لبيب بيضون
من كلام للامام علي ( ع ) :
قاله لأحد أصحابه لما عزم على المسير الى الخوارج ، و قد قال له : ان سرت يا أمير المؤمنين في هذا الوقت ، خشيت ألا تظفر بمرادك من طريق علم النجوم فقال عليه السلام :
أتّزعم أنّك تهدي إلى السّاعة الّتي من سار فيها صرف عنه السّوء ؟ و تخوّف من السّاعة الّتي من سار فيها حاق به الضّرّ ؟ فمن صدّقك بهذا فقد كذّب القرآن ، و استغنى عن الإستعانة باللّه في نيل المحبوب و دفع المكروه ، و تبتغي في قولك للعامل بأمرك أن يوليك الحمد دون ربّه ، لأنّك بزعمك أنت هديته إلى السّاعة الّتي نال فيها النّفع ، و أمن الضّرّ .
ثم أقبل عليه السلام على الناس فقال : أيّها النّاس ، إيّاكم و تعلّم النّجوم ، إلاّ ما يهتدى به في برّ أو بحر ، فإنّها تدعو إلى الكهانة ، و المنجّم كالكاهن ، و الكاهن كالسّاحر ، و السّاحر كالكافر ، و الكافر في النّار سيروا على اسم اللّه . ( الخطبة ٧٧ ، ١٣٢ )
العين حقّ ، و الرّقى حقّ ، و السّحر حقّ ، و الفأل حقّ . و الطّيرة ( أي الفأل الشؤم ) ليست بحقّ ، و العدوى ليست بحقّ . و الطّيب نشرة و العسل نشرة ، و الرّكوب نشرة ، و النّظر إلى الخضرة نشرة ( نشرة أي تعويذة من كل مكروه ) . ( ٤٠٠ ح ، ٦٤٧ )
منقول من كتاب تصنيف نهج البلاغة