![](http://arabic.balaghah.net/sites/all/themes/nahjArabic/image/besmellah.png)
![](http://arabic.balaghah.net/sites/all/themes/nahjArabic/image/mola.png)
![](http://arabic.balaghah.net/sites/all/themes/nahjArabic/image/fi_rahab.jpg)
![](http://arabic.balaghah.net/sites/all/themes/nahjArabic/image/haram.jpg)
![](http://arabic.balaghah.net/sites/all/themes/nahjArabic/image/nahj.jpg)
السيد عبد العزيز الطباطبائي
قد نظم الأدباء والشعراء في مدح « نهج البلاغة » الشيء الكثير ، بادين إعجابهم به وإكبارهم له في فصاحة لفظه ، وبلاغة تعبيره ، ورصانة معناه ، وما اشتمل عليه من آداب وحكم ، وعلم التوحيد ، ومواعظ وزواجر ، وهداية وإرشاد ، وتحذير من الدنيا ، وترغيب في الآخرة ، ونظم وسياسة ، وفيه كل ما يجب على إمام المسلمين وخليفة سيد المرسلين أن يؤديه إلى الأمة من نصح وتوجيه وتربية .
وكان ذلك مبعثرا في بطون الكتب وظهور مخطوطات نهج البلاغة ، يتناقلها النساخ من نسخة إلى نسخة ، ومن مخطوطة إلى مخطوطة ، فرأيت خلال عملي في « نهج البلاغة » وفهرسة مخطوطاته القديمة أن أجمع ما أجد عليها من شعر ونظم ، وقد رتبته حسب القوافي ، كما وجمعت من أقوال البلغاء وكبار الأدباء عن نهج البلاغة من الكلام المنثور ورتبته حسب التسلسل الزمني ، فجاء ما بلغه جهدي هذا المجموع الذي ينشر هنا ، والله الموفق للصواب ، وهو المستعان .
نهج البلاغة » في الشعر العربي
فمنهم السيد علي بن محمد آل زبارة البيهقي ، له قصيدة في نهج البلاغة ، أورده فريد خراسان ظهير الدين البيهقي ـ المتوفى سنة ٥٦٥ ه ـ في شرحه على نهج البلاغة الذي سماه : معارج نهج البلاغة ، فقال في ص ٨ منه :
قال السيد الإمام كمال الدين أوحد العترة أبو الحسن علي بن محمد العلوي الزبارة [١] :
يا من تجاوز قمة الجوزاء ***** بأبي ، مبيد للعدى أباء
وكرر هذا الاطراء عند كلامه على نسبه الطاهر وبيته الرفيع ص ٤٧٣ و ٤٧٥ ، ثم قال : « نسبه الطاهر الرفيع الذي هو بين أنساب أمراء سادات الزمان كليلة القدر في شهر رمضان . . . » .
وصدر شرحه على « نهج البلاغة » أيضا باسمه وأطراه بقوله : « الصدر الأجل ، السيد العالم عماد الدولة والدين ، جلال الإسلام والمسلمين ، ملك النقباء في العالمين . . . فإنه جمع في الشرف بين النسب والحسب ، وفي المجد بين الموروث والمكتسب ، إذا اجتمعت السادة فهو نقيبهم وإمامهم ، وإذا ذكرت الأئمة والعلماء فهو سيدهم وهمامهم . . . » .
زوج البتول أخو الرسول منابذ ***** الكفار دامغ صولة الأعدا
متشبث بعرى التقى معروفة يمـ ***** ـناه بالإعطاب والإعط ية وسجية ميثاء
ذي غرة قمرية وعزيمة رضو ***** ولم يغتر بالصفراء والبيضاء
قد طلق الدنيا بلا كر ***** ما كان يدعى من بني حواء
لو لم يكن في صورة بشرية ***** فيها تضل قرائح البلغاء
نهج البلاغة من مقالته الت ***** كالروض غب الديمة الوطف
كم فيه من خطب تفوح عظاتها
ولأبي نصر علي بن أبي سعد محمد بن الحسن بن أبي سعد الطبيب رحمه الله [٢] :
نهج البلاغة مشرع الفصحا ***** ومعشش البلغاء والعلماء
أقول : هو ممن قرأ نهج البلاغة على محمد بن أبي نصر القمي سنة ٥٨٧ ه ، وقرأه على علي بن فضل الله الراوندي [ تأتي ترجمته ص ] سنة ٥٨٩ ه . فبأول نسخة من نهج البلاغة : قرأ وسمع علي كتاب نهج البلاغة الأجل الإمام العالم ، الولد الأخص الأفضل ، جمال الدين ، زين الإسلام ، شرف الأئمة ، علي بن محمد بن الحسين المتطبب ، أدام الله جماله ، وبلغه في الدارين آماله ، قراءة وسماعا يقتضيهما فضله ، وأجزت له أن يرويه عني ، عن المولى السعيد والدي سقاه الله صوب الرضوان ، عن ابن معبد الحسني ، عن الإمام أبي جعفر الطوسي ، عن السيد الرضي . ورويته له عن الشيخ الإمام عبد الرحيم ابن الأخوة البغدادي ، عن الشيخ أبي الفضل محمد ابن يحيى الناتلي ، عن أبي نصر عبد الكريم بن محمد (الديباجي) سبط بشر الحافي ، عن السيد الرضي . وروى لي السيد الإمام ضياء الدين علم الهدى سقى الله ثراه ، عن الشيخ مكي بن أحمد المخلطي ، عن أبي الفضل الناتلي ، عن أبي نصر ، عن الرضي رحمهم الله . ورواه لي أبي قدس الله روحه ، عن الشيخ الإمام أبي جعفر محمد بن علي بن الحسن المقري النيسابوري ، عن الحسن بن يعقوب الأديب ، عمن سمعه عن الرضي .
كتبه علي بن فضل الله الحسني حامدا مصلي
في رجب سنة ٥٨٩ .
درج عقود رقاب أرباب التقى ***** في درجه من غير ما استثناء
في طيه كل العلوم كأنه الـ ***** ـجفر المشار إليه في الأنبا
من كان يسلك نهجه متشمرا ***** أمن العثار وفاز بالعلياء
غرر من العلم الإلهي انجل
ويفوح منها عبقة نبوية ***** منظومة تجلو ضياء ذكاء
روض من الحكم الأنيقة جاد ***** لا غرو قدا من أديم سنا
أنوار علم خليفة الله الذي ***** جود من الأنوار لا الأن
وجذيلها وعذيقها مترجبا ***** هو عصمة الأموات والأحي
مشكاة نور الله خازن علمه ***** ومحككا جدا بغير مراء مختاره من سرة البطحاء
وهو ابن بجدته عليه تهدلت ***** أغصانه من جملة الأمرا رغما لتيم أرذل الأعدا
ووصي خير الأنبياء اختار ***** برد الظلام بنشر كف ضيا
صلى الإله عليهما ما ينطو ***** قطب السباق جوى من الفصحاء
وعلى سليلهما الرضي محمد
ولبعضهم ـ كما على بعض مخطوطات نهج البلاغة ـ :
نهج البلاغة منهج البلغا ***** وملاذ ذي حصر وذي إعيا
فيها معان في قوالب أحكمت ***** لهداية كالنجم في الظلماء
وتضمن الكلمات في إيجازها ***** بذواتها بجوامع العلياء
صلى الإله على النبي محم ***** وعلى علي ذي علا وإخا
والآخر :
نهج البلاغة هذا سيد الكت تاج الرسائل والأحكام والخط
كم فيه من حكمة غرا بالغة ***** ومن علوم [٣] إلهي ومن أرب
ومن دواء لذي داء وعافية ***** لذي بلاء ومن روح لذي تع
فيه كلام ولي الله حيدر م ***** يمينه في عطاء المال يستجب
وصي خير عباد الله كلهم ***** مختار رب البرايا سيد العرب
علي المرتضى من في مودته ***** ترجى النجاة ليوم الحشر والرعب
فمن يواليه من صدق الجنان ففي ***** الجنان طنب فوق السبعة الشهب
ومن يعاديه في نار الجحيم هوى ***** وعاش ما عاش في ويل وفي حرب
قد امتزجت بقلبي حبه فجرى ***** في النفس مجرى دمي في اللحم والعصب
صلى عليه إله الخلق خالقنا ***** رب الورى وعلى أبنائه النجب
وزاده في جنان الخلد منزلة ***** ورتبة وعلى معلو [٤] على الرتب
ولغيره :
نهج البلاغة نهج الفضل والأ ***** ونهج كل هدى يبغيه ذو الأد
في ضمنه كلم في ضمنها حكم ***** تشفي القلوب من الأد (و) اء والري
يحوي شوارد ألفاظ مهذبة ***** قد أفحمت فصحاء العجم والعرب
إن قسته بكلام الناس ممتحن ***** فالنبع قد قسته يوما إلى الغرب
من كان مقتبسا منه فوائده ***** فقد علا رتبا ناهيك من رت
وللسيد الإمام عز الدين ، سيد الأئمة ، المرتضى علي [٥] ابن الإمام العلامة ضياء الدين علم الهدى أبي الرضا السيد فضل الله الراوندي قدس الله روحهما :
نهج البلاغة نور وكلامه لكلام أرب لذوي البلاغة واضح الفصاحة فاضح
العلم فيه زاخر وغوامض التوحيد فيه ***** والفضل فيه راجح جميعها لك لائح
ووعيده مع وعده تحظى به هذي البرية ***** للناس طرا ناصح صالح او طالح
لا كالعريب ومالها هيهات لا يعلو إلى ***** فالمال غاد ورائح مرقى ذراه مادح
إن الرضي الموسوي لاقت به ويجمعه ***** لمائه هو مائح عدد القطار مدائح
ومما وجد مكتوبا على نسخة من نهج البلاغة ، محفوظة في مكتبة السيد المرعشي ، برقم ٦٧٢٦ :
كتاب فيه آيات الملاحه ***** على نهج البلاغة والفصاحه
وللأديب عبد الرحمن بن الحسين :
نهج البلاغة نعم الذخر والسند ***** وفيه للمؤمنين الخير والرشد
عين الحياة لمن أضحى تأملها ***** يا حبذا معشرا في مائها وردوا
ما إن رأت مثلها عين ولا سمعت ***** أذن ولا كتبت في العالمين يد
شرب روحي عند كتبتها ***** وكان للروح من آثارها مدد
صلى الإله على من كان منطقه ***** روحا تزايد منها الروح والجسد
يتبع ......