وقال (عليه السلام):مَنْ عَظَّمَ صِغَارَ الْمَصَائِبِ ابْتَلاَهُ اللهُ بِكِبَارِهَا.                
وقال (عليه السلام): قَلِيلٌ مَدُومٌ عَلَيْهِ خَيْرٌ مِنْ كَثِير مَمْلُول مِنْهُ .                
وقال (عليه السلام): الْغِيبَةُ جُهْدُ الْعَاجزِ.                
وقال (عليه السلام): مَا مَزَحَ امْرُؤٌ مَزْحَةً إِلاَّ مَجَّ مِنْ عَقْلِهِ مَجَّةً.                
وقال (عليه السلام) : هَلَكَ فِي رَجُلاَنِ: مُحِبٌّ غَال ، وَمُبْغِضٌ قَال .                
وقال (عليه السلام): مَنِ اتَّجَرَ بِغَيْرِ فِقْه ارْتَطَمَ فِي الرِّبَا.                
وقال (عليه السلام): زُهْدُكَ فِي رَاغِب فِيكَ نُقْصَانُ حَظّ، وَرَغْبَتُكَ فِي زَاهِد فِيكَ ذُلُّ نَفْس.                

Search form

إرسال الی صدیق
الشعورية في نهج البلاغة

علي حسين الخباز

 

التعبير مصطلح لغوي يشمل كل صورة لفظية ذات دلالة موحية ويرى معظم النقاد عدم صلاحيته أدبيا الا حين يتناول التجربة الشعورية فكان الامام علي (ع) يدون معظم رسائله ب ...من عبد الله علي امير المؤمنين ..
هذه سمة العبودية التي حملها شعورا نبيلا هوذوبان في الذات الالهية وقمة في الشعورية التعبيرية والتعبير عن الانفعال الوجداني من حيث كم الاحاسيس يدل على غنى التجربة وهنا يأتي دور الايحاء كقوله عليه السلام(من ابطأ به عمله لم يسرع به نسبه) ،الاثارة ،التأثير لابعاد الخطابية التقليدية عن المنجز يرى الناقد ( هشام منور ) ان الشعورية قيمة أدائية من الممكن ان تضيف الى الموضوعية مديات تأثيرية تمنحنا سمات المنشأ وتكشف لنا خصوصية تفاعله مع العوامل النفسية من خلال معاملة القيمة الشعورية كخصيصة فنية كقوله عليه السلام ..(لسان العاقل وراء عقله وقلب الاحمق وراء لسانه) ويشير السيد قطب في كتابه النقد الادبي ـ الى ان التجربة الشعورية ترتبط بالمخزون الثقافي المدعوم بتصورات المبدع عن الحقائق الكونية والعلاقات الانسانية المرتبطة بمنظور عقائدي ..
وهذا ما ركز عليه السيد حسن الشيرازي في كتابه العمل الادبي كقوله عليه السلام (عجبت لمن يقنط ومعه الاستغفار ) اي التوبة فنصل الى حقيقة ان التجربة الشعورية تجربة تأثيرية مؤثرة تنتج لنا تعبيرات ذهنية تفاعلت شعوريا وكونت رؤى فكرية ترجمتها الالفاظ كقوله عليه السلام في رسالة وصلته من معاوية ( رسالة محبرة نمقتها بضلالك وامضيتها بسوء رايك ) أي وقعت الرسالة بسوء الرأي ومن تلك التجارب ما يكون تجربة ذاتية ينبع منها الموقف الخاص اي تلك المواقف التي تعرض لها المبدع وعاشها معايشة ذات طابع يتمتع بخصوصية الموقع والمكانة كقوله عليه السلام ( صرت يقرن بي من لم يسع بقدمي) اي قدمي التي جرت وثبتت في الدفاع عن الدين واخرى تشكل تجربة انسانية عامة ينبع منها موقف عام تعرضت له الامة تحدد التجربة الشعورية الوجدان العاطفي الفكرة الصور التعبيرية ذات المنحى المتنوع ...واضح يتخذ من الوضوح وسيلة الافهام العام ومنها ما يتميز بعمق معنوي من اجل حصول المتعة ومثل هذه المحفزات الشعورية جعلت الدكتور الناقد ( عزت عمر ) يرى ان أي نص تعبيري انما هو تجربة شعورية ومثل هذه الرؤيا تقلل من شأن المواقف التفاعلية والرؤوية التي يسعى المبدع لترجمتها الى لغة تعبيرية .

كقوله عليه السلام وهويوبخ احد عماله (وإني لأقسم قسما صادقا لئن بلغني إنك خنت من فيء المسلمين شيئا صغيرا اوكبيرا لأشدن عليك شدة تدعك قليل الوفر ثقيل الظهر ضئيل الامر ..والسلام)
ذهب النقاد الى وجود العديد من العناصر التكوينية كالوجدان العاطفي وما يرتكز منها على اللذة الالم كقوله عليه السلام (من احبنا اهل البيت فليستعد للفقر جلبابا) .

والفرح كقوله عليه السلام (ان للقلوب شهوة واقبالا وادبارا فأتوها من قبل شهوتها واقبالها فإن القلب إذا اكره عمي )الحزن الحب الكراهية والعنصر الثاني هو عنصر الفكرة التي تعبر عن امتزاج وجداني كقوله عليه السلام للمعقل بن قيس قائد جيش ارسله الى صفين كمقدمة للجيش (ولا يحملنكم شنآنهم على قتالهم قبل دعائهم والاعذار اليهم ) الشنىن البغضاء والاعذار اليهم تقديم مايقدرون به في قتالهم ومن ثم العنصر الابداعي تلك الصور التعبيرية الفاظ  .

كقوله عليه السلام(الهم نصف الهرم ( عبارات كقوله عليه السلام ( وبؤسا لمن خصمه عند اله الفقراء والمساكين والسائلون والمدفوعون والغارم وابن السبيل)والبؤس تعني اشتداد الحاجة لمن كان خصمه الفقراء عند الله فلابد ان يياس لانعم لايعفون ولا يتسامحون عن حقهم لتفرح قلوبهم من المنع عند الحاجة ، ) موسيقا الجرس الداخلي للكلمات واعتبر اهل النقد ان الصدق هو من اهم العناصر الشعورية المؤثرة من معايشة وانفعال صادق وصدق تعبيري كقوله عليه السلام في مسالة اجتماعية ..(غيرة المرأة كفر وغيرة الرجل ايمان ) لوذهبنا الآن الى مساحة ابعد لنتجاوز بها فرويد ومكبوتاته اللا شعورية ونقف عند يونج الذي يرى ان الشعورية موروث جمعي يورث في انسجة الاذهان وكلتاهما اتفقا على ان الشعورية تمثل النماذج الابداعية العليا ونسال هل ان شعورية نهج البلاغة مكتسبة من الواقع الماش ام انها تكوينية وصلته عبر وصايا ونبؤات رسالية لنستدل من خلالها الى ان التكوينية التي ربطها فرويد بالمكبوت اللا شعوري تصبح في نهج البلاغة الى موروث مقدس ديني واعي بعضها ابقاها الامام علي في منزلته التكوينية وخاصة عند ما يتوسم الشعورية الغيبية الحسية وبعضها اعتمد المكتسب الحياتي لاظهار المعتبر الواقعي وكما نجده سخر التكويني لصالح المكتسب لاطهار حكمة واقعية مرتبطة بتكوينات مدروسة واعية ذات مرجعية رسالية وهذه كما نراها هي المنزلة العليا لشعورية الارتقاء الابداعي وهي من افضل مميزات نهج البلاغة .

****************************