![](http://arabic.balaghah.net/sites/all/themes/nahjArabic/image/besmellah.png)
![](http://arabic.balaghah.net/sites/all/themes/nahjArabic/image/mola.png)
![](http://arabic.balaghah.net/sites/all/themes/nahjArabic/image/fi_rahab.jpg)
![](http://arabic.balaghah.net/sites/all/themes/nahjArabic/image/haram.jpg)
![](http://arabic.balaghah.net/sites/all/themes/nahjArabic/image/nahj.jpg)
محمد بن الحسين بن موسى بن محمد بن موسى بن إبراهيم بن موسى الكاظمعليه السَّلام، أبو الحسن الموسوي، البغدادي، الملقّب بالشريف الرضيّ، جامع (نهج البلاغة) ، وأحد أعلام الإمامية.
ولد في بغداد سنة تسع وخمسين وثلاثمائة . (٣٥٩- ٤٠٦هـ) [١]
ونشأ بين أبوين جليلين علوييْن .[٢]
وأقبل على تحصيل العلوم، فبدت عليه علامات الذكاء منذ الصغر، ونظم الشعر من صباه، فجاء مجلّياً في حلبته.
درس العلوم العربية وعلوم البلاغة والأدب والفقه والكلام والتفسير والحديث على مشاهير العلماء ببغداد كأبي الفتح عثمان بن جنّي، وأبي سعيد السيرافي النحوي، وأبي عبد اللّه محمد بن محمد بن النعمان المعروف بالشيخ المفيد، والقاضي عبد الجبار بن أحمد المعتزلي، وهارون بن موسى التلعكبري، وأبي بكر محمد بن موسى الخوارزمي، وآخرين.
وأتقن العلوم الدينية والأدبية، وأصبح شاعراً مبرّزاً، وكاتباً بارعاً، ومتكلّماً حاذقاً، ومفسراً لكتاب اللّه وحديث رسوله محلّقاً. [٣]
تولّى نقابة الطالبيين، والنظر في المظالم، والحج بالناس في حياة أبيه (وذلك في سنة ٣٨٨هـ)، وذاعت شهرته.
اتصل بالخلفاء والملوك ورجال الدولة،وطمحت نفسه الوثابة للخلافة بما حازه من الم آثر والملكات العالية، وبما امتاز به من همّة عالية وترفّع وإباء وشمم.
اتخذ الشريف الرضي لتلامذته مدرسة سمّاها (دار العلم)، وأرصد لها مخزناً فيه جميع حاجياتهم من ماله، وأنشأ فيها مكتبة ضخمة، وعيّـن أبا أحمد عبد السلام بن الحسين البصري خازناً لها.
وكان له مجمع ببغداد يحضره الأُدباء على اختلافهم.
وللشريف الرضي مؤلفات قيّمة، منها كتاب حقائق التأويل في متشابه التنزيل في عشرة أجزاء، طُبع منه الجزء الخامس، وهو الجزء الوحيد الذي عُثر عليه حتى الآن.
ويتضمن كتابه هذا بحوثاً في مسائل كلامية متعددة، كمسألة عصمة الأنبياء التي أفرد لها باباً مستقلاً، ومسألة الجبر والاختيار، ومسألة الإرجاء والوعيد، وغير ذلك.
وكان يوافق المعتزلة في (القول بالوعيد) [٤].
وإليك أسماء عدد من مؤلفاته: خصائص الأئمّة (ط) لم يتم، مجازات الآثار النبوية (ط)، تلخيص البيان عن مجازات القرآن، تعليق خلاف الفقهاء، الزيادات في شعر أبي تمام، الحسن من شعر الحسين ـ يعني ابن الحجاج البغدادي ـ أخبار قضاة بغداد، ديوان شعر(ط)، ونهج البلاغة(ط) جمع فيه خطب ورسائل وحكم الإمام علي عليه السَّلام.
توفّي ببغداد في السادس من محرّم الحرام سنة ست وأربعمائة.
ومن شعره:
يا آمن الأقدار بادرْ صَرْفَها ***** واعلم بأنّ الطالبين حثاث
خذ من تراثك ما استطعت فإنّما ***** شركاؤك الأيّام والورّاث
مالي إلى الدنيا الغرورة حاجة ***** فلْيُخْز ساحرُ كيدها النفّاث
طلّقتُها ألْفاً لأحسمَ داءَها ***** وطلاق من عزم الطلاق ثلاث
سَكَناتُها محذورة وعهودها ***** منقوضة، وحبالُها أنكاث
أُمّ المصائب لا يزال يروعنا ***** منها ذكور نوائب وإناث
إنّي لأعجب من رجال أمسكوا ***** بحبائل الدنيا وهنّ رِثاث
أتراهُمُ لم يعلموا أن التُّقى ***** أزوادُنا، وديارُنا الأجداث
وله قصيدة في الفخر، طالعها:
لغيـر العُلـى منـي القِلى والتجنـّبُ ***** ولولا العُلى ما كنتُ في الحبّ أرغبُ
وقال فيها مادحاً أهل البيت عليهم السَّلام:
وما المدح إلاّ في النبيّ وآلهِ ***** يُرام وبعض القول ما يُتجنَّبُ
وأولى بمدحي من أعزّ بفخره ***** ولا يشكر النعماء إلاّ المهذّب
أرى الشعر فيهم باقياً وكأنّما ***** تحلّق بالأشعار عنقاء مُغربُ
وقالوا عجيب عُجْبُ مثلي بنفسه ***** وأين على الأيام مثل أبي أب
لعمرك ما أُعجبتُ إلاّ بمدحهم ***** ويحسب أني بالقصائد معجب
أعدّ لفخري في المقام محمّداً ***** وأدعو عليّاً للعُلى حين أركبُ
منقول من كتاب معجم طبقات المتكلمين/ج ٢ (اية الله الشيخ جعفر السبحاني)