وقال (عليه السلام): مَنْ ضَيَّعَهُ الاْقْرَبُ أُتِيحَ لَهُ الاْبْعَدُ .                
وقال (عليه السلام): إِذَا وَصَلَتْ إِليْكُمْ أَطْرَافُ النِّعَمِ فَلاَ تُنْفِرُوا أَقْصَاهَا بِقِلَّةِ الشُّكْرِ .                
وقال (عليه السلام): الْحِلْمُ وَالاَْنَاةُ تَوْأَمَانِ يُنْتِجُهُمَا عُلُوُّ الْهِمَّةِ.                
وقال (عليه السلام): أَعْجَزُ النَّاسِ مَنْ عَجَزَ عَنِ اكْتِسَابِ الاْخْوَانِ، وَأَعْجَزُ مِنْهُ مَنْ ضَيَّعَ مَنْ ظَفِرَ بِهِ مِنْهُمْ .                
وقال (عليه السلام): مَنْ كَرُمَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ هَانَتْ عَلَيْهِ شَهْوَتُهُ.                
وقال (عليه السلام): لَيْسَ بَلَدٌ بأَحَقَّ بِكَ مِنْ بَلَد، خَيْرُ الْبِلاَدِ مَا حَمَلَكَ.                
وقال (عليه السلام): خَالِطُوا النَّاسَ مُخَالَطَةً إِنْ مِتُّمْ مَعَهَا بَكَوْا عَلَيْكُمْ، وَإِنْ عِشْتُمْ حَنُّوا إِلَيْكُمْ .                

Search form

إرسال الی صدیق
أثر نهج البلاغة على الأدب العربي – الثاني

محمد هادي الأميني (رحمه الله)

هذا بعض من اعتنى بتدوين الخطب والكتب والحكم العائدة الى اميرالمومنين "ع" وقد عرفنا انهم سبقوا الشريف الرضي في تاليف كتابه- نهج البلاغة- ولعله اعتمد فيه على تلكم المولفات وهي في الواقع نصوص ان دلت على شي ء فانما تدل على ان خطب علي "ع" كانت مدونة ومحفوظة مجلدة مشهورة بين الناس، معروفة عندهم غير انها كانت طعمة الاحداث والفتن التي اجتاحت الوطن الاسلامي، ودمرت تراثه الفكري وابادت حضارته العلمية.

ولسنا بعد هذا كله بحاجة إلى كثير شرح من ان كلام الامام اميرالمؤمنين "ع" حظي بما لم يحظ به كلام غيره من البلغاء والعظماء من العناية التامة والاهتمام البالغ، فتراهم على امتداد القرون بين جامع لحكمه، وراو ومحدث لخطبه، وحافظ لأقواله ومتأثر بأسلوبه وناظم لحكمه لانه "ع" فتح أمام العلماء والادباء جوانب فكرية واسعة وآفاق علمية غير متناهية فصالوا على كلامه، وأخذوا معاني اقواله، ومباني ألفاظه وأخرجوها في اشعارهم، ولا احسب احد من البلغاء على كثرتهم في الجاهلية والاسلام حظي كلامه من العناية مثل كلام الامام "ع" فقد دونوه على عهده، وحفظوه في ايامه، وكتبوه ساعة انشاده، وتداولوه فيما بينهم بعده كما سمعوه.

قال ابوالحسن على المسعودي المتوفي ٣٤٦ في مروج الذهب ٤٣١:٢: لم يلبس عليه السلام في ايامه ثوبا جديدا ولا اقتنى ضيعة ولا ربعا الا شيئا كان له " بينبع" مما تصدق به وحبسه والذي حفظ الناس عنه من خطبه في سائر مقاماته اربعمائه خطبة ونيف وثمانون خطبة يوردها على البديهة وتداول الناس ذلك عنه قولا وعملا-.

وذكر ابن واضح اليعقوبي المتوفي ٢٨٤ في كتابه: مشاكله الناس لزمانهم- ص ١٥ ما نصه: كان علي بن ابي طالب مشتغلا ايامه كلها في الحرب الا انه لم يلبس ثوبا جديدا ولم يتخذ ضيعه ولم يعقد على مال، الا ما كان "بينبع" و"البغبغة" مما يتصدق به، وحفظ الناس عنه الخطب فانه خطب باربعمائة خطبة حفظت عنه، وهي التي تدور بين الناس ويستعملونها في خطبهم-.

وقال قطب الدين الراوندي المتوفي ٥٧٣: سمعت بعض العلماء بالحجاز يقول: اني وجدت في مصر مجموعا من كلام علي "ع" في نيف وعشرين مجلدا-. شرح ابن ميثم ١٠١:١.

ان هذه النصوص ان دلت على شيء فانها تدل على ان كلامه عليه السلام كان مدونا ومحفوظا ومجموعا ومتداولا بين الخاصة والعامة، ومعروفا عندهم والموجود في- نهج البلاغة- هواقل بكثير مما ذكره المؤرخون.

ولا غرابة اذا ما وجدنا ائمة الادب واحبار النظم والنثر وعلماء كلام العرب يندفعون نحوكلام الامام "ع" ويرتشفون من مناهله العذبة وموارده الرغدة بعد ان وجدوا كلامه "ع" كما عبر عنه سبط ابن الجوزي البغدادي المتوفي ٦٥٤ في كتابه- تذكرة الخواص- ص ١١٩ فقال: كان علي "ع" ينطق بكلام قد حف بالعصمة، ويتكلم بميزان الحكمة كلام ألقى الله عليه المهابة فكل من طرق سمعه راعه فهابه، وقد جمع الله له بين الحلاوة والملاحة، والطلاوة والفصاحة، لم يسقط منه كلمة ولا بارت له بين الحلاوة والملاحة، والطلاوة والفصاحة، لم يسقط منه كلمة ولا بارت له حجه اعجز الناطقين وحاز قصب السبق في السابقين، ألفاظ يشرق عليها نور النبوة ويحير الافهام والالباب.

ان كلام "ع" بكافة صوره وأشكاله وجوانبه دعامة قوية لتراث الحضارة الانسانية وركيزه قويمة للشخصية الاسلامية لا تستأثر به قبيلة أومجموعة دون أخرى، ولا يختص به اهل ملة ونحلة دون غيرها، ولا ينحصر في اهل مذهب دون غيرهم من اهل المذاهب، وانما كان مرجعا حيا ونبعا فكريا متدفقاً لكل البشرية والاجيال والقرون والاحقاب، واصبح ينبوعا صافياً وثروه فكرية ومناعة علمية لكتاب اللغة العربية والمتطلعين إليها قديما وحديثا ينتهلون من لغته ويقتبسون من معانيه الوهاجة ومبانيه المستقيمة ما يقوم لهم فنهم وينمي من حصيلتهم في اللغة والادب والفكر.

هذا وخلال دراستي لمجموعة من الكتب الادبية كنت أقف على بيت أو أبيات لشاعر أخذ قوله من كلام الامام "ع" وما أكثره في بطون المؤلفات والدواوين، أسجله في محل خاص إلى أن حصلت لدي واجتمعت حصيلة ادبية خيرة من هذا النوع من الشعر وشاءت الصدف وما أحلاها في بعض الاحايين طلبت- لجنة المؤتمر الالفي لكتاب نهج البلاغة.... المنعقد في طهران... مني مشاركتهم علميا على ان تكون الدراسة حول تأثير نهج البلاغة في الادب العربي .... حسب اختصاصي فأخرجت لهم هذا البحث القائم على أمهات المصادر فذكرت فيه اولا قول الامام اميرالمؤمنين "ع" مع شرح موجز له، ثم أردفته بالشعر الذي بني الشاعر من كلام الامام "ع" قوله.

فمن قوله عليه السلام: خير الناس في حالا النمط الاوسط فألزموه.

وقال ايضا: اليمين والشمال مضلة والطريق الوسطى هي الجادة عليها باقي الكتاب وآثار النبوة.

ان ائمة الادب ذهبت إلى ان التوسط في الامور وحتى في القول والكلام مجانبه الوعورة وخروج من سبيل من لا يحاسب نفسه، فالتشادق والتعمق والاغراق في القول والتكلف والاجتلاب في الاسلوب من السبل التي لا تعترف بها اهل المعرفة من البلغاء واخذ الشاعر هذا المعنى فقال:

عليك باوساط الامور فانها ***** نجاة ولا تركب ذلولا ولا صعبا

وقال الاخر:

لا تذهبن في الامور فرطا ***** لا تسالن إن سألت شطا

وقال اعرابي: للامام الحسن "ع" علمنب دينا وسوطا لا ذاهبا شطوطا ولا هابطا هبوطا، فقال له الحسن: لئن قلت ذاك ان خير الامور أوساطها-.

وقال علي "ع" ايضا: كن في الناس وسطا وامش جانبا. وقال عبدالله بن مسعود: وخير الامور اوساطها. وما قل وكفي خير مما كثر وألهى. نفس تنجيها خير من امارة لا تحصيها.

ومن حكمه عليه السلام قوله: ان لله ملكا ينادي كل يوم: لدوا للموت واجمعوا للفناء، وابنوا للخراب-.

دعوة إلى الزهد والانصراف عن زخارف الدنيا وزينتها وعدم الاغترار بها والتوجه نحوالحقيقة والحياة الروحية والمدينة الفاضلة فما قيمة الجمع اذا كان مهددا بالفناء اوالبناء اذا كانت عاقبته الخراب، فالجمع والبناء حسن في دار باقيه وحياة سرمدية وعيش ازلي يتمتع به الإنسان من دون نهاية ويتنعم به من غير انقطاع.

وقد اخذ هذا المعنى واللفظ ابونواس الحسن بن هانة كما جاء في الحيوان: ٥١:٣، وديوان ابي نواس: ٢٠٠، فقال:

لدوا للموت وابنوا للخراب ***** فكلكم يصير إلى التراب

الا ياموت لم أر منك بدا ***** ابيت فما تحيف ولا تجابي

كانك قد هجمت على مشيبي ***** كما هجم المشيب على شبابي

ونسبت هذه الابيات في الاغاني ١٥٥:٣ إلى ابي العتاهيه اسماعيل بن القاسم ابن سويد العيني المتوفي ٢١١ كما نجدها ايضا في ديوانه ٢٤ -٢٣.

وقال صالح بن عبد القدوس المتوفي ٨٥٥ هـ

المرء يجمع والزمان يفرق *** ويظل يرقع والخطوب تمزق

ولان يعادي عاقلا خير له *** من ان يكون له صديق احمق

فاربأ بنفسك ان تصادق أحمقا *** ان الصديق على الصديق مصدق

وزن الكلام اذا نطقت فانما *** يبدى عقول ذوي القول المنطق

ومن الرجال اذا استوت اخلاقهم *** من يستشار اذا استشير فيطرق

حتى يحل بكل واد قلبه *** فيرى ويعرف ما يقول فينطق

ما الناس الا عاملان فعامل *** قد مات من عطش وآخر يغرق

والناس في طلب المعاش وانما *** بالجد يرزق منهم من يرزق

لو يرزقون الناس حسب عقولهم *** ألفيت أكثر من ثرى يتصدق

لكنه فضل المليك عليهم *** هذا عليه موسع ومضيق

وقوله عليه السلام: انا بيضة البلد-.

لم تعرف العرب ولم يذكر في اقوالها هذا المثل قبل قول الامام به، وبعده اصبح من الامثال وجاء تارة في موضع المدح، وتارة في موضع الذم، ففي المدح يراد بيضة البلد واحدها الذي تجتمع إليه وتقبل قوله، كما قالت عمره ابنه عمرو بن عبدود ترثي أخاها وتذكر قتل علي "ع" اياه:

لوكان قاتل عمروغير قاتله *** بكيته ما قام الروح في جسدي

لكن قاتله من لا يعاب به *** وكان يدعى قديماً بيضة البلد

وأما التي يراد بها الذم فيشبه ببيضة البلد ويراد منها الانفراد والذل والضياع كقول الراعي:

تابي قضاعة لم تعرف لكم نسبا ***** وابنا نزار فأنتم بيضة البلد

لوكنت من أحد يهجي هجوتكم ***** يا ابن الرقاع ولكن لست من احد

وكقول من قال:

لكنه حوض من أودى باخوته ***** ريب المنون فامسى بيضة البلد

وكقول شاعر:

أقبلت توضع بكر الاخطام لها ***** حسبت رهطك عندي بيضة البلد

وقوله عليه السلام: رأي الشيخ أحب إليّ من جلد الغلام-.

لان الشيخ كثير التجارب وافر الامتحان فيبلغ من العد وبرأيه ما لا يبلغ بشجاعته الغلام الحدث غير المجرب لانه قد يغرر بنفسه فيهلك ويهلك اصحابه، ولا مشاحة ان الرأي مقدم على الشجاعة، وكان من وصايا ابرويز إلى ابنه شيرويه: لا تستعمل على جيشك غلاما غمرا ترفا قد كثر إعجابه بنفسه، وقلّت تجاربه في غنره، ولا هرما كبيرا مدبرا قد اخذ الدهر من عقله، وعليك بالكهول ذوي الرأي، اخذ هذا المعنى أبوالطيب المتنبي فقال:

الرأي قبل شجاعه الشجعان ***** هوأول وهي المحل الثاني

فإذا هما اجتمعا لنفس مره ***** بلغت من العلياء كل مكان

ولربما طعن الفتى اقرانه ***** بالرأي قبل تطاعن الاقران

لولا العقول لكان أدنى ضيغم ***** أدنى إلى شرف من الانسان

ولما تفاضلت الرجال ودبرت ***** ايدي الكماه عوالي المران

وقوله عليه السلام: ان من احب عباد الله إليه عبدا.... يقول فيفهم ويسكت فيسلم.

افصح عن هذا القول ابوعمرو حماد بن عمر بن يونس بن كليب السوائي المعروف بعجرد المتوفي ١٦١ وهو شاعر كوفي من الموالي ومن مخضرمي الدولتين الاموية والعباسية قال:

قد سلم الساكت الصموت ***** كلام راعى الكلام قوت

لا تفش سرا إلى جدار ***** فربما نمت البيوت

واعجبا لامرئ ضحوك ***** مستيقن انه يموت

وسئل عليه السلام غير مرة في علل نالته فقيل له: كيف أصحبت؟ فقال: بشر- والمقصود ان العلة في الواقع وان كانت شر او مؤذيه، وفيها الالم والاوجاع فإنّ فيها دواء، وفيها عبره لمن فكر وأذاها محنه واختبار فبالاختيار يطيع الناس وبالطاعة يدخلون الجنة، وقول الامام "ع" مأخوذ من قول الله تعالى: (وعسى أن تكرهوا شيئاً وهوخير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهوشر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون). [ سورة البقرة: ٢١٦.]

ومعناه وقد تكرهون شيئا في الحال وهو خير لكم في عاقبة أموركم، كما تكرهون القتال لما فيه من المخاطرة بالروح وهو خير لكم، وقد تحبون ما هو شر لكم وهوالقعود عن الجهاد لمحبة الحياة وهو شر لما فيه من الذل والفقر في الدنيا، فأخذ هذا المعنى أبوسهل بشر بن المعتمر البغدادي المتوفي ٢١٠ الفقيه الشاعر المعتزلي وإليه تنسب الطائفة الشرية، فقال في قصيدته:

وكلها شر وفي شرها ***** خير كثير عند من يدري

فلا تتكل يوما على غير لطفه ***** وما ثم الا الله في كل حاله

وخيرته فيها على رغم انفه ***** فكم حاله تأتي ويكرهها الفتى

وقوله عليه السلام: الهم نصف الهرم-.

من العوامل الاساسية التي تهدم الفتوه والشباب، وتدفع الشيب والانحلال وتمكنه من الجسد الهم والغموم ولذلك قال بعض الحكماء: الهم يشيب القلب، ويعقم القلب فلا يتولد معه رأي ولا يصدق معه رؤية، وهذا ما لا ريب فيه فإنّ الهموم هي الباعثة على دمار الشباب، وتسلط الهرم، ومن هنا نجد علماء الطب يحثون الناس على دفع الهموم وعدم اعطاء مجال للغموم فاذا ما نفذت في الجسم نشأت في ظلالها الاسقام والداء. قال سفيان بن عيينة:

الدنيا كلها هموم وغموم، فما كان منها سرورا فهوربح. واخذ هذه الاثارة ابوتمام الطائي حبيب بن اوس المتوفي ٢٣١ فقال:

شاب رأسي وما رأيت مشيب الر ***** أس الا من فضل شيب الفؤاد

ولذاك القلوب في كل بوس ***** ونعيم طلائع الاجساد

طال انكاري البياض ولو***** عمرت شيئا أنكرت لون السداد

وقال الشاعر:

هموم قد أبت الا التباسا ***** تبث الشيب في رأس الوليد

وتعقد قائما بشجا حشاه ***** وتطلق للقيام حبى القعود

واصخت خاشعا منها نزار ***** مركبه الرواجب في الخدود

وانشد أبوتمام أيضاً:

شعلة في المفارق استودعتني ***** في صميم الفؤاد ثكلا صميما

تستثير الهموم ما اكتن منها ***** صعدا وهي تستثير الهموما

غره مرة الا إنما كنـ ***** ـت اغرا ايام كنت بهيما

دقه في الحياه تدعى جلالا ***** مثل ما سمى اللديغ سليما

حلمتني زعمتم وأراني ***** قبل هذا التحليم كنت حليما

وقوله عليه السلام حين دخل على بعض الأمراء فقال له: من في هذه البيوت، فلما قيل له: عقائل من عقائل العرب قال عليه السلام: من يطل هن أبيه ينتطق به-.

فذهب ائمة اللغة ان الاغراض يجب ان تناسب الالفاظ ولكل ضرب من الحديث ضرب من اللفظ، كما ان لكل نوع من المعاني نوع من الاسماء، فالجزال للجزل، والافصاح في موضع الافصاح والكناية في موضع الكناية، والاسترسال في موضع الاسترسال.

على ان بعض الناس اذا انتهى إلى ذكر كلمات ارتدع واظهر التباعد والتفزز واستعمل باب الورع، وأكثر من تجده كذلك فإنما هورجل ليس معه من العفاف والكرم والنبل والوقار الا بقدر هذا الشكل من التصنع والجاحظ: ولم يكشف قط صاحب رياء ونفاق الا عن لوم مستعمل ونذالة متمكنة.

ان الامام "ع" استعمل كلمة - هن- وفي نسخة - اير- في الجملة الانفة في موضع صارت دونها الامثال، وتحدثت بها الركبان، وسجلتها الائمة لانه عليه السلام يعول في تنزية اللفظ وتشريف المعاني ومقصوده من كثر اخوته اشتد ظهره وعزه بهم فأخذت العرب المعنى هذا ونظموا فيه وإليه أشار الشاعر بقوله:

فلوشاء ربي كان اير ابيكم ***** طويلا كاير الحارث بن سدوس

قال الاصمعي: وكان للحارث بن سدوس أحد وعشرون ذكرا.

وقوله عليه السلام: السخاء ما كان ابتداء، فإذا كان عن مسألة فحياء وتذمم-

منهج قويم للمحبة والاحسان، وقيم عالية للانسانية والعاطفة فليست المروءة والسخاء أن تعطي من سالك، وإنما الشهامة والرجولة البذل لمن لا يسألك، وقد نظم هذا المعنى أبوالفتيان صفي الدولة محمد بن سلطان محمد ابن حيوس المتوفي بحلب سنه ٤٧٣ فقال:

اني دعوت ندى الكريم فلم يجب ***** فلأشكرن ندى أجاب وما دعى

ومن العجائب والعجائب جمّة ***** شكر بطئ عن ندى المتسرع

يتبع  ...

****************************