الحقوق
ألا وإنّ لكلّ دم ثائرا ، ولكلّ حقّ طالبا . وإنّ الثّائر في دمائنا كالحاكم في حقّ نفسه ، وهواللّه الّذي لا يعجزه من طلب ، ولا يفوته من هرب . ( الخطبة ١٠٣ ، ٢٠٠ )
وليصبر نفسه على الحقوق والنوائب ، ابتغاء الثّواب . ( الخطبة ١٤٠ ، ٢٥٣ )
فاصبروا حتّى يهدأ النّاس ، وتقع القلوب مواقعها ، وتؤخذ الحقوق مسمحة (أي من تلقاء ذاتها ) .(الخطبة ١٦٦ ، ٣٠٢ )
من قضى حقّ من لا يقضي حقّه فقد عبده . ( ١٦٤ ح ، ٥٩٩ )
من أطاع التّواني ضيّع الحقوق . ( ٢٣٩ ح ، ٦٠٩ )
حق اللّه تعالى على عباده
قال الامام علي ( ع ) :
في آخر الخطبة الشقشقية : أمّا والّذي فلق الحبّة وبرأ النّسمة ، لولا حضور الحاضر ، وقيام الحجّة بوجود النّاصر ، وما أخذ اللّه على العلماء ، أن لا يقارّوا على كظّة ظالم ولا سغب مظلوم ، لألقيت حبلها على غاربها . . . ( الخطبة ٣ ، ٤٤ )
وما كلّفك الشّيطان علمه ، ممّا ليس في الكتاب عليك فرضه ، ولا في سنّة النّبيّ صلّى اللّه عليه وآله وأئمّة الهدى أثره ، فكل علمه إلى اللّه سبحانه ، فإنّ ذلك منتهى حقّ اللّه عليك . ( الخطبة ٨٩ ، ١ ، ١٦٢ )
فإنّه من مات منكم على فراشه ، وهوعلى معرفة حقّ ربّه وحقّ رسوله وأهل بيته ، مات شهيدا ، ووقع أجره على اللّه . ( الخطبة ١٨٨ ، ٣٥٣ )
عباد اللّه ، أوصيكم بتقوى اللّه ، فإنّها حقّ اللّه عليكم ، والموجبة على اللّه حقّكم . ( الخطبة ١٨٩ ، ٣٥٤ )
فعبّدوا أنفسكم ( أي ذللوها ) لعبادته ، واخرجوا إليه من حقّ طاعته . ( الخطبة ١٩٦ ، ٣٨٨ ) ومن خطبة له ( ع ) خطبها بصفين : . . . ولوكان لأحد أن يجري له ولا يجرى عليه ، لكان ذلك خالصا للّه سبحانه دون خلقه . لقدرته على عباده ، ولعدله في كلّ ما جرت عليه صروف قضائه . ولكنّه سبحانه جعل حقّه على العباد أن يطيعوه ، وجعل جزاءهم عليه مضاعفة الثّواب تفضّلا منه ، وتوسّعا بما هومن المزيد أهله . ثمّ جعل سبحانه من حقوقه حقوقا افترضها لبعض النّاس على بعض ، فجعلها تتكافأ في وجوهها ، ويوجب بعضها بعضا ، ولا يستوجب بعضها إلاّ ببعض . ( الخطبة ٢١٤ ، ٤١٠ )
وقال ( ع ) : وإذا غلبت الرّعيّة واليها ، أوأجحف الوالي برعيّته . . . فهنالك تذلّ الأبرار ، وتعزّ الأشرار ، وتعظم تبعات اللّه سبحانه عند العباد . فعليكم بالتّناصح في ذلك ، وحسن التّعاون عليه ، فليس أحد وإن اشتدّ على رضا اللّه حرصه ، وطال في العمل اجتهاده ببالغ حقيقة ما اللّه سبحانه أهله من الطّاعة له . ولكن من واجب حقوق اللّه على عباده النّصيحة بمبلغ جهدهم ، والتّعاون على إقاقة الحقّ بينهم . وليس امرؤ وإن عظمت في الحقّ منزلته ، وتقدّمت في الدّين فضيلته بفوق أن يعان على ما حمّله اللّه من حقّه ، ولا امرؤ وإن صغّرته النّفوس واقتحمته العيون بدون أن يعين على ذلك أويعان عليه .
فأجابه عليه السلام رجل من أصحابه بكلام طويل ، يكثر فيه الثناء عليه ، ويذكر سمعه وطاعته له . فقال عليه السلام :
إنّ من حقّ من عظم جلال اللّه سبحانه في نفسه ، وجلّ موضعه من قلبه ، أن يصغر عنده لعظم ذلك كلّ ما سواه . وإنّ أحقّ من كان كذلك لمن عظمت نعمة اللّه عليه ، ولطف إحسانه إليه . فإنّه لم تعظم نعمة اللّه على أحد إلاّ ازداد حقّ اللّه عليه عظما .(الخطبة ٢١٤ ، ٤١٠ )
إنّ للّه في كلّ نعمة حقا ، فمن أدّاه حفظها ، ومن قصّر عنه خاطر بزوال نعمته . ( ٢٤٤ ح ، ٦١٠ )
كل حق يقابله واجب
قال الامام علي ( ع ) :
عباد اللّه ، أوصيكم بتقوى اللّه ، فإنّها حقّ اللّه عليكم والموجبة على اللّه حقّكم . ( الخطبة ١٨٩ ، ٣٥٤ )
ومن خطبة له(ع)خطبها بصفين : أمّا بعد ، فقد جعل اللّه سبحانه لي عليكم حقّا بولاية أمركم ، ولكم عليّ من الحقّ مثل الّذي لي عليكم . فالحقّ أوسع الأشياء في التّواصف ،وأضيقها في التّناصف،لا يجري لأحد إلاّ جرى عليه،ولا يجري عليه إلاّ جرى له.(الخطبة ٢١٤ ، ٤٠٩ )
ثمّ جعل سبحانه من حقوقه حقوقا افترضها لبعض النّاس على بعض ، فجعلها تتكافأ في وجوهها ، ويوجب بعضها بعضا ، ولا يستوجب بعضها إلاّ ببعض .( الخطبة ٢١٤ ، ٤١٠ )
الحقوق المتبادلة بين الراعي والرعية
قال الامام علي ( ع ) :
أيّها النّاس إن لي عليكم حقّا ، ولكم عليّ حقّ : فأمّا حقّكم عليّ فالنّصيحة لكم ،
وتوفير فيئكم عليكم ، وتعليمكم كيلا تجهلوا ، وتأديبكم كيما تعلموا . وأمّا حقّي عليكم فالوفاء بالبيعة ، والنّصيحة في المشهد والمغيب ، والإجابة حين أدعوكم ، والطّاعة حين آمركم .( الخطبة ٣٤ ، ٩٢ )
أمّا بعد ، فقد جعل اللّه سبحانه لي عليكم حقّا بولاية أمركم ، ولكم عليّ من الحقّ مثل الّذي لي عليكم . فالحقّ أوسع الأشياء في التّواصف ، وأضيقها في التّناصف . لا يجري لأحد إلاّ جرى عليه ، ولا يجري عليه إلاّ جرى له . ( الخطبة ٢١٤ ، ٤٠٩ )
. . . وأعظم ما افترض سبحانه من تلك الحقوق ، حقّ الوالي على الرّعيّة وحقّ الرّعيّة على الوالي . فريضة فرضها اللّه سبحانه لكلّ على كلّ . فجعلها نظاما لألفتهم ، وعزا لدينهم .
فليست تصلح الرّعيّة إلاّ بصلاح الولاة ، ولا تصلح الولاة إلاّ باستقامة الرّعيّة . فإذا أدّت الرّعيّة إلى الوالي حقّه ، وأدّى الوالي إليها حقّها ، عزّ الحقّ بينهم ، وقامت مناهج الدّين ، واعتدلت معالم العدل ، وجرت على أذلالها السّنن ، فصلح بذلك الزّمان . وطمع في بقاء الدّولة ، ويئست مطامع الأعداء . وإذا غلبت الرّعيّة واليها ، أو أجحف الوالي برعيّته ، اختلفت هنالك الكلمة ، وظهرت معالم الجور . وكثر الإدغال في الدّين ( أي الفساد ) ، وتركت محاجّ السّنن . فعمل بالهوى ، وعطّلت الأحكام ، وكثرت علل النّفوس ، فلا يستوحش لعظيم حقّ عطّل ، ولا لعظيم باطل فعل فهنالك تذلّ الأبرار ، وتعزّ الأشرار . وتعظم تبعات اللّه سبحانه عند العباد .
فعليكم بالتّناصح في ذلك ، وحسن التّعاون عليه . فليس أحد وإن اشتدّ على رضا اللّه حرصه ، وطال في العمل اجتهاده ببالغ حقيقة ما اللّه سبحانه أهله من الطّاعة له . ولكن من واجب حقوق اللّه على عباده النّصيحة بمبلغ جهدهم ، والتّعاون على إقامة الحقّ بينهم ، وليس امرؤ وإن عظمت في الحقّ منزلته ، وتقدّمت في الدّين فضيلته بفوق أن يعان على ما حمّله اللّه من حقّه ، ولا امرؤ وإن صغّرته النّفوس ، واقتحمته العيون بدون أن يعين على ذلك أويعان عليه .( الخطبة ٢١٤ ، ٤١٠ )
من كتاب له ( ع ) الى أمرائه على الجيش : من عبد اللّه عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين إلى أصحاب المسالح ( أي حماة الثغور ) : أمّا بعد ، فإنّ حقّا على الوالي أن لا يغيّره على رعيّته فضل ناله ، ولا طول خصّ به ، وأن يزيده ما قسم اللّه له من نعمه دنوّا من عباده ، وعطفا على إخوانه . ألا وإنّ لكم عندي أن لا أحتجز دونكم سرّا إلاّ في حرب ( لان الحرب خدعة وتستوجب الكتمان ) ، ولا أطوي دونكم أمرا إلاّ في حكم ، ولا أوخّر لكم حقّا عن محلّه ، ولا أقف به دون مقطعه ، وأن تكونوا عندي في الحقّ سواء . فإذا فعلت ذلك وجبت للّه عليكم النّعمة ، ولي عليكم الطّاعة . وأن لا تنكصوا عن دعوة ، ولا تفرّطوا في صلاح ، وأن تخوضوا الغمرات إلى الحقّ . فإن أنتم لم تستقيموا لي على ذلك لم يكن أحد أهون عليّ ممّن أعوجّ منكم ، ثمّ أعظم له العقوبة ولا يجد عندي فيها رخصة . فخذوا هذا من أمرائكم ، واعطوهم من أنفسكم ما يصلح اللّه به أمركم . ( الخطبة ٢٨٩ ، ٥١٣ )
حق المساواة
من عهد الامام ( ع ) لمالك الاشتر : وإيّاك والاستئثار بما النّاس فيه أسوة ( أي احذر أن تخصّ نفسك بشيء تزيد به عن الناس ، وهومما تجب فيه المساواة من الحقوق العامة ) . ( الخطبة ٢٩٢ ، ٥ ، ٥٣٩ )
وعلموا أنّ النّاس عندنا في الحقّ أسوة ، فهربوا إلى الأثرة . فبعدا لهم وسحقا . ( الخطبة ٣٠٩ ، ٥٥٩ )
حق المخلوقين
من عهد الامام( ع )الى مالك الاشتر : وأشعر قلبك الرّحمة للرّعيّة ، والمحبّة لهم واللّطف بهم ، ولا تكوننّ عليهم سبعا ضاريا، تغتنم أكلهم ، فإنّهم صنفان :إمّا أخ لك في الدّين ، أونظير لك في الخلق .(الخطبة ٢٩٢ ، ١ ، ٥١٨ )
حق المستضعفين وأهل الذمة
من عهد الامام ( ع ) لمالك الاشتر :
واعلم أنّ الرّعيّة طبقات لا يصلح بعضها إلاّ ببعض ، ولا غنى ببعضها عن بعض :
فمنها جنود اللّه ، ومنها كتّاب العامّة والخاصّة ، ومنها قضاة العدل ، ومنها عمّال الإنصاف والرّفق ، ومنها أهل الجزية والخراج من أهل الذّمّة ومسلمة النّاس ، ومنها التّجار وأهل الصّناعات ، ومنها الطّبقة السّفلى من ذوي الحاجة والمسكنة ، وكلّ قد سمّى اللّه له سهمه ( أي نصيبه من الحق ) . ووضع على حدّه فريضة في كتابه أوسنّة نبيّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم عهدا منه عندنا محفوظا . ( الخطبة ٢٩٢ ، ٢ ، ٥٢٢ )
الى أن يقول ( ع ) : ثمّ الطّبقة السّفلى من أهل الحاجة والمسكنة ، الّذين يحقّ رفدهم ومعونتهم ، وفي اللّه لكلّ سعة ، ولكلّ على الوالي حقّ بقدر ما يصلحه . ( الخطبة ٢٩٢ ، ٢ ، ٥٢٣ )
ويتابع الامام ( ع ) كتابه لمالك الأشتر قائلا : ثمّ اللّه اللّه في الطّبقة السّفلى من الّذين لا حيلة لهم من المساكين والمحتاجين وأهل البؤسى والزّمنى ( أي أصحاب العاهات المانعة من الكسب ) ، فإنّ في هذه الطّبقة قانعا ( أي سائلا ) ومعترّا ( أي يعطى بلا سؤال ) .
واحفظ للّه ما استحفظك من حقّه فيهم ، واجعل لهم قسما من بيت مالك ، وقسما من غلاّت صوافي الإسلام في كلّ بلد ، فإنّ للأقصى منهم مثل الّذي للأدنى ، وكلّ قد استرعيت حقّه ، فلا يشغلنّك عنهم بطر ، فإنّك لا تعذر بتضييعك التّافة ، لإحكامك الكثير المهمّ . فلا تشخص ( أي لا تصرف ) همّك عنهم ، ولا تصعّر خدّك لهم ، وتفقّد أمور من لا يصل إليك منهم ممّن تقتحمه العيون ، وتحقره الرّجال . ففرّغ لأولئك ثقتك من أهل الخشية والتّواضع ، فليرفع إليك أمورهم ، ثمّ اعمل فيهم بالإعذار إلى اللّه يوم تلقاه ، فإنّ هؤلاء من بين الرّعيّة أحوج إلى الإنصاف من غيرهم ، وكلّ فأعذر إلى اللّه في تأدية حقّه إليه . وتعهّد أهل اليتم وذوي الرّقّة في السّن ممّن لا حيلة له ، ولا ينصب للمسألة نفسه ، وذلك على الولاة ثقيل ( والحقّ كلّه ثقيل ) .
وقد يخفّفه اللّه على أقوام طلبوا العاقبة فصبّروا أنفسهم ، ووثقوا بصدق موعود اللّه لهم . ( الخطبة ٢٩٢ ، ٣ ، ٥٣١ )
حق المسلم
ومن كلام قاله ( ع ) للخوارج يبيّن فيه أن المسلم الفاسق لا يفقد حقوقه كمسلم رغم فسقه : وقد علمتم أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ، رجم الزّاني المحصن ثمّ صلّى عليه ، ثمّ ورّثه أهله . وقتل القاتل وورّث ميراثه أهله . وقطع السّارق وجلد الزّاني غير المحصن ، ثمّ قسم عليهما من الفيء ، ونكحا المسلمات . فاخذهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ، بذنوبهم ، وأقام حقّ اللّه فيهم ، ولم يمنعهم سهمهم من الإسلام ، ولم يخرج أسماءهم من بين أهله . ( الخطبة ١٢٥ ، ٢٣٧ )
وقال ( ع ) عن حرمة المسلم : الفرائض الفرائض . أدّوها إلى اللّه تؤدّكم إلى الجنّة . إنّ اللّه حرّم حراما غير مجهول ، وأحلّ حلالا غير مدخول ، وفضّل حرمة المسلم على الحرم كلّها . وشدّ بالإخلاص والتّوحيد حقوق المسلمين في معاقدها . فالمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده إلاّ بالحقّ . ولا يحلّ أذى المسلم إلاّ بما يجب . ( الخطبة ١٦٥ ، ٣٠١ )
حق المرأة
ومن وصية له ( ع ) لعسكره قبل لقاء العدوبصفين : ولا تهيجوا النّساء بأذى . وإن شتمن أعراضكم وسببن أمراءكم ، فإنّهنّ ضعيفات القوى والأنفس والعقول ،إن كنّا لنؤمر بالكفّ عنهنّ وإنّهنّ لمشركات . وإن كان الرّجل ليتناول المرأة في الجاهليّة بالفهر(حجر يدق به الجوز ) أوالهراوة ( العصا ) فيعيّر بها وعقبه من بعده . ( الخطبة ٢٥٣ ، ٤٥٣ )
حق الآباء والابناء
وقال ( ع ) عن حق الوالد على الولد وحق الولد على أبيه : إنّ للولد على الوالد حقا ، وإنّ للوالد على الولد حقّا . فحقّ الوالد على الولد أن يطيعه في كلّ شيء ، إلاّ في معصية اللّه سبحانه . وحقّ الولد على الوالد أن يحسّن اسمه ، ويحسّن أدبه ، ويعلّمه القرآن .( ٣٩٩ ح ، ٦٤٧ )
حق القرابة والرحم
قال الامام علي ( ع ) :
ألا لا يعدلنّ أحدكم عن القرابة يرى بها الخصاصة ، أن يسدّها بالّذي لا يزيده إن أمسكه ، ولا ينقصه إن أهلكه . ( الخطبة ٢٣ ، ٦٩ )
وصلة الرّحم فإنّها مثراة في المال ، ومنسأة في الأجل . ( الخطبة ١٠٨ ، ٢١٣ )
فمن آتاه اللّه مالا فليصل به القرابة ، وليحسن منه الضّيافة ، وليفكّ به الأسير والعاني ، وليعط منه الفقير والغارم . ( الخطبة ١٤٠ ، ٢٥٣ )
حقوق الفقراء في أموال الاغنياء
قال الامام علي ( ع ) :
اضرب بطرفك حيث شئت من النّاس ، فهل تبصر إلاّ فقيرا يكابد فقرا ، أوغنيّا بدّل نعمة اللّه كفرا ، أوبخيلا اتّخذ البخل بحقّ اللّه وفرا ، أومتمرّدا كأنّ بأذنه عن سمع المواعظ وقرا .( الخطبة ١٢٧ ، ٢٤٠ )
ولا يعول غنيّهم فقيرهم . ( الخطبة ٢٣١ ، ٤٣٥ )
ومن كتاب له ( ع ) الى زياد بن أبيه : فدع الإسراف مقتصدا ، واذكر في اليوم غدا ، وأمسك من المال بقدر ضرورتك ، وقدّم الفضل ليوم حاجتك .
أترجوأن يعطيك اللّه أجر المتواضعين ، وأنت عنده من المتكبّرين وتطمع وأنت متمرّغ في النّعيم تمنعه الضّعيف والأرملة أن يوجب لك ثواب المتصدّقين ؟ وإنّما المرء مجزيّ بما أسلف ، وقادم على ما قدّم ، والسّلام . ( الخطبة ٢٦٠ ، ٤٥٨ )
ومن كتاب له( ع )الى بعض عماله : كيف تسيغ شرابا وطعاما ، وأنت تعلم أنّك تأكل حراما ،وتشرب حراما ،وتبتاع الإماء وتنكح النّساء ،من أموال اليتامى والمساكين والمؤمنين والمجاهدين ، الّذين أفاء اللّه عليهم هذه الأموال ، وأحرز بهم هذه البلاد .(الخطبة ٢٨٠ ، ٤٩٩ )
ومن كتاب له ( ع ) الى عثمان بن حنيف عامله على البصرة ، وقد بلغه أنه دعي الى وليمة قوم من أهلها ، فمضى اليها : أمّا بعد يا بن حنيف ، فقد بلغني أنّ رجلا من فتية أهل البصرة دعاك إلى مأدبة فأسرعت إليها ، تستطاب لك الألوان ، وتنقل إليك الجفان وما ظننت أنّك تجيب إلى طعام قوم ، عائلهم ( أي فقيرهم ) مجفو، وغنيّهم مدعو. فانظر إلى ما تقضمه من هذا المقضم ، فما اشتبه عليك علمه فالفظه ، وما أيقنت بطيب وجوهه فنل منه . الى أن يقول ( ع ) : ولوشئت لاهتديت الطّريق إلى مصفّى هذا العسل ، ولباب هذا القمح ، ونسائج هذا القزّ . ولكن هيهات أن يغلبني هواي ، ويقودني جشعي إلى تخيّر الأطعمة ولعلّ بالحجاز أواليمامة من لا طمع له في القرص ( أي الرغيف ) ولا عهد له بالشّبع أوأبيت مبطانا وحولي بطون غرثى وأكباد حرّى ، أوأكون كما قال القائل : وحسبك داء أن تبيت ببطنة وحولك أكباد تحنّ إلى القدّ أ أقنع من نفسي بأن يقال : هذا أمير المؤمنين ، ولا أشاركهم في مكاره الدّهر ، أوأكون أسوة لهم في جشوبة العيش . ( الخطبة ٢٨٤ ، ٥٠٥ )
ولا حاجة للّه فيمن ليس للّه في ماله ونفسه نصيب . ( ١٢٧ ح ، ٥٨٩ )
إنّ اللّه سبحانه فرض في أموال الأغنياء أقوات الفقراء ، فما جاع فقير إلاّ بما متّع به غنيّ ، واللّه تعالى سائلهم عن ذلك . ( ٣٢٨ ح ، ٦٣٢ )
يأتي على النّاس زمان عضوض ( أي شديد ) يعضّ الموسر فيه على ما في يديه ، ولم يؤمر بذلك . قال اللّه سبحانه ولاَ تَنْسَوُا الفَضْلَ بَيْنَكُمْ . ( ٤٦٨ ح ، ٦٦٠ )
اختبروا شيعتي بخصلتين : المحافظة على أوقات الصّلاة ، والمواساة لإخوانهم بالمال ، فإن لم تكونا فأعزب ثمّ أعزب . ( مستدرك ١٦٣ )