وقال (عليه السلام) : مَنْ عَظَّمَ صِغَارَ الْمَصَائِبِ ابْتَلاَهُ اللهُ بِكِبَارِهَا .                
وقال (عليه السلام): الرِّزْقُ رِزْقَانِ: طَالِبٌ، وَمَطْلُوبٌ، فَمَنْ طَلَبَ الدُّنْيَا طَلَبَهُ الْمَوْتُ حَتَّى يُخْرِجَهُ عَنْهَا،مَنْ طَلَبَ الاْخِرَةَ طَلَبَتْهُ الدُّنْيَا حَتَّى يَسْتَوْفِيَ رِزْقَهُ مِنْهَا.                
وقال (عليه السلام): قَلِيلٌ مَدُومٌ عَلَيْهِ خَيْرٌ مِنْ كَثِير مَمْلُول مِنْهُ.                
وقال (عليه السلام): مَنْهُومَانِ لاَ يَشْبَعَانِ: طَالِبُ عِلْم، وَطَالِبُ دُنْيَا.                
وقال (عليه السلام): أَعْجَزُ النَّاسِ مَنْ عَجَزَ عَنِ اكْتِسَابِ الاْخْوَانِ، وَأَعْجَزُ مِنْهُ مَنْ ضَيَّعَ مَنْ ظَفِرَ بِهِ مِنْهُمْ .                
وقال (عليه السلام): الْغِيبَةُ جُهْدُ الْعَاجزِ.                
وقال (عليه السلام): أَشَدُّ الذُّنُوبِ مَا اسْتَخَفَّ بِهِ صَاحِبُهُ.                

Search form

إرسال الی صدیق
كتاب نهج البلاغة

علي السقاف

كتاب نهج البلاغة يحوي خطب ونصائح للامام للامام علي ابن ابي طالب جمع الشريف الرضي ونقاش حولة للاستفادة هل نهج البلاغة للشريف الرضي ؟ أم هوللإمام أمير المؤمنين علي ( عليه السَّلام ) ؟ إن كتاب نهج البلاغة هومجموع ما اختاره السيد الشريف الرضي وانتخبه من كلام الإمام أمير المؤمنين ( عليه السَّلام ) في الخطب والمواعظ والحِكَم وغيرها .

لم يكن السيد الشريف الرضي هوأول من جمع بعض خطب الإمام أمير المؤمنين ( عليه السَّلام ) بل ان هناك آخرين ممن تقدموا عليه بعشرات السنين سبقوه إلى ذلك وبادروا إلى جمع كلامه ( عليه السَّلام ) ، ثم توالى تدوين كلام الإمام ( عليه السَّلام ) وخطبه حتى جاء دور الشريف الرضي ( رحمه الله ) في النصف الأخير من القرن الرابع الهجري ، فجمع ( رحمه الله ) ما اختاره من كلام الإمام ( عليه السَّلام ) ولم يجمع جميع كلامه ( عليه السَّلام ) ثم إن السيد الرضي لم يذكر من كل خطبة إلا القليل المختار منها ولم يذكرها بالكامل . كيف تسنى للرضي جمع خطب الإمام ؟

استعان الشريف الرضي في جمع كلام الإمام أمير المؤمنين ( عليه السَّلام ) بالكتب الكثيرة التي كانت في متناول يده آنذاك ، فقد كانت بغداد في ذلك اليوم تزخر بالمكتبات العامة والخاصة الفريدة التي تضُمُّ كتباً كثيرة ، ومن جملة تلك المكتبات مكتبة أخيه السيد المرتضى علم الهدى ( رحمه الله ) التي كانت تشتمل على ثمانين ألف مجلد .

وبالطبع فلولم يجمع الشريف الرضي ما اختاره من كلام أمير المؤمنين ( عليه السَّلام ) في نهج البلاغة من تلك المصادر لكنا محرومين منه أيضا اليوم بكل تأكيد قد يقال أن ما في نهج البلاغة من خطب وكلمات وكتب هي من انشاءات الرضي الأدبية ، لكن هذا الكلام مردود ولا أساس له من الصحة ، إذ أن مستوى كلام الإمام علي ( عليه السَّلام ) شكلاً ومضموناً يختلف بشدة عن مستوى كلام السيد الرضي الذي قدَّم نهج البلاغة بمقدمة بيَّن فيها عظمة كلام الإمام أمير المؤمنين ( عليه السَّلام ) ، وبيَّن هدفه من جمع كلامه في كتاب نهج البلاغة التشكيك في سند نهج البلاغة وفي نسبته إلى علي إن نهج البلاغة ـ كله أوجله ـ من تأليف الشريف الرضي ، لا من أقوال الإمام ( عليه السَّلام ) "
١- قال العلامة الشيخ محمد جواد مغنية ( رحمه الله ) : لونُسب نهج البلاغة لمعاوية بن أبي سفيان لكانت النسبة حقاً وصدقا ، ولكان أبا يزيد المصدر الأول للفلسفة والحضارة الإسلامية ، ولكنه نسب إلى إمام المتقين وحبيب المؤمنين وعدوالمنافقين فأصبح موضع الريب والتشكيك ! "
٢- قال العلامة السيد محسن الأمين ( رحمه الله ) : " ومن التحامل على أمير المؤمنين ( عليه السَّلام ) التماس الوجوه والطرق والوسائل لإنكار نسبة نهج البلاغة إليه ، وأنه من تأليف السيد الرضي
٣- قال العلامة الشيخ محمد جواد مغنية ( رحمه الله ): " بعد البحث لم أجد أي سبب للشك في نسبة نهج البلاغة إلى الإمام (عليه السَّلام ) إلا أن جامعه الشريف الرضي الشيعي . .!
٤- قال السيد محسن الأمين ( رحمه الله ) أيضا : " ليس نهج البلاغة مرجعاً للأحكام الشرعية حتى نبحث عن أسانيده ونوصله إلى علي

( عليه السَّلام ) ، إنما هومنتخب من كلامه في المواعظ والنصائح لوكان أكثر ما فيه منحول مدخول كما يقول الأديب الزيات في تاريخ الأدب العربي ، لردّه علماء ذلك العصر وما قبلوه ، وبينوا وجه الانتحال فيه وأظهروه فشاع وذاع ، لكنا لم نجدهم نسبوا ببنت شفة ، بل تلقّوه بالقبول والإعظام ..

ثم إن هناك كتباً ألفها علماء وادباء تؤكد وجود الخطب والكتب والحِكم الواردة في نهج البلاغة قبل ولادة السيد الرضي ( رحمه الله ) مواصلة النقاشات حول كتاب نهج البلاغة للامام علي .
إن الشريف الرضي لم يذكر أسانيد الخطب والرسائل والكلمات التي احتوى عليها نهج البلاغة، لكن هذا لا يسقط اعتبارها لسببين:
١- قوة مضامين تلك الخطب والرسائل من حيث بلاغتها وفصاحتها من جهة، وسمومعانيها من جهة أخرى.
٢- وجود أسانيد لمعظم تلك الخطب في كتب علماء وجدوا قبل أن يولد الشريف الرضي. شكراً للشريف الرضي وللمعتزلي ولمحمد عبدة على حمل الامانة الحمدلله الذي بعث لنا نبي الرحمة محمد (ص) فكان الامين على الرسالة ليخرجنا من الظلمات الى النور والحمد لله الذي خلق من بين خلقه الشريف الرضي وابي الحديد المعتزلي وشيخ الازهر محمد عبدة ليكونوا الامناء في بحثهم عن الحقيقة لايصال ما اندثر من علم رسالي نحن احوج اليه اليوم وغداً من كبرياء آراءنا... وكفى .
أن البعض ممن ركبوا العصبية ونكبوا عن النهج قد يضربون عن كل هذه الحجج والدلائل صفحا ويتشبثون بشبهات السلام عليكم في البداية :إن مجموع نهج البلاغة عقد في الأدب ثمين، ينبوع للعلم غزير المادة لا ينبغي أن يستخف بوزنه لمجرد تعصب أشخاص أوطوائف ضعيفة المركز لا تعرف ثمن الحكمة ولا تلتفت إلى العواقب، قام في عصره سيد الشعراء بلا مراء ألا وهوالشريف الرضي فسن لنهضة النشؤ العربي نهج البلاغة واختار من مختار كلام أمير البلاغة، وإمام الإنشاء مجموعة وافية بالغرض وثق من إسنادها وهوالثقة عند الجميع. فكتاب نهج البلاغة المنوه عنه المنتشر في دواوين الأدباء وأندية العلماء فلا ينبغي الشك في أنه من جمع الشريف الرضي محمد بن الحسين ذي الحسبين المتوفى سنة ٤٠٦.

ونسبة الكتاب إليه مشهورة وأسانيد شيوخنا في أجازاتهم متواترة ونسخة عصر الشريف موجودة والتي وشحت بخطه الشريف مشهورة وعليه فكلما في مجموعة نهج البلاغة هومن جمع الشريف الرضي محمد بن الحسين بلا مراء.

أما نسبة انتحال الشريف الرضي جامع نهج البلاغة خطبة أوكلمة إلى سيدنا الإمام علي (عليه السلام) وتعمده الكذب عليه بأي دافع من الدوافع منشئ لا يسع أهل العلم والعرفاء بحال الرضي أن يقبلوه، لأن نزاهة الشريف الرضي معلومة وعفته مشهورة وزهده ثابت وورعه .

****************************