وقال (عليه السلام): إِذَا قَدَرْتَ عَلَى عَدُوِّكَ فَاجْعَلِ الْعَفْوَ عَنْهُ شُكْراً لِلْقُدْرَةِ عَلَيْهِ .                
وقال (عليه السلام): إِذَا وَصَلَتْ إِليْكُمْ أَطْرَافُ النِّعَمِ فَلاَ تُنْفِرُوا أَقْصَاهَا بِقِلَّةِ الشُّكْرِ .                
وقال (عليه السلام): النَّاسُ أَعْدَاءُ مَا جَهِلُوا.                
وقال (عليه السلام) : مَنْ عَظَّمَ صِغَارَ الْمَصَائِبِ ابْتَلاَهُ اللهُ بِكِبَارِهَا .                
وقال (عليه السلام): عَلامةُ الاِْيمَانِ أَنْ تُؤثِرَ الصِّدْقَ حَيْثُ يَضُرُّكَ عَلَى الْكَذِبِ حَيْثُ يَنْفَعُكَ،أَنْ يَكُونَ فِي حَديِثِكَ فَضْلٌ عَنْ عِلْمِكَ، وَأَنْ تَتَّقِيَ اللهَ فِي حَدِيثِ غَيْرِكَ.                
وقال (عليه السلام): لاَ خَيْرَ فِي الصَّمْتِ عَنِ الْحُكْمِ، كَمَا أنَّهُ لاَ خَيْرَ فِي الْقَوْلِ بِالْجَهْلِ.                
وقال (عليه السلام): اذْكُرُوا انْقِطَاعَ الَّلذَّاتِ، وَبَقَاءَ التَّبِعَاتِ.                

Search form

إرسال الی صدیق
حجازيات الشريف الرضي – الأول

فاطمة صلاحي عز

الملخص

من أراد أن يتصوّر الحياة ويصوّرها للناس بارزة السمات فليعمد إلى الشعر ويستخبره لأنّ الشعر لغة الاحساس الصافي والشعور الخالص يفقد تأثيره وجماله عند المخاطب بمجرّد التصنّع والتكلفّ والغزل قسم ذو بال من الشعر هذا وقد شغل حيّزاً واسعاً في الادب عبر عصوره المختلفة ويجري الحبّ فيه مجري الدّم في الجسد.

وشهد الأدب العربي في القرن الرابع رغم الاوضاع الاجتماعية والسياسية المضطربة، إزدهار حركة الفكرية فانّ الاحوال الفكرية كانت في أوج الازدهار في هذه الفترة ولعّل القرن الرابع، تعتبر أزهر فترة طوال تاريخ الفكر العربي.

فقد كانت حركة الشعر والتاليف والبحث والتدوين نشيطة وكان الغزل اكثر أزدهاراً في حركة الشعر.

ويحاول هذا المقال أن يعرف نموذجاً راسخاً عن الغزل في الفترة فإنّه يميّز بعاطفه الحب وعاطفة الحنين من خلال دراسة «حجازيات الشريف الرضي».

الذي ضرب من ضروب الغزل نسب إلى الحجاز وموضوع شعري وجداني ابتدعه الشريف الرضي.

الحجازيات موضوع شعري عُرف بالشريف الرضي وعرف الشريف الرضي به وقد أنشدها في زمر الحج ومكانه أو في الطريق إليه وأو بذكره.

وكان الشريف في حجازياته مبدعاً اسلوباً غزلياً جديداً واتّبع شعراء كثيرون من معاصريه أو من الأجيال القادمة فنّه الغزلي.

التمهيد:

شهد الأدب العربي العديد من الشعراء والشخصيات اللامعة التي برزت وتميزت، فكان لها دورها وتأثيرها في الغزل في سماء الادب العربي وكانت احدي هذه الشخصيات والشعراء الكبار في العصر العباسي (٤٠٦-٣٥٩).

الشخصية العالمة والفاضلة الشريف الرضي.

هو كان معروفاً بصدق اللوعة والصبابّة ولقد شاع في كل مكان أنه كان من المغرمين حتى انهم ضربوا المثل بقصائده الحجازيات فقالوا ما معناه ولا تصقل نفس المتأدب إلا إن حفظ هاشميات الكميت وخمريات أبي نواس وزهديات أبي العتاهيه وتشبيهات أبن المعتز ومدائح البحتري وحجازيات الشريف الرضي.

وقد حاولت هذه الدراسة أن تعرف الشريف الرضي وقسماً من اشعاره وميزاتّها في الشكل والمضمون من خلال «حجازيات الشريف الرضي» إن السببين الرئيسيين باختيار هذا الموضوع للبحث اولاً: لأجل الشخصية الشريف الرضي الذي تميز بالتقوى والورع والمنزلة الدينية والاجتماعية والسياسية بسبب نشأته في أسرته العظيمة والقيّمة. ثانياً: إشتهاره بأشعار الحجازيات التّي إنتشر صيتها بسبب العفّة والأصالة الّتي تميّز بها الشاعر وانعكس ذلك فيما بعد على أشعاره ومن ضمنها الحجازيات.

التعريف بالشريف الرضي:

الشريف الرضي أبو الحسن «محمد بن الطاهر ذي مناقب أبي أحمد الحسين بن موسي بن ابراهيم بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبيطالب» [١] ، «ولد في بغداد سنة ٣٥٩ه» [٢] وهو«أبدع أبناء الزمان وأنجب سادة العراق، يتحلى مع محتده الشريف ومفخرة المنيف بأدب ظاهر وفضل باهر وحظّ من جميع المحاسن وافر» [٣] ، ونشأ في أسرته العظيمة والقيّمة التي تميزت بالتقوى والورع والعلم والمنزلة الدينية والسياسية والاجتماعية وزود ثقافته من المحيط المفعم بالنقباء والعلماء والادباء، هم أسرة أبيه المشهود لهم بالتقوى والعلم والإيمان والأدب، وأسرة أمّه فاطمة بنت الناصر الكبير صاحب الديلم.

كان أبوه ذا إرادة قوية وأصالة رأي، عظيم المنزلة عند الخلفاء العباسيين والبويهيين، تولى نقابة الطالبيين وإمارة الحج وديوان المظالم مرات، وكان فيها مثال العالم التقي العادل.

كان أخوه الشريف المرتضي لقبه علم الهدى وذو المجدين، وهو كان عالماً من أعلام الفقه واللغة والشعر والسياسة.

في سيرة السياسية - شغل الرضي عدة مناصب في طوال حياته هي:

نقابة الطالبيين والنظر في أمور الطالبيين، إمارة الحج والنظر في المظالم.

وعلاقة بالحكماء والسلاطين لإصلاح امور الناس.

في سيرة العلمية - تتلمذ الشريف لعلماء عصره في بغداد وكانت علاقته بهم تتسم بالمحبة والاحترام والإعجاب، وقد إشتغل بالعلوم والفنون في حضرة الاساتذة الكبار نحو الشيخ المفيد، أبي على الفارسي، أبي سعيد السيرافي، عبد الجبار بن أحمد الشافعي المعتزلي، أبي حفص بن أحمد الكناني ... هذا قليل من كثير ممن تتلمذ عليهم الشريف الرضي ،إذ أنه أخذ العلم عن الجميع دون إحراج.

فكان شيوخه من مختلف المذاهب الدينية، ولذلك نشأ واسع العقل رحب الصدر غزير المعارف، بعيداً عن التعصب الديني.

وبلغ من اهتمام الشريف بالعلم والمتعلمين أنه إتخد لتلاميذه عمارة سماها دارالعلم.

وأرصد لها مخزنا فيه جميع حاجاتهم من ماله ولم تكن دارالعلم مدرسة فقط بل كانت مكتبة عامرة تضم ألوف المجلدات.

في سيرته الادبية - كان الشريف الرضي كاتباً مفكّراً فقيهاً عالماً لغوياً وشاعراً، مؤلفاته نجوم ساطعة في ذلك العصر وفي كل عصور وهذه المؤلفات المتوفره عندنا:

١- نهج البلاغة ٢- الرسائل ٣- تلخيص البيان في مجازات القرآن ٤- المجازات النبوية ٥- حقائق التأويل في متشابه التنزيل وديوان شعره المفخمة في أغراض المختلفه الشعرية.

حظي شعر الشريف باعجاب الشعراء والأدباء والنقاد قديماً وحديثاً وأثار إهتمام كثير من شخصيات عصره لما فيه من إبداع وروعة وجمال.

«إبتدأ يقول الشعر بعد أن جاوز العشر سنين بقليل وهو اليوم أبدع أبناء الزمان وأنجب سادة العراق، ثم هو أشعر الطالبيين، من مضى منهم ومن غيرهم على كثرة شعرائهم المفلقين، ولو قلت إنه أشعر قريش لم أبعد عن الصدق، فشعره عالي القدح، ممتنع عن القدح، يجمع إلى السلاسة متانة وإلى السهولة رصانة، ويشتمل على معان يقرب جناها ويبعد مداها»[٤] .

و«بشهادة جماعة من أهل العلم والادب وهو معهم أنه أشعر قريش» [٥]  و«له ديوان شعره كثير يدخل في أربعه مجلدات» [٦] وقد إهتم إبنه عدنان بشعره وأبو حكيم الخبري رتب ديوان الشريف على الأغراض والفنون المختلفة وعمد الناس بعد أبي حكيم إلى ترتيب قصائد الديوان على القوافي حسب حروف الهجاء دون النظر إلى الأغراض.

والأغراض التي نجدها في شعر الشريف هي: المدح والرثاء والغزل والفخر والهجاء والوصف والشكوي والعتاب والحكمة والمثل والمجازيات ضرب من ضروب الغزل الشريف الرضي أنْ إشتهر بها، فإنّها تميّز بعاطفه الحب وعاطفة الحنين والعفة والأصالة.

وفاته:

لقد إنطفأت شعلة حياة الشخصية العظيمة مبّكراً ولقد مات الشريف الرضي ولم يتجاوز السابعة والأربعين من عمره، فقد ذكرت أكثر المصادر أنه فارق الدنيا «صباح يوم الأحد السادس من شهر محرّم سنة ٤٠٦ هـ، ٢٦ حزيران ١٠١٥ م» [٧] ودفن في داره بمحلة الكرخ ثم نُقل إلى كربلاء ودفن عند ضريح الامام الحسين(ع)". [٨]

تعريف الحجازيات

مع أن الحجازيات كانت ذا أهمية بالغة عند الذين تناولوا أشعار الشريف الرضي، ولكن لا نجد تعريفاً وتفسيراً واضحاً عنها.

يقول حنا الفاخوري إنّ " الحجازيات هي نحوأربعين قصيدة ضمنها الشاعر لوعة صبابته، وقد تفتحت بها عبقرية طريق الحج ومواسم الحج، وهي تحوي ميزات غزله جميعها ". [٩]

قد جاء في تاريخ التراث العربي : " قصائد ومقطعات يورد فيها أسماء مواضع بالحجاز" . [١٠]

أما التعريف الأصح عن الحجازيات فهو ما قاله الدكتور مصطفى كامل الشيبي إنّ"الحجازيات مصطلح واضح الدلالة على مضمونه، يجري في الشهرة على نسق مع هاشميات الكميت وخمريات أبي نواس وزهديات أبي العتاهية، ويعني المقطعات الشعرية التي لها وجه اتصال بالحجاز، مباشرة أو بالتأدية إليه، من نظم الشريف الرضي وهي بالمفهوم الحديث (البوم) صور تذكارية على هيئة أشعار تجمع ذكريات زياراته الكثيرة لأرض الحجاز أيام إمارته الطويلة للحج وما قبلها حين كان يرافق أباه، أبا أحمد الموسوي، الأمير الذي سبقه وأورثه الإمارة " . [١١]

" الحجازيات من الموضوعات المخترعة في الشعر العربي الاسلامي وإن كان لها وجه اتصال بذكر الاطلال الذي يشكل غرضاً قديماً من أغراض الشعر العربي منذ نشأته الأولى ". [١٢]

" لكن حجازيات الشريف الرضي تختلف عن ذكر الاطلال التقليدية بعناصر ومظاهر وأفكار وأغراض وتأملات " [١٣].

لعل أقرب الأشعار الى حجازيات الشريف الرضي هي أشعار شعراء الأمويين والعباسيين التي أنشدت في الحجاز، ومن جهة تتداعى أشعار الشريف الرضي أيضاً.

واتسعت السلطة الاسلامية في العصر الأموى اتساعاً كبيراً وسيطرت على ملل وأقليات مختلفة.

مراسم الحج وازدياد المسلمين جعلت مكة مركزاً لتجمع المسلمين من البلاد المختلفة وكان يصف الشعراء الحجازيين ما يشاهدون في هذه المناسك.

فشعائر الحج وآداب الحج تعطي للموضوعات الشعرية شكلاً حياً ومتسعاً فيعتقد الشاعر أن النساء في المنازل المختلفة تحدث لشعراء الحجاز الحوادث الغرامية أحياناً.

وجود كعبة والحرم النبوي في الحجاز وإقامة مراسيم الحج السنوية في مكة وأطرافها، جعلت الشعر الحجازي أن يمتاز بخصائص خاصة ، ونستطيع أن نذكر الشعراء الذين ساهموا في شعر الحجازيات .. كالعرجي، عمر بن أبي ربيعة، وعباس ابن الأحنف.

ولكن حجازيات الشريف الرضي تختلف عن شعرهم تماماً من جهتي اللفظ والمعني ، فسنشير إلىهما في هذا البحث.

الف - الخصائص اللفظية الحجازيات اللفظ عندالشريف الرضي موضوع جدير بالعناية والدراسة وإستماعه سباحة في البحر .

ففي لفظه يجمع متانة وسهولة في اسلوب دقيق.

فالالفاظ عنده تشتمل على الخصائص التإلىة:

١. ذكر أسماء أماكن الحجاز:

يعتبر ذكر أماكن الحجاز المتعددة من الخصائص الهامة والأساسية في الحجاز، فلذلك سميت الحجازيات بالحجازيات.

وكان الشريف الرضي زائراً عراقياً " فالحاج العراقي يسلك الطريق الى الكوفة من بغداد .. ويمرّ بديار نجد ويقيم في منازلها ... ". [١٤]

وكان للنجد والحجاز مقام الحب عند الشريف الرضي " ومن هنا وجدنا شاعرنا العظيم يذكر من ملتقيات المحبين فيها: الرقمتين وعقيق الحمى وعالج وجبل القنان وغور السَّنَد واللِوى وغيرها، فاذا بلغنا مكة قصصنا الشريف الى جبل الأل وذي الأراك ونعما الأراك، بعرفة والخيف والصفا والغمر والمحصَّب ومُربخ [ثانياً] عند جبل ثور ويلملم، هذا فوق ما ذكرناه قبل.

وفي المدينة تفوح العطور وتتردد الأنفاس من: الأثلة وإضَم والخَبت والأنغم وذي خُشُب وسَلْع وذي سَلَم وسويقة والشقيقة وعقيق الحِمى. وفي نواحي نجوس خلال متلقى الأحبة في قُبا والمصلى ونعمان الغرقد. [١٥]

وهو لم يذكر أسماء هذه الأماكن للابداع الشعري أو تعيين مقام الحب فقط بل يذكرها لأن هذه الأماكن أصبحت جميلة ومحبوبة أمام عينيه لحضور المحبوب فيها يذكر في أربعة أبيات اشعرية، ست مرات أسماء المواضع التي كانت المحبوبة تسكن فيها:

ألا يا غزالَ الرمل من بطنِ وجرةٍ ***** اللواجِدِ الظمآنِ منك شروعُ

ألا هل إلى ظل الأثيل تخَلُّص ***** وهل لثنياتِ الغُوير طلوعُ

وهل بليتَ خيمٌ على أيمنِ الحِمى ***** وزالت لنا بالأبَرقين رُبوع

ولم أنسَ يوم الجِزعِ حُسناً فَلَستُه ***** بعيني على أنّ الزيالَ سَريعُ [١٦]

تبين هذه الأبيات اشتياقه الى أماكن المحبوب:

اُحبك ما اقامَ مِنى وجمعُ ***** وما أرسى يَمكَّة أخشباها

وما رفع الحججُ الى المصلى ***** يجرونَ المطى على وجاها

وما نَحَروا بخيف منى وَكبّوا ***** على الأذقان مًشعَرةً ذُراها [١٧]

وهذه الابيات:

أقول لركب رائحين لعلكم ***** تحلون من بعدي العقيقَ إلىمانيا

خذوا نظرةً مني فلا قوابها الحِمى ***** ونجداً وكثبان اللوى والمطايا

ومُروا على ابيات حيٍّ برامةٍ ***** فقولوا لديغ يبتغي إلىوم راقيا

عدمتُ دوائي بالعراق فربما ***** وجدتم بنجدٍ لي طبيباً مُداويا

وقولوا لجيرانٍ على الخيف من منى ***** تراكم من استبدلتم بجواريا [١٨]

٢.الألفاظ المستخدمة بذكر المحبوب:

من الخصائص اللفظية الهامة الموجودة في الحجازيات هي استخدام الألفاظ لذكر المحبوبة أو المحبوبات عند الشريف الرضي، كما نعلم كان الشريف الرضي رجلاً فاضلاً ولم يشبب بأسماء أبداً وقد استخدم أسماء رمزية فقط مثل أميمة:

وهل ينعفني إلىومَ دعوى براءةٍ ***** لقلبي ولحظـي ما أميمَ مُريبُ [١٩]

وظمياء:

أشـمّ منكَ نسيماً لسـتُ أعرفُه ***** أظنُ ظمياءَ جرّت فيك أردانا [٢٠]

أولمياء:

ومإلى يا لمياءُ بالشـعر طائلٌ ***** سوى أنّ أشعاري علىك نسيب [٢١]

قد ذكرت هذه الاسماء في أغلب أبياته الشعرية تقريباً وقد شبه الشريف الرضي محبوبته بالغزال أو الظبي كثيراً لهذا السبب قد استخدمت اكثر التشابيه من ألفاظ  ظبي وغزال، في الحجازيات وعندنا أمثلة ونماذج لكل منها:

هذا غزالُ قد عطـا ***** وذاك ظبيٌ قدرنـا [٢٢]

استخدم لفظ ظبي، ظبية، وغزال، لوصف المحبوبة أوالمحبوبات بصورة مفردة أو جمع مراراً وحتى استخدمها للتصغير أيضاً:

هل ناشـد لي بعقيق الحمى ***** غُزيـلاً مرّ على التـركبِ [٢٣]

إضافة الى استخدام هذه الألفاظ نرى في الحجازيات ألفاظاً أخرى متصلة ومتعلقة بها كسرب، صيد، سهم، ... أن يورد في شعره ..

وفي ذلك السرب الذي تريانه ***** أحمّ غضيضُ الناظرين كحيل [٢٤]

أو هذان البيتان يعتبران من أجمل أبيات الحجازيات:

وظبية من ظباء الأنس عاطلةٍ ***** تستوقف العينُ بين الخمص والهضم

لوأنها بفناء البيت سانحةً ***** كصدتها وابتدعتُ الصيد في الحرمِ [٢٥]

٣. ألفاظ الشوق والحنين:

من الألفاظ التي استخدمت في الحجازيات كثيرة، مشتقات من الشوق، والحنين، والهوى، والوجد ....

نرى الى جانب الفاظ الشوق والحنين مجموعة من الألفاظ المرتبطة بالقلب والعين كـ "الحظ، العين، الطرف، القلب، الفؤاد، الصدر...." في الحجازيات لا نستطيع أن نرى الحجازيات دون هذه الألفاظ وهذا الدليل يرجع الى الخصائص المعنوية لدى الشاعر كالعفة والنظر بطرف العين الى المحبوب ووجود الرقباء.

كان الشريف الرضي من الشعراء الذين لا يمكن له أن يقيم اتصالاً دائماً بمحبوبته ولهذا الفراق والهجران في أشعاره سنّة ثابتة وألفاظ أصلية تربط للفراق كالألم ،والحزن، والسقام و.... مثل:

يا صاحب القلب الصحيح أما إشتفى ***** ألم الجوى من قلبي المصـدوع [٢٦]

يتذكر الشاعر محبوبته بعد الهجران والفراق ونشاهد لفظة " ذكر" في حجازياته كثيراً:

ذكرتُ بها ريا الحبيب على النوى ***** وهيهاتُ ذايا بعد بينهما عندي

وتذكرّ عني مُناخ مطيي ***** بأعإلى منى ومرسى خبائبي [٢٧]

----------------------------------------------
[١] . الثعالبي،١٩٧٣م،ج٣،١٣١
[٢] . الثعالبي،١٩٧٣م،ج٣
[٣] . المصدر نفسه: ج٣،١٣١
[٤] . المصدر نفسه،ج٣،١٣١
[٥] . الخطيب البغدادي، لاتا، ج٢، ٤٧٢
[٦] . إبن خلكان، لاتا، ج٤، ٤٥
[٧] . إبن خلكان، لاتا، ج ٤، ٤٨
[٨] . عبد الحسين الأميني،١٤١٦ه،ج٤،١٨٥
[٩] . حنا الفاخوری ،١٩٨١م،٦٦٩
[١٠] . فؤاد سزگين ، ١٤٠٦ه ، ج٢،٥٦٦
[١١] . مصطفی كامل الشيبي، ١٩٨٥م،٢٥
[١٢] . المصدر نفسه،٢٥
[١٣] . المصدر نفسه ،ص٢٥
[١٤] . عبد الفتاح الحلو، ١٩٨٦م،ج ٢،١٣٩
[١٥] . مصطفی كامل الشيبي،١٩٨٥م،ص٣١
[١٦] . د،١٤٠٦ه،ج١،٦٥٦ظ
[١٧] . المصدر نفسه،ج١،٥٦٣
[١٨] . المصدر نفسه،ج١،٥٧٠
[١٩] . المصدر نفسه،ج١،١٧٩
[٢٠] . المصدر نفسه،ج٢،٤٧٤
[٢١] . المصدر نفسه،ج١،١٧٥
[٢٢] . المصدر نفسه،ج٢،٥٥٣
[٢٣] . المصدر نفسه،ج١،١٧٦
[٢٤] . المصدر نفسه،ج٢،٢٠٢
[٢٥] . المصدر نفسه،ج٢،٢٧٤
[٢٦] . المصدر نفسه،ج١،٣٩٨
[٢٧] . المصدر نفسه،ج١،٣٩٨

يتبع .......

****************************