الشريف الرضي (قدس سره)

في براعه الاستهلال

بسم الله الرحمن الرحيم: اما عبد حمد الله الذى جعل الحمد ثمنا لنعمائه، ومعاذا من بلائه ووسيلا الى جنانه وسببا لزياده احسانه والصلاة على رسوله نبى الرحمه وامام الائمه وسراج الامه، المنتجب من طينه الكرم وسلاله المجد الاقدم ومغرس الفخار المعرق وفرع العلاء المثمر المورق وعلى اهل بيته مصابيح الظلم وعصم الامم ومنار الدين الواضحه ومثاقيل الفضل الراجحه صلى الله عليهم اجمعين صلاه تكون ازاء لفضلهم ومكافاه لعملهم وكفاء لطيب فرعهم واصلهم ما انار فجر ساطع وخوى نجم طالع.

في المقطع الاول من الخطبه يستهل الشريف الرضى نهج البلاغه بالحمد والصلاة على الرسول وآله، شان علماء عصره ولكنه ينفرد بسرد اسباب لكل منها:

الاول: الحمد لله وله اربعه اسباب يستدل على كل ذلك بالايات القرآنيه والسنه البنويه المطهره.

فالحمد لله يجب بسبب عقد اجتماعى بين الانسان وخالقه، فان نعماء الله تعالى في الانفس والافاق التى لا تعد والتى توثر في حياه الانسان بصوره مباشره اوغير مباشره لا بدله من ثمن ولا يمكن ان يعاد له اى شى ء سوى الحمد "وان تعدوا نعمه الله لا تحصوها".

والحمد لله سبب لعصمه اللانسان من البلاء والمكروه ومن لا يكون شاكرا حامدا يعيش في دوامه نفسيه "الا بذكر الله تطمئن القلوب".

والحمد لله وسيله يتوصل بها الفرد الى ما وعده الله سبحانه من الجنان بالعمل الصالح في الدنيا الفانيه.

والحمد بصفه عامه يكون سببا لزياده الاحسان، اذ الانسان عبد الاحسان و"هل جزآء الاحسان الا الاحسان".

الثانى: الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وآله ويذكر له سبعه اسباب مستقاه من الروايات.

فرسول الله صلى الله عليه وآله نبى الرحمه "وما ارسلناك الا رحمه للعالمين" فرحمته عامه للبشريه، حيث جاء بشريعه صمنت العداله في المجتمع.

والرسول صلى الله عليه وآله امام الائمة، فهوخاتم الانبياء والمرسلين بشر بالاسلام هدى ورحمة وبعث بمكارم الاخلاق وكمال الدين "اليوم اكملت لكم دينكم".

والرسول صلى الله عليه وآله سراج الامة والامة بدون سنة الرسول تكون في ظلمة لا تهتدى الى مسيرها ولا تعرف مصيرها، فهوالسراج الوهاج.

والرسول صلى الله عليه وآله انحدر من سلالة الكرم، فهوالمصطفى من خلقه لتحمل الرسالة.

والرسول صلى الله عليه وآله سلاله المجد الاقدم وهوالمنحدر من اصل كريم ووارث المجد من ابيه ابراهيم.

والرسول صلى الله عليه وآله مغرس الفخار المعرق، فكما ان الرسول ورث المجد فانه صلى الله عليه وآله اورثه بغرس ذلك الفخر الاصيل في الاجيال القادمة.

والرسول صلى الله عليه وآله فرع العلاء المثمر المورق، فهو في سلسلة البنون فرع الاباء والحنفاء وعطاوه لم يتوقف على مقطع زمنى خاص، بل هوالعلاء والعطاء المستمر في الثمر والمورق ابد الدهر.

الثالث: الصلاة على اهل بيت النبي ويذكر لذلك اربعة اسباب: فاهل بيت النبي عليهم السلام مصابيح الظلم، لانهم ورثوا النور من جدهم الذي كان سراجا وهاجا، فور ثورا نوره الذى جعلهم مصابيح للهداية في الظلمات.

واهل بيت النبي صلى الله عليه وآله عصم الامم وكل امه- على اختلاف مشاربها- لها عبره باهل بيت النبي في ما يعتصم به من الانحراف والتسمك بالحق.

واهل بيت النبي صلى الله عليه وآله منار الدين الواضحه، لانهم- بحكم وراثتهم لتراث النى صلى الله عليه وآله- اعلام تنير الطريق الى سنه الرسول صلى الله عليه وآله.

واهل بيت النبي صلى الله عليه وآله مثاقيل الفضل الراجحه، لان بهم يقاس الفضل، حيث انهم يجسدون حياه الرسول في حياتهم، فبهم يكون المقياس للتفضيل بين الحق والباطل.

ثم عقب الرشيف الرضى الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله واهل بيته عليهم السلام اجمعين ثلاثه اسباب للصلاه عليهم هى:

١ - ازاء لفضلهم، فان من لم يشكر المخلوق لم يشكر الخالق والفضل والعطاء المعنوى الذى قدمه اهل البيت عليهم السلام في حياتهم لابد وان يعادل بالفضل، وليس هناك فضل يعادل ذلك سوى الصلاة عليهم.

٢ - مكافاه لعملهم، فان دور اهل البيت عليهم السلام في المحافظه على تراث النبي صلى الله عليه وآله وسنته بالروايه والعمل على طريقته في ظروف معاكسة سياسيا واجتماعيا والتضحيه بالنفس والنفيس لا يكافئه شى ء سوى الصلاة عليهم.

٣ - كفاء لطيب فرعهم واصلهم، فانهم فرع النبوه واصلهم النبي صلى الله عليه وآله وهذا لا يمكن ان يدقر بثمن ان يعوض باى شى ء، بل هوجمال معنوى يفرض على الاذعان بان الاصل هوالنبي صلى الله عليه وآله والفرع عهم اهل بيته الوارثون تراثه والمحيون سنته يستحقون الصلاة الابديه، كلما انار فجر ساطع في النهار وخوى نجم طالع في الليل على مدى الدهور.