وقال (عليه السلام): إِذَا أَقْبَلَتِ الدُّنْيَا عَلَى أحَد أَعَارَتْهُ مَحَاسِنَ غَيْرِهِ، وَإِذَا أَدْبَرَتْ عَنْهُ سَلَبَتْهُ مَحَاسِنَ نَفْسِهِ .                
وقال (عليه السلام) : مَنْ عَظَّمَ صِغَارَ الْمَصَائِبِ ابْتَلاَهُ اللهُ بِكِبَارِهَا .                
وقال (عليه السلام): الْحِلْمُ وَالاَْنَاةُ تَوْأَمَانِ يُنْتِجُهُمَا عُلُوُّ الْهِمَّةِ.                
وقال (عليه السلام): اذْكُرُوا انْقِطَاعَ الَّلذَّاتِ، وَبَقَاءَ التَّبِعَاتِ.                
وقال (عليه السلام): الغِنَى والْفَقْرُ بَعْدَ الْعَرْضِ عَلَى اللهِ.                
وقال (عليه السلام): الْغِيبَةُ جُهْدُ الْعَاجزِ.                
وقال (عليه السلام) : هَلَكَ فِي رَجُلاَنِ: مُحِبٌّ غَال ، وَمُبْغِضٌ قَال .                

Search form

إرسال الی صدیق
كلامُ عليٍّ (عليه السلام) في وَصْفِ القرآن

إن عليا عليه السلام كثيراً ما ندب أصحابه إلى القرآن، وبين فضله بأبلغ البيان، فما نرى أحداً من العلماء وصف القرآن كما وصفه أمير المؤمنين عليه السلام، لأن علياً كان قلبه مرآة القرآن وعمله ثمرةً لهذه الشجرة المباركة، فينبغي لنا أن نسكت في هذا المقام ونفوض نعت القرآن إلى علي عليه السلام (وفي طلعة الشمس ما يغنيك عن زحل!)؛

فاستمع إلى كلام تشد الرحال فيما دونه:

١- قال عليه السلام: بعث الله محمداً صلى الله عليه وآله وسلم بالحق ليخرج عباده من عبادة الأوثان إلى عبادته ومن طاعة الشيطان إلى طاعته بقرآن قد بينه وأحكمه، ليعلم العباد ربهم إذ جهلوه، وليقروا به بعد إذ جحدوه، وليثبتوه بعد إذ أنكروه، فتجلى لهم سبحانه في كتابه من غير أن يكونوا رأوه، فأراهم حلمه كيف حلم، وأراهم عفوه كيف عفا، وأراهم قدرته كيف قدر، وخوفهم من سطوته، وكيف خلق ما خلق من الآيات، وكيف محق من محق من العصاة بالمثلات واحتصد من احتصد بالنقمات، وكيف رزق وهدى وأعطى[١].

٢- وقال عليه السلام: واعلموا أن هذا القرآن هو الناصح الذي لا يغش والهادي الذي لا يضل والمحدث الذي لا يكذب، وما جالس هذا القرآن أحد إلا قام عنه بزيادة أو نقصان: زيادة في هدًى أو نقصان من عمًى. واعلموا أنه ليس على أحد بعد القرآن من فاقة، ولا لأحد قبل القرآن من غنىً؛ فاستشفوه من أدوائكم، واستعينوا به على لأوائكم، فإن فيه شفاءً من أكبر الداء، وهو الكفر والنفاق والغي والضلال، فاسألوا الله به، وتوجهوا إليه بحبه، ولا تسألوا به خلقه، إنه ما توجه العباد إلى الله تعالى بمثله، واعلموا أنه شافع مشفع، وقائل مصدق[٢].

٣- وقال عليه السلام: وعليكم بكتاب الله فإنه الحبل المتين، والنور المبين، والشفاء النافع، والري الناقع، والعصمة للمتمسك، والنجاة للمتعلق، لا يعوج فيقام، ولا يزيغ فيستعتب، ولا تخلقه كثرة الرد وولوج السمع، من قال به صدق، ومن عمل به سبق[٣].

٤- وقال عليه السلام: وإن الله سبحانه لم يعظ أحداً بمثل هذا القرآن، فإنه حبل الله المتين وسببه الأمين، وفيه ربيع القلب وينابيع العلم، وما للقلب جلاء غيره[٤].

٥- وقال عليه السلام: فالقرآن آمر زاجر، وصامت ناطق، حجة الله على خلقه، أخذ عليه ميثاقهم وارتهن عليهم أنفسهم، أتم نوره وأكمل به دينه، وقبض نبيه صلى الله عليه وآله وسلم، وقد فرغ إلى الخلق من أحكام الهدى به[٥].

٦- وقال عليه السلام: «ذلك القرآن فاستنطقوه ولن ينطق لكم، ولكن أخبركم عنه: إن فيه علم ما مضى وعلم ما يأتي إلى يوم القيامة، وحكم ما بينكم[٦].

٧- وقال عليه السلام: تعلموا القرآن فإنه أحسن الحديث، وتفقهوا فيه فإنه ربيع القلوب، واستشفوا بنوره فإنه شفاء الصدور، وأحسنوا تلاوته فإنه أنفع القصص[٧].

٨- وقال عليه السلام: وكتاب الله بين أظهركم، ناطق لا يعيا لسانه، وبيت لا تهدم أركانه، وعز لا تهزم أعوانه[٨].

٩- وقال عليه السلام: «وفي القرآن نبأ ما قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم[٩].

١٠- وقال عليه السلام: إن القرآن ظاهره أنيق وباطنه عميق، لا تفنى عجائبه، ولا تنقضي غرائبه، ولا تكشف الظلمات إلا به[١٠].

--------------------------------------------------------
[١] . راجع روضة الكافي للكليني، (ص:٣٨٦)، ونهج البلاغة، الخطبة (١٤٧)، على اختلاف يسير بين رواية الكليني ورواية الشريف الرضي.
[٢] . نهج البلاغة، الخطبة (١٧٦).
[٣] . نهج البلاغة، الخطبة (١٥٦).
[٤] . نهج البلاغة، الخطبة (١٧٦).
[٥] . نهج البلاغة، الخطبة (١٨٣).
[٦] . نهج البلاغة، الخطبة (١٥٨).
[٧] . نهج البلاغة، الخطبة (١١٠).
[٨] . نهج البلاغة، الخطبة (١٣٣).
[٩] . نهج البلاغة، حكم أمير المؤمنين، حكمة (رقم:٣١٣).
[١٠] . نهج البلاغة، الخطبة (١٨).
****************************