وقال (عليه السلام): مَا مَزَحَ امْرُؤٌ مَزْحَةً إِلاَّ مَجَّ مِنْ عَقْلِهِ مَجَّةً.                
وقال (عليه السلام) : مَنْ كَرُمَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ هَانَتْ عَلَيْهِ شَهْوَتُهُ .                
وقال (عليه السلام): عَلامةُ الاِْيمَانِ أَنْ تُؤثِرَ الصِّدْقَ حَيْثُ يَضُرُّكَ عَلَى الْكَذِبِ حَيْثُ يَنْفَعُكَ،أَنْ يَكُونَ فِي حَديِثِكَ فَضْلٌ عَنْ عِلْمِكَ، وَأَنْ تَتَّقِيَ اللهَ فِي حَدِيثِ غَيْرِكَ.                
وقال (عليه السلام): أَشَدُّ الذُّنُوبِ مَا اسْتَخَفَّ بِهِ صَاحِبُهُ.                
وقال (عليه السلام): النَّاسُ أَعْدَاءُ مَا جَهِلُوا.                
وقال (عليه السلام) : مَنِ اتَّجَرَ بِغَيْرِ فِقْه ارْتَطَمَ فِي الرِّبَا .                
وقال (عليه السلام): مَا أَخَذَ اللهُ عَلَى أَهْلِ الْجَهْلِ أَنْ يَتَعَلَّمُوا حَتَّى أَخَذَ عَلَى أَهْلِ الْعِلْمِ أَنْ يُعَلِّمُوا.                

Search form

إرسال الی صدیق
موسيقى الألفاظ وأثرها الدلالي في نهج البلاغة – الثاني

اختيار الالفاظ ودوره في الانسجام الصوتي
ان اختيار الألفاظ واستعمالها في سياق العبير الأدبي خاصية اسلوبية ، حيث ان القيمة الذاتية للفـظ تكتسب أهميتها من خلال اتساقها ، وتلاؤمها مع سائر الألفاظ ، فتكسب الكلام نغما تهش له النفوس .
وقد شغف العـرب بموسيقى الألفـاظ وجمال وقعـها ، بجعل الكلمة وحدة منسجمة تخف على اللسـان ويعـذب نطقها في السمع ، من خـلال اجتهادهم في تخليصها مما يفقدها التلاؤم والانسجام بين حروفها وحركاتها . وكذلك حرصوا على موسيقى العبارات ، بان تكون الألفاظ في داخلها منسجمة غير متنافرة ينطلق بها اللسان في يسر وسهولة ، فلا يشعر بثقل وهو ينتقل من لفظ إلى آخر .
ومما لايمكن إنكاره ، ان نظم الألفاظ مع بعضها ، واختيار المـوقع المناسب لكل لفظة منها في الجملة يكسبها تأثيرا اسلوبيا اكـبر في النفـس ، كما ان للطبيعة النغمية لصيغة اللفظة أثرا في قيمتها الجمالية وتأثيرها في نفس المتلقي ، من حيث إحـداث التخييل المناسب الذي يتماشى وموسيقى أصواتها. فمن الثابت في مجال الدلالـة الإيحائية للإيقاع الموسيقي للألفاظ باعتبارها صورا ذهنية سمعية ، تعد من المنبهات العامة في إثارة الانفـعال المناسب في نفـس المتلـقي ، وهي بالإضافة إلى دلالتها المعنوية الخاصة بكل لفظـة ، ذات دلالة إيحائية تشـيع في النفس منـاخا تخييليا خاصا يتماشى وحـركة النفس وذبذبتها الشعورية ، وينسجم مع إيقـاعات موسيقاها الداخلية وأنغامها .
وجاء اختيار الإمام علي (عليه السلام) وانتقاءه للألفـاظ ذات الإيحاء النفسي والوقع الخاص في كثير من المواضع في نهـج البلاغة ، ومما يناسب المقام قـوله (عليه السلام) يصف شواهد قدرة الباري عز وجل : ( فمن شواهد خلقه السماوات موطدات بلا عمد قائمات بلا سند ، دعاهن فاجبن طائعات مذعنات ، غير متلكئات ولا مبطئات )) .
نلاحـظ في النص جـوا إيحائيا جـاء نتيجة لهذا التكرار الملحوظ لصوت (الطاء) وصوت المـد (الألف) الذي يو حي بجرسه الطويل إلى العظـمة والسمو والارتفاع ، حيث ان اجتماع هذه الأصوات في هذا السياق يعطي النص إيحاءا بالخضوع والطاعة المطلقة لله جل وعلا . ولا يخفى ما في النص من سهولة في النطق نتيجة لتلاؤم ألفاظه وانسجامها .
وقال الإمـام (عليه السلام) من كلام له يصف فيه المـوت : (( ألا فاذكروا هـادم اللذات ، ومنغـّص الشهوات ، وقاطع الأمنيات ، عنـد المساورة للأعمال القبيحة )) .
وقال (عليه السلام) واصفا المـوت أيضا : (( فان الموت هـادم لذاتكم ، ومكدّر شهواتكم ، ومبـاعد طيّاتكم ، زائـر غير محبوب ، وقرن غير مغلـوب ، وواتر غير مطلوب)) .
يلمح في النص الاختيار الدقيـق للألفاظ ذات الإيحاء النفسي المؤثـر والوقع الخاص ، فكل لفظة ارتبطت بدلالـة إيحائية خاصة عند الفرد ، من خـلال جرسها الصوتي ، حيث يوفر هذا التكرار الملحوظ لصوت المد (الألف) جوا موسيقيا هادئا تذعن له القلوب ، وتخشع له النفوس ، علاوة على تكرار صوتي (الدال) ، و(الباء) اللذين يخدشان السمع بجرسهما القوي ، هذه الأصوات مجتمعة خلقت مناخا تخييليا يحمل السامع على تصور حالة الإنسان عندما يحل به الموت ، فهو كالنائم الذي أيقضه صوت شديد نقر سمعة ، فجعله يستيقظ من أحلامه ويواجه الواقع .
ان انتقاء الألفاظ الموحية التي تعبـر عن المعنى الذاتي والتجربة الشعورية ، هو من أهـم الأشياء التي تمـيز الفن الأدبي الناجح ، فلجمال اللفظة وتقبل النفس لها علاقة وثيـقة بجرسها وما تحمله من دلالة إيحائية مؤثـرة ، إذ ان الموسيقى اللفظية النـاتجة من تموجات الأصوات ومقـدار ترددها في النص ، هي بلا شـك افضل وسائل الانتفاع بالأصوات في فن الأدب . ولان هذا الانسجام الصوتي هو اكبـر عامل في الإيحاء بذلك الجزء من العاطفة والشعور الذي لا يمكن ان تحيى التجارب الأدبية بدونه . حيث ( ان الموسيقى تلازم التعبير العـاطفي ، وكلمـا ابتعد النثر عن روح العاطفة ضعف حظـه الموسيقي ) .
ولقد جاء كلام الإمـام علي (عليه السلام) في نهـج البلاغة متوافرا على عاطفة مشبوبة ، فالإمام في نهجه يصدر عن رؤية كونـية شاملة محاورها ثلاث موضوعات لا انفصال عنها ، هي الله والعالم والإنسان ، وقد بدا الإمام في صياغتها منفعلا صادقا ، لما انطوت عليه نفسه من معرفة حقة لهذه المحاور .
يقـول الأستـاذ صبحي الصالح : ( واما عاطفة علي فثائرة جياشة تستمد دوافعها من نفسه الغنية بالانفعالات ، وعقيدته الثابتة على الحق ، فما تكلم إلا وبه حاجة إلى الكـلام ، وما خطب إلا ولـديه باعـث على الخطـابة ، وانما تتجلى رهـافة حسه في استعماله الألفـاظ الحادة … بترادف بين الفقرات وتجانس بين الأسجاع ، وحـرص واضح على النغم والإيقاع ) .

الاختيار واثره في موسيقى التركيب
موسيقى التركيب ظاهرة أصيلة في اللغة العربية ، كما في سائر اللغات ، وقد شملت النثر والشعر ، وهي ذات قيـمة خاصة من حيث المعاني التي توحي بها ، فهي وسيلة هامة من وسائل التعبير الإيحائي لانها لغة التوتر والانفعال . وهي تنشأ عن تكرار حروف أو أصوات أو ألفاظ بعينها، وبما ان لكل حرف أو صوت نغما خاصا به ، فتكراره يجذب الانتباه ، ويعزز دلالة النغم ، ويؤلف نوعا من الانسجام الصوتي المحبب .
وان اختيار الالفاظ ذات الاثر الصوتي المنسجم يشد النفس إليه ، ويشوقها ويجعلها اكثر قبولا للفن القولي المتوفر عليه ، عن طريق خلق جو موسيقي تنساب معه النفس وتطرب له الأذن ، ولما كان قادرا على تنظيم حركتها الشعورية وفق ذبذبات إيقاعه ، فمن الطبيعي ان يكـون الفـن القـولي المتلائم اسهـل حفظا واثبـت في الذهن من غيره .
وقد التفت القدماء إلى هذا النوع من الموسيقى اللفظية ، وذكروا ان العرب قد اهتمت بإبـراز موسيقى النثر من خلال موازنة الكـلام والاهتمام بالمصاريع ، من حيث الطول والقصر ، وكذلك الاهتمام بالسجع وتشابه حروف الأجزاء( ).
فهذا النوع من الموسيقى النثرية يتحقق من خلال توافر الكلام على المحسنات اللفظية ، كالجناس والسجع والتوازن وغيرها ، فجميع هذه الفنون ترتكز على تكرار حروف أو أصوات أو ألفاظ ، بقصد تقوية المعاني وابرازها ولفت النظر إليها ، إذ ان الإيقـاع الموسيقي أداة لتعزيز المعنى ، كما انه وسيلة من وسائل التعبير الفني التي لها الدور الكبير في التأثير على المتلقي .
وإذا كان القدماء يرون في هذه المحسنات البديعية جمالا وموسيقيا تطرب له الآذان ، وتهش له النفوس ، وله قيمة ملحوظة في التأثير على المتلقي ، فانهم يرون ان تكـون هذه المحسنات كالحلي ، يروق منها القليل ، يأتي في الكلام إذا استدعاه المعنى ، لا ان يؤتى به موضوعا في غير مكانه .
ولما كان الإمام علي (عليه السلام) ذا شخصية منطوية على فكر يحمل قيم الإسلام العظيمة ويسـعى إلى تطبيقها ونشـرها ، والتي سخر لها جميع إمكاناته الذهنية والجسدية ، كان أدبه متأثرا بنمط شخصيته ، حيث جاءت ألفاظه كان يختارها تحمل في طياتها عناصر موسيقية وفرت جوا خاصا ساعد على تحقيق الأثر الذي يسعى إليه الإمـام ، ومن هـذه العناصر الموسيقية ، الجناس ، والسجع ، والتي سيعرض لهما الباحث بشيء من التفصيل ان شاء الله تعالى.

الجناس
الجنـاس : هو( تشابه اللفظين في النطق ، واختلافهما في المعنى ) ، وهو ( من الحلي اللفظية والألوان البديعية التي لها تأثير بليغ ، تجذب لسامع وتحدث في نفسـه ميلا إلى الإصغاء والتلذذ بنغمته العـذبة ، وتجعل العبارة على الأذن سهلة مستساغة ، فتجد من النفس القبول ، وتتأثر به أي تأثـير ، وتقع في القلب احسن موقع ) ، ( ولاشك ان التجاوب الموسيقي الصادر من تماثل الكلمات تماثلا كاملا أو ناقصا تطرب له الأذن وتهتز له أوتار القلوب ) ، إذ ان هـذا النوع من البديع وثيق الصلة بموسيقى الألفـاظ ، فهو ليس إلا تفننا في طرق ترديـد الأصوات في الكـلام حتى يكون له نغم وموسيقى ، حيث انه قائم على تكرار الوحدات الصوتية المتماثلة في السياق.
وقد تنبه القدماء على ما للجناس من قيمة دلالية نتيجة لما يحدثه في الكلام من جو موسيقي ، حيث انهم يرون (ان تشابه ألفـاظ التجنيس يحدث بالسمع ميلا إليه ، فـان النفـس تتشوق إلى سمـاع اللفظة الواحـدة إذا كانت بمعنيين ، وتتوق إلى استخراج المعنيين المشتمل عليهما ذلك اللفـظ ، فصار للتجنيس وقـع في النفوس وفـائدة ) ، ويرى الدكتور عبد الله الطيب ان القدماء كانوا يطلبون المجانسة من اجل الجرس وحده ، ولذلك كانوا احرص على مزاوجة الكلمات وتكرار الحروف والحركات .
من هذا نجد عنايتهم موجهة إلى ترديد النغم الإيقاعي نفسه ، مما يؤدي إلى تهيئة جو موسيقي تطرب له نفس العربي وتستمتع به أذنه .
ان القيمة الفنية في الجناس تتمثل باعتماده على بنية تحقق قوة التعبير، خلال اصطدامها بالمبدأ الذي يـرى ان لكل مفهـوم منطوقا واحـدا لا غير ، إذ يتقارب اللفظان المتجانسان في المستوى الصـوتي ، حتى يتوهم انه أمـام معنى مكرر أو لفـظ مردد لا يجنى منه غير التطويل والسآمة ، فإذا ما اعمل فكـره توصل إلى غاية هذه البنية أو هذا اللفـظ ، فيجد نفسه أمـام معنى مستحدث يغاير ما سبقه كل المغايرة .
نخلص من هذا إلى ان الجناس هو ضرب من ضروب التكرار المؤكد للنغم من خلال التشابه الكلي أو الجزئي في تركيب الألفاظ ، فاختيار الأديب لمتواليات الألفاظ التي يكثر فيها الترديد الصوتي ، إنما هو خلـق مواءمة تعبيرية بين اللفظ ودلالته في الحالتين ، من خلال ما يثيره الجرس من انسجام بين نغم التشابه اللفظي ومدلوله على المعنى في السياق . ولا شك ان مثل هذا الأسلوب في الكلام يتطلب المهارة والبراعة ، وقد لا يقدر عليه إلا الأديب الذي وهب حاسة مرهفة في تذوق الموسيقى اللفظية .
ويأتي الجناس على أنواع مختلفة، وقد جاءت اغلبها في نهج البلاغة، حيث وظفها الإمام علي (عليه السلام) بطريقة أثرت النص، واغنته بالموسيقى.

ومن أنواع الجناس ما يأتي:
أولا: الجناس التام
وهو ما اتفـق فيه اللفظان المتجانسان في أربعة أشيـاء : نـوع الحروف ، وعـددها ، وهيئاتها الحاصلة من الحـركات والسكنات ، وترتيبها ، مع اختـلاف المعنى .
ولم يرد الجناس التام في نهج البلاغة إلا في موضع واحد ، وهو قول الإمام (عليه السلام) : (( فالبصير منها شاخص والأعمى إليها شاخص )) .
ورد الجناس التام في تكرار كلمة (شاخص) وتعني الأولى الراحل الذي حان وقت سفره ، جـاء في اللسـان : (نحن قد اشخصنا أي حان شخوصنا)، وتعني الثانية المتطلع المتلهف إلى أمر ادهشة ، فالشاخص في اللسان هو الذي (إذا فتح عينيه وجعل لا يطرف) .
ثانيا: الجناس الناقص
وهو الذي يكون فيه اللفظان المتجانسان مختلفين في أحـد حروفهما ، ويكون الاختلاف إما في الحرف الأول أو في الوسط أو في الحرف الأخير . وقد ورد هذا النوع من الجناس في نهج البلاغة ، فمما اختلف فيه الحرف الأول قول الأمام (عليه السلام) من كلام له يوصي بالتقـوى : (( … دعا إليها اسمع داع ، ووعاها خير واع )) .
فقد وقع الجناس بين الكلمتين ( داع ، و واع ) ، ومثله قوله (عيه السلام) من كـلام له يصف فيه أهـل البيت (عليهم السلام) : (( إليهم يفيء الغـالي ، وبهم يلحق التالي)).فقد وقع الجناس بين كلمتي (الغالي) ، و(التالي) . ومثله قوله (عليه السلام) يصف الدنيا : (( غرارة ضرارة ، حائلة زائلة ، نافـدة بائـدة)) . فقد وقع الجناس بين كلمتي (غرارة) ، و(ضرارة) ، وبين كلمتي (حائلة) ، و(زائلة) في أول حرف من الكلمة .
ومما وقع فيه الاختلاف بين اللفظين المتجانسين في وسطهما قوله (عليه السلام) يصف الدنيا : (( فان الدنيا رنق مشربها ، ردغ مشرعها )) .
فقد وقع الجناس بين كلمتي (رنق) ، و(ردغ) في وسط الكلمة .
ثالثا : الجناس المضارع
وهو الذي يختلف فيه اللفظان بحرف أو حرفين مع تقارب المخرج( )، وقد يأتي هذا الاختلاف في الحرف الأول من الكلمة ، أو في وسطها ، أو في آخرها .
ومما ورد في نهج البلاغة من اختلاف اللفظين في الوسط قول الإمام (عليه السلام) في وصف القبور : ((.. قد بني بالخراب فناؤها ، وشيد بالتراب بناؤها ، فمحلها مقترب ، وساكنها مغترب )) .
فقد وقع الجناس بين كلمتي (مقترب) و(مغترب) في وسط الكلمة ، فنـلاحظ قـرب مخرج (القاف) ـ وهو من أقصى اللسان ـ من مخرج (الغين) الذي يكون من أول الفم .
أما ما وقع الاختلاف فيه بين اللفظين في آخر اللفظة فمنه قول الإمام (عليه السلام) في وصف المتقين : (( الخير منه مأمول ، والشر منه مأمون )) .
وقع الجناس بين كلمتي (مأمول) و (مأمون) في آخر الكلمة ، ولا يخفى ما بين صوتي (اللام) و(النون) من تقارب في المخرج .
والذي لا شـك فيه ان هـذا القـرب بين مخارج الحرفين في الكلمتـين المتجانستين قد أعطى الكلام وقعا خاصا مما زاد من ثراء الموسيقى النثرية التي بدورها تساعد على إبراز ما للنص من دلالات إيحائية .
رابعا : جناس التصحيف
(التصحيف فيما تناسب من الخط) ، وحده ابن الأثير بقوله : ( ان تكون الألفاظ متساوية في الوزن ، مختلفة في التركيب بحرف واحد لا غيره ).
وقد ورد هـذا النوع من الجناس في مواضع كثيرة في نهج البلاغة ، ومنها قول الإمـام (عليه السلام) واعظا : (( وعليكم بكتاب الله ، فانه الحبل المتـين ، والنور المبين ، والشفاء النافع ، والري الناقع )) .
حيث جاء التصحيف بين (التاء) و(الباء) في الكلمتين (المتين) و(المبين) ، وكذلك جاء التصحيف بين حرفي (الفاء) و (القاف) في الكلمتين (النافع) و(الناقع) . ومثل ذلك قول الإمام (عليه السلام) يصف الفتنة : (( ثم يأتي بعد ذلك طالع الفتنة الرجوف ، والقاصمة الزحوف)) .
فقد وقع الجناس بين كلمتي (الرجوف) و(الزحوف) ، إذ جاء التصحيف بين حرفي (الراء) و(الزاي) وكذلك بين حرفي (الجيم) و (الحاء) في الكلمتين ذاتهما.
ولاريب ان هذا التكرار لأصوات الألفاظ له دور كبير في إثراء موسيقى التركيب ، وبالتالي إبراز دلالة النص المبتغاة .

انتهى .

****************************