إمامة أمير المؤمنين عليه السلام
احتجاجه عليه السلام بالقرآن
(آية اولي الأمر)
١ـ الآية لنا أهل البيت[١].
من كتاب أمير المؤمنين عليه السلام الى معاوية:
«...يقول الله:(اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الأمر منكم)[٢] هي لنا أهل البيت ليست لكم،ثم نهى عن المنازعة والفرقة وأمر بالتسليم والجماعة،كنتم أنتم القوم الذين أقررتم لله ولرسوله بذلك فأخبركم الله أن محمدا صلى الله عليه وآله لم يك(أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين)[٣] وقال عز وجل:(أ فإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم)[٤] ،فأنت وشركاؤك يا معاوية القوم الذين انقلبوا على أعقابهم،وارتدوا ونقضوا الأمر والعهد فيما عاهدوا الله ونكثوا البيعة ولم يضروا الله شيئا.
ألم تعلم يا معاوية أن الأئمة منا ليست منكم،وقد أخبركم الله أن أولي الأمر[هم]المستنبطوا للعلم،و أخبركم أن الأمر كله الذي تختلفون فيه يرد إلى الله وإلى الرسول وإلى أولي الأمر المستنبطي العلم،...».
٢ـ أهل البيت هم اولوا الأمر[٥].
قال سليم بن قيس:سمعت عليا صلوات الله عليه يقول:وأتاه رجل فقال له:ما أدنى ما يكون به العبد مؤمنا وأدنى ما يكون به العبد كافرا وأدنى ما يكون به العبد ضالا؟ فقال له:
«...وأدنى ما يكون به العبد ضالا أن لا يعرف حجة الله تبارك وتعالى وشاهده على عباده الذي أمر الله عز وجل بطاعته وفرض ولايته».
قلت:يا أمير المؤمنين صفهم لي،فقال: «الذين قرنهم الله عز وجل بنفسه ونبيه فقال:(يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم)[٦].
قلت: يا أمير المؤمنين جعلني الله فداك أوضح لي فقال:
«الذين قال رسول الله صلى الله عليه وآله في آخر خطبته يوم قبضه الله عز وجل إليه:إني قد تركت فيكم أمرين لن تضلوا بعدي ما إن تمسكتم بهما:كتاب الله وعترتي أهل بيتي،فإن اللطيف الخبير قد عهد إلي أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض كهاتين وجمع بين مسبحتيه ولا أقول كهاتين وجمع بين المسبحة والوسط فتسبق إحداهما الاخرى، فتمسكوا بهما لا تزلوا ولا تضلوا ولا تقدموهم فتضلوا...»
٣ـ احتجاجه عليه السلام بالآية يوم الشورى[٧].
من كلام أمير المؤمنين عليه السلام يوم الشورى:
«فهل فيكم من يقول الله عز وجل:(يا أيها الذين امنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولي الأمر منكم)[٨] سواي؟».
قالوا:اللهم لا.
٤ـ احتجاجه عليه السلام بالآية أيام خلافة عثمان[٩].
من مناشدة أمير المؤمنين عليه السلام أيام خلافة عثمان في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله:
«فأنشدكم بالله،أتعلمون حيث نزلت:(يا أيها الذين امنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولي الأمر منكم)[١٠].
وحيث نزلت:(إنما وليكم الله ورسوله والذين امنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون)[١١] وحيث نزلت:(ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة)[١٢] قال الناس:يا رسول الله أخاصة في بعض المؤمنين أم عامة لجميعهم؟ فأمر الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وآله أن يعلمهم ولاة أمرهم،وأن يفسر لهم من الولاية ما فسر لهم من صلاتهم،وزكاتهم،وصومهم،وحجهم،فنصبني للناس علما بغدير خم.
ثم خطب فقال:«أيها الناس إن الله تعالى أرسلني برسالة ضاق بها صدري وظننت أن الناس مكذبي فأوعدني لا بلغنها أو ليعذبني»،ثم أمر فنودي بالصلاة جامعة،ثم خطب فقال:أيها الناس أتعلمون أن الله عز وجل مولاي وأنا مولى المؤمنين وأنا أولى بهم من أنفسهم؟قالوا:بلى يا رسول الله.
قال:قم يا علي،فقمت،فقال:من كنت مولاه فعلي مولاه،اللهم وال من والاه وعاد من عاداه.
فقام سلمان فقال:يا رسول الله ولاؤه كماذا؟فقال:ولاؤه كولائي،فمن كنت أولى به من نفسه فعلي أولى به من نفسه،فأنزل الله عز و جل:(اليوم أكملت لكم دينكم،وأتممت عليكم نعمتي،ورضيت لكم الإسلام دينا)[١٣] ،فكبر رسول الله صلى الله عليه وآله وقال:الله أكبرعلى تمام نبوتي وتمام دين الله ولاية علي بعدي.
فقام أبو بكر وعمر فقالا:يا رسول الله هذه الآيات خاصة في علي؟
قال صلى الله عليه و آله: بلى،فيه وفي أوصيائي إلى يوم القيامة».
٥ـ احتجاجه عليه السلام بالآية على الناكثين[١٤].
احتجاج أمير المؤمنين عليه السلام على الناكثين بيعته في خطبة خطبها حين نكثوها،فقال:
«إن الله ذا الجلال والإكرام لما خلق الخلق،واختار خيرة من خلقه،واصطفى صفوة من عباده،وأرسل رسولا منهم،وأنزل عليه كتابه،وشرع له دينه وفرض فرائضه،فكانت الجملة قول الله عز وجل ذكره حيث أمر فقال:(أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم)[١٥] فهو لنا أهل البيت خاصة دون غيرنا،فانقلبتم على أعقابكم،وارتددتم ونقضتم الأمر،ونكثتم العهد،ولم تضروا الله شيئا،وقد أمركم الله أن تردوا الأمر إلى الله وإلى رسوله وإلى أولي الأمر منكم المستنبطين للعلم،فأقررتم ثم جحدتم،وقد قال الله لكم:(أوفوا بعهدي أوف بعهدكم وإياي فارهبون)[١٦].
٦ـ إنما الطاعة لله ولرسوله ولولاة الأمر[١٧].
عن سليم بن قيس الهلالي قال:سمعت أمير المؤمنين عليا عليه السلام يقول:
«احذروا على دينكم ثلاثة:...ـ الى أن قال عليه السلام:
ورجلا آتاه الله عز وجل سلطانا فزعم أن طاعته طاعة الله ومعصيته معصية الله وكذب لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق،لا ينبغي للمخلوق أن يكون جنة لمعصية الله،فلا طاعة في معصيته،ولا طاعة لمن عصى الله،إنما الطاعة لله ولرسوله ولولاة الأمر،وإنما أمر الله عز وجل بطاعة الرسول لأنه معصوم مطهر،لا يأمر بمعصيته،وإنما أمر بطاعة أولي الأمرلأنهم معصومون مطهرون لا يأمرون بمعصيته».
٧ـ قرن الله طاعتنا بطاعته وطاعة رسوله[١٨].
من وصية أميرالمؤمنين عليه السلام قبل رحيله:
«وعليكم بطاعة من لا تعذرون في ترك طاعته،وطاعتنا أهل البيت،فقد قرن الله طاعتنا بطاعته و طاعة رسوله،ونظم ذلك في آية من كتابه[١٩]،منا من الله علينا وعليكم،وأوجب طاعته وطاعة رسوله وطاعة ولاة الأمر من آل رسوله...».
(آية إكمال الدين)
١ـ أنزل الله:اليوم أكملت لكم دينكم[٢٠].
من احتجاج أمير المؤمنين عليه السلام على المهاجرين والانصار في خلافة عثمان:
«...فأمر الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وآله أن يعلمهم ولاة أمرهم وأن يفسر لهم من الولاية ما فسر لهم من صلاتهم،وزكاتهم،وصومهم،وحجهم،فنصبني للناس علما بغدير خم.
ثم خطب فقال:«أيها الناس إن الله تعالى أرسلني برسالة ضاق بها صدري وظننت أن الناس مكذبي فأوعدني لابلغنها أو ليعذبني».ثم أمر فنودي بالصلاة جامعة.
ثم خطب فقال:«أيها الناس أتعلمون أن الله عز وجل مولاي وأنا مولى المؤمنين وأنا أولى بهم من أنفسهم؟»قالوا:بلى يا رسول الله.قال:قم يا علي،فقمت،فقال:«من كنت مولاه فعلي مولاه،اللهم وال من والاه وعاد من عاداه».
فقام سلمان فقال:يا رسول الله ولاؤه كماذا؟
فقال:ولاؤه كولائي،فمن كنت أولى به من نفسه فعلي أولى به مننفسه،فأنزل الله عز وجل:(اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا)[٢١].
فكبر رسول الله صلى الله عليه وآله وقال:الله أكبر على تمام نبوتي وتمام دين الله ولاية علي بعدي».
٢ـ بولايتي أكمل الله لهذه الامة دينهم[٢٢].
قال الصادق عليه السلام:قال أمير المؤمنين عليه السلام:
«والله لقد أعطاني الله تبارك وتعالى تسعة أشياء لم يعطها أحدا قبلي خلا النبي صلى الله عليه و آله،...ـ الى أن قال عليه السلام:
وأن بولايتي أكمل الله لهذه الامة دينهم وأتم عليهم النعم ورضي إسلامهم إذ يقول يوم الولاية[٢٣] لمحمد صلى الله عليه وآله:يا محمد أخبرهم أني أكملت لهم اليوم دينهم ورضيت لهم الإسلام دينا و أتممت عليهم نعمتي،كل ذلك من منن الله علي فله الحمد».
٣ـ كانت ولايتي كمال الدين ورضا الرب[٢٤].
من خطبة أمير المؤمنين عليه السلام المعروفة بخطبة الوسيلة،خطبها بالمدينة بعد سبعة أيام من وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله:
«...فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله إلى حجة الوداع ثم صار إلى غدير خم فأمر فأصلح له شبه المنبر،ثم علاه وأخذ بعضدي حتى رئي بياض إبطيه رافعا صوته قائلا في محفله:«من كنت مولاه فعلي مولاه،اللهم وال من والاه و عاد من عاداه».فكانت على ولايتي ولاية الله وعلى عداوتي عداوة الله.وأنزل الله عز وجل في ذلك اليوم:(اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا)[٢٥].
فكانت ولايتي كمال الدين ورضا الرب جل ذكره،وأنزل الله تبارك وتعالى إختصاصا لي وتكرما نحلنيه وإعظاما وتفضيلا من رسول الله صلى الله عليه وآله منحنيه،وهو قوله تعالى:(ثم ردوا إلى الله موليهم الحق ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين)[٢٦]».
(آية الولاية)
١ـ نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وآله[٢٧].
قال أمير المؤمنين عليه السلام:
«نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وآله:(انما وليكم الله ورسوله والذين امنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون)[٢٨] فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله فدخل المسجد والناس يصلون بين راكع وقائم يصلي،فإذا سائل،فقال رسول الله: يا سائل هل أعطاك أحد شيئا؟فقال:لا إلا هذا الراكعـلعليـأعطاني خاتمه».
٢ـ أنزل الله تبارك وتعالى في[٢٩].
قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام:
«لقد علم المستحفظون من أصحاب النبي محمد صلى الله عليه وآله أنه ليس فيهم رجل له منقبة إلا و قد شركته فيها وفضلته،ولي سبعون منقبة لم يشركني فيها أحد منهم،...ـ الى أن قال عليه السلام:
وأما الخامسة والستون فإني كنت اصلي في المسجد فجاء سائل وأنا راكع فناولته خاتمي من إصبعي فأنزل الله تبارك وتعالى في:(إنما وليكم الله ورسوله والذين امنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون)[٣٠].
٣ـ احتجاجه عليه السلام بالآية يوم الشورى[٣١].
من كلام أمير المؤمنين عليه السلام يوم الشورى:
«فهل فيكم أحد آتى الزكاة وهو راكع ونزلت فيه:(إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون)[٣٢] غيري؟»
قالوا:لا.
٤ـ إقرؤوا إن شئتم:إنما وليكم الله...[٣٣]
كان أمير المؤمنين عليه السلام يقول:
«من أحب الله أحب النبي،ومن أحب النبي أحبنا ومن أحبنا أحبشيعتنا،فإن النبي صلى الله عليه وآله و سلم ونحن وشيعتنا من طينة واحدة ونحن في الجنة،لا نبغض من يحبنا ولا نحب من أبغضنا،إقرؤوا إن شئتم:(إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون)[٣٤]».
من احتجاج أمير المؤمنين عليه السلام على أبي بكر:«فانشدك بالله،ألي الولاية من الله مع ولاية رسوله من آية الزكاة بالخاتم،أم لك؟».
قال أبوبكر:بل لك.
(آيات اخرى)
١ـ إن الله اصطفاه عليكم.[٣٥]
من كلام أمير المؤمنين عليه السلام لما عمل على المسير الى الشام لقتال معاوية:
«...اسمعوا ما أتلوا عليكم من كتاب الله المنزل على نبيه المرسل لتتعظوا،فإنه والله عظة لكم،فانتفعوا بمواعظ الله،وازدجروا عن معاصي الله،فقد وعظكم الله بغيركم فقال لنبيه صلى الله عليه وآله:(ألم تر إلى الملا من بني إسرائيل من بعد موسى إذ قالوا لنبي لهم ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله قال هل عسيتم إن كتب عليكم القتال ألا تقاتلوا قالوا وما لنا ألا نقاتل في سبيل الله وقد اخرجنا من ديارنا و ابنائنا فلما كتب عليهم القتال تولوا إلا قليلا منهم والله عليم بالظالمين*وقال لهم نبيهم إن الله قد بعث لكم طالوت ملكا قالوا أنى يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال قال إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم والله يؤتي ملكه من يشاء والله واسع عليم)[٣٦].
أيها الناس،إن لكم في هذه الآيات عبرة،لتعلموا أن الله تعالى جعلالخلافة والإمرة من بعد الأنبياء في أعقابهم،وأنه فضل طالوت وقدمه على الجماعة باصطفائه إياه،وزيادته بسطة في العلم والجسم،فهل تجدون الله اصطفى بني امية على بني هاشم؟وزاد معاوية علي بسطة في العلم والجسم؟فاتقوا الله عباد الله وجاهدوا في سبيله قبل أن ينالكم سخطه بعصيانكم له...».
٢ـ إن الله اصطفى...آل ابراهيم...على العالمين[٣٧].
من كتاب أمير المؤمنين عليه السلام في جواب معاوية:
«...واما الذي أنكرت من نسبي من إبراهيم وإسماعيل وقرابتي من محمد صلى الله عليه وآله وفضلي وحقي وملكي وإمامتي فإنك لم تزل منكرا لذلك لم يؤمن به قلبك،ألا وإنا أهل البيت كذلك لا يحبنا كافر ولا يبغضنا مؤمن...ـ الى ان كتب عليه السلام:
وأنكرت إمامتي وملكي فهل تجد في كتاب الله قوله لآل إبراهيم:واصطفاهم على العالمين[٣٨]،فهو فضلنا على العالمين أو تزعم أنك لست من العالمين،أو تزعم أنا لسنا من آل إبراهيم؟فإن أنكرت ذلك لنا فقد أنكرت محمدا صلى الله عليه وآله فهو منا ونحن منه،فإن استطعت أن تفرق بيننا وبين إبراهيم صلوات الله عليه وإسماعيل ومحمد و آله في كتاب الله فافعل».
٣ـ وآتيناهم ملكا عظيما[٣٩].
ومن كتاب أمير المؤمنين عليه السلام في جواب معاوية.
«...والذي أنكرت من قول الله عز وجل:(فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما)[٤٠] فأنكرت أن يكون فينا،فقد قال الله:(النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وأولوا الارحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله)[٤١] ونحن أولى به».
٤ـواولو الأرحام بعضهم أولى ببعض[٤٢].
من كتاب أمير المؤمنين عليه السلام إلى معاوية جوابا:
«...فإسلامنا قد سمع،وجاهليتنا لا تدفع[٤٣]،وكتاب الله يجمع لنا ما شذ عنا،وهو قوله سبحانه و تعالى: (واولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله)[٤٤] وقوله تعالى:(إن اولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين امنوا والله ولي المؤمنين)[٤٥] ،فنحن مرة أولى بالقرابة،وتارة أولى بالطاعة.
ولما احتج المهاجرون على الأنصار يوم السقيفة[٤٦] برسول الله صلى الله عليه وآله فلجوا عليهم[٤٧]،فإن يكن الفلج به فالحق لنا دونكم،وإن يكن بغيره فالأنصار على دعواهم».
٥ـ فاسألوا أهل الذكر[٤٨].
من وصية أمير المؤمنين عليه السلام قبل رحيله:
«...وأمركم أن تسألوا أهل الذكر،ونحن والله أهل الذكر،لا يدعي ذلك غيرنا إلا كاذبا، يصدق ذلك قول الله عز وجل: (قد انزل الله إليكم ذكرا رسولا يتلوا عليكم آيات الله مبينات ليخرج الذين آمنوا وعملوا الصالحات من الظلمات إلى النور)[٤٩] ،ثم قال:(فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)[٥٠] ،فنحن أهل الذكر،فاقبلوا أمرنا وانتهوا عما نهينا،ونحن الأبواب التي أمرتم أن تأتوا البيوت منها[٥١]،فنحن و الله أبواب تلك البيوت،ليس ذلك لغيرنا،ولا يقوله أحد سوانا».
٦ـ إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت[٥٢].
قال أمير المؤمنين عليه السلام:
«دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله في بيت ام سلمة و قد نزلت هذه الآية:(إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا).
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله:يا علي هذه الآية نزلت فيك وفي سبطي والأئمة من ولدك.
فقلت:يا رسول الله وكم الأئمة بعدك؟ قال:أنت يا علي،ثم ابناك الحسن والحسين،وبعد الحسين علي ابنه،وبعد علي محمد ابنه،وبعد محمد جعفر ابنه،وبعد جعفر موسى ابنه،وبعد موسى علي ابنه،وبعد علي محمد ابنه،وبعد محمد علي ابنه،وبعد علي الحسن ابنه،والحجة من ولد الحسن،هكذا وجدت أساميهم مكتوبة على ساق العرش،فسألت الله تعالى عن ذلك فقال:يا محمد هم الأئمة بعدك مطهرون معصومون وأعداؤهم ملعونون».