وقال (عليه السلام): قَلِيلٌ مَدُومٌ عَلَيْهِ خَيْرٌ مِنْ كَثِير مَمْلُول مِنْهُ.                
وقال (عليه السلام): عَلامةُ الاِْيمَانِ أَنْ تُؤثِرَ الصِّدْقَ حَيْثُ يَضُرُّكَ عَلَى الْكَذِبِ حَيْثُ يَنْفَعُكَ،أَنْ يَكُونَ فِي حَديِثِكَ فَضْلٌ عَنْ عِلْمِكَ، وَأَنْ تَتَّقِيَ اللهَ فِي حَدِيثِ غَيْرِكَ.                
وقال (عليه السلام) : هَلَكَ فِي رَجُلاَنِ: مُحِبٌّ غَال ، وَمُبْغِضٌ قَال .                
وقال (عليه السلام): النَّاسُ أَعْدَاءُ مَا جَهِلُوا.                
وقال (عليه السلام): لاَ خَيْرَ فِي الصَّمْتِ عَنِ الْحُكْمِ، كَمَا أنَّهُ لاَ خَيْرَ فِي الْقَوْلِ بِالْجَهْلِ.                
وقال (عليه السلام): ما أَنْقَضَ النَّوْمَ لِعَزَائِمِ الْيَوْمِ.                
وقال (عليه السلام): مَا أَخَذَ اللهُ عَلَى أَهْلِ الْجَهْلِ أَنْ يَتَعَلَّمُوا حَتَّى أَخَذَ عَلَى أَهْلِ الْعِلْمِ أَنْ يُعَلِّمُوا.                

Search form

إرسال الی صدیق
نبذة عن كتاب مفتاح السّعادة في شرح نهج البلاغة

 

تأليف محمد تقي النّقوي القايني الخراساني

بسم اللَّه الرّحمن الرّحيم

خطبة الكتاب :
الحمد للَّه الَّذى دلّ على ذاته بذاته وتنزّه عن مجانسة مخلوقاته المتجلى بنور جماله على الملك والملكوت والمحتجب في عزّ جلاله بشعشعة اللاهوت عن سكَّان الجبروت فضلا عن قطَّان النّاسوت أنار بشروق وجهه كلّ شيء فنفذ نوره بحيث افنى المستنير وعند كشف سبحات جلاله لم يبق الإشارة .
والمشير فطر الخلائق بقدرته ونشر الرّياح برحمته الَّذى ليس لصفته حدّ محدود ولا نعت موجود خصّص للصّعود إلى عالم السّماء من بين الكلمات والأسماء كلمة طيّبة كشجرة طيّبة أصلها ثابت وفرعها في السّماء لكونها غاية التكوين والإيجاد وثمرة شجرة عالم الأضداد فكرّم هذه الكلمة بكرامة الخلافة الربانيّة فقال للملائكة .
* ( وإِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ ) * وشرّفها بتعلَّم الأسماء فقال : * ( وعَلَّمَ آدَمَ الأَسْماءَ كُلَّها ) * وجعلها مسجودة للملائكة تشريفا لها وتعظيما ، فقال : * ( وإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ ) * ، وأطاع له الملك والملكوت انقيادا وتسليما ثمّ أنشأ من هذه الكلمة كلمات تامّات متعاقبات كلمة بعد كلمة ورسولا بعد رسول ، فقال : * ( ثُمَّ أَرْسَلْنا رُسُلَنا تَتْرا كُلَّ ما جاءَ أُمَّةً رَسُولُها كَذَّبُوه ) * الآية
متفاضلة بعضها على بعض فقال * ( تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ ) * وهكذا حتّى انتهت النّوبة في عالم الخارج إلى كلمة جامعة تشتمل على جوامع الكلم صورة اسم اللَّه الأعظم والقيل اللَّه الأقوم والرّسول الخاتم المستشرق بنور عقله الكلَّى عقول من تأخّر ومن تقدّم المتعلَّم في مدرس علَّمك ما لم تكن تعلم بل هو بنفسه الكتاب الحكيم المحكم الَّذى فيه جوامع الكلم ولطائف الحكم نقطة الرّاسمة لكلّ الحروف المعجم المختوم به كتاب الرّسالة والمتّصل به دائرة الفضل والإجادة ، نقطة دائرة الوجود ونكتة سرّ اللَّه في كلّ موجود المقصود بالإيجاد اوّلا والمبعوث بالتّكميل آخرا المذكور اسمه في التّوراة والإنجيل والملقّب بحبيب اللَّه على لسان جبرئيل بأمر من ربّ الجليل محمّد سيّد الخلائق أجمعين .
وشافع الأمم عند الخالق يوم الدّين صلَّى اللَّه عليه وآله المقدّسين المطهّرين بنصّ القرآن الكريم مصادر بيوت الوحي والتّنزيل وخزنة اسرار القرآن والتّأويل أنوار سماء العصمة والهداية وآيات كتاب الإمامة والولاية ، ولا سيّما أبو الأئمة الهادين المهديّين وصىّ رسول ربّ العالمين الَّذى كان وصيّا وآدم بين الماء والطَّين ، منبع الفضائل والكمالات ومركز دائرة العلم والمقامات الجالس على كرسىّ سلوني قبل ان تفقدوني والقائل لو كشف الغطاء ما ازددت يقينا أبو الحسنين ومولى الكونين قطب العارفين وامام الموحّدين وأمير المؤمنين علىّ بن أبي طالب الَّذى اذهب اللَّه عنه وعنهم الرّجس وطهّرهم تطهيرا .
امّا بعد : فيقول العبد الفقير المحتاج إلى ربّه الغنى محمّد تقى بن محمّد باقر القائنى الخراساني ، مؤلف هذا الكتاب انّه لا يخفى على الناقد البصير والمطَّلع الخبير انّ كتاب نهج البلاغة لا يقاس بغيره من الكتب الموجودة والزّبر المسطورة من الاوّلين والآخرين الَّا كتاب اللَّه تبارك وتعالى الَّذى هو الأصل وهذا فرعه أو هو البذر ، وهذا ثمرته ، لكونه متضمّنا من عجائب البلاغة وغرائب الفصاحة وجواهر العربيّة وثواقب الكلم الدّينية والدّنيوية ما لا يوجد مجتمعا من كلام ولا مجموع - الأطراف في كتاب كيف لا وأمير المؤمنين ( ع ) مشرع الفصاحة وموردها ومنشأ البلاغة ومولدها ومنه ( ع ) ظهر مكنونها وعنه اخذت قواعدها فهو الَّذى يكون مقتدى لكلّ قائل خطيب والمستعان لكلّ واعظ بليغ لانّ كلامه عليه مسحة من العلم الإلهي وعبقة من الكلام النبوي .
 

ففي كلّ لفظ منه روض من المنى ***** وفى كلّ سطر منه عقد من الدّار
 

ولهذه الجامعية والغموضة ترى كثيرا من الجهابذة في كلّ عصر وزمان قد تصدّوا لشرح كلماته وبيان معضلاته واستخراج حقائقه على قدر استعدادهم في فهم كلامه ( ع ) ودرك مقاصده فانّهم قدّس اللَّه اسرارهم وحشرهم اللَّه مع مواليهم وان اتعبوا نفوسهم واسهروا لياليهم فيما أرادوه وقصدوه الَّا انّهم مع ذلك لم يأتوا بشرح جامع يكشف عن وجوه خرائده الأستار ويوضح ما فيه من مطويات الرّموز والأسرار لكونهم قد اكتفوا بما فهموه من ظاهر المقال من غير اجالة الفكر لتحصيل حقيقة الحال فمنهم من تصدّى لسلوك طرائقه من غير دليل فاضّل كثيرا وضلّ عن سواء السّبيل ومنهم من اتعب نفسه في حمل كلامه على مصطلحات القوم مع انّه ( ع ) كان بريئا عنهم وعن مصطلحاتهم فهو في الحقيقة من حمل الكلام على ما لا يرضى به صاحبه .
ومنهم من قلدّ من قبله من الشّراح في شرح كلماته ( ع ) عند المعضلات ظنّا منه انّه وصل إلى المراد واطنب الكلام بما لا فائدة فيه خارجا عن المقام ومنهم من قنع في شرحه بتوضيح اللَّغات وذكر التّواريخ والأنساب ، وهكذا غيرهم من الشّراح الَّذين لم يأتوا بما هو يكشف عن النّقاب .
ثمّ انّى كثيرا ما يخالج قلبي ان اشرح الكتاب شرحا وافيا لنكت مسائله وعوايده محتويا على استخراج حقائقه ودقائقه حاويا على الاخبار المناسبة في كلّ باب متضمّنا للآيات القرآنيّة الَّتى هي مآخذ المقال ليرجع الكلام إلى المآل ويتّضح به حقيقة الحال ، فانّ هذا الكتاب ثمرة من شجرة الكتاب الإلهي ، وكان يعوقني عنه فرط الملال وضيق البال مع قلَّة البضاعة في سلوك هذا المطار الَّذى هو مسرح نفوس الأولياء الأبرار ومحّال انظار الحكماء الكبار ولنعم ما قيل فيه .
 

نهج البلاغة نهج العلم والعمل ***** فاسلكه يا صاح تبلغ غاية الأمل
كم فيه من حكم بالحقّ محكمة ***** تحيى القلوب ومن حكم ومن مثل
ألفاظه درر اغنت بحليتها ***** أهل الفضائل عن حلى وعن حللل
ومن معانيه أنوار الهدى سطعت ***** فانجاب عنها ظلام الزّيغ والزلَّلل
وكيف لا وهو نهج طاب منهجه ***** هدى اليه أمير المؤمنين على

« ولآخر » .
 

نهج البلاغة يهدى السّالكين إلى ***** مواطن الحقّ من قول ومن عمل
فاسلكه تهدى إلى دار السّلام غدا ***** وتخط فيها بما ترجوه من امل

 

وسميّت هذا الشّرح بمفتاح السّعادة في شرح نهج البلاغة والمرجو من خلصّ اخوانى ان يعفوني إذا عثروا على الزلَّات ويشيّعونى بصالح الدّعوات وان يشكروا لي بما عانيت في هذا التّاليف من الكدّ والعناء فانّ هذا لعمري موصوف عزيز المرام قليل الوجود في هذه الايّام ، وجعلته هدية إلى بقيّة اللَّه الأعظم صاحب الولاية الالهيّة الكبرى والخلافة العالميّة العلياء الَّذى يكون النّصر قائده والرّعب رائده به يعود الحقّ في نصابه ويزول الباطل عن مقامه المدخّر لاصلاح هذا العالم المنغمس بفطرته الظَّلم والفساد والمرتجى لإزالة الطَّاغوتية الغاشمة والعناد ، سليل رسول اللَّه والحجّة على خلقه ، سيف اللَّه المنتقم سيّدى ومولاي حجة بن الحسن العسكري سلام اللَّه عليه وعلى آبائه الطَّاهرين .
ونقول : ( فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْه قالُوا يا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنا وأَهْلَنَا الضُّرُّ وجِئْنا بِبِضاعَةٍ مُزْجاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وتَصَدَّقْ  ) . آمين يا ربّ العالمين .

****************************