وقال (عليه السلام) : مَنِ اتَّجَرَ بِغَيْرِ فِقْه ارْتَطَمَ فِي الرِّبَا .                
وقال (عليه السلام) : هَلَكَ فِي رَجُلاَنِ: مُحِبٌّ غَال ، وَمُبْغِضٌ قَال .                
وقال (عليه السلام): الْغِيبَةُ جُهْدُ الْعَاجزِ.                
وقال (عليه السلام): إِذَا قَدَرْتَ عَلَى عَدُوِّكَ فَاجْعَلِ الْعَفْوَ عَنْهُ شُكْراً لِلْقُدْرَةِ عَلَيْهِ .                
وقال (عليه السلام): الْقَنَاعَةُ مَالٌ لاَيَنْفَدُ.                
وقال (عليه السلام): زُهْدُكَ فِي رَاغِب فِيكَ نُقْصَانُ حَظّ، وَرَغْبَتُكَ فِي زَاهِد فِيكَ ذُلُّ نَفْس.                
وقال (عليه السلام): خَالِطُوا النَّاسَ مُخَالَطَةً إِنْ مِتُّمْ مَعَهَا بَكَوْا عَلَيْكُمْ، وَإِنْ عِشْتُمْ حَنُّوا إِلَيْكُمْ .                

Search form

إرسال الی صدیق
المنتخب من أصحاب الإمام علي عليه السلام – السادس

١٥- محمد بن أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة

وهو محمد بن أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف القريشي العبيسي أبو القاسم أمه سهله بنت سهل بن عمرو العامرية ولاه علي مصر ثم عزله وولى سعد بن قيس بدلا عنه .

صحابي من الأمراء ولد في أرض الحبشة في عهد النبوة استشهد أبوه يوم اليمامة فرباه عثمان بن عفان فلما شب رغب في غزو البحر فجهزه عثمان وأرسله الى مصر فغزى غزوة ذات الصواري مع عبد الله بن سعد فلما عاد منها جعل يتألف الناس وأظهر خلاف عثمان فرأسوه عليهم فوثب على والي مصر عقبة بن عامر سنة ٣٥ هجرية وأخرجه من الفسطاط ودعا الى خلع عثمان فكتب إليه عثمان يعاتبه ويذكره تربيته له فلم يزدجر وسير جيشاً الى المدينة فيه ستمائة رجل كانت لهم يد في قتل عثمان أقره علي على أمارة مصر ولما أراد معاوية الخروج الى صفين بدأ بمصر فقاتله محمد بالعرش ثم تصالحا فأطمئن محمد فلم يلبث معاوية أن قبض عليه وسجنه في دمشق ثم أرسل إليه من يقتله في السجن  .

محمد يطرد عامل عثمان :

لما قتل عثمان عزل علي بن أبي طالب عليه السلام ابن سرح عن مصر وولى محمد بن حذيفة عليها وقيل أن محمدا وثب على عامل عثمان عبد الله بن سرح وطرده عن مصر وصلى بالناس وكان محمد بن أبي حذيفة أبن خال معاوية فلم يلتفت الى الرحم المجردة عن الدين الإسلامي حيث أنه آثر دينه على الرحم الماسة وهكذا كان أصحاب الإمام علي عليه السلام  وتلامذته فلم يزدادوا إلا صلابة في دينهم ورسوخا في عقيدتهم وولاء لسيدهم وإمامهم إمام الحق والصدق والمساواة عين الرعية .

عثمان يرشي محمد :

كتب عبد الله بن سعد بن أبي سرح والي عثمان على مصر الى عثمان أن محمد قد أفسد علي البلاد هو ومحمد بن أبي بكر فكتب إليه :

أما أبن أبي بكر فإنه يوهب لأبيه وعائشة وأما بن أبي حذيفة فإنه أبني وأبن أخي وتربيتي وهو فرخ قريش .

فكتب إليه:

إن هذا الفرخ قد استوى ريشه ولم يبقى إلا أن يطير .

فبعث عثمان إلى أبن أبي حذيفة بثلاثين ألف درهم وبجمل عليه كسوة فوضعها محمد في المسد ثم قال :

معاشر المسلمين آلا ترون الى عثمان يخادعني عن ديني ويرشوني عليه فأزداد أهل مصر تعظيما له وطعنا على عثمان وبايعوه على رآستهم .

محمد بن أبي حذيفة ومعاوية :

روى أصحاب السير أن معاوية أحتال به وقبضه بعد صلح عقداه عقب فراغه من واقعة العريش مع أصحاب معاوية وصيره في السجن مدة وأخرجه من السجن يوما وقال له :

يا محمد بن أبي حذيفة ألم يأن لك أن تبصر ما كنت عليه من الضلالة بنصرك علي بن أبي طالب وتعلم إن عثمان قتل مظلوما وأن عائشة وطلحة والزبير خرجوا يطلبون بدمه وإن عليا هو الذي دس في قتله ونحن اليوم نطلب بدمه .

فقال محمد : إنك لتعلم أني أمس القوم بك رحما واعرفهم بك .

قال : نعم

قال : فو الله الذي لا إله غيره ما أعلم أحد شرك في دم عثمان وألب الناس عليه غيرك لما أستعملك ومن كان مثلك وسأله المهاجرون والأنصار أن يعزلك فأبى ففعلوا به ما بلغك فو الله إني لشهد إنك منذ عرفتك في الجاهلية والإسلام لعلى خلق واحد ما زاد الإسلام فيك قليلا وكثيرا وأن علامة ذلك فيك لبينه وكيف تلومني على حب علي عليه السلام  ، خرج مع علي كل قوام صوام مهاجري أنصاري كما خرج معك أبناء المنافقين والطلقاء والعتقاء وخدعتهم عن دينهم وخدعوك عن دنياك والله يا معاوية ما خفي عليك ما صنعت وما خفي عليهم ما صنعوا إذ حلوا أنفسهم سخط الله في طاعتك والله لا أزال أحب عليا ولرسوله وأبغضك في الله وفي رسوله أبدا ما بقيت .

قال معاوية: وأني أراك على ضلالك بعد ردوه الى السجن  .

شهادة محمد بن أبي حذيفة :

اختلفوا في شهادة محمد فقيل قتل في معركة مع معاوية يقود جيشا ضده ومرة قيل سجنه معاوية فدس إليه السم في السجن .

فقد روي إن عمر بن العاص سار الى مصر بعد صفين فلقيه محمد بن أبي حذيفة فلما رأى عمر كثرة من معه أرسل إليه فالتقيا واجتمعا فقال عمرو :

إنه قد كان ما ترى وقد بايعت هذا الرجل- يعني معاوية- وما أنا براض بكثير من أمره واني لأعلم أن صاحبك عليا أفضل من معاوية تقاً وقدما فواعدني موعدا التقي معك فيه وفي غير جيش تأتي في مائة وآتي في مثلها وليس معنا إلا السيوف في القرب .

فتعاهدا وتعاقدا على ذلك واتعدا العريش ورجع عمرو الى معاوية وأخبره الخبر فلما جاء الأجل سار كل واحد منهما الى صاحبه في مائة وجعل عمروا له جيشا خلفه لينطوي خبره فلما التقيا في العريش قدم جيش عمروا على أثره فعلم محمد إنه غدر به فدخل قصرا بالعريش فتحصن به فحصره عمرو ورماه بالمنجنيق حتى أخذ أسيرا وبعث به عمرو الى معاوية فسجنه وكانت ابنة قرضة امرأة معاوية ابنة عمة محمد بن أبي حذيفة أمها فاطمة بنت عقبة فكانت تصنع له طعاما وترسله إليه فأرسلت إليه يوما مع الطعام مبارد فبرد بها قيوده وهرب فاختفى في غار فأخذ وقتل.

مرقده :

قبره بالشام وتحدث بعض العلماء أنه معروف عند الكثيرين من المؤمنين وذلك لأنه كان صحابيا فقيها حافظا للقرآن ناسكا صلب الإيمان لا تأخذه في الله لومة لائم وهو أحد المحامدة الأربعة التي تأبى أن تعصي الله عز وجل وهم محمد بن جعفر الطيار ومحمد بن الحنفية ومحمد بن أبي بكر وكان من شيعة علي وخاصته الذابين عنه .

(الأخبار الطوال / ١٥٧. الأعلام ٦/ ٣٠٨. الاستيعاب ٣/ ٣٤١.. الإصابة ٣/ ٣٧٣. أعيان الشيعة ٩/ ٦١. أنساب الأشراف ٢/ ٣٨٧، ٤٠٧. البداية والنهاية ٧/ ٢٥١. بهجة الآمال ٢/ ١٠٠. تاريخ الطبري ٥/ ٢٢٦ وج ٦/ ٦٠.. تحفة الأحباب / ٣٠٨. تنقيح المقال ٢/ ٣٥٧. جامع الرواة ٢/ ٤٥. جمهرة أنساب العرب / ٧٧. رجال ابن داود / ١٥٨، رجال الطوسي / ٥٩. رجال الكشي / ٧٠. شرح ابن أبي الحديد ٢/ ٦٤، ٧٠، ١٤٣، ١٥٩، ٦/ ٥٧، ١٠٠. الطبقات الكبرى ٣/ ٨٤. الغدير ٢/ ١٤٢ ،  و١٠/ ٢٩٣. الغارات ١/ ٢٠٥، ٢٠٧، ٣٠١، ٣٢٧ و٢/ ٧٤٧ ـ ٧٥٢.. الكامل في التأريخ ٣/ ١١٨، ١٥٨، ١٦١، ١٨١، ٢٦٥ ـ ٢٦٧. مجمع الرجال ٥/١٠٤. معجم الثقات / ٣٢٧. معجم رجال الحديث ١٤/ ٢٣٥. منتهى المقال / ٢٥٨.. النجوم الزاهرة ١/ ٨٣، ٩٤. نقد الرجال / ٢٨٢. وقعة صفين / ٣٧، ٤٤) .

١٦- نوح بن الحارث بن عمرو

 إبن عثمان بن عبدالله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن تيم بن مرة المخزومي الكوفي... قتل في ٣٧هـ.

فارس دفع إليه أميرالمؤمنين (عليه السلام) راية المهاجرين، حين خرج إلى صفين من الكوفة.

(إتقان المقال / ٢٤٠. تنقيح المقال ٣/ ٢٧٥. جامع الرواة ٢/ ٢٩٦. قاموس الرجال ٩/ ٢٢٩. مجمع الرجال ٧/ ٣ و٦/ ١٨٣. معجم الثقات / ٣٥٣. منتهى المقال / ٣٢٠. نقد الرجال / ٣٦٢) .

١٧- هانئ بن هوذة

 هانئ بن هوذة بن عبد يغوث بن عمرو بن عدي النخعي...

فارس. استعمله أميرالمؤمنين (عليه السلام) على الكوفة حين شخص عنها وحارب أهل النهروان سنة ٣٨هـ. .

(أنساب الأشراف ٢/ ٣٧٥. الغارات ١/ ١٨) .

١٨- هبيرة بن النعمان بن قيس

إبن مالك بن معاوية بن شعبة بن بداء بن سعد بن عمرو بن ذهل بن مروان الجعفي بن سعد العشيرة الجعفي صحابي فارس، كان من أمراء عليٍّ (عليه السلام) وشهد معه صفين، واستعمله على المدائن، وكان شريفاً سيداً مبجلاً.

(الإصابة ٣/ ٦١٧. الغدير ٩/٣٦٨) .

السفراء وحملة الرسائل

١- جرير أبو عبدالله ابن عبدالله بن جابر

إبن مالك بن نصر بن ثعلبة بن جشم بن عوف بن خزيمة بن حرب بن مالك بن مسعد بن نذير بن قسر بن عبقر بن أنمار بن أراش البجلي... مات ٥١ وقيل: ٥٤هـ.

من الصحابة الشعراء، أسلم قبل وفاة النبي (صلى الله عليه وآله) بأربعين يوماً.

وكان حسن الصورة له في الحروب بالعراق القادسية مواقف مشهورة، ورد على أميرالمؤمنين (عليه السلام) بالكوفة وبايعه، ودخل فيما دخل فيه الناس من طاعته (عليه السلام) واللزوم لأمره.

وبعثه (عليه السلام) إلى معاوية يدعوه إلى الدخول في طاعته، سنة ٣٦هـ.

وكان جرير في وقعة الجمل بهمدان عاملاً عليها، وقد انتدب نفسه للذهاب إلى معاوية، وقال: يا علي ابعثني إليه فإنّه لي ود حتّى آيته فادعوه إلى الدخول في طاعتك.

(إتقان المقال / ٢٦٦. الأخبار الطوال / ١١٤، ١١٩، ١٢٢تاريخ الطبري ٥/٢٣٥. تاريخ بغداد ١/١٨٧. تاريخ الخلفاء / ٢٠٥. وفيات الأعيان ٢/٤٧٦ و ٦/٤٣١) .

٢- زياد بن كعب بن مرحب الهمداني

رسول أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى الأشعث بن قيس، في آذربيجان.

وساهم في حرب الجمل، وكان على الجناح مع حجر بن عدي.

وفي بعض المراجع جاء زياد بن مرحب فنسبه إلى جدَّه.

وذكره الشيخ الطوسي في رجاله من أصحاب عليًّ (عليه السلام).

قال نصر: لما بويع عليّ وكتب إلى العمال كتب إلى الأشعث بن قيس، مع زياد بن مرحب الهمداني، والأشعث على آذربيجان عامل لعثمان.

(أعيان الشيعة ٧/٨٠، ٨١. الإمامة والسياسة ١/٧٩، ٨٣. جامع الرواة ١/٣٣٧: الجمل أو النصرة في حرب البصرة /١٧١. خلاصة الأقول /٧٤. رجال الشيخ الطوسي /٤٢. قاموس الرجال ٤/٢٢١. مجمع الرجال ٣/٧١.. المناقب ٣/١٥٤، ١٧٣. منتهى المقال /١٤١. مجالس المؤمنين ١/٣١٦.. وقعة صفّين /٢٠، ٢١) .

٣- سعيد بن قيس الهمداني الصائدي الكوفي

مقاتل شهم، أرسله (عليه السلام) مع بشير بن عمرو بن محصن الأنصاري، وشبث بن ربعي، إلى معاوية، ليدعوه إلى الله وإلى الطاعة والجماعة.

وكان من كبارالرؤساء والتابعين.

واشترك في صفين.

وأحسب أنّه هو سعد بن قيس السالف ذكره، غير أنّه جاء في المعاجم في الموضعين.

وكان فارساً شجاعاً شاعراً من خلّص أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام) وشهد معه الجمل، وصفين.

وجاء عن أبي إسحاق قال: خرج عليّ يوم صفين وفي يده عنزة، فمر على سعيد بن قيس الهمداني، فقال له سعيد: أما تخشى يا أمير المؤمنين أن يغتالك أحد وأنت قرب عدوك؟ فقال له عليّ: إنّه ليس من أحد إلا عليه من الله حفظة يحفظونه من أن يتردى في قليب أو يخر عليه حائط، أو تصيبه آفة، فإذا جاء القدر خلوا بينه وبينه.

(تاريخ الطبري ٥/٢٤٢ وج٦/٣٠، ٤٥. تحفة الأحباب /١٢٤.. جامع الرواة ١/٣٦١. الجرح والتعديل ٤/٥٥. جمهرة أنساب العرب /٤٣٦. سفينة البحار ١/٦٢٢. شرح ابن أبي الحديد ١/١٤٤ و٢/٨٨ و٤/١٤ و١٥/١٨٨ و٨/١٤ و١٣/٢٣٢ و١٦/٣٨. الغدير ٢/٨٣، ١٦٤ و٣/٢٣٠ و٩/٣٦٢ و١٠/١٦٣، ٣٠٧. قاموس الرجال ٤/٣٧١. الكامل في التاريخ ٣/٢٨٥ ـ ٢٨٧. مجمع الرجال ٣/١١٩. معجم رجال الحديث ٨/١٢٩. المناقب ٣/١٦٨. منتهى المقال /١٥٠. نقد الرجال /١٥٢. وقعة صفين /٧) .

٤- طرماح بن عدي بن جبلة

 بن عدي بن ربيعة بن معاوية بن الحارث بن معاوية بن ثور بن مرتع بن معاوية بن كندة بن عفير بن عدي بن الحارث بن مرة بن أدد بن زيد بن يشجب...

بعثه أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى معاوية.

وكان من الموالين المخلصين لأهل البيت (عليهم السلام) لازم السبط الشهيد الحسين (عليه السلام) واشترك في وقعة الطف، وسقط بين القتلى، وكان به رمق فأتاه قومه وحملوه وداووه، فبرىء وعوفي، وبقي على حبه وإخلاصه للعترة الطاهرة إلى أن مات.

وهو غير الطرماح بن الحكيم بن نفر بن جحدر الطائي المتوفى نحو ١٢٥هـ .

وجاء في بعض المراجع، أنّ الحسين (عليه السلام) لما بلغ (عذيب الهجانات) وهو في طريقه إلى العراق، لقيه أربعة رجال قد أقبلوا من الكوفة لنصرته على رواحلهم ومعهم دليل يقال له الطرماح بن عدي الطائي، فطلب الطرماح إلى الحسين (عليه السلام) أن يذهب معه إلى بلاد قومه ـ وهي المعروفة اليوم ببلاد شمّر ـ حتّى يرى رأيه، وأن ينزل جبلهم (اجأ) وتكفل له بأن ينصره وقومه، فجزّاه الحسين (عليه السلام) وقومه خيراً، وقال له: إنّ بيننا وبين القوم قولاً لا نقدر معه على الانصراف، فإن يدفع الله عنا فقديماً مّا أنعم علينا وكفى، وإن يكن ما لا بد منه ففوز وشهادة إن شاء الله.

وقال الحسين (عليه السلام) لأصحابه: هل فيكم أحد يعرف الطريق على غير الجادة؟ فقال الطرماح: نعم يا ابن رسول الله، أنا اخبر الطريق، قال: فسر بين أيدينا، فسار الطرماح أمهم، وجعل يرتجز ويقول:

يا ناقتي لا تذعري من زجر***** وامضي بنا قبل طلوع الفجر

بخير فتيان وخير سفر***** آل رسول الله آل الفخر

السادة البيض الوجوه الزهر***** الطاعنين بالرماح السمر

ألضاربين بالسيوف البتر***** حتّى تجلي بكريم النجر

ألماجد الجد الرحيب الصدر***** أصابه الله بخير أمر

عمّره الله بقاء الدَّهر***** يا مالك النفع معاً والضر

أيَّد حسيناً سيدي بالنصر***** على الطغاة من بقايا الكفر

ثم إنّ الطرماح ودع الحسين (عليه السلام) ووعده أن يوصل الميرة لأهله ويعود لنصره، فلما عاد بلغه خبر قتله.

ومن طريف دخوله على معاوية هذا الخبر

في كتاب فتن البحار: عن خط بعض الأفاضل: قال الشيخ الأديب أبو بكر عبدالعزير البستلي بالأسانيد الصحاح: إنّ أميرالمؤمنين (عليه السلام) لما رجع من وقعة الجمل، كتب إِليه معاوية بن أبي سفيان:

بسم اللّه الرحمن الرحيم

من عبد الله بن عبد الله معاوية بن أبي سفيان الى علي بن أبي طالب.

أما بعد: فقد اتبعت ما يضرك، وتركت ما ينفعك، وخالفت كتاب اللّه وسنة رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم)، وقد انتهى إِليَّ ما فعلت بحواري رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) طلحة والزبير وأُم المؤمنين عايشة، فواللّه لأرمينك بشهاب لا تطفيه المياه، ولا تزعزعه الرياح، اذا وقع وقب، واذا وقب ثقب، واذا ثقب نقب، واذا نقب التهب، فلا تغرنك الجيوش، واستعد للحرب فإنّي ملاقيك بجنود لا قبل لك بها والسلام.

فلما وصل الكتاب الى أميرالمؤمنين (عليه السلام)، فكه وقرأه، ودعي بدواة وقرطاس، وكتب اليه:

بسم اللّه الرحمن الرحيم:

من عبد الله وابن عبده علي بن أبي طالب، أخي رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم)، وابن عمه، ووصيه، ومغسِّله ومكفنه، وقاضي دينه، وزوج ابنته البتول، وأبي سبطيه الحسن والحسين، الى معاوية بن أبي سفيان.

أما بعد: فإنّي أفنيت قومك يوم بدر، وقتلت عمك وخالك وجدك، والسيف الذي قتلتهم به معي، يحمله ساعدي بثبات من صدري، وقوة من بدني، ونصرة من ربي، كما جعله النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في كفي، واللّه ما اخترت على اللّه رباً، ولا على الإِسلام ديناً، ولا على محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) نبياً، ولا على السيف بدلاً، فبالغ من رأيك فاجتهد ولا تقصر فقد استحوذ عليك الشيطان، واستفزك الجهل والطغيان، ﴿ وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ﴾ والسلام على من اتبع الهدى، وخشي عواقب الردى.

ثم طوى الكتاب وختمه، ودعى رجلاً من أصحابه يقال له الطرماح بن عدي ، وكان رجلاً جسيماً، طويلاً، أديباً، لبيباً، فصيحاً، لسناً متكلماً، لا يكل لسانه، ولا يَعِي عن الجواب، فعممه بعمامة، ودعى له بجمل بازل، وشيق فائق أحمر، فقوى راحلته، ووجهه الى دمشق، فقال له: ياطرماح إِنطلق بكتابي هذا الى معاوية بن أبي سفيان، وخذ الجواب، فأخذ الطرماح الكتاب وكور عمامته، وركب مطيته، وانطلق حتى دخل دمشق، فسأل عن دار العمارة، فلما وصل الى الباب قال له الحجاب: من يعنيك؟ قال: أريد أصحاب الأمير اولاً، ثم الأمير ثانياً.

فقالوا له: من تريد منهم، قال: أُريد جعشماً، وجرولاً، ومجاشعاً، وباقعاً، وكان أراد أبا الأعور السلمي، وأبا هريرة الدوسي، وعمرو بن العاص ومروان بن الحكم.

فقالوا: هم بباب الخضراء، يتنـزهون في بستان، فانطلق وسار حتى أشرف على ذلك الموضع، فإِذا قوم ببابه، فقالوا: جاءَنا اعرابي بدوي دوين الى السماء.

فقالوا: نستهزئ به، فلما وقف عليهم، قالوا يااعرابي: هل عندك من السماء خبر؟

فقال: بلى اللّه تعالى في السماء، وملك الموت في الهواء وأميرالمؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) في القفاء، فاستعدوا لما ينـزل عليكم من البلاء يا أهل الشقاوة والشقاء.

قالوا: من أين اقبلت.

قال: من عند حرّ تقي، نقي زكي، مؤمن رضي مرضي.

فقالوا: وأي شيء تريد؟

فقال: أريد هذا الدعي الردي، المنافق المردي الذي تزعمون إِنه أميركم، فعلموا إنّه رسول أميرالمؤمنين علي (عليه السلام) الى معاوية.

فقالوا: هو في هذا الوقت مشغول، قال: بماذا بوعد أو وعيد؟

قالوا: لا؛ ولكنه يشاور أصحابه فيما يلتقيه غداً.

قال: فسحقاً له وبعداً، فكتبوا الى معاوية بخبره، أما بعد، فقد ورد من عند علي بن أبي طالب (عليه السلام) رجل اعرابي بدوي فصيح، لسن طلق ذلق، يتكلم فلا يكل، ويطيل فلا يمل، فاعدّ لكلامه جواباً بالغاً، ولا تكن عنه غافلاً ولا ساهياً والسلام.

فلمّا علم الطرماح بذلك، أناخ راحلته، ونزل عنها وعقلها وجلس مع القوم الذين يتحدثون، فلما بلغ الخبر الى معاوية أمر ابنه يزيد أن يخرج ويضرب المصاف على باب داره، فخرج يزيد وكان على وجهه أثر ضربة، فإِذا تكلم كان جهور الصوت، فأمر بضرب المصاف ففعلوا ذلك، وقالوا للطرماح: هل لك أن تدخل على باب أميرالمؤمنين؟

فقال: لهذا جئت وبذلك أُمرت، فقام اليه ومشى، فلما رأى أصحاب المصاف وعليهم ثياب سود، قال: من هؤلاء القوم كأنّهم زبانية المالك على ضيق المسالك، فلمّا دنى من يزيد نظر اليه فقال: مَن هذا الميشوم بن الميشوم الواسع الحلقوم المضروب على الخرطوم؟

فقالوا: مه يا اعرابي ابن الملك يزيد.

فقال: ومن يزيد، ومن أبوه، كانا قدماً غائصين في بحر الجلافة، واليوم استويا على سرير الخلافة، فسمع ذلك واستشاط وهمّ بقتله غضباً، ثم كره أن يحدث دون إِذن أبيه فلم يقتله خوفاً منه، وكظم غيظه وخبأ ناره وسلّم عليه. فقال: يا اعرابي إنّ أميرالمؤمنين يقرأ عليك السلام، فقال: سلامه معي من الكوفة، فقال يزيد: سلني عمّا شئت، فقد أمرني أميرالمؤمنين بقضاء حاجتك؟

فقال: حاجتي اليه أن يقوم من مقامه حتى يجلس من هو أولى منه بهذا الامر.

قال: فماذا تريد آنفاً؟

قال: الدخول عليه، فأمر برفع الحجاب وأَدخله الى معاوية وصواحبه، فلما دخل الطرماح وهو منتعل، قالوا له: إِخلع نعليك، فالتفت يميناً وشمالا، ثم قال: أهذا رب الوادي المقدس: فأَخلع نعلي، فنظر فاذا هو معاوية قاعد على السرير مع قواعده وخاصته ومثّل بين يديه خدمه، فقال: السلام عليك أيها الملك العاصي، فقرب إِليه عمرو بن العاص فقال: ويحك يا اعرابي، ما منعك أن تدعوه بأميرالمؤمنين؟

فقال الاعرابي: ثكلتك أُمك، نحن المؤمنون، فمن أَمّرَهُ علينا بالخلافة؟

فقال معاوية: مامعك يا اعرابي؟

فقال: كتاب مختوم، من إمام معصوم.

فقال: ناولينه، قال: أكره أن أطأ بساطك، قال ناوله وزيري هذا وأشار الى عمرو بن العاص، فقال: هيهات هيهات ظلم الامير وخان الوزير، فقال: ناوله ولدي هذا وأَشار الى يزيد، فقال: ما نرضى بابليس، فكيف بأَولاده، فقال: ناوله مملوكي هذا وأشار الى غلام له قائم على رأسه، فقال الاعرابي: مملوك اشتريته من غير حل وتستعمله في غير حق، قال: ويحك يااعرابي، فما الحيلة، وكيف نأخذ الكتاب؟

فقال الاعرابي: أن تقوم من مقامك وتأخذه بيدك على غير كره منك، فإنّه كتاب رجل كريم، وسيد عليم، وحبر حليم، بالمؤمنين رؤوف رحيم.

فلما سمع منه معاوية هذا، وثب من مكانه وأخذ منه الكتاب بغضب وفكّه وقرأه ووضعه تحت ركبتيه، ثم قال: كيف خلفت أبا الحسن والحسين.

قال: خلفته بحمد اللّه كالبدر الطالع، حواليه اصحابه كالنجوم الثواقب اللوامع، اذا أَمرهم بأمر ابتدروا إِليه، وإِذا نهاهم عن شيء لم يتجاسروا عليه، وهو من بأسه يا معاوية في تجلد، بطل شجاع، سيد سميدع، إن لقى جيشاً هزمه وأَرداه، وإن لقى قرناً سلبه وافناه، وإن لقى عدواً قتله وجزاه.

قال معاوية: وكيف خلفت الحسن والحسين؟

قال: خلفتهما بحمد اللّه شابين تقيين نقيين زكيين عفيفين صحيحين سيدين طيبين فاضلين عاقلين عالمين مصلحين في الدنيا والآخرة.

فسكت معاوية ساعة فقال: ما افصحك يا اعرابي؟

قال: لو بلغت باب أميرالمؤمنين (عليه السلام) لوجدت الأُدباء الفصحاء البلغاء الفقهاء النجباء الاتقياء الاصفياء، ولرأيت رجالاً سيماهم في وجوههم من أثر السجود، حتى إِذا استعرت نار الوغى قذفوا بأنفسهم في تلك الشعل لابسين القلوب على مدارعهم، قائمين ليلهم، صائمين نهارهم، لا تأخذهم في اللّه ولا في ولي اللّه علي (عليه السلام) لومة لائم، فاذا أنت يا معاوية رأيتهم على هذه الحال غرقت في بحر عميق لا تنجو من لجَّته.

فقال عمرو بن العاص لمعاوية سرّاً: هذا رجل اعرابي بدوي لو أرضيته بالمال لتكلم فيك بخير.

فقال معاوية: يا اعرابي ما تقول في الجائزة أتاخذها مني أم لا؟

قال: بل آخذها، فواللّه أنا أُريد استقباض روحك من جسدك، فكيف باستقباض مالك من خزائنك.

فأَمر له بعشرة آلاف درهم، ثم قال: أتحب أن أُزيدك؟

قال: فإنّك لا تعطيه من مال أبيك، وإنّ اللّه تعالى وليّ مَن يزيد.

قال: اعطوه عشرين الفاً، قال الطرماح: اجعلها وتراً، فإنّ اللّه هو الوتر ويحب الوتر.

قال: اعطوه ثلاثين ألفاً، فمدّ الطرماح بصره الى إِيراده فأَبطأ عليه ساعة،

فقال: يا ملك تستهزئ بي على فراشك؟

فقال: لماذا يااعرابي؟

قال: إنّك أمرت لي بجائزة لا أراها ولا تراها، فإنّها بمنـزلة الريح التي تهبّ من قلل الجبال فأُحضر المال وَوُضِعَ بين يدي الطرماح، فلما قبض المال، سكت ولم يتكلم بشيء.

قال عمرو بن العاص: يا اعرابي: كيف ترى جائزة أميرالمؤمنين؟

فقال الاعرابي: هذا مال المسلمين من خزانة رب العالمين، أخذه عبد من عباد اللّه الصالحين، فالتفت معاوية الى كاتبه فقال: اكتب جوابه فواللّه لقد اظلمت الدنيا عليَّ، وما لي طاقة، فأَخذ الكاتب القرطاس، فكتب:

بسم اللّه الرحمن الرحيم، من عبد اللّه وابن عبده معاوية بن أبي سفيان الى علي بن أبي طالب، أما بعد: فإنّي اوجه إِليك جنداً من جنود الشام مقدمته بالكوفة وساقته بساحل البحر، ولأَرمينّك بألف حمل من خردل، تحت كل خردلة ألف مقاتل، فإنّ أطفأت نار الفتنة وسلّمت الينا قتلة عثمان، إِالاّ فلا تقل غال ابن ابي سفيان، ولا يغرنك شجاعة أهل العراق واتفاقهم، فإنّ اتفاقهم ومثلهم كمثل الحمار الناهق، يميلون مع كل ناعق والسلام.

فلما نظر الطرماح الى ما يخرج تحت قلمه قال: سبحان اللّه، لا أدري ايكما اكذب، أنت بادعائك، أم كاتبك فيما كتب، لو اجتمع أهل الشرق والغرب من الجن والإِنس لم يقدروا به، فنظر معاوية فقال: واللّه لقد كتب غير أمري.

فقال: إن كنت لم تأمره فقد استضعفك، وإن كنت أمرته فقد استفضحك أو قال إن كتب من تلقاء نفسه فقد خانك، وإن أمرته بذلك فانتما خائنان كاذبان في الدنيا والآخرة.

ثم قال الطرماح: يا معاوية اظنك تهدّد البطّ بالشطّ؟

فدع الوعيد فما وعيدك ضائر ***** اطنين اجنحة الذباب يضير

واللّه إنّ لاميرالمؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) لديكا عَلِيِ الصوت، عظيم المنقار، يلتقط الجيش بخيشومه، ويصرفه الى قانصته، ويحطه الى حوصلته.

فقال معاوية: واللّه كذلك هو مالك بن اشتر النخعي، ثم قال ارجع بسلام مني.

(وفي رواية أُخرى) خذ المال والكتاب وانصرف فجزاك اللّه عن صاحبك خيراً، فأَخذ الطرماح الكتاب وحمل المال وخرج من عنده وركب مطيته وسار.

ثم التفت معاوية الى أصحابه فقال: لو اعطيت جميع ما أملك لرجل منكم لم يؤدِّ عني عشر عُشَير ما أدّى إِليَ هذا الاعرابي من صاحبه.

فقال عمرو بن العاص: لو أنّ لك قرابة كقرابة أميرالمؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام)، وكان معك الحق كما هو معه، لأَدّينا عنكَ أفضلُ من ذلك أضعافاً مضاعفة.

فقال معاوية: مه فض الله فاك وقطع شفتيك، واللّه لكلامك عليَّ اشدُ من كلام الاعرابي، ولقد ضاقت عليَّ الدنيا بحذافيرها انتهى(البحار:٣٣/٢٩٨،باب ٢٠ نوادر الاحتجاج على معاوية.).

(إتقان المقال /١٩٧. الاشتقاق /٣٨٦. أعيان الشيعة ٧/٣٩٦. أنساب الأشراف ٣/١٧٢. تاريخ الطبري ٦/٢٣٠. تحفة الأحباب /١٥١. تنقيح المقال ٢/١٠٩. جامع الرواة ١/٤٢١. جمهرة أنساب العرب/٤٠٣. خزانة الأدب ٣/٤١٨. رجال ابن داود /١١٢. رجال الطوسي /٤٦. سفينة البحار ٢/٨٢. شرح ابن أبي الحديد ٥/٢٣. الغدير ٢/١٧٨. قاموس الرجال ٥/١٦١. الكامل في التاريخ ٤/٤٩ ـ ٥٠. الكنى والألقاب ٣/٢٩٠. اللباب ٢/١٦٠. مجمع الرجال ٣/٢٢٩. معجم الثقات /٢٨٩. معجم رجال الحديث ٩/١٦١. منتهى المقال /١٦٩. مجالس المؤمنين ١/٢٩٨. نقد الرجال /١٧٥.)

٥- يزيد بن قيس بن تمام

 إبن مبعوث بن كعب بن علوي بن عليان بن أرحب الهمداني

فارس عاقل كان عامله على الري، وهمدان، وإصفهان. شهد صفين.

ولما وقعت الهدنة بصفين في المحرم، وقرب انقضاؤها أرسل أميرالمؤمنين (عليه السلام) جماعة إلى معاوية، وكان منهم يزيد بن قيس، فقال لمعاوية في جملة كلام: إنّ صاحبنا لمن عرفت وعرف المسلمون فضله، ولا أظنّه يخفي عليك، إنّ أهل الدِّين والفضل له يعدلوك بعليٍّ، ولن يمثلوا بينك وبينه، فاتق الله يا معاوية ولا تخالف علياً، فإنّا والله ما رأينا رجلاً قط أعمل بالتقوى، ولا أزهد في الدنيا ولا أجمع لخصال الخير كلها منه...

خلف: أبا عبدالرحمن الأسود، وكان من رواة أميرالمؤمنين (عليه السلام)

(الإصابة ٣/ ٦٧٥. أعيان الشيعة ١٠/ ٣٠٥. أنساب الأشراف ٣/ ٢٦٩ ،. الأعلام ٩/ ٢٤١. أخبار أصبهان ١/ ٧٢. البداية والنهاية ٧/ ٢٣٨، ٢٥٨. تاريخ الطبري ٥/ ٢٠٨ وج ٦/ ٣٧. تنقيح المقال ٣/ ٣٢٧. جامع الرواة ٣٤٤. الجرح والتعديل ٩/ ٢٨٤. جمهرة أنساب العرب / ٣٩٦. رجال الطوسي / ٦٢. شرح ابن أبي الحديد٣/ ١٧٩ و٤/ ٢١ و٥/ ١٩٤ و١٤/ ٢١١. الطبقات الكبرى ١/ ٣٤٣ و٥/ ٣٣.. الغارات ١/ ٢٩٢ و٢/ ٥٩١، ٥٩٢، ٥٩٥، ٥٩٧. قاموس الرجال ٩/ ٤٤٧. الكامل في التأريخ ٣/ ٢٨٩، ٢٩٨، ٣٠١، ٣٢٨. مجمع الرجال ٦/ ٢٧٠. معجم الثقات / ٣٦٠. معجم رجال الحديث ٢٠/ ١١٩. المناقب ٣/ ١٥١. نقد الرجال / ٣٧٨. وقعة صفين / ١١، ١٠١، ١٢١، ١٤٦) .

إنتهى .

منقول (بتصرف) من شبكة الإمام علي عليه السلام

****************************