وقال (عليه السلام): الْحِلْمُ وَالاَْنَاةُ تَوْأَمَانِ يُنْتِجُهُمَا عُلُوُّ الْهِمَّةِ.                
وقال (عليه السلام): إِذَا قَدَرْتَ عَلَى عَدُوِّكَ فَاجْعَلِ الْعَفْوَ عَنْهُ شُكْراً لِلْقُدْرَةِ عَلَيْهِ .                
وقال (عليه السلام): قَلِيلٌ مَدُومٌ عَلَيْهِ خَيْرٌ مِنْ كَثِير مَمْلُول مِنْهُ.                
وقال (عليه السلام): ما أَنْقَضَ النَّوْمَ لِعَزَائِمِ الْيَوْمِ.                
وقال (عليه السلام): أَعْجَزُ النَّاسِ مَنْ عَجَزَ عَنِ اكْتِسَابِ الاْخْوَانِ، وَأَعْجَزُ مِنْهُ مَنْ ضَيَّعَ مَنْ ظَفِرَ بِهِ مِنْهُمْ .                
وقال (عليه السلام): مَا لاِبْنِ آدَمَ وَالْفَخْرِ: أَوَّلُهُ نُطْفَةٌ، وَآخِرُهُ جِيفَةٌ، و َلاَ يَرْزُقُ نَفْسَهُ، وَلاَ يَدفَعُ حَتْفَهُ.                
وقال (عليه السلام): مَنْ كَرُمَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ هَانَتْ عَلَيْهِ شَهْوَتُهُ.                

Search form

إرسال الی صدیق
دراسات في نهج البلاغة - الخامس

الدرس السادس (اهداف الحكومة والمشاكل التي واجهت حكم الإمام)
أهداف الدرس
١- أنْ يتعرَّف الطالب إلى المشاكل الّتي واجهت الإمام عليّ عليه السلام الحكم والحكومة.
٢- أنْ يتعرَّف إلى كيفيّة مواجهة الإمام لمشكلة الخوارج.
٣- أنْ يتعرَّف الطالب إلى غاية الإمام عليّ عليه السلام من الحُكم.
٤- أنْ يتعرّف إلى صفات الحاكم الصالح.

أنواع التحدّيات التي واجهت الإمام عليه السلام
بنظرة أوّليّة يُمكن تقسيم المعضلات الّتي واجهت الحكم في الإسلام في زمن خلافة الإمام عليّ عليه السلام إلى ما يلي:
١ - التشكيك بضرورة وبداهة وجود حكومة في الإسلام. ويتمثّل ذلك بدعوى الخوارج.
٢ - التشكيك بأهليّة شخص الإمام عليّ عليه السلام للحكومة والولاية، بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.
٣ - التشكيك بوجود نصّ في كونه هو الوليّ والخليفة للرسول صلى الله عليه وآله وسلم كذلك.
٤ - اعتراض جماعة المتضرّرين من حكمه وإدارته (أهل الجمل).
٥ - تركة الخلفاء السابقين من الولاة ذوي الأطماع والوصوليّين من جهة وغير الكفوئين من جهة ثانية، أمثال معاوية وأبي موسى الأشعريّ وكذلك الموظّفين الدنيويّين أمثال شُريح وغيره.
٦ - تشويه النظرة العامّة لموقع الخليفة أو الإمام حيث كان أقرب إلى الجاه والدنيا منه إلى الوظيفة والمسؤوليّة والتكليف.
٧ - تذبذب بعض الناس واشتباه الأمور عليهم خصوصاً بسبب بعض من يُظنّ بهم القداسة أو الرأي، كما حصل في واقعة الجمل، إذ كان في مقابل الإمام عليّ عليه السلام عائشة والزبير وطلحة.
وسيظهر لك ممّا سيأتي كيف واجه الإمام عليّ عليه السلام كلّ هذه الأمور.

أهمّيّة الحكومة في نهج البلاغة
لقد كانت ضرورة وجود حكومة في الإسلام ووجود وليّ وقيّم يقوم بمهمّة الإدارة والقيادة للدولة الإسلاميّة غير خافية على أحد ممّن عايش الإسلام منذ بداية الدعوة وحتّى زمن الإمام عليّ عليه السلام. وفي التاريخ النبويّ شواهد على ذلك، خصوصاً وقد صرّح الإمام عليّ عليه السلام كثيراً في كلماته في "نهج البلاغة" بوجوب وجود حكومة قويّة، ووقف بشدّة في وجه دعوى الخوارج وكافح لأجل عدم انتشارها وتبنّيها من أبناء الأمّة الإسلاميّة.
ولقد كان شعار الخوارج (لا حكم إلّا لله). وقد اقتبسوه من القرآن الكريم حيث يقول تعالى ﴿إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلهِ﴾ وبنوا عليها دعواهم بعدم الحاجة إلى حكومة مع وجود القرآن بين المسلمين.
والخوارج الّذين كانوا يؤلّفون فئة سطحيّة العقيدة متلبّسة بالقداسة الكاذبة يسهل خداعهم وتمرير الحيل عليهم. وكان معاوية وابن العاص يعلمان بوجود هكذا نوعيّة في أنصار الإمام عليّ عليه السلام فعمدا إلى حيلة رفع المصاحف في صفّين وألجآ الإمام إلى القبول بالتحكيم، ولمّا فعل أبو موسى الأشعريّ ما فعل مع ما كان من دهاء ابن العاص، وكان الخوارج من فرض على الإمام أصل التحكيم وأن يكون أبو موسى هو ممثّل الإمام وأصحابه، ولمّا رأوا ما آلت إليه هذه المكيدة بَدَلَ أنْ يتراجعوا ويتوبوا رفضوا أصل الحكم البشرّي وقالوا للإمام علي ّعليه السلام: "الحكم لله لا لك ولا لأصحابك يا عليّ".
وقد مضوا في معتقدهم هذا محاربين لأمير المؤمنين عليه السلام وهو إمام الحقّ وترجمان الوحي والقرآن الناطق، حتّى أدّى ذلك إلى سفك الدماء في حرب النهروان.
وقد قال عليه السلام لمّا سمع كلام الخوارج "لا حكم إلّا لله":
١ - "كلمة حقّ يراد بها باطل..." بمعنى أنّ هذا المضمون حقّ، ولكنّ المراد منه غير ما ذهبوا إليه. نعم لا حكم إلّا لله أي أنّ أصل وضع الحكم والقانون بيد الله وحده لأنّه لا يُشرِّع القانون إلّا الله.
ويُكمل عليه السلام الردّ قائلاً:
٢- "... نعم إنّه لا حكم إلّا لله ولكنّ هؤلاء يقولون لا إمرة إلّا لله"... فهؤلاء يُريدون القول أنْ لا قيادة ولا زعامة إلّا لله وهذا باطل، فالحكم لا بُدَّ من إجرائه على يد بشريّ يسوس الناس على ضوء القانون الإلهيّ. بل إنّ هذه اللابدّية للحكم والحكومة ليست إسلاميّة فقط، بل إنسانيّة يقتضيها الطبع البشريّ في جانبه الاجتماعيّ.
٣ - "... وإنّه لا بُدَّ للناس من أمير برّ أو فاجر يعمل في إمرته المؤمن ويستمتع فيها الكافر ويبلغ الله فيها الأجل ويُجمع به الفي‏ء ويُقاتل به العدوّ وتأمن به السبل ويُؤخذ به للضعيف من القويِّ حتّى يستريح برّ ويُستراح من فاجر" [١].
ولو أردنا تقطيع كلام الإمام عليه السلام هذا لوجدنا في تعليله أنّه قد بيّن نواحي الاحتياج إلى القيادة والسياسة والحكومة من ضرورات اقتصاديّة وعمرانيّة وأمنيّة وقضائيّة وغيرها.
وهذا النصّ عنه عليه السلام يُبيّن أمراً دقيقاً، وهو أنّ هناك فرقاً بين الحكم والإمارة. فالحكم المطلق من حقّ الله الّذي له تشريع القانون وتعيين من يُنفّذه وله الأمر والنهي ووضع السياسة العامّة للمجتمع. أمّا الإمارة الّتي تعني القيادة والزعامة والإشراف فهي ممّا أعطاه الله للعباد وهي أمرٌ لا يستغني عنه أيّ مجتمع. فأصل الإمارة والزعامة بنظر الإمام عليّ عليه السلام ممّا لا يُمكن لأيّ مجتمع أنْ يبقى بدونه سواء كان القيّم والمُشرِف قانونيّاً وشرعيّاً أم غير قانونيّ للضرورات التالية:
١- توفير حرّيّة العمل للمؤمنين الصالحين "يعمل في إمرته المؤمن".
٢- توفير الأمن بكلِّ أشكاله حتّى للكافرين والفاسقين "ويستمتع فيها الكافر".
٣- إعمار البلاد من خلال صرف الأموال العامّة فيها "ويُجمع به الفي‏ء".
حماية المجتمع من الفتن الداخليّة والأعداء الخارجيّين "ويُقاتل به العدوّ وتأمن به السبل".
إنصاف المظلومين وحماية الحقوق وضمان عدم التعدّي، وهذا من لوازم وجود سلطة قضائيّة ونظام قضائيّ "ويؤخذ به للضعيف من القويّ حتّى يستريح برّ ويُستراح من فاجر".
وعليه فكلام الإمام عليه السلام لا يعني أنّه لا فرق بين النظام الصالح وغير الصالح، ولكنّه يعني أنّه لا مفرّ لأيّ شعب وأيّ أمّة من وجود حكومة تقوم بتحقيق الأهداف المشتركة ذات الأثر والأهميّة العالية في الحياة، والّتي تُشكِّل حاجات حيويّة ومشتركة وعامّة. بل إنّ وجود الحكومة والقيادة والزعامة من المبادى‏ء الضروريّة والحيويّة الّتي لا يُمكن إنكارها في أيّ منطق أكان إسلاميّاً أو إلحاديّاً.

مشكلة الحكم والحكومة
لقد كان ردّ الإمام عليّ عليه السلام على المنكرين لضرورة الحكومة والحاكم في الإسلام بالسيرة والضرورة البشريّة، واستنتجنا أنّ وجود الحكومة والقيادة والزعامة من المبادى‏ء الضروريّة والحيويّة الّتي لا يُمكن إنكارها في أيّ منطق مهما كان منطق الإنسان ومذهبه.
ولعلّ المشكلة الأساس في موضوع الحكم والولاية لم تكن من الكفّار والملحدين في مواجهة المشروع الإلهيّ والقادة الإلهيّين، وإنّما كانت بالدرجة الأولى من السطحيّين والسذَّج الّذين يُمكن خداعهم بسهولة، وكذلك مع المتلوّنين المذبذبين الّذين لا يستقرّون على حال ولا يثبتون على رأي، وإنّما هم مع كلّ ناعق ينعقون ومع كلّ ريح يميلون.
وأخطر ما واجهه الإمام عليّ عليه السلام وشكّل مشكلة كبرى له؛ هم المنافقون الّذين اتّخذوا الإسلام رداءً والقرآن شعاراً خداعاً للمؤمنين وكيداً لأولياء الله.
وساعدهم على ذلك أنّ الناس كانوا تحت تأثير ضوضاء الصراعات والحروب الدائرة على خلفيّة الإمارة والولاية، وفي أجواء الانخداع بتجربة السابقين في الحكم والخلافة، وقد ملأت أسماعهم كلمات وخطب مدّعي المكانة والمقام والقداسة في الإسلام فأصبحوا عليه أوصياء، وإلى الحقّ فيه بنظر الناس أدلّاء، حتّى انخدع بعض من كان في صفّ الإمام عليه السلام فتساءل: أيُعقل أنْ يكون هؤلاء وفيهم من فيهم على باطل ليأتي ردّ الإمام عليّ عليه السلام: "لا يُعرف الحقّ بالرجال ولكنْ إعرف الحقّ تعرف أهله".
قيل إنّ الحارث بن حوط أتاه فقال: أتراني أظنّ أصحاب الجمل كانوا على ضلالة؟ فقال عليه السلام: "يا حارث إنّك نظرت تحتك ولم تنظر فوقك فحرت! إنّك لم تعرف الحقّ لتعرف من أتاه ولم تعرف الباطل فتعرف من أتاه" [٢].
أهداف الإمام عليّ عليه السلام من الحكومة
يُمكن تلخيص أهداف الحكومة بنظر الإمام عليّ عليه السلام كما ذكرها هو في قوله لابن عبّاس عندما دخل عليه بذي قار وهو يخصف نعله فقال له عليه السلام: "ما قيمة هذه النعل؟ فقال: لا قيمة لها! فقال عليه السلام. والله لهي أحبّ إليّ من إمرتكم، إلّا أنْ أُقيم حقّاً، أو أدفع باطلاً" [٣].
فلا هدف عنده إلّا إحقاق الحقّ ودفع الباطل.
وإليك هذه النصوص الّتي تُجمل هذه الأهداف.
يقول عليه السلام: "اللّهمّ إنّك تعلم أنّه لم يكن الّذي كان منّا منافسة في سلطان، ولا التماس شي‏ء من فضول الحطام، ولكنْ لنردّ المعالم من دينك، ونُظهر الإصلاح في بلادك فيأمن المظلومون من عبادك وتُقام المعطّلة من حدودك" [٤].
ويقول في موضع آخر:
"وإنّي إلى لقاء الله لمشتاق وحسن ثوابه لمنتظر راج، ولكنّني آسى أنْ يلي أمر هذه الأمّة سفهاؤها وفجّارها، فيتّخذوا مال الله دولاً وعباده خولاً [٥] والصالحين حرْباً والفاسقين حزباً فإنّ منهم الّذي قد شرب فيكم الحرام وجُلِدَ حدّاً في الإسلام [٦] وإنّ منهم من لم يُسلم حتّى رضخت له على الإسلام الرضائخ [٧] فلولا ذلك ما أكثرت تأليبكم وتأنيبكم وجمعكم وتحريضكم ولتركتكم إذ أبيتم وونيتم" [٨].
فأهدافه هي:
١ - إنّ الحكومة كمنصبٍ وجاهٍ دنيويّ ليست غرضاً ولا تستحقّ أنْ تكون غاية وهدفاً، والنعل البالية أفضل منها ما لم يترتّب عليها إقامة الحقّ وإزهاق الباطل. ولذا نفى أنْ يكون طلب الحكم هو لأجل تحصيل السلطة وطلباً للدنيا "لم يكن الّذي كان منّا منافسة في سلطان ولا التماسَ شي‏ء من فضول الحطام".
لأنّه بنظر الإمام - النابع من عمق الإسلام - الحاكم أمين على إجراء الحكم والعدل وليس مالكاً له فهو يوصي بعض ولاته فيقول: "وإنّ عملك ليس لك بطعمة ولكنّه في عنقك أمانة وأنت مسترعى من فوقك، ليس لك أن تفتات [٩] في رعيّة، ولا تُخاطر إلّا بوثيقة" [١٠].
٢ - نصرة المظلومين واستنقاذهم من أيدي الظالمين وعدم السكوت على ظلم الظالمين "وما أخذ الله على العلماء أنْ لا يقارّوا على كظّة ظالم ولا سغب مظلوم".
٣ - حراسة أمن الناس: "فيأمن المظلومون من عبادك".
٤ - إقامة الحدود على الظالمين: "وتُقام المعطَّلة من حدودك".
٥ - حراسة حدود الدين ومواجهة أهل البدع: "ولكنْ لنردّ المعالم من دينك... فأقام سنّة معلومة وأمات بدعة مجهولة".
٦- والهداية: "فاعلم أنّ أفضل عباد الله عند الله إمامٌ عادلٌ، هُدي وهَدى".
٧ - الإصلاح لما قد تراكم من اعوجاج وتأصّل من انحراف: "ونُظهر الإصلاح في بلادك...".
٨ - عدم إخلاء الساحة لذوي المطامع والفسّاق والوصوليّين لخطورتهم على الدين والأمّة، "ولكنّي آسى أنْ يلي أمر هذه الأمّة سفهاؤها وفجّارها...".
ويُمكن تلخيص هذا كلِّه بالقول إنّ الهدف هو إقامة العدل ومحق الباطل ومحو الظلم بكافّة أشكاله.

صفات الحاكم في نهج البلاغة
١- التقوى :
قال عليه السلام في صفة التقيّ: "قد ألزم نفسه العدل فكان أوّل عدله نفي الهوى عن نفسه" [١١].
٢- العدالة وترك الظلم:
وقد وصف النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: "سيرته القصد وسنّته الرشد وكلامه الفصل وحكمه العدل" [١٢] .
وقال عليه السلام: "وإنّ أفضل قرّة عين الولاة استقامة العدل في البلاد وظهور مودّة الرعيّة".
وقال عليه السلام: "بئس الزاد إلى المعاد العدوان على العباد" [١٣] .
٣- عدم الاستئثار والاستبداد :
من كتابه إلى عامله على آذربيجان:
"وليس لك أنْ تفتات [١٤] في رعيّة ولا تُخاطر إلّا بوثيقة".
٤- الرحمة والمحبّة للرعيّة :
وكتب إلى مالك الأشتر: "وأشعر قلبك الرحمة للرعيّة والمحبّة لهم، واللطف بهم، ولا تكوننّ عليهم سبعاً ضارياً تغتنم أكلهم فإنّهم صنفان: إمّا أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق".
٥- عدم التبجّح بالمناصب :
"ولا تقولنّ إنّي مؤمّر فأُطاع، فإنّ ذلك إدغال في القلب ومنهكة للدين وتقرّب من الغير" [١٥].
صفات من لا يصلح للولاية
يقول عليه السلام:
"وقد علمتم أنّه لا ينبغي أنْ يكون الوالي على الفروج والدماء والمغانم والأحكام وإمامة المسلمين:
أ - البخيل فتكون في أموالهم نهمته.
ب - ولا الجاهل فيضلّهم بجهله.
ج - ولا الجافي فيقطعهم بجفائه.
د - ولا الحائف للدول فيتّخذ قوماً دون قوم.
هــ - ولا المرتشي في الحكم فيذهب بالحقوق ويقف بها دون المقاطع.
و - ولا المعطّل للسُنّة فيُهلك الأمّة" [١٦].

الدرس السابع (الجهاد في نهج البلاغة)
أهداف الدرس
١- أنْ يتعرَّف الطالب إلى سيرة الإمام عليّ عليه السلام في الجهاد.
٢- أنْ يتعرَّف إلى فكر الإمام عليّ عليه السلام الجهاديّ.
٣- أنْ يتبيّن خصائص وصفات القائد الجهاديّ.
٤- أنْ يستظهر صفات المقاتل.
تمهيد
الجهاد ركن أساس في بناء الدولة الإسلاميّة، ومن الأسباب والعوامل المهمّة الّتي قويَ بها الإسلام، وانتشر بها أمره في العالم بأسره من خلال الغزوات والحروب الّتي قام بها النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، حيث كان الجهاد في سبيل الله لأجل الدعوة إلى التوحيد وتأسيس الدولة الإسلاميّة في ظلِّ راية النبيّ الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم.
والجهاد في اللّغة مأخوذ إمّا من الجُهد (بالضمّ)، بمعنى الوسع والطاقة، وإمّا من الجَهد (بالفتح) بمعنى المشقّة. وقيل الجَهْد هو المشقّة والجُهد الطاقة، والجهاد هو المبالغة واستفراغ ما في الوسع والطاقة من قول أو فعل [١٧] .
وقال صاحب الجواهر الشيخ النجفيّ: الجهاد مأخوذ من الجَهْد - بالفتح - بمعنى التعب والمشقّة أو منه بالضمّ كذلك الوسع والطاقة [١٨] .
والجهاد في الشرع هو بذل النفس والمال لمحاربة المشركين أو الباغين على وجه مخصوص، أو بذل النفس والمال والوسع في سبيل إعلاء كلمة الإسلام وإقامة شعائر الإيمان. واهتمّ القرآن الكريم بالجهاد ضمن آياته الكريمة، حيث وردت الآيات الكثيرة الّتي تتضمّن الحديث عن مفهوم الجهاد وثوابه وأهمّيّته، وجهاد المسلمين مع الكفّار والمنافقين. قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ [١٩].
ومقتضى الجهاد وقدسيّته أن يتخلّى الإنسان عن ذاته ونفسه وماله وأهله وولده، ويبتعد عن كلّ القضايا الدنيويّة، ويتوجّه إلى رحاب الله وديار الإيمان. وقد قسّم الله تعالى المسلمين إلى فئتين:
فئة مجاهدة وأخرى قاعدة. وفضّل الأولى على الثانية بمراتب كبيرة، قال تعالى: ﴿لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ اللهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ علَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُـلاًّ وَعَدَ اللهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا﴾ [٢٠].

الإمام عليّ عليه السلام وقضايا الجهاد
يُشكِّل الفكر الجهاديّ للإمام عليّ عليه السلام أحد أهمّ وأبرز سمات شخصيّته القياديّة الّتي استوعبت جميع جوانب القيادة على المستوى الفكريّ والسياسيّ والعسكريّ والاجتماعيّ.. واكتسب الجهاد لوناً مُميّزاً وبُعداً خاصّاً عند الإمام عليه السلام حيث نجده ينظر إليه من منظار أوسع وأشمل ممّا نعرفه ونعلمه من خلال مصطلحات اللغويّين وكلماتهم. يقول عليه السلام: "الجهاد بابٌ من أبواب الجنّة فتحه الله لخاصّة أوليائه، وهو لباس التقوى ودرع الله الحصينة، وجُنَّتُه [٢١] الوثيقة..." [٢٢].
وهو عنده وسيلة من الوسائل الّتي تُقرّب الإنسان إلى الله ورسوله، يقول عليه السلام [٢٣] .
"إنّ أفضل ما توسَّل به المتوسّلون إلى الله سبحانه وتعالى الإيمان بالله ورسوله، والجهاد في سبيل الله، فإنّه ذروة الإسلام".
وعلى ضوء ما ورد من نصوص في نهج البلاغة نرى قضايا الجهاد تمحورت حول ما يلي:
١- أهداف الجهاد:
في طليعة أهداف الجهاد نشر التوحيد، وإعلاء كلمة الإسلام [٢٤]، والقضاء على الشرك، وإعزاز الدين، ونصرة الحقّ، وصلاح الأمّة، وعن هذا يقول عليه السلام "وفرض (الله) الجهادَ عِزّاً للإسلام" ، "إنّ الله فرض الجهاد وعظّمه وجعله نصره وناصره، والله ما صلحت دنيا ولا دين إلّا به" [٢٥].
٢- فضل الجهاد ومنزلته:
بيَّن الإمام عليّ عليه السلام فضل الجهاد وعظمته ومنزلته، وكونه السبيل المؤدّي للفوز برضوان الله تبارك وتعالى وجنّته ونعيمه، ومن ذلك ما ورد في خطبة الجهاد وفيها يقول عليه السلام: "أمّا بعد: فإنّ الجهاد بابٌ من أبواب الجنّة، فتَحهُ الله لخاصّة أوليائه، وهو لباسُ التقوى، ودرعُ الله الحصينة، وجُنَّتِه الوثيقة، فمن تركه رغبة عنه [٢٦] ألبسه الله ثوب الذلّ، وشمِلهُ البلاء، ودُيِّثَ [٢٧] بالصَّغار والقماءة [٢٨] .
وضُرِب على قلبه بالأسداد [٢٩]، وأُديل الحقُّ منه [٣٠] بتضييع الجهاد، وسيم الخسف [٣١]، ومُنِع النصف. [٣٢] ." [٣٣].
٣- أقسام الجهاد ومراتبه:
ينقسم الجهاد في المنظور الفقهيّ إلى قسمين:
الأوّل: الجهاد الابتدائيّ
وهو جهاد الغزو في سبيل الله، والعمل على نشر الإسلام.

وهذا القسم لا بُدَّ فيه من إذن الإمام المعصوم أو نائبه كما هو رأي الكثير من الفقهاء، يقول عليه السلام:"لا يخرج المسلم في الجهاد مع من لا يُؤمَن على الحكم، ولا يُنفِذُ في الفيء أمر الله عزّ وجلّ، فإنّه إنْ مات في ذلك المكان كان مُعيناً لعدوِّنا في حبس حقِّنا والإشاطة بدمائنا، وميتته ميتةٌ جاهليّة" [٣٤].

الثاني: الجهاد للدفاع عن الإسلام
وهو الدفاع عن بلاد المسلمين بالنفس والمال. وهذا الجهاد إنّما يكون عندما يدهم المسلمين عدد من الكفّار للاستيلاء على بلادهم أو أسرهم أو أخذ أموالهم أو حريمهم.. وهذا القسم لا يُشترط فيه إذن الإمام المعصوم عليه السلام ولا نائبه العامّ أو الخاصّ.. وهو واجب كفائيّ على كلّ من كان في دفاعه أدنى نفعٌ لصدِّ العدوان عن الإسلام وأهله، وهو المعبّر عنه في الروايات بالجهاد الأصغر. وقد قسّم الإمام عليّ عليه السلام الجهاد إلى عدّة أقسام بقوله: "الجهاد على أربع شُعب: على الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والصِّدق في المواطن،وشنآن الفاسقين.." [٣٥] .
وأمّا مراتب الجهاد، فقد جعلها عليه السلام على ثلاث مراتب بقوله: "أوّل ما تُغْلَبُون عليه من الجهاد الجهاد بأيديكم، ثُمّ بألسنتكم، ثُمّ بقلوبكم. فمن لم يعرف بقلبه معروفاً، ولم يُنكر مُنكراً، قُلِبَ فَجُعِل أعلاه أسفله، وأسفله أعلاه" [٣٦].
٤- شروط الجهاد:
الجهاد كغيره من العبادات في الإسلام الّتي تخضع لجملةٍ من الظروف والشروط الموضوعيّة الّتي يجب مُراعاتها لتحقيق النتيجة المطلوبة من أدائها، وقد أوضحها الإمام عليّ عليه السلام وبيّنها من خلال كلماته في نهج البلاغة، وبَيَّن متى يلجأ المسلمون إلى الجهاد والدفاع ومن هذه الشروط:
أ - أنْ يكون الجهاد لأجل هداية الناس، ودفع الأذى عن المسلمين وبلادهم، يقول عليه السلام: "فوالله ما دفعت الحرب يوماً إلّا وأنا أطمع أنْ تلحق بي طائفة فتهتدي بي، وتعشو إلى ضوئي، وذلك أحبُّ إليّ من أنْ أقتلها على ضلالها وإنْ كانت تبوء بإثمها" [٣٧].
ب - التوكّل والاعتماد على الله: قال عليه السلام: "فإنّا لم نكن نُقاتل فيما مضى بالكثرة، وإنّما كنّا نُقاتل بالنصر والمعونة" [٣٨].
ج - أنْ لا يكون هناك مجال لمعاهدة بين المسلمين وأعدائهم: يقول عليه السلام في عهده إلى مالك الأشتر: "ولا تدفعنَّ صُلحاً دعاك إليه عدوّك، لله فيه رضىً، فإنّ في الصُلح دَعَةً لجنودك، وراحةً في همومك، وأمناً لبلادك، ولكن الحَذَرَ من عدوِّك بعد صلحه.." [٣٩].
د - أن يكون تحت قيادة الإمام العادل: يقول عليه السلام: "يا كميل لا غزو إلّا مع إمامٍ عادل ولا نفل إلّا من إمامٍ فاضل.." [٤٠] .
خصائص وصفات القائد
القائد هو أحد أهمّ الأركان الأساس في الحرب، والمدير والمدبِّر لخطط الحرب وقيادة الجند، وعلى هذا لا بُدَّ أنْ يتمتّع بصفات عالية، ذكر الإمام عليه السلام بعضها في نهجه ومنها:
أ - الإيمان بالله:

فعندما ولّى الإمام عليه السلام مالك الأشتر على مصر، عهد إليه وإلى أهل مصر بقوله: "من عَبدِ الله عليّ أمير المؤمنين عليه السلام إلى القوم... أمّا بعد فقد بعثت إليكم عبداً من عباد الله لا ينام أيّام الخوف، ولا ينكل عن الأعداء ساعات الرّوع" [٤١].
ففي قوله عليه السلام: "عبداً من عباد الله" يُشير عليه السلام إلى أنّ الإيمان بالله هو أولى صفات القائد.
ب - الحكمة والحذر:

والقائد هو الّذي لا يُسرع عندما يلزم الإبطاء فيتهوّر، ولا يُبطئ عندما يلزم الإسراع فيتخلّف. وفي كتاب له عليه السلام إلى أميرين من أمراء جيشه: "أمّرت عليكما وعلى من في حيّزكما مالك بن الحارث الأشتر.. فإنّه ممّن لا يُخاف وهنه ولا سقطته ولا بطؤه عمّا الإسراع إليه أحزم، ولا إسراعه إلى ما البطيء عنه أمثل" [٤٢].
ج - المحبّة والرأفة بالجُند:

في كتابه للأشتر يقول عليه السلام: "ليكن آثر رؤوس جندك من واساهم في معونته، وأفضل عليهم من جِدَته بما يسعهم ويسع مَنْ وراءهم من خلوف أهليهم.. فإنّ عطفك عليهم يعطف قلوبهم عليك.." [٤٣]
د - الأصالة والسابقة الحسنة، وكذلك الكفاءة والشجاعة، والأخلاق:

في كتابه للأشتر يوصيه: "... ثُمّ ألصِق بذوي الأحساب وأهل البيوتات الصالحة والسوابق الحسنة، ثُمَّ أهل النجدة والشجاعة والسخاء والسماحة، فإنّهم جُماع من الكرم وشُعَب من العُرف..." [٤٤].
هـ - تفقّد المجاهدين: فعلى القائد أنْ يتفقّد أحوال الجُند ويُعاملهم معاملة الوالد لولده فيشملهم بعطفه وحنانه:

وهذا ما ورد أيضاً في رسالته للأشتر: "ثُمّ تفقُّد من أمورهم ما يتفقّد الوالدان من ولدهما ولا يتفاقمنَّ في نفسك شيء قوّيتهم به، ولا تُحقّرنّ لطفاً تعاهدتهم به وإنْ قلّ... ولا تدع تفقُّد لطيف أمورهم اتكالاً على جسيمها" [٤٥] .
و - أنْ يكون نصوحاً حليماً طاهراً: يقول عليه السلام في رسالته للأشتر:

"فولِّ من جنودك أنصحهم في نفسك لله ولرسوله ولإمامك، وأنقاهم جيباً، وأفضلهم حلماً، ممّن يُبطئ عن الغضب، ويستريح إلى العذر، ويرأف بالضعفاء، وينبو على الأقوياء" [٤٦].

صفات المقاتل
تتلخّص أهمّ الصفات الّتي يجب أنْ يتميّز بها المقاتل المسلم في كلام الإمام عليه السلام بما يلي:
أ - التوكّل على الله:

فالمجاهد في سبيل الله يخوض المعركة بمعنويّات مرتفعة، ويبيع نفسه لله، ويتوكّل عليه وحده، ففي كلام له عليه السلام يوم أعطى الراية لابنه محمّدٍ بن الحنفيّة في معركة الجمل يقول: "تزول الجبال ولا تَزُلْ! عضّ على ناجذك  [٤٧]، أعِرِ الله جمجمتك، تِد في الأرض قدمك... واعلم أنّ النصر من عند الله" [٤٨].
ب - الطاعة للقائد:

فهي من عوامل النصر والنجاح، ولذا يوصي عليه السلام الجند بقوله: "أمّا بعد فقد بعثت إليكم عبداً من عباد الله.. فاسمعوا له وأطيعوا أمره فيما طابق الحقّ.." [٤٩].
والطاعة هي من حقوق القائد على المقاتل، يقول عليه السلام: "ولي عليكم الطاعة وألّا تنكصوا عن دعوة، ولا تُفرِّطوا في صلاح، وأنْ تخوضوا الغمرات إلى الحقّ" [٥٠].
ج - الاندفاع وعدم التقاعس:

ففي كتاب له عليه السلام إلى أحد قادة جيشه يقول فيه: "فانهد بمن أطاعك إلى من عصاك، واستغنِ بمن انقاد معك عمّن تقاعس عنك" [٥١].
د - الإيمان بالهدف:

فالمُقاتِل المسلم يجب أنْ تتبلور في ذهنه أهداف الجهاد، وأن يحدِّد انتماءه وفقاً لخطّ القيادة، يقول عليه السلام: "اليمين والشمال مضلّة، والطريق الوسطى هي الجادّة، عليها باقي الكتب، وآثار النبوّة، ومنها منفذ السنّة وإليها مصير العاقبة" [٥٢].

---------------------------------------------------------------------------------
[١] . نهج البلاغة, الخطبة ٢٤٠.
[٢] . نهج البلاغة، ج٤، ص ٦٣.
[٣] . م. ن، ج ١، ص ٨٠، خ ٣٣.
[٤] . م. ن، ج٢، ص ١٤.
[٥] . عبيداً.
[٦] . ذكر العلامة المجلسيّ أنّه الوليد بن عقبة، وقيل عتبة بن أبي سفيان.
[٧] . أي العطايا، وقيل إنّه عمرو بن العاص.
[٨] . نهج البلاغة، ج٣، ص١٢٠، كتاب رقم ٦٢.
[٩] . أي تستبدّ.
[١٠] . شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد، ج١٤، ص ٣٣.
[١١] . نهج البلاغة، الخطبة ٨٧.
[١٢] . م. ن، الخطبة ٩٤.
[١٣] . م. ن، من عهده للأشتر، ج٣، ص ٩٣.
[١٤] . أي تستبدّ.
[١٥] . نهج البلاغة، من عهده لمالك الأشتر، ج٣، ص ١٥.
[١٦] . نهج البلاغة، ج٢، ص ١٤.
[١٧] . لسان العرب، ابن منظور، ج ٣، ص ١٣٤، مادّة جهد، بيروت، دار الفكر، ومجمع البحرين، ج٣، ص٣٠.
[١٨] . جواهر الكلام، النجفي، ج ٢١، ص ٣.
[١٩] . سورة الصف، الآيتان: ١٠ و ١١.
[٢٠] . سورة النساء، الآيتان: ٩٥، ٩٦.
[٢١] . الجُنّة: الوقاية.
[٢٢] . نهج البلاغة، الخطبة ٢٧.
[٢٣] . نهج البلاغة، ج٤، ص٥٥.
[٢٤] . شرح نهج البلاغة، ج١٩، ص ٨٨.
[٢٥] . وسائل الشيعة، الحر العاملي،ج ١١, ص٩، كتاب الجهاد.
[٢٦] . أي زهداً فيه.
[٢٧] . دُيِّث، من دَيَّثه، أي ذ لّه الله .
[٢٨] . القماءة، الصغار والذل.
[٢٩] . أي ذهاب العقل.
[٣٠] . أي صارت الدولة للحق بَدَلَه.
[٣١] . الخسف، هو الذل والمشقّة.
[٣٢] . النصف، العدل.
[٣٣] . نهج البلاغة، ج١، ص ٦٨.
[٣٤] . وسائل الشيعة، ج١١, ص٣٤, باب ٢, ح ٨.
[٣٥] . نهج البلاغة، الحكمة ٣١.
[٣٦] . م. ن، الحكمة ٣٧٥.
[٣٧] . م. ن، ج ١، ص ١٠٤.
[٣٨] . م. ن، الكتاب ١٤٦.
[٣٩] . نهج البلاغة، الرسالة ٥٣.
[٤٠] . وسائل الشيعة، ج ٢٧، ص ٣٠.
[٤١] . نهج البلاغة، الرسالة ٣٨.
[٤٢] . نهج البلاغة، ج ٣، ص ١٤.
[٤٣] . م. ن، ج٣، ص ١٤.
[٤٤] . م. ن.
[٤٥] . م. ن.
[٤٦] . م. ن.
[٤٧] . أقصى الأضراس.
[٤٨] . نهج البلاغة، الرسالة ٣٨.
[٤٩] . م. ن، الرسالة ٥.
[٥٠] . م. ن، الخطبة ٣٤.
[٥١] . م. ن، الرسالة ٥٣.
[٥٢] . بحار الأنوار، ج، ٩٧، ص ٥٧، ح١.

يتبع ...

****************************