وقال (عليه السلام): الْحِلْمُ وَالاَْنَاةُ تَوْأَمَانِ يُنْتِجُهُمَا عُلُوُّ الْهِمَّةِ.                
وقال (عليه السلام): لَيْسَ بَلَدٌ بأَحَقَّ بِكَ مِنْ بَلَد، خَيْرُ الْبِلاَدِ مَا حَمَلَكَ.                
وقال (عليه السلام) : هَلَكَ فِي رَجُلاَنِ: مُحِبٌّ غَال ، وَمُبْغِضٌ قَال .                
وقال (عليه السلام): اذْكُرُوا انْقِطَاعَ الَّلذَّاتِ، وَبَقَاءَ التَّبِعَاتِ.                
وقال (عليه السلام): رُبَّ مَفْتُون بِحُسْنِ الْقَوْلِ فِيهِ.                
وقال (عليه السلام): قَلِيلٌ مَدُومٌ عَلَيْهِ خَيْرٌ مِنْ كَثِير مَمْلُول مِنْهُ .                
وقال (عليه السلام): مَا مَزَحَ امْرُؤٌ مَزْحَةً إِلاَّ مَجَّ مِنْ عَقْلِهِ مَجَّةً.                

Search form

إرسال الی صدیق
أثر الإمام (عليه السلام) في مثقفي العرب

 

روكس بن زائد العزيزي

يقيناً إنّ كل مثقف عربي، كل كاتب عربي، كل شاعر عربي، كل خطيب عربي مدين للإمام علي، فإذا كان كل مسلم في الدنيا مدين للقرآن الكريم في تكون عقليته وتفكيره فإنّ كل مثقف عربي مدين لنهج البلاغة في تقويم قلمه.

وما أعدت قول اليازجي العظيم إلّا ازددت اقتناعاً بما أقول، قال إبراهيم اليازجي: ما اتقنت الكتابة إلّا بدرس القرآن ونهج البلاغة، وإبراهيم اليازجي إذا أردنا أن نحكم على رجل من رجال القلم بالنسبة إلى كل علوم اللغة العربية مجتمعة لا نجد في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين من يتفوّق عليه، وإن كان ف ي كل علم من علومها على انفراد يوجد من ينافسه ويتفوق عليه.

إذا كان اليازجي يقول هذا، فإنّ كل مثقف عربي مدين لنهج البلاغة وللإمام علي في استقامة نهجه الكتابي، وانطلاقاً من هذه النقطة فنحن لا نعدّ كاتباً أو أديباً عربياً مثقفاً ثقافة عربية اصيلة إن لم يقرأ القرآن ونهج البلاغة قراءات عميقة متواصلة.

فالذي يريد أن يفهم المجتمع العربي والعقلية العربية لابدّ له من قراءة نهج البلاغة والذي يريد أن يفهم اسلوب الحكم في البلاد العربية يحتاج إلى نهج البلاغة.

الفقيه الذي يرغب في أن يكون نافذ الفكر، مستنير البصيرة، هو في أقصى الحاجة إلى نهج البلاغة.

رجل الوعظ المسلم الذي يريد أن يكون واسع الآفاق محتاج إلى نهج البلاغة، وإن لم يفعل، فإنّه ظلام لنفسه، قليل الإحترام لعقله قرأت شيئاً اسمه (تشريح شرح نهج البلاغة) فشعرت باشفاق على عقلية الرجل وذكرت حالاً قول ابن العميد على كتب الجاحظ:

كتب الجاحظ تعلّم العقل أوّلاً والأدب ثانياً.

ونهج البلاغة في اعتقادي يعلّم العقل أوّلاً والأدب ثانياً وأساليب كل فن من الكتابة والخطابة ثالثاً، ويطلّع منه الإنسان على أُمور لا أعتقد أنها توجد في كتاب واحد كلّها مجتمعة.

قال الشيخ محمد عبده وهو يذكر نهج البلاغة: فأجدر بالطالبين لنفائس اللغة والطامعين في التدرّج لمراقيها أن يجعلوا هذا الكتاب أهمّ محفوظهم، وأفضل مأثورهم، مع تفهّم معانيه في الأغراض التي جاءت لأجلها، وتأمّل ألفاظه في المعاني التي صيغت للدلالة عليها، ليصيبوا بذلك أفضل غاية وينتهوا إلى خير نهاية.

وبعد فأنا أنظر إلى الكتاب على اعتبار أنّه كنز ثمين لا غنى لمتأدّب عنه، وانظر إلى صاحب هذا الكتاب، فأرى أنّه طوّق جيد اللغة العربية بمنّة لا تزول حتى تزول الأرض ومن عليها.

وعندي أنّه إذا ثبت كل ما في نهج البلاغة للإمام علي، فهو معجزة أدبية وإذا أراد النافون أن ينفوه عنه وينسبوه إلى جامع الكتاب، فتكون معجزة الإمام أعظم، إذ يستطيع حبّه أن يملي على محبيه أن يأتوا بمثل هذه الدرر الغوالي!

فاثباته نهج البلاغة للإمام ونفيه عنه يثبت عظمة الإمام الخالدة، ولا ينفى الدين الذي للإمام على مثقفي العرب كافة.

------------------------------------
من كتاب الإمام علي أسد الإسلام وقدّيسه
****************************