وقال (عليه السلام): إِذَا وَصَلَتْ إِليْكُمْ أَطْرَافُ النِّعَمِ فَلاَ تُنْفِرُوا أَقْصَاهَا بِقِلَّةِ الشُّكْرِ .                
وقال (عليه السلام): الْقَنَاعَةُ مَالٌ لاَيَنْفَدُ.                
وقال (عليه السلام) : هَلَكَ فِي رَجُلاَنِ: مُحِبٌّ غَال ، وَمُبْغِضٌ قَال .                
وقال (عليه السلام): أَشَدُّ الذُّنُوبِ مَا اسْتَخَفَّ بِهِ صَاحِبُهُ.                
وقال (عليه السلام): مَنِ اتَّجَرَ بِغَيْرِ فِقْه ارْتَطَمَ فِي الرِّبَا.                
وقال (عليه السلام): لَيْسَ بَلَدٌ بأَحَقَّ بِكَ مِنْ بَلَد، خَيْرُ الْبِلاَدِ مَا حَمَلَكَ.                
وقال (عليه السلام): خَالِطُوا النَّاسَ مُخَالَطَةً إِنْ مِتُّمْ مَعَهَا بَكَوْا عَلَيْكُمْ، وَإِنْ عِشْتُمْ حَنُّوا إِلَيْكُمْ .                

Search form

إرسال الی صدیق
فوات نهج البلاغة – الثاني

أحمد الرضا

ومن كلامه لما نزل بذي قار واخذ البيعة على من حضره

ثم تكلم فاكثرمن الحمد لله والثناء عليه والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم قال :

قد جرت امورصبرنا عليها وفي اعيننا القذى تسليماً لامر الله تعالى فيما امتحنا به رجاء الثواب على ذلك وكان الصبرامثل [١] من ان يتفرق المسلمون وتسفك دماءهم نحن اهل بين النبوة وعترة الرسول واحق الخلق بسلطان الرسالة ومعدن الكرامة التي ابتدأ الله بها هذه الأمة وهذا طلحة والزبير ليسا من اهل النبوة ولا من ذرية الرسول حين رأيا من الله قد رد علينا حقنا بعد اعصر فلم يصبرا حولاً واحداً ولا شهراً كاملاً حتى وثبا على دأب الماضين ليذهبا بحقي ويفرقا جماعة المسلمين عني ثم دعا عليها .

ومن كلامه عليه السلام

ما رواه عبد الحميد بن عمران العجلي عن سلمة بن كهيل قال : لما التقى اهل الكوفة اميرالمؤمنين بذي قار رحبوا به ثم قالو: الحمدلله الذي خصنا بجوارك واكرمنا بنصرتك , فقام اميرالمؤمنين عليه السلام ، فيهم خطيباً فحمد الله واثنى عليه وقال : يا اهل الكوفة انكم من (اكرم المسلمين واقصدهم تقويما [٢] واعدلهم سنة وافضلهم سهماً [٣] في الاسلام واجودهم في العرب مركباً ونصابا انتم اشد العرب ودَّا للنبي صلى الله عليه وآله و اهل بيته وانما جئتكم ثقة بعد الله بكم للذي بذلتم من انفسكم عند نقض طلحة والزبير وخانهما طاعتي واقبالهما بعائشة للفتنة واخراجهما اياها من بيتها حتى اقدماها البصرة فاستغروا طغامها وغوغاها [٤] مع انه قد بلغني ان هل الفضل منهم وخبارهم في الدين قد اعتزوا وكرهوا ما صنع طلحة والزبير. ثم سكت فقال اهل الكوفة نحن انصارك واعوانك على عدوك ولو دعوتنا الى اضعافهم من الناس احتسبنا في ذلك الخير ورجوناه فدعا لهم اميرالمؤمنين عليه السلام واثنى عليهم .

ثم قال : لقد علمتم معاشر المسلمين ان طلحة والزبير بايعاني طائعين غيرمكرهين راغبين ثم استأذناني في العمرة فاذنت لهما فسارا الى البصرة فقتلا المسلمين وفعلا المنكر اللهم انهما قطعاني وظلماني ونكثا بيعتي والبّا الناس علي [٥] فاحلل ما عقدا ولا تحكم ما ابرما وارهما المساءة فيما عملا .

ومن كلامه عليه السلام وقد نفر من ذي قار متوجهاً الى البصرة

بعد حمد الله والثناء عليه والصلاة على رسوله صلى الله عليه وآله

اما بعد فان الله تعالى فرض الجهاد وعظمه وجعله نصرة له والله ما صلحت دنيا قط ولا دين الا به وان الشيطان قد جمع حزبه واستجلب خيله وشبه [٦] في ذلك وخدع وقد بانت الامور وتمحصت [٧] والله ما انكروا علي منكراً ولا جعلوا بيني وبينهم نصفاً وانهم ليطلبون حقاً تركوه ودماً سفكوه ولئن كنت شركتهم فيه ان لهم لنصيبهم منه وان كانوا ولوه دوني فما تبعته الا قبلهم وان اعظم حجتهم لعلى انفسهم واني لعلى بصيرتي ما نسبت علي وانها الفئة الباغية فيه اللحم واللحمة [٨] قد طاعت هلبتها [٩] وامكنت درتها [١٠] يرضعون ما فطمت ويحيون بيعة تركت ليعود الضلال الى نصابه [١١] ما اعتذر مما فعلت لا اتبراَ مما صنعت فيا خيبة للداعي ومن دعا لو قيل له الى من دعوك والى من اجبت ومن امامك وما سنته اذاً لزاح الباطل من مقامه ولصمت لسانه فما نطق .

وايم الله لافرطن لهم حوضاً [١٢] انا ماتحه لا يصدرون ولا يلقون بعده ريا ابدا واني لراض بحجة الله عليهم وعذره فيهم اذ انا داعيهم فعذراليهم فان تابوا واقبلوا فالتوبة مبذولة والحق مقبول وليس على الله كفران وان ابو اعطيتهم حد السيف و كفى به شافياً من باطل وناصر المؤمن .

ومن كلامه عليه السلام حين دخل البصرة وجمع اصحابه فحرضهم على الجهاد

فكان مما قال : عباد الله انهدوا [١٣] الى هؤلاء القوم منشرحة صدوركم بقتالهم فانهم نكثوا بيعتي واخرجوا ابن حنيف عاملي بعد الضرب المبرح والعقوبة الشديدة وقتلوا السيابجة [١٤] .

ومثلوا حكيم بن جبلة العبدي وقتلوا رجالاً صالحين ثم تتبعوا منهم من نجا ياخذونهم في كل حائط وتحت كل رابية ثم يأتون بهم فيضربون رقابهم صبرا ما لهم قاتلهم الله انى يؤفكون انهدوا اليهم وكونوا اشداء عليهم والقوم صابرين محتسبين تعلمون انكم منازلوهم ومقاتلوهم ولقد وطنتم انفسكم على الطعن الدعي [١٥] والضرب الطلحفي ومبارزة الاقران راي أمريء منكم احس من نفسه رباطة جاش عند اللقاء ورأّى من احد من اخواته فشلاً فليذب عن اخيه الذي فضل عليه كما يذب عن نفسه فلو شاء الله لجعله مثله .

ومن كلامه عليه السلام عند تطوافه على القتلى

هذه قريش ، جدعت انفي وشفيت نفسي لقد تقدمت اليكم احذركم عض السيف وكنتم احداثاً لاعلم لكم بما ترون ولكنه الحين [١٦] وسوء الصرع واعوذ بالله من سوء المصرع ثم مرّ على معيد بن المقداد فقال رحم الله ابا هذا [١٧] لو كان حيا لكان رايه احسن من راي هذا فقال عمار بن ياسر : الحمد لله الذي اوقعه وجعل ضده الاسفل انا والله يا اميرالمؤمنين لا نبالي من عند عن الحق من والدِ وولد , فقال امير المؤمنين : رحمك الله وجزاك عن الحق خيراً قال :

ومر بعبدالله بن ربيعة بن دراج وهو في القتلى فقال: هذا اليائس ما كان اخرجه ؟ ادين اخرجه ام نصر لعثمان والله ما كان رأي عثمان فيه ولا في ابيه بحسن .

ثم مر بمبعد بن زهير بن ابي امية فقال : لو كانت الفتنة برأس الثريا لتناولها هذا الغلام والله كان فيها بذي نخيزه [١٨] ولقد اخبرني من ادراكه انه ليولول [١٩] فرقاً من السيف .

ثم مر بمسلم بن قرظة فقال : البرُّ اخرج هذا والله لقد كلمني ان اكلم عثمان في شيء كان يدعيه قبله فاعطاه عثمان وقال لولا انت ما اعطيته ان هذا ما علمت بئس اخو العشيرة ثم جاء المشوم المجين [٢٠] ينصرعثمان .

ثم مر بعبدالله بن حميد بن زهير فقال هذا ايضاً ممن اوضع في قتالنا [٢١] زعم يطلب الله بذلك ولقد كتب إلي كتباً يؤذي عثمان فيها فاعطاه شيئاً فرضي عنه .

ثم مر بعبدالله بن حكيم بن حزام فقال : هذا خالف اباه في الخروج وابوه حين لم ينصرنا قد احسن في بيعته لنا وان كان قد كف وجلس حين شك في القتال ما الوم اليوم من كف عنا وعن غيرنا ولكن المليم [٢٢] الذي يقاتلنا .

ثم مر بعبدالله بن المغيرة بن الاخنس فقال: اما هذا فقتل ابوه يوم قتل عثمان في الدار فخرج مغضباً لقتل ابيه وهوغلام حدث جبن لقتله .

ثم مر بعبدالله بن ابي عثمان بن الاخنس بن شريق فقال : اما هذا فكأني انظراليه وقد اخذ القوم السيوف هارباً يعدو من الصف فنهنهت عنه [٢٣] فلم يسمع من نهنهت حتى قتله وكان هذا مما خفي على فتيان قريش اغمار

 [٢٤] لاعلم لهم بالحرب خدعوا واستزلوا فلما وقفوا لحجوا [٢٥] فقتلوا .

ثم مشى قليلاً فمر بكعب بن سورفقال : هذا الذي خرج علينا في عنقه المصحف يزعم انه ناصر امه [٢٦] يدعو الناس الى ما فيه وهولا يعلم ما فيه ثم استفتح فخاب كل جبارعنيد , اما انه دعا الله ان يقتلني فقتله الله .

اجلسوا كعب بن سور فاجلس فقال اميرالمؤمنين عليه السلام : يا كعب لقد وجدت ما وعدني ربي حقاً فهل وجدت ما وعدك ربك حقاً ثم قال : اضجعوا كعباً ومرَّعلى طلحة بن عبيدالله فقال : هذا الناكث بيعتي والمنشيء الفتنة [٢٧] في الأمة والمجلب عليَّ والداعي الى قتلي وقتل عترتي , اجلسوا طلحة بن عبيدالله فاجلس .

فقال له اميرالمؤمنين عليه السلام : يا طلحة قد وجدت ما وعدني ربي حقاً فهل وجدت ما وعدك ربك حقاً ثم قال : اضجعوا طلحة وسار فقال له بعض من كان معه يا اميرالمؤمنين اتكلم كعباً وطلحة بعد قتلهما فقال : ام ولله لقد سمعا كلامي كما سمع اهل القليب [٢٨] كلام رسول الله عليه وآله وسلم يوم بدر.

ومن كلامه عليه السلام بالبصرة حين ظهرعلى القوم

بعد حمد الله تعالى والثناء عليه اما بعد فان الله ذو رحمة واسعة ومغفرة دائمة وعفو جم وعقاب اليم قضى ان رحمته ومغفرته وعفوه لاهل طاعته من خلقه وبرحمتهِ اهتدى المهتدون وقضى ان نقمته وسطواته وعقابه على أهل معصيته من خلقه وبعد الهدى والبينات ما ضل الضالون فما ظنكم يا اهل البصرة وقد نكثتم بيعتي وظاهرتم عليّ عدوي فقام اليه رجل فقال : نظن خيراً ونراك قد ظهرت وقدرت فان عاقبت فقد اجترمنا ذلك وان عفوت فالعفو احب الى الله تعالى فقال : قد عفوت عنكم فاياكم والفتنة انكم اول الرعية نكث البيعة وشق عصا الامة , قال : ثم جلس الناس فبايعوه .

وكتب الى اهل الكوفة بالفتح

بسم الله الرحمن الرحيم

من عبد الله علي بن ابي طالب اميرالمؤمنين الى اهل الكوفة سلام عليكم

فاني احمد اليكم الله الذي لا اله الاهو اما بعد فان الله حكم عدل لا يغيرما بقوم حتى يغير ما بانفسهم واذا اراد الله بقوم سوءا فلا مرد له وما لهم من دونه من وال اخبركم عنا وعمن سرنا اليه من جموع اهل البصرة ومن تأشب [٢٩] اليهم من قريش وغيرهم مع طلحة والزبير ونكثهم صفقة [٣٠] ايمانهم فنهضت من المدينة حتى انتهى الي خبر من سار اليها وجماعتهم وما فعلوا بعاملي عثمان بن حنيف حتى قدمت ذي قار [٣١] فبعثت الحسن بن علي وعمار بن ياسر وقيس بن سعد فاستنفرتكم بحق الله وحق رسوله صلى الله عليه وآله وسلم وحقي فاقبل اليّ اخوانکم سراعاٌ حتى قدموا عليّ فسرت بهم حتى نزلت ظهرالبصرة فاغدرت بالدعاء وقمت بالحجة و اقلت العثرة والزلة من اهل الردة من قريش وغيرهم واستتبتهم من نكثهم بيعتي وعهد الله عليهم فابوا الا قتالي وقتال من معي والتمادي في الغي فناهضتهم بالجهاد فقتل الله من قتل منهم ناكثا وولي من ولي الى مصرهم وقتل طلحة و الزبيرعلى نكثهما وشقاقهما وكانت المرأة عليهم اشأم من ناقة الحجرفخذلوا وادبروا وتقطعت بهم الاسباب فلما رأوا ما حل بهم سألوني العفوعنهم فقبلت منهم واغمدت السيف عنهم واجريت الحق والسنة فيهم واستعملت عبد الله بن العباس على البصرة وانا سائرالى الكوفة ان شاء الله وقد بعثت اليكم زجربن قيس الجعفي لتسألوه فيخبركم عنا وعنهم وردهم الحق علينا ورد الله لهم وهم كارهون والسلام عليكم ورضا الله وبركاته .

ومن كلامه عليه السلام حين قدم الكوفة من البصرة

بعد حمد الله والثناء عليه اما بعد فالحمد لله الذي نصر وليه وخذل عدوه واعزالصادق المحق واذل للكاذب المبطل عليكم يا اهل هذا المصر[٣٢] بتقوى الله وطاعة من اطاع الله من اهل بيت نبيكم الذي هو اولى بطاعتكم من المنتحلين [٣٣] المدعين القائلين الينا الينا يتفضلون بفضلنا ويجاحدوننا امرنا وينازعوننا حقنا ويدفعوننا عنه وقد ذاقوا وبال ما اجترحوا [٣٤] فسوف يلقون غياً قد قعد عن نصرتي منكم رجال وانا عليهم عاتب زار [٣٥] فاهجروهم واسمعوهم ما يكرهون حتى يعتبونا ونرى منهم ما نحب .

ومن كلامه عليه السلام لما عمل على السيرالى الشام لقتال معاوية بن ابي سفيان

بعد حمد الله والثناء عليه والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اتقوا الله عباد الله واطيعوه واطيعوا امامكم فان الرعية الصالحة تنجو بالامام العادل الا وان الرعية الفاجرة تهلك بالامام الفاجر وقد اصبح معاوية غاصباً لما في يديه من حقي ناكثا لبيعتي [٣٦] طاعنا في دين الله عزوجل وقدعلمتم ايها المسلمون ما فعل الناس بالأمس وجئتموني رافعين الي في امركم حتى استخرجتموني من منزلي لتبايعوني فالتويت [٣٧] عليكم لابلو ماعندكم فراددتموني القول مرارا راددتكم وتكأكأتم علي تكاكؤ الابل الهيم على حياضها حرصاً على بيعتي حتى خفت ان يقتل بعضكم بعضاً فلما رأيت ذلك منكم رويت في امري وامركم وقلت ان انا لم اجبهم الى القيام بأمرهم لم يصيبوا احداً منهم يقوم فيهم مقامي ويعدل فيهم عدلي وقلت والله لا ليتمّ وهم يعرفون حقي وفضلي احب إلي من ان يلوني وهم لا يعرفون حقي وفضلي فبسطت لكم يدي فبايعتموني .

يا معشرالمسلمين وفيكم المهاجرون والانصار وتتابعون باحسان فاخذت عليكم عهد بيعتي وواجب صفقتي من عهد الله وميثاقه واشدّ ما اخذ على النبيين من عهد وميثاق لَتفنَّ لي ولتسمعن لأمري وتطيعونني وتناصحونني وتقاتلون معي كل باغ وعاد ومارق ان مرق فانعمتم لي بذلك جميعاً فاخذت عليكم عهد الله وميثاقه وذمة الله وذمة رسوله فاجبتموني الى ذلك واشهدت الله عليكم واشهدت بعضكم على بعض وقمت فيكم بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم فالعجب من معاوية بن ابي سفيان ينازعني الخلافة ويجحدني الامامة ويزعم انه احق بها مني جرأَّة منه على الله وعلى رسوله بغيرحق له فيها ولاحجة لم يبايعه عليها المهاجرون ولا سلم له الانصار والمسلمون .

يا معشرالمهاجرين والانصار وجماعة من سمع كلامي او ما اوجبتم لي على انفسكم الطاعة اما بايعتموني على الرغبة اما اخذت عليكم العهد بالقبول لقولي اما كانت بيعتي لكم يومئذ اوكد من بيعة ابي بكر وعمر فما بال من خالفني لم ينقض عليهما حتى مضيا ونقض علي ولم يفِ لي اما يجب لي عليكم نصحي ويلزمكم امري اما تعلمون ان بيعتي تلزم الشاهد والغائب فما بال معاوية واصحابه طاعنين في بيعتي ولم لم يفوا بها وانا في قرابتي وسابقتي وصهري اولى بالأمر ممن تقدمني اما سمعتم قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم الغدير في ولايتي [٣٨] وموالاتي فاتقوا الله ايها المسلمون وتحاثوا على جهاد معاوية الناكث القاسط واصحابه القاسطين [٣٩] اسمعوا ما اتلوا عليكم من كتاب الله المنزل على نبيه المرسل لتتعظوا فانه والله عظة لكم فانتفعوا بمواعظ الله وازدجروا عن معاصي الله فقد وعظكم الله بغيركم فقال لنبيه صلى الله عليه وآله : الم ترّ الى الملاء من بني اسرائيل من بعد موسى اذ قالوا لنبي لهم ابعث لنا ملكاً تقاتل في سبيل الله فقال لهم هل عسيتم ان كتب عليكم القتال الا تقاتلوا وقالوا وما لنا الا نقاتل في سبيل الله وقد اخرجنا من ديارنا وابنائنا فلما كتب عليهم القتال تولوا الى قليلاً منهم والله عليم بالظالمين وقال لهم نبيهم ان الله قد بعث لكم طالوت ملكاً قالوا انى يكون له الملك علينا ونحن احق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال قال ان الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم والله يؤتي ملكه من يشآء والله واسع عليم .

ايها الناس ان لكم في الآيات عبرة لتعلموا ان الله جعل الخلافة والامرة من بعد الأنبياء في اعقابهم وانه فضل طالوت وقدمه على الجماعة باصطفائه اياه وزيادته بسطة في العلم والجسم فاتقوالله عباد الله وجاهدوا في سبيله قبل ان ينالكم سخط بعصيانكم له قال الله عزوجل لعن الذين كفروا من بني اسرائيل على لسان داوود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون كانوا لا يتناهون من منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون انما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا باموالهم وانفسهم في سبيل الله اولئك هم الصادقون يا ايها الذين آمنوا هل ادلكم على تجارة تنجيكم من عذاب اليم تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله باموالكم وانفسكم ذلكم خير لكم ان كنتم تعلمون يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم .

اتقوا الله عباد الله وتحاثوا [٤٠] على الجهاد مع امامكم فلو كان لي منكم عصابة بعدد اهل بدر [٤١] اذا امرتهم طاعوني واذا استنهضتهم نهضوا معي لاستغنيت بهم عن كثيرمنكم واسرعت النهوض الى حرب معاوية واصحابه فانه الجهاد المفروض .

ومن كلامه عليه السلام وقد بلغه عن معاوية واهل الشام ما يؤذيه من الكلام

الحمد لله قديماً وحديثاً ما عاداني الفاسقون فعاداهم الله لم تعجبوا ان هذا هو الخطاب الجلل ان فساقاً غير مرضيين وعن الاسلام واهله منحرفين خدعوا بعض هذه الامة واشربوا [٤٢] قلوبهم حب الفتنة واستمالوا اهواءهم بالافك والبهتان قد نصبوا لنا الحرب وهبوا في اطفاء نورالله والله متم نوره ولو كره الكافرون اللهم ان ردّوا الحق فافضض خدمتهم وشتت كلمتهم وابسلهم [٤٣] بخطاياهم فانه لا يذل من واليت ولا يعز من عاديت .

ومن كلامه عليه السلام في تحضيضه على القتال يوم صفين

معاشرالمسلمين ان الله قد دلكم على تجارة تنجيكم من عذاب اليم وتشفي [٤٤] بكم على الخيرالعظيم والايمان بالله وبرسوله صلى الله عليه وآله والجهاد في سبيله وجعل ثوابه مغفرة الذنب ومساكن طيبة في جنات عدن ثم اخبركم انه يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص فقدموا الدارع [٤٥] واخروا الحاسر وعضوا على الاضراس فانه انبأ للسيوف على الهام والتووا في اطراف الرماح فانه امور [٤٦] للأَسنة وغضوا الابصار فانه اربط للجاش واسكن للقلوب واميتوا الاصوات فانه اطرد للفشل واولى بالوقار ورايتكم فلا تميلوها ولا تخلوها ولا تجعلوها الا في ايدي شجعانكم فان المانعين للذمار [٤٧] والصابرين على نزول الحقائق اهل الحفاظ الذين يحفون براياتهم ويكشفونها رحم الله امرأ منكم آسى اخاه بنفسه ولم يكل قرنه الى اخيه فيجتمع قرنه وقرن اخيه فيكتسب بذلك لائمة ويأتي به دناءة ولا تعرضوا لمقت الله ولا تفروا من الموت فان الله سبحانه يقول : قل لن ينفعكم الفرار ان فررتم من الموت او القتل واذا لا تمتعون الا قليلا وايم الله لئن فررتم من سيف العاجلة لا تسلموا من الآخرة فاستعينوا بالصبر والصلاة والصدق في النية فان الله تعالى بعد الصبر ينزل النصر .

ومن كلامه عليه السلام وقد مر براية لاهل الشام لا يزول اصحابها عن مواقفهم صبرا على قتال المؤمنين

فقال لاصحابه :ان هؤلاء ان يزولوا عن مواقفهم دون طعن دراك يخرج منه النسم [٤٨] ضرب يفلق الهام ويطيح العظام وتسقط منه المعاصم والاكف وحتى تصدع جباههم بعمد الحديد وتنتشرحواجبهم على الصدور والاذقان اين اهل النصر اين طلاب الاجر فثار اليهم عصابة من المسلمين فكشفوهم .

-------------------------------------------------------------
[١] . افضل .
[٢] . اعدلهم استقامة .
[٣] . نصيباً .
[٤] . الطغام كسحاب الاوغاد والغوغاء الجمع الكثير المختلط من الناس .
[٥] . لولا فتنة الجمل لم يقو معاوية على حرب امير المؤمنين ولكنها فسحت له المجال لبث دعوته وتقوية امره فكان من امره ما كان والبا جمعا .
[٦] . شبَّه مثل .
[٧] . خلصت .
[٨] . لحم كل شيء لبه واللحمة بالضم القرابة يعني لن في هذه الفتنة من يظن الناس انهم لب الصحابة وفيهم من يدعي قرابة رسول الله (صلعم) وفي بعض النسخ الحما والحمة وعني بالحما الزبير بالحمة ام المؤمنين (عائشة) .
[٩] . الهلبة الشدة
[١٠] . الحلب .
[١١] . المآل والمرجع .
[١٢] . افرطن اسبقن وماتحه مستقيه .
[١٣] . انهضوا .
[١٤] . السيابجة قوم صالحون كانوا بالبصرة وكان سلم اليهم المؤمنون بيت المال فقتلهم اصحاب الجمل .
[١٥] . الدعسي منسوب الى الدعس وهو الضرب والطلحفي بكسر الماء الطعن الشديد .
[١٦] . الهلاك .
[١٧] . كان المقداد من اخص الناس به عليه السلام .
[١٨] . النخيزة صوت من الانف اي ما كان له صوت في الحرب وهو كناية من الجبن .
[١٩] . ولول اعول والفرق الخوف .
[٢٠] . وقت الهلاك .
[٢١] . اوضع بمعنى اسرع .
[٢٢] . المليم المستحق اللوم .
[٢٣] . نهنه بمعنى كف وزجر.
[٢٤] . اغمار جمع غمر وهو الرجل الجاهل القليل الخبرة .
[٢٥] . نشب فيهم مخلب الحرب .
[٢٦] . ام المؤمنين .
[٢٧] . طلحة هو المؤلب على عثمان والناكث بيعة اميرالمؤمنين ولذلك وصفه بانشاء الفتنة .
[٢٨] . القليب البئر وقليب بدر كان مطرحاً لقتلى المشركين .
[٢٩] . تأشب انضم .
[٣٠] . الصفقة ضرب اليد على اليد واراد به البيعة .
[٣١] . موضع مشهود بالعراق كان فيه يوم للعرب على الفرس في الجاهلية .
[٣٢] . المصر البلد العظيم والمصران الكوفة والبصرة .
[٣٣] . انتحل الشيء ادعاه لنفسه وهو لغيره .
[٣٤] . اجترحوا اكتسبوا .
[٣٥] . ساخط غير راض .
[٣٦] . معاوية لم يبايع بنفسه ولكن لزمته بمبايعة اهل الحل والعقد من الأمة فقيامه ضدها نكث لها .
[٣٧] . التوى عن الأمر تثاقل .
[٣٨] . اراد به قول النبي صلى الله عليه وآله يوم غديرخم عند رجوعه من حجة الوداع لا ومن كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه الى آخر الحديث .
[٣٩] . القاسط الجائر عن الحق ومنه واما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا .
[٤٠] . تحاثوا اي تحاضوا .
[٤١] . عدد اصحاب بدرمن المسلمين على اصح الروايات ثلاثمائة وثلاثة عشر .
[٤٢] . احبوا حباً خالط اللحم والدم .
[٤٣] . ابسلت فلانا اسلمته للهلكة .
[٤٤] . اشفى على الشيء اشرف .
[٤٥] . الدارع لابس الدرع والحاسر ضده .
[٤٦] . مار من باب قال تحرك .
[٤٧] . الذمار للمرء هو ما يلزمه حفظه .
[٤٨] . النسم محركة نفس الروح .

يتبع ......

****************************