وقال (عليه السلام): الرِّزْقُ رِزْقَانِ: طَالِبٌ، وَمَطْلُوبٌ، فَمَنْ طَلَبَ الدُّنْيَا طَلَبَهُ الْمَوْتُ حَتَّى يُخْرِجَهُ عَنْهَا،مَنْ طَلَبَ الاْخِرَةَ طَلَبَتْهُ الدُّنْيَا حَتَّى يَسْتَوْفِيَ رِزْقَهُ مِنْهَا.                
وقال (عليه السلام): خَالِطُوا النَّاسَ مُخَالَطَةً إِنْ مِتُّمْ مَعَهَا بَكَوْا عَلَيْكُمْ، وَإِنْ عِشْتُمْ حَنُّوا إِلَيْكُمْ .                
وقال (عليه السلام): الْغِيبَةُ جُهْدُ الْعَاجزِ.                
وقال (عليه السلام): عَلامةُ الاِْيمَانِ أَنْ تُؤثِرَ الصِّدْقَ حَيْثُ يَضُرُّكَ عَلَى الْكَذِبِ حَيْثُ يَنْفَعُكَ،أَنْ يَكُونَ فِي حَديِثِكَ فَضْلٌ عَنْ عِلْمِكَ، وَأَنْ تَتَّقِيَ اللهَ فِي حَدِيثِ غَيْرِكَ.                
وقال (عليه السلام): مَنْهُومَانِ لاَ يَشْبَعَانِ: طَالِبُ عِلْم، وَطَالِبُ دُنْيَا.                
وقال (عليه السلام): ما أَنْقَضَ النَّوْمَ لِعَزَائِمِ الْيَوْمِ.                
وقال (عليه السلام): الغِنَى والْفَقْرُ بَعْدَ الْعَرْضِ عَلَى اللهِ.                

Search form

إرسال الی صدیق
خواطر مستوحاة من مطالعة نهج البلاغة

الحاج الشيخ توري (داكار، سنغال)‏

 

بسم اللّه الرحمن الرحيم

«نهج البلاغة نهج المسلمين الى الوحدة والسيادة والمجد» «وأحيانا كنت أشهد أن عقلا نورانيا لا يشبه خلقا جسدانيا فصل عن الموكب الالهي واتصل بالروح الانساني فخلعه عن غاشيات الطبيعة، وسما به الى الملكوت الاعلى، ونما به الى مشهد النور الاجلى، وسكن به الى عمار جانب التقديس بعد استخلاصه من شوائب التلبيس. وأنات كأني أسمع خطيب الحكمة ينادي بأعلياء الكلمة وأولياء أمر الامة يعرفهم مواقع الصواب، ويبصرهم مواضع الارتياب، ويرشدهم الى دقات السياسة، ويهديهم طرق الكياسة، ويرتفع بهم الى منصات الرئاسة، ويصعدهم شرف التدبير، ويشرف بهم على حسن المصير.

ذلك الكتاب الجليل هو جملة ما اختاره السيد الشريف الرضي رحمه اللّه من كلام سيدنا ومولانا أمير المؤمنين علي بن ابي طالب كرم اللّه وجهه».
وردت هذه في الكلمة التي قدم بها الاستاذ الامام محمد عبده شرحه لنهج البلاغة (طبع المؤسسة الاعلمي للمطبوعات بيروت- لبنان).
شهادة ليست كالشهادات التقريظية المعروفة، انها في اغلبها تصدر عن رغبة في المجاملة وقلما تكون عن تقدير صادق، انها شهادة مندهش منبهر أمام كتاب لا يعرف له مثيلا. انها شهادة العالم المصلح المصري الشهير الاستاذ الامام محمد عبده ، شيخ الازهر ومفتي الديار المصرية سابقا يشهد عن خبرة وتجربة بعد اطالة النظر والفكر.
وخطيب الحكمة المنادي بأعلياء الكلمة وأولياء أمر الامة لتعريفهم مواقع الصواب وتبصيرهم مواضع الارتياب، وارشادهم الى دقات السياسة، واهدائهم طرق الكياسة، والارتفاع بهم الى منصات الرئاسة، وتصعيدهم شرف التدبير، والاشراف بهم على حسن المصير» هو الذي كرم اللّه وجهه، فلم يسجد قط لصنم، ولم يعبد حتى في صباه غير اللّه.

وهو الوحيد الذي رباه الرسول الاكرم في بيته بنفسه، وعلمه من علمه اللدني، فارتوى منه حتى لقبه قائلا: «أنا مدينة العلم وعلي بابه» وهو ابن عمه الذي زوّجه بأحب بناته. وهو الذي تطوع وأخذ مكانه على فراشه ليلة المؤامرة لاقتدائه بنفسه، ولم يزل يلازمه في جل تقلباته في حله وسفره.

وتكوّن بذلك على مثاله الفريد تكوينا نبويا خاصا أعدّه ليكون له عن استحقاق بمنزلة هارون لموسى. وهومدمّر رءوس الكفار ورافع رأية الاسلام كرم اللّه وجهه.
ان الرتبة الفريدة- الثالثة- التي يعتليها كتاب نهج البلاغة بعد كتاب اللّه وسنة رسوله، باعتراف جميع العلماء على اختلاف مذاهبهم ونحلهم، كمنزلة صاحبه على بن ابي طالب عليه السّلام من الرسول دون بقية الصحابة.
لا يعرف أحد لاي كتاب آخر مثلما لنهج البلاغة من دقة النظر وصدقه وعمقه وشموليته، ودوام صلاحية تصويراته وتحليلاته وحلوله المقترحة للناس والاشياء والحقائق والمشاكل في كل زمان ومكان.
فكل جملة من جمل أغلب مواضع الكتاب تذكّر إما آية قرآنية أوحديثا نبويا كما لوضعت تلخيصا أوتفسيرا للاية أوالحديث.

ان نهج البلاغة فضلا عن كونه يهدى الى فهم القرآن والسنة الفهم الصحيح السليم، فانه يصلح أن يكون ميزانا توزن به السنة لتمييز الصحيح منها من المزيف.

ولا غرو في ذلك، لان صاحبه، كرم اللّه وجهه، كما يقول محمد عبده في موضع آخر، كاتب وحي الرسول وأقرب الناس الى فصاحته وبلاغته واحفظهم لقوله...

ولازمه فتيا ويافعا في غدوّة ورواحه، وسلمه وحر به حتى تخلق بأخلاقه، واتسم بصفاته وفقه عنه الدين، وثقف ما نزل به الروح الامين. فكان من أفقه أصحابه وأقضاهم وأحفظهم وأوعاهم وأدقهم في الفتيا، وأقربهم الى الصواب.

وحتى قال عمر: «لا بقيت لمعضلة ليس فيها أبوالحسن» أو«لولا علي لهلك عمر».

والميزان الذي قدمه لمن سأله عن أحاديث البدع وعما في أيدى الناس من اختلاف الخبر لازال ولن يزال أحسن الميزان لمن يتعامل مع السنة:
«إن في أيدى الناس حقا وباطلا، وصدقا وكذبا، وناسخا ومنسوخا، وعاما وخاصا، ومحكما ومتشابها، وحفظا ووهما. ولقد كذب على رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم على عهده حتى قام خطيبا: «من كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار».

وانما أتاك بالحديث أربعة رجال ليس لهم خامس رجل منافق مظهر للايمان، متصنع بالاسلام لا يتأثم ولا يتحرج، يكذب على رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم متعمدا، فلوعلم الناس أنه منافق كاذب لم يقبلوه منه ولم يصدقوا قوله ولكنهم قالوا صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله رأى وسمع منه ولقف عنه فيأخذون بقوله وقد أخبرك اللّه عن المنافقين بما اخبرك، ووصفهم بما وصفهم به لك.
ثم بقوا بعده عليه وآله السلام فتقربوا الى أئمه الضلال والدعاة الى النار بالزور والبهتان فولوهم الاعمال وجعلوهم حكاما على رقاب الناس، وأكلوا بهم الدنيا.

وانما الناس مع الملوك والدنيا الامن عصم اللّه فهومن أحد الاربعة.
- ورجل سمع من رسول اللّه شيئا لم يحفظه على وجهه فوهم فيه ولم يتعمد كذبا فهوفي يديه ويرويه ويعمل به ويقول أنا سمعت من رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم، فلوعلم المسلمون انه وهم فيه لم يقبلوه، ولوعلم هو انه كذلك لرفضه.
- ورجل ثالث سمع من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله شيئا يأمر به ثم نهى عنه وهو لا يعلم او سمعه ينهى عن شي‏ء ثم أمر به، وهولا يعلم فحفظ المنسوخ ولم يحفظ الناسخ فلوعلم انه منسوخ لرفضه، ولوعلم المسلمون اذ سمعوا منه انه منسوخ لرفضوه.
- وآخر رابع، لم يكذب على اللّه ولا على رسوله مبغض للكذب خوفا من اللّه وتعظيما لرسول اللّه صلى اللّه عليه وآله ولم يهم، بل حفظ ما سمع على وجهه فجاء به على ما سمعه لم يزد فيه ولم ينقص منه فحفظ الناسخ فعمل به وحفظ المنسوخ فجنب عنه وعرف الخاص والعام فوضع كل شي‏ء موضعه، وعرف المتشابه ومحكمه.
وقد كان يكون من رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله الكلام له وجهان، فكلام خاص وكلام عام فيسمعه من لا يعرف ما عنى اللّه به، ولا ما عنى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فيحمله السامع ويوجهه على غير معرفة بمعناه وما قصد به وما خرج من اجله.
وليس كل اصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من كان يسأله ويستفهمه حتى ان كانوا يحبون أن يحي‏ء الاعرابي والطارئ فيسأله عليه السّلام حتى يسمعوا وكان لا يمر بي من ذلك شي‏ء الا سألت عنه وحفظته. فهذه وجود ما عليه الناس في اختلافهم وعللهم في رواياتهم».
وقد لخص الامام كل هذا بجملة واحدة بقوله عليه السّلام في رسالته الشهيرة الى الاشتر النخعي: «والرد الى الرسول، الاخذ بسنته الجامعة غير المفرقة» أ ليس هاهنا جل الاسباب الرئيسية للخلافات والتفرق بين المذاهب الاسلامية سيما بين السنة والشيعة وهاهنا ايضا أعني في تفهم درس الامام هذا، واستخلاص النتائج المنطقية. منه وسائل تسوية هذه الخلافات.
ان الموضوع المفضل عند الامام وهو الذى لا يخلومنه خطبة ولا خطاب ولا رسالة ولا اي من تعليماته عليه السّلام، ويشغل ثلثي نهج البلاغة على أقل تقدير، هوالتوحيد وتصور ذات اللّه تعالى وصفاته التي ضل فيها كثير من المتكلمين والفلاسفة المسلمين.
وقد أفحم امير المؤمنين في هذا الباب الماديين والدهريين القدماء منهم والمعاصرين ولم يترك لمتفلسف ولا متكلم لا معتزلي ولا أشعري الا لغو الكلام.
ولقد وقع بعض الباحثين في خطإ فاحش حينما استدلوا باستمرارية صلاحية لغة نهج البلاغة واسلوبه الى التشكيك في صحة نسبته الى الامام. فان هذه الظاهرة المتجلية حقا على صورة كلام الامام والتي نجدها على المعنى والمضمون اجلى وأصدق، ترجع الى حقيقة تاريخية أكيدة. الا وهي المنبع الالهي المحمدي الذي كان الامام علي يأخذ عنه مباشرة.

والجهل بهذا الواقع اوتجاهله هوالذي أضل كثيرا ومنع كثيرا من المسلمين سنة وشيعة من الاستفادة بالكتاب والاهتداء به كما ينبغي لتحقيق وحدتهم الضرورية لا عادة مجدهم المنشود.
يتناول الامام مثلا، حالة العلماء والقضاة ومشكلة استقلال العلم والسلطة القضائية عن الحكم والحكماء في زمنه، فلا تشك انه يصور الحالة البئيسة الراهنة التي نعيشها اليوم في كل بلدان العالم الاسلامي: «ترد على احدهم القضية في حكم من الاحكام فيحكم فيها برأيه، ثم ترد تلك القضية بعينها على غيره فيحكم فيها بخلافة، ثم يجتمع القضاة بذلك عند الامام الذي استقصاهم فيصوب آراءهم جميعا» (ص ٥١- ٥٥ من الجزء الاول).
وفي ميدان العلوم السياسية والاجتماعية، لم يشق بعد غبار «نهج البلاغة». ففي رسالة عبد اللّه علي بن ابي طالب امير المؤمنين عليه السّلام الى واليه في مصر مالك بن الحارث الاشتر النخعي، نرى عجب العجاب، نرى كيف أن أفضل المتبحرين في هذا الميدان في كل انحاء الدنيا، ما زالوا بعيدين جدا عن شأوه كرم اللّه وجهه،:- تصنيعا وترتيبا في غاية من الدقة والصدق والشمول لكل الفئات العاملين‏ والمحكومين للدولة من: «جنود اللّه وكتاب العامة والخاصة، وقضاة العدل وعمال الانصاف والرفق، واهل الجزية والخراج، والتجار واهل الصناعات، والطبقة السفلى من ذوالحاجات والمسكنة»- مع وصف دقيق لخصائص واخلاق ومتميزات وميول كل واحدة منها، وتحديد ادوارها ومالها وما عليها من الحقوق والواجبات تجاه الدولة والمجتمع، مع التوجيه الى أصدق المواصفات التي يجب مراعاتها في اختيار من يستخدم منهم، كل ذلك دفعا للظلم والجور، ومنعا للفساد، وتحقيقا للعدالة والامن والعمار للبلاد والعباد.
وليسمح لى بذكر فقرات من تلك التوجيهات السياسية العلوية التي نحن اليوم في أشد الحاجة اليها والتي تبرز تفوق السياسة الاسلامية على كل ما يتبحج بها الغرب والمتغربون.
للحاكم يقول الامام: «أمره بتقوى اللّه وايثار طاعته». نعم فان تقوى اللّه وليس الدهاء والكياسة كما يظن الماديون، هوأهم ميزة الحاكم الافضل.
«وامره أن يكسر نفسه من الشهوات...

أشعر قلبك الرحمة للرعية والمحبة لهم واللطف بهم...

فانهم صنفان إما أخ لك في الدين وإما نظير لك في الخلق...

وقد استكفاك (اللّه) أمرهم وابتلاك بهم...

فلا تبجحن بعقوبة، ولا تسرعن الى بادرة...

ومن ظلم عباد اللّه كان اللّه خصمه...

وليس شي‏ء أدعى الى تغيير نعمة اللّه وتعجيل نقمته من اقامة على ظلم...

والصق بأهل الورع والصدق ثم رضهم على ان لا يطروك ولا يبجحوك بباطل لم تفعله فان كثرة الاطراء تحدث الزهور وتدني من العزة...

اياك والاعجاب بنفسك والثقة بما يعجبك منها وحب الاطراء فان ذلك من أوثق فرص الشيطان...

اياك والمن على رعيتك باحسانك أوالتزيد بما كان من قبلك أوأن تعدهم فتتبع موعدك بالخلف فان المن يبطل الاحسان والتزيد يذهب بنور الحق والخلف يوجب المقت عند اللّه والناس...

اياك والعجلة بالامور قبل أوانها أوالتسقط فيها عند امكانها...

واياك والاستئثار بما الناس فيها أسوة...

الحذر الحذر من العدو بعد صلحه فان العدو ربما قارب ليتغفل...

يحذره من البطانة والخاصة، أي الاعيان ويوصيه بالعامة، أي الجماهير ليكن أبعد رعيتك منك وأشنأهم عندك أطلبهم بمعايب الناس فان في الناس عيوبا الوالي أحق من سترها، وليكن أحب الامور اليك أوسطها في الحق واعمها في العدل واجمعها لرضى الرعية فان سخط العامة يجحف برضي الخاصة، وان سخط الخاصة يغتفر مع رضى العامة...

وليس أحد من الرعية أثقل على الوالي مئونة في الرخاء وأقل معونة في البلاء وأكره للانصاف وأسأل بالالحاف وأقل شكرا عند الاعطاء وأبطأ عذرا عند المنع وأضعف صبرا عند ملمات الدهر من أهل الخاصة. وانما عماد الدين وجماع المسلمين والعدة للاعداء العامة من الامة. فليكن صغوك لهم وميلك معهم... ان أفضل قرة عين الولاة العدل في البلاد وظهور مودة الرعية...

ولا يدعونك شرف امرئ الى أن تعظم من بلائه ما كان صغيرا، ولا ضعة امرئ الى أن تستصغر من بلائه ما كان عظيما...

ان للوالي خاصة وبطانة فيهم استئثار وتطاول وقلة انصاف في معاملة فاحسم مادة أولئك بقطع أسباب تلك الاحوال ولا تقطعن لاحدى حاشيتك وحامتك قطيعة.
ويقول الامام بخصوص التجار، واعلم مع ذلك أن في كثير منهم ضيقا فاحشا وشحا قبيحا واحتكارا للمنافع وتحكما في البياعات وذلك باب مضرة للعامة وعيب على الولاة فامنع من الاحتكار فان رسول اللّه منع منه. وليكن البيع بيعا سمحا بموازين عدل واسعار لا تجحف بالفريقين من البائع والمبتاع... ويمنع الاحتجاب عن الناس...

وأما بعد فلا تطولن احتجابك عن رعيتك فان احتجاب الولاة عن الرعية شعبة من الضيق وقلة علم بالامور ففيم احتجابك من واجب حق تعطيه اوفعل كريم تسديه.
ويأمر باعارة اهتمام خاص بعمارة البلاد وتحقيق الرفاهية والرأفة بالرعية... وليكن نظرك في عمارة الارض أبلغ من نظرك في استجلاب الخراج لان ذلك لا يدرك الا بالعمارة ومن طلب الخراج بغير عمارة اخرب البلاد وأهلك العباد...

فإن شكوا ثقلا أوعلة أوانقطاع شرب أو بالة أو احالة أرض اغتمرها غرق أوأجحف بها عطش خففت عنهم ولا يثقلن عليك شي‏ء خففت به المئونة عنهم فانه ذخر يعود به عليك في عمارة بلادك وتزيين ولايتك...

إنما يؤتي خراب الارض من إعوار أهلها وانما يعوز اهلها لاشراف انفس الولاة على الجمع وسوء الظن بالبقاء.
احوج الجميع الى الانصاف الطبقة السفلى... ثم اتق اللّه في الطبقة السفلى من الذين لا حيلة لهم والمساكين والمحتاجين واهل البؤسى والزمني... فلا تشخص همك عنهم...

وتفقد امور من لا يصل اليك منهم ممن تقتحمه العيون وتحقره الرجال. فان هؤلاء من بين الرعية أحوج الى الانصاف من غيرهم. وتعهد اهل اليتم وذوى الرقة في السن ممن لا حيلة لهم...

اجعل لذوى الحاجات منك قسما تفرغ لهم فيه شخصك وتجلس لهم مجلسا عاما...

وتقعد عنهم جنودك وأعوانك من حرسك وشرطك حتى يكلمك متكلمهم غير متعتع فاني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله يقول: «لن تقدس أمة لا يؤخذ للضعيف فيها حقه من القوي غير متعتع» ثم احتمل الخرق منهم والعي ونحّ عنك الضيق والانف.

منقول من كتاب نهج البلاغة نبراس السیاسة ومنهل التربیة / المجلد الأول

****************************