[٢٤٨] ٢٥١- وَ قَالَ (ع): مَرَارَةُ الدُّنْيَا حَلَاوَةُ الْآخِرَةِ وَ حَلَاوَةُ الدُّنْيَا مَرَارَةُ الْآخِرَةِ.
[٢٤٩] ٢٥٢- وَ قَالَ (ع): فَرَضَ اللَّهُ الْإِيمَانَ تَطْهِيراً مِنَ الشِّرْكِ وَ الصَّلَاةَ تَنْزِيهاً عَنِ الْكِبْرِ وَ الزَّكَاةَ تَسْبِيباً لِلرِّزْقِ وَ الصِّيَامَ ابْتِلَاءً لِإِخْلَاصِ الْخَلْقِ وَ الْحَجَّ [تَقْوِيَةً] تَقْرِبَةً لِلدِّينِ[١] وَ الْجِهَادَ عِزّاً لِلْإِسْلَامِ وَ الْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ مَصْلَحَةً لِلْعَوَامِّ وَ النَّهْيَ عَنِ الْمُنْكَرِ رَدْعاً لِلسُّفَهَاءِ وَ صِلَةَ الرَّحِمِ مَنْمَاةً[٢] لِلْعَدَدِ وَ الْقِصَاصَ حَقْناً لِلدِّمَاءِ وَ إِقَامَةَ الْحُدُودِ إِعْظَاماً لِلْمَحَارِمِ وَ تَرْكَ شُرْبِ الْخَمْرِ تَحْصِيناً لِلْعَقْلِ وَ مُجَانَبَةَ السَّرِقَةِ إِيجَاباً لِلْعِفَّةِ وَ تَرْكَ الزِّنَى [الزِّنَا] تَحْصِيناً لِلنَّسَبِ وَ تَرْكَ اللِّوَاطِ تَكْثِيراً لِلنَّسْلِ وَ الشَّهَادَاتِ[٣] اسْتِظْهَاراً[٤] عَلَى الْمُجَاحَدَاتِ[٥] وَ تَرْكَ الْكَذِبِ تَشْرِيفاً لِلصِّدْقِ وَ السَّلَامَ أَمَاناً مِنَ الْمَخَاوِفِ وَ الْأَمَانَةَ نِظَاماً لِلْأُمَّةِ وَ الطَّاعَةَ تَعْظِيماً لِلْإِمَامَةِ.
[٢٥٠] ٢٥٣- وَ كَانَ (ع) يَقُولُ: أَحْلِفُوا الظَّالِمَ إِذَا أَرَدْتُمْ يَمِينَهُ بِأَنَّهُ بَرِيءٌ مِنْ حَوْلِ اللَّهِ وَ قُوَّتِهِ فَإِنَّهُ إِذَا حَلَفَ بِهَا كَاذِباً عُوجِلَ الْعُقُوبَةَ وَ إِذَا حَلَفَ بِاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَمْ يُعَاجَلْ لِأَنَّهُ قَدْ وَحَّدَ اللَّهَ [سُبْحَانَهُ وَ] تَعَالَى.
[٢٥١] ٢٥٤- وَ قَالَ (ع): يَا ابْنَ آدَمَ كُنْ وَصِيَّ نَفْسِكَ فِي مَالِكَ وَ اعْمَلْ [فِي مَالِكَ] فِيهِ مَا تُؤْثِرُ[٦] أَنْ يُعْمَلَ [يَعْمَلَ] فِيهِ مِنْ بَعْدِكَ [مَنْ بَعْدَكَ].
[٢٥٢] ٢٥٥- وَ قَالَ (ع): الْحِدَّةُ ضَرْبٌ مِنَ الْجُنُونِ لِأَنَّ صَاحِبَهَا يَنْدَمُ فَإِنْ لَمْ يَنْدَمْ فَجُنُونُهُ مُسْتَحْكِمٌ.
[٢٥٣] ٢٥٦- وَ قَالَ (ع): صِحَّةُ الْجَسَدِ مِنْ قِلَّةِ الْحَسَدِ.
[٢٥٤] ٢٥٧- وَ قَالَ (ع): لِكُمَيْلِ بْنِ زِيَادٍ النَّخَعِيِّ يَا كُمَيْلُ مُرْ أَهْلَكَ أَنْ يَرُوحُوا[٧] فِي كَسْبِ الْمَكَارِمِ وَ يُدْلِجُوا[٨] فِي حَاجَةِ مَنْ هُوَ نَائِمٌ فَوَالَّذِي وَسِعَ سَمْعُهُ الْأَصْوَاتَ مَا مِنْ أَحَدٍ أَوْدَعَ قَلْباً سُرُوراً إِلَّا وَ خَلَقَ اللَّهُ لَهُ مِنْ ذَلِكَ السُّرُورِ لُطْفاً فَإِذَا نَزَلَتْ بِهِ نَائِبَةٌ[٩] جَرَى إِلَيْهَا كَالْمَاءِ فِي انْحِدَارِهِ حَتَّى يَطْرُدَهَا عَنْهُ كَمَا تُطْرَدُ غَرِيبَةُ الْإِبِلِ.
[٢٥٥] ٢٥٨- وَ قَالَ (ع): إِذَا أَمْلَقْتُمْ[١٠] فَتَاجِرُوا اللَّهَ بِالصَّدَقَةِ.
[٢٥٦] ٢٥٩- وَ قَالَ (ع): الْوَفَاءُ لِأَهْلِ الْغَدْرِ غَدْرٌ عِنْدَ اللَّهِ وَ الْغَدْرُ بِأَهْلِ الْغَدْرِ وَفَاءٌ عِنْدَ اللَّهِ.
[٢٥٧] ٢٦٠- وَ قَالَ (ع): كَمْ مِنْ مُسْتَدْرَجٍ بِالْإِحْسَانِ إِلَيْهِ وَ مَغْرُورٍ بِالسَّتْرِ [بِالسِّتْرِ] عَلَيْهِ وَ مَفْتُونٍ بِحُسْنِ الْقَوْلِ فِيهِ وَ مَا ابْتَلَى اللَّهُ سُبْحَانَهُ أَحَداً بِمِثْلِ الْإِمْلَاءِ لَهُ.
[قال الرضي (رحمه الله تعالى) و قد مضى هذا الكلام فيما تقدم إلا أن فيه هاهنا زيادة جيدة مفيدة].
فصل نذكر فيه شيئا من غريب كلامه المحتاج إلى التفسير
[٢٥٨] ١- [و من كلامه (ع): المتضمن ألفاظا من الغريب تحتاج إلى تفسير قوله(ع) في حديثه] و في حديثه (ع): فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ ضَرَبَ يَعْسُوبُ الدِّينِ بِذَنَبِهِ فَيَجْتَمِعُونَ إِلَيْهِ كَمَا يَجْتَمِعُ قَزَعُ الْخَرِيفِ.
[قال الرضي [رحمه الله تعالى]- [يعسوب الدين] اليعسوب السيد العظيم المالك لأمور الناس يومئذ و القزع قطع الغيم التي لا ماء فيها].
[٢٥٩] ٢ - و في حديثه (ع): هَذَا الْخَطِيبُ الشَّحْشَحُ.
[يريد الماهر بالخطبة الماضي فيها و كل ماض في كلام أو سير فهو شحشح و الشحشح في غير هذا الموضع البخيل الممسك].
[٢٦٠] ٣: و [منه] في حديثه (ع) إِنَّ لِلْخُصُومَةِ قُحَماً.
[يريد بالقحم المهالك لأنها تقحم أصحابها في المهالك و المتالف في الأكثر فمن ذلك قحمة الأعراب و هو أن تصيبهم السنةفتتعرق أموالهم[١١] فذلك تقحمها فيهم و قيل فيه وجه آخر و هو أنها تقحمهم بلاد الريف أي تحوجهم إلى دخول الحضر عند محول البدو].
[٢٦١] ٤: و [منه] في حديثه (ع) إِذَا بَلَغَ النِّسَاءُ نَصَّ الْحِقَاقِ فَالْعَصَبَةُ أَوْلَى.
[قال و يروى نص الحقائق و النص منتهى الأشياء و مبلغ أقصاها كالنص في السير لأنه أقصى ما تقدر عليه الدابة و [يقال] تقول نصصت الرجل عن الأمر إذا استقصيت مسألته عنه لتستخرج ما عنده فيه- فنص الحقاق يريد به الإدراك لأنه منتهى الصغر و الوقت الذي يخرج منه الصغير إلى حد [الكبر] الكبير و هو من أفصح الكنايات عن هذا الأمر و أغربها يقول فإذا بلغ النساء ذلك فالعصبة أولى بالمرأة من أمها إذا كانوا محرما مثل الإخوة و الأعمام و بتزويجها إن أرادوا ذلك.
و الحقاق محاقة الأم للعصبة في المرأة و هو الجدال و الخصومة و قول كل واحد منهما للآخر أنا أحق منك بهذا يقال منه حاققته حقاقا مثل جادلته جدالا- و قد قيل إن نص الحقاق بلوغ العقل و هو الإدراك لأنه(ع) إنما أراد منتهى الأمر الذي تجب فيه الحقوق و الأحكام. و من رواه نص الحقائق فإنما أراد جمع حقيقة هذا معنى ما ذكره أبو عبيد القاسم بن سلام. و الذي عندي أن المراد بنص الحقاق هاهنا بلوغ المرأة إلى الحد الذي يجوز فيه تزويجها و تصرفها في حقوقها تشبيها بالحقاق من الإبل و هي جمع حقة و حق و هو الذي استكمل ثلاث سنين و دخل في الرابعة و عند ذلك يبلغ إلى الحد الذي [يمكن] يتمكن فيه من ركوب ظهره و نصه في [سيره] السير و الحقائق أيضا جمع حقة- ١٠٩ فالروايتان جميعا ترجعان إلى [مسمى] معنى واحد و هذا أشبه بطريقة العرب من المعنى المذكور أولا].
[٢٦٢] ٥ - و [منه] في حديثه (ع): إِنَّ الْإِيمَانَ يَبْدُو لُمْظَةً فِي الْقَلْبِ كُلَّمَا ازْدَادَ الْإِيمَانُ ازْدَادَتِ اللُّمْظَةُ.
[و اللمظة مثل النكتة أو نحوها من البياض و منه قيل فرس ألمظ إذا كان بجحفلته[١٢] شيء من البياض].
[٢٦٣] ٦: و [منه] في حديثه (ع): إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا كَانَ لَهُ الدَّيْنُ الظَّنُونُ يَجِبُ عَلَيْهِ أَنْ يُزَكِّيَهُ لِمَا مَضَى إِذَا قَبَضَهُ.
[فالظنون الذي لا يعلم صاحبه أ [يقضيه] يقبضه من الذي هو عليه أم لا فكأنه الذي يظن به فمرة يرجوه و مرة لا يرجوه و [هو] هذا من أفصح الكلام و كذلك كل أمر تطلبه و لا تدري على أي شيء أنت منه فهو ظنون و على ذلك قول الأعشى-
]من] ما يجعل الجد الظنون الذي جنب صوب اللجب الماطر
مثل الفراتي إذا ما طما يقذف بالبوصي و الماهر
و الجد البئر العادية في الصحراء و الظنون التي لا يعلم هل فيها ماء أم لا]
[٢٦٤] ٧: و [منه] في حديثه (ع): أنَّهُ شَيَّعَ جَيْشاً [يُغْزِيهِ] بِغَزْيَةٍ فَقَالَ اعْذِبُوا [اعْزُبُوا[١٣]] عَنِ النِّسَاءِ مَا اسْتَطَعْتُمْ.
[و معناه اصدفوا عن ذكر النساء و شغل [القلوب] القلب بهن و امتنعوا من المقاربة لهن لأن ذلك يفت[١٤] في عضد الحمية و يقدح في معاقد العزيمة[١٥] و يكسر عن[١٦] العدو[١٧] و يلفت عن الإبعاد في الغزو فكل من امتنع من شيء فقد [أعزب] عذب عنه و [العازب و العزوب] العاذب و العذوب الممتنع من الأكل و الشرب].
[٢٦٥] ٨: و [منه] في حديثه (ع): كَالْيَاسِرِ الْفَالِجِ يَنْتَظِرُ أَوَّلَ فَوْزَةٍ مِنْ قِدَاحِهِ.
[الياسرون[١٨] هم الذين يتضاربون[١٩] بالقداح على الجزور[٢٠] و الفالج القاهر و الغالب يقال فلج[٢١] عليهم و فلجهم و قال الراجز: لما رأيت فالجا قد فلجا ]
[٢٦٦] ٩: و [منه] في حديثه (ع): كُنَّا إِذَا احْمَرَّ الْبَأْسُ اتَّقَيْنَا بِرسول الله (ص)فَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنَّا أَقْرَبَ إِلَى الْعَدُوِّ مِنْهُ.
[و معنى ذلك أنه إذا عظم الخوف من العدو و اشتد عضاض الحرب[٢٢] فزع المسلمون[٢٣] إلى قتال رسول الله (ص) بنفسه فينزل الله [تعالى النصر عليهم] عليهم النصر به و يأمنون [ما] مما كانوا يخافونه بمكانه.
و قوله إذا احمر البأس كناية عن اشتداد الأمر و قد قيل في ذلك أقوال أحسنها أنه شبه حمي[٢٤] الحرب بالنار التي تجمع الحرارة و الحمرة بفعلها و لونها و مما يقوي ذلك قول [الرسول] رسول الله (ص)و قد رأى مجتلد[٢٥] الناس يوم حنين و هي حرب هوازن الآن حمي الوطيس- فالوطيس مستوقد النار فشبه رسول الله (ص)ما استحر[٢٦] من جلاد القوم باحتدام النار و شدة التهابها]
انقضى هذا الفصل و رجعنا إلى سنن الغرض الأول في هذا الباب.
[٢٦٧] ٢٦١- : وَ قَالَ (ع): لَمَّا بَلَغَهُ إِغَارَةُ أَصْحَابِ مُعَاوِيَةَ عَلَى الْأَنْبَارِ فَخَرَجَ بِنَفْسِهِ مَاشِياً حَتَّى أَتَى النُّخَيْلَةَ وَ أَدْرَكَهُ النَّاسُ وَ قَالُوا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ نَحْنُ نَكْفِيكَهُمْ- فَقَالَ [(ع) وَ اللَّهِ] مَا تَكْفُونَنِي أَنْفُسَكُمْ ف[٢٧]َكَيْفَ تَكْفُونَنِي غَيْرَكُمْ إِنْ كَانَتِ الرَّعَايَا قَبْلِي لَتَشْكُو حَيْفَ رُعَاتِهَا وَ إِنَّنِي [فَإِنِّي] الْيَوْمَ لَأَشْكُو حَيْفَ رَعِيَّتِي كَأَنَّنِي الْمَقُودُ[٢٨] وَ هُمُ الْقَادَةُ أَوِ الْمَوْزُوعُ وَ هُمُ الْوَزَعَةُ[٢٩] [فلما قال (ع) هذا القول في كلام طويل قد ذكرنا مختاره في جملة الخطب تقدم إليه رجلان من أصحابه فقال أحدهما إني لا أملك إلا نفسي و أخي- فمر بأمرك يا أمير المؤمنين [ننفذ] ننقد له فقال (ع)] وَ أَيْنَ تَقَعَانِ مِمَّا أُرِيدُ[٣٠].
[٢٦٨] ٢٦٢- وَ قِيلَ إِنَّ الْحَارِثَ بْنَ حَوْطٍ أَتَاهُ [ع] فَقَالَ [لَهُ] أَتَرَانِي[٣١] أَظُنُّ [أَنَ] أَصْحَابَ الْجَمَلِ كَانُوا عَلَى ضَلَالَةٍ فَقَالَ(ع) يَا حَارِثُ [حَارِ] إِنَّكَ نَظَرْتَ تَحْتَكَ وَ لَمْ تَنْظُرْ فَوْقَكَ فَحِرْتَ[٣٢] إِنَّكَ لَمْ تَعْرِفِ الْحَقَّ فَتَعْرِفَ مَنْ أَتَاهُ[٣٣] [أَهْلَهُ] وَ لَمْ تَعْرِفِ الْبَاطِلَ فَتَعْرِفَ مَنْ أَتَاهُ فَقَالَ الْحَارِثُ فَإِنِّي أَعْتَزِلُ مَعَ [سَعْدِ] سَعِيدِ بْنِ مَالِكٍ وَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ فَقَالَ(ع) إِنَّ [سَعْداً] سَعِيداً وَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ لَمْ يَنْصُرَا الْحَقَّ وَ لَمْ يَخْذُلَا الْبَاطِلَ.
[٢٦٩] ٢٦٣- وَ قَالَ (ع): صَاحِبُ السُّلْطَانِ كَرَاكِبِ الْأَسَدِ يُغْبَطُ[٣٤] بِمَوْقِعِهِ وَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَوْضِعِهِ
[٢٧٠] ٢٦٤ - وَ قَالَ (ع): أَحْسِنُوا فِي عَقِبِ غَيْرِكُمْ تُحْفَظُوا فِي عَقِبِكُمْ[٣٥].
[٢٧١] ٢٦٥- وَ قَالَ (ع): إِنَّ كَلَامَ الْحُكَمَاءِ إِذَا كَانَ صَوَاباً كَانَ دَوَاءً وَ إِذَا كَانَ خَطَأً كَانَ دَاءً.
[٢٧٢] ٢٦٦- وَ قَالَ ع: حِينَ سَأَلَهُ رَجُلٌ أَنْ يُعَرِّفَهُ الْإِيمَانَ فَقَالَ(ع) إِذَا كَانَ [غَدٌ] الْغَدُ فَأْتِنِي حَتَّى أُخْبِرَكَ عَلَى أَسْمَاعِ النَّاسِ فَإِنْ نَسِيتَ مَقَالَتِي حَفِظَهَا عَلَيْكَ غَيْرُكَ فَإِنَّ الْكَلَامَ كَالشَّارِدَةِ يَنْقُفُهَا [يَثْقَفُهَا[٣٦]] هَذَا وَ يُخْطِئُهَا هَذَا.
[و قد ذكرنا ما أجابه به [ع] فيما تقدم من هذا الباب و هو قوله الإيمان على أربع شعب]
[٢٧٣] ٢٦٧- وَ قَالَ (ع): يَا ابْنَ آدَمَ لَا تَحْمِلْ هَمَّ يَوْمِكَ الَّذِي لَمْ يَأْتِكَ عَلَى يَوْمِكَ الَّذِي قَدْ أَتَاكَ فَإِنَّهُ إِنْ يَكُ [يَكُنْ] مِنْ عُمُرِكَ يَأْتِ اللَّهُ فِيهِ بِرِزْقِكَ.
[٢٧٤] ٢٦٨- وَ قَالَ (ع): أَحْبِبْ حَبِيبَكَ هَوْناً مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ بَغِيضَكَ يَوْماً مَا وَ أَبْغِضْ بَغِيضَكَ هَوْناً[٣٧] مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ حَبِيبَكَ يَوْماً مَا.
[٢٧٥] ٢٦٩- وَ قَالَ (ع): النَّاسُ فِي الدُّنْيَا عَامِلَانِ عَامِلٌ عَمِلَ فِي الدُّنْيَا لِلدُّنْيَا قَدْ شَغَلَتْهُ دُنْيَاهُ عَنْ آخِرَتِهِ يَخْشَى عَلَى مَنْ يَخْلُفُهُ [يُخَلِّفُ] الْفَقْرَ وَ يَأْمَنُهُ عَلَى نَفْسِهِ فَيُفْنِي عُمُرَهُ فِي مَنْفَعَةِ غَيْرِهِ وَ عَامِلٌ عَمِلَ فِي الدُّنْيَا لِمَا بَعْدَهَا فَجَاءَهُ الَّذِي لَهُ مِنَ الدُّنْيَا بِغَيْرِ عَمَلٍ فَأَحْرَزَ الْحَظَّيْنِ مَعاً وَ مَلَكَ الدَّارَيْنِ جَمِيعاً فَأَصْبَحَ وَجِيهاً[٣٨] عِنْدَ اللَّهِ لَا يَسْأَلُ اللَّهَ حَاجَةً فَيَمْنَعُهُ [فَيَمْنَعَهُ].
[٢٧٦] ٢٧٠- وَ رُوِيَ أَنَّهُ ذُكِرَ عِنْدَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فِي أَيَّامِهِ حَلْيُ الْكَعْبَةِ وَ كَثْرَتُهُ فَقَالَ قَوْمٌ لَوْ أَخَذْتَهُ فَجَهَّزْتَ بِهِ جُيُوشَ الْمُسْلِمِينَ كَانَ أَعْظَمَ لِلْأَجْرِ وَ مَا تَصْنَعُ الْكَعْبَةُ بِالْحَلْيِ فَهَمَّ عُمَرُ بِذَلِكَ وَ سَأَلَ عَنْهُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ (ع) فَقَالَ (ع) إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ أُنْزِلَ عَلَى النَّبِيِّ ص [مُحَمَّدٍ ص] وَ الْأَمْوَالُ أَرْبَعَةٌ أَمْوَالُ الْمُسْلِمِينَ فَقَسَّمَهَا بَيْنَ الْوَرَثَةِ فِي الْفَرَائِضِ وَ الْفَيْءُ فَقَسَّمَهُ عَلَى مُسْتَحِقِّيهِ وَ الْخُمُسُ [الْخُمْسُ] فَوَضَعَهُ اللَّهُ حَيْثُ وَضَعَهُ وَ الصَّدَقَاتُ فَجَعَلَهَا اللَّهُ حَيْثُ جَعَلَهَا وَ كَانَ حَلْيُ الْكَعْبَةِ فِيهَا يَوْمَئِذٍ فَتَرَكَهُ اللَّهُ عَلَى حَالِهِ وَ لَمْ يَتْرُكْهُ نِسْيَاناً وَ لَمْ يَخْفَ عَلَيْهِ[٣٩] [عَنْهُ] مَكَاناً فَأَقِرَّهُ حَيْثُ أَقَرَّهُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ لَوْلَاكَ لَافْتَضَحْنَا وَ تَرَكَ الْحَلْيَ بِحَالِهِ.
[٢٧٧] ٢٧١- : ١ رُوِيَ أَنَّهُ (ع) رُفِعَ إِلَيْهِ رَجُلَانِ سَرَقَا مِنْ مَالِ اللَّهِ أَحَدُهُمَا عَبْدٌ مِنْ مَالِ اللَّهِ وَ الْآخَرُ مِنْ عُرُوضِ[٤٠] [عُرْضِ] النَّاسِ- فَقَالَ(ع) أَمَّا هَذَا فَهُوَ مِنْ مَالِ اللَّهِ [فَلَا] وَ لَا حَدَّ عَلَيْهِ مَالُ اللَّهِ أَكَلَ بَعْضُهُ بَعْضاً وَ أَمَّا الْآخَرُ فَعَلَيْهِ الْحَدُّ الشَّدِيدُ فَقَطَعَ يَدَهُ.
[٢٧٨] ٢٧٢- وَ قَالَ (ع): لَوْ قَدِ اسْتَوَتْ قَدَمَايَ مِنْ هَذِهِ الْمَدَاحِضِ[٤١] لَغَيَّرْتُ أَشْيَاءَ.
[٢٧٩] ٢٧٣- وَ قَالَ (ع): اعْلَمُوا عِلْماً يَقِيناً أَنَّ اللَّهَ لَمْ يَجْعَلْ لِلْعَبْدِ وَ إِنْ عَظُمَتْ حِيلَتُهُ وَ اشْتَدَّتْ طَلِبَتُهُ وَ قَوِيَتْ مَكِيدَتُهُ أَكْثَرَ مِمَّا سُمِّيَ لَهُ فِي الذِّكْرِ الْحَكِيمِ[٤٢] وَ لَمْ يَحُلْ بَيْنَ الْعَبْدِ فِي ضَعْفِهِ وَ قِلَّةِ حِيلَتِهِ وَ بَيْنَ أَنْ يَبْلُغَ مَا سُمِّيَ لَهُ فِي الذِّكْرِ الْحَكِيمِ وَ الْعَارِفُ لِهَذَا الْعَامِلُ بِهِ أَعْظَمُ النَّاسِ رَاحَةً [رَحْمَةً] فِي مَنْفَعَةٍ وَ التَّارِكُ لَهُ الشَّاكُّ فِيهِ أَعْظَمُ النَّاسِ شُغُلًا [شُغْلًا] فِي مَضَرَّةٍ وَ رُبَّ مُنْعَمٍ عَلَيْهِ مُسْتَدْرَجٌ[٤٣] بِالنُّعْمَى وَ رُبَّ مُبْتَلًى[٤٤] مَصْنُوعٌ لَهُ بِالْبَلْوَى فَزِدْ أَيُّهَا الْمُسْتَنْفِعُ [الْمُسْتَمِعُ] فِي شُكْرِكَ وَ قَصِّرْ مِنْ عَجَلَتِكَ وَ قِفْ عِنْدَ مُنْتَهَى رِزْقِكَ.
[٢٨٠] ٢٧٤- وَ قَالَ (ع): لَا تَجْعَلُوا عِلْمَكُمْ جَهْلًا وَ يَقِينَكُمْ شَكّاً إِذَا عَلِمْتُمْ فَاعْمَلُوا وَ إِذَا تَيَقَّنْتُمْ فَأَقْدِمُوا.
[٢٨١] ٢٧٥- وَ قَالَ (ع): إِنَّ الطَّمَعَ مُورِدٌ غَيْرُ مُصْدِرٍ[٤٥] وَ ضَامِنٌ غَيْرُ وَفِيٍّ وَ رُبَّمَا شَرِقَ[٤٦] شَارِبُ الْمَاءِ قَبْلَ رِيِّهِ وَ كُلَّمَا عَظُمَ قَدْرُ الشَّيْءِ الْمُتَنَافَسِ فِيهِ عَظُمَتِ الرَّزِيَّةُ لِفَقْدِهِ وَ الْأَمَانِيُّ تُعْمِي أَعْيُنَ الْبَصَائِرِ وَ الْحَظُّ يَأْتِي مَنْ لَا يَأْتِيهِ.