لبيب بيضون
مدخل:
(عن الأخلاق وأصولها)
ذكرنا سابقا أن قوى النفس الانسانية تنطلق من عناصر ثلاثة هي : النفس العاقلة النفس الغضبيّة النفس الشهوانيّة.
ويميل علماء الفلسفة والأخلاق الى أن كلّ مظاهر الأخلاق راجعة في أصولها الى هذه القوى الثلاث:
فمن القوة العاقلة: التفكر في خلق اللّه وعجائب أفعاله، والتفكر فيما يقرّب العبد الى ربّه فينجيه في آخرته.
وفي مقابل ذلك استخدام العقل في المكر والحيل والغشّ والغدر.
ومن القوة الغضبيّة: الشجاعة والجهاد والثبات والغيرة والحميّة والغضب للّه والحلم والتواضع والخوف من اللّه والرجاء والعزّة وعلوالهمّة والعفو.
وفي مقابلها: التهوّر والجبن والخوف والتوقّف والغضب والحقد والانتقام والعجب والتكبّر والعصبيّة.
ومن القوة الشهوانيّة: العفّة والاعتدال في الشهوة والزهد والقناعة والسخاء والايثار والصدقة والهديّة والضيافة والقرض والكسب الحلال والورع والصمت.
وفي مقابلها: الشره للطعام والشهوة الجنسيّة وحبّ الدنيا والمال واتّباع الهوى والحرص والطمع والبخل والغدر والفسوق والفجور والتكلّم فيما لا يعنيه.
وقد تنتج بعض الأخلاق عن اشتراك قوّتين أوأكثر من القوى النفسية الثلاث، مثال ذلك: الغبطة والنصيحة وكفّ الأذى والعدل وإعانة المسلم وقضاء حوائجه والأمر بالمعروف والتآلف وصلة الرحم وبرّ الوالدين وإكرام الجار وستر العيوب وكتمان السرّ والاصلاح وطيب الكلام والمدح والصدق والإخلاص وقصر الأمل والطاعة والتوبة ومحاسبة النفس والشوق والرضا والتسليم والتوكّل على اللّه والشكر والصبر والطهارة.
وفي مقابل هذا: الحسد والإيذاء والظلم والتهاون في الأمر بالمعروف والهجر وقطع الرحم وعقوق الوالدين والاساءة للجار وطلب العثرات وإفشاء السرّ والنميمة والسعاية والإفساد بين الناس والشماتة والمراء (الجدال) والسخرية والمزاح والغيبة والبهتان والذمّ والكذب وشهادة الزور وحبّ الجاه وحبّ المدح والرياء والنفاق والغرور وطول الأمل والعصيان والوقاحة والإصرار على المعصية والغفلة والكراهة والسخط والحزن وعدم التوكّل على اللّه وكفران النعمة والجزع والفسق.
ملاحظة: ان لكل منقبة مثلبة تعاكسها. وسعيا وراء الاختصار في التصنيف درجنا غالبا على ضمّ كلّ مثلبة الى المنقبة التي تقابلها، فالخيانة مثلا توضع مع الأمانة، والطمع يوضح مع القناعة، وهكذا.
(الامانة والخيانة)
قال الامام علي (ع):
ثمّ أداء الأمانة، فقد خاب من ليس من أهلها. إنّها عرضت على السّموات المبنيّة، والأرضين المدحوّة، والجبال ذات الطّول المنصوبة، فلا أطول ولا أعرض، ولا أعلى ولا أعظم منها. ولوامتنع شيء بطول أوعرض أوقوّة أوعزّ لامتنعن، ولكن أشفقن من العقوبة، وعقلن ما جهل من هوأضعف منهنّ، وهوالإنسان إنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً. (الخطبة ١٩٧، ٣٩٣)
ومن كتاب له (ع) الى الأشعث بن قيس: وإنّ عملك ليس لك بطعمة، ولكنّه في عنقك أمانة، وأنت مسترعى لمن فوقك. (الخطبة ٢٤٤، ٤٤٥)
ومن عهد له (ع) الى بعض عمّاله: ومن لم يختلف سرّه وعلانيّته، وفعله ومقالته، فقد أدّى الأمانة وأخلص العبادة. ومن استهان بالأمانة ورتع في الخيانة، ولم ينزّه نفسه ودينه عنها، فقد أحلّ بنفسه الذّلّ والخزي في الدّنيا، وهوفي الآخرة أذلّ وأخزى. وإنّ أعظم الخيانة خيانة الأمّة، وأفظع الغشّ غشّ الأئمّة، والسّلام. (الخطبة ٢٦٥، ٤٦٤)
من أمن الزّمان خانه، ومن أعظمه أهانه. (٢٧٠، ٤، ٤٨٩)
الحجر الغصيب في الدّار رهنّ على خرابها. (٢٤٠ ح، ٦٠٩)
(التهمة)
قال الامام علي (ع):
وقد يستفيد الظّنّة المتنصّح (أي قد يظن بمن يغالي في النصيحة أن له مأربا منها). (الخطبة ٢٦٧، ٤٧١)
من وضع نفسه مواضع التّهمة، فلا يلومنّ من أساء به الظّنّ. (١٥٩ ح، ٥٩٨)
ومن دخل مداخل السّوء اتّهم. (٣٤٩ ح، ٦٣٥)
(الحذر)
قال الامام علي (ع):واحذر كلّ عمل إذا سئل عنه صاحبه أنكره أواعتذر منه. (الخطبة ٣٠٨، ٥٥٧)
من حذّرك كمن بشّرك. (٥٩ ح، ٥٧٦)
(الحرص)
قال الامام علي (ع):
وليس أهل الشّام بأحرص على الدّنيا من أهل العراق على الآخرة. (الخطبة ٢٥٦، ٤٥٥)
ومن كتاب له (ع) الى معاوية: أمّا بعد، فإنّ الدّنيا مشغلة عن غيرها، ولم يصب صاحبها منها شيئا إلاّ فتحت له حرصا عليها، ولهجا بها. ولن يستغني صاحبها بما نال فيها عمّا لم يبلغه منها، ومن وراء ذلك فراق ما جمع ونقض ما أبرم ولواعتبرت بما مضى حفظت ما بقي، والسّلام. (الخطبة ٢٨٨، ٥١٣)
ولا تدخلنّ في مشورتك بخيلا يعدل بك عن الفضل، ويعدك الفقر، ولا جبانا يضعفك عن الأمور، ولا حريصا يزيّن لك الشّره بالجور. فإنّ البخل والجبن والحرص غرائز شتّى، يجمعها سوء الظّنّ باللّه. (الخطبة ٢٩٢، ١، ٥٢٠)
ومن لهج قلبه بحبّ الدّنيا التاط (أي التصق) قلبه منها بثلاث: همّ لا يغبّه، وحرص لا يتركه، وأمل لا يدركه. (٢٢٨ ح، ٦٠٧)
والحرص والكبر والحسد، دواع إلى التّقحّم في الذّنوب. والشّرّ جامع مساوىء العيوب. (٣٧١ ح، ٦٤١)
(الحزم والتفريط)
قال الامام علي (ع):
الظّفر بالحزم، والحزم بإجالة الرّأي، والرّأي بتحصين الأسرار. (٤٨ ح، ٥٧٤)
ثمرة التّفريط النّدامة، وثمرة الحزم السّلامة. (١٨١ ح، ٦٠٠)
(الاحسان والتفضل والإساءة)
قال الامام علي (ع):
سيّئة تسوؤك خير عند اللّه من حسنة تعجبك. (٤٦ ح، ٥٧٤)
قيمة كلّ امرىء ما يحسنه. (٨١ ح، ٥٧٨)
ازجر المسيء بثواب (أي بمكافأة) المحسن. (١٧٧ ح، ٦٠٠)
وبالإفضال تعظم الأقدار. (٢٢٤ ح، ٦٠٦)
وقال (ع) في قوله تعالى إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالعَدْلِ والإحْسَانِ العدل: الإنصاف، والإحسان: التّفضّل. (٢٣١ ح، ٦٠٨)
أحسنوا في عقب غيركم تحفظوا في عقبكم. (٢٦٤ ح، ٦١٩)
ومن دخل مداخل السّوء اتّهم. (٣٤٩ ح، ٦٣٥)
ومن أحسن فيما بينه وبين اللّه أحسن اللّه ما بينه وبين النّاس. (٤٢٣ ح، ٦٥٢)
(الحلم والسفه والغضب)
قال الامام علي (ع):
عن أهل القبور: حلماء قد ذهبت أضغانهم. (الخطبة ١٠٩، ٢١٧)
قوم واللّه ميامين الرّأي، مراجيح الحلم. (الخطبة ١١٤، ٢٢٥)
يقضي بعلم، ويعفوبحلم. (الخطبة ١٥٨، ٢٨٠)
الّذي عظم حلمه فعفا، وعدل في كلّ ما قضى. (الخطبة ١٨٩، ٣٥٣)
فلعن اللّه السّفهاء لركوب المعاصي، والحلماء لترك التّناهي. (الخطبة ١٩٠، ٤، ٣٧٢)
وقال (ع) في صفة المتّقين: وأمّا النّهار فحلماء علماء، أبرار أتقياء. (الخطبة ١٩١، ٣٧٨)
وقال (ع) في صفة المتّقي: فمن علامة أحدهم أنّك ترى له... وحرصا في علم، وعلما في حلم. (الخطبة ١٩١، ٣٧٨)
وقال (ع) في صفة أهل البيت (ع): هم عيش العلم، وموت الجهل. يخبركم حلمهم عن علمهم، وظاهرهم عن باطنهم وصمتهم عن حكم منطقهم. (الخطبة ٢٣٧، ٤٣٩)
ومن كتاب له (ع) الى عمروبن العاص يعرّض فيه بمعاوية: فإنّك قد جعلت دينك تبعا لدنيا امرىء ظاهر غيّه، مهتوك ستره، يشين الكريم بمجلسه، ويسفّه الحليم بخلطته. فاتّبعت أثره، وطلبت فضله. (الخطبة ٢٧٨، ٤٩٦)
فولّ من جنودك أنصحهم في نفسك للّه ولرسوله ولإمامك، وأنقاهم جيبا، وأفضلهم حلما، ممّن يبطىء عن الغضب، ويستريح إلى العذر، ويرأف بالضّعفاء، وينبوعلى الأقوياء، وممّن لا يثيره العنف، ولا يقعد به الضّعف. (الخطبة ٢٩٢، ٢، ٥٢٤)
ومن كتاب له (ع) الى معاوية: وقد أتاني كتاب منك ذوأفانين من القول، ضعفت قواها عن السّلم، وأساطير لم يحكها منك علم ولا حلم. (الخطبة ٣٠٤، ٥٥٣)
واكظم الغيظ، وتجاوز عند المقدرة، واحلم عند الغضب، واصفح مع الدّولة، تكن لك العاقبة. (الخطبة ٣٠٨، ٥٥٧)
واحذر الغضب فإنّه جند عظيم من جنود إبليس. (الخطبة ٣٠٨، ٥٥٨)
ومن حلف له (ع): دعوتهم واحدة، لا ينقضون عهدهم لمعتبة عاتب، ولا لغضب غاضب، ولا لاستذلال قوم قوما، ولا لمسبّة قوم قوما على ذلك: شاهدهم وغائبهم، وسفيههم وعالمهم، وحليمهم وجاهلهم. (الخطبة ٣١٣، ٥٦٢)
وإيّاك والغضب فإنّه طيرة من الشّيطان. (الخطبة ٣١٥، ٥٦٣)
وقال (ع) عن دعائم الايمان: والعدل منها على أربع شعب: على غائص الفهم، وغور العلم، وزهرة الحكم، ورساخة الحلم. فمن فهم علم غور العلم، ومن علم غور العلم صدر عن شرائع الحكم، ومن حلم لم يفرّط في أمره، وعاش في النّاس حميدا.(٣٠ ح، ٥٧٠)
ليس الخير أن يكثر مالك وولدك، ولكنّ الخير أن يكثر علمك، وأن يعظم حلمك، وأن تباهي النّاس بعبادة ربّك. (٩٤ ح، ٥٨١)
ولا عزّ كالحلم. (١١٣ ح، ٥٨٦)
من أحدّ سنان الغضب للّه قوي على قتل أشدّاء البّاطل. (١٧٤ ح، ٥٩٩)
آلة الرّياسة سعة الصّدر. (١٧٦ ح، ٦٠٠)
أوّل عوض الحليم من حلمه، أنّ النّاس أنصاره على الجاهل. (٢٠٦ ح، ٦٠٤)
إن لم تكن حليما فتحلّم، فإنّه قلّ من تشبّه بقوم إلاّ أوشك أن يكون منهم.(٢٠٧ ح، ٦٠٤)
والحلم فدام السّفيه (أي رباط فمه). (٢١١ ح، ٦٠٥)
وبالحلم عن السّفيه تكثر الأنصار عليه. (٢٢٤ ح، ٦٠٦)
الحدّة ضرب من الجنون، لأنّ صاحبها يندم، فإن لم يندم فجنونه مستحكم.(٢٥٥ ح، ٦١٢)
وقال (ع) عن الناس في آخر الزمان: يقول اللّه سبحانه (فبي حلفت لأبعثنّ على أولئك فتنة تترك الحليم فيها حيران)، وقد فعل. ونحن نستقيل اللّه عثرة الغفلة. (٣٦٩ ح، ٦٤٠)
الحلم عشيرة. (٤١٨ ح، ٦٥١)
الحلم غطاء ساتر، والعقل حسام قاطع. فاستر خلل خلقك بحلمك، وقاتل هواك بعقلك. (٤٢٤ ح، ٦٥٢)
الحلم والأناة توأمان، ينتجهما علوالهمّة. (٤٦٠ ح، ٦٥٨)
(الحمق في مقابل الكياسة)
قال الامام علي (ع):
لابنه الحسن: يا بنيّ إيّاك ومصادقة الأحمق، فإنّه يريد أن ينفعك فيضرّك.(٣٨ ح، ٥٧٢)
لسان العاقل وراء قلبه، وقلب الأحمق وراء لسانه (وفي رواية أخرى) قلب الأحمق في فيه، ولسان العاقل في قلبه. (٤٠ ح، ٥٧٣)
لا تصحب المائق (وهوالأحمق) فإنّه يزيّن لك فعله، ويودّ أن تكون مثله. (٢٩٣ ح، ٦٢٦)
وقال (ع) لرجل رآه يسعى على عدوله، بما فيه اضرار بنفسه: إنّما أنت كالطّاعن نفسه ليقتل ردفه (الردف هوالشخص الذي تجعله خلفك عند ما تركب الفرس). (٢٩٦ ح، ٦٢٦)
من كابد الأمور (أي قاساها بلا اعداد أسبابها) عطب، ومن اقتحم اللّجج غرق. (٣٤٩ ح، ٦٣٥)
ومن نظر في عيوب النّاس فأنكرها، ثمّ رضيها لنفسه، فذلك الأحمق بعينه. (٣٤٩ ح، ٦٣٦)
من الخرق (وهوالحمق) المعاجلة قبل الإمكان، والأناة بعد الفرصة. (٣٦٣ ح، ٦٣٨)
(الاحتمال والتحمل)
قال الامام علي (ع):
والإحتمال قبر العيوب. (٥ ح، ٥٦٦)
وباحتمال المؤن (أي بتحمل المسؤولية) يجب السّؤدد. (٢٢٤ ح، ٦٠٦)
(الحياء في مقابل الوقاحة)
قال الامام علي (ع):
قرنت الهيبة بالخيبة، والحياء (بمعنى الخجل) بالحرمان. (٢٠ ح، ٥٦٨)
ولا إيمان كالحياء والصّبر. (١١٣ ح، ٥٨٦)
من كساه الحياء ثوبه، لم ير النّاس عيبه. (٢٢٣ ح، ٦٠٦)
من كثر خطؤه قلّ حياؤه، ومن قلّ حياؤه قلّ ورعه. (٣٤٩ ح، ٦٣٦) (خ)
(المخاطرة والمساهلة)
قال الامام علي (ع):
في وصيّته لابنه الحسن (ع): التّاجر مخاطر. وربّ يسير أنمى من كثير... ساهل الدّهر ما ذلّ لك قعوده، ولا تخاطر بشيء رجاء أكثر منه. (الخطبة ٢٧٠، ٣، ٤٨٦)
(الخوف في مقابل الجرأة)
قال الامام علي (ع): قرنت الهيبة (بمعنى الخوف) بالخيبة. (٢٠ ح، ٥٦٨)
إذا هبت أمرا فقع فيه، فإنّ شدّة توقّيه أعظم ممّا تخاف منه. (١٧٥ ح، ٥٩٩)
ومن خاف أمن. (٢٠٨ ح، ٦٠٤)
(حسن الرأي)
قال الامام علي (ع):
ولكن لا رأي لمن لا يطاع. (الخطبة ٢٧، ٧٨)
رأي الشّيخ أحبّ إليّ من جلد الغلام (أي صبره على القتال). (٨٦ ح، ٥٧٩)
اللّجاجة تسلّ الرّأي (أي تذهب به). (١٧٩ ح، ٦٠٠)
الخلاف يهدم الرّأي. (٢١٥ ح، ٦٠٦)
صواب الرّأي بالدّول: يقبل بإقبالها، ويذهب بذهابها (أي أن الرأي الصائب لا يتاح الا في ظلّ الدولة السليمة). (٣٣٩ ح، ٦٣٤)
(الرضا والسخط والشكوى)
قال الامام علي (ع):
نعم القرين الرّضا. (٤ ح، ٥٦٥)
ومن رضي عن نفسه كثر السّاخط عليه. (٥ ح، ٥٦٦)
الرّاضي بفعل قوم كالدّاخل فيه معهم. وعلى كلّ داخل في باطل إثمان: إثم العمل به، وإثم الرّضا به (١٥٤ ح، ٥٩٧)
أغض على القذى والألم ترض أبدا. (٢١٣ ح، ٦٠٥)
من أصبح على الدّنيا حزينا فقد أصبح لقضاء اللّه ساخطا. ومن أصبح يشكومصيبة نزلت به فقد أصبح يشكوربّه. (٢٢٨ ح، ٦٠٧)
ومن رضي برزق اللّه لم يحزن على ما فاته. (٣٤٩ ح، ٦٣٥)
من شكا الحاجة إلى مؤمن، فكأنّه شكاها إلى اللّه. ومن شكاها إلى كافر فكأنّما شكا اللّه (مفاد هذا الكلام انّ من شكا حاله وهمّه الى مؤمن فعمله حسن، بعكس ما اذا شكاها الى كافر). (٤٢٧ ح، ٦٥٣)
(الرياء في مقابل الاخلاص)
قال الامام علي (ع):
واعملوا في غير رياء ولا سمعة. فإنّه من يعمل لغير اللّه يكله اللّه لمن عمل له. (الخطبة ٢٣، ٦٩)
واعلموا أنّ يسير الرّياء شرك. (الخطبة ٨٤، ١٥٢)
(السؤال والمسألة)
قال الامام علي (ع):
السّخاء ما كان ابتداء، فأمّا ما كان عن مسألة فحياء وتذمّم. (٥٣ ح، ٥٧٥)
ماء وجهك جامد يقطره السّؤال، فانظر عند من تقطره. (٣٤٦ ح، ٦٣٥)
المنيّة ولا الدّنيّة، والتّقلّل ولا التّوسّل. (٣٩٦ ح، ٦٤٧)
(السرّ وكتمان السرّ)
قال الامام علي (ع):
والمرء أحفظ لسرّه. (الخطبة ٢٧٠، ٣، ٤٨٦)
واحذر كلّ عمل يعمل به في السّرّ، ويستحى منه في العلانية. (الخطبة ٣٠٨، ٥٥٧)
صدر العاقل صندوق سرّه. (٥ ح، ٥٦٦)
من كتم سرّه كانت الخيرة بيده. (١٦٢ ح، ٥٩٨)
(اصلاح السريرة)
قال الامام علي (ع):
وإنّ اللّه سبحانه يدخل بصدق النّيّة والسّريرة الصّالحة من يشاء من عباده الجنّة.(٤٢ ح، ٥٧٣)
من أصلح سريرته أصلح اللّه علانيته. (٤٢٣ ح، ٦٥٢)
(السّلو بمعنى التسلّي والنسيان)
قال الامام علي (ع):
والسّلوعوضك ممّن غدر. (٢١١ ح، ٦٠٥)
من صبر صبر الأحرار، وإلاّ سلا سلوالأغمار (جمع غمر وهوالجاهل الذي لم يجرب الامور). (٤١٣ ح، ٦٤٩)
(السمعة الحسنة والسيئة)
قال الامام علي (ع):
ولسان الصّدق يجعله اللّه للمرء في النّاس خير له من المال يرثه غيره. (الخطبة ٢٣، ٦٩)
ألا وإنّ اللّسان الصّالح يجعله اللّه تعالى للمرء في النّاس خير له من المال يورثه من لا يحمده. (الخطبة ١١٨، ٢٢٨)
(التشبه بالغير)
قال الامام علي (ع):
قال النبي (ص): غيّروا الشّيب (أي بالخضاب) ولا تشبّهوا باليهود (لانّهم لا يعتنون بصبغ الشيب). (١٦ ح، ٥٦٧)
إن لم تكن حليما فتحلّم، فإنّه قلّ من تشبّه بقوم إلاّ أوشك أن يكون منهم (٢٠٧ ح، ٦٠٤)
(الشجاعة والجبن)
قال الامام علي (ع):
والجبن منقصة. (٣ ح، ٥٦٥)
قدر الرّجل على قدر همّته... وشجاعته على قدر أنفته. (٤٧ ح، ٥٧٤)
بقيّة السّيف (وهم الذين يبقون بعد القتال عن شرفهم ومبدئهم) أبقى عددا وأكثر ولدا. (٨٤ ح، ٥٧٩)
(المشاورة والاستبداد بالرأي)
قال الامام علي (ع):
وإيّاك ومشاورة النّساء فإنّ رأيهنّ إلى أفن (أي الى ضعف ونقص) وعزمهنّ إلى وهن. (الخطبة ٢٧٠، ٤، ٤٨٩)
ولا تدخلنّ في مشورتك بخيلا يعدل بك عن الفضل ويعدك الفقر، ولا جبانا يضعفك عن الأمور، ولا حريصا يزيّن لك الشّره بالجور... (الخطبة ٢٩٢، ١، ٥٢٠)
ولا ظهير (أي نصير) كالمشاورة. (٥٤ ح، ٥٧٥)
وقال (ع) عن آخر الزمان: فعند ذلك يكون السّلطان بمشورة النّساء، وإمارة الصّبيان، وتدبير الخصيان. (١٠٢ ح، ٥٨٣)
ولا مظاهرة أوثق من المشاورة. (١١٣ ح، ٥٨٦)
من استبدّ برأيه هلك، ومن شاور الرّجال شاركها في عقولها. (١٦١ ح، ٥٩٨)
والإستشارة عين الهداية. وقد خاطر من استغنى برأيه. (٢١١ ح، ٦٠٥)
(الصدق والكذب)
قال الامام علي (ع):
أيّها النّاس، إنّ الوفاء توأم الصّدق. (الخطبة ٤١، ٩٩)
أما وشرّ القول الكذب. (الخطبة ٨٢، ١٤٩)
جانبوا الكذب فإنّه مجانب للإيمان. الصّادق على شفا منجاة وكرامة، والكاذب على شرف مهواة ومهانة. (الخطبة ٨٤، ١٥٢)
قال الامام (ع): فدعاهم بلسان الصّدق إلى سبيل الحقّ. (الخطبة ١٤٢، ٢٥٥)
وقال (ع) معددا بعض الكبائر: أويلقى النّاس بوجهين، أويمشي فيهم بلسانين. (الخطبة ١٥١، ٢٦٩)
فليصدق رائد أهله، وليحضر عقله. (الخطبة ١٥٢، ٢٧٠)
واجعلوا اللّسان واحدا. (الخطبة ١٧٤، ٣١٥)
ولا تحدّث النّاس بكلّ ما سمعت به، فكفى بذلك كذبا. (الخطبة ٣٠٨، ٥٥٧)
قدر الرّجل على قدر همّته، وصدقه على قدر مروءته. (٤٧ ح، ٥٧٤)
الإيمان أن تؤثر الصّدق حيث يضرّك، على الكذب حيث ينفعك، وألاّ يكون في حديثك فضل عن عملك، وأن تتّقي اللّه في حديث غيرك. (٤٥٨ ح، ٦٥٨)