وقال (عليه السلام): مَنْ ضَيَّعَهُ الاْقْرَبُ أُتِيحَ لَهُ الاْبْعَدُ .                
وقال (عليه السلام): زُهْدُكَ فِي رَاغِب فِيكَ نُقْصَانُ حَظّ، وَرَغْبَتُكَ فِي زَاهِد فِيكَ ذُلُّ نَفْس.                
وقال (عليه السلام): عَلامةُ الاِْيمَانِ أَنْ تُؤثِرَ الصِّدْقَ حَيْثُ يَضُرُّكَ عَلَى الْكَذِبِ حَيْثُ يَنْفَعُكَ،أَنْ يَكُونَ فِي حَديِثِكَ فَضْلٌ عَنْ عِلْمِكَ، وَأَنْ تَتَّقِيَ اللهَ فِي حَدِيثِ غَيْرِكَ.                
وقال (عليه السلام): مَا مَزَحَ امْرُؤٌ مَزْحَةً إِلاَّ مَجَّ مِنْ عَقْلِهِ مَجَّةً.                
وقال (عليه السلام): لَيْسَ بَلَدٌ بأَحَقَّ بِكَ مِنْ بَلَد، خَيْرُ الْبِلاَدِ مَا حَمَلَكَ.                
وقال (عليه السلام): الْحِلْمُ وَالاَْنَاةُ تَوْأَمَانِ يُنْتِجُهُمَا عُلُوُّ الْهِمَّةِ.                
وقال (عليه السلام): الدُّنْيَا خُلِقَتْ لِغَيْرِهَا، ولَمْ تُخْلَقْ لِنَفْسِهَا.                

Search form

إرسال الی صدیق
نهج البلاغة جزء من الإمام

أنا.. لا أعلم كم - بالضبط - كان مدى صوت الإمام، ولكني أسمع صوته - بوضوح - يشجع ضمير الإنسان على الانتشار وتغطية كل تصرفاته.

وأنا.. لا أعلم كم - بالضبط - كان حجم قلب الإمام، ولكني ألمسه - بوضوح - يضخ الحياة في شرايين الخانعين.

وأنا.. لا أعلم كم - بالضبط - كان مدى سيف الإمام، ولكني لا تغزوني سكرة الهموم إلا وأجدني أرفأ إليه، فيغسل عني الويلات؛ تماما.. كما كان المعذبون يلجأون إلى الإمام، فيمسح عنهم الرهق، ويفرغ عليهم صحوة الأمان.

إذن: فـ(نهج البلاغة) جزء من الإمام، وجناح من أجنحته العريضة، يمنح الدفء للمتجمد من الجهل، ويفرش الظل للمحترقين بالظلم.

صحيح إنه يحتمل الصدمات بمقدار ما يحمي؛ ولكنه الفداء المستمر، الذي يعيش بخلوده لا بوجوده. فإذا استطاع (أن لا يقار على كظة ظالم أو سغب مظلوم)، فلا يهمه (أوقع على الموت أو وقع الموت عليه). بل يفضل أن يقع – هو – على الموت، فيضع حداً لحياته بموت يحيي أموات الأحياء، فـ(ألف ضربة بالسيف أهون علي من ميتة على فراش) قال هو(ع).

ولولا أن الإمام أبى إلا أن يكون الفداء المستمر: لكان (أدهى العرب) – كما قال -، ولعرف (فيم علاجهم) – كما قال -، ولاهتدى (الطريق إلى مصفى هذا العسل، ولباب هذا القمح، ونسائج هذا القز)،[١] ولاستطاع – أخيرا – أن يكون امبراطور العرب بل العالم. ولكنه لم يستطع – عندئذ – أن يكون (أمير المؤمنين) و(سيد الوصيين)… وهل يرضى القلب الكبير والعقل العظيم أن يلخص اهتمام (العالم الأكبر)،[٢] في (سجن المؤمن)،[٣] ويختصره (بين نثيله ومعتلفه)،[٤] ؟! لقد رضي الإمام (من دنياه بطمريه، ومن طعمه بقرصيه)،[٥] ، ليقيم الحق ويدفع الباطل، وليكون مقاس الحق الذي يدور معه كيفما دار.

----------------------------------------------------------
[١] . نهج البلاغة ـ كتاب الإمام إلى عثمان بن حنيف الأنصاري.
[٢] . إشارة إلى الشعر المنسوب إلى الإمام: أتزعم أنك جـرم صغيـر وفيك انطوى العالم الأكبر؟!
[٣] . إشارة إلى الحديث الشريف: (الدنيا سجن المؤمن، وجنة الكافر).
[٤] . إشارة إلى كلام الإمام حول عثمان: (... إلى أن قام ثالث القوم: نافجاً حضنيه، بين نثيله ومعتلفه). نهج البلاغة، الخطبة الشقشقية.
[٥] . نهج البلاغة ـ كتاب الإمام إلى عثمان بن حنيف الأنصاري. لآية الله السيد حسن الشيرازي.
****************************