وقال (عليه السلام): اذْكُرُوا انْقِطَاعَ الَّلذَّاتِ، وَبَقَاءَ التَّبِعَاتِ.                
وقال (عليه السلام): إِذَا قَدَرْتَ عَلَى عَدُوِّكَ فَاجْعَلِ الْعَفْوَ عَنْهُ شُكْراً لِلْقُدْرَةِ عَلَيْهِ .                
وقال (عليه السلام): مَنْ كَرُمَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ هَانَتْ عَلَيْهِ شَهْوَتُهُ.                
وقال (عليه السلام): أَعْجَزُ النَّاسِ مَنْ عَجَزَ عَنِ اكْتِسَابِ الاْخْوَانِ، وَأَعْجَزُ مِنْهُ مَنْ ضَيَّعَ مَنْ ظَفِرَ بِهِ مِنْهُمْ .                
وقال (عليه السلام): مَنْ ضَيَّعَهُ الاْقْرَبُ أُتِيحَ لَهُ الاْبْعَدُ .                
وقال (عليه السلام): إذَا كَانَ في رَجُل خَلَّةٌ رَائِعَةٌ فَانْتَظِرْ أَخَوَاتِهَا.                
وقال (عليه السلام): الْقَنَاعَةُ مَالٌ لاَيَنْفَدُ.                

Search form

إرسال الی صدیق
نهج البلاغة ونظرة الغرب له

إن الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، تعبير عن نهج إنساني يمكن أن يكون دواء لكل داء يصيب الأمة، كتلك الأمراض الاجتماعية والسياسية التي أصيبت بها شعوبنا العربية والإسلامية، اليوم على وجه التحديد
لقد رسم الإمام بنهجه الإنساني والرسالي معالم الحلول الناجعة للأمراض التي تصيب الأمة في أي وقت من الأوقات.

 ولذلك لا نستغرب عندما تقول هيئة الأمم المتحدة وفي القرن الواحد والعشرين، اي بعد مرور قرابة (١٤) قرنا على استشهاد الإمام في مدينة الكوفة المقدسة، في تقرير برنامج التمنية الإنمائي وحقوق الإنسان لعام ٢٠٠٢ والتابع للأمم المتحدة، ان الإمام علي عليه السلام هو رائد العدالة الاجتماعية والسياسية ، ويتضمن تقرير الامم المتحدة المذكور والذي جاء في (١٦٠) صفحة باللغة الانجليزية، مقتطفات من وصايا الإمام أمير المؤمنين عليه السلام الموجودة في نهج البلاغة، والتي يوصي بها عماله وقادة جنده، إذ يذكر التقرير بان هذه الوصايا الرائعة تعد مفخرة لنشر العدالة وتطوير المعرفة واحترام حقوق الانسان.
نعم لا نستغرب من ذلك، فلقد جسد الإمام بنهجه الإنساني الرباني قيم العدالة والمساواة والأمانة وحقوق الإنسان.
إن ما يؤسف له حقا، هو ان الاخرين اكتشفوا نهج الإمام ، ونحن الأقرب إليه دينا ومذهبا ولغة وتراثا وقيما، لا زلنا لم نكتشف الإمام، إذ لا زال الكثير من المسلمين ممن يدعون انهم يسيرون على نهج السنة النبوية الشريفة، يتعاملون مع علي من منطلق طائفي بغيض، لان الشيعة تحبه أو لان الجماعة الفلانية بالغت في حبها، او ان آخرين ألهوه، فإذا كانت قلة قد أخطأت في فهم علي، فما ذنب الإمام في ذلك؟
ولماذا يجب أن يتم التعامل معه بطائفية وكأنه لجماعة دون أخرى، أو لطائفة دون غيرها؟.
إلا أننا وللأسف نتعامل مع الامام ونهجه السياسي والاجتماعي وكأنه تراث في الماضي أو انه نهج مثالي لا يمكن الاستفادة منه في العصر الحاضر، أو انه دليل طائفية من يتعامل معه او يسعى لاحيائه في الواقع اليومي، وان كل ذلك خطا كبير لا نظلم فيه الامام، فالامام لا يظلمه جهل الناس به، انما نظلم انفسنا اولا، ونظلم قيمنا التي ندعي اننا نؤمن بها، ثانيا.
ولو كان نهج الامام ماض انقضى او انه نهج مثالي، لما اوصى تقرير الامم المتحدة المشار اليه، الدول العربية ان تاخذ بهذه الوصايا في برامجها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية، لانها (لا تزال بعيدة عن عالم الديمقراطية، ومنع تمثيل السكان، وعدم مشاركة المراة في شؤون الحياة، وبعيدة كل البعد عن التطور واساليب المعرفة) على حد قول التقرير.
لو تعامل المسلمون بعقول منفتحة مع نهج علي، لما شوهت عصبة من الارهابيين الذين ورثوا نهج العنف والانحراف والقتل والنزو على السلطة بغير حق من بني امية عبر التاريخ، صورة الاسلام الناصعة، وقيم السماء النبيلة التي جاء بها ديننا الحنيف.
ففي نهج علي يكمن السلام والتسامح والحوار والاعتراف بالاخر، واحترام الراي الاخر، واللين والتعامل الايجابي مع المعارضة ما لم ترفع السلاح لتفسد في الأرض.
وبنهجه الرسالي والرباني نرسم معالم الديمقراطية الحقيقة التي تتجلى بابهى صورها بتنازل صاحب الحق عن حقه الشخصي من اجل الصالح العام، وفي مسعى عملي لإحياء نهج الإمام في حياتنا اليومية، لينظم كل واحد منا برنامجا يوميا لقراءة ما لا يقل عن قول واحد من أقوال الإمام علي عليه السلام، في نهج البلاغة، أو سطر واحد من خطبه ورسائله الرائعة، وان نعلم أبناءنا أقوال الإمام ليطلعوا على نهجه الرسالي الحضاري، فلا نبقى بعيدين عنه، جاهلين به، الأمر الذي خلق كل هذه الهوة الكبيرة فيما بيننا وبينه.

****************************