وقال (عليه السلام) : مَنْ عَظَّمَ صِغَارَ الْمَصَائِبِ ابْتَلاَهُ اللهُ بِكِبَارِهَا .                
وقال (عليه السلام): زُهْدُكَ فِي رَاغِب فِيكَ نُقْصَانُ حَظّ، وَرَغْبَتُكَ فِي زَاهِد فِيكَ ذُلُّ نَفْس.                
وقال (عليه السلام): الْقَنَاعَةُ مَالٌ لاَيَنْفَدُ.                
وقال (عليه السلام): ما أَنْقَضَ النَّوْمَ لِعَزَائِمِ الْيَوْمِ.                
وقال (عليه السلام): عَلامةُ الاِْيمَانِ أَنْ تُؤثِرَ الصِّدْقَ حَيْثُ يَضُرُّكَ عَلَى الْكَذِبِ حَيْثُ يَنْفَعُكَ،أَنْ يَكُونَ فِي حَديِثِكَ فَضْلٌ عَنْ عِلْمِكَ، وَأَنْ تَتَّقِيَ اللهَ فِي حَدِيثِ غَيْرِكَ.                
وقال (عليه السلام): النَّاسُ أَعْدَاءُ مَا جَهِلُوا.                
وقال (عليه السلام): لاَ خَيْرَ فِي الصَّمْتِ عَنِ الْحُكْمِ، كَمَا أنَّهُ لاَ خَيْرَ فِي الْقَوْلِ بِالْجَهْلِ.                

Search form

إرسال الی صدیق
العلوم في نهج البلاغة (سرعة البديهة)

نهج البلاغة: قال له بعض اليهود: ما دفنتم نبيّكم حتي اختلفتم فيه !

فقال  له: إنّما اختلفنا عنه لا فيه[١]، ولكنّكم ما جفّت أرجلكم من البحر حتي قلتم لنبيّكم: اجْعَل لَّنَا إِلَـٰهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ[٢] ! [٣]

نهج البلاغة: سئل  : كيف يحاسب الله الخلق علي كثرتهم ؟ !

فقال : كما يرزقهم علي كثرتهم.

فقيل: كيف يحاسبهم ولا يرونه ؟

فقال : كما يرزقهم ولا يرونه[٤].

الأمالى للسيّد المرتضي: قال له  ابن الكوّاء: يا أمير المؤمنين، كم بين السماء والأرض ؟

قال: دعوة مستجابة[٥].

نهج البلاغة: سئل عن مسافة ما بين المشرق والمغرب، فقال : مسيرة يوم للشمس[٦].

الغارات عن أبى عمرو الكندى ـ فى ذكر أسئلة ابن الكوّاء منه  ـ:

قال [ ابن الكوّاء ]: فكم بين السماء والأرض ؟

قال: مدّ البصر، ودعوة بذكر الله فيُسمع. لا نقول غير ذلك ; فاسمع، لا أقول غير ذلك[٧].

الإمام علىّ  ـ حين قال له ابن الكوّاء: يا أمير المؤمنين، كم بين موضع قدمك إلي عرش ربّك ؟ قال ـ: ثكلتك اُمّك يابن الكوّاء ! سل متعلّماً ولا تسأل متعنّتاً ; مِن موضع قدمى إلي عرش ربّى أن يقول قائل مخلصاً: لا إله إلاّ الله[٨].

عنه  ـ فى جواب سائل ـ: أمّا الابن الذى أكبرُ من أبيه وله ابن أكبر منه فهو عزير ; بعثه الله وله أربعون سنة ولابنه مائة وعشر سنين[٩].

خصائص الأئمّة (ع): قال كعب الأحبار:...أخبرنى يا أبا الحسن عمّن لا أب له، وعمّن لا عشيرة له، وعمّن لا قبلة له ؟

قال: أمّا من لا أب له فعيسي ، وأمّا [من][١٠] لا عشيرة له فآدم  ، وأما من لا قبلة له فهو البيت الحرام ; هو قبلة ولا قبلة لها.

هات يا كعب.

فقال: أخبرنى يا أبا الحسن عن ثلاثة أشياء لم ترتكض فى رحم ولم تخرج من بدن ؟

فقال : هى عصا موسي ، وناقة ثمود، وكبش إبراهيم.

ثمّ قال: هات يا كعب.

فقال: يا أبا الحسن، بقيت خصلة ; فإن أنت أخبرتنى بها فأنت أنت ! قال: هلمّها يا كعب.

قال: قبرٌ سار بصاحبه ؟

قال: ذلك يونس بن متّي إذ سجنه الله فى بطن الحوت[١١].

تذكرة الخواصّ عن ابن المسيّب: كتب ملك الروم إلي عمر:... أمّا بعد ; فإنّى مُسائلك عن مسائل، فأخبرنى عنها: ما شىء لم يخلقه الله ؟ وما شىء لا يعلمه الله ؟ و... فقرأ علىٌ  الكتاب، وكتب فى الحال خلفه: بسم الله الرحمن الرحيم،... أمّا الذى لا يعلمه الله فقولكم: له ولد وصاحبة وشريك ; مَا اتَّخَذَ   اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَـٰهٍ [١٢] ;  لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ[١٣].

وأمّا الذى ليس عند الله: فالظلم ;  وَمَا رَبُّكَ بِظَـلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ[١٤].

وأمّا الذى كلّه فم: فالنار تأكل ما يُلقي فيها.

وأمّا الذى كلّه رجل: فالماء.

وأمّا الذى كلّه عين: فالشمس.

وأمّا الذى كلّه جناح: فالريح.

وأمّا الذى لا عشيرة له: فآدم .

وأمّا الذين لم يحمل بهم رحم: فعصا موسي، وكبش إبراهيم، وآدم، وحوّاء.

وأمّا الذى يتنفّس من غير روح: فالصبح ; لقوله تعالي: وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ[١٥]....

وأمّا الظاعِن[١٦]: فطور سيناء[١٧] ; لمّا عصت بنو إسرائيل، وكان بينه وبين الأرض المقدّسة أيّام، فقلع الله منه قطعة وجعل لها جناحين من نور، فنَتَقَه[١٨]

عليهم ; فذلك قوله: وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُـلَّةٌ وَظَنُّوا أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ[١٩]، وقال لبنى إسرائيل: إن لم تؤمنوا وإلاّ أوقعته عليكم، فلمّا تابوا ردّه إلي مكانه.

وأمّا المكان الذى لم تطلع عليه الشمس إلاّ مرّة واحدة: فأرض البحر لمّا فلقه الله لموسي ، وقام الماء أمثال الجبال، ويبست الأرض بطلوع الشمس عليها، ثمّ عاد ماء البحر إلي مكانه.

وأمّا الشجرة التى يسير الراكب فى ظلّها مائة عام: فشجرة طوبي ; وهى سدرة المنتهي فى السماء السابعة، إليها ينتهى أعمال بنى آدم، وهى من أشجار الجنّة، ليس فى الجنّة قصر ولا بيت إلاّ وفيه غصن من أغصانها. ومثلها فى الدنيا الشمس أصلها واحد وضوؤها فى كلّ مكان.

وأمّا الشجرة التى نبتت من غير ماء: فشجرة يونس، وكان ذلك معجزة له ; لقوله تعالي: وَأَ نْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ[٢٠].

وأمّا غذاء أهل الجنّة: فمثلهم فى الدنيا الجنين فى بطن اُمّه ; فإنّه يغتذى من سرّتها ولا يبول ولا يتغوّط.

وأمّا الألوان فى القصعة الواحدة: فمثله فى الدنيا البيضة فيها لونان أبيض وأصفر ولا يختلطان.

وأمّا الجارية التى تخرج من التفّاحة: فمثلها فى الدنيا الدودة تخرج من التفّاحة ولا تتغيّر.

وأمّا الجارية التى تكون بين اثنين: فالنخلة التى تكون فى الدنيا لمؤمن مثلى 

ولكافر مثلك، وهى لى فى الآخرة دونك ; لأنّها فى الجنّة وأنت لا تدخلها !

وأمّا مفاتيح الجنّة: فلا إله إلاّ الله، محمّد رسول الله.

قال ابن المسيّب: فلمّا قرأ قيصر الكتاب قال: ما خرج هذا الكلام إلاّ من بيت النبوّة ![٢١]

بحار الأنوار: قضي [علىّ  ] بالبصرة لقوم حدّادين اشتروا باب حديد من قوم، فقال أصحاب الباب: كذا وكذا منّاً، فصدّقوهم وابتاعوه، فلمّا حملوا الباب علي أعناقهم قالوا للمشترى: ما فيه ما ذكروه من الوزن، فسألوهم الحطيطة فأبوا، فارتجعوا عليهم، فصاروا إلي أمير المؤمنين ، فقال: أدلّكم ; احملوه إلي الماء. فحُمل فطُرح فى زورق صغير وعُلّم علي الموضع الذى بلغه الماء. ثمّ قال: أرجِعوا مكانه تمراً موزوناً. فما زالوا يطرحون شيئاً بعد شىء موزوناً حتي بلغ الغاية. قال: كم طرحتم ؟ قالوا: كذا وكذا منّاً ورطلا. قال : وزنه هذا[٢٢].

الفضائل: روى أنّ امرأة تركت طفلاً ابن ستّة أشهر علي سطح، فمشي الصبىّ يحبو حتي خرج من السطح وجلس علي رأس الميزاب، فجاءت اُمّه علي السطح فما قدرت عليه، فجاؤوا بسلّم ووضعوه علي الجدار فما قدروا علي الطفل ; من أجل طول الميزاب وبعده عن السطح، والاُمّ تصيح وأهل الصبىّ كلّهم يبكون، وكان فى أيّام عمر بن الخطّاب، فجاؤوا إليه فحضر مع القوم فتحيّروا فيه، وقالوا: ما لهذا إلاّ علىّ بن أبى طالب ! فحضر علىّ ، فصاحت اُمّ الصبىّ  فى وجهه، فنظر أمير المؤمنين إلي الصبىّ، فتكلّم الصبىّ بكلام لا يعرفه أحد، فقال : أحضِروا هاهنا طفلاً مثله، فأحضروه، فنظر بعضهما إلي بعض وتكلّم الطفلان بكلام الأطفال، فخرج الطفل من الميزاب إلي السطح، فوقع فرح فى المدينة لم يُرَ مثله[٢٣].

------------------------------------------------
[١] . أي فى أخبار وردت عنه، لا فى صدق نبوّته.
[٢] . الأعراف: ١٣٨.
[٣] . نهج البلاغة: الحكمة ٣١٧، الأمالى للسيّد المرتضي: ١ / ١٩٨ وراجع جواهر المطالب: ١ / ٢٥٩.
[٤] . نهج البلاغة: الحكمة ٣٠٠، الأمالى للسيّد المرتضي: ١ / ١٠٣، روضة الواعظين: ٤١، بحار الأنوار: ٧ / ٢٧١ / ٣٧.
[٥] . الأمالى للسيّد المرتضي: ١ / ١٩٨، المناقب لابن شهر آشوب: ٢ / ٣٨٣، بحار الأنوار: ١٠/٨٤/٥.
[٦] . نهج البلاغة: الحكمة ٢٩٤، الغارات: ١ / ١٨٠، بحار الأنوار: ٥٨ / ١٦٦ / ٢٥.
[٧] . الغارات: ١ / ١٨٠، بحار الأنوار: ٥٨ / ٩٣ / ١٣، نهج السعادة: ٢ / ٦٣٢ / ٣٤٢ ; كنز العمّال: ١٣ / ١٦١ / ٣٦٤٩٢ نقلا عن ابن منيع عن زاذان وفيهما "قدر دعوة عبد دعا الله، لا أقول غير ذلك".
[٨] . الاحتجاج: ١ / ٦١٤ / ١٣٩، بحار الأنوار: ١٠ / ١٢٢ / ٢.
[٩] . المناقب لابن شهر آشوب: ٢ / ٣٨٥، الصراط المستقيم: ٢ / ١٩ نحوه، بحار الأنوار: ١٠ / ٨٨ / ٧ وراجع تفسير العيّاشى: ١ / ١٤١ / ٤٦٨.
[١٠] . إضافة يقتضيها السياق.
[١١] . خصائص الأئمّة (ع): ٨٩ وراجع الخصال: ٤٥٦ / ١ وبحار الأنوار: ١٠ / ٣ / ١.
[١٢] . المؤمنون: ٩١.
[١٣] . الإخلاص: ٣.
[١٤] . فصّلت: ٤٦.
[١٥] . التكوير: ١٨.
[١٦] . اسم فاعل من ظَعَن يظْعَن: أى ذَهَب وسارَ (انظر لسان العرب: ١٣ / ٢٧٠).
[١٧] . طُور سَيْناء: سينا ـ بفتح السين أو كسرها ـ اسم موضع بالشام يضاف إليه الطور فيقال: طُور سَيْناء، الجبل الذى كلّم الله تعالي عليه موسي بن عمران  (معجم البلدان: ٣ / ٣٠٠).
[١٨] . النَّتْق: أن تَقْلَع الشيءَ فتَرفَعه من مكانه لِتَرمى به (النهاية: ٥ / ١٣).
[١٩] . الأعراف: ١٧١.
[٢٠] . الصافّات: ١٤٦.
[٢١] . تذكرة الخواصّ: ١٤٥ ; الغدير: ٦ / ٢٤٨ عن ابن المسيّب.
[٢٢] . بحار الأنوار: ٤٠ / ٢٨٦ / ٤٥ نقلا عن كتاب صفوة الأخبار.
[٢٣] . الفضائل لإبن شاذان: ٥٦، بحار الأنوار: ٤٠ / ٢٦٧ / ٣٦.
****************************