




القرآن الكريم
القرآن برنامج الحياة
لِيُخْرِجَ عِبادَهُ مِنْ عِبادَةِ الْأَوْثانِ إلى عِبادَتِهِ، وَمِنْ طاعَةِ الشَّيْطانِ إلى طاعَتِهِ. بِقُرْانٍ قَدْبَيَّنَهُ وَأَحْكَمَهُ لِيَعْلَمَ الْعِبادُ رَبَّهُمُ إِذْ جَهِلُوهُ، وَلِيُقِرُّوا بِهِ بَعْدَإِذْ جَحَدُوهُ، وَلِيُثْبِتُوهُ بَعْدَ إذْ أَنَكرُوهُ. فَتَجَلّى [١] لَهُمْ سُبْحانهُ فِي كِتابِهِ مِنْ غَيْرِ أَن يَكُونُواْ رَأَوْهُ بِما أَراهُم مِنْ قُدْرَتِهِ، وِ خَوَّفَهُم مِنْ سَطْوَتِهِ وَكَيْفَ مَحَقَ مَنْ مَحَقَ بِالْمَثُلاتِ، [٢] وَاحْتَصَدَ مَنِ احْتَصَدَ بِالنَّقِماتِ... [٣]
أَنْزَلَ عَلَيْهِ الْكِتابَ نُورًا لاتُطْفَأُ مَصابِيحُهُ وَسِراجًا لايَخْبُو [٤] تَوَقُّدُهُ، وَبَحْراً لايُدْرَكُ قَعْرُهُ، وَمِنْهاجًا [٥] لا يَضِلُّ نَهْجُهُ، [٦] وَشُعاعًا لايُظْلِمُ ضَوْؤُهُ، وَفُرْقاناً لايَخْمَدُ بُرْهانُهُ وَبُنْياناً لاتُهْدَمُ أَرْكانُهُ وَشِفاءً لاتُخْشى أَسْقامُهُ، وَعِزًّا لاتُهْزَمُ أَنْصارُهُ وَحَقًّا لاتُخْذَلُ أَعُوانُهُ.
فَهُوَ مَعْدِنُ الْأَيمانِ وَبُحْبوُحَتُهُ، [٧] وَيَنابِيعُ الْعِلْمِ وَبُحُورُهُ، وَرِياضُ [٨] الْعَدْلِ وَغُدْرْانُهُ، [٩] وَأَثافِيٌّ [١٠] الإِسْلامِ وَبُنْيانُهُ، وَأَوْدِيَةُ الْحَقِّ وَغِيطانُهُ، [١١] وَبَحْرٌ لايَنْزِفُهُ الْمُسْتَنزِفُونَ، [١٢] وَعُيوُنٌ لايُنْضِبُها [١٣] الْماتِحُونَ، وَمَناهِلُ [١٤] لايُغِيضُهَا [١٥] الْوارِدُونَ، وَمَنازِلُ لايَضِلُ نَهْجَها الْمُسافِرُونَ، وَأَعْلامٌ لايَعْمى عَنْهَا السّائِرُونَ، وَآكامٌ [١٦] لايَجُوز عَنْها [١٧] الْقاصِدُونَ [١٨] .
عليكم بالقرآن
...جَعَلَهُ اللَّهُ رِيًّا لَعَطَشِ الْعُلَماءِ،وَرَبِيعًا لَقُلُوبِ الْفُقَهاءِ،وَمَحاجَّ [١٩] لِطُرُقِ الصٌّلَحاءِ،وَدَواءً لَيْسَ بَعْدَهُ داءٌ،وَنُورًا لَيْسَ مَعَهُ ظُلْمَةٌ.وَحَبْلاً وَثِيقًا عُرْوَتُهُ،وَمَعْقِلاً مَنِيْعًا ذَرْوَتُهُ،وَعِزًّا لَمَنْ تَوَلاَهُ،وَسِلْمًا لِمَنْ دَخَلَهُ،وَهُدًى لِمَنِ ائتَمَّ بِهِ،وَعُذْرًا لِمَنِ انتَحَلَهُ،وَبُرْهانًا لِمَنْ تَكَلَّمَ بِهِ،وَشاهِدًا لِمَنْ خاصَمَ بِهِ،وَفَلْجاً [٢٠] لِمَنْ حاجَّ بِهِ وَحامِلاً لِمَنْ حَمَلَهُ،وَمَطِيَّةً لِمَنْ أعْمَلَهُ،وَايَةً لِمَنْ تَوَسَّمَ،وَجُنَّةً [٢١] لِمَنْ اسْتَلاْمَ، [٢٢] وَعِلْمًا لِمَنْ وَعى،وَحَدِيثًا لِمَنْ رَوى،وَحُكْمًا لِمَنْ قَضى [٢٣] , و [٢٤]
... جَعَلَهُ اللّهُ سُبْحانَهُ بَلاغًا لِرِسالَتِهِ، وَكَرامَةً لأُمَّتِهِ، وَرَبِيعًا لِأَهْلِ زَمانِهِ وَرِفْعَةً لأَعْوانِهِ، وَشَرَفَاً لأَنْصارِهِ... [٢٥]
اللَّهُمَّ داحِيَ الْمَدْحَوّاتِ، [٢٦] وَداعِمَ الْمَسْمُوكاتِ، [٢٧] وَجابِلَ الْقُلُوبِ [٢٨] عَلى فِطْرَتِها [٢٩] شَقِيَّها وَسَعِيدِهَا. اجْعَلْ شَرائِفَ [٣٠] صَلَواتِكَ وَنَوامِيَ [٣١] بَرَكاتِكَ عَلى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله عَبْدِك وَرَسُولِكَ، الْخاتِمِ [٣٢] لِما سَبَقَ،وَالْفاتِحِ لِمَا انْغَلَقَ، [٣٣] وَالْمُعْلِنِ الْحَقَّ بِالْحَقِّ،وَالدّافِع جَيْشاتِ الْأَباطِيلِ، [٣٤] وَالدّامِغِ صَوْلاتِ [٣٥] الْأَضالِيلِ،كَما حُمِّلَ فَاضْطَلَعَ، [٣٦] قائِماً بِأَمْرِك،مُسْتَوْفِزاً [٣٧] فِي مَرْضاتِكَ،غَيْرَ ناكِلٍ [٣٨] عَنْ قُدُمٍ، [٣٩] وَلاواهٍ [٤٠] فِي عَزْمٍ، واعِياً [٤١] . لِوَحْيِكَ، حافِظاً لِعَهْدِك، ماضِياً عَلى نَفاذِ أَمْرِك، حَتّى أَوْرى قَبَسَ الْقابِسِ، [٤٢] وَأَضاءَ الطَّرِيقَ لِلْخابِطِ، [٤٣] وَهُدِيَتْ بِهِ الْقُلُوبُ بَعْدَ خَوْضاتِ [٤٤] الْفِتَنِ وَالْأثامِ، وَأَقامَ مُوضِحاتِ الْأَعْلامِ، [٤٥] وَنَيِّراتِ الْأَحْكامِ. [٤٦] فَهُوَ أَمِينُكَ الْمَأْمُونُ، وَخازِنُ عِلْمِكَ الْمَخْزُونِ، [٤٧] وَشَهِيدُك [٤٨] يَوْمَ الدِّينِ، وَبَعِيثُكَ [٤٩] بِالْحَقِّ، وَرَسُولُكَ إلَى الْخَلْقِ.
اللّهُمَّ افْسَحْ لَهُ مَفْسَحاً فِي ظِلِّكَ، [٥٠] وَاجْزِهِ مُضاعَفاتِ الْخَيْرِ [٥١] مِن فَضْلِكَ.
اللَّهُمَّ أَعْلِ عَلى بِناءِ الْبانِينَ بِناءَهُ، وَأَكْرِمْ لَدَيْكَ مَنزِلَتَهُ، وَأَتْمِمْ لَهُ نُورَهُ، وَاجْزِهِ مِنِ ابْتِعاثِكَ لَهُ مَقْبُولَ الشَّهادَةِ مَرْضِيَّ الْمَقالَةِ، ذامَنطِقِ عَدْلٍ، وَخُطَّةٍ فَصْلٍ.
اللَّهُمَّ اجْمَعْ بَيْنَنا وَبَيْنَهُ فِي بَرْدِ الْعَيْشِ وَقَرارِ النِّعْمَةِ، [٥٢] وَمُنَى الشَّهَواتِ، [٥٣] وَأَهْواءِ اللَّذّاتِ، وَرَخاءِ الدَّعَةِ، [٥٤] وَمُنتَهَى الطُّمَأْنِينَةِ وَتُحَفِ الْكَرامَةِ [٥٥] , [٥٦] وَاحْشُرْنا فِي زُمْرَتِهِ غَيْرَ خَزايا، [٥٧] وَلا نادِمِينَ، وَلاناكِبِينَ، [٥٨] وَلا ناكِثِينَ [٥٩] وَلا ضالِّينَ، وَلا مُضِلِّينَ، وَلا مَفْتُونِينَ [٦٠] .
الامامة والخلافة
الامامة
الامامة هي الأصل الثالث في أصول الدين، وقد قيل الكثيرٌ في الامامة وكُتب الكثير في الامامة، فقد أولى كل مذهبٍ دلوه في الامامة لكن أفضل مَن يستطيع أن يتكلم في الامامة هو أميرالمؤمنين عليه السلام أبوالأئمة أبوالحسنين ومنبع كل أئمة العلم والدين.
يقول أميرالمؤمنين عليه السلام في رسالته لابن حنيف: ألا وإِنّ لكل مأموم إمامة يقتدي به ويستفئ بنور عِلمِه.
فالامام في هذه العبارة المختصرة أكدّ لنا بأنّ الامامة هي ضرورة في ضرورات الحياة إذ لا يمكن للحياة أن تستقيم وتستقر على قواعدها بودن وجود القائد، فالقائد بمثابة الراعي الذي بفقده يصبح الغنم هدفاً للذئاب. وللأمة واجبات يجب أن يؤديا أزاء الامام.
الواجب الأول: هو الاقتداء بالامام.
الواجب الثاني: الاستفادة في علومِه.
وقد قدّم الامام أميرالمؤمنين نفسه للمسلمين: بنا اهتديتُم في الظلماء وتسنمتمُ العلياء وبنا انضجرتم عن السرار وُقِرَ سَمْعٌ لم يفقِه الواعية [٦١] فهم أنوار اللّه وخير قدوة بعد رسول اللّه يقندي به الناس. ولولا أميرالمؤمنين عليه السلام لما كان يقوم للاسلام قائمة فهو الذي أعطى للمسلمين هذه المنزلة والمكانة حيث أصبحوا قادة العالم وملوك الأرض فعن طريقة تسنمّ المسلمون العلياء وبلغوا ما بلغووا في القوة والمنعة. وبأمير المؤمنين عليه السلام أصبح للمسلمين فجرٌ جديد بعد ليل.
أما عن الأمر الثاني، فكان أميرالمؤمنين عليه السلام مدرسة لا تنفد معارفها ولا تنتهِ علومها. فقد أغترف في هذهِ المدرسة كل صديقٍ وعدو..
لازال صوت أميرالمؤمنين عليه السلام يلعلع في مسجد الكوفة: أسألوني قبل أن تفقدوني، وهو كلامه لم يقله إنسان قلبه ولم يقله إنسان بعده وليس أول على الشعور المسؤولية ازاء الأمة في هذهِ العبارة التي يفتح منها أميرالمؤمنين مدينة علم رسول اللّه، ويريد في المسلمين أن يفترقوا لكن هل فعل المسلمون ذلك.
لقد تحدث أميرالمؤمنين عليه السلام عن الامامة حديث الانسان للانسان وابتعد عن الكلمات المنمقة ومن زخرف القول، فكان صريحاً بليغاً اماماً وسيداً وقائدا.
الامامة امتداد الرسالة
الْحَمْدُ لِلّهِ النّاشِرِ فِي الْخَلْقِ فَضْلَهُ، وَالْباسِطِ فِيهِمْ بِالْجُودِ يَدَهُ.
نَحْمَدُهُ فِي جَميعِ أُمُورِهِ، وَنَسسْتَعِينُهُ عَلى رِعايَةِ حُقُوقِهِ، وَنَشْهَدُ أَنْ لا إلهَ غَيْرُهُ، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، أَرْسَلَهُ بِاَمْرِهِ صادِعاً، [٦٢] وَبِذِكْرِهِ ناطِقاً، فَأَدّى أَمِيناً، وَمَضى رَشِيداً، وَخَلَّفَ فِينا رايَةَ الْحَقِّ: مَنْ تَقَدَّمَها مَرَقَ، [٦٣] وَمَنْ تَخَلَّفَ عَنْها زَهَقَ، [٦٤] وَمَنْ لَزِمَها لَحِقَ، دَلِيلُها مَكِيثُ [٦٥] الْكَلامِ، بَطِئُ الْقِيامِ، [٦٦] سَرِيعٌ إذا قامَ. [٦٧]
معرفة الامام معرفة الحق
وَاعْلَمُواْ أَنَّكُمْ لَنْ تَعْرِفُوا الرُّشْدَ حَتّى تَعْرِفُوا الَّذِي تَرَكَهُ، وَلَنْ تَأْخُذُوا بِمِيثاقِ الْكِتابِ حََتّى تَعْرِفُوا الَّذِي نَقَضَهُ، وَلَنْ تَمَسَّكُوا بِهِ حَتّى تَعْرِفُوا الَّذِي نَبَذَهُ. فَآلْتَمِسُوا ذلِكَ مِنْ عِندِ أَهْلِهِ، فَإِنَّهُمْ عَيْشُ الْعِلْمِ، وَمَوْتُ الْجَهْلِ، هُمُ الَّذِينَ يُخْبِرُ كُمْ حُكْمُهُمْ عَنْ عِلْمِهِمْ، وَصَمْتُهُمْ عَنْ مَنطِقِهِمْ، وَظاهِرُ هُمْ عَنْ باطِنِهِمْ، لايُخالِفُونَ الدِّينَ، وَلايَخْتَلِفُونَ فِيهِ، فَهُو بَيْنَهُمْ شاهدِدٌ صادِقٌ، وَصامِتٌ ناطِقٌ. [٦٨]
الا فالزموا اهل البيت
انْظُرُوا أَهْلَ بَيْتِ نَبِيِّكُمْ فَالْزَمُوا سَمْتَهُمْ، [٦٩] وَاتَّبِعُوا أَثَرَهُمْ، فَلَنْ يُخرِجُوكُمْ مِنْ هُدىً، وَلَنْ يُعِيدُوُكُمْ فِي رَدىً. فَإنْ لَبَدُوا فَالْبُدُوا، [٧٠] وَإنْ نَهَضُوا فَانْهَضُوا، وَلا تَسْبِقُوهُمْ فَتَضِلُّوا، وَلا تَتَأَخَّرُوا عَنْهُمْ فَتَهْلِكُوا... [٧١]
أَيُّهَا النّاسُ خُذُوها عَنْ خاتَمِ النَّبِيِّينَ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَالِهِ وَسَلَّمَ: 'اِنَّهُ يَمُوتُ مَنْ ماتَ مِنّا وَلَيْسَ بِمَيِّتٍ، وَيَبْلى مَنْ بَلِيَ مِنّا وَلَيْسَ بِبالٍ' فَلا تَقُولُوا بِمالا تَعْرِفُونَ، فَاِنَّ أَكْثَرَ الْحَقَّ فيما تُنْكِروُنَ... [٧٢]
الامام معدن الحكمة ومنار الهداية
هُمْ مَوْضِعُ سِرِّهِ، وَلَجَأُ أَمْرِهِ، [٧٣] وَعَيْبَةُ عِلْمِهِ، [٧٤] وَمَوئِلُ [٧٥] حُكْمِهِ، وَكُهُوفُ كُتُبِهِ، وَجِبالُ دِينِه. بِهِمْ أَقامَ انْحِناءَ ظَهْرِهِ، وَأَذْهَبَ ارْتِعادَ فَرائِصِهِ. [٧٦] ، [٧٧] . هُمْ دَعائِمُ الْإِسْلامِ، وَوَلائِجُ [٧٨] الْاِعْتِصامِ، بِهِمْ عادَ الْحَقُّ اِلى نِصابِهِ، [٧٩] وَانزاحَ [٨٠] الْباطِلُ عَنْ مَقامِهِ، وَانقَطَعَ لِسانُهُ [٨١] عَنْ مَنْبَتِهِ. عَقَلوُا الدِّينَ عَقْلَ وِ عايَةٍ [٨٢] وَرِعايَةٍ، لا عَقْلَ سَماعٍ وَرِوايةٍ، فَإِنَّ رُواةَ الْعِلْمِ كَثِيرٌ، وَرُعاتَهُ قَلِيلٌ. [٨٣] ...
هُمْ أَساسُ الدِّينِ، وَعِمادُ الْيَقينِ، إلَيْهِمْ يَفِي ءُ الْغالِى، [٨٤] وَبِهِمْ يَلْحَقُ التّالِى، وَلَهُمْ خَصائِصُ حَقَّ الْوِلايَةِ، وَفِيهِمْ الْوَصِيَّةُ وَالْوِراثَةُ، الآنَ إذْ رَجَعَ الْحَقُّ إلى اَهْلِهِ، وَنُقِلَ إلى مُنتَقَلِهِ [٨٥] .
...'فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ'؟! 'وَأَنّى تُؤْفَكُونَ'!؟ [٨٦] وَالْاَعْلامُ [٨٧] قائِمَةٌ! وَالاياتُ واضِحَةٌ! وَالْمَنارُ [٨٨] مَنصُوبَةٌ! فَأَيْنَ يُتاهُ بِكُمْ؟ [٨٩] بَلْ كَيْفَ تَعْمَهُونَ [٩٠] وَبَيْنَكُمْ عِتْرَةُ [٩١] نَبِيِّكُمْ؟! وَهُمْ أَزِمَّةُ الْحَقِّ، "وَأَعْلامُ الدِّينِ" وَأَلْسِنَةُ الصِّدقِ. فَأَنزِلُوهُمْ بِأَحْسَنِ مَنازِلِ الْقُرْانِ، وَرِدُوهُمْ وُرُودَالهِيمِ العِطاشِ... [٩٢] ، [٩٣] .
الائمة قوّام اللَّه
أيْنَ الَّذِينَ زَعَمُوا أَنَّهُمُ الرّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ دُونَنا؟ كَذِباً وَبَغْياً عَلَيْنا، أَنْ رَفَعَنَا اللّهُ وَوَضَعَهُمْ، وَأَعْطانا وَحَرَمَهُمْ، وَأَدْخَلَنا وَأَخْرَجَهُمْ. بِنا يُسْتَعْطَى الْهُدى، وَيُسْتَجْلَى الْعَمى، إنَّ الْأَئِمَّةَ مِنْ قُرَيْشٍ غُرِسُوا في هذَا الْبَطْنِ مِنْ هاشِمٍ: لاتَصْلُحُ عَلى سِواهُمْ، وَلاتَصْلُحُ الْوُلاةُ مِنْ غَيْرِهِمْ. [٩٤] ...
قَدْ طَلَعَ طالِعٌ وَلَمَعَ لامعٌ وَلاحَ [٩٥] لائِحٌ وَاعْتَدَلَ مائِلٌ، وَاسْتَبْدَلَ اللّهُ بِقَوْمٍ قَوْماً، وَبِيَوْمٍ يَوْماً، وَانْتَظَرْنَا الْغِيَرَ [٩٦] انْتِظارَ الْمُجْدِبِ الْمَطَرَ. وَإِنَّمَا الْأَئِمَّةُ قُوّامُ اللّهِ عَلى خَلْقِهِ، وَعُرَفاؤُهُ عَلى عِبادِهِ، لايَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلاّمَنْ عَرَفَهُمْ وَعَرَفُوهُ، وَلايَدْخُلُ النّارَ اِلاّمَنْ أنْكَرَهُمْ وَأَنكَروُهُ... [٩٧] .
...نَحْنُ شَجَرَةُ النُّبُوَّةِ، وَمَحَطُّ الرِّسالَةِ، وَمُخْتَلَفُ [٩٨] .الْمَلِئكَةِ، وَمَعادنُ الْعِلْمِ، وَيَنابِيعُ الحُكْم، ناصِرُنا وَمُحِبُّنا يَنْتَظِرُ الرَّحْمَةَ، وَعَدُوُّنا وَمُبْغِضُنا يَنتَظرُ السَّطوَةَ. [٩٩]
الائمة صنائع اللَّه
...وَإِنَّي لَمِنْ قَوْمٍ لا تَأْخُذُهُمْ فِي اللّه لَوْمَةُ لائمٍ، سِيماهُمْ سِيمَا الصِّدِّيقِينَ، وَكَلامُهُمْ كَلامُ الْأَبْرارِ، عُمَّارُ [١٠٠] اللَّيْلِ وَمَنارُ النَّهارِ، مُتَمَسِّكُونَ بِحَبْلِ الْقُرْانِ، يُحْيَوْنَ سُنَنَ اللَّهَ وسُنَنَ رَسُولِهِ، لا يَسْتَكْبِروُنَ وَلا يَعْلُونَ وَلا يَغُلُّونَ، [١٠١] وَلا يُفْسِدُونَ. [١٠٢] قُلُوبُهُمْ فِي الْجِنانِ، وَأَجْسادُهُمْ فِي الْعَمَلَ.
...فَدَعْ عَنْكَ مَنْ مالَتْ بِهِ الرَّمِيَّةُ [١٠٣] ، فَإِنّا صَنائِعُ [١٠٤] رَبِّنا وَالنّاسُ بَعْدُ صَنائِعُ لَنا... [١٠٥] .
...إنَّ أَمْرَنا صَعْبٌ مُسْتَصْعَبٌ، لايَحْمِلُهُ إلاّ عَبْدٌ مُؤمِنْ امْتَحَنَ اللّهُ قَلْبَهُ لِلْأيمانِ، وَلا يَعِي حَدِيثَنا إلاّ صُدُورٌ أَمِنَةٌ وَأَحْلامٌ [١٠٦] رَزِينَةٌ... [١٠٧]
...أَلا إنَّ مَثَلَ الِ مُحَمَّدٍ كَمَثَلِ نُجُمِ السَّماءِ: إذا خَوى نَجْمٌ [١٠٨] طَلَعَ نَجْمٌ، فَكَأَنَّكُمْ قَدْ تَكامَلَتْ مِنَ اللَّهِ فِيكُمُ الصَّنائِعُ وَأَراكُم ما كُنتُمْ تَأْمُلُونَ. [١٠٩]
نظام الامامة ينتهي الى العدل العالمي
أَلا بِأَبِي وَأُمِّي هُمْ مِنْ عِدَّةٍ أَسْماوُهُمْ فِي السَّماءِ مَعْرُوفَةٌ، وَفِي الْأَرْضِ مَجْهُولَةٌ، أَلا فَتَوَقَّعُوا مايَكُونُ مِنْ إدْبارِ أُمُورِكُمْ، وَانْقَطاعِ وُصَلِكُمْ، وَاسْتِعْمالِ صِغارِكُمْ، ذاكَ حَيْثُ تَكُونُ ضَرْبَةُ السَّيْفِ عَلَى الْمُؤمِنِ أَهْوَنَ مِنَ الدِّرْهَمِ مِنْ حِلِّهِ.
ذاكَ حَيْثُ يَكُونُ الْمُعْطى أَعْظَمَ أَجْراً مِنَ الْمُعْطِي، ذاكَ حَيْثُ تَسْكَروُنَ مِنْ غَيْرِ شَرابٍ، بَلْ مِنَ النَّعْمَةِ وَالنَّعِيمِ، وَتَحْلِفُونَ مِنْ غَيْرِ اضْطِرارٍ، وَتَكْذِبُونَ مِنْ غَيْرِ إحْراجٍ، [١١٠] ذلِكَ إداعَضَّكُمُ الْبَلاءُ كَما يَعَضُّ الْقَتَبُ [١١١] غارِبَ [١١٢] الْبَعِيرِ، ما أَطْوَلَ هذَا الْعَناءَ، وَأَبْعَدَ هذَا الرَّجاءَ... [١١٣] .
...إلْزَمُوا الْأَرْضَ، [١١٤] وَاصْبِرُوا عَلَى الْبَلاءِ، وَلا تُحَرِّكُوا بِأَيْدِيكُمْ وَسُيُوفِكُمْ هَوى الْسِنَتِكُمْ، وَلا تُسْتَعْجِلوُا بِمالَمْ يُعَجِّلْهُ اللّهُ لَكُمْ، فَإنَّهُ مَنْ مَّاتَ مِنْكُمْ عَلى فِر اشِهِ وَهُوَ عَلى مَعْرِفَةِ حَقِّ رَبِّهِ "عَزَّوَجَلَّ' وَحَقِّ رَسُولِهِ وَأَهْلِ بَيْتِهِ ماتَ شَهيداً، وَوَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللّهِ، واسْتَوجَبَ ثَوابَ مانَوى مِنْ صالِحِ عَمَلِهِ، وَقامَتِ النِّيَّةُ مَقامَ إصْلاتِهِ [١١٥] .لِسَيْفِه، فَإنَّ لِكُلِّ شَيْ ءٍ مُدَّةً وَأَجَلاً [١١٦].
يتبع ......