إنّ الإمام الرضي محمد بن الحسين الموسوي قدس سره، العالم البصير، والثبْت الخبير المأمون، قد تصدّى لجمع كلام أمير المؤمنين عليّ عليه السلام، وروايته وتنظيمه في كتاب أسماه (نهج البلاغة)، ومن أوّل يوم ظهر للوجود، وعرفه الناس، تناقله العلماء، والأُدباء، وتلقوه بالقبول والاستحسان، وتصدوا لشرحه وترجمته، والتعليق عليه عبر القرون، دونما نكير أو تشكيك إلاّ من بعض الشّذاذ دونما سبب مهم يوجب التشكيك من مناقضة للكتاب الكريم أو السنة الثابتة أو العقل، ولا لضرورة من ضروريات الدين.
وكتاب النهج هذا جدير بأن يكون من أجلّ المصادر وأعلاها وأوثقها، ولا يحتاج بعد إلى مصدر أو مرجع يوثّقه، شأنه في ذلك شأن سائر ما يرويه المحدثون الثقات، فيؤخذ بمروياتهم دون تشكيك، ولا مطالبة بمصدر، على أنه جاء جلّه مروياً بالأسانيد في مصادر اُخر سابقة أو معاصرة لجامع النهج. وقد صرّح جامعه الشريف الرضي رحمه الله ـ خلاله ـ في أبواب متفرّقة، بأنّه نقل بعض نصوص نهج البلاغة من مصادر مدوّنة، ذكر أسماءها وأسماء مؤلفيها، ومن مصادر مروية بالأسانيد المتصلة إلى الإمام علي عليه السلام، « والظاهر أنّ تخصيص ذلك البعض بذكر المصدر دون غيره من مندرجات الكتاب، هو أنّ ذلك البعض ممّا لم تتحقق عند المؤلّف نسبته إلى أمير المؤمنين عليه السلام، بخلاف غيره فإنّه على ثقة منه ويقين، فلا يحتاج إلى ذكر مصدر له تكون العهدة عليه في النقل والنسبة، وهذه عادة القدماء من أهل التأليف »[١]، ونحن نذكر مصادره المدوّنة، ثم مصادره المروية بالسند [٢]كما ذكرها في ثنايا النهج الشريف.
أولاً: المصادر المدوّنة:
۱ ـ حلف ربيعة واليمن، لأبي منذر هشام بن محمد الكلبي (۲۰٤ ه) وهو الحلف الذي عقده الإمام علي عليه السلام بين ربيعة واليمن[٣].
۲ ـ الجُمل، لأبي عبد اللّه محمد بن عُمر الواقدي (۲۰۷ ه)[٤].
۳ ـ إصلاح المنطق، لابن السِّكِّيت أبي يوسف يعقوب بن إسحاق (۲۲٤ ه)، أصله من الأهواز، وهو مؤدب ولدي المتوكل العباسي (۲۳۷ ه) ونديمه[٥].
٤ ـ غريب الحديث، لأبي عُبيد الهروي القاسم بن سلاّم (۲۲٤ ه)[٦].
٥ ـ كتاب المقامات، لأبي جعفر محمد بن عبد اللّه الإسكافي (۲٤۰ ه)، وهو في مناقب الإمام علي عليه السلام[٧].
٦ ـ المغازي، لأبي عثمان سعيد بن يحيى بن آبان بن سعيد بن العاص بن اُميَّة (۲٤۹ ه)[٨].
۷ ـ كتاب البيان والتبيين، لأبي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ (۲٥٥ ه)[٩].
۸ ـ المقتضب، لأبي عباس محمد بن يزيد المُبَرّد (۲۸٥ ه)[١٠].
۹ ـ تاريخ الرسل والملوك، لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري (۳۱۰ ه)[١١].
ثانياً: المصادر المروية بالسند:
١ـ رواية ضرار بن ضَمْرة (ق۱ ه)، وذكر ابن أبي الحديد في موضع آخر أنه ضرار بن حمزة الضِّبائي، كان من خواص الإمام علي عليه السلام، ورواية ضمرة عن الإمام عليه السلام قوله: « يا دنيا غرّي غيري »[١٢].
۲ ـ رواية ذِعْلب اليماني (ق۱ ه)، من أصحاب الإمام أمير المؤمنين عليه السلام، وقد سأل ذعلب الإمام عليه السلام: هل رأيت ربّك يا أمير المؤمنين ؟ فقال عليه السلام: أفأعبُد ما لا أرى[١٣] ؟!
۳ ـ رواية ابن صدقة العبدي مَسْعدة بن صدقة (ق۲ ه)، كان معاصراً للإمامين الصادقين عليهماالسلام، وهو من أعلام الجمهور له كتاب (خطب أمير المؤمنين عليه السلام )[١٤].
٤ ـ رواية ذِعْلب اليمامي أبي محمد ذعلب اليمامي (ق٤ ه)، من رجال الشيعة ومحدّثيهم. يستعمل ابن أبي الحديد لفظ (المحدِّث) بمعنى (المؤرّخ)[١٥].
٥ ـ رواية أبي جحيفة السوَائي وهب بن عبد اللّه (۷٥ ه) رئيس شرطة أمير المؤمنين عليه السلام، وصاحب بيت ماله[١٦].
٦ ـ رواية كميل بن زياد النخعي (۸۲ ه)، كان من خواص أمير المؤمنين عليه السلام[١٧].
۷ ـ رواية نَوْف بن فُضالة البِكالي الحميري (۹۰ ـ ۱۰۰ ه)، كان صاحب الإمام عليه السلام، روى عنه خطبة وحديثاً[١٨].
۸ ـ حكاية الإمام أبي جعفر محمد الباقر بن علي بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليه السلام (۱۱٤ ه)، خامس أئمة أهل البيت المعصومين عليهم السلام.
۹ ـ رواية ثعلب الشيباني أبي العباس أحمد بن يحيى (۲۹۱ ه)، عن المأمون العباسي، عن الإمام علي عليه السلام.