |
نسب حسبك النّبي منار الفضل |
|
والمرتضى الوصىّ الأمير |
وإذا الأصل قد زكا طاب فرعا |
|
وتسامى للخالدات مسير |
يا أبا المكرمات وافيت ذكرا |
|
ك وفي القلب بهجة وسرور |
كم قد ازدان في حديثك للتأريخ |
|
سفر وكم أشاد خبير |
قد تداولتها مناصب كانت |
|
لك فيها شئونها والأمور |
ليس بدعا اذا النّقابة حيّتك |
|
وأنت الفتى الكمى الوقور |
وتكفّلت بالمظالم يحدوك |
|
فؤاد على العباد غيور |
ولركب الحجيج كنت أميرا |
|
في شئون عنها سواك قصير |
لم تزيّنك رتبة كنت تعلوها |
|
فخارا والفاقد المغرور |
يا رضيّ الفعال ذكرك درس |
|
باركته أجيالنا والعصور |
عشتها سيرة الى الخير كانت |
|
فلها الخير أوّل وأخير |
لك في عالم الفضائل غرس فاح |
|
منه على الحياة العبير |
شرف باذخ وعفّة نفس |
|
وتقى قطّ مابها تكدير |
واحتضان للعلم ينبىء عنه |
|
تلك (دار العلوم) وهي النّور |
ووفاء إلى الصّديق وإن كا |
|
ن بعيدا فحبّه موفور |
واعتزاز يأبى الهبات من المعطي |
|
وذا فيك طابع مأثور |
وشموخ نحوالخلافة يبديه |
|
جهارا مقالك المشهور |
يا لعلياك ما أجلّ وأسمى |
|
فهي في افقنا الغداة بدور |
يا أبا الشّعركم سكبت القوافي |
|
حكما يزدهي بهنّ الشّعور |
كنت والحق عندها عبقريا |
|
قلّ يلفي بها إليك نظير |
عذبة كل لفظة حين يأتي من |
|
صميم الفصحى بها التّعبير |
تسحر السّمع حين يبدوصداها |
|
مثلما يسحر الخيال الخير |
حين طوّفت في المعاني فما قصّر |
|
شوط ولا تراخت بحور |
غزل لا ترى الغرام يفشيه |
|
ومدح ما ذلّ فيه الشّعور |
وحماس بالمشرفية إن لاح |
|
فخار فأنت ذاك الفحور |
ورفضت الهجاء بالمنطق الفارحش |
|
يأباه منك مجد وخير |
علوىّ السّمات ما عاش فيه الحقد |
|
يوما ولا استقرّ الزّور |
يا عزوفا إلّا عن الشّرف الأسمى |
|
فما فيك عنده تأخير |
عشت في عالم تهالك فيه النّاس |
|
فالكلّ خاضع مأسور |
تلك دنيا تعج بالزّخرف الفاني |
|
ولهوتموج فيه القصور |
والليالي الحمراء في حلبة الرّقّص |
|
فكم عنده استبيحت خدور |
امسيات قد عاش فيها بنوالعباس |
|
فالجو داعر مخمور |
وتداعي على الفتات أناس حين |
|
مات الحجى ومات الضّمير |
وتوالت مواكب الشّعر يحدوها |
|
لحبّ الدّنيا هناك مصير |
فإذا الشّعر سلعة وامتداح |
|
وإذا الشاعر الطّروب أجير |
هكذا كانت الحياة فبيع الفكر |
|
بخسا وذاك شيء خطير |
فإذا أنت جانب مشمخر لم |
|
تضعضعه للحياة قشور |
لم تبع ذلك الشّعور ليختال |
|
فخورا خليفة أووزير |
بئست الصّنعة الّتي تسترق |
|
المرء فهوالأذلّ وهوالحقير |
أيّها الفارس الّذي نال حقّا |
|
قصب السّبق لم يعقه فتور |
همّة جازت الثّريّا بما أنجزت |
|
للآن نفعه مشهور |
فهناك «التّأويل» تنبىء عنه |
|
حين وافت (حقائق) فهى نور |
ومجاز القرآن في روعة (التّلخيص) |
|
ما مثله هنا مأثور |
وعظيم الأعمال منك بما قدّمت |
|
(نهج) وذاك فتح كبير |
عنه نقّبت إذ بذلت جهودا |
|
مضنيات فأنت ذاك الغيور |
مكرمات إليك سجّلها التّأريخ |
|
ذكرا ومجدتها الدّهور |
حسبك الفخر قد بلغت مداه |
|
فلأنت المظفّر المنصور |
يا بناة العرفان في دولة الأسلام |
|
أنتم عمادنا المذخور |
ثورة الفكر حين فجّرتموها |
|
يقظة حولها الزّمان يدور |
بارك اللَّه فيكم ذلك المسعى |
|
ووافاكم بذاك الحبور |
إنّ إحياءكم ل (نهج عليّ) |
|
هووالحق مقصد مشكور |
لم يكن للبلاغة اليوم نهجا بل |
|
لدى العلم ذاك بحر غرير |
هونهج العقيدة الصّلبة الشّماء |
|
ينهار من صداها الكفور |
هونهج الآداب والخلق السّامي |
|
به الرّوح تزدهي ولضّمير |
هونهج للحكم يبنى السّياسات |
|
نظاما له الهدى دستور |
هوهذا (نهج البلاغة) حقّا |
|
من (عليّ) بيانه مسطور |
عجبا ذلك التراث بهذا الحجم |
|
يقصى ومن سواه نمير |
ما الّذي كان قد جناه (عليّ) |
|
عند قوم حتّى استحرّت صدور |
ألأنّ الحق الّذي قد رعاه كان |
|
مرا والجاحدون كثير |
يا لها أمّة أضاعت حجاها حيث |
|
راحت خلف السّراب تسير |
ولديها من ثورة الفكر ما يغني |
|
ولكن أين السّميع البصير |
فهي تعشوعن الحقيقة في المسرى |
|
وفي بيتها السّراج المنير |
أخذت تطلب السّواقي البعيدات |
|
وفي جنبها تفيض البحور |
إنّ هذا هوالخسار وهل يفلح |
|
قوم قد مات فيها الشّعور |
يا جنود الأسلام في دولة الحق |
|
وأنتم لدى العقيدة سور |
حزتموها لدى الحروب فتوحا |
|
ذلّ فيها ذاك العدوالمغير |
وأتيتم بها لنا معجزات ناطقات |
|
للحق كانت تثير |
ولقد إذ هل الكفور لذاك اليم |
|
منكم لمّا استقرّ عبور |
هوسرّ الأسرار ما عرفت دنيا |
|
البطولات مثله فهوصور |
عنده أضحت العفالق صرعى |
|
تنهش الوحش لحمها والنّسور |
ما حماها ما جمّعت من عتاد حين |
|
أضحى عتادها وهوبور |
ولكم سرب طائرات تهاوى لهم |
|
فهوفي الصّعيد سعير |
وعدا (عفلق) يقلّب كفيّه خسارا |
|
إذ حلّ فيه الثّبور |
وتنادت هنالكم (مشيخات) راح |
|
(صدام) عندها يستجير |
فمتى أرهب الذّباب أسودا |
|
بطنين وللأسود زئير |
يا لدهركم فيه من مضحكات إذ |
|
تباهي شهب السّماء الصّخور |
وإلى جانب (الخمينيّ) عرّج أيّها |
|
الشعر فهوفينا الأمير |
قف وبارك له انتصار جنود |
|
بايعوه أن تستردّ ثغور |
قل أبا المصطفى أتيتك أستاف |
|
عبيرا وأنت ذاك العبير |
أنت (روح) إذا (المسيح) رسول |
|
اللَّه فيها فأنت فيها الجسور |
إنّ دنيا الإسلام باسمك نادت |
|
فأغثها فأنت حقا مجير |
وحمى (القدس) بات ينتظر الزّحف |
|
فزحفا يا أيّها المنصور |
ومحاريب ذلك (المسجد الأقصى) |
|
انتظار فرحبه مهجور |
و(فلسطين) أعين شاخصات لك |
|
حيث اليهود فيها تجور |
فأعد أيّها الغيور بلادا هل |
|
يعيد البلاد إلّا الغيور |
وعليك السّلام ما غرّد الطّر |
|
بأغصانه وفاحت عطور |