وقال (عليه السلام): النَّاسُ أَعْدَاءُ مَا جَهِلُوا.                
وقال (عليه السلام): إِذَا أَقْبَلَتِ الدُّنْيَا عَلَى أحَد أَعَارَتْهُ مَحَاسِنَ غَيْرِهِ، وَإِذَا أَدْبَرَتْ عَنْهُ سَلَبَتْهُ مَحَاسِنَ نَفْسِهِ .                
وقال (عليه السلام): مَا مَزَحَ امْرُؤٌ مَزْحَةً إِلاَّ مَجَّ مِنْ عَقْلِهِ مَجَّةً.                
وقال (عليه السلام): أَعْجَزُ النَّاسِ مَنْ عَجَزَ عَنِ اكْتِسَابِ الاْخْوَانِ، وَأَعْجَزُ مِنْهُ مَنْ ضَيَّعَ مَنْ ظَفِرَ بِهِ مِنْهُمْ .                
وقال (عليه السلام): الْحِلْمُ وَالاَْنَاةُ تَوْأَمَانِ يُنْتِجُهُمَا عُلُوُّ الْهِمَّةِ.                
وقال (عليه السلام): إِذَا وَصَلَتْ إِليْكُمْ أَطْرَافُ النِّعَمِ فَلاَ تُنْفِرُوا أَقْصَاهَا بِقِلَّةِ الشُّكْرِ .                
وقال (عليه السلام): الْقَنَاعَةُ مَالٌ لاَيَنْفَدُ.                

Search form

إرسال الی صدیق
نبذة عن كتاب حدائق الحقائق (شرح قطب الدّين الكَيْدُريّ)

قطب الدّين الكَيْدُريّ:

كَيْدُر حيّ من أحياء منطقة بَيْهَق (سبزوار). وفي مدينة نيسابور حيّ بهذا الاسم أيضاً.

الاسم الكامل للكيدريّ: محمّد بن حسين بن حسن البيهقيّ النّيسابوريّ. ولُقّب بقُطب الدين تاج الإسلام أيضاً.

كان من مشايخ العلم والحديث، وهو أيضاً، أديب، متكلّم، شاعر. وكان من علماء الإماميّة في القرن السّادس، ونصّ القمّيّ في «الكنى والألقاب» ج ٤ ص ٦٤ على أنّه عاصر القطب الرّاونديّ، وتَلَمّذ لابن حمزة الطّوسيّ.

ومضافاً إلى تلمذته لعبد الله بن حمزة بن عبدالله الطّوسيّ أنّه، أيضاً من علماء آخرين فيهم محمّد بن سعيد بن هبة الله الرّاونديّ، وأبو الرّضا فضل الحسينيّ الرّاونديّ.

ذُكرت للعلاّمة الكيدريّ الآثار العلميّة الآتية:

١ ـ أنوار العقول في أشعار وصيّ الرّسول صلّى الله عليه وآله.

٢ ـ الحديقة الأنيقة، ويضمّ هذا الكتاب الشّعر المنسوب إلى الإمام عليّ أمير المؤمنين عليه السّلام في الحكمة والموعظة.

٣ ـ بصائر الأُنس بحظائر القُدس.

٤ ـ الإصباح، وهو كتاب فقهيّ، نُقل منه في (المختلف) .

٥ ـ كفاية البرايا، في معرفة الأنبياء عليهم السّلام.

٦ ـ مباهج المهج، في مناهج الحجج.

٧ ـ لبّ اللباب، في بعض المسائل الكلاميّة. ذُكر في (حدائق الحقائق).

٨ ـ البراهين الجليّة، في إبطال الذّوات الأزليّة.

٩ ـ الدُّرر في دقائق علم النّحو، وأُشير إليه في «حدائق الحقائق» أيضاً.

١٠ ـ شريعة الشّريعة، وهو تلخيص لكتاب (المهذّب).

١١ ـ حدائق الحقائق في شرح نهج البلاغة، وهو شرح موجز لهذا الكتاب الجليل، وسنتحدّث عنه فيما يأتي:

حدائق الحقائق:

وهو شرح مختصر لنهج البلاغة. أتمّه مؤلّفه في أواخر شهر شعبان سنة (٥٧٦هـ)، وسمّاه (حدائق الحقائق في تفسير دقائق أفصح الخلائق).

وذكر في مقدّمته الباعث الّذي حداه على تأليفه وكيف شرع فيه فقال: «اقترح علَيّ أحد العلماء أن أشرح نهج البلاغة مستهدياً فيه بكتابَي معارج [١] ، ومنهاج  [٢]، مُبدياً لؤلؤهما المكنون، وكلّ ما رأيته مفيداً فيهما، مستهدفاً تتمّةً لهما وموضّحاً ما خفي على مؤلّفيهما. وأتيتُ فيه بنوادر في اللغة والأمثال، ودقائق النّحو والبلاغة، ونبذة من التّاريخ والوقائع، والكلمات الغامضة للمتكلّمين المتقدّمين والمتأخّرين، ويسيرٍ من أُصول الفقه، والأخبار، وآداب الشّريعة، وعلم الأخلاق ومقامات الأولياء، وشيء من الطبّ والهيئة والحساب، حتّى استوعبت كلّ ما جاء في معارج، لا على وجه التّقليد، بل على وجه ما تطلّبه اليقين» [٣]  .

وبعد هذه المقدّمة القصيرة استعرض مباحث في البلاغة أسوة بغيره من الشّارحين، ولعلّه تأثّر بالرّاونديّ إلى حدٍّ ما. ووصف السّبب الّذي دعاه إلى ذلك، فقال: «لمّا كان نهج البلاغة في ذروة البلاغة والفصاحة باذّاً بلاغةَ البلغاء وفصاحةَ الخطباء، فقد رأيتُ لزاماً عليَّ أن أتحدّث في بداية شرحي بكلام وجيز عن أنواع البلاغة وأقسامها، وكذلك أحكامها»[٤]  .

وهكذا يهتمّ المؤلّف بمباحث في البلاغة والفنون البلاغيّة والمحسّنات المعنويّة واللفظيّة. بعد ذلك ينقل خطبة الشّريف الرّضيّ فيشرحها، ثمّ يبدأ بشرح نصّ النّهج.

أسلوبه في الشّرح :

١ ـ يُورد النصّ الكامل لكلّ خطبة، وكتاب، وحكمة.

٢ ـ يبدأ بالشّرح فقرةً فقرةً.

٣ ـ يمزج معنى الجملة بمعاني المفردات، ولا يفصل بينهما، على عكس غيره من بعض الشّارحين.

٤ ـ في شرح معظم الفقرات، يأتي بالنّصّ الّذي يتبنّاه الرّاونديّ، وكذلك البيهقيّ، ثمّ يعرض رأيه.

٥ ـ يُشير إلى «منهاج البراعة» للقطب الرّاونديّ بحرف «ج»، وإلى «معارج البيهقيّ» بحرف «ع»، وإلى رأيه بحرف «ش». علماً أنّه قد يذكر رأيه بلا رمزٍ أحياناً.

٦ ـ قد يذكر عدداً من الخطب أو الحكم أو الكتب متواليةً، ثمّ يتناول معاني مفرداتها.

٧ ـ يستشهد أو يستند في تضاعيف شرحه إلى الآيات القرآنيّة، أو الأحاديث النّبويّة، أو شعر العرب أحياناً.

٨ ـ استضاء في كتابه بشرح أحمد بن محمّد الوبريّ الخوارزميّ أيضاً، ونقل منه. من هنا، يتسنّى لنا أن نعدّ «حدائق الحقائق» تتمّة وجمعاً بين شرح الوبريّ، والرّاونديّ، والبيهقيّ.

طبع الكتاب:

كان هذا الكتاب في عداد المخطوطات المحدودة حتّى فترةٍ متأخّرة، ثمّ طبع في جزءين سنة ١٤١٦هـ بتعاون مؤسّسة نهج البلاغة ونشر عطارد وتصحيح عزيز الله العطارديّ وتحقيقه.

وتمّ إنجاز طبعه اعتماداً على ثلاث مخطوطات، مخطوطة جامعة طهران المكتوبة سنة (٦٤٥هـ)، ومخطوطة مكتبة آية الله المرعشيّ النّجفيّ، ومخطوطة مكتبة السّيّد محمّد عليّ الرّوضاتي الاصفهانيّ، وهي مكتوبة سنة ١٤٠٩هـ. ويضاف إلى جهود المحقّق في الضّبط الصّحيح للنّصّ، أنّه أردفه بهوامش ثمينة، وكتب له مقدّمةً حول الشّريف الرّضيّ، ونهج البلاغة، وسنده، والعلاّمة الكيدريّ. وصدر الكتاب سنة ١٤١٦هـ في ألف نسخة.

--------------------------------------------
[١] . المقصود « معارج نهج البلاغة»، تأليف عليّ بن زيد البيهقيّ المعروف بفريد خراسان.
[٢] . المقصود « منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة»، تأليف قطب الدّين أبي الحسين الرّاونديّ.
[٣] . انظر: حدائق الحقائق، تحقيق عزيز الله العطارديّ، قم ١٤١٦هـ، ٦٩:١ ـ ٧١.
[٤] . انظر: حدائق الحقائق، تحقيق عزيز الله العطارديّ، قم ١٤١٦هـ، ٧١:١.
****************************