وقال (عليه السلام): الْحِلْمُ وَالاَْنَاةُ تَوْأَمَانِ يُنْتِجُهُمَا عُلُوُّ الْهِمَّةِ.                
وقال (عليه السلام): ما أَنْقَضَ النَّوْمَ لِعَزَائِمِ الْيَوْمِ.                
وقال (عليه السلام): لَيْسَ بَلَدٌ بأَحَقَّ بِكَ مِنْ بَلَد، خَيْرُ الْبِلاَدِ مَا حَمَلَكَ.                
وقال (عليه السلام): مَنِ اتَّجَرَ بِغَيْرِ فِقْه ارْتَطَمَ فِي الرِّبَا.                
وقال (عليه السلام): أَشَدُّ الذُّنُوبِ مَا اسْتَخَفَّ بِهِ صَاحِبُهُ.                
وقال (عليه السلام): قَلِيلٌ مَدُومٌ عَلَيْهِ خَيْرٌ مِنْ كَثِير مَمْلُول مِنْهُ.                
وقال (عليه السلام) : هَلَكَ فِي رَجُلاَنِ: مُحِبٌّ غَال ، وَمُبْغِضٌ قَال .                

Search form

إرسال الی صدیق
كلمة الأستاذ حسن نائل المرصفي المصري

تحدّث أستاذ الفن (حسن نائل المرصفي) مدرس البيان بكليّة العزيز الكبرى بمصر في مقدّمة شرحه على نهج البلاغة، فجمع بايجاز أطراف البيان حول عبقريّة الإمام وذكر مزاياه العالية وشرح ماهيّة كلامه في نهج البلاغة ملخّصاً فيما يأتي، قال:
(بهذه الخصال الثلاث ـ يعني جمال الحضارة الجديدة، وجلال البداوة القديمة، وبشاشة القرآن الحكيم ـ امتاز الخلفاء الراشدون، ولقد كان المجلي في هذه الحلبة علي صلوات الله عليه، وما أحسبني أحتاج في إثبات هذا إلى دليل أكثر من نهج البلاغة، ذلك الكتاب الذي أقامه الله حجّة واضحة على أنّ عليّاً (رضي الله عنه) قد كان أحسن مثال حيّ لنور القرآن وحكمته، وعلمه وهدايته، وإعجازه وفصاحته.
اجتمع لعليّ (عليه السلام) في هذا الكتاب ما لم يجتمع لكبار الحكماء وأفذاذ الفلاسفة ونوابغ الربّانيّين من آيات الحكمة السامية وقواعد السياسة المستقيمة، ومن كلّ موعظة باهرة، وحجّة بالغة، تشهد له بالعقل وحسن الأثر.
خاض علي في هذا الكتاب لجّة العلم والسياسة والدين، فكان في كلّ هذه المسائل نابغة مبرّزاً، ولئن سألت عن مكان كتابه من الأدب بعد أن عرفت مكانه من العلم، فليس في وسع الكاتب المسترسل، والخطيب المصقع، والشاعر المفلق أن يبلغ الغاية في وصفه والنهاية من تقريظه، وحسبنا أن نقول: إنّه الملتقى الفذّ الذي التقى فيه جمال الحضارة وجزالة البداوة، والمنـزل الفرد الذي اختارته الحقيقة لنفسها منـزلاً تطمئنّ فيه وتأوي إليه بعد أن زلّت بها المنازل في كلّ لغة).

وكم مثل هذا في الواصفين لنهج البلاغة من حكموا بتفوّقه على كتب الإنشاء ومنشآت البلغاء، واعترفوا ببلوغه حدّ الاعجاز، وأنّه فوق كلام المخلوقين ودون كلام الخالق المتعال، وأعجبوا به أقصى الإعجاب، وشهدت ألسنتهم بدهشة عقولهم من عظمةٍ أضاء سنا برقها من ثنايا الخطب ومزايا الجمل، وليس إعجاب الأدباء بانسجام لفظه وحده، ولا دهشة العلماء من تفوّق معانيه البليغة حدّ الاعجاز فقط، وإنّما الإعجاب كلّه والدهشة كلّها في تنوّع المناحي في هذه الخطب والكلم، واختلاف المرامي والأغراض فيها، فمن وعظ ونصح وزهد وزجر، إلى تنبيه حربيّ واستنهاض للجهاد، إلى تعليم فنّي ودروس ضافية في هيئة الأفلاك وأبواب النجوم، وأسرار من طبائع كائنات الأرض وكامنات السماء، إلى فلسفة الكون وخالقه، وتفنّن في المعارف الإلهيّة وترسّل في التوحيد، وصفة المبدء والمعاد، إلى توسّع في أصول الإدارة وسياسة المدن والأمم، إلى تثقيف النفوس بالفضائل وقواعد الاجتماع وآداب المعاشرة ومكارم الأخلاق، إلى وصف شعري لظواهر الحياة، وغير ذلك من شتّى المناحي المتجلّية في نهج البلاغة بأرقى المظاهر.

****************************