وقال (عليه السلام): النَّاسُ أَعْدَاءُ مَا جَهِلُوا.                
وقال (عليه السلام) : مَنْ عَظَّمَ صِغَارَ الْمَصَائِبِ ابْتَلاَهُ اللهُ بِكِبَارِهَا .                
وقال (عليه السلام): إذَا كَانَ في رَجُل خَلَّةٌ رَائِعَةٌ فَانْتَظِرْ أَخَوَاتِهَا.                
وقال (عليه السلام): الدُّنْيَا خُلِقَتْ لِغَيْرِهَا، ولَمْ تُخْلَقْ لِنَفْسِهَا.                
وقال (عليه السلام): أَعْجَزُ النَّاسِ مَنْ عَجَزَ عَنِ اكْتِسَابِ الاْخْوَانِ، وَأَعْجَزُ مِنْهُ مَنْ ضَيَّعَ مَنْ ظَفِرَ بِهِ مِنْهُمْ .                
وقال (عليه السلام): الرِّزْقُ رِزْقَانِ: طَالِبٌ، وَمَطْلُوبٌ، فَمَنْ طَلَبَ الدُّنْيَا طَلَبَهُ الْمَوْتُ حَتَّى يُخْرِجَهُ عَنْهَا،مَنْ طَلَبَ الاْخِرَةَ طَلَبَتْهُ الدُّنْيَا حَتَّى يَسْتَوْفِيَ رِزْقَهُ مِنْهَا.                
وقال (عليه السلام): مَنْ ضَيَّعَهُ الاْقْرَبُ أُتِيحَ لَهُ الاْبْعَدُ .                

Search form

نـهج البـــــــــلاغـة
إرسال الی صدیق
بَابُ المُخْتَارِ مِنْ حِكَمِ أَمِيرالمؤمنين (عليه السلام)١٢٥-١٠١

 [٩٧] ١٠١ - وَ قَالَ (ع): ‏: لَا يَسْتَقِيمُ قَضَاءُ الْحَوَائِجِ إِلَّا بِثَلَاثٍ بِاسْتِصْغَارِهَا[١] لِتَعْظُمَ وَ بِاسْتِكْتَامِهَا[٢] لِتَظْهَرَ وَ بِتَعْجِيلِهَا لِتَهْنُؤَ[٣].

[٩٨] ١٠٢ - وَ قَالَ (ع): ‏ يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لَا يُقَرَّبُ فِيهِ إِلَّا الْمَاحِلُ‏[٤] وَ لَا يُظَرَّفُ‏[٥] فِيهِ إِلَّا الْفَاجِرُ وَ لَا يُضَعَّفُ‏[٦] فِيهِ إِلَّا الْمُنْصِفُ يَعُدُّونَ الصَّدَقَةَ فِيهِ غُرْماً[٧] وَ صِلَةَ الرَّحِمِ‏ مَنّاً[٨] وَ الْعِبَادَةَ اسْتِطَالَةً[٩] عَلَى النَّاسِ فَعِنْدَ ذَلِكَ يَكُونُ السُّلْطَانُ بِمَشُورَةِ [الْإِمَاءِ] النِّسَاءِ وَ إِمَارَةِ الصِّبْيَانِ وَ تَدْبِيرِ الْخِصْيَانِ‏.

[٩٩] ١٠٣ - وَ قَالَ (ع): وَ قَدْ رُئِيَ عَلَيْهِ إِزَارٌ خَلَقٌ مَرْقُوعٌ فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ يَخْشَعُ لَهُ الْقَلْبُ وَ تَذِلُّ بِهِ النَّفْسُ وَ يَقْتَدِي بِهِ الْمُؤْمِنُونَ إِنَّ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةَ عَدُوَّانِ مُتَفَاوِتَانِ وَ سَبِيلَانِ مُخْتَلِفَانِ فَمَنْ أَحَبَّ الدُّنْيَا وَ تَوَلَّاهَا أَبْغَضَ الْآخِرَةَ وَ عَادَاهَا وَ هُمَا بِمَنْزِلَةِ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ وَ مَاشٍ بَيْنَهُمَا كُلَّمَا قَرُبَ مِنْ وَاحِدٍ بَعُدَ مِنَ الْآخَرِ وَ هُمَا بَعْدُ ضَرَّتَانِ‏.

[١٠٠ إِنَّ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةَ عَدُوَّانِ مُتَفَاوِتَانِ وَ سَبِيلَانِ مُخْتَلِفَانِ فَمَنْ أَحَبَّ الدُّنْيَا وَ تَوَلَّاهَا أَبْغَضَ الْآخِرَةَ وَ عَادَاهَا وَ هُمَا بِمَنْزِلَةِ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ وَ مَاشٍ بَيْنَهُمَا كُلَّمَا قَرُبَ مِنْ وَاحِدٍ بَعُدَ مِنَ الْآخَرِ وَ هُمَا بَعْدُ ضَرَّتَانِ‏].

[١٠١] ١٠٤ - وَ عَنْ نَوْفٍ الْبَكَّائِيِ‏ [وَ قِيلَ الْبَكَالِيِّ بِاللَّامِ وَ هُوَ الْأَصَحُ‏] الْبَكَالِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ(ع) ذَاتَ لَيْلَةٍ وَ قَدْ خَرَجَ مِنْ فِرَاشِهِ فَنَظَرَ [إِلَى‏] فِي النُّجُومِ فَقَالَ لِي يَا نَوْفُ أَ رَاقِدٌ أَنْتَ أَمْ رَامِقٌ- [قُلْتُ‏[١٠]] فَقُلْتُ بَلْ رَامِقٌ [يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ‏] قَالَ يَا نَوْفُ طُوبَى لِلزَّاهِدِينَ فِي الدُّنْيَا الرَّاغِبِينَ فِي الْآخِرَةِ أُولَئِكَ قَوْمٌ اتَّخَذُوا الْأَرْضَ بِسَاطاً وَ تُرَابَهَا فِرَاشاً وَ مَاءَهَا طِيباً وَ الْقُرْآنَ شِعَاراً[١١] وَ الدُّعَاءَ دِثَاراً[١٢] ثُمَّ قَرَضُوا[١٣] الدُّنْيَا قَرْضاً عَلَى مِنْهَاجِ‏[١٤] الْمَسِيحِ يَا نَوْفُ إِنَّ دَاوُدَ(ع) قَامَ فِي مِثْلِ هَذِهِ السَّاعَةِ مِنَ اللَّيْلِ فَقَالَ إِنَّهَا لَسَاعَةٌ لَا يَدْعُو فِيهَا عَبْدٌ إِلَّا اسْتُجِيبَ لَهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ عَشَّاراً[١٥] أَوْ عَرِيفاً[١٦] أَوْ شُرْطِيّاً[١٧] أَوْ صَاحِبَ عَرْطَبَةٍ وَ هِيَ الطُّنْبُورُ أَوْ صَاحِبَ [كُوبَةٍ] كَوْبَةٍ وَ هِيَ الطَّبْلُ وَ قَدْ قِيلَ أَيْضاً إِنَّ الْعَرْطَبَةَ الطَّبْلُ وَ [الْكُوبَةَ] الْكَوْبَةَ الطُّنْبُورُ.

 [١٠٢] ١٠٥ - وَ قَالَ (ع): إِنَّ اللَّهَ [تَعَالَى‏] افْتَرَضَ عَلَيْكُمْ فَرَائِضَ فَلَا تُضَيِّعُوهَا وَ حَدَّ لَكُمْ حُدُوداً فَلَا تَعْتَدُوهَا وَ نَهَاكُمْ عَنْ أَشْيَاءَ فَلَا تَنْتَهِكُوهَا[١٨] وَ سَكَتَ لَكُمْ عَنْ أَشْيَاءَ وَ لَمْ يَدَعْهَا نِسْيَاناً فَلَا تَتَكَلَّفُوهَا[١٩].

[١٠٣] ١٠٦- وَ قَالَ (ع): لَا يَتْرُكُ النَّاسُ شَيْئاً مِنْ أَمْرِ دِينِهِمْ لِاسْتِصْلَاحِ دُنْيَاهُمْ إِلَّا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مَا هُوَ أَضَرُّ مِنْهُ‏.

[١٠٤] ١٠٧ - وَ قَالَ (ع): رُبَّ عَالِمٍ قَدْ قَتَلَهُ جَهْلُهُ وَ عِلْمُهُ مَعَهُ [لَمْ يَنْفَعْهُ‏] لَا يَنْفَعُهُ‏.

[١٠٥] ١٠٨ - وَ قَالَ (ع): لَقَدْ عُلِّقَ بِنِيَاطِ[٢٠] هَذَا الْإِنْسَانِ بَضْعَةٌ[٢١] هِيَ أَعْجَبُ مَا فِيهِ وَ [هُوَ] ذَلِكَ الْقَلْبُ وَ ذَلِكَ أَنَّ لَهُ مَوَادَّ مِنَ الْحِكْمَةِ وَ أَضْدَاداً مِنْ خِلَافِهَا فَإِنْ سَنَحَ‏[٢٢] لَهُ الرَّجَاءُ أَذَلَّهُ الطَّمَعُ وَ إِنْ هَاجَ بِهِ الطَّمَعُ أَهْلَكَهُ الْحِرْصُ وَ إِنْ مَلَكَهُ الْيَأْسُ قَتَلَهُ الْأَسَفُ وَ إِنْ عَرَضَ لَهُ الْغَضَبُ اشْتَدَّ بِهِ الْغَيْظُ وَ إِنْ أَسْعَدَهُ [الرِّضَا] الرِّضَى نَسِيَ التَّحَفُّظَ[٢٣] وَ إِنْ غَالَهُ الْخَوْفُ شَغَلَهُ الْحَذَرُ وَ إِنِ اتَّسَعَ لَهُ الْأَمْرُ اسْتَلَبَتْهُ الْغِرَّةُ[٢٤] وَ [إِنْ صَابَتْهُ مُصِيبَةٌ فَضَحَهُ الْجَزَعُ وَ إِنْ أَفَادَ[٢٥] مَالًا أَطْغَاهُ الْغِنَى‏] إِنْ أَفَادَ مَالًا أَطْغَاهُ الْغِنَى وَ إِنْ أَصَابَتْهُ مُصِيبَةٌ فَضَحَهُ الْجَزَعُ وَ إِنْ عَضَّتْهُ الْفَاقَةُ [٢٦] شَغَلَهُ الْبَلَاءُ وَ إِنْ جَهَدَهُ‏[٢٧] الْجُوعُ [قَعَدَتْ بِهِ الضَّعَةُ] قَعَدَ بِهِ الضَّعْفُ وَ إِنْ أَفْرَطَ بِهِ الشِّبَعُ كَظَّتْهُ‏[٢٨] الْبِطْنَةُ[٢٩] فَكُلُّ تَقْصِيرٍ بِهِ مُضِرٌّ وَ كُلُّ إِفْرَاطٍ لَهُ مُفْسِدٌ.

 [١٠٦] ١٠٩ - وَ قَالَ (ع): نَحْنُ النُّمْرُقَةُ الْوُسْطَى [الَّتِي يَلْحَقُ بِهَا التَّالِي‏[٣٠]] بِهَا يَلْحَقُ التَّالِي وَ إِلَيْهَا يَرْجِعُ الْغَالِي‏[٣١].

[١٠٧] ١١٠ - وَ قَالَ (ع): لَا يُقِيمُ أَمْرَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ إِلَّا مَنْ لَا يُصَانِعُ‏[٣٢] وَ لَا يُضَارِعُ‏[٣٣] وَ لَا يَتَّبِعُ الْمَطَامِعَ‏[٣٤].

[١٠٨] ١١١ - وَ قَالَ (ع): وَ قَدْ تُوُفِّيَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ الْأَنْصَارِيُّ بِالْكُوفَةِ بَعْدَ مَرْجِعِهِ [مِنْ صِفِّينَ مَعَهُ‏] مَعَهُ مِنْ صِفِّينَ وَ كَانَ [مِنْ أَحَبِ‏] أَحَبَّ النَّاسِ إِلَيْهِ‏ لَوْ أَحَبَّنِي جَبَلٌ لَتَهَافَتَ[٣٥]‏.

قال الرضي (رحمه الله تعالى) و معنى ذلك أن المحنة تغلظ عليه فتسرع المصائب إليه و لا يفعل ذلك إلا بالأتقياء الأبرار و المصطفين الأخيار:

و هذا مثل قوله (ع):

[مَنْ أَحَبَّنَا أَهْلَ الْبَيْتِ فَلْيَسْتَعِدَّ لِلْفَقْرِ جِلْبَابًا و قد يؤول ذلك على معنى آخر ليس هذا موضع ذكره‏].

١١٢- مَنْ أَحَبَّنَا أَهْلَ الْبَيْتِ فَلْيَسْتَعِدَّ لِلْفَقْرِ جِلْبَاباً.

[و قد يؤول ذلك على معنى آخر ليس هذا موضع ذكره‏]

[١٠٩] ١١٣ - وَ قَالَ (ع): لَا مَالَ أَعْوَدُ مِنَ الْعَقْلِ‏[٣٦] وَ لَا وَحْدَةَ أَوْحَشُ مِنَ الْعُجْبِ‏[٣٧] وَ لَا عَقْلَ كَالتَّدْبِيرِ وَ لَا كَرَمَ كَالتَّقْوَى وَ لَا قَرِينَ كَحُسْنِ الْخُلُقِ وَ لَا مِيرَاثَ كَالْأَدَبِ وَ لَا قَائِدَ كَالتَّوْفِيقِ وَ لَا تِجَارَةَ كَالْعَمَلِ الصَّالِحِ وَ لَا [زَرْعَ‏] رِبْحَ كَالثَّوَابِ وَ لَا وَرَعَ كَالْوُقُوفِ عِنْدَ الشُّبْهَةِ وَ لَا زُهْدَ كَالزُّهْدِ فِي الْحَرَامِ وَ لَا عِلْمَ كَالتَّفَكُّرِ وَ لَا عِبَادَةَ كَأَدَاءِ الْفَرَائِضِ وَ لَا إِيمَانَ كَالْحَيَاءِ وَ الصَّبْرِ وَ لَا حَسَبَ كَالتَّوَاضُعِ وَ لَا شَرَفَ كَالْعِلْمِ وَ لَا عِزَّ كَالْحِلْمِ وَ لَا مُظَاهَرَةَ أَوْثَقُ مِنَ الْمُشَاوَرَةِ.

 [١١٠] ١١٤- وَ قَالَ (ع): إِذَا اسْتَوْلَى الصَّلَاحُ عَلَى الزَّمَانِ وَ أَهْلِهِ ثُمَّ أَسَاءَ رَجُلٌ الظَّنَّ بِرَجُلٍ لَمْ تَظْهَرْ مِنْهُ حَوْبَةٌ[٣٨] فَقَدْ ظَلَمَ وَ إِذَا اسْتَوْلَى الْفَسَادُ عَلَى الزَّمَانِ وَ أَهْلِهِ فَأَحْسَنَ رَجُلٌ الظَّنَّ بِرَجُلٍ فَقَدْ غَرَّرَ[٣٩].

[١١١] ١١٥- وَ قِيلَ لَهُ (ع) كَيْفَ [تَجِدُكَ‏] نَجِدُكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ (ع) كَيْفَ يَكُونُ حَالُ مَنْ يَفْنَى بِبَقَائِهِ‏[٤٠] وَ يَسْقَمُ بِصِحَّتِهِ‏[٤١] وَ يُؤْتَى مِنْ مَأْمَنِهِ‏[٤٢].

[١١٢] ١١٦- وَ قَالَ (ع): كَمْ مِنْ مُسْتَدْرَجٍ‏[٤٣] بِالْإِحْسَانِ إِلَيْهِ وَ مَغْرُورٍ بِالسَّتْرِ عَلَيْهِ وَ مَفْتُونٍ بِحُسْنِ الْقَوْلِ فِيهِ وَ مَا ابْتَلَى‏[٤٤] اللَّهُ أَحَداً بِمِثْلِ الْإِمْلَاءِ لَهُ‏[٤٥].

[١١٣] ١١٧ - وَ قَالَ (ع): هَلَكَ فِيَّ رَجُلَانِ مُحِبٌّ غَالٍ‏[٤٦] وَ مُبْغِضٌ قَالٍ‏[٤٧].

[١١٤] ١١٨- وَ قَالَ (ع): إِضَاعَةُ الْفُرْصَةِ غُصَّةٌ.

[١١٥] ١١٩ - وَ قَالَ (ع): مَثَلُ الدُّنْيَا كَمَثَلِ الْحَيَّةِ لَيِّنٌ مَسُّهَا وَ السَّمُّ النَّاقِعُ فِي جَوْفِهَا يَهْوِي إِلَيْهَا الْغِرُّ الْجَاهِلُ وَ يَحْذَرُهَا ذُو اللُّبِّ الْعَاقِلُ‏.

[١١٦] ١٢٠ - [وَ قَالَ (ع): :] وَ [قَدْ] سُئِلَ (ع) عَنْ قُرَيْشٍ فَقَالَ أَمَّا بَنُو مَخْزُومٍ‏ فَرَيْحَانَةُ قُرَيْشٍ [تُحِبُ‏] نُحِبُّ حَدِيثَ رِجَالِهِمْ وَ النِّكَاحَ فِي نِسَائِهِمْ وَ أَمَّا بَنُو عَبْدِ شَمْسٍ فَأَبْعَدُهَا رَأْياً وَ أَمْنَعُهَا لِمَا وَرَاءَ ظُهُورِهَا وَ أَمَّا نَحْنُ فَأَبْذَلُ لِمَا فِي أَيْدِينَا وَ أَسْمَحُ عِنْدَ الْمَوْتِ بِنُفُوسِنَا وَ هُمْ أَكْثَرُ وَ أَمْكَرُ وَ أَنْكَرُ وَ نَحْنُ أَفْصَحُ وَ أَنْصَحُ وَ أَصْبَحُ‏.

[١١٧] ١٢١ - وَ قَالَ (ع): شَتَّانَ مَا بَيْنَ عَمَلَيْنِ عَمَلٍ تَذْهَبُ لَذَّتُهُ وَ تَبْقَى تَبِعَتُهُ وَ عَمَلٍ تَذْهَبُ مَئُونَتُهُ وَ يَبْقَى أَجْرُهُ‏.

[١١٨] ١٢٢ - [وَ قَالَ (ع): ‏] وَ [قَدْ] تَبِعَ جِنَازَةً فَسَمِعَ رَجُلًا يَضْحَكُ فَقَالَ كَأَنَّ الْمَوْتَ فِيهَا عَلَى غَيْرِنَا كُتِبَ وَ كَأَنَّ الْحَقَّ فِيهَا عَلَى غَيْرِنَا وَجَبَ وَ كَأَنَّ الَّذِي نَرَى مِنَ الْأَمْوَاتِ سَفْرٌ[٤٨] عَمَّا قَلِيلٍ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ نُبَوِّئُهُمْ‏[٤٩] أَجْدَاثَهُمْ‏[٥٠] وَ نَأْكُلُ تُرَاثَهُمْ‏[٥١] كَأَنَّا مُخَلَّدُونَ بَعْدَهُمْ ثُمَّ قَدْ نَسِينَا كُلَّ وَاعِظٍ وَ وَاعِظَةٍ وَ رُمِينَا بِكُلِّ فَادِحٍ وَ جَائِحَةٍ-[٥٢] [طُوبَى لِمَنْ ذَلَّ فِي نَفْسِهِ وَ طَابَ كَسْبُهُ وَ صَلَحَتْ سَرِيرَتُهُ وَ حَسُنَتْ خَلِيقَتُهُ‏[٥٣] وَ أَنْفَقَ الْفَضْلَ مِنْ مَالِهِ وَ أَمْسَكَ الْفَضْلَ مِنْ لِسَانِهِ وَ عَزَلَ عَنِ النَّاسِ شَرَّهُ وَ وَسِعَتْهُ السُّنَّةُ وَ لَمْ يُنْسَبْ إِلَى بِدْعَةٍ].

١٢٣ - وَ قَالَ (ع): طُوبَى لِمَنْ ذَلَّ فِي نَفْسِهِ وَ طَابَ كَسْبُهُ وَ صَلَحَتْ سَرِيرَتُهُ وَ حَسُنَتْ خَلِيقَتُهُ وَ أَنْفَقَ الْفَضْلَ مِنْ مَالِهِ وَ أَمْسَكَ الْفَضْلَ مِنْ لِسَانِهِ وَ عَزَلَ عَنِ النَّاسِ شَرَّهُ وَ وَسِعَتْهُ السُّنَّةُ وَ لَمْ يُنْسَبْ إلَى الْبِدْعَةِ.

[قال الرضي رحمه الله تعالى أقول و من الناس من ينسب هذا الكلام إلى رسول الله (ص)‏] [قال الرضي أقول و من الناس من ينسب هذا الكلام إلى رسول الله (ص) و كذلك الذي قبله‏].

 [١١٩] ١٢٤- وَ قَالَ (ع): غَيْرَةُ الْمَرْأَةِ كُفْرٌ[٥٤] وَ غَيْرَةُ الرَّجُلِ إِيمَانٌ‏.

[١٢٠] ١٢٥ - وَ قَالَ (ع): لَأَنْسُبَنَّ الْإِسْلَامَ نِسْبَةً لَمْ يَنْسُبْهَا أَحَدٌ قَبْلِي الْإِسْلَامُ هُوَ التَّسْلِيمُ وَ التَّسْلِيمُ هُوَ الْيَقِينُ وَ الْيَقِينُ هُوَ التَّصْدِيقُ وَ التَّصْدِيقُ هُوَ الْإِقْرَارُ وَ الْإِقْرَارُ هُوَ الْأَدَاءُ وَ الْأَدَاءُ هُوَ الْعَمَلُ‏.

___________________________
[١] . المراد استصغارها في الطلب لتعظم بالقضاء.
[٢] . اسْتِكْتَامُها: أي الحرص على كتمانها عند محاولتها لتظهر بعد قضائها، فلا تعلم إلا مقضية.
[٣] . تَهْنُؤ: أي تصير هنيئة فيمكن التمتع بها.
[٤] . الماحِل‏: الساعي في الناس بالوشاية
[٥] . يُظَرّف‏: بتشديد الراء مبنيا للمجهول: يعدّ ظريفا.
[٦] . يضعّف‏: بالتشديد مبنيا للمجهول يعدّ ضعيفا.
[٧] . الغُرْم‏ - بالضم-: أي الغرامة.
[٨] . المَنّ‏ - ذكرك النعمة على غيرك مظهرا بها الكرامة عليه.
[٩] . الاستطالة على الناس‏: التفوّق عليهم و التزيّد عليهم في الفضل.
[١٠] . أراد «بالرامِق» منتبه العين، في مقابلة الراقد بمعنى النائم، يقال: رمقه، إذا لحظه لحظا خفيفا.
[١١] . شِعاراً: يقرؤونه سرا للاعتبار بمواعظه و التفكّر في دقائقه، و أصل الشعار: ما يلي البدن من الثياب.
[١٢] . دِثاراً: أصل الدثار ما يعلو البدن من الثياب. و المراد من اتخاذهم الدعاء دثارا جهرهم به إظهارا للذلّة و الخضوع للَّه.
[١٣] . قَرَضوا الدنيا: مزقوها كما يمزّق الثوب المقراض.
[١٤] . على منهاج المسيح‏: طريقه في الزهادة.
[١٥] . العَشّار: من يتولى أخذ أعشار المال، و هو المكّاس.
[١٦] . العَرِيف‏: من يتجسّس على أحوال الناس و أسرارهم فيكشفها لأميرهم مثلا.
[١٧] . الشُرْطي‏ - بضم فسكون نسبة إلى الشرطة-: واحد الشرط- كرطب-: و هم أعوان الحاكم.
[١٨] . فلا تنتهكوها أي لا تنتهكوا نهيه عنها بإتيانها، و الانتهاك: الإهانة و الإضعاف.
[١٩] . لا تتكَلّفوها: أي لا تكلّفوا أنفسكم بها بعد ما سكت اللَّه عنها.
[٢٠] . النِيَاط - ككتاب-: عرق معلّق به القلب.
[٢١] . البَضْعة - بفتح الباء- القطعة من اللحم، و المراد بها ها هنا القلب.
[٢٢] . سَنَحَ له‏: بدا و ظهر.
[٢٣] . التَحفّظ: هو التوقّي و التّحرّز من المضرات.
[٢٤] . الغِرّة - بالكسر-: الغفلة، و «استلبته»: أي سلبته و ذهبت به عن رشده.
[٢٥] . أفَاد المال‏: استفاده.
[٢٦] . الفاقة: الفقر.
[٢٧] . جَهَدَهُ‏: أعياه و أتعبه.
[٢٨] . «كَظّتْهُ»: أي كربته و آلمته.
[٢٩] . البِطْنَة - بالكسر-: امتلاء البطن حتى يضيق النفس.
[٣٠] . النُمْرُقَةُ - بضم فسكون فضم ففتح-: الوسادة، و آل البيت أشبه بها للاستناد اليهم في أمور الدين، كما يستند إلى الوسادة لراحة الظهر و اطمئنان الأعضاء، و وصفها بالوسطى لاتصال سائر النمارق بها، فكأن الكل يعتمد عليها إما مباشرة أو بواسطة ما بجانبه، و آل البيت على الصراط الوسط العدل، يلحق بهم من قصر، و يرجع اليهم من غلا و تجاوز.
[٣١] . الغالي‏: المبالغ المجاوز للحدّ.
[٣٢] . «لا يُصانع»: أي لا يداري في الحق.
[٣٣] . المُضَارَعَة: المشابهة، و المعنى أنه لا يتشبه في عمله بالمبطلين.
[٣٤] . اتباع المطامع‏: الميل معها و إن ضاع الحق.
[٣٥] . تَهَافَتَ‏: تساقط بعد ما تصدّع.
[٣٦] . أعْوَدُ: أنفع.
[٣٧] . العُجْب‏ - بضم العين-: الإعجاب بالنفس.
[٣٨] . «الحَوْبَة»: هي الإثم.
[٣٩] . «غَرّرَ»: أي أوقع بنفسه في الغرر و هو الخطر.
[٤٠] . «يفنى ببقائه»: كلما طال عمره- و هو البقاء- تقدم إلى الفناء.
[٤١] . «يَسْقَمُ بصحّته»: أي كلما مدّت عليه الصحة تقرب من مرض الهرم، و سقم- كفرح-: مرض.
[٤٢] . «يأتيه الموت من مأمنه»: أي الجهة التي يأمن إتيانه منها، فان أسبابه كامنة في نفس البدن.
[٤٣] . المُسْتَدْرَج‏: هو الذي تابع اللَّه نعمته عليه و هو مقيم على عصيانه، إبلاغا للحجة و إقامة للمعذرة في أخذه.
[٤٤] . ابْتَلى‏: امتحن.
[٤٥] . الإملاء له‏: الإمهال.
[٤٦] . الغالي‏: المتجاوز الحد في حبه بسبب غيره، أو دعوى حلول اللاهوت فيه أو نحو ذلك.
[٤٧] . القالي‏: المبغض الشديد البغض.
[٤٨] . «سَفْر»: أي مسافرون.
[٤٩] . سَنُبَوّئهم‏: ننزلهم.
[٥٠] . أجْداثهم‏: قبورهم.
[٥١] . «التُرَاث»: أي الميراث.
[٥٢] . الجائحة: الآفة تهلك الأصل و الفرع.
[٥٣] . الخَلِيقة: الخلق و الطبيعة.
[٥٤] . «غَيْرَة المرأة كُفْرٌ»: أي تؤدي إلى الكفر، فانها تحرم على الرجل ما أحلّ اللَّه له من زواج متعددات، أما غيرة الرجل فتحريم لما حرّمه اللَّه، و هو الزنى.
****************************