(٩١) - الغضب
٧٨٨ – في وصیته للإمام الحسن (علیهما السلام): « وَتَجَرَّعِ الْغَيْظَ ، فَإِنِّي لَمْ أَرَ جُرْعَةً أَحْلَى مِنْهَا عَاقِبَةً، وَلاَ أَلَذَّ مَغَبَّةً»[١].
٧٨٩ – وفي کتاب له (علیه السلام) إلی الحارث الهمداني: «وَاكْظِمِ الْغَيْظَ، وَتَجاوَزْ عِنْدَ المَقْدِرَةِ، وَاحْلُمْ عِنْدَ الْغَضَبِ»[٢].
٧٩٠ – وفيه أیضاً: « وَاكْظِمِ الْغَيْظَ وَاحْلُمْ عِنْدَ الْغَضَبِ... وَاحْذَرِ الْغَضَبَ، فَإِنَّهُ جُنْدٌ عَظِيمٌ مِنْ جُنُودِ إِبْلِيسَ»[٣].
٧٩١ – ومن وصیته (علیه السلام) لابن عباس: «وإِيَّاكَ وَالْغَضَبَ فَإِنَّهُ طَيْرَةٌ مِنَ الشَّيْطَانِ»[٤].
٧٩٢ – قال (علیه السلام): «الْحِدَّةُ ضَرْبٌ مِنَ الْجُنُونِ لاَِنَّ صَاحِبَهَا يَنْدَمُ، فَإِنْ لَمْ يَنْدَمْ فَجُنُونُهُ مُسْتَحْكِمٌ»[٥].
٧٩٣ – قال (علیه السلام): «مَتَى أَشْفِي غَيْظِي إِذَا غَضِبْتُ، أَحِينَ أَعْجِزُ عَنِ الاْنْتِقَامِ فَيُقَالُ لِي: لَوْ صَبَرْتَ؟ أَمْ حِينَ أَقْدِرُ ]عَلَيْهِ[ فَيُقَالُ لي: لَوْ عَفَوْتَ؟»[٦].
٧٩٤ – فی عهده (علیه السلام) لمَالِكَ الأشتر: «فَوَلِّ مِنْ جُنُودِكَ... أَفْضَلَهُمْ حِلْماً مِمَّنْ يُبْطِىءُ عَنِ الْغَضَبِ»[٧].
(٩٢) – غضّ النظر
٧٩٥ – قال (علیه السلام) في وصف المتقين: «غَضُّوا أَبْصَارَهُمْ عَمَّا حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِمْ، وَوَقَفُوا أَسْمَاعَهُمْ عَلَى الْعِلْمِ النَّافِعِ لَهُمْ»[٨].
٧٩٦ – وروي أنّه (علیه السلام) کان جالساً في أصحابه، فمرّت بهم امرأة جميلةٌ، فرمقها القوم بأبصارهم، فقال (علیه السلام): «إِنَّ أَبْصَار هذِهِ الْفُحُولِ طَوَامِحُ، وَإِنَّ ذلِكَ سَبَبُ هَبَابِهَا[٩]، فإِذَا نَظَرَ أَحَدُكُمْ إِلَى امْرَأَة تُعْجِبُهُ، فَلْيُلاَمِسْ أَهْلَهُ فَإِنَّمَا هِيَ امْرَأَهٌ كَامْرَأَة»[١٠].
(٩٣) - الغفلة
٧٩٧ – قال (علیه السلام): «فَإِنَّكُمْ لَوْ قَدْ عَايَنْتُمْ مَا قَدْ عَايَنَ مَنْ مَاتَ مِنْكُمْ لَجَزِعْتُمْ وَوَهِلْتُمْ، وَسَمِعْتُمْ وَأَطَعْتُمْ، وَلكِنْ مَحْجُوبٌ عَنْكُمْ مَا قَدْ عَايَنُوا، وَقَرِيبٌ مَا يُطْرَحُ الحِجَابُ، وَلَقَدْ بُصِّرْتُمْ إِنْ أَبْصَرْتُمْ، وَأُسْمِعْتُمْ إِنْ سَمِعْتُمْ، وَهُدِيتُمْ إِنِ اهْتَدَيْتُمْ، وَبِحَقٍّ أَقَولُ لَكُمْ: لَقَدْ جَاهَرَتْكُمُ العِبَرُ، وَزُجِرْتُمْ بِمَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ»[١١].
٧٩٨ – قال (علیه السلام): «أَلاَ وَإِنِّي لَمْ أَرَ كَالجَنَّةِ نَامَ طَالِبُهَا، وَلاَ كَالنَّارِ نَامَ هَارِبُهَا»[١٢].
٧٩٩ – قال (علیه السلام) وهو يذم المتخاذلين من جيشه: «أَقَوْلاً بَغَيْرِ عِلْم وَغَفْلَةً مِنْ غَيْرِ وَرَع»[١٣].
٨٠٠ – قال (علیه السلام): «والشَّيْطَانُ مُوَكَّلٌ بِه يُزَيِّنُ لَهُ الْمَعْصِيَةَ لِيَرْكَبَهَا، وَيُمَنِّيهِ التَّوْبَةَ لِيُسَوِّفَهَا، حتّى تَهْجُم مَنِيَّتُهُ عَلَيْهِ أَغْفَلَ مَا يَكُونُ عَنْهَا، فَيَالَهَا حَسْرَةً عَلَى كُلِّ ذِي غَفْلَة أَنْ يَكُونَ عُمُرُهُ عَلَيْهِ حُجَّةً، وَأَنْ تُؤَدِّيَهُ أَيَّامُهُ إِلَى الشِّقْوَةِ»[١٤].
٨٠١ – قال (علیه السلام): «وَلَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ مِمَّا طُوِيَ عَنْكُمْ غَيْبُهُ، إِذاً لَخَرَجْتُمْ إِلَى الصُّعُدَاتِ، تَبْكُونَ عَلَى أَعْمَالِكُمْ، وَتَلْتَدِمُونَ عَلَى أَنْفُسِكُمْ، وَلَتَرَكْتُمْ أَمْوَالَكُمْ لاَ حَارِسَ لها وَلاَ خَالِفَ عَلَيْهَا، وَلَهَمَّتْ كُلَّ امْرِىء مِنْكُمْ نفسأه]نَفْسُهُ[لاَ يَلْتَفِتُ إِلَى غَيْرِهَا، وَلَكِنَّكُمْ نَسِيتُمْ مَا ذُكِّرْتُمْ، وَأَمِنْتُمْ مَا حُذِّرْتُمْ، فَتَاهَ عَنْكُمْ رَأْيُكُمْ، وَتَشَتَّتَ عَلَيْكُمْ أَمْرُكُمْ»[١٥].
٨٠٢ – قال (علیه السلام): «أَيُّهَا النَّاس]الغَافِلُونَ[ غَيْرُ الْمَغْفُولِ عَنْهُمْ، وَالتَّارِكُونَ الْمَأْخُوذُ مِنْهُمْ، مَالي أَرَاكُمْ عَنِ اللهِ ذَاهِبِينَ، وَإِلَى غَيْرِهِ رَاغِبِينَ، كَأَنَّكُمْ نَعَمٌ أَرَاحَ بِهَا سَائِمٌ إلَى مَرْعىً وبيّ وَمَشْرَب دَوِيّ، وَإنَّمَا هِيَ كَالْمَعْلُوفَةِ لِلْمُدَى لاَ تَعْرِفُ مَاذَا يُرَادُ بِهَا، إذَا أُحْسِنَ إلَيْهَا تَحْسَبُ يَوْمَهَا دَهْرَهَا، وَشِبَعَهَا أَمْرَهَا»[١٦].
٨٠٣ – قال (علیه السلام): «فَتَدَاوَ مِنْ دَاءِ الْفَتْرَةِ فِي قَلْبِكَ بِعَزِيمَة، وَمِنْ كَرَى[١٧] الْغَفْلَةِ فِي نَاظِرِكَ بِيَقَظَة»[١٨].
٨٠٤ – ومن کتاب له (علیه السلام) إلی الحارث الهمداني: «وَاحْذَرْ مَنَازِلَ الْغَفْلَةِ وَالْجَفَاءِ، وَقِلَّةَ الأعْوَانِ عَلَى طَاعَةِ اللهِ»[١٩].
٨٠٥ – قال (علیه السلام): «كَأَنَّ الْمَوْتَ فِيهَا عَلَى غَيْرِنَا كُتِبَ، وَكَأَنَّ الْحَقَّ فِيهَا عَلَى غَيْرِنَا وَجَبَ، وَكَأَنَّ الَّذِي نَرَى مِنَ الاَْمْوَاتِ سَفْرٌ عَمَّا قَلِيل إِلَيْنَا رَاجِعُونَ، نُبَوِّئُهُمْ أَجْدَاثَهُمْ، وَنَأْكُلُ تُرَاثَهُمْ، كَأَنَّا مُخَلَّدُونَ بَعْدَهُم، قَدْ نَسِينَا كُلَّ وَاعِظ وَوَاعِظَة، وَرُمِينَا بِكُلِّ فادح وَجَائِحَة»[٢٠].
٨٠٦ – قال (علیه السلام): «وَنَحْنُ نَسْتَقِيلُ اللهَ عَثْرَةَ الْغَفْلَةِ»[٢١].
(٩٤) - الغيبة
٨٠٧ – قال (علیه السلام) في وصف عباد الله: «لاَ تُسْرِعُ فِيهِمْ الْغِيبَةُ»[٢٢].
٨٠٨ – قال (علیه السلام): «الْغِيبَةُ جُهْدُ الْعَاجزِ»[٢٣].
(٩٥) - الفتنة
٨٠٩ – قال (علیه السلام): «أَيُّها النَّاسُ، شُقُّوا أَمْوَاجَ الفِتَنِ بِسُفُنِ النَّجَاةِ، وَعَرِّجُوا عَنْ طَريقِ الـمُنَافَرَةِ، وَضَعُوا تِيجَانَ الـمُفَاخَرَةِ»[٢٤].
٨١٠ – قال (علیه السلام): «وَالَّذِي بَعَثَهُ بِالحَقِّ لَتُبَلْبَلُنَّ بَلْبَلَةً، وَلَتُغَرْبَلُنَّ غَرْبَلَةً، وَلَتُسَاطُنَّ سَوْطَ القِدْرِ، حَتَّى يَعُودَ أَسْفَلُكُمْ أَعْلاَكُمْ وَأَعْلاَكُمْ أَسْفَلَكُمْ، وَلَيَسْبِقَنَّ سَابِقُونَ كَانُوا قَصَّرُوا، وَلَيُقَصِّرَنَّ سَبَّاقُونَ كَانُوا سَبَقُوا»[٢٥].
٨١١ – قال (علیه السلام): «إِنَّ أَبْغَضَ الخَلائِقِ إِلَى اللهِ ]تعالى[ رَجُلانِ: رَجُلٌ وَكَلَهُ اللهُ إِلَى نَفْسِهِ، فَهُوَ جَائِرٌ عَنْ قَصْدِ السَّبِيلِ، مَشْغُوفٌ بِكَلاَمِ بِدْعَة، وَدُعَاءِ ضَلاَلَة، فَهُوَ فِتْنَةٌ لَمِنِ افْتَتَنَ بِهِ...»[٢٦].
٨١٢ – قال (علیه السلام): «أَطَاعُوا الشَّيْطَانَ فَسَلَكُوا مَسَالِكَهُ، وَوَرَدُوا مَنَاهِلَهُ، بِهِمْ سَارَتْ أَعْلامُهُ، وَقَامَ لِوَاؤُهُ، في فِتَن دَاسَتْهُمْ بِأَخْفَافِهَا، وَوَطِئَتْهُمْ بأَظْلاَفِهَا، وَقَامَتْ عَلَى سَنَابِكِهَا، فَهُمْ فِيهَا تَائِهُونَ حَائِرونَ جَاهِلُونَ مَفْتُونُونَ»[٢٧].
٨١٣ – قال (علیه السلام): «إِنَّمَا بَدْءُ وُقُوعِ الْفِتَنِ أَهْوَاءٌ تُتَّبَعُ وَأَحْكَامٌ تُبْتَدَعُ، يُخَالَفُ فِيهَا كِتابُ اللهِ، وَيَتَوَلَّى عَلَيْهَا رِجَالٌ رِجَالاً عَلَى غَيْرِ دِينِ اللهِ، فَلَوْ أَنَّ الْبَاطِلَ خَلَصَ مِنْ مِزَاجِ الْحَقِّ لَمْ يَخْفَ عَلَى الْمُرْتَادِينَ، وَلَوْ أَنَّ الْحقَّ خَلَصَ مِنْ لَبْسِ البَاطِلِ انْقَطَعَتْ عَنْهُ أَلْسُنُ الْمُعَانِدِينَ، وَلكِن يُؤْخَذُ مِنْ هذَا ضِغْثٌ، وَمِنْ هذَا ضِغْثٌ، فَيُمْزَجَانِ، فَهُنَالِكَ يَسْتَوْلي الشَّيْطَانُ عَلَى أَوْلِيَائِهِ، وَيَنْجُو الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَ اللهِ الْحُسْنَى»[٢٨].
٨١٤ – قال (علیه السلام): «أَلاَ ]و[ إنَّ الدُّنْيَا دَارٌ لاَ يُسْلَمُ مِنْهَا إِلاَّ فِيهَا، وَلاَ يُنْجَى بِشَيْء كَانَ لَهَا، ابْتُلِيَ النَّاسُ بِهَا فِتْنَةً، فَمَا أَخَذُوهُ مِنْهَا لَهَا أُخْرِجُوا مِنْهُ وَحُوسِبُوا عَلَيْهِ، وَمَا أَخَذُوهُ مِنْهَا لِغَيْرِهَا قَدِمُوا عَلَيْهِ...»[٢٩].
٨١٥ – قال (علیه السلام) في وصف الدنيا: «... مَنِ اسْتَغْنَى فِيهَا فُتِنَ...»[٣٠].
٨١٦ – قال (علیه السلام): «إِنّ الْفِتَنَ إِذَا أَقْبَلَتْ شَبَّهِتْ، وَإِذَا أَدْبَرَتْ نَبَّهَتْ، يُنْكَرْنَ مُقْبِلاَت وَيُعْرَفْنَ مُدْبِرَات، يَحُمْنَ حَوْمَ الرِّيَاحِ، يُصِبْنَ بَلَداً وَيُخْطِئْنَ بَلَداً»[٣١].
٨١٧ – قال (علیه السلام): «وَتَثَبَّتُوا فِي قَتَامِ الْعِشْوَةِ، وَاعْوِجَاجِ الْفِتْنَةِ عِنْدَ طُلُوعِ جَنِينِهَا، وَظُهُورِ كَمِينِهَا، وَانْتِصَابِ قُطْبِهَا، وَمَدَارِ رَحَاهَا، تَبْدَأُ فِي مَدَارِجَ خَفِيَّة، وَتَؤُولُ إِلَى فَظَاعَة جَلِيَّة، شِبَابُهَا كَشِبَابِ الْغُلاَمِ، وَآثَارُهَا كَآثَارِ السِّلاَمِ[٣٢]، يَتَوَارَثُهَا الظَّلَمَةُ بالْعُهُودِ، أَوَّلُهُمْ قَائِدٌ لآخِرِهِمْ، وَآخِرُهُمْ مُقْتَد بأَوَّلِهِمْ، يَتَنَافَسُونَ في دُنْيا دَنِيَّة، وَيَتَكَالَبُونَ عَلى جِيفَة مُرِيحَة، وَعَنْ قَلِيل يَتَبَرَّأُ التَّابِعُ مِنَ الْمَتْبُوعِ وَالْقَائِدُ مِنَ الْمَقُودِ، فَيَتَزَايَلُونَ بِالْبِغْضَاءِ، وَيَتَلاَعَنُونَ عِنْدَ اللِّقَاءِ، ثُمَّ يَأْتِي بَعْدَ ذلِكَ طَالِعُ الْفِتْنَةِ الرَّجُوفِ، وَالْقَاصِمَةِ الزَّحُوفِ، فَتَزِيغُ قُلُوبٌ بَعْدَ اسْتِقَامَة، وَتَضِلُّ رِجَالٌ بَعْدَ سَلاَمَة، وَتَخْتَلِفُ الأهْوَاءُ عِنْدَ هُجُومِهَا، وَتَلْتَبِسُ الآرَاءُ عِنْدَ نُجُومِهَا، مَنْ أَشْرَفَ لَهَا قَصَمَتْهُ، وَمَنْ سَعَى فِيهَا حَطَمَتْهُ، يَتَكَادَمُونَ فِيهَا تَكَادُمَ الْحُمُرِ فِي الْعَانَةِ، قَدِ اضْطَرَبَ مَعْقُودُ الْحَبْلِ، وَعَمِيَ وَجْهُ الأمْرِ، تَغِيضُ فِيهَا الْحِكْمَةُ، وَتَنْطِقُ فِيهَا الظَّلَمَةُ، وَتَدُقُّ أَهْلَ الْبَدْوِ بِمِسْحَلِهَا[٣٣]، وَتَرُضُّهُمْ بِكَلْكَلِهَا، يَضِيعُ فِي غُبَارِهَا الْوُحْدَانُ، وَيَهْلِكُ فِي طَرِيقِهَا الرُّكْبَانُ، تَرِدُ بِمُرِّ الْقَضَاءِ، وَتَحْلُبُ عَبِيطَ الدِّمَاءِ، وَتَثْلِمُ مَنَارَ الدِّينَ، وَتَنْقُضُ عَقْدَ الْيَقِينِ، يَهْرُبُ مِنْهَا الأَكْياسُ وَيُدَبِّرُهَا الأرْجَاسُ، مِرْعَادٌ مِبْرَاقٌ، كَاشِفَةٌ عَنْ سَاق، تُقْطَعُ فِيهَا الأَرْحَامُ، وَيُفَارَقُ عَلَيْهَا الإِسْلاَمُ، بَرِيُّهَا سَقِيمٌ وَظَاعِنُهَا مُقِيمٌ...»[٣٤].
٨١٨ – قال (علیه السلام) وقد سئل عن الفتنة: «لَمَّا أَنْزَلَ اللهُ سُبْحَانَهُ قَوْلَهُ: (]الم[ * أحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْركُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ) عَلِمْتُ أَنَّ الْفِتْنَةَ لاَ تَنْزِلُ بِنَا وَرَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه وآله) بَيْنَ أَظْهُرِنَا، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ مَا هذِهِ الْفِتْنَةُ الَّتي أَخْبَرَكَ اللهُ تعالی بِهَا؟ فَقَالَ: يَا عَلِيُّ، إِنَّ أُمَّتِي سَيُفْتَنُونَ مِنْ بَعْدِي، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَوَلَيْسَ قَدْ قُلْتَ لِي يَوْمَ أُحُد حَيْثُ اسْتُشْهِدَ مَنِ اسْتُشْهِدَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَحِيزَتْ عَنِّي الشَّهَادَةُ فَشَقَّ ذلِكَ عَلَيَّ، فَقُلْتَ لِي: أَبْشِرْ فَإِنَّ الشَّهَادَةَ مِنْ وَرَائِكَ، فَقَالَ لي: إِنَّ ذلِكَ لَكَذلِكَ فَكَيْفَ صَبْرُكَ إِذَنْ؟ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ لَيسَ هذَا مِنْ مَوَاطِنِ الصَّبْرِ وَلكِنْ مِنْ مَوَاطِنِ البشرى وَالشُّكُرِ، وَقَالَ: يَا عَلِيُّ إِنَّ الْقَوْمَ سَيُفْتَنُونَ بِأَمْوَالِهمْ، وَيَمُنُّونَ بِدِينِهِم عَلَى رَبِّهِمْ، وَيَتَمَنَّوْنَ رَحْمَتَهُ، وَيَأْمَنُونَ سَطْوَتَهُ، وَيَسْتَحِلُّونَ حَرَامَهُ بِالشُّبُهَاتِ الْكَاذِبَةِ، وَالأهْوَاءِ السَّاهِيَةِ، فَيَسْتَحِلُّونَ الْخَمْرَ بِالنَّبِيذِ، وَالسُّحْتَ بِالْهَدِيَّةِ، وَالرِّبَا بِالْبَيْعِ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ فَبِأَيِّ الْمَنَازِلِ أُنْزِلُهُمْ عِنْدَ ذلِكَ أَبِمَنْزِلَةِ رِدَّة، أَمْ بِمَنْزِلَةِ فِتْنَة فَقَالَ بِمَنْزِلَةِ فِتْنَة...»[٣٥].
٨١٩ – قال (علیه السلام): «اللَّهُمْ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ أَنْ نَذْهَبَ عَنْ قَوْلِكَ، أَوْ أنّ نُفْتَتَنَ عَنْ دِينِكَ»[٣٦].
٨٢٠ – قال (علیه السلام): «كُنْ فِي الْفِتْنَةِ كَابْنِ اللَّبُونِ، لاَ ظَهْرٌ فَيُرْكَبَ، وَلاَ ضَرْعٌ فَيُحْلَبَ»[٣٧].
٨٢١ – قال (علیه السلام): «لاَ يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بكَ مِنَ الْفِتْنَةِ لاَِنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ إِلاَّ وَهُوَ مُشْتَمِلٌ عَلَى فِتْنَة، وَلكِنْ مَنِ اسْتَعَاذَ فَلْيَسْتَعِذْ مِنْ مُضِلاَّتِ الْفِتَنِ، فَإِنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ يَقُولُ: (وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ) وَمَعْنَى ذلِكَ أَنَّهُ ]سُبْحَانَهُ[ يَخْتَبِرُهُمْ بِالأمْوَالِ وَالأوْلاَدِ لِيَتَبَيَّنَ السَّاخِط لِرِزْقِهِ وَالرَّاضِي بِقِسْمِهِ، وإِنْ كَانَ سُبْحَانَهُ أَعْلَمَ بِهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ، وَلكِن لِتَظْهَرَ الأَفْعَالُ الَّتي بِهَا يُسْتَحَقُّ الثَّوَابُ وَالْعِقَابُ، لاَِنَّ بَعْضَهُمْ يُحِبُّ الذُّكُورَ وَيَكْرَهُ الأِنَاثَ، وَبَعْضَهُمْ يُحِبُّ تَثْمِيرَالْمَالِ وَيَكْرَهُ انْثِلاَمَ الحَالِ»[٣٨].
(٩٦) - الفساد
٨٢٢ – قال (علیه السلام) في أصناف الناس: «مِنْهُمْ مَنْ لاَ يَمْنَعُهُ الفَسَادَ في الأرْضِ إِلاَّ مَهَانَةُ نَفْسِهِ، وَكَلاَلَةُ حَدِّهِ، وَنَضِيضُ وَفْرِهِ»[٣٩].
٨٢٣ – قال (علیه السلام): «ظَهَرَ الْفَسَادُ فَلاَ مُنْكِرٌ مُغَيِّرٌ، وَلاَ زَاجرٌ مُزْدَجِرٌ»[٤٠].
٨٢٤ – قال (علیه السلام): «وَتَعَصَّبُوا لِخِلاَلِ الْحَمْدِ مِنَ الْحِفْظِ لِلْجِوَار... وَاجْتِنَابِ الْفَسَادِ فِي الأرْضِ»[٤١].
٨٢٥ – في وصیته للإمام الحسن (علیهما السلام): «مِنَ الْفَسَادِ إِضَاعَةُ الزَّادِ، وَمَفْسَدَةُ الْمَعَادِ»[٤٢].
٨٢٦ – قال (علیه السلام): «إِذَا اسْتَوْلَى ]الصَّلاَحُ[ عَلَى الزَّمَانِ وَأَهْلِهِ فَأَحْسَنَ رَجُلٌ الظَّنَّ بِرَجُل فَقَدْ غَرَّرَ»[٤٣].
٨٢٧ – قال (علیه السلام) ذاماً تفرّق جيشه: «وَإِنِّي وَاللهِ لاََظُنُّ هؤُلاءِ القَوْمَ سَيُدَالُونَ مِنْكُمْ بِاجْتِماعِهمْ عَلَى بَاطِلِهمْ وَتَفَرُّقِكُمْ عَنْ حَقِّكُمْ... وَبِصَلاَحِهمْ في بِلاَدِهِمْ وَفَسَادِكُمْ»[٤٤].
(٩٧) – القتل في سبيل الله تعالی
٨٢٨ – قال (علیه السلام): «إِنَّ أَكْرَمَ الْمَوْتِ الْقَتْلُ، وَالَّذِي نَفْسُ ابْنِ أَبِي طَالِب بِيَدِهِ، لألْفُ ضَرْبَة بِالسَّيْفِ أَهْوَنُ عليّ مِنْ مِيتَة عَلَى الْفِرَاشِ»[٤٥].
٨٢٩ – قال (علیه السلام) وهو يدعو: «... إِنْ أَظْهَرْتَنَا عَلَى عَدُوِّنَا فَجَنِّبْنَا الْبَغْيَ وَسَدِّدْنَا لِلْحَقِّ، وَإِنْ أَظْهَرْتَهُمْ عَلَيْنَا فَارْزُقْنَا الشهَادَةَ وَاعْصِمْنَا مِنَ الْفِتْنَةِ»[٤٦].
٨٣٠ – قال (علیه السلام): «إِنّهُ مَنْ مَاتَ مِنْكُمْ عَلَى فِرَاشِهِ وَهُوَ عَلَى مَعْرِفَةِ حَقِّ رَبِّهِ ]عَزَّوَجَلّ[ وَحَقِّ رَسُولِهِ وَأَهْلِ بَيْتِهِ ]صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ[ مَاتَ شَهِيداً وَوَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللهِ، واسْتَوْجَبَ ثَوَابَ مَا نَوَى مِنْ صَالِحِ عَمَلِهِ، وَقَامَتِ النِّيَّةُ مَقَامَ إِصْلاَتِهِ لِسَيْفِهِ»[٤٧].
٨٣١ – قال (علیه السلام): «فَوَاللهِ لَوْ لاَ طَمَعِي عِنْدَ لِقَائِي عَدُوِّي فِي الشَّهَادَةِ، وَتَوْطِينِي نَفْسِي عَلَى الْمَنِيَّةِ، لأحْبَبْتُ أَلاَّ أَبْقَى مَعَ هؤُلاَءِ يَوْماً وَاحِداً، وَلاَ أَلْتَقِيَ بِهِمْ أَبَداً»[٤٨].
٨٣٢ – وفی عهده (علیه السلام) لمَالِكَ الأشتر: «وَأَنْ يَخْتِمَ لِي وَلَكَ بالسَّعَادَةِ وَالشَّهَادَةِ»[٤٩].
(٩٨) – قسوة القلب
٨٣٣ – قال (علیه السلام): «فَالْقُلُوبُ قَاسِيَةٌ عَنْ حَظِّهَا، لاَهِيَةٌ عَنْ رُشْدِهَا، سَالِكَةٌ في غَيْرِ مِضْمارِهَا، كَأَنَّ الْمَعْنِيَّ سِوَاهَا، وَكَأَنَّ الرُّشْدَ في إحْرَازِ دُنْيَاهَا»[٥٠].
٨٣٤ – قال (علیه السلام): «وَمَا كُلُّ ذِي قَلْب بَلَبِيب، وَلاَ كُلُّ ذِي سَمْع بِسَمِيع، وَلاَ كُلُّ ذِي نَاظِر بِبَصِير»[٥١].
٨٣٥ – قال (علیه السلام): «وَلَوْ فَكَّروا فِي عَظِيمِ الْقُدْرَةِ وَجَسِيمِ النِّعْمَةِ، لَرَجَعُوا إِلَى الطَّرِيقِ وَخَافُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ، وَلكِنَّ الْقُلُوبَ عَلِيلَةٌ، ]وَالاَبْصَارَ[ وَالبَصَائِرِ مَدْخُولَةٌ»[٥٢].
٨٣٦ – قال (علیه السلام): «أَلاَ وإِنَّ مِنَ الْبَلاَءِ الْفَاقَةَ، وَأَشَدُّ مِنَ الْفَاقَةِ مَرَضُ الْبَدَنِ، وَأشدُّ مِنْ مَرَضِ الْبَدَنِ مَرَضُ الْقَلْبِ»[٥٣].
(٩٩) - القناعة
٨٣٧ – قال (علیه السلام): «تَرَاهُ قَرِيباً أَمَلُهُ... قَانِعَةً نَفْسُهُ، مَنْزُوراً أَكْلُهُ»[٥٤].
٨٣٨ – قال (علیه السلام): «الْقَنَاعَةُ مَالٌ لاَ يَنْفَدُ»[٥٥].
٨٣٩ – قال (علیه السلام): «مَا عَالَ امرؤٌ اقْتَصَدَ»[٥٦].
٨٤٠ – قال (علیه السلام): «كَفَى بِالْقَنَاعَةِ مُلْكاً»[٥٧].
٨٤١ – قال (علیه السلام) وقد سئل عن قوله تعالی: «(فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً)، فَقَالَ: هِيَ الْقَنَاعَةُ»[٥٨].
٨٤٢ – قال (علیه السلام): «لاَ كَنْزَ أَغْنَى مِنَ الْقَنَاعَةِ»[٥٩].
(١٠٠) - الکذب
٨٤٣ – قال (علیه السلام): «جَانِبُوا الْكَذِبَ فَإِنَّهُ مُجَانِبٌ لِلاِْيمَانِ، الصَّادِقُ عَلَى شَفَا مَنْجَاة وَكَرَامَة، وَالْكَاذِبُ عَلَى شَرَفِ مَهْوَاة وَمَهَانَة»[٦٠].
٨٤٤ – قال (علیه السلام): «فَرَضَ اللهُ... تَرْكَ الْكَذِبِ تَشْرِيفاً لِلصِّدْقِ»[٦١].
٨٤٥ – قال (علیه السلام) عند ذکره لعمرو بن العاص: «أَمَا وَشَرُّ الْقَوْلِ الْكَذِبُ...»[٦٢].
٨٤٦ – قال (علیه السلام): «عَلامةُ الإيمَانِ أَنْ تُؤثِرَ الصِّدْقَ حَيْثُ يَضُرُّكَ عَلَى الْكَذِبِ حَيْثُ يَنْفَعُكَ»[٦٣].
٨٤٧ – قال (علیه السلام): «لاَ تُحَدِّثِ النَّاسَ بِكُلِّ مَا سَمِعْتَ بِهِ فَكَفَى بِذلِكَ كَذِباً»[٦٤].
٨٤٨ – قال (علیه السلام): «إِيَّاكَ وَمُصَادَقَةَ الْكَذَّابِ فَإِنَّهُ كَالسَّرَابِ يُقَرِّبُ عَلَيْكَ الْبَعِيدَ وَيُبَعِّدُ عَلَيْكَ الْقَرِيبَ»[٦٥].
(١٠١) - اللجاجة
٨٤٩ – وفي وصیته للإمام الحسن (علیهما السلام): «إِيَّاك أَنْ تَجْمَحَ بِكَ مَطِيَّةُ اللَّجَاجِ»[٦٦].
٨٥٠ – وفی عهده (علیه السلام) لمَالِكَ الأشتر: «وَإيَّاكَ وَالْعَجَلَةَ بِالأمُورِ قَبْلَ أَوَانِهَا، أَوِ ]التَّسَاقُطَ[ التّسقّط فِيهَا عِنْدَ إِمْكَانِهَا، أَوِ الَّلجَاجَةَ فِيهَا إِذا تَنَكَّرَتْ...»[٦٧].
٨٥١ – قال (علیه السلام): «اللَّجَاجَةُ تَسُلُّ الرَّأْيَ»[٦٨].
(١٠٢) – متابعة الشیطان
٨٥٢ – قال (علیه السلام): «وَاصْطَفى سُبْحَانَهُ مِنْ وَلَدَهِ أَنْبيَاءَ... لَمَّا بَدَّلَ أَكْثَرُ خَلْقِهِ عَهْدَ اللهِ إِلَيْهِمْ، فَجَهِلُوا حَقَّهُ، واتَّخَذُوا الأنْدَادَ مَعَهُ، وَاجْتَالَتْهُمُ الشَّيَاطِينُ عَنْ مَعْرفَتِهِ، وَاقتَطَعَتْهُمْ عَنْ عِبَادَتِهِ، فَبَعَثَ فِيهمْ رُسُلَهُ...»[٦٩].
٨٥٣ – قال (علیه السلام): «عُصِيَ الرَّحْمنُ، وَنُصِرَ الشَّيْطَانُ... أَطَاعُوا الشَّيْطَانَ فَسَلَكُوا مَسَالِكَهُ، وَوَرَدُوا مَنَاهِلَهُ، بِهِمْ سَارَتْ أَعْلامُهُ، وَقَامَ لِوَاؤُهُ»[٧٠].
٨٥٤ – قال (علیه السلام): «اتَّخَذُوا الشَّيْطَانَ لاَِمْرِهِمْ مِلاَكاً وَاتَّخَذَهُمْ لَهُ أَشْرَاكاً، فَبَاضَ وَفَرَّخَ في صُدُورِهِمْ، وَدَبَّ وَدَرَجَ في حُجُورِهِمْ، فَنَظَرَ بِأَعْيُنِهِمْ وَنَطَقَ بِأَلسِنَتِهِمْ، فَرَكِبَ بِهِمُ الزَّلَلَ وَزَيَّنَ لَهُمُ الخَطَلَ، فِعْلَ مَنْ قَدْ شَرِكَهُ الشَّيْطَانُ في سُلْطَانِهِ، وَنَطَقَ بِالبَاطِلِ عَلى لِسَانِهِ»[٧١].
٨٥٥ – قال (علیه السلام): «وَحَذَّرَكُمْ عَدُوّاً نَفَذَ فِي الصُّدُورِ خَفِيّاً، وَنَفَثَ فِي الآذَانِ نَجِيّاً، فَأَضَلَّ وَأَرْدَى، وَوَعَدَ فَمَنَّى، وَزَيَّنَ سَيِّئَاتِ الْجَرَائِمِ، وَهَوَّنَ مُوبِقَاتِ الْعَظَائمِ، حَتَّى إِذَا اسْتَدْرَجَ قَرِينَتَهُ، وَاستَغْلَقَ رَهِينَتَهُ، أَنْكَرَ مَا زَيَّنَ، وَاسْتَعْظَمَ مَا هَوَّنَ، وَحَذَّرَ مَا أَمَّنَ»[٧٢].
٨٥٦ – قال (علیه السلام): «إِنَّ الشَّيْطَانَ يُسَنِّي لَكُمْ طُرُقَهُ، وَيُرِيدُ أَنْ يَحُلَّ دِينَكُمْ عُقْدَةً عُقْدَةً، وَيُعْطِيَكُمْ بَالْجَمَاعَةِ الْفُرْقَةَ، وَبِالْفُرْقَةِ الْفَتْنَةَ، فَاصْدِفُوا عَنْ نَزَغَاتِهِ وَنَفَثَاتِهِ، وَاقْبَلُوا النَّصِيحَةَ مِمَّنْ أَهْدَاهَا إِلَيْكُمْ، وَاعْقِلوهَا عَلَى أَنْفُسِكُمْ»[٧٣].
٨٥٧ – قال (علیه السلام) في صفة أهل الضلال: «دَعَاهُمْ رَبُّهُمْ فَنَفَرُوا وَوَلَّوْا، وَدَعَاهُمُ الشَّيْطَانُ فَاسْتَجَابُوا وَأَقْبَلُوا»[٧٤].
٨٥٨ – قال (علیه السلام): «فَاحْذَرُوا عِبَادَ اللهِ عَدُوَّ اللهِ أَنْ يُعْدِيَكُمْ بِدَائِهِ، وَأَنْ يَسْتَفِزَّكُمْ بِنِدَائِهِ وَأَنْ يُجْلِبَ عَلَيْكُمْ بِخَيْلِهِ وَرَجِلِهِ، فَلَعَمْرِي لَقَدْ فَوَّقَ لَكُمْ سَهْمَ الْوَعِيدِ، وَأَغْرَقَ ]لَكُم[ إليکم بِالنَّزْعِ الشَّدِيدِ، وَرَمَاكُمْ مِنْ مَكَان قَرِيب، فَقَالَ: (رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لاَُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأرْضِ وَلاَُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ) قَذْفاً بِغَيْب بَعِيد، وَرَجْماً بِظَنٍّ غَيْرِ مُصِيب، صَدَّقَهُ بِهِ أَبْنَاءُ الْحَمِيَّةِ، وَإِخْوَانُ الْعَصَبِيَّةِ، وَفُرْسَانُ الْكِبْرِ وَالْجَاهِلِيَّةِ، حَتَّى إِذَا انْقَادَتْ لَهُ الْجَامِحَةُ مِنْكُمْ، وَاسْتَحْكَمَتِ الطَّمَاعِيَّةُ مِنْهُ فِيكُمْ، فَنَجَمَتِ الْحَالُ مِنَ السِّرِّ الْخَفِىِّ إِلَى الأمْرِ الْجَلِيِّ، اسْتَفْحَلَ سُلْطَانُهُ عَلَيْكُمْ، وَدَلَفَ بِجُنُودِهِ نَحْوَكُمْ، فَأَقْحَمُوكُمْ وَلَجَاتِ الذُّلِّ، وَأَحَلُّوكم وَرَطَاتِ الْقَتْلِ، وَأَوْطَؤوكُمْ إِثْخَانَ الْجِرَاحَةِ، طَعْناً فِي عُيُونِكُم، وَحَزّاً فِي حُلُوقِكُمْ، وَدَقّاً لِمَناخِرِكُمْ، وَقَصْداً لِمَقَاتِلِكُمْ، وَسوقاً بِخَزَائمِ الْقَهْرِ إِلَى النَّارِ المُعَدَّةِ لَكُمْ، فَأَصْبَحَ أَعْظَمَ فِي دِينِكُمْ جَرْحاً وَأَوْرَى فِي دُنْيَاكُمْ قَدْحاً، مِنَ الَّذِينَ أَصْبَحْتُمْ لَهُمْ مُنَاصِبِينَ وَعَلَيْهِمْ مُتَأَلِّبِينَ، فَاجْعَلُوا عَلَيْهِ حَدَّكُمْ وَلَهُ جَدَّكُمْ، فَلَعَمْرُ اللهِ لَقَدْ فَخَرَ عَلَى أَصْلِكُمْ، وَوَقَعَ في حَسَبِكُمْ، وَدَفَعَ فِي نَسَبِكُمْ، وَأَجْلَبَ بِخَيْلِهِ عَلَيْكُمْ، وَقَصَدَ بِرَجِلِهِ سَبِيلَكُمْ، يَقْتَنِصُونَكُمْ بِكُلِّ مَكَان، وَيَضْرِبُونَ مِنْكُمْ كُلَّ بَنَان، لاَ تَمْتَنِعُونَ بِحِيلَة، وَلاَ تَدْفَعُونَ بِعَزِيمَة، فِي حَوْمَةِ ذُلّ، وَحَلْقَةِ ضِيق، وَعَرْصَةِ مَوْت، وَجَوْلَةِ بَلاَء»[٧٥].
٨٥٩ – وفي کتابه (علیه السلام) لمعاوية: «فَاحْذَرْ يَوْماً يُغْتَبطُ فِيهِ مَنْ أَحْمَدَ عَاقِبَةَ عَمَلِهِ، وَيَنْدَمُ مَنْ أَمْكَنَ الشَّيْطَانَ مِنْ قِيَادِهِ فَلَمْ يُجَاذِبْهُ»[٧٦].
٨٦٠ – قال (علیه السلام) لما مرّ بقتلی الخوارج: «(بُؤْساً لَكُمْ، لَقَدْ ضَرَّكُمْ مَنْ غَرَّكُمْ) فقيل له: مَن غرّهم يا أميرالمؤمنين؟ فقال: الشَّيْطَانُ الْمُضِلُّ وَالأنْفُسُ الأمَّارَةُ بِالسُّوءِ، غَرَّتْهُمْ بالأمَانِيِّ، وَفَسَحَتْ لَهُمْ ]فِي المَعَاصِيِ[ بِالمَعَاصِيِ، وَوَعَدَتْهُمُ الإظْهَارَ فَاقْتَحَمَتْ بِهِمُ النَّارَ»[٧٧].
(١٠٣) – المحاسبة
٨٦١ – قال (علیه السلام): «عِبَادَ اللهِ، زِنُوا أَنْفُسَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُوزَنُوا، وَحَاسِبُوهَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تُحَاسَبُوا، وَتَنَفَّسُوا قَبْلَ ضِيقِ الْخِنَاقِ، وَانْقَادُوا قَبْلَ عُنْفِ السِّيَاقِ»[٧٨].
٨٦٢ – قال (علیه السلام) في وصف الذاكرين: «فَرَغُوا لِـمُحَاسَبَةِ أَنْفُسِهِمْ... فَحَاسِبْ نَفْسَكَ لِنَفْسِكَ، فَإِنَّ غَيْرَهَا مِنَ الأَنْفُسِ لَهَا حَسِيبٌ غَيْرُكَ»[٧٩].
٨٦٣ – قال (علیه السلام): «مَنْ حَاسَبَ نَفْسَهُ رَبِحَ، وَمَنْ غَفَلَ عَنْهَا خَسِرَ، وَمَنْ خَافَ أَمِنَ»[٨٠].
٨٦٤ – قال (علیه السلام): «أَيُّهَا النَّاسُ، تَوَلَّوا مِنْ أَنْفُسِكُمْ تَأْدِيبَهَا، وَاعْدِلُوا بِهَا عَنْ ضَرَاوَةِ عَادَاتِهَا»[٨١].
(١٠٤) - المعرفة
٨٦٥ – قال (علیه السلام): «أَوَّلُ الدِّينِ مَعْرِفَتُهُ، وَكَمَالُ مَعْرِفَتِهِ التَّصْديقُ بِهِ، وَكَمَالُ التَّصْدِيقِ بِهِ تَوْحِيدُهُ، وَكَمَالُ تَوْحِيدِهِ الإِِخْلاصُ لَهُ، وَكَمَالُ الإِِخْلاصِ لَهُ نَفْيُ الصِّفَاتِ عَنْهُ...»[٨٢].
٨٦٦ – قال (علیه السلام): «وَاصْطَفى سُبْحَانَهُ مِنْ وَلَدَهِ أَنْبيَاءَ أَخَذَ عَلَى الْوَحْيِ مِيثَاقَهُمْ، وَعَلَى تَبْليغِ الرِّسَالَةِ أَمَانَتَهُمْ، لَمَّا بَدَّلَ أَكْثَرُ خَلْقِهِ عَهْدَ اللهِ إِلَيْهِمْ... وَاجْتَالَتْهُمُ الشَّيَاطِينُ عَنْ مَعْرفَتِهِ»[٨٣].
٨٦٧ – قال (علیه السلام): «لَمْ يُطْلِعِ الْعُقُولَ عَلَى تَحْدِيدِ صِفَتِهِ، ولَمْ يَحْجُبْهَا عَنْ وَاجِبِ مَعْرِفِتِهِ»[٨٤].
٨٦٨ – قال (علیه السلام): «الْحَمْدُ للهِِ الَّذِي انْحَسَرَتِ الأوْصَافُ عَنْ كُنْهِ مَعْرِفَتِهِ، وَرَدَعَتْ عَظَمَتُهُ الْعُقُولَ فَلَمْ تَجِدْ مَسَاغاً إِلَى بُلُوغِ غَايَةِ مَلَكُوتِهِ»[٨٥].
(١٠٥) - الموعظة
٨٦٩ – قال (علیه السلام): «السَّعِيدُ مَنْ وُعِظَ بِغَيْرِهِ»[٨٦].
٨٧٠ – في وصيته للإمام الحسن (علیهما السلام): «أَحْيِ قَلْبَكَ بِالْمَوْعِظَةِ... الْعَقْلُ حِفْظُ التَّجَارِبِ، وَخَيْرُ مَا جَرَّبْتَ مَا وَعَظَكَ... وَلاَ تَكُونَنَّ مِمَّنْ لاَ تَنْفَعُهُ الْعِظَةُ إِلاَّ إِذَا بَالَغْتَ فِي إِيلاَمِهِ، فَإِنَّ الْعَاقِلَ يَتَّعِظُ بِالأَدَبِ، وَالْبَهَائِمَ لاَ تَتَّعِظُ إِلاَّ بِالضَّرْبِ»[٨٧].
٨٧١ – قال (علیه السلام) في الدنيا: «دَارُ مَوْعِظَة لِمَنْ اتَّعَظَ بِهَا... وَوَعَظَتْهُمْ فَاتَّعَظُوا»[٨٨].
٨٧٢ – قال (علیه السلام): «انْتَفِعُوا بِبَيَانِ اللهِ، وَاتَّعِظُوا بِمَوَاعِظِ اللهِ... وَمَنْ لَمْ يَنْفَعْهُ اللهُ بِالْبَلاَءِ وَالتَّجَارِبِ لَمْ يَنْتَفِعْ بِشَيْء مِنَ الْعِظَةِ... وَإِنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ لَمْ يَعِظْ أَحَداً بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ»[٨٩].
٨٧٣ – قال (علیه السلام) في الإسلام: «وَعِبْرَةً لِمَنِ اتَّعَظَ»[٩٠].
٨٧٤ – قال (علیه السلام) قبل موته: «لِيَعِظْكُمْ هُدُوِّي، وَخُفُوتُ إِطْرَاقِي، وَسُكُونُ أَطْرَافِي، فَإِنَّهُ أَوْعَظُ لَلْمُعْتَبِرِينَ مِنَ الْمَنْطِقِ الْبَلِيغِ وَالْقَوْلِ الْمَسْمُوعِ»[٩١].
٨٧٥ – قال (علیه السلام): «وَاتّعِظُوا بِمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ قَبْلَ أَنْ يَتَّعِظَ بِكُمْ مَنْ بَعْدَكُمْ»[٩٢].
٨٧٦ – قال (علیه السلام) في أهل الدنيا: «لاَ يَنْزَجِرُ مِنَ اللهِ بِزَاجِر، وَلاَيَتَّعِظُ مِنْهُ بِوَاعِظ»[٩٣].
٨٧٧ – قال (علیه السلام): «لاَ تَكُنْ مِمَّنْ... يَصِفُ الْعِبْرَةَ وَلاَ يَعْتَبرُ، وَيُبَالِغُ فِي الْمَوْعِظَةِ وَلاَ يَتَّعِظُ»[٩٤].
٨٧٨ – قال (علیه السلام): «فَاتَّعِظُوا عِبَادَ اللهِ بِالعِبَرِ النَّوَافِعِ، وَاعْتَبِرُوا بِالآي السَّوَاطِعِ... وَانْتَفِعُوا بِالذِّكْرِ وَالْمَوَاعِظِ»[٩٥].
٨٧٩ – قال (علیه السلام): «وَاتَّعِظُوا فِيهَا بِالَّذِينَ قَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً، حُمِلُوا إِلَى قُبُورِهِمْ فَلاَ يُدْعَوْنَ رُكْبَاناً...»[٩٦].
٨٨٠ – قال (علیه السلام): «فَاعْتَبِرُوا بَمَا أَصَابَ الأَمَمَ المُسْتَكْبِرِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنْ بَأْسِ اللهِ وَصَوْلاَتِهِ وَوَقَائِعِهِ وَمَثُلاَتِهِ، وَاتَّعِظُوا بِمَثَاوِي خُدُودِهِمْ، وَمَصَارعِ جُنُوبِهِمْ»[٩٧].
٨٨١ – قال (علیه السلام): «بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الْمَوْعِظَةِ حِجَابٌ مِنَ الْغِرَّة»[٩٨].
٨٨٢ – قال (علیه السلام) بعد ذكر الموت وأهوال المحشر: «فَيَا لَهَا أَمْثَالاً صَائِبَةً وَمَوَاعِظَ شَافِيَةً، لَوْ صَادَفَتْ قُلُوباً زاكِيَةً وَأَسْمَاعاً وَاعِيَةً وَآرَاءً عَازِمَةً، وَأَلْبَاباً حَازِمَةً»[٩٩].
٨٨٣ – قال (علیه السلام) عقيب موت همام لما سمع صفات المتقين: «هكَذَا تَصْنَعُ الْمَوَاعِظُ البَالِغَةُ بِأَهْلِهَا»[١٠٠].
٨٨٤ – قال (علیه السلام) في ذم جيشه: «وَأَعِظُكُمْ بِالمَوْعِظَةِ الْبَالِغَةِ فَتَتَفَرَّقُونَ عَنْهَا... وَتَتَخَادَعُونَ عَنْ مَوَاعِظِكُمْ»[١٠١].
٨٨٥ – قال (علیه السلام): «وَاعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ لَمْ يُعَنْ عَلَى نَفْسِهِ حَتَّى يَكُونَ لَهُ مِنْهَا وَاعِظٌ وَزَاجِرٌ، لَمْ يَكُنْ لَهُ مِنْ غَيْرِهَا زَاجِرٌ وَلاَ وَاعِظٌ»[١٠٢].
٨٨٦ – قال (علیه السلام): «مَنْ كَانَ لَهُ مِنْ نَفْسِهِ وَاعِظٌ كَانَ عَلَيْهِ مِنَ اللهِ حَافِظٌ»[١٠٣].
٨٨٧ – قال (علیه السلام): «فَكَفَى وَاعِظاً بِمَوْتَى عَايَنْتُمُوهُمْ، حُمِلُوا إلَى قُبُورِهِمْ غَيْرَ رَاكِبِينَ، وَأُنْزِلُوا فِيهَا غَيْرَ نَازِلِينَ»[١٠٤].
(١٠٦) - النصيحة
٨٨٨ – قال (علیه السلام): «فَاتَّقَىْ عَبْدٌ رَبِّهُ، نَصَحَ نَفْسَهُ، قَدَّمَ تَوْبَتَهُ»[١٠٥].
٨٨٩ – قال (علیه السلام) في رسول الله (صلی الله علیه و آله): «فَصَدَعَ بِالْحَقِّ، وَنَصَحَ لِلْخَلْقِ»[١٠٦].
٨٩٠ – في وصیته للإمام الحسن (علیهما السلام): «رُبَّمَا نَصَحَ غَيْرُ النَّاصِحِ، وَغَشَّ الْمُسْتَنْصَحُ»[١٠٧].
٨٩١ – قال (علیه السلام) في ذم الإختلاف: «وَأَنْتُم إِخْوَانٌ عَلَى دِينِ اللهِ... فَلاَ تَوَازَرُونَ، وَلاَ ]تَنَاصَحُونَ[
تَنَاصَرُونَ»[١٠٨].
٨٩٢ – في کتاب له (علیه السلام) للحارث الهمداني: «وَتَمَسَّكْ بِحَبْلِ الْقُرآنِ، وَ اسْتَنْصَحَهُ ]وَانْتَصِحْهُ[»[١٠٩].
٨٩٣ – قال (علیه السلام): «لاَ يَغُشُّ الْعَقْلُ مَنِ اسْتَنْصَحَهُ»[١١٠].
٨٩٤ – قال (علیه السلام) في القرآن: «وَاعْلَمُوا أَنَّ هذَا الْقُرْآنَ هُوَ النَّاصِحُ الَّذِي لاَ يَغُشُّ... وَاسْتَنْصِحُوهُ عَلى أَنْفُسِكُمْ»[١١١].
٨٩٥ – قال (علیه السلام) في تبيين الحقوق المتبادلة بین الحاکم والرعیة: «فَأَمَّا حَقُّكُمْ عَلَيَّ فَالنَّصِيحَةُ لَكُمْ...»[١١٢].
٨٩٦ – قال (علیه السلام): «إِنَّهُ لَيسَ عَلَى الإِمَامِ إِلاَّ مَا حُمِّلَ مِنْ أَمْرِ رَبِّهِ... وَالاجْتِهَادُ فِي النَّصِيحَةِ»[١١٣].
٨٩٧ – قال (علیه السلام): «وَاقْبَلُوا النَّصِيحَةَ مِمَّنْ أَهْدَاهَا إِلَيْكُمْ وَاعْقِلوهَا عَلَى أَنْفُسِكُمْ»[١١٤].
٨٩٨ – قال (علیه السلام): «اتَّعِظُوا بِمَوَاعِظِ اللهِ، وَاقْبَلُوا نَصِيحَةَ اللهِ، فَإنَّ اللهَ تَعَالَى قَدْ أَعْذَرَ إلَيْكُمْ بِالْجَلِيَّةِ، وَاتَّخَذَ عَلَيْكُمْ الْحُجَّةَ، وَبَيَّنَ لَكُمْ مَحَابَّهُ مِنَ الأعْمَالِ وَمَكَارِهَهُ مِنْهَا، لِتَتَّبِعُوا هذِهِ وَتَجْتَنِبُوا هذِهِ»[١١٥].
(١٠٧) - النفاق
٨٩٩ – قال (علیه السلام) في ذم أهل البصرة الذين التحقوا بأصحاب الجمل: «أَخْلاَقُكُمْ دِقَاقٌ، وَعَهْدُكُمْ شِقَاقٌ، وَدِيْنُكُمْ نِفَاقٌ»[١١٦].
٩٠٠ – قال (علیه السلام): «أُوصِيكُمْ عِبَادَ اللهِ، بِتَقْوَى اللهِ، وَأُحَذِّرُكُمْ أَهْلَ النِّفَاقِ، فَإِنَّهُمُ الضَّالُّونَ الْمُضِلُّونَ، وَالزَّالُّونَ الْمُزِلُّونَ، يَتَلَوَّنُونَ أَلْوَاناً، وَيَفْتَنُّونَ افْتِنَاناً، وَيَعْمِدُونَكُمْ بِكُلِّ عِمَاد، وَيَرْصُدُونَكُمْ بِكُلِّ مِرْصَاد، قُلوبُهُمْ دَوِيَّةٌ، وَصِفَاحُهُمْ نَقِيَّةٌ، يَمْشُونَ الْخَفَاءَ، وَيَدِبُّونَ الضَّرَاءَ، وَصْفُهُمْ دَوَاءٌ، وَقَوْلُهُمْ شِفَاءٌ، وَفِعْلُهُمُ الدَّاءُ الْعَيَاءُ، حَسَدَةُ الرَّخَاءِ، وَمُؤَكِّدُوا الْبَلاَءِ، وَمُقْنِطُوا الرَّجَاءِ، لَهُمْ بِكُلِّ طَرِيق صَرِيعٌ، وَإلى كُلِّ قَلْب شَفِيعٌ، وَلِكُلِّ شَجْو دُمُوعٌ، يَتَقَارَضُونَ الثَّنَاءَ، وَيَتَرَاقَبُونَ الْجَزَاء، إِنْ سَأَلُوا ألْحَفُوا، وَإِنْ عَذَلُوا كَشَفُوا، وَإِنْ حَكَمُوا أَسْرَفُوا، قَدْ أَعَدُّوا لِكُلِّ حَقٍّ بَاطِلاً، وَلِكُلِّ قَائِم مَائِلاً، وَلِكُلِّ حَيّ قَاتِلاً، وَلِكُلِّ بَاب مِفْتَاحاً، وَلِكُلِّ لَيْل مِصْبَاحاً، يَتَوَصَّلُونَ إِلَى الطَّمَعِ بِالْيَأْسِ لِيُقيمُوا بِهِ أَسْوَاقَهُمْ، ]وَيُنَفِّعُوا[ وَينفقوا بِهِ أَعْلاَقَهُمْ، يَقُولُونَ فَيُشَبِّهُونَ، وَيَصِفُونَ فَيُمَوِّهُونَ، قَدْ ]هيّأُوا[ هوّنوا الطَّرِيقَ، وَأَضْلَعُوا الْمَضِيقَ، فَهُمْ لُمَةُ الشَّيْطَانِ وَحُمَةُ النِّيرَانِ، أُولئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ، أَلاَ إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ»[١١٧].
٩٠١ – قال (علیه السلام): «وَلَقَدْ قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه وآله): إِنِّي لاَ أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي مُؤْمِناً وَلاَ مُشْرِكاً، أَمَّا الْمُؤمِنُ فَيَمْنَعُهُ اللهُ بِإِيمَانِهِ، وَأَمَّا الْمُشْرِكُ فَيَقْمَعُهُ اللهُ بِشِرْكِهِ، وَلكِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ كُلَّ مَنَافِقِ الْجَنَانِ، عَالِمِ اللِّسَانِ، يَقُولُ مَا تَعْرِفُونَ وَيَفْعَلُ مَا تُنْكِرُونَ»[١١٨].
(١٠٨) – النیة الحسنة
٩٠٢ – قال (علیه السلام) بعد ما ظفر بأصحاب الجمل، وتمنّي بعض أصحابه أن يکون أخوه معهم: «أَهَوَى أَخِيكَ مَعَنَا؟ فَقال: نَعَم، قالَ: فَقَدْ شَهِدنَا، وَلَقَدْ شَهِدَنَا في عَسْكَرِنَا هذَا أَقْوَامٌ في أَصْلاَبِ الرِّجَالِ، وَأَرْحَامِ النِّسَاءِ، سَيَرْعُفُ بِهِمُ الزَّمَانُ، ويَقْوَى بِهِمُ الاِْيمَانُ»[١١٩].
٩٠٣ – قال (علیه السلام): «وَبِمَا فِي الصُّدُورِ تُجَازَى الْعِبَادُ»[١٢٠].
٩٠٤ – قال (علیه السلام): «فَإِنّهُ مَنْ مَاتَ مِنْكُمْ عَلَى فِرَاشِهِ وَهُوَ عَلَى مَعْرِفَةِ حَقِّ رَبِّهِ ]عَزَّوَجَلّ[ وَحَقِّ رَسُولِهِ وَأَهْلِ بَيْتِهِ ]صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ[ مَاتَ شَهِيداً، وَوَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللهِ، واسْتَوْجَبَ ثَوَابَ مَا نَوَى مِنْ صَالِحِ عَمَلِهِ، وَقَامَتِ النِّيَّةُ مَقَامَ إِصْلاَتِهِ لِسَيْفِهِ»[١٢١].
٩٠٥ – قال (علیه السلام): «إِنَّمَا يَجْمَعُ النَّاسَ الرِّضِا وَالسُّخْطُ، وَإِنَّمَا عَقَرَ نَاقَةَ ثَمُودَ رَجُلٌ وَاحِدٌ، فَعَمَّهُمُ اللهُ بالْعَذَابِ لَمَّا عَمُّوهُ بالرِّضَا، فَقَالَ سُبْحَانَهُ: (فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ)»[١٢٢].
٩٠٦ – وفی عهده (علیه السلام) لمَالِكَ الأشتر: «وَاجْعَلْ لِنَفْسِكَ فِيَما بَيْنَكَ وَبَيْنَ اللهِ أَفْضَلَ تِلْكَ الْمَوَاقِيتِ، وَأَجْزَلَ تِلْكَ الأقْسَامِ، وَإِنْ كَانَتْ كُلُّهَا لله إِذَا صَلَحَتْ فيهَا النِّيَّةُ، وَسَلِمَتْ مِنْهَا الرَّعِيَّةُ»[١٢٣].
٩٠٧ – قال (علیه السلام): «إِنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ يُدْخِلُ بِصِدْقِ النِّيَّةِ وَالسَّرِيرَةِ الصَّالِحَةِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عَبَادِهِ الْجَنَّةَ»[١٢٤].
(١٠٩) - الهوی
٩٠٨ – قال (علیه السلام): «إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخافُ عَلَيْكُمُ إثنَتان: اتِّبَاعُ الهَوَى، وَطُولُ الأمَلِ»[١٢٥].
٩٠٩ – قال (علیه السلام): «أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمُ اثْنَانِ: اتِّبَاعُ الْهَوَى، وَطُولُ الأمَلِ، فَأَمَّا اتِّبَاعُ الْهَوَى فَيَصُدُّ عَنِ الْحَقِّ، وَأَمَّا طُولُ الأمَلِ فَيُنْسِي الآخِرَةَ»[١٢٦].
٩١٠ – قال (علیه السلام): «إِنَّمَا بَدْءُ وُقُوعِ الْفِتَنِ أَهْوَاءٌ تُتَّبَعُ، وَأَحْكَامٌ تُبْتَدَعُ، يُخَالَفُ فِيهَا كِتابُ اللهِ، وَيَتَوَلَّى عَلَيْهَا رِجَالٌ رِجَالاً، عَلَى غَيْرِ دِينِ»[١٢٧].
٩١١ – قال (علیه السلام): «الشَّقِيُّ مَنِ انْخَدَعَ لِهَوَاهُ وَغُرُورِهِ... وَمُجَالَسَةَ أَهْلِ الْهَوَى مَنْسَاةٌ لِلاِْيمَانِ، وَمَحْضَرَةٌ لِلشَّيْطَانِ...»[١٢٨].
٩١٢ – قال (علیه السلام) في صفات المتقين: «قَدْ خَلَعَ سَرَابِيلَ الشَّهَوَاتِ... فَخَرَجَ مِنْ صِفَةِ الْعَمَى، وَمُشَارَكَةِ أَهْلِ الْهَوَى... قَدْ أَلْزَمَ نَفْسَهُ الْعَدْلَ فَكَانَ أَوَّلَ عَدْلِهِ نَفْيُ الْهَوَى عَنْ نَفْسِهِ»[١٢٩].
٩١٣ – قال (علیه السلام): «عِبَادَ اللهِ، لاَ تَرْكَنُوا إِلَى جَهَالَتِكُمْ، وَلاَ تَنْقَادُوا لاَِهْوَائِكُمْ»[١٣٠].
٩١٤ – قال (علیه السلام) في وصف أصحاب الفتنة: «يَسْتَحِلُّونَ حَرَامَهُ بِالشُّبُهَاتِ الْكَاذِبَةِ، وَالأهْوَاءِ السَّاهِيَةِ»[١٣١].
٩١٥ – قال (علیه السلام): «فَرَحِمَ اللهُ ]رَجُلاً[ أمراً نَزَعَ عَنْ شَهْوَتِهِ وَقَمَعَ هَوَى نَفْسِهِ، فَإنَّ هذِهِ النَّفْسَ أَبْعَدُ شَيْء مَنْزِعاً، وَإنَّهَا لاَ تَزَالُ تَنْزِعُ إِلَى مَعْصِيَة فِي هَوىً»[١٣٢].
٩١٦ – قال (علیه السلام): «اللَّهُمْ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ أَنْ ... تَتَابَعَ بِنَا أَهْوَاؤُنَا دُونَ الْهُدَى الَّذِي جَاءَ مِنْ عِنْدِكَ»[١٣٣].
٩١٧ – وفي وصيته للإمام الحسن (علیهما السلام): «وَإِيَّاكَ وَالاتِّكَالَ عَلَى الْمُنَى، فَإِنَّهَا بَضَائِعُ النَّوْكَى... الْهَوَى شَرِيكُ الْعَمَى»[١٣٤].
٩١٨ – وفی عهده (علیه السلام) لمَالِكَ الأشتر: «فَامْلِكْ هَوَاكَ»[١٣٥].
٩١٩ – ومن كلام له (علیه السلام) مع هانیء بن شريح: «وَاعْلَمْ أَنَّكَ إِنْ لَمْ تَرْدَعْ نَفْسَكَ عَنْ كَثِير مِمَّا تُحِبُّ مَخَافَةَ مَكْرُوهِهِ، سَمَتْ بِكَ الأهْوَاءُ إِلَى كَثِير مِنَ الضَّرَرِ، فَكُنْ لِنَفْسِكَ مَانِعاً رَادِعاً، وَلِنَزْوَتِكَ عِنْدَ الْحَفِيظَةِ وَاقِماً قَامِعاً»[١٣٦].
٩٢٠ – قال (علیه السلام): «كَمْ مِنْ عَقْل أَسيِر تَحْتَ هَوَى أَمِير»[١٣٧].
٩٢١ – قال (علیه السلام): «كَانَ لِي فيَِما مَضَى أَخٌ فِي اللهِ... كَان إذَا بَدَهَهُ أَمْرَانِ نَظَرَ أَيُّهُمَا أَقْرَبُ إِلَى الْهَوَى ]فَخَالَفَهُ[ فيَخَالَفَهُ، فَعَلَيْكُمْ بِهذِهِ الْخَلاَئِقِ فَالْزَمُوهَا وَتَنَافَسُوا فِيهَا»[١٣٨].
٩٢٢ – قال (علیه السلام): «قَاتِلْ هَوَاكَ بِعَقْلِكَ»[١٣٩].
(١١٠) - الورع
٩٢٣ – قال (علیه السلام): «أَيُّهَا النَّاسُ الزَّهَادَةُ قِصَرُ الأمَلِ، وَالشُّكْرُ عِنْدَ النِّعَمِ، ]والورعُ[ والتّوّرعُ عِنْدَ الْـمَحَارِمِ»[١٤٠].
٩٢٤ – قال (علیه السلام): «الْعَمَلَ الْعَمَلَ، ثُمَّ النِّهَايَةَ النِّهَايَةَ... وَالْوَرَعَ الْوَرَعَ»[١٤١].
٩٢٥ – وفی عهده (علیه السلام) لمَالِكَ الأشتر: «وَالْصَقْ بِأَهْلِ الْوَرَعِ وَالصِّدْق...»[١٤٢].
٩٢٦ – قال (علیه السلام): «وَالْوَرَعُ جُنَّةٌ»[١٤٣].
٩٢٧ – قال (علیه السلام): «لاَ وَرَعَ كالْوُقُوفِ عِنْدَ الشُّبْهَةِ»[١٤٤].
٩٢٨ – قال (علیه السلام): «مَنْ قَلَّ حَيَاؤُهُ قَلَّ وَرَعُهُ، وَمَنْ قَلَّ وَرَعُهُ مَاتَ قَلْبُهُ، وَمَنْ مَاتَ قَلْبُهُ دَخَلَ النَّارَ»[١٤٥].
٩٢٩ – قال (علیه السلام): «لاَ مَعْقِلَ أَحْصَنَ مِنَ الْوَرَعِ»[١٤٦].
(١١١) – الوسطية
٩٣٠ – قال (علیه السلام): « الَيمِينُ وَالشِّمالُ مَضَلَّةٌ، وَالطَّرِيقُ الوُسْطَى هِيَ الجَادَّةُ، عَلَيْهَا بَاقي الكِتَابِ، وَآثَارُ النُّبُوَّةِ، وَمِنْهَا مَنْفَذُ السُّنَّةِ، وَإلَيْهَا مَصِيرُ العَاقِبَةِ»[١٤٧].
٩٣١ – قال (علیه السلام): «سَيَهْلِكُ فِيَّ صِنْفَانِ: مُحِبٌّ مُفْرِطٌ يَذْهَبُ بِهِ الْحُبُّ إِلَى غَيْرِ الْحَقِّ، وَمُبْغِضٌ مُفْرِطٌ يَذْهَبُ بِهِ الْبُغْضُ إِلَى غَيْرِ الْحَقِّ، وَخَيْرُ النَّاسِ فيَّ حَالاً الَّنمَطُ الأوْسَطُ فَالْزَمُوهُ»[١٤٨].
٩٣٢ – وفی عهده (علیه السلام) لمَالِكَ الأشتر: «وَلْيَكُنْ أَحَبَّ الأمُورِ إِلَيْكَ أَوْسَطُهَا فِي الْحَقِّ، وَأَعَمُّهَا فِي الْعَدْلِ...»[١٤٩].
٩٣٣ – قال (علیه السلام): «نَحْنُ الُّنمْرُقَةُ الْوُسْطَى، بِهَا يَلْحَقُ التَّالِي، وَإِلَيْهَا يَرْجِعُ الْغَالِي»[١٥٠].
(١١٢) - الوفاء
٩٣٤ – قال (علیه السلام): «إِنَّ الْوَفَاءَ تَوْأَمُ الصِّدْقِ، وَلاَ أَعْلَمُ جُنَّةً أوْقَى مِنْهُ، وَمَا يَغْدِرُ مَنْ عَلِمَ كَيْفَ الْمَرْجِعُ...»[١٥١].
٩٣٥ – قال (علیه السلام): «الْوَفَاءُ لأهْلِ الْغَدْرِ غَدْرٌ عِنْدَ اللهِ، وَالْغَدْرُ بَأَهْلِ الْغَدْرِ وَفَاءٌ عِنْدَ اللهِ»[١٥٢].
(١١٣) - اليقين
٩٣٦ – قال (علیه السلام): «إِنَّمَا سُمِّيَتِ الشُّبْهَةُ شُبْهَةً لاَِنَّهَا تُشْبِهُ الْحَقَّ، فَأَمَّا أَوْلِيَاءُ اللهِ فَضِيَاؤُهُمْ فِيهَا الْيَقِينُ، وَدَلِيلُهُمْ سَمْتُ الْهُدَى...»[١٥٣].
٩٣٧ – قال (علیه السلام): «فَاتَّقُوا اللهَ تَقِيَّةَ مَنْ سَمِعَ فَخَشَعَ... وَأَيْقَنَ فَأَحْسَنَ»[١٥٤].
٩٣٨ – قال (علیه السلام) في وصف المتقي: «فَهُوَ مِنَ الْيَقِينِ عَلَى مِثْلِ ضَوْءِ الشَّمْسِ...»[١٥٥].
٩٣٩ – قال (علیه السلام): «وَبِالْيَقِينِ تُدْرَكُ الْغَايَةُ الْقُصُوَى»[١٥٦].
٩٤٠ – في وصیته للإمام الحسن (علیهما السلام): «أَحْيِ قَلْبَكَ بِالْمَوْعِظَةِ... وَقَوِّهِ بِالْيَقِينِ ... اطْرَحْ عَنْكَ وَارِدَاتِ الْهُمُومِ بِعَزَائِمِ الصَّبْرِ وَحُسْنِ الْيَقِينِ»[١٥٧].
٩٤١ – قال (علیه السلام): «نَوْمٌ عَلَى يَقِين خَيْرٌ مِنْ صَلاَة فِي شَكّ»[١٥٨].
٩٤٢ – قال (علیه السلام): «لاَ تَجْعَلُوا عِلْمَكُمْ جَهْلاً، وَيَقِينَكُمْ شَكّاً، إِذَا عَلِمْتُمْ فَاعْمَلُوا، وَإِذَا تَيَقَّنْتُمْ فَأَقْدِمُوا»[١٥٩].
٩٤٣ – قال (علیه السلام): «لاَ تَكُنْ مِمَّنْ تَغْلِبُهُ نَفْسُهُ عَلَى مَا يَظُنُّ، وَلاَ يَغْلِبُهَا عَلَى مَا يَسْتَيْقِنُ»[١٦٠].
٩٤٤ – قال (علیه السلام) في وصف المتقين: « فَمِنْ عَلاَمَةِ أَحَدِهِمْ أَنَّكَ تَرَى لَهُ قُوَّةً فِي دِين، وَحَزْماً فِي لِين، وَإِيمَاناً فِي يَقِين»[١٦١].
٩٤٥ – قال (علیه السلام): «الإسْلاَمُ هُوَ التَّسْلِيمُ، وَالتَّسْلِيمُ هُوَ الْيَقِينُ، وَالْيَقِينُ هُوَ التَّصْدِيقُ...»[١٦٢].
٩٤٦ – قال (علیه السلام): «لاَ تَجْعَلُوا عِلْمَكُمْ جَهْلاً، وَيَقِينَكُمْ شَكّاً، إِذَا عَلِمْتُمْ فَاعْمَلُوا، وَإِذَا تَيَقَّنْتُمْ فَأَقْدِمُوا»[١٦٣].