الدرس الثامن (الحرب في نهج البلاغة)
أهداف الدرس
١- أن يتعرّف الطالب إلى أهميّة تطهير الساحة الداخليّة من المشاكل.
٢- أن يعرف الهدف من وراء الحرب والقتال.
٣- أن يستظهر فنون الحرب.
٤- أن يتبيّن أسباب النصر والهزيمة.
أيّهما أهم تطهير الداخل أم الفتوحات؟
عُرف عهد الخلفاء الّذين سبقوا الإمام عليه السلام في الحكم بعهد الفتوحات الإسلاميّة، بينما كانت فترة خلافة الإمام عليه السلام فترة حروب داخليّة وتطهير للبلاد من الناكثين والقاسطين والمارقين، فهل لهذا ميزة لغيره عليه؟
للإجابة نقول: إنّ الفتوحات ليست ضرورة من ضرورات وجود الدولة الإسلاميّة، بل هي تزيد في قوّتها وقدرتها، كما يقول المثل: زيادة الخير خير. أمّا إخماد نار الفتن الداخليّة فهو ضرورة هامّة يتوقّّف عليه بقاء الإسلام ودولته؛ لأنّ بقاء هذه الفتن إمّا أن يحرف الإسلام عن مساره الصحيح، أو يزرع العداوة والبغضاء في صفوف المسلمين، بحيث يُفني بعضهم بعضاً، فينعدم وجود الإسلام.
لهذا نرى الإمام علي عليه السلام توقّّف عن الفتوحات الخارجيّة في عهد خلافته، وآثر القضاء على المنحرفين والشاذّين، من الناكثين والقاسطين والمارقين.
فحارب طلحة والزبير اللذين نكثا البيعة بعد تأكيدها، وحارب معاوية وأتباعه دعاة الانقسام والانفصاليّة، ثُمَّ حارب الخوارج الّذين أعطوا الحقّ في تطبيق أحكام الإسلام لكلّ جماعة من الناس، دونما حاجة إلى رئيس يقود الناس، أو سلطة مركزيّة مسؤولة، بدعوى "لا حكم إلا لله".
والسؤال الّذي يُطرح على كلّ ذي لبّ، هو كيف يُمكن تطهير الخارج وتحريره إذا كان الداخل محْتلًّا ومتشتّتاً ومتفكّكاً، بسبب فتن هنا وأخرى هناك؟ خاصّة بعد إرث خطير ورثه أمير المؤمنين عليه السلام ممّن سبقه في قيادة المسلمين وساس الناس بسياسات ليست في محلّها، فقرّب البعيد وبعّد القريب، ما جعل جسم الدولة مريضاً، وبحاجة إلى كَيَ ودواء، ولم يكن له غير الإمام عليّ عليه السلام معالجاً وطبيباً.
تفادي القتال وعدم البدء به
كان الإمام عليّ عليه السلام وهو الّذي لم ينهزم في معركة قطّ، لا يبدأ القتال حتّى يدعو خصومه إلى الحقّ، ويُقيم الحجّة عليهم، ويذكّرهم بآيات الله، فإن أبوا بعد ذلك، تباطأ عنهم حتّى يبدؤوه بالقتال. فعل ذلك مع أصحاب الجمل وأهل صفّين وأصحاب النهروان, رغبةً في إطفاء الفتنة وتجنّب الدماء وطلباً للهداية والألفة والسلام.
فمن كلام له عليه السلام وقد استبطأ أصحابه إذنه لهم في القتال بصفّين: "أمّا قولكم أكلّ ذلك كراهيّة الموت، فوالله ما أُبالي أدخلت إلى الموت أو خرج الموت إليّ. وأمّا قولكم شكّاً في أهل الشام، فوالله ما دفعت الحرب يوماً إلّا وأنا أطمع أن تلحق بي طائفة فتهتدي بي وتعشو إلى ضوئي [١]، وذلك أحبّ إليّ من أن أقتلها على ضلالها وإن كانت تبوء بآثامها" [٢] .
وسبب هذا الكلام أنّ أمير المؤمنين عليه السلام بعد ما ملك الماء على أصحاب معاوية بعد أن كانوا قد منعوه وأصحابه من الماء ساهمهم فيه رجاء أن يعطفوا إليه، ولزوماً للخُلُق وحسن السيرة، فقال له أصحابه: امنعهم الماء يا أميرالمؤمنين ، كما منعوك ، ولا تسقهم منه قطرة، واقتلهم بسيوف العطش ، وخذهم قبضاً بالأيدي فلا حاجة لك إلى الحرب. فقال عليه السلام: "لا والله ، لا أُكافئهم بمثل فِعلهم ، أفسحوا لهم عن بعض الشريعة، ففي حدّ السيف ما يُغني عن ذلك" [٣].
ولنعم ما قال الشاعر:
ملكنا فكان العفو منّا سجيّة ***** فلمّا ملكتم سال بالدم أبطح
فحسبكم هذا التفاوت بيننا ***** وكلّ إناء بالّذي فيه ينضح
ومكث أيّاما لا يُرسل إلى معاوية ولا يأتيه منه شيء، واستبطأ الناس إذنه في قتال أهل الشام. واختلفوا في سبب التريّث فقال بعضهم كراهة الموت، وقال بعضهم الشكّ في جواز قتال أهل الشام، فأجابهم: أمّا الموت لم يكن ليبالى به، وأمّا الشك فلا موضع له، وإنّما يرجو بدفع الحرب أن يتجاوزوا إليه بلا قتال فإنّ ذلك أحبّ إليه من قتالهم وقتلهم، وإن كان الإثم عليهم.
تبرير قتال المنحرفين
يقول عليه السلام: "ولقد ضربت أنف هذا الأمر وعينه. وقلّبت ظهره وبطنه، فلم أر لي إلّا القتال أو الكفر (بما جاء به محمّد صلى الله عليه وآله وسلم)" [٤].
إنّ السبب الواضح الّذي على أساسه يتوجّه الإمام عليه السلام في تحرّكاته وسكناته، هو رضى الله عزّ وجلّ وطلب الحقّ، فهو لا يتحرّك لأجل باطل أو ظلم، بل لمحو الباطل ودفع الظلم.
ولذلك لمّا رأى أمير المؤمنين عليه السلام من هؤلاء الغدر والخيانة، والانقلاب على الإسلام وعلى خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ومخالفة القرآن وإماتة السنّة وإحياء البدعة، قام عليه السلام لمواجهتهم وحربهم، بعد أن أعذر بالنصح لهم وآيس من هدايتهم.
فنون الحرب في نهج البلاغة
علوم الحرب وفنونها وأساليبها من الأمور الّتي ينبغي أنْ تكون ضمن أولويّات اهتمام القائد والمقاتل، فللحرب قوانين وأساليب ينبغي الالتفات إليها لضمان عوامل النصر.
والإمام عليّ عليه السلام صاحب الخبرة الواسعة في ميادين القتال، والحكيم في إدارة شؤونها، قدّم لنا زاداً كاملاً في هذا المجال، نلمسه من خلال تسليط الضوء على بعض المعطيات الّتي عاشها الإمام عليّ عليه السلام كقائد عسكريّ وهي:
أ - تشكيل القوّات المسلّحة وأهدافها:
فقد سعى الإمام عليّ عليه السلام منذ تولّيه الحكم إلى تنظيم القوّات المسلّحة للدولة الإسلاميّة، وتشكيل قوّة ضاربة تتصدّى للظلم والتعدّي، وتحول دون الطغاة وجورهم.
وكانت هذه البادرة خطوة مهمّة منه، بعد أنْ عاش جزء كبير من المسلمين فترةً من الرخاء والتقاعد والتقاعس عن القتال حيث اشتغلوا بأمورهم الدنيويّة، ونسوا أمر الجهاد في سبيل الله ونصرة الدِّين.
وشكّل الإمام عليه السلام قوّة مسلّحة خاصّة عُرِفت بـ"شرطة الخميس"، وذلك أثناء تسلّمه لزمام الحكم. والشرطة عبارة عن فئة من خيار أعوان الولاة تُجنّد للمحافظة على أمن الرعيّة. وهم يُشكّلون أوّل كتيبة تشهد الحرب وتتهيّأ للموت. وقيل في سبب تسميتهم بـ"الشرطة" أنّهم شرطوا مع الحكومة أن يكونوا مهيّئين للدفاع تجاه العدو، وقال ابن الأثير: يُقال لهذا الجيش "الخميس" لأنّه كان خمس فرق، وهي المقدّمة والقلب والميمنة والميسرة والساقة [٥].
ويستفاد من سيرة الإمام عليه السلام أنّ شرطة الخميس أوّل كتيبة مسلّحة تشهد الحرب وهم خيار جند السلطان ونخبة أصحابه، وهم أمراء الجيش [٦].
وأمّا الأهداف والأسباب الّتي دفعت الإمام عليه السلام إلى تشكيل وتنظيم القوّات المسلّحة في الدولة الإسلاميّة فنبيّنها من خلال قوله عليه السلام: "فالجنود بإذن الله حصون الرعية، وزين الولاة، وعزّ الدين، وسُبُل الأمن، وليس تقدّم الرعية إلّا بهم" [٧].
ونستخلص من كلام الإمام عليه السلام هذا، عدّة دوافع لإنشاء الجيش، وهي:
١ - حماية الرسالة وتنامي قدرتها.
٢ - حماية المسلمين وحراستهم.
٣ - عون القائد ومرآة إدارته في البلاد.
٤ - حراسة الدولة وضمان أمنها.
أسباب الهزيمة في المعركة
ومن خطبة له عليه السلام وقد تواترت عليه الأخبار باستيلاء أصحاب معاوية على البلاد، وقد قدم عليه عاملاه على اليمن وهما عبيد الله بن العباس وسعيد بن نمران لمّا غلب عليها بسر بن أبي أرطأة، فقام عليه السلام إلى المنبر، ضجِراً بتثاقل أصحابه عن الجهاد ومخالفتهم له في الرأي، قائلاً: "أُنبئت بسراً قد اطّلع اليمن، وإنّي والله لأظنّ أنّ هؤلاء القوم سيدالون [٨] منكم باجتماعهم على باطلهم وتفرّقكم عن حقّكم. وبمعصيتكم إمامكم في الحقّ وطاعتهم إمامهم في الباطل، وبأدائهم الأمانة إلى صاحبهم وخيانتكم. وبصلاحهم في بلادهم وفسادكم. فلو ائتمنت أحدكم على قعب [٩] لخشيت أن يذهب بعِلَاقته [١٠] " [١١] .
يُروى أنّ معاوية سيّر بسر بن أبي أرطأة إلى الحجاز بعسكر كثيف فأراق دماء غزيرة واستكره الناس على البيعة لمعاوية، ثُمَّ توجّه والياً على اليمن فتغلّب عليها وانتزعها من عبيد الله بن العباس وفرّ عبيد الله ناجياً من شرّه فأتى بِسرٌ بيته فوجد له ولدين صبيّين فذبحهما وباء بإثمهما.
وهذه صورة من صور الإجرام الأمويّ بحقّ الإسلام والمسلمين، ولمّا وصل عبيد الله إلى أمير المؤمنين عليه السلام وأخبره بما جرى كانت منه هذه الكلمات، وقد ذكر فيها عليه السلام عدّة أسباب للهزيمة، وهي:
١ - اجتماعهم على باطلهم وتفرّقكم عن حقّكم: فمسألة اجتماع الأمّة تحت راية واحدة وعقيدة صادقة وتوجّه مستقيم لا زيغ فيه ولا انحراف، هو طريق النصر. والتخاذل عن ذلك سبب أساس في الهزيمة، والمسألة تقع في الاجتماع والفرقة، فحتّى لو اجتمعوا على الباطل وكان المؤمنون مجتمعون على الحقّ قبالهم كان النصر للمؤمنين لا محالة، ولكن لو أنّ الحقّّ معنا ونحن متفرّقون عنه وأعداؤنا مجتمعون على باطلهم، فكيف يُمكن أن ننتصر؟
٢ - وبمعصيتكم إمامكم في الحقّ وطاعتهم إمامهم في الباطل: وهنا إشارة هامّة إلى ضرورة الالتزام بالتكليف الّذي يكون التخلّي والتخاذل فيه سبباً للهزيمة النكراء، وهذا ما يُثير العجب إذ كيف يجتمع أولئك على طاعة أميرظالم ويتفرّق من يدّعون الإيمان عن إمام الحقّ وخليفة المسلمين الشرعيّ، هذا التخلّف عن الطاعة لا شكّ أنّه سيشقّ عصا الأمّة وسيجعلها عرضة لكلّ طامع.
٣ - وبأدائهم الأمانة إلى صاحبهم وخيانتكم: وهذا يؤشّر إلى مشكلة تربويّة في هؤلاء، إذ حتّى الأمانة لا يحفظوها بحقّ إمامهم، فكيف لا تُنتهك أعراضهم وتُحتلّ أرضهم.
٤ - وبصلاحهم في بلادهم وفسادكم: إنّ كلّ دولة قويّة لا بُدَّ فيها من شعب واع ومنظّم ومنتظم ومستقيم لا يُخالف قوانين البلاد، ولا يُفسد فيها، فإن كان هذا الشعب فاسداً، مريضاً، ونظامه متهالكاً، كيف يُؤمل أن يكون النصر له على أعدائه؟! خاصّة إذا كان ذاك العدوّ يُحافظ على صلاح بلاده وعمرانها..
٥- وفي خطبة الجهاد يقول عليه السلام: "أمّا بعد فإنّ الجهاد باب من أبواب الجنة فتحه الله لخاصّة أوليائه، وهو لباس التقوى ودرع الله الحصينة وجُنّته الوثيقة. فمن تركه رغبة عنه ألبسه الله ثوب الذلّ وشملَه البلاء..." [١٢].
فمن تركه رغبة عنه (أي الجهاد) ألبسه الله ثوب الذلّ: لا شكّ أنّ ترك الجهاد رغبة في الدنيا والبقاء فيها، سيكون سبباً في الضعف والضعة والاستكانة، ومعونةً للظالمين على ظلمهم، فالتارك للجهاد الواجب عليه المتخاذل عن نصرة الإسلام والمسلمين، سبب في الهزيمة والذلّ، لذلك يقول الإمام عليه السلام في نفس الخطبة: "فوالله ما غُزي قوم قطّ في عُقر دارهم إلّا ذلّوا".
٦- يقول عليه السلام: "فإنّ الله سبحانه لم يلعن القرن الماضي بين أيديكم إلّا لتركهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" [١٣] .
ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: فترك هذه الفريضة سبب في اللعن والطرد من الرحمة الإلهيّة وسبب في الحرمان من العزّة والنصر، فمن أراد العزّة فللّه العزّة جميعاً، وهي لا تكون بدون التزامٍ بأوامر الله ونواهيه والدعوة إلى سبيله.
أسباب النصر
للنصر أسباب متعدّدة، وهي إضافة إلى ترك أسباب الهزيمة كثيرة، نذكر منها ما ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام في نهج البلاغة حيث يُشير إليها بالنقاط التالية:
١ - الاستعداد والجهوزيّة:
يقول تعالى: ﴿ وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ﴾ [١٤] .
ويقول عليه السلام: "فخذوا للحرب أهبّتها، وأعدّوا لها عدّتها. فقد شبّ لظاها وعلا سناها" [١٥].
٢ - الصبر:
ويقول عليه السلام: "واستشعروا الصبر فإنّه أدعى إلى النصر" [١٦]، يقول تعالى ﴿وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ﴾ لا شكّ أن النصر من علائم البشرى، وهو إحدى الحسنَيين، فلا يكون إلّا بالصبر.
٣ - الشجاعة والثبات:
من كلام له عليه السلام لابنه محمّد بن الحنفيّة لمّا أعطاه الراية يوم الجمل، قال: "تزول الجبال ولا تزل. عضّ على ناجذك. أعر الله جمجمتك. تِدّ في الأرض قدمك [١٧] . إرم ببصرك أقصى القوم. وغضّ بصرك" [١٨] .
في كلّ هذه العبارات من الإمام عليه السلام إشارات لطيفة إلى عدّة أمور لا بُدَّ من توفّرها في المجاهد، أوّلها الثبات وقوّة العزم، وهي تظهر في المقاتل عندما يشتدّ غضبه على عدوّه فيعضّ على أضراسه، وثانيها أن يكون العمل لله وفي سبيله وتعبير الإمام عليه السلام غاية في الدقّة فهو قال أعر الله جمجمتك أي سلّم نفسك وروحك لله وكن طالباً للشهادة غير خائف ولا وجل من لهوات الحرب لأنّك لله وبالله تنتصر. أمّا قوله عليه السلام: "ارم ببصرك" وقوله: "غضّ بصرك"، لأنّه في الأولى أمره أن يفتح عينه ويرفع طرفه، ويُحدّق إلى أقاصي القوم ببصره، فعل الشجاع المقدام غير المكترث ولا المبالي، لأنّ الجبان تضعف نفسه ويخفق قلبه فيقصر بصره ولا يرتفع طرفه، ولا يمتدّ عنقه، ويكون ناكس الرأس، غضيض الطرف. وفي الثانية أمره أن يغضّ بصره عن بريق سيوفهم ولمعان دروعهم، لئلّا يبرق بصره، ويُدهش ويستشعر خوفاً.
٤ - النصر من الله:
يقول عليه السلام لابنه محمّد: "واعلم أنّ النصر من عند الله سبحانه" [١٩] ، يقول تعالى: ﴿إِن تَنصُرُوا اللهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾ [٢٠] و ﴿كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللهِ﴾ [٢١] ، وغير ذلك من الآيات يُشير إلى أنّ النصر من الله والعزّة من الله، ومن نصر الله تعالى فلا شكّ أنّ الله ناصره ومثبّته ومعينه.
٥- عدم الخوف من الموت والقتل:
من وصايا الإمام عليه السلام في بعض أيّام صفّين للمقاتلين معه يحثّهم على المشي إلى الموت وعدم الفرار من الزحف رغبة في الحياة، يقول عليه السلام: "وطيبوا عن أنفسكم نفساً، وامشوا إلى الموت مشياً سجحاً [٢٢] , [٢٣]، ويقول عليه السلام: " إنّ الموت طالبٌ حثيث لا يفوته المقيم ولا يُعجزه الهارب. إنّ أكرم الموت القتل. والّذي نفس ابن أبي طالب بيده لألف ضربة بالسيف أهون عَليّ من ميتة على الفراش" [٢٤].
٦- معونة الإخوان في المعركة:
يقول عليه السلام: " أيّ امرئ منكم أحسّ من نفسه رباطة جأش عند اللقاء، ورأى من أحد من إخوانه فشلاً فليذبّ عن أخيه بفضل نجدته الّتي فُضّل بها عليه كما يذبّ عن نفسه. فلو شاء الله لجعله مثله" [٢٥].
-------------------------------------------------------------------
[١] . تعشو إلى ضوئه: تستدل عليه وإن كان ببصر ضعيف في ظلام الفتن فتهتدي إليه.
[٢] . نهج البلاغة، ج١، ص١٠٤.
[٣] . شرح نهج البلاغة، بن أبي الحديد، ج١، ص٢٤.
[٤] . نهج البلاغة، ج١، ص٩٤.
[٥] . البداية والنهاية، ابن الأثير، ج ٢، ص ٧٩.
[٦] . شرح أصول الكافي، المازندراني، ج ٦، ص ٢٨٦.
[٧] . نهج البلاغة، الرسالة ٥٣.
[٨] . أي ستكون لهم الدولة بدلكم.
[٩] . قدح.
[١٠] . أي ما يُعلّق به.
[١١] . نهج البلاغة, ج ١, ص ٦٣- ٦٦.
[١٢] . نهج البلاغة, ج ١, ص ٦٧- ٦٨.
[١٣] . م. ن, ج ٢, ص ١٥٥- ١٥٦.
[١٤] . سورة الأنفال، الآية: ٦٠.
[١٥] . نهج البلاغة, ج ١, ص ٦٧.
[١٦] . م. ن.
[١٧] . أي كن ثابتاً لا تتزحزح
[١٨] . م. ن, ج ١, ص ٤٣- ٤٤.
[١٩] . نهج البلاغة, ج ١, ص ١٠٤.
[٢٠] . سورة محمد، الآية: ٧.
[٢١] . سورة البقرة، الآية: ٢٤٩.
[٢٢] . أي سهلاً.
[٢٣] . نهج البلاغة, ج ١, ص ١١٤- ١١٥.
[٢٤] . م. ن, ج ٢, ص ٢.
[٢٥] . م. ن, ج ٢, ص ٢.
يتبع .....