وقال (عليه السلام): الغِنَى والْفَقْرُ بَعْدَ الْعَرْضِ عَلَى اللهِ.                
وقال (عليه السلام): أَعْجَزُ النَّاسِ مَنْ عَجَزَ عَنِ اكْتِسَابِ الاْخْوَانِ، وَأَعْجَزُ مِنْهُ مَنْ ضَيَّعَ مَنْ ظَفِرَ بِهِ مِنْهُمْ .                
وقال (عليه السلام) : مَنْ عَظَّمَ صِغَارَ الْمَصَائِبِ ابْتَلاَهُ اللهُ بِكِبَارِهَا .                
وقال (عليه السلام): الْقَنَاعَةُ مَالٌ لاَيَنْفَدُ.                
وقال (عليه السلام): مَنِ اتَّجَرَ بِغَيْرِ فِقْه ارْتَطَمَ فِي الرِّبَا.                
وقال (عليه السلام): الرِّزْقُ رِزْقَانِ: طَالِبٌ، وَمَطْلُوبٌ، فَمَنْ طَلَبَ الدُّنْيَا طَلَبَهُ الْمَوْتُ حَتَّى يُخْرِجَهُ عَنْهَا،مَنْ طَلَبَ الاْخِرَةَ طَلَبَتْهُ الدُّنْيَا حَتَّى يَسْتَوْفِيَ رِزْقَهُ مِنْهَا.                
وقال (عليه السلام): اذْكُرُوا انْقِطَاعَ الَّلذَّاتِ، وَبَقَاءَ التَّبِعَاتِ.                

Search form

إرسال الی صدیق
قالوا عن فصاحة الإمام علي عليه السلام وبلاغته

إن الحديث عن الشخصيات العظيمة صعب مستصعب ، وذلك للحيرة الكبيرة التي يقع بها الكاتب عن هذه الشخصيات ، فهو – واقعا – لا يعرف من أين يبدأ ، وفي أي مكان ينتهي ، وما ذلك إلاّ لأن حياة العظماء عظيمة في كل جوانبها ، وشامخة في كل نواحيها .

ومن ذلك الحديث الصعب هو الحديث عن شخصية لامعة كشخصية الإمام علي بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليه ، فهذا الرجل قد شغل الناس قديما وحديثا بذكر عجائبه وغرائبه التي لا تنتهي .

وما ظنك برجل وصل الإعجاب والافتتان به إلى حد أن أتخذه بعض الناس إلها لهم .

ورغم معرفتنا بضلال هؤلاء الناس وفساد عقيدتهم ، إلاّ أن هذا وبلا شك يكشف جانبا هاما من جوانب هذه الشخصية العملاقة .

ولو أردنا الحديث عن مجمل جوانب شخصية هذا الرجل للزمنا ذلك أن نتحدث عن مجمل الروائع في هذه الدنيا ،،، فأي فن من فنون العظمة لم يخضه هذا الرجل ؟

ألم يصفه الواصفون بأنه : العالم الفقيه العابد الزاهد الشجاع الفصيح الحكيم ؟

نعم هذه هي صفاته (ع) ، ثم أنه تفرد بخصائص ومزايا لم يشاركه فيها أحد ممن عاصره ، أو ممن جاء بعده – إذا استثنينا أستاذه ومعلمه نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم - وما الحديث عن فصاحة هذا الرجل وبلاغته إلاّ جزءا يسيرا من جوانب عظمته .

ولا يظن القارئ الكريم إننا في بحثنا هذا نريد إثبات فصاحة علي (ع) أو بلاغته ، فهذه حقيقة قد تسالم عليها الأولون والآخرون ، ومهما اختلف الناس في شئ من مناقبه وفضائله ، فإنهم لا يختلفون بأنه (ع) إمام الفصحاء وسيد البلغاء ، وأن كلامه أشرف الكلام وأبلغه بعد كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وآله وسلم .

وحتى الذين شككوا في صحة نسبة بعض ما في نهج البلاغة له (ع) فهم لم يشكوا طرفة عين أبدا بأنه لا يدانى ولا يجارى في الفصاحة والبلاغة ، وأنه بزّ الأولين ، ولم يلحق بشأوه الآخرون ، وإن ما ورد عنه في كتب الأدب والبيان ( من غير النهج ) كاف لإثبات هذه الحقيقة .

وقد أعجب الناس – قديما وحديثا – ببيان علي وفصاحته ، وتعلقوا بها أيما تعلق ، فقرأوه وتدارسوه ، بل حفظوه في صدورهم وانطوت عليه جوانحهم ، وتمثلّوا به في كلامهم .

فهذا المسعودي ( المؤرخ المعروف ) يحدثنا بأن الناس حفظت من خطبه (ع) في سائر مقاماته أربعمائة ونيف وثمانون خطبة .

وهذا الأديب الشهير ( عبد الحميد الكاتب ) لما قيل له : ما الذي خرّجك في البلاغة ؟ قال : ( حفظت سبعين خطبة من خطب الأصلع ففاضت ثم فاضت ) .

وليس ابن نباته السعدي ( الخطيب المشهور) ببعيد عن سابقه ، فهو أيضا يحدّثنا عن نفسه بأنه حفظ مائة فصل من مواعظ علي .

ولم يكن الشريف الرضي ببدع من الناس حين عني بخطب علي (ع) وكلماته وجمعها في كتابه القيّم (نهج البلاغة) وإنما سبقه إلى ذلك جمع غفير من المؤرخين والكتاب ، ثم لحقه كذلك مثلهم ، ولو كان الحديث هنا يعنى بهذا الجانب لسردت لك قائمة طويلة بأسماء هؤلاء .

نكتفي بهذه المقدمة الموجزة ، وانتظرونا في الفصل الثاني لسرد الأقوال عن بلاغة علي (ع) وفصاحته إجمالا ، ثم الفصل الثالث لتبيان بعض جوانب هذه البلاغة والفصاحة والسلام عليكم .

الشهادات لعلي (ع) ببلوغه أعلى مراتب الفصاحة والبلاغة :

 -  قال الإمام الصادق (ع) :

( تكلم أمير المؤمنين صلوات الله عليه بأربع وعشرين كلمة قيمة ، كل كلمة منها وزن السموات والأرض ) كنز الفوائد للكراجكي .

-   قال الحارث الهمداني :

) والله لقد رأيت عليا ، وإنه ليخطب قاعدا كقائم ، ومحاربا كمسالم) مصادر نهج البلاغة للحسيني ج١ص٤٢ .

 -  قال معاوية بن أبي سفيان ( والفضل ما شهدت به الأعداء ) :

( والله ما رأيت أحدا يخطب ليس محمدا – يقصد باستثناء محمد - أحسن من علي إذا خطب ، فو الله ما سن الفصاحة لقريش غيره ) نفسه ج١ص٤٣ .

-  قال التابعي المعروف عامر الشعبي :

(تكلم أمير المؤمنين علي (ع) بتسع كلمات ارتجلهن ارتجالا ، فقأن عيون البلاغة ، وأيتمن جواهر الحكمة ، وقطعن جميع الأنام عن اللحاق بواحدة منهن :

ثلاث منها في المناجاة ، وثلاث منها في الحكمة ، وثلاث منها في الأدب :

أما اللواتي في المناجاة ، فقال : ( كفى بي عزا أن أكون لك عبدا ، وكفى بي فخرا أن تكون لي ربا ، أنت كما أحب فاجعلني كما تحب ) .

وأما اللاتي في الحكمة فقال : ( قيمة كل امرئ ما يحسنه ، وما هلك امرؤ عرف قدره ، والمرء مخبوء تحت لسانه ) .

وأما اللاتي في الأدب فقال : ( امنن على من شئت تكن أميره ، واحتج إلى من شئت تكن أسيره ، واستغن عمن شئت تكن نظيره ) الخصال للصدوق ج١ص٤٩  .

-  عبد الحميد الكاتب – الذي قيل عنه :

فتحت الرسائل بعبد الحميد وختمت بابن العميد – سأل : ما الذي خرّجك في البلاغة ، فقال :

( حفظت سبعين خطبة من خطب الأصلع ففاضت ثم فاضت )عن أمراء البيان لمحمد كرد علي ج١ص٤٥ .

-  قال ابن نباته – صاحب الخطب المشهورة - :

(حفظت من الخطابة كنزا لا يزيده الإنفاق إلاّ سعة وكثرة ، حفظت مائة فصل من مواعظ علي بن أبي طالب ) مجلة تراثنا / العدد الخامس ١٤٠٦ ص١٥ .

 -  قال جعفر بن يحيى - وجعفر هذا من أبلغ الناس وأفصحهم كما شهد له خريّت الصناعة الجاحظ – كان يقول عن علي (ع) :

( فصيح قريش ) شرح النهج لابن أبي الحديد ج٢ص٤٥٤ ولجعفر هذا تفصيل يأتي لا حقا عن بلاغة علي (ع) .

-  قال الجاحظ – وهو خريّت صناعة الأدب – في وصف المائة كلمة التي جمعها من كلام أمير المؤمنين (ع) :

( إن لأمير المؤمنين مائة كلمة ، كل كلمة منها تفي بألف من محاسن كلام العرب ) مجلة تراثنا / العدد الخامس ص ٣٢ .

وقال أيضا في تعليقه على حكمة الإمام المشهورة ( قيمة كل امرئ ما يحسنه ) :

( فلو لم نقف في هذا الكتاب إلاّ على هذه الكلمة لوجدناها كافية شافية ، ومجزية مغنية ، بل لوجدناها فاضلة عن الكفاية ، وغير مقصرة عن الغاية ، وأحسن الكلام ما كان قليله يغني عن كثيره ، ومعناه في ظاهر لفظه ، وكأن الله عز وجل قد ألبسه من الجلالة ، وغشاه من الحكمة على حسب نية صاحبه ، وتقوى قائله ، فإذا كان شريفا ، واللفظ بليغا ، وكان صحيح الطبع ، بعيدا عن الاستكراه ، ومنزها عن الاختلال ، مصونا عن التكلف ، صنع في القلب صنع الغيث في التربة الكريمة ، ومتى فصلت الكلمة على هذه الشريطة ، ونفذت من قائلها على هذه الصفة ، أصحبها الله من التوفيق ومنحها من التأييد ما لا يمتنع عن تعظيمها صدور الجبابرة ، ولا يذهل عن فهمها عقول الجهلة ) البيان والتبيين للجاحظ .

-  وقد علّق السيد الإمام يحيى بن حمزة اليمني على كلمة للجاحظ في بيان علي (ع) :

( انظر إلى إنصاف الجاحظ فيما قاله ، وما ذاك إلاّ أنه خرق قرطاس سمعه ببلاغته ، وحيّر سمعه لما اشتمل عليه من إعجازه وفصاحته ، فإذا كان هذا حال الجاحظ ، وله في الفصاحة اليد البيضاء فكيف حال غيره )عن الطراز المذهب ج١ص١٦٧ .

-  وقال ابن عبد البر – صاحب الاستيعاب في معرفة الأصحاب – معلقا على هذه الكلمة أيضا :

(يقال : إن قول علي بن أبي طالب ( قيمة كل امرئ ما يحسن ) .

لم يسبقه إليه أحد ، وقالوا : ليس كلمة أحض على طلب العلم منها) .

وقال عنها أيضا :

( من الكلام العجيب الخطير ، وقد طار الناس إليه كل مطير ، ونظمه جماعة من الشعراء إعجابا به ، وكلفا بحسنه )عن جامع بيان العلم وفضله ص ٩٩/١٠٠ .

-  قال الشريف الرضي – وهو غني عن التعريف في علمه وأدبه - :

( إذ كان أمير المؤمنين عليه السلام مشرع الفصاحة وموردها ، ومنشأ البلاغة ومولدها ، ومنه – عليه السلام – ظهر مكنونها وعنه أخذت قوانينها ، وعلى أمثلته حذا كل قائل خطيب ، وبكلامه استعان كل واعظ بليغ ، ومع ذلك فقد سبق وقصروا ، وقد تقدم وتأخروا ، لأن كلامه – عليه السلام – الكلام الذي عليه مسحة من العلم الإلهي ، وفيه عبقة من الكلام النبوي ) مقدمة ( نهج البلاغة ) .

-  قال العلامة شمس الدين الحنفي الشهير بسبط ابن الجوزي :

( كان علي ينطق بكلام قد حف بالعصمة ، ويتكلم بميزان الحكمة ، كلام ألقى الله عليه المهابة ، فكل من طرق سمعه راقه فهابه ، وقد جمع الله له بين الحلاوة والملاحة ، والطلاوة والفصاحة ، لم تسقط له كلمة ، ولا بارت له حجة ، أعجز الناطقين ، وحاز السبق في السابقين ) عن تذكرة خواص الأئمة ص ١٢٨ .

- قال الشيخ محمد بن طلحة الشافعي :

( الفصاحة تنسب إليه ، والبلاغة تنقل عنه والبراعة تستفاد منه ، وعلم المعاني والبيان غريزة فيه ) عن مطالب السؤال ج١ص١٣٧ .

-  قال ابن أبي الحديد – وهو غني عن التعريف - :

( واعلم أننا لا يتخالجنا الشك في أنه عليه السلام أفصح من كل ناطق بلغة العرب من الأولين والآخرين ، إلاّ من كلام الله سبحانه ، وكلام رسول الله صلى الله عليه وآله ) .

وقال أيضا :

( إن سطرا واحدا من ( نهج البلاغة) يساوي ألف سطر من كلام ابن نباته ، وهو الخطيب الفاضل الذي اتفق الناس على أنه أوحد عصره في فنه ) شرح النهج ج٢ص ٤٥٤ .

ولهذا الأديب المصقع تفصيل كثير عن بلاغة علي (ع) سيأتي في محله إن شاء الله تعالى .

-  قال الشيخ محمد أبو زهرة :

(وعلي سيد خطباء تلك الفترة ، أنفتق لسانه بالبيان الرائع ، والقول السائغ ،والحكمة الفائقة ، حتى أورث الأخلاف طائفة من الخطب هي نهج البيان ،ومشرع الحكمة ونور الحق ووضح الحقيقة )الخطابة ص ٢٥٨ .

-  قال الدكتور شوقي ضيف :

( وكان خطيبا مفوها ، لا يشق غباره ) .

وقال أيضا :

( ... وإن ما جاء فيها – يعني في المصادر القديمة من كلام علي – لكاف في تصوير قدرته الخطابية وإحسانه إحسانا كان يخلب ألباب سامعيه ، ويؤثر في نفوسهم تأثيرا عميقا ) تاريخ الأدب العربي / العصر الإسلامي ص ١٢٧ .

-  قال الدكتور احمد الحوفي :

( وصف القدماء والمحدثون الإمام عليا بالبلاغة ، ولم يشذ أحد عن هذا الإجماع ) بلاغة الإمام علي ص ١٤٤ .

-  قال الدكتور محمد عبد المنعم خفاجي :

( إمام الخطباء من المسلمين بعد رسول الله ، وكان بطلا مقداما وفارسا شجاعا ، علما من أعلام الإسلام ، كما كان خطيبا مصقعا وبليغا منطقيا ) .

وقال أيضا :

(كان علي في الذروة من البلاغة والبيان والفصاحة ، وكان أخطب الخطباء بعد رسول الله ) الحياة الأدبية في عصر صدر الإسلام .

وقال عن نهج البلاغة :

( كتاب جليل ، وأثر أدبي خالد بعد كلام الله وكلام رسوله ... هذا وقد تتلمذ على الكتاب وتثقف بثقافته الكثيرون من عاشقي الأدب ودارسيه في القديم والحديث ، ولا يزال حتى اليوم من أهم كتب الأدب والثقافة الدينية والعربية .

والكتاب عالي الأسلوب ، فخم العبارة ، مصقول البيان ، لطيف الروح ، مشرقها ، ينحدر إلى النفس بسهولة ، ويدخل إلى القلب بغير استئذان ) الحياة الأدبية في عصر صدر الإسلام ص ١٣٦ وصاعدا .

 - قال الدكتور مصطفى الشكعة عن خطب علي :

( ... وتعتبر خطبه مدارس لتعليم الأدب وإجادة اللغة ) الأدب في موكب الحضارة الإسلامية ص ٢٣١ .

- وقال بعضهم :

( وكان علي عليه السلام إماما في الأدب ورأسا في اللغة ومقتدى في البلاغة ، خطبه العجيبة مذكورة في نهج البلاغة ) مقدمة الطبعة الأولى لكتاب ( المجتنى) لابن دريد .

-  قال الأستاذ توفيق أبو علم :

( إمام الفصحاء ، وسيد البلغاء ،،، ويكفي نهج البلاغة دلالة على أنه لا يجارى في الفصاحة ولا يبارى في البلاغة ) الإمام علي بن أبي طالب ص ٥٠ .

( فكان حكيما تتفجر الحكمة من بيانه ، وخطيبا تتدفق البلاغة على لسانه ، وواعظا ملء السمع والقلب ، وكاتبا مترسلا ، بعيد غور الحجة ، ومتكلما يضع لسانه حيث يشاء ) في كتاب الأدب العربي وتاريخه ص ٢٢٨ .

-  قال الأستاذ إيليا الحاوي – أستاذ مساعد للأدب العربي في كلية بيروت للبنات - :

( اشتهر الإمام علي في الأدب العربي ببلاغته كما اشتهر في السياسة ببطولته ، وفي الدين بتقواه ، ولعل الخطب التي ألقاها في أتباعه هي في الواقع أكثر الخطب العربية بلاغة وصدقا ، كما أنها في الآن ذاته أكثرها عددا ) نماذج في النقد الأدبي ص ٢٦٣ .

-  قال الأستاذ حنا الفاخوري :

( وعلي من أفصح العرب – وهو كما رأينا ربيب الرسول - ) .

وقال أيضا :

( إذا تكلم ابن أبي طالب كان كلامه نارا ونورا ، فهو إمام كل من اعتلى منبرا ، وخطب في جمهور ) .

وقال أيضا :

( قيل في كلام علي بن أبي طالب أنه ( دون كلام الخالق وفوق كلام المخلوق ) والحق يقال أن الإمام من أبلغ الناس خطابة ، وهذه البلاغة ترافقه في جميع مواقفه حتى الارتجالية منها ، وهو سريع البديهة إلى حد بعيد لا تقف في وجهه شدة ولا يعجزه مأزق حرج ) الجديد في الأدب العربي .

وسيأتي تفصيل للفاخوري عن بلاغة علي .

-  قال الأستاذ أبو الفضل البلياوي – أستاذ الأدب في دار العلوم - :

(حكيم الإسلام وخطيبه وفارسه ، ووارث رسول الله (ص) في الأدب والبلاغة والعلم بلا خلاف ، وإمامته في ذلك لم تنازع قط ، أخطب المسلمين ، وإمام المنشئين ، وأحد أصحاب الأساليب والمذاهب في الإنشاء وآثاره الأدبية من خطب وكتب وحكم – ما صح منها – جمال اللغة العربية وبدائع النثر العربي ، وموضوع دراسة الأديب والباحث ) مختارات من أدب العرب للندوي هامش ص ٣٧  .

- قال الأستاذ محمود مصطفى :

( ... وهذا علي – كرم الله وجه – تروى له خطبه في كتاب ضخم هو ( نهج البلاغة ) وإذا صح ما قيل من أن فيها مدسوسا عليه ، فإن سلامة نصفها له أو أقل ليجعله مقطوع النظير فيمن عرفنا من خطباء الدنيا ) الأدب العربي وتاريخه ج١ص٤٦  .

 - قال الدكتور محمد طاهر درويش :

(كان الإمام علي مثلا في فصاحته وقدرته البلاغية ) الخطابة في صدر الإسلام ص ٣٢٩  .

- قال الدكتور حسن إبراهيم حسن :

( وكان علي مضرب الأمثال في الفصاحة ، يلقي القول فيأخذ بمجامع القلوب ، ويخطب الخطبة فيثير النفوس ويحمسها للحرب) تاريخ الإسلام ج١ص٢٧٣  .

- قال الأستاذ محمد فريد وجدي :

( اجتمعت في علي عليه السلام خصال لم تجتمع لغيره من الخلفاء وهي العلم الغزير والشجاعة العالية والفصاحة الباهرة، وكان مع هذا حاصلا من محامد الأخلاق ومكارم الطباع على مالا يتفق لغير الكاملين من الأفراد ) دائرة معارف القرن العشرين ج٦ص٦٥٩  .

-  قال جبران خليل جبران :

" إن علياً لمَن عمالقة الفكر و الروح و البيان في كل زمان و مكان " الامام علي صوت العدالة الانسانية ٥/  ١٢١٣  .

-  قال ميخائيل نعيمة :

" بطولات الإمام ما اقتصرت على ميادين الحرب ، فقد كان بطلاً في صفاء بصيرته و طهارة وجدانه و سِحر بيانه ... " . نفسه ١/٢٢ .

-  قال الفاضل الآلوسي :

" هذا كتاب نهج البلاغة قد استودع من خطب الإمام علي بن أبي طالب سلام الله عليه ما هو قبس من نور الكلام الإلهي و شمس تضيء بفصاحة المنطق النبوي " . بلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب : ٣ / ١٨٠ .

-  قال الأديب أحمد حسن الزّيات المصري :

" و لا نعلم بعد رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) فيمن سلف و خلف أفصح من علي في المنطق ، و لا أبلّ منه ريقاً في الخطابة ، كان حكيماً تتفجر الحكمة من بيانه ، و خطيباً تتدفّق البلاغة على لسانه ، و واعظاً ملء السمع و القلب ، و مترسلاً بعيد غور الحجة ، و متكلماً يضع لسانه حيث يشاء ، و هو بالإجماع أخطب المسلمين و إمام المنشئين ، و خُطبه في الحثّ على الجهاد و رسائله إلى معاوية و وصف الطاووس و الخفاش و الدنيا ، و عهده للأشتر النخعي إن صحَّ تعدّ من معجزات اللسان العربي و بدائع العقل البشري ، و ما نظن ذلك قد تهيأ له إلا لشدة خلاطه الرسول و مرانه منذ الحداثة على الكتابة له و الخطابة في سبيله " تاريخ الأدب العربي : ٩٠ .

- قال الدكتور فايز ترحييني ( أستاذ الأدب الإسلامي في الجامعة اللبنانية) :

 ... ومع صدر الإسلام تنعكس الصورة ، فتزدهر الخطابة ويتقهقر الشعر لأسباب عديدة تطرقنا إليها مبثوثة في غير موضع ، وتبلغ أوج ازدهارها مع علي بن أبي طالب ، وكأن الخطابة عند العرب ابتدأت مع هذا الرجل وانتهت معه ..... وهنا لا أجد غضاضة من الاعتراف بالعجز أمام خطابة هذا الرجل وفصاحته ، وإمساكه بناصية البلاغة ، وكأنه لم يترك فيها مطمعا لأحد ( أدب الخطابة في صدر الإسلام ص ٥٦)  .

 - قال الأستاذ محمد محيي الدين عبد الحميد / المدرس في كلية اللغة العربية بالجامع الأزهر :

( ... فهذا كتاب ( نهج البلاغة ) وهو ما اختاره الشريف الرضي أبو الحسن محمد ابن الحسن الموسوي من كلام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، وهو الكتاب الذي جمع بين دفتيه عيون البلاغة وفنونها ، وتهيأت به للناظر فيه أسباب الفصاحة ، ودنا منه قطافها ، إذ كان من كلام أفصح الخلق – بعد الرسول صلى الله عليه وسلم – منطقا ، وأشدهم اقتدارا ، وأبرعهم حجة ، وأملكهم للغة ، يديرها كيف شاء ، الحكيم الذي تصدر الحكمة عن بيانه ، والخطيب الذي يملأ القلب سحر بيانه ، العالم الذي تهيأ له من خلاط الرسول وكتابة الوحي والكفاح عن الدين بسيفه ولسانه منذ حداثته ما لم يتهيأ لأحد سواه ) مقدمة شرح النهج للإمام محمد عبده .

-  قال الأستاذ محمد أبو الفضل إبراهيم عن (نهج البلاغة) :

( ومنذ أن صدر هذا الكتاب عن جامعه ، سار في الناس ذكره ، وتألق نجمه ، أشأم وأعرق ، وأنجد وأتهم ، وأعجب به حيث كان ، وتدارسوه في كل مكان ، لما اشتمل عليه من اللفظ المنتقى ، والمعنى المشرق ، وما احتواه من جوامع الكلم ، في أسلوب متساوق الأغراض محكم السبك ، يعد في الذروة العليا من النثر العربي الرائع ) عن مقدمته على شرح ابن أبي الحديد .

-  قال جورج جورداق :

.. فالإمام بإجماع الباحثين رائد البلغاء في عصره حتى وبعد عصره.. وكل من عاصره كان عيالاً على نبعتين قرشيتين ثرتين.. النبعة المحمدية والنبعة العلوية.. أضف إلى النشأة والسيرة والبيئة ونوع الثقافة الخصائص العلوية الذاتية التي تكاد تقف وحدها في مجال الأخلاق والذوق والذكاء والعمق والشمولية وقوة التأمل والسبر.. تقف لتؤلف شخصية عجيبة خصبة معطاء.. شخصية تلتحم فيها مزايا الفارس والبطل إلى مزايا المصلح والأديب والخطيب الرباني الملتزم في هندسة نفسية وذهنية وفنية رائعة. عن كتابه ( علي وسقراط ) .

-  قال العقاد - وهو غني عن التعريف :

(وللذوق الأدبي - أو الذوق الفني - ملتقى بسيرته كملتقى الفكر والخيال والعاطفة لأنه رضوان الله عليه كان أديباً بليغاً، له نهج من الأدب والبلاغة يقتدي به المقتدون، وقسط من الذوق مطبوع يحمده المتذوقون وإن تطاولت بينه وبينهم السنون. فهو الحكيم الأديب والخطيب المبين، والمنشئ الذي يتصل إنشاؤه بالعربية ما اتصلت آيات الناشرين والناظمين). عن مقدمة كتاب ( عبقرية الإمام علي ) .

-  قال الشيخ محمود شكري الآلوسي :

( هذا كتاب ( نهج البلاغة) قد استودع من خطب الإمام علي بن أبي طالب سلام الله عليه ما هو قبس من نور الكلام الإلهي ، وشمس تضئ بفصاحة المنطق النبوي ) عن بلوغ الأرب ج٢ ص ١٨٠ .

-  قال الأستاذ محمد حسن نائل المرصفي :

(نهج البلاغة ، ذلك الكتاب الذي أقامه الله حجة واضحة على أن عليا كان أحسن مثال حي لنور القرآن وحكمته ، وعلمه وهدايته ، وإعجازه وفصاحته ) عن مقدمته لشرح النهج .

 -  قال الدكتور زكي نجيب محمود ( الفيلسوف المصري الشهير) :

(لقد عرفت ( نهج البلاغة) في صدر الصبا ، بل لعل الصواب هو أني عرفته في أطراف الصبا الأولى ، وبقيت منه نغمات في الأذن ، ثم أخذت أسمع بعد ذلك – كلما لمع خطيب على منابر السياسة – قول الناس تعليقا على بلاغة الخطيب : لقد قرأ نهج البلاغة وامتلأ بفصاحته ، وهاأنذا أعيد القراءة هذه الأيام ، فإذا النغمات قد ازدادت في الأذنين حلاوة ، وإذا العبارات كأنها أضافت طلاوة إلى طلاوة ) المعقول واللامعقول ص ٣١  .

****************************