العلوم في نهج البلاغة (علم الفيزياء)
الإمام علىّ : كلّ سميع غيره يصمّ عن لطيف الأصوات، ويصمّه كبيرها[١] [٢].
عنه : كلّ بصير غيره يعمي عن خفىّ الألوان، ولطيف الأجسام[٣] [٤].
عنه ـ حيث كان جالساً علي نهر الفرات وبيده قضيب، فضرب به علي صفحة الماء وقالـ: لو شئت لجعلت لكم من الماء نوراً وناراً[٥] [٦].
---------------------------------------------
[١] . أثبت العلم الحديث باستخدام الهزازات الصوتيّة، أنّ الاُذن البشريّة تتحسّس فقط بمجال معيّن من الاهتزازات، هى التى يقع تواترها بين ١٥ هزّة فى الثانية و١٥٠٠٠ هزّة، فإذا كان تواتر الصوت أقل من ١٥ هزّة فى الثانية لا تسمعه الاُذن، وكذلك إذا كان تواتر الصوت أعلي من ١٥٠٠٠ هزّة فى الثانية. ولعلّ هذا هو المقصود بـ (لطيف الأصوات) و(كبير الأصوات) (تصنيف نهج البلاغة: ٧٨٢). والجدير ذكره إنّ أحدث ما توصّلت إليه النظريات الفيزيائيّة أنّ عدد الذبذبات الصوتيّة القابلة للسماع تتراوح ما بين ٢٠ـ ٢٠٠٠٠ ذبذبة/ثانية علي عكس ما أثبتته النظريّات السابقة من أنّها تتراوح بين١٥ـ ١٥٠٠٠ذبذبة / ثانية ( راجع: كتاب " الفيزياء " تأليف هاليديورزنيك، ترجمة گلستانيان وبهار:٢ / ٩٥).
[٢] . نهج البلاغة: الخطبة ٦٥، بحار الأنوار: ٤ / ٣٠٩ / ٣٧.
[٣] . نهج البلاغة: الخطبة ٦٥، بحار الأنوار: ٤ / ٣٠٩ / ٣٧.
[٤] . كثير من الحيوانات لا تري الألوان، بل تري الصورة سوداء بيضاء فقط. أمّا الإنسان فإنّه يري الألوان السبعة التى هى ألوان الطيف المرئى والتى تنحصر أطوال موجاتها بين ٤ / ٠ مكرون (البنفسجي) و٨ / ٠ مكرون (الأحمر). أمّا الأضواء التى تقع أطوال موجاتها خارج هذا المجال فإنّ الانسان لا يراها، ومنها الأشعّة فوق البنفسجيّة والأشعّة تحت الحمراء.
إذن فقدرة الإنسان البصريّة محدودة، أمّا الله تعالي فهو يري كلّ جسم وكلّ لون مهما كان نوعه أو لطافته. وقد وجد بقدرة الله أنّ النحلة تستطيع أن تميّز بين سبعة ألوان مختلفة من اللون الأبيض، يراها الإنسان لوناً واحداً. بهذه الدقّة الكبيرة تستطيع أن تميّز بين أنواع الزهور وهى تطير فى أعلي السماء (تصنيف نهج البلاغة: ٧٨٢).
[٥] . لم يفصح الإمام عن مضمون كلامه بل أجراه مجري الرموز، وذلك لأنّ عقول الناس فى ذلك الزمان لا تتحمّل أكثر من هذا. وفى قوله: "لجعلت لكم من الماء نوراً وناراً" دلالة خفيّة إلي ما فى الماء من طاقة يمكن أن تولّد النور (و هو الكهرباء) والنار (و هو الطاقة الحراريّة). وإذا تعمّقنا فى النظرة وجدنا أنّ الماء يتركّب من عنصرين هما الهيدروجين والاُكسجين. الأوّل قابل للاحتراق وإعطاء النور، والثانى يساعد علي الاحتراق ويعطى الحرارة. وأبعد من ذلك فإنّ وجود الماء الثقيل O٢D فى الماء الطبيعى بنسبة ٢ إلي ٠٠٠ / ١٠ يجعله أفضل مصدر طبيعى للهيدروجين الثقيل الذى نسمّيه (الدوتريوم) ونرمز له بالرمز D.
وهذا النظير هو حجر الأساس فى تركيب القنبلة الهيدروجينية، القائمة علي اندماج ذرّتين من الدوتيريوم لتشكيل الهليوم.
علماً بأنّ الطاقة الناتجة عن هذا الاندماج والتى ـ هى منشأ طاقة الشمس ـ تفوق آلاف المرّات الطاقة الناتجة عن القنبلة الذرّية التى تقوم علي انشطار اليورانيوم، ولأخذ فكرة فإنّ اصطناع غرام من الهليوم نتيجة اندماج الدوتيريوم يعطى طاقة = ٦٧٥ مليون بليون ارغة = ٢٠٠ ألف كيلو واط ساعى (تصنيف نهج البلاغة: ٧٨٣).
[٦] . تصنيف نهج البلاغة: ٧٨٢.
****************************