١ ـ الطبري: حدثنا اسماعيل بن موسى الفزاري، قال: أخبرنا شريك، عن أبي اسحاق، عن سعيد بن ذي حدان، عن علي قال: سمى الله الحرب خدعة على لسان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أو على لسان محمد (صلى الله عليه وسلم) [١].
٢ ـ عن علي (رضي الله عنه): ذروا العارفين المحدثين من اُمتي، لا تنزلوهم الجنة ولا النار، حتى يكون الله الذي يقضي فيهم يوم القيامة [٢].
٣ ـ عن علي (رضي الله عنه): علم الباطن سر من أسرار الله عزّوجلّ، وحكم من حكم الله يقذفه في قلوب من يشاء من عباده [٣] .
٤ ـ الشيخ الطوسي، باسناده عن زيد بن علي، عن أبيه، قال: قال علي (عليه السلام): لايكن حبك كلفاً، ولا بغضك تلفاً، أحبب حبيبك هوناً ما، وابغض بغيضك هوناً ما [٤].
٨٧١٨/٥ ـ الشيخ الطوسي، باسناده عن زيد بن علي، عن أبيه، قال: سئل علي بن أبي طالب (عليه السلام) من أفصح الناس؟ قال: المجيب المسكت عند بديهة السؤال [٥].
٨٧١٩/٦ ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: توقوا البرد في أوله، وتلقّوه في آخره، فانه يفعل بالأبدان كما يفعله بالأشجار، أوله يُحرق، وآخره يُورق [٦] .
تبيين:
هذه مسألة طبيعية قد ذكرها الحكماء قالوا: لِمَ كان تأثير الخريف في الأبدان وتوليد الأمراض كالزكام والسعال وغيرها أكثر من تأثير الربيع، مع أنهما جميعاً فصلا الاعتدال؟
وأجابوا بأن برد الخريف يفجأ الانسان وهو معتاد للحر بالصيف، فينكأ فيه ويسدّ مسام دماغه، لأن البرد يكثف ويسد المسام فيكون كمن دخل من موضع شديد الحرارة إلى خيش بارد، فأما المنتقل من الشتاء إلى فصل الربيع فانه لا يكاد برد الربيع يؤذيه ذلك الأذى; لأنه قد اعتاد جسمه برد الشتاء فلا يصادف من برد الربيع إلاّ ما قد اعتاد ما هو أكثر منه فلا يظهر لبرد الربيع تأثير في مزاجه.
وأما لِمَ أورقت الأشجار وأزهرت في الربيع دون الخريف، فلما في الربيع من الكيفيتين واللتين هما منبع النمو والنفس النباتية، وهما الحرارة والرطوبة، والخريف خال من هاتين الكيفيتين ومستبدل بهما ضدهما، وهما البرودة واليبس المنافيان للنشؤ وحياة الحيوان والنبات.
وهذه أيضاً حكمة طبية أثبتها العلم الحديث، حيث إدخال الدواء لأبسط الأسباب لا يبقي للجسم مقاومته على المرض; لأن للانسان إمكانية الدفاع عن نفسه فيلزمنا تنشطيهما، فاذا التمسنا الدواء كلياً تقاعس الجسم عن أداء واجبه، فلا يستعمل الدواء إلاّ عند استعصاء الداء.
ثم إن المواد الصيدلانية غريبة عن الجسم مما قد تسبب ترسبات وردود فعل غير مستحسنة، وأخيراً قد يدخل إلى الجسم بسبب خطأ الفحص دواء ليس بحاجة له [٧].
٨ ـ الشيخ الطوسي، أخبرنا محمد بن محمد، قال: أخبرنا أبو الحسن علي ابن خالد المراغي، قال: حدثنا أبو صالح فيض العجلي، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا عبدالعظيم بن عبدالله الحسني، قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن علي بن موسى، عن أبيه، عن آبائه، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: بعثني رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى اليمن فقال وهو يوصيني: ياعلي ما حار من استخار، ولا ندم من استشار، الخبر [٨] .
٩ ـ محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أن علياً (عليه السلام) كان يقول: لقاء الاخوان مغنم جسيم وإن قلوا [٩].
١٠ ـ ابن عقدة، عن جعفر بن عبدالله المحمدي، عن يزيد بن إسحاق، عن مخول، عن فرات بن أحنف، عن ابن نباتة، قال: سمعت أمير المؤمنين (عليه السلام) على منبر الكوفة يقول: أيها الناس أنا أنف الهدى وعيناه، أيها الناس لا تستوحشوا في طريق الهدى لقلة من سلكه، إن الناس اجتمعوا على مائدة قليل شبعها لكثير جوعها والله المستعان، وإنما مجمع الناس الرضا والغضب، أيها الناس إنما عقر ناقة صالح واحد فأصابهم بعذابه بالرضا، وآية ذلك قوله عزّوجلّ: {فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطى فَعَقَرَ * فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ} [١٠] وقال: {فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا * وَلاَ يَخَافُ عُقْبَاهَا} [١١] ألا ومن سأل عن قاتلي فزعم أنه مؤمن فقد قتلني، أيها الناس من سلك الطريق ورد الماء، ومن حاد عنه وقع في التيه. ثم نزل [١٢] .
١١ ـ قال أمير المؤمنين (عليه السلام): من كان على يقين فأصابه شك فليمض على يقينه فإن اليقين لا يدفع بالشك [١٣].
١٢ ـ روى إسحاق بن عمار، عن الصادق (عليه السلام) أن علياً (عليه السلام) كان يقول: أبهموا ما أبهمه الله [١٤] .
١٣ ـ محمد بن الحسين الرضي، باسناده عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في وصيته لمحمد بن الحنفية قال: من استقبل وجوه الآراء عرف مواقع الخطأ، ومن تورط في الاُمور غير ناظر في العواقب فقد تعرض لمفظعات النوائب، والتدبير قبل العمل يؤمنك من الندم، والعاقل من وعظته التجارب، وفي التجارب علم مستأنف، وفي تقلب الأحوال، علم جواهر الرجال [١٥].
٨٧٢٧/١٤ ـ قال أمير المؤمنين (عليه السلام): الحق جديد وإن طالت عليه الأيام، والباطل مخذول وإن نصره أقوام [١٦] .
١٥ ـ قال أمير المؤمنين (عليه السلام): إن ولي محمد (صلى الله عليه وآله) من أطاع الله وإن بعدت لحمته، وإن عدو محمد (صلى الله عليه وآله) من عصى الله وإن قربت قرابته [١٧] .
١٦ ـ ورام بن أبي فراس: محمد بن عجلان مولى الباقر (عليه السلام) قال: سمعت مولاي أبا الحسن علي بن محمد بن الرضا يذكر، عن آبائه، عن جعفر بن محمد (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): من أصبح والآخرة همه استغنى بغير مال، واستأنس بغير أهل وعزّ، بغير عشيرة [١٨] .
١٧ ـ سئل أمير المؤمنين (عليه السلام) من العظيم الشقاء؟ قال: رجل ترك الدنيا للدنيا ففاتته الدنيا وخسر الآخرة، ورجل تعبد واجتهد وصام رياءً للناس فذاك حرم لذّات الدنيا من دنيانا ولحقه التعب الذي لو كان به مخلصاً لاستحق ثوابه، فورد الآخرة وهو يظن أنه قد عمل ما يثقل به ميزانه فيجده هباءً منثوراً.
قيل: فمن أعظم الناس حسرة؟ قال: من رأى ما له في ميزان غيره فأدخله الله به النار، وأدخل ورّاثه به الجنة، قيل: وكيف يكون هذا؟ قال: كما حدثني بعض اخواننا عن رجل دخل اليه وهو يسوق فقال له: يافلان ما تقول في مائة ألف في هذا الصندوق ما أديت منها زكاة قط ولا وصلت منها رحماً قط، قال: قلت فعلام جمعتها؟ قال: لجفوة السلطان ومكاثرة العشيرة وتخوف الفقر على العيال ولروعة الزمان، قال: ثم لم يخرج من عنده حتى فاضت نفسه، ثم قال علي (عليه السلام): الحمد لله الذي أخرجه منها عليماً بباطل جمعها فأوعاها وشدها فأوكاها، فقطع فيها المفاوز والقفار ولجج البحار، أيها الواقف لا تخدع كما خدع صويحبك بالأمس، إن من أشد الناس حسرة يوم القيامة من رأى ما له في ميزان غيره، أدخل الله به الجنة وأدخل هذا به النار [١٩].
١٨ ـ قال أمير المؤمنين (عليه السلام): أيها الناس لا يصغر ما ضر يوم القيامة، ولا يصغر ما نفع يوم القيامة، فكونوا فيما أخبركم الله به كمن عاينه [٢٠] .
١٩ ـ الصدوق، حدثنا محمد بن علي ماجيلويه، قال: حدثني عمي محمد بن أبي القاسم، عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن أبيه، عن وهب بن وهب، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه، عن علي (عليه السلام) أنه قال: حقيقة السعادة، أن يختم الرجل عمله بالسعادة، وحقيقة الشقاء أن يختم المرء عمله بالشقاء [٢١] .
٢٠ ـ قال أمير المؤمنين (عليه السلام) كم مستدرج بالاحسان اليه، ومغرور بالستر عليه، ومفتون بحسن القول فيه، وما ابتلى الله سبحانه أحداً بمثل الاملاء له [٢٢] .
٢١ ـ قال أمير المؤمنين (عليه السلام): أيها الناس، ليركم الله من النعمة وجلين، كما يراكم من النقمة فرقين، إنه من وسّع عليه في ذات يده، فلم ير ذلك استدراجاً فقد أَمن مخوفاً، ومن ضيق عليه في ذات يده فلم ير ذلك اختياراً فقد ضيّع مأمولا [٢٣].
٢٢ ـ قال أمير المؤمنين (عليه السلام): قد بُصّرتم إن أبصرتم، وقد هُديتم إن اهتديتم، وأُسمعتم إن استمعتم [٢٤].
٢٣ ـ قال أمير المؤمنين (عليه السلام): اعلموا عباد الله، إن عليكم رصداً من أنفسكم، وعيوناً من جوارحكم، وحُفاظ صدق يحفظون أعمالكم وعدد أنفاسكم، لا تستركم منهم ظلمة ليل داج،ولا يكنكم منهم باب ذو رتاج وان غدا من اليوم قريب [٢٥] .
٢٤ ـ قال أمير المؤمنين (عليه السلام): فاتقوا الله الذي أنتم بعينه، ونواصيكم بيده، وتقلبكم في قبضته، إن أسررتم علمه، وإن أعلنتم كتبه، وقد وكلّ بذلك حفظة كراماً، لا يسقطون حقاً، ولا يثبتون باطلا [٢٦] .
٢٥ ـ عن علي (رضي الله عنه): إذا أراد الله بقوم سوءً جعل أمرهم إلى مترفيهم [٢٧].
٢٦ ـ عن علي (رضي الله عنه): إذا أراد الله إنفاذ قضائه وقدره، سلب ذوي العقول عقولهم حتى ينفذ فيهم قضاؤه وقدره، فاذا مضى أمره، رد اليهم عقولهم ووقعت الندامة [٢٨].
٢٧ ـ عن علي (رضي الله عنه): إذا رأيتم العبد ألّم الله به الفقر والمرض، فان الله يريد أن يصافيه [٢٩].
٢٨ ـ الشيخ المفيد: ومن كلامه (عليه السلام) وقد سأل شاه زنان بنت كسرى حين اُسرت: ما حفظت من أبيك بعد وقعة الفيل؟ قالت: حفظت عنه أنه كان يقول: إذا غلب الله على أمر ذلت المطامع دونه، وإذا انقضت المدة كان الحتف في الحيلة، فقال (عليه السلام): ما أحسن ما قال أبوك: تذل الاُمور للمقادير حتى يكون الحتف في التدبير [٣٠] .
٢٩ ـ قال أمير المؤمنين (عليه السلام): ما اُعطي أحد شيئاً خيراً من امرأة صالحة، إذا رآها سرته وإذا أقسم عليها أبرّته، وإذا غاب عنها حفظته[٣١] .
٣٠ ـ قال علي بن أبي طالب (عليه السلام): المعدة حوض البدن، والعروق واردة عليها وصادرة عنها، فاذا صحت صدرت العروق عنها بالصحة، وإذا استحمت صدرت العروق عنها بالقسم .[٣٢]