وقال (عليه السلام) : مَنْ عَظَّمَ صِغَارَ الْمَصَائِبِ ابْتَلاَهُ اللهُ بِكِبَارِهَا .                
وقال (عليه السلام): رُبَّ مَفْتُون بِحُسْنِ الْقَوْلِ فِيهِ.                
وقال (عليه السلام) : هَلَكَ فِي رَجُلاَنِ: مُحِبٌّ غَال ، وَمُبْغِضٌ قَال .                
وقال (عليه السلام): مَنْهُومَانِ لاَ يَشْبَعَانِ: طَالِبُ عِلْم، وَطَالِبُ دُنْيَا.                
وقال (عليه السلام): زُهْدُكَ فِي رَاغِب فِيكَ نُقْصَانُ حَظّ، وَرَغْبَتُكَ فِي زَاهِد فِيكَ ذُلُّ نَفْس.                
وقال (عليه السلام): مَا مَزَحَ امْرُؤٌ مَزْحَةً إِلاَّ مَجَّ مِنْ عَقْلِهِ مَجَّةً.                
وقال (عليه السلام): الْحِلْمُ وَالاَْنَاةُ تَوْأَمَانِ يُنْتِجُهُمَا عُلُوُّ الْهِمَّةِ.                

Search form

إرسال الی صدیق
ظواهر غريب اللفظ في (النهج) – الأول

د. عبد الكريم حسين السعداوي

حصرت كتب الغريب (علم الغريب) في مبحث الألفاظ , بقصد أو من دون قصد, لا يمكنني الجزم بذلك, ولقد حاول الباحث في (التمهيد) تبيان أنّ مبحث (علم الغريب) يتّسع ليشمل غريب التراكيب النحوية, والدلالية, والأسلوبية وهو ما سيبدو في البابين الثالث والرابع من هذا البحث.
وممّا ذكرنا أنّ هذه الكتب تشترك فيه, كونها لا تبيّن في غالب الأحيان الأسس التي عُدّت على وفقها الكلمة غريبة, أي أنّ المؤلـّف في الأغلب يكتفي بسرد الألفاظ, وبيان معانيها من دون ذكر أسسه التي اعتمدها في الحكم على هذه اللفظة أو تلك؛ بالغرابة , على حين استوعب التمهيد هذه الأسس.
ومن أهم ما تشترك فيه هذه المصنفات كونها لا تجمل الظواهر الناجمة عن هذه الألفاظ, ممّا لا يفيدنا في فهم أسلوب التأليف اللفظي والتركيبي في النصوص المستقراة منها, ألفاظ الغريب عندهم.
وأعني بظواهر الغريب ؛ السمات المتكررة في استعمال هذه الألفاظ الغريبة ضمن النصوص, فالألفاظ الغريبة في النصّ وإنّ كانت متغايرة إلّا أنّ سمات غرابتها قد تتشابه , بل لابدّ لها من التشابه , وإلّا؛ فإنّ مفهوم الغرابة سيتعدد بتعدد الألفاظ الغريبة.
وأمّا ما أعنيه بالسمات المتكررة في استعمال الألفاظ الغريبة, فقد قدّم التمهيد من أن اللفظة تكون غريبةً؛ إمّا بندرة الاستعمال وقلـّته, أو بغرابة المعنى الممنوح للفظة في الاستعمال , أو جدّة الاشتقاق بما لا يُعرف لمادة اللفظة , فإنّ صاحب اللفظة يلجأ إلى طرقٍ متعددة على أساسها ؛ يكون كُلُّ صنف من أصناف الألفاظ الغريبة هذه , وكلـّما تردّدت هذه الطرق في كلِّ صنفٍ أمكن عدُّ المتردد ظاهرةً بنفسها, ومن خلاله يمكنني ترسُّم ملامح أسلوب القائل.
وقد أمكن لي رَصْدَ ظواهر غريب اللفظ المفرد عبر ما ينوف على الألف والمئتين من ألفاظ الإمام علي (ع) في (نهج البلاغة) توزّعت على هذه الأصناف الثلاثة , كان أكبرها القسم الخاص بجدّة الاشتقاق , وهو القسم الثالث , ثم يليه القسم الخاص بالندرة وهو القسم الأول , واختصّ القسم الثاني , وهو؛ غرابة المعنى الممنوح للفظة بالاستعمال , بأصغر قدر , ذلك أنّ جدّة المعاني المضافة للألفاظ تتداخل بقدر كبير مع بحث التركيب, وبحث المعنى المجازي(١)[١], وهو ما خُصِّصَ له الفصل الثاني من هذا الباب و البابان الثالث, والرابع, من هذه الدراسة, فأخذوا كثيراً ممّا كان لا بدّ من أن يكون من نصيبه.
ومن خلال دراسة هذه الظواهر ينفرد هذا البحث في كونه كتاباً من كتب (الغريب) التي تشير إلى ألفاظه وتبيّنها , إلى جانب كونه دراسة لهذا (الغريب) وأسس تكوينه وملامحه , وبهذا يتسنى لنا معرفة الفائدة الوظيفية لاختيار اللفظ والتركيب وأثرهما في تحديد فصاحة النصّ , وطول باعه في البلاغة العربية وعظم قدره بين النصوص الأدبية.
اصطلح اللغويون القدامى مصطلحات عدّة على مدلول (الغريب) , وقد حاول قسمٌ من المتأخرين منهم أن يفصل بين هذه المصطلحات وإن أحسّ بتشابهها [٢], وَصُنِّفت كتب كثيرة في هذه التسميات انطلقوا ـ في تسمياتهم للمصطلح ـ من الأصل اللغوي الذي يدلُّ عليه ذلك المصطلح.
فكانت(نوادر أبي زيدالأنصاري) [٣] (ت/٢١٥هـ) و(غريب) و(مشكل) ابن قتيبة و( شوارد) الصغاني (ت/ ٦٥٠هـ) [٤], ومِن اللغويين مَن أفرد أبواباً سمّاها اللفظ (الحوشي) أو (الوحشي), أو( الغامض) أو غير ذلك.
وقد التبس مدلول هذه التسميات بمدلول (الغريب). فلو أتينا على مدلولي (النادر) و( الشاذّ) نجد قول صاحب الصحاح في مادّة (ندر): « نَدَر الشيء يندُر نُدوراً: سقط وشذَّ, ومنه النوادر...» [٥].
وجاء في (اللسان) عن (النوادر) قوله: « هي ما شذَّ وخرج عن الجمهور...» [٦] , وذكر الفيروزآبادي هذا المعنى أيضاً [٧].
فعلى هذا فإنّ الشاذَّ والنادر مصطلحان لمعنىً واحد , أمّا (الشوارد) فهي: جمع (شاردة), وهذه اللفظة تدور حول التفرّق , والطرد , والتفرّد , والشذوذ , ولهذا رأى (السيوطي) أنّ (الشوارد)؛ جمع (شاردة) وهي بمعنى (الحوشي) و(الغريب) , ومن أصل باب الشذوذ والنوادر [٨] .
وقد بيّن أبو الوفاء الهوريني أنّ «الشوارد: هي اللغات الحوشية الغريبة الشاذّة» [٩]. وقابل صاحب القاموس بها ؛ الفصيح , إذ قال: «مشتملاً على الفُصْح والشوارد» [١٠].
فلهذا نرى في كتب (غريب القرآن) و( الحديث) و( النوادر) و( غريب اللغة)؛ ألفاظاً متكررةً, نتج من ذلك إحالة بعض كتب (الغريب) في شرحها للمفردات على بعضها الآخر [١١] , لوجود الألفاظ نفسها.
ولمّا كان معيار اللغويين في تقسيم مراتب الألفاظ على أساس الكثرة والقلـّة والندرة, وأنّ الواحد (نادر) والثلاثة (قليل), فقد قسّمتُ الفصل بهذا المعيار ـ في التسمية  [١٢], فقط. والمبحث كلُّهُ نادر ـ فكان غريب (نادر) وغريب (شارد) , وغريب (حوشي) , وغريب (قليل) , وغريب بسبب (ضيق المجال الدلالي). وسأمثـّل لكلِّ نوعٍ منها بمثالٍ واحدٍ.
وقد تمّت مفردات غريب (نهج البلاغة) عندي في هذا الفصل ثلثمئة وأربع عشرة كلمة غريبة.
■ المبحث الأول؛ الغـريب النادر :
اهتمّ اللغويون القدماء في كتب (النوادر) بالمدلول المعنوي للفظة وكذلك المعنى الإجمالي في الشعر أو النثر. ففي هذه المصنّفات اندرجت ألفاظ نادرة, جاءت غرابتها من ندرتها التي يمكن تحديدها بما يحمله مدلول الندرة من قلـّة الاستعمال لا غير. فقد سقطت هذه المفردات من أخواتها وشذ ّت عنها بالمعنى الجديد, إذ لم يكن مألوفاً, فكانت نادرة في ذلك المعنى, فالغرابة هنا «قلـّة الاستعمال , والمراد قلـّة استعمالها لذلك المعنى لا لغيره» [١٣] .
غير أنّ هذه الألفاظ, جاءت غرابتها في لفظها قبل أن تكون في معناها, ولذلك وسمتُ هذا الفصل بـ(غريب في اللفظ), ولا نغفل تداخل الغرابة اللفظية مع الغرابة المعنوية, وقد تأتي غرابة معنوية في لفظٍ نادرٍ رقيق, وأعني بالرقيق؛ أن يكون لفظاً متيناً على عذوبته في الفم, ولُذاذته في السمع. ولندرته وضعته في هذا الفصل.
فكلمة (شَحْشَح) من الغريب النادر , فقد وردت في كلام الإمام علي في (النهج) , قالها حين انتهى إليه قوم من قيس, شباب بعد واقعة, فخطب خطيبهم, فقال أين أمراؤكم؟ فقال الخطيب: أُصِيبوا تحت نظار الجمل , ثم أخذ في خطبته, فقال الإمام: «هذا الخَطِيبُ الشَّحشَح» [١٤].
والخطيب هو: صعصة بن صوحان العبدي , وهذا القول قيّده وضبطه علماء (الغريب) في كتبهم إلى الإمام علي [١٥], وهو من نوادر(أبي زيد) [١٦].
وذكر هذا, الشريف الرضي, وجعله من كلام الإمام الغريب المحتاج إلى تفسير, فقال عن (الشَّحْشَح): «يريد الماهر بالخطبة الماضي فيها, وكلّ ماضٍ في كلام أو سير , فهو شَحْشَح , والشحشح في غير هذا الموضع: البخيل الممسك»  [١٧].
أقول إن؛ الأصل في (الشُّح) هو (البخل) , والحرص , وبهذا جاء قولهُ تعالى: ((فَإِذا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ))  [١٨], ومنه قول النبي الأعظم (ص) «إيّاكُم والشّحُّ» [١٩].

وفسّر ابن الأثير (الشحّ) في قوله: «الشّحُ أشدُّ البخل, وهو أبلغ في المنع من البُخل, وقيل هو البخل مع الحرص, وقيل البخل في أفراد الأمور وآحادها, والشّحّ؛ عام, وقيل البخل بالمال , والشّحّ بالمعروف»[٢٠] فاللفظة من (غريب القرآن) و من (حديث النبي), وقد استعملها الإمام بغير معنى (البخل), ولهذا درستها على أنّها من غريب حديث الإمام.
المعروف عند الصرفيين ـ في الأغلب ـ أنّ أي زيادة في المبنى , تكون زيادة في المعنى [٢١], من نحو (خشن , واخْشَوْشَن), و( عشب , واعْشَوْشَبَ), و(صرَّ, وصرصر) , ففي الأولى؛ زيادة في الخشونة , وفي الثانية زيادة في العشب , وفي الثالثة؛ تكثير لصوت الصرير.
فزيادة حرف الشين بين حائي (شَحَحَ) يقتضي زيادة معناها , فلابدّ لمعناها من أن يكون؛ أكثر في البخل بل أشدّه , وهذا ما ذهبتْ إليه المعاجم كلُّها, غير أنّ الإمام استعملها صفة للخطيب الماهر, الماضي في خطبته, وهذا هو المعنى النادر, الذي انتقل إليه من البخل, فهو كلام لم يَسبق إليه الإمامَ أحدٌ, وقد تداول هذا المعنى أصحاب المعاجم و أهل اللغة بعد ذلك , ودوّنوه وشرحوه بعد التدرّج من المعنى الأصلي ـ الذي هو البخل ـ إلى ما آلت إليه الكلمة واستقرت، فكان غريباً في بداية استعماله، ثم اشْتُهر بعد استحسانهِ.
فذكروا (الشَّح) مثلّثة [٢٢] , البخل، والحرصُ، شَحَحْتَ تَشُحُّ وتَشِحُّ، فهو شَحاحٌ، وشَحيحٌ وشَحْشَح، وشَحْشاح، والشَّحْشَحُ ؛ الفلاة الواسعة، والرجل الغيور، وهو الشَّحشاح، والسيّئ الخُلُق، والشجاع، والخطيب البليغ والمواظب على الشيء، ومن الغربان : الكثير الصوت، ومن الأرض، ما لا يسيلُ إلّا من مطر كثير  [٢٣]...
أورد ابن أبي الحديد معنى آخر لهذه المفردة، لم يذكره أصحاب المعاجم، ذلك هو:( الحاوي) قال: «والشحشح : الحاوي » [٢٤] ,ولا أرى دلالة لهذه المفردة بهذا المعنى, ولكنِّي أرى الدلالة المعنوية لها هي: (الحادي) وحصل فيها تحريف، ويشفع لي في هذا،قول ذي الرمّة :
 

«لَدُنْ غُدْوَةٌ حتـى إذا امتَدَّتِ الضَّحَـى ***** وَحَثَّ القِطينَ الشَّحشحانَ المُكَلَّفُ» [٢٥]

وهنا يعني ـ الشحشحان ـ الحادي وليس( الحاوي)، ولو أنّها كانت (الحاوي) ولم تُحَرّف، لَمَا خرجت دلالتها عن معنى الإتقان والسرعة، لأنّ (الحاوي) يحتاج إليها في عمله الذي يعرض فيه ألاعيبه وخدعه.
وذكر الزمخشري أنّ(الزنْد الشحاح) من المعاني المجازية [٢٦] ، ولا أوافقه على أنّ هذا معنى مجازي، لأنّ عدم إيراء الزند مأخوذ من القلـّة, أو من المنع، وهما المعنيان الأساسيان لهذه المادة.
وأخلص من هذا كلّه إلى أنّ الأصل في (شَحَحَ) هو القلّة والمَنْع والحرص, لكنّ التطور الدلالي اللغوي نقل هذا المعنى إلى ضده، وهو الوفرة والسعة، ثم انتقل إلى السرعة، فوصف القطا السريع بـ(الشحشح) [٢٧], ومنه أُخذت سرعة الخطيب، لأنّ الخطيب مواظب على خطبته، جادّ فيها، مؤثـِّر في كلماتها الفصيحة السامعين، لهذا أطلق الإمام عليه صفة (الشحشح).
وشبيه بما آلت إليه لفظة (الشحشح), لفظة (ذرّفتُ), وهي؛ من الألفاظ الرقيقة, ولستُ أعني بـ(الرّقة), أن يكون اللفظ ركيكاً سفسفاً, وإنَّما؛ هو اللطيف الرقيق الحاشية, الناعم الملمس, وقد وردت في قول الإمام: «هَا أنَذَا قَدْ ذَرَّفْتُ عَلى السِّتين» [٢٨] , فإنّ (ذرّفت) فُسرت بـ(زدتُ) قليلاً، ومعنى الزيادة لايشبه أصل الدلالة لـ(ذرف)،لأنّ أصل الدلالة هو (صبَّ دمعه, وسال) وعليه, ورد حديث الرسول الذي رواه العِرباض [٢٩], وهو المعنى الشائع في المعاجم العربية [٣٠] .
أما استعمال الإمام لهذه اللفظة بمعنى الزيادة، فإنّه من الغريب النادر بسبب عدم إلفة العرب لمعناه الجديد. وهي من نوادر أبي مسحل [٣١] ، وقد وردت في كتب( غريب) الحديث مقيّدة إلى الإمام لا إلى غيره [٣٢] .
ومثلها لفظة «صِغْوَكَ»، و«سَجِيس»، و«أحْلَسَ »،وكل مواد هذه المفردات وردت في كتب (النوادر) [٣٣] و(الغريب) [٣٤] .
■ المبحث الثاني؛ الغـريب الشارد :
مرّ بنا تعريف الشوارد في بداية الفصل, وهي الغرائب؛ التي لا تبلغ حدَّ الشذوذ، وإنّما هي: ألفاظ مفرّقة على معانٍ طريفةٍ أو غير مألوفة.
وعلى هذا تكون (الشوارد) أكثر وروداً من (الشواذ) و(النوادر), لكنّها لا تصل إلى الحد الذي يجعلها من القليـل ـ في مقياس القدامى ـ فهي إذن؛ تضمّ (النوادر) أسوة بالشواذّ؛ لأنّ (الشوارد) إنّما استعملها الإمام في زمانه, أوّل مرة في معنى جديد يغاير ما ألِفَه الناس قبله، ثم شاعت بعده وشُهر معناها الجديد، وكما قلنا في (التمهيد) هي: غريبة في وقتها ولم تكن مشهورة معروفة.
ومن هذه (الشوارد) التي استعملها الإمام بهذا المقياس لفظة (مُنْدَحِق) وانصراف المفردة إلى هذا المعنى الجديد هو : الذي يجعلها (شاردة) إليه من المعنى المألوف الذي تعارف الناس عليه.
ففي قوله (ع): «أَمَا إنّهُ سَيَظْهَرُ عَليكُم بَعْدِي رَجلٌ رَحْبُ البُلعُوم، مُندحِقُ البَطْنِ، يَأْكُلُ ما يَجِدُ، وَيَطْلُبُ ما لا يَجِدُ ...» [٣٥] .
وقد روى هذا الكلام جلّة من المؤلفين [٣٦], وقد أورد هذه المفردة أبو مسحل في(النوادر)، والزمخشري في (الفائق)، وابن الأثير في (النهاية) موثـّقةً إلى الإمام, وحتى بعض المعجميين [٣٧]. ومعنى الكلام هو: سيغلب عليكم بعدي رجل واسع البلعوم بارز البطن؛ أي : كبيرها.
فلفظة (مندحق) لفظة غريبة، ومادتها (دحق) من غريب حديث الرسول (ص) لكنّ الإمام استعملها في غير المعنى الذي جاء به حديث النبي ـ ولهذا درسته ضمن غريب حديث الإمام ـ ففي الحديث الشريف, نقل إلينا الزمخشري وابن الأثير حديث عرفة فقالا: «ما من يوم إبليس فيه أدْحرُ ولا أدْحقُ منهُ في يوم عرفة» [٣٨] , وفسّرا: (الدحق) بـ(الطّرْد والإبْعاد) وهو؛ الأصل في (الدَّحْق).
و(الدَّحق): الدَّفْع، وقد أدْحقه الله، أي : باعده عن كل خير،ورجل دحيق مُدحَق، مُنحَّى عن الخير والناس, وهذه صيغته (فعيل بمعنى مفعول)، ودحقت الرحم، إذا رَمَت بالماء ولم تقبله ـ والماء المقصود هنا، هو ماء الفحل الذي يلقيه في الرحم بعد الضراب، فتلفظه الرحم، وهي؛ حينئذ لا تُلقَّح ـ وقد تندفع الرحم نفسها عند الولادة, فتخرج إلى خارج جسد الناقة، فيعبرون عن هذا بأنّها رحم مُندحِقة، وأنّ الناقة (دحيق)، فهو من معنى الدَّفْع أيضاً  [٣٩] .
غير أنّ الإمام (ع) استعمل المفردة (مندحق) في معنى لم يكن متداولاً، ذلك هو الإتساع لأنّه بعيد عن معنى (الدفع) و(المنع)، فهو حين يقول (مندحق البطن) فإنه يعني؛ عِظَمَ بطن الرجل, واندلاقها إلى الأمام وانبعاجها إلى الجانبين، فالرجل إذن على هذاالوصف، منبعج البطن ممتلئها وكأن فيها اتساعاً من جهاتها كلّها لا من جهة واحدة كما يوحي به لفظ الدفع، وقد أورد لفظـة (مندحق) بمعنى الامتلاء؛ أبو مسحل الأعرابي في (نوادره) إذ قال: «ويُقال ملأتُ القربة، ووكَّتـُّها... وأدْحقتُها، وأدهقتُها بمعنى واحد» [٤٠].
ولعلّ ما ذكره المعجميون من ورود (الاندحاق) بمعنى (الامتلاء)، مأخوذٌ عن أبي مسحل الأعرابي, أمّا الأصل فهو استعمال؛ أمير المؤمنين إياه بهذا المعنى؛ لأنه (ع) سبقه.
وقد ارتضى ابن الأثير على أنّ (اندحاق البطن) مأخوذٌ من الاتساع فهو يقول : « وفي حديث علي؛ سيظهر بعدي عليكم رجل مند حق البطن، أي واسعها، كأنّ جوانبها قد بَعُد بعضها من بعض فاتسعت» [٤١] .
وهذا غير بعيد؛ لأنّ طبيعة خلق الإنسان تسمح باندلاق بطنه إلى الإمام أولاً, لا إلى الجانبين، كما يدعي ابن الأثير، وإن اتسعت من الجانبين فلا يعني اندلاقها أو دحوقها، لأنّ الذي يُلحظ أولاً ـ كما قلنا ـ هو اندلاق البطن إلى الأمام، وهو الذي يقبّح الصورة، وإن حصل اتساع في جانبي البطن، فلا يكون كبيراً، فهو أمّا أن يساوي ارتفاع أضلاع البطن، أو أن ينشز عليها قليلاً، فهو غير ملحوظ .فاتساع البطن ناتج من اندحاقها وانبعاجها معاً.
وأمثلة كلمة (مندحق), ما جاء في (شوارد الصغاني) من موادِّ مفردات وجدناها في (النهج) من نـحـو «اليَفَن» [٤٢] , و«القِرْفَة» [٤٣], و«الدَّعْس»  [٤٤], وهي في كتب (الغريب) [٤٥] , أيضاً, و(النوادر) [٤٦] , وغيرها.

■ المبحث الثالث؛ الغريب الحـوشي :
(الحوشي) وقد يُقلب اللفظ فيسمى (الوحشي)، وهو أحد أنماط (الغريب)، والوحشي ـ لاشكّ ـ منسوب إلى (الوحش). واللفظتان لا تتعديان معنى نفور الكلمة عن الذوق العام وقلـّة استعمالها.
والوحشي على قسمين, كما يقول ابن الأثير [٤٧], قسم؛ مستقبح غليظ، وهو ما أجمع العرب على استهجانه والنفور منه، وقسم حسن غير مستقبح، فهو؛ رقيق اللفظ متناسق المخارج، غير أنّه لا يستعمل في زماننا، وإنّما استعمله الأوّلون, فهو؛ وحشي عندنا وغير وحشي عند الأوّلين [٤٨] .
فالوحشي إذن، هو النافر القليل ـ كما قلنا ـ وهو رأي سبق إليه ابن الأثير ويؤيده بأنّك لو نظرت في الوحوش، وجدتَ بعضها قبيحاً، ووجدتَ كثيراً منها لطيف الصورة، أنيس المنظر [٤٩] .
وتسمية هذه الألفاظ بالوحشي في ما نظنّ مأخوذ من نظر الأصمعي (ت/٢١٣هـ) إلى الوحش، فهو يعدّ الغزال من الوحش، والأرنب كذلك [٥٠] ؛ وذلك لأنّ معنى التوحّش عنده، هو عدم الإلفة لبني البشر، فالغزال والأرنب كلاهما يهرب إذا رأى الإنسان خوفاً منه، وهذا المعنى ليس قائماً على الحسن والقبح.
فالوحشي الذي نريد دراسته هنا هو : الفصيح المستعمل في زمان دون آخر، ومن هذا, ما ورد في(النهج) من نحو لفظة (حدابير) في قول الإمام :«اللُّهُمَّ خَرَجْنا إليْكَ حينَ اعْتَكَرَتْ عَلينا حَدابِيرُ السِّنِينِ وأخَلَفَتنا مَخايلُ الجُوْدِ فَكُنْتَ الرَّجَاءَ للمُبْتَئِسِ، وَالبلاغَ للمُلتَمِسِ... » [٥١] .
قد قطعتُ هذا النصَّ من خطبة (الاستسقاء) برقم (١١٤). ومعنى هذا : اللهمّ إنّا خرجنا ندعوك حين ردفت علينا السنين المقْحِطة والجدبة بعضها بعضاً، فكلما رأينا برقاً أخلفنا ولم يمطر.
قيّدها الزمخشري وابن الأثير في (غريب الحديث) [٥٢] الذي أورداه, ووثـّقا نسبتها إلى الإمام، وشرح تفسيرها، وقيّدها المعجميون، ووثـّقوا نسبتها إلى الإمام أيضاً [٥٣].
توحّش هذه المفردة غير متأتٍ من قبيح تأليفها، فإنّ كلام الإمام منزّه عن ذلك  [٥٤] وإنّما غرابتها الشديدة ناتجة من زيادة حرف (الراء) على أصلها، لأنّ الأصل فيها (حدب), وإنّما زِيدت (الراء) لتخصيص هـذا (الأحدب) بالنَّشْز من الأرض، والأكمة التي هي أعلى من النَّشْز.
وقد أخذت العرب من هذه الدلالة صفة (الحدابير) للنوق التي هزلتْ, وانكشف فقارها بسبب ذوبان سنامها [٥٥]، فظهرها شبيه بالأكمة الجرداء. قال الكميت :
 

«رَدَّهُنَّ الهِـزالُ حُـــدْباً حـدابيــ ***** ــرَ وطيُّ الإكمام بَعْد الإكمــامِ» [٥٦]

فالجامع بين النوق وبين المعنى الأصلي هو (التحدّب) والقفر. ثم زاد الإمام في غرابة هذه المفردة حين أخذها للتعبير عن السنين الجدبة والمقحطة, لَمّا وصف تلك السنين بما هو صفة لظهور النوق المسنّة المهزولة، وإذا استمرت المقارنة بين النوق المهزولة والسنين المجدبة، فإنّنا نجد التشابه بين الإثنين؛ ناتج من قلـّة الماء الذي نتج عنه قلـّة الكلأ، ثم نتج عنه الهزال والجدب.
وهناك شبه في التعبير بين قول الإمام وبين قوله تعالى: ((يَعْلَمُ خائِنَةَ الأَعْيُنِ وَما تُخْفِي الصُّدُورُ )) [٥٧] الذي جعل فيه الوصف (خائنة) وهو مما يلزم تأخيره عن (الأعين).
نقول: جعل هذا الوصف مضافاً متقدّماً، وجعلت (الأعين) مضافاً إليه لغرض المبالغة.
فقول الإمام؛ (حدابير السنين)، أنه قدّم الوصف (حدابير) وأضافه إلى (السنين) للمبالغة في الجدْب والقحط لتلك السنين المترادفة بعضها ببعض .
وضع الرضي هذه اللفظة من غريب كلام الإمام المحتاج إلى تفسير, غير أنّه لم يتعدّ ـ في تفسير الحِدبار ـ معنى الناقة المهزولة، واستشهد لذلك ببيت ذي الرمة :
(حَـــدابيرُ مــا تَنْفَكُّ إلّا مَنَاخــةً عَلى الخَسْفِ أو نَرْمِي بِها بلداً قَفْرا)
ولم يذكر الشارح أي تعليق أو تفسير لـ (حدابير) [٥٨] . وكذلك المعجميون ممن سبق الرضي أو لحقه  [٥٩] .
وشبيه بـ(حدابير) في توحّشها الذي لا يصل حدَّ القبْح في (النهج) لفظة «مُثْعَنْجِر» [٦٠] و«المُنَبَعِق» [٦١] و«بَعَاع» [٦٢] وقد قيّدتها كتب (غريب الحديث) إلى الإمام لا لغيره [٦٣], وغير هذه الألفاظ...
■ المبحث الرابع؛ الغريب القليل :
أوّل الكلمات في مقياس الغرابة عند القدماء، هي: (النوادر)، و(الشوارد)، و(الحوشي أو الوحشي) و(القليل)، وغير هذه التسميات، ونحن نعتقد أنّ هذه (الخمسة) ممّا يخضع لمقياس (النادر) الذي أورده السيوطي ـ نقلاً عن ابن هشام ـ لمّا تحدّث عن مقياس المطّرد والكثير [٦٤].
ولمّا كان لـ(القليل) ثلاثة شواهد، بموجبها سُمِّي (قليلاً)، كان فوق (النادر) في الشيوع، ودون مقياس (الكثير) في الغرابة؛ لأنّ مفرداته معروفةٌ لدى أناس بأعيانهم، يشكّلون فئة من المجتمع ليست بالقليلة. وعادة ما يكون هذا (القليل) مستعملاً في مجالات غير مطّردة، فما هو معروف عند (الحاكة) من المفردات، لا يُعدّ مألوفاً عند المزارعين، وما هو مألوف عند الورّاقين والخطّاطين، لا يكون مألوفاً عند الصاغة.
وأرجو أن ينتبه القارئ الكريم إلى دقّة هذا المورد، فإنّه يختلف عن استعمال الكلمة في النطاق الضيق، الذي سنتحدث عنه في المبحث القادم إن شاء الله، لأنّ هذه الفئات التي ذكرناها وما أشبهها، ليست بذات العدد القليل المحدود في أيّ مجتمع كان، بل ربّما يفوق عدد بعضها ـ المزارعين ـ عدد الفئات الأخرى مجتمعةً.
غير أنّه يجب التنبيه هنا على أنّ قسماً من المفردات التي تُعدّ قليلةً ـ بمقياس الشواهد الثلاثة ـ ليست كذلك في هذا المبحث، بل هي (نادرة)، فإنّ (ألِقْ دَوَاتك) ـ وردت في النهج ـ لا تستعمل عند الكتّاب إلّا بمعنى (غمس) القلم في الحبر باستعمال (الليقة)، وليس هناك مفردة أخرى للتعبير عن هذا المعنى حتى بين الكاتبين.
إنّ هذا يدعونا إلى القول إنّ قسماً من المفردات يُعدّ (نادراً) من حيث الاستعمال عند الشريحة التي تتعامل به.
أورد الإمام في (النهج) كلمة (ألِقْ) من قوله: «أَلِقْ دَوَاتَكَ، وَأطِلْ جِلْفَةَ قَلَمِكَ، وَفَرِّج بَيْنَ السُّطوْرِ، وَقَرْمِطْ بَيْنَ الحُرُوفِ، فإنَّ ذلِكَ أجْدَرُ بِصَباحَةِ الخَطِّ» [٦٥].

وهذه الكلمة، قالها لكاتبه عبيد الله بن أبي رافع قيّدها أبو عبدالله، محمد بن عبدوس الجهشياري (ت/٣٣١هـ) وضبطها للإمام في كتابه [٦٦] قبل الرضي، وهي من (نوادر أبي مسحل الأعرابي)، وكذلك ضُبطت مقيّدةً للإمام في كتب أخرى [٦٧].
ومعنى هذه الكلمة هو: ضع في دواتك (الليقة) وأطِلْ هيأة فتحة القلم ـ التي يستمدّ بها المداد ـ وضيّق أو قارب بين الحروف، فهذا يكسب الخط بهاءاً ووضوحاً. وهذا النوع من الاشتقاق (ألِقْ) يُؤخذ فيه الفعل من اسم الذات، كما نقول: (فضِّضْ حزامك)، وموّه الصورة، فالأول مشتق من الفضّة، والثاني من الماء، ولا يُعرف معنى الفعل إلّا بمعرفة (اسم العين) الذي اشتُقّ منه ذلك الفعل، فإذا وَضحَ، اتضحت دلالة (ألِقْ).
لكنّ ابن أبي الحديد شرح قول الإمام مبتدئاً بـ(ألِقْ) فقال (لاق الحبر بالكاغد، يليق، أي التصق، ولقتُهُ أنا، يتعدّى ولا يتعدّى، وهذه دواة مليقة، وهي لغة قليلة وعليها وردت كلمة أميرالمؤمنين (ع)) [٦٨] .
والحقيقة أنّ قوله: (ألِقْ) مأخوذٌ من (ألاقَ يليق) التي يُقرن إليها (لاق يليق) [٦٩]، فهي أيضاً من باب (فعلت وأفعلت)، أي: أن المعنى نفسه يؤدّى بالصيغتين بلا زيادة ولا نقصان، وذكر ابن منظور: أن (ألقت) أشدّ غرابة من (لقت) الدواة، ويفهم من هذا أن (لقت) غريب، و(ألقت) أغرب منه، وهو عنده لغة قليلة أيضاً [٧٠] .
والمهم عندنا بيان أصل ولادة هذه الكلمة، فهي: مأخوذة من (الليقة) التي هي: هنةٌ من الإبريسم، أو الصوف، توضع في مغطس القلم من الدواة لتمتصّ الحبر على نحوٍ متساوٍ، فإذا غُمس القلم فيها، أخذ من الحبر على قدر حاجته، وحافظ الكاتب بها على (سنّ القلم) لئلاّ يصطدم بالقعر الصلب للدواة، وتسمّى البوهة أيضاً [٧١].
وبسبب من قلّة استعمال هذه المفردة، فإنّ أصحاب المعاجم، اضطربوا في تحديد هويتها الدلالية اضطراباً كبيراً، فقد ذكر الخليل؛ أنّ (الليقة) هي: «شيء يُجعل في دواء الكحل، والقطعة منه ليقة» [٧٢] ونحن نشكّ في أنّ (الدواء) هو؛ تحريف لـ(دواة)، فات النسّاخ والمحقّقين ذلك. وتابع الخليلَ في هذه الدلالة ابنُ منظور والزبيدي [٧٣] .
ولعلّ ابن منظور والفيروزآبادي كانا أقرب المعجميين إلى الدلالة على المعنى الدقيق لليقة (صوفة الدواة)، فابن منظور يقول: «لاق الدواة ليقاً وإلاقةً، وهي أغرب، فلاقت؛ لزق المداد بصوفها...» [٧٤] ، والفيروزآبادي يقول: «فلاقت الدواة: لصق المداد بصوفها»  [٧٥].

ولا شكّ في أنّ هذا المعنى الدقيق لهذه المفردات المستعملة استعمالاً قليلاً، لا يُخاطب بها إلّا أهل الصنعة، ويشفع لنا في رأينا هذا كلّ من (الجوهري) و(ابن منظور) و(الزبيدي) كما مرّ قبل قليل.
ومما يعضد رأينا أيضاً؛ قلّة، بل ندرة استعمال (الليقة)، إذ إنّنا لم نجدها شائعة في شعر العرب قبل الإمام أو في نثرهم، كما كان مستعملاً عندهم: (الكتاب)، و(القرطاس)، و(السجل)، و(القلم)، فكلّ هذه معروفات متداولات.
وشبيهٌ بـ(الليقة) لفظة «المُطْرَقَة» و«المَقْلَة» و«فَوَّق» وجدناها في كتاب (نهج البلاغة)، وموادها أوردتها كتب (الغريب) [٧٦]. وغير هذه الألفاظ مما وجدتُهُ في (النهج).

----------------------------------------------------------------------------
[١] . ينظر هذا التداخل في: (ظاهرة التأويل) : ٧٨.
[٢] . ينظر: المزهر: ١/٢٣٨ ـ ٢٣٩.
[٣] . طبع في بيروت للمرة الأولى سنة ١٨٩٤م.
[٤] . اعتمدت طبعة المجمع العلمي العراقي بتحقيق: عبد الرحمن الدوري سنة ١٩٨٣م.
[٥] . الصحاح: (ن/د/ر): ٢/٦٥٢.
[٦] . لسان العرب: (ن/د/ر): ٣/١٠٠٠.
[٧] . ينظر: القاموس المحيط: (ن/د/ر): ٤٤٧, (طبعة المرعشلي) .
[٨] . ينظر: المزهر: ١/٢٣٤.
[٩] . مقدمة القاموس المحيط: ١٤.
[١٠] . القاموس المحيط: ٣٨.
[١١] . ينظر: تفسير غريب القرآن: ٣٧٠, ٢٠٧, ٢٣٦, ٢٣٧, ٢٤٥, ٢٥٥, ٢٥٦...وأنبّه على أنّ كتاب (القرطين) لابن مطرف الكناني؛ هو مزيج من (مفردات غريب ومشكل ابن قتيبة), طبع في مصر , ١٣٥٥هـ.
[١٢] . الشوارد تسمّى النوادر أحياناً, ينظر: (الشوارد في اللغة): ٥٦.
[١٣] . المزهر: ١/ ١٨٨, نقلاً عن الشيخ بهاء الدين السبكي في (عروس الأفراح), ولم أعثر عليه.
[١٤] . شرح النهج:١٩/١٠٦, رواه الطبري, موثقاً للإمام في(تاريخه) في حوادث سنة ٣٦: ٥/١٩٥.
[١٥] . ينظر: (غريب الحديث) لأبي عبيد القاسم بن سلام , ورقة: ١٧٦, مخطوطة المكتبة المحمودية في المدينة المنورة/ ١١٠٦, وينظر أيضاً: (غريب الحديث) ـ المطبوع ـ : ٣/٤٤١, و(الفائق): ١/٦٤٠؛ و( غريب الحديث لابن الجوزي):١/ ٥٢١ و(النهاية): ٢/ ٤٤٩.
[١٦] . ينظر: الجمهرة (ن/د/ر): ٣/ ٤٧٣, فقد نقلها ابن دريد عن (أبي زيد)وجعلها من نوادره, ولم أجده في مطبوعه (النوادر).
[١٧] . شرح النهج: ١٩/ ١٠٦.
[١٨] . الأحزاب: ١٩.
[١٩] . النهاية: ٢/ ٤٤٩.
[٢٠] . النهاية: ٢/ ٤٤٩.
[٢١] . ينظر: المقتضب: ١/ ٢٥٧, و(الأمالي) لأبي علي القالي: ١/ ٢١, و( الخصائص): ٣/ ٦٦.
[٢٢] . ذكر ابن السكيت فيه ـ الشح ـ الكسر والفتح فقط، ينظر : (اصلاح المنطق): ٣٦٠.
[٢٣] . ينظر: العين، و(جمهرة اللغة)، و(المحيط في اللغة)، و(الصحاح), و(أساس البلاغة)،و( لسان العرب المحيط)، و(القاموس المحيط)، و(التاج) (ش/ح/ح): ٣/١٢ ،١٣، ٣/٤٧٣، ٣/٢٢، ١/٣٧٨، ١/٤٨٠، ٢/ ٢٧٦ ـ ٢٧٧ ، ٢١٩ ـ ٢٢٠، ٦/٤٩٧ .
[٢٤] . شرح النهج : ١٩ / ١٠٦ .
[٢٥] . ديوانه: ٣٧٤ .
[٢٦] . ينظر : أساس البلاغة (ش/ح/ح): ١/٤٨٠ .
[٢٧] . ينظر المحيط في اللغة : ٣/٢٢، وينظر أيضاً: (التاج) (ش/ح/ح) ٦/٤٩٩ .
[٢٨] . شرح النهج : ٢/٧٥ .
[٢٩] . ينظر : نصّ الحديث في (الفائق) : ١/٤٢٩، و( النهاية ): ٢/١٥٩ .
[٣٠] . ينظر : لسان العرب المحيط (ذ / ر / ف) : ١ / ١.٦٥، روى هذا الكلام ابن منظور موثقاً للإمام، وينظر أيضاً : (القاموس المحيط) (ذ / ر/ ف) : ٧٤٨ .
[٣١] . ينظر: النوادر: ١/ ٦٩.
[٣٢] . ينظر: الفائق: ١/ ٤٢٩, و( النهاية): ٢/ ١٥٩.
[٣٣] . ينظر: شرح النهج: ١٧/٣٥/٤, واللفظة في(نوادر أبي مسحل):١/٤٧, وينظر:(شرح النهج): ٢/١٨٩/٧, واللفظة في(نوادر أبي مسحل):١/٧٧, وينظر:(شرح النهج):١٤/٤٧/٤ واللفظة في (نوادر أبي مسحل): ١/١٧١.
[٣٤] . ينظر: الفائق: ١/ ١٨٤, و( النهاية): ٢/ ١٥٩.
[٣٥] . شرح النهج : ٤/٥٤.
[٣٦] . ينظر: أنساب الأشراف :١١٩, رواها مسندة للإمام؛ و (المستدرك على الصحيحين): ٢/٣٨٥.
[٣٧] . ينظر:النوادر :١/١٧١، و( الفائق): ١/٣٨٨, و( النهاية) (د/ح/ق): ٢/١٠٤، و( اللسان) (د/ح/ق): ١/٩٥٢، و( التاج) (د/ح/ق) : ٧/٦٣.
[٣٨] . ينظر:الفائق :١/٣٨٨، و( النهاية) (د/ح/ق) :٢/١٠٣.
[٣٩] . ينظر : العين، و( الصحاح)، و(الأساس)، و( اللسان)، و( القاموس المحيط)، و( التاج) (د/ح/ ق): ٣/ ٤١، ٤/١٤٧٣، ١/٢٦٥، ١/٩٥٢، ٨١٢ ،٧/٦٣.
[٤٠] . النوادر : ١/ ١٧١.
[٤١] . النهاية : ٢/ ١٠٤.
[٤٢] . ينظر : الشوارد : ٣٥٢، وهي في (شرح النهج) : ١٠/١٢٢/٧.
[٤٣] . ينظر : المصدر نفسه : ١٧٩، وهي في (شرح النهج) : ٦ / ١٦٩ / ٣ .
[٤٤] . ينظر : م. ن : ٣٤٨، وهي في (شرح النهج) : ١٥ / ١١٤ / ٤.
[٤٥] . ينظر : النهاية: ١ / ٣٦، ٤ / ٤٥، ٢ / ٥٩.
[٤٦] . ينظر : جمهرة اللغة (باب النوادر) : ٣ / ٤٣٣.
[٤٧] . ينظر : المثل السائر : ١/١٥٥.
[٤٨] . ينظر : المثل السائر : ١/١٥٦، وينظر أيضاً :( صبح الأعشى) : ٢/٢٣٧.
[٤٩] . ينظر : المصدر نفسه : ١/١٥٥ .
[٥٠] . ينظر : الوحوش: ١٤ .
[٥١] . شرح النهج : ٧/٢٦٢ .
[٥٢] . ينظر : الفائق : ١/٢٤٦، وينظر : (النهاية) : ١/٣٥٠ .
[٥٣] . ينظر : أساس البلاغة :١/١٥٧، و(اللسان)، و (التاج)، (ح /د/ب) : ١/٥٨١، ١٠/٥٦٤ .
[٥٤] . مرّ الكلام على هذا النوع من الوحشي في التمهيد، وبيّنا عدم وجوده في كتاب (نهج البلاغة) .
[٥٥] . ينظر : العين، و (الصحاح)، و( أساس البلاغة) و( القاموس المحيط)، (ح / د/ ب) : ٣/٣٣٥، ٢/٦٢٥، ١/١٥٧ , ٣٤٩، في جميع هذه الكتب تفسير (الحِدبار ، أو الحِدبير) .
[٥٦] . شعر الكميت بن زيد الأسدي: ٢/٧٨ .
[٥٧] . غافر: ١٩.
[٥٨] . ينظر : شرح النهج :٧/ ٢٦٣ ـ ٢٦٤، والبيت في ديوان ذي الرمة : ١٧٣.
[٥٩] . ينظر : العين، و (الصحاح)، و( الأساس)، و( اللسان)، و (القاموس المحيط)، (ح / د / ب) : ٣/٣٣٥، ٢/ ٦٢٥، ١/١٥٧، ١/٥٨١، ٣٤٩، وذكر الفيروز آبادي ؛ أنّ المعنى الأصلي لـ (حِد بار) : هو السنة الجَدِبة، والأكمة،...
[٦٠] . شرح النهج : ١١/٥١/٥ .
[٦١] . المصدر نفسه : ٧/٢٦٢/١٠ .
[٦٢] . م. ن :٦/٤٣٨/٩، واللفظة في (نوادر أبي مسحل) : ١/٦٤ .
[٦٣] . ينظر : الغريبين (ث/ع/ج/ر) : ١/١٨٦، ٢٨٢، و(الفائق) : ١/١٠٢، ١/٢٤٦، و(النهاية): (ب/ع/ ق) ١/١٤٠.
[٦٤] . ينظر: المزهر: ١/٢٣٤.
[٦٥] . شرح النهج: ١٩/٢٢٣.
[٦٦] . ينظر: الوزراء والكتّاب: ١٤، ٢٣، وينظر كتاب (الجمل) للمفيد: ١٣٨، و(محاضرات الأدباء): ١/٤٨.
[٦٧] . النوادر: ١/١٢٩.
[٦٨] . شرح النهج: ١٩/٢٢٣.
[٦٩] . ينظر: جمهرة اللغة، و(معجم المقاييس)، (ل/أ/ق): ٣/٤٣٦، ١/٣٣٠، وينظر أيضاً (الأفعال): ٣/١٤٨، و(الأساس): ٢/٣٦٣ و(القاموس المحيط) (ل/أ/ق): ٨٥٠.
[٧٠] . ينظر لسان العرب المحيط، و(الصحاح)، و(التاج) (ل/أ/ق): ٣/٤٢٢، ٤/١٥٥٢، ٧/٦٤، وكلّ هذه المعاجم روت: (لاق، ألق) لغة قليلة.
[٧١] . ينظر: الآلة والأداة: ٣٧، ٣٢١.
[٧٢] . ينظر: العين (ل/أ /ق): ٥/٢١٤.
[٧٣] . ينظر: لسان العرب المحيط، و(التاج) (ل/ أ / ق): ٣/٤٢٢، ٧/٦٤.
[٧٤] . ينظر: لسان العرب المحيط: (ل/ أ / ق) ٣/٤٢٢.
[٧٥] . ينظر: القاموس المحيط: (ل/ أ / ق): ٨٥٠.
[٧٦] . ينظر:شرح النهج:٨/٢١٥/٣ ، ٣/٣٣٢/٧ ، ١٣/١٣٦/٢، وينظر:(النهاية)٣/٤٧٩ـ٤٨٠.

يتبع ......

****************************