وقال (عليه السلام): الْغِيبَةُ جُهْدُ الْعَاجزِ.                
وقال (عليه السلام):مَنْ عَظَّمَ صِغَارَ الْمَصَائِبِ ابْتَلاَهُ اللهُ بِكِبَارِهَا.                
وقال (عليه السلام): إِذَا أَقْبَلَتِ الدُّنْيَا عَلَى أحَد أَعَارَتْهُ مَحَاسِنَ غَيْرِهِ، وَإِذَا أَدْبَرَتْ عَنْهُ سَلَبَتْهُ مَحَاسِنَ نَفْسِهِ .                
وقال (عليه السلام) : مَنِ اتَّجَرَ بِغَيْرِ فِقْه ارْتَطَمَ فِي الرِّبَا .                
وقال (عليه السلام) : مَنْ عَظَّمَ صِغَارَ الْمَصَائِبِ ابْتَلاَهُ اللهُ بِكِبَارِهَا .                
وقال (عليه السلام): النَّاسُ أَعْدَاءُ مَا جَهِلُوا.                
وقال (عليه السلام): اذْكُرُوا انْقِطَاعَ الَّلذَّاتِ، وَبَقَاءَ التَّبِعَاتِ.                

Search form

إرسال الی صدیق
أعلام نهج البلاغة – الأول

محمد هادي الأميني‏ (رحمه الله)

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
بسم اللّه.. كلمة المعتصمين ومقالة المتحرّزين. واعوذ باللّه تعالى من جور الجائرين. وكيد الحاسدين. وبغى الظالمين. وأحمده فوق حمد الحامدين...

المقدمة...

قد لا أكون مغاليا في التوصيف، ولا مفرطا في التعريف اذا ما قلت انّ امتن ركيزة علمية... وأقوى دعامة فكرية... حفظت التراث العربى والاسلامى عبر القرون السالفة، والتي ستحافظ عليهما ما دامت الحياة، وما دامت البشرية تتدرّج على الطبيعة، هو- نهج البلاغة- الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تصنيف افصح عربىّ، وأعرف الناس بمعاريض كلام العرب بعد صنوه النّبي الاعظم امير المؤمنين، وسيد المسلمين، وخاتم الوصيّين واوّل القوم ايمانا، وأوفاهم بعهد اللّه، واعظمهم مزيّة، واقومهم بأمر اللّه، واعلمهم بالقضية وراية الهدى، ومنار الايمان، وباب الحكمة الامام على بن ابي طالب الهاشمى الطاهر وليد الكعبة ومطهّرها من كل صنم ووثن، والشهيد في البيت الالهي- جامع الكوفة في محرابه عند صلاته عام ٤٠ هـ.

انّ هذا السّفر المقدّس لم يختصّ بعصر ما، ولم يضم قضية خاصة، وانما جمع بين دفّتيه حوادث ومفاهيم شتّى، ومبانى متباينة من العلم والتاريخ، والاقتصاد، والاجتماع، والاخلاق، والحرب، والفروسية، والآداب، وتهذيب النفس الى جانب كبير من فنون الفصاحة، ووجوه البلاغة فلم يترك غرضا من اغراض الكلام الّا أصابه، ولم يدع للفكر ممرا الّا خاضه واجتازه وهوامر خارج عن وسع الطبيعة البشرية فهوكما قال ابوالعيناء لعبيد اللّه بن يحيى بن خاقان وزير المتوكل والمعتمد: (رأيتنى فيما اتعاطى من وصف فضلك كالمخبّر عن ضوء النهار الباهر، والقمر الزاهر الذي لا يخفي على الناظر، فايقنت اني حيث انتهى‏ بى القول منسوب الى العجز، مقصر عن الغاية فانصرفت عن الثناء عليك الى الدعاء لك، ووكلت الاخبار عنك الى علم الناس بك) اوكما قال عز الدين المدائنى المعتزلي الشهير بابن ابي الحديد المتوفي ٦٥٥هـ انّ كلامه (ع) دون كلام الخالق، وفوق كلام المخلوقين، ومنه تعلم الناس الخطابة والكتابة.

في الكتاب المقدّس هذا نجد صورا ناطقة عن حروب شبّت وغارات شنّت، ومشاهد حية للحق القويم الابلج المنتصر، على يد حامل لوائه الغالب الامام امير المؤمنين على بن ابي طالب، وتبعات للباطل المندحر الخامد المغلوب... ومعاهد رصينة اكتظت صفوفها بارواح عالية، ونفوس زاكية وقلوب صادقة تستلهم الرشاد، وتطلب المراد والضالة، وترتقى فيها عن مداحض المزال والاوهام الى مدارج الفضل ومراتب الانسانية والكمال، حيث المدينة الفاضلة، والملكوت الأعلى ومشهد النور الأجلى، بعد انقاذها من شوائب التلبيس واستخلاصه من مخالب الاوهام... وطلائع رائعة عن بطولة خطيب الحكمة وواضع لبنة الفصاحة يدعوالى كلمة التوحيد، وتوحيد الكلمة، ويوقف المجتمع والأجيال على مواقع الصراط والصواب ويوقفهم على مهازل الارتياب ويحذّرهم مزالق الاضطراب، ويرشدهم الى دقائق الامور والسياسة ويدفعهم الى سبل الكياسة ومدارج الرئاسة وشرف التدبير.

والواقع انّ الكتاب منذ تأليفه وجمعه، اووضعه وانشائه اصبح بغية الانسانية وضالّة العالم والمتعلم، والبليغ والزاهد والسياسى والنطاسى لا مندوحة عنه بوجه من الوجوه، ولا يمكن لفظه في حال من الأحوال ولهذا نجد الامام الشيخ محمد عبده يحث الأجيال والناشئة على مطالعته ويدعوهم الى تدبّر آياته ويبكى على ابتعاد المجتمع عن- نهج البلاغة وانصرافهم الى كتب لا طائل فيها فيقول: (وارجوان يكون فيما وضعت من وجيز البيان فائدة للشبان من اهل هذا الزمان فقد رأيتهم قياما على طريق الطلب يتدافعون لنيل الارب من لسان العرب‏ يبتغون لأنفسهم سلائق عربية وملكات لغوية، وكلّ يطلب لسانا خاطبا وقلما كاتبا، لكنهم يتوخّون وسائل ما يطلبون في مطالعة المقامات وكتب المراسلات مما كتبه المولدون اوقلّدهم فيه المتأخرون، ولم يراعوا في تحريره الا رقة الكلمات وتوافق الجناسات، وانسجام السجعات وما يشبه ذلك من المحسّنات اللفظيّة، والتي وسموها بالفنون البديعة وان كانت العبارات خلوا من المعاني الجليلة، اوفائدة الاساليب الرفيعة.

على انّ هذا النوع من الكلام بعض ما في اللسان العربى، وليس كل ما فيه بل هذا النوع اذا تفرّد يعد من ادنى طبقات القول وليس في حلاه المنوطة بأواخر الفاظه ما يرفعه الى درجة الوسط فلوانّهم عدلوا الى مدارسة ما جاء عن اهل اللسان خصوصا اهل الطبقة العليا منهم لأحرزوا من بغيتهم ما امتدّت اليه اعناقهم، واستعدت لقبوله اعرافهم وليس في اهل هذه اللغة الا قائل بأن كلام الامام على بن ابي طالب هواشرف الكلام وابلغه بعد كلام اللّه تعالى وكلام نبيه (ص) واغزره مادة وارفعه اسلوبا، واجمعه لجلائل المعاني.

وبعد هذه المرحلة من البيان يختم كلامه بقوله: (فأجدر بالطالبين لنفائس اللغة والطامعين في التدرّج لمراقيها ان يجعلوا هذا الكتاب اهمّ محفوظهم وافضل مأثورهم، مع تفهم معانيه في الاغراض التي جاءت لأجلها وتأمل الفاظه في المعاني التي صيغت للدلالة عليها ليصيبوا بذلك افضل غاية وينتهوا الى خير نهاية.

وهذا ان دلّ على شيئى فانما يدلّ على انّ تكريم- نهج البلاغة- والاحتفال به هوبمثابة تكريم لجميع القيم الانسانية والمثل العليا، والخصائص النفسية واخيرا العلم بصورة عامة على امتداد التاريخ، ولأوّل مرة من نوعه العتيد يقام في ريعان- الجمهورية الاسلامية الايرانية- الفتية التي كتب اللّه لها الغلبة والنصر، وقد دعت الى عقده واقامته ثلة خيّرة من احبار العلم واساتذة الادب‏ والخطابة وروادّ الفضيلة بمساعدة لفيف من ذوى البر والاحسان.

هذا وقد دعتنى لجنة المهرجان الكريمة للمشاركة وطلبت مني المساهمة في وضع بحث حول- نهج البلاغة- فاعددت تصنيف تعرفة موجزة عن الاعلام الواردة فيه والتي جاءت ضمن كلام الامام عليه السلام، وهى تحت عنوان- اعلام نهج البلاغة- والأمل ان تكون الدليل الأمين لجميع الراغبين في دراسة حياة كثير من قادة الاسلام، ورادة الفكر الذين تضمهم- نهج البلاغة- ورتبتهم حسب الحروف معتمدا فيها عن امهات المصادر التاريخية مع غض النظر عن ترجمة الانبياء امثال: آدم ابراهيم داود عيسى بن مريم موسى محمد (ص) هارون عليهم السلام وفّق اللّه كافّة العاملين لخدمة هذه الامّة التي كانت خير امّة اخرجت للناس... وسدّد خطى الجميع الى ما فيه عزّها، ومجدها، واستقلالها، وفلاحها، انّه سميع مجيب.

١- ابوذر الغفاري:

جندب بن جنادة بن سفيان بن عبيد بن حرام بن غفار مات في زمن عثمان بالربذة سنة ٣١ ٣٢ وصلى عليه ابن مسعود، كان من الصحابة واحد الاركان الاربعة قال فيه النبي الاقدس (ص): ما اظلّت الخضراء ولا اقلّت الغبراء على ذى لهجة اصدق من ابي ذر، له كتاب- الخطبة- وكان من اوعية العلم المبرزين في الزهد والورع والقول بالحق سئل على رضى اللّه عنه عن ابي ذر فقال: ذلك رجل وعى علما عجز عنه الناس ثم اوكأ عليه ولم يخرج شيئا منه.

وقف مرة عند باب الكعبة فقال: ايها الناس انا جندب بن السكن الغفارى انى لكم ناصح شفيق فهلمّوا فاكتنفه الناس فقال: ان احدكم لواراد سفرا لاتخذ من الزاد ما يصلحه ولا بد منه فطريق يوم القيامة احق ما تزودتم له، فقام رجل فقال: فارشدنا يا أبا ذر فقال: حج حجة لعظائم الامور، وصم يوما لزجرة النشور، وصل ركعتين في سواد الليل لوحشة القبور، وكلمة حق تقولها، وكلمة سوء تسكت عنها صدقة منك على مسكين فلعلك تنجومن يوم عسير. (نهج البلاغة ٢: ١٢)

٢- ابن التيهان:

ابوالهيثم مالك بن التيهان بن عتيك بن عمروبن عبد الاعلم بن عامر بن زعوراء بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمروبن مالك بن الاوس الانصارى الاوسى احد النقباء ليلة العقبة وشهد بدرا وقتل بصفين سنة سبع وثلاثين وقيل شهد صفين مع على (ع) ومات بعدها بيسير وكان كثير النخل والشاة. واخوه عتيك بن التيهان بدرى من شهداء احد. (نهج البلاغة ٢: ١٠٩)

٣- الاشعث:

ابومحمد الاشعث بن قيس بن معدي كرب بن معاوية بن ثعلبة بن عدي بن ربيعة بن الحارث بن معاوية بن ثور الكندى، وفد الى النبي (ص) سنة عشر من الهجرة في وفد كندة وكانوا ستين راكبا فاسلموا ولما اسلم خطب امّ فروة اخت ابي بكر فاجيب الى ذلك وعاد الى اليمن وهوممن ارتد بعد النبي (ص) فسير ابوبكر الجنود الى اليمن فاخذوا الاشعث اسيرا فاحضر بين يديه فقال له: استبقني لحربك، وزوّجنى باختك فاطلقه ابوبكر وزوّجه اخته وهى ام محمد بن الاشعث ولما تزوجها اخترط سيفه ودخل سوق الابل فجعل لا يرى جملا ولا ناقة الا عرقبه وصاح الناس كفر الاشعث فلما فرغ طرح سيفه، وقال: انى واللّه ما كفرت ولكن زوّجنى هذا الرجل اخته ولوكنا ببلادنا لكانت لنا وليمة غير هذه يا اهل المدينة انحروا واوكلوا ويا اصحاب الابل تعالوا خذوا اثمانها فما رؤى وليمة مثلها. شهد اليرموك بالشام ففقئت عينه وشهد القادسية والمدائن وجلولاء ونهاوند وسكن الكوفة، وتوفي بها سنة ٤٢ وصلى عليه الحسن بن على (ع) قال ابن منذة: وهذا وهم لان الحسن لم يكن بالكوفة سنة ٤٢ وانما كان في المدينة. (نهج البلاغة ١: ٥٦ وج ٣: ٦.)

٤- انس:

ابوحمزة انس بن مالك بن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار بن ثعلبة بن عمروبن الخزرج بن حارثة الانصارى الخزرجى المتوفي ٩١ ٩٢ ٩٣ ٩٠ بالبصرة وهوآخر من توفي فيها من الصحابة خادم رسول اللّه (ص) وكان يتسمى به ويفتخر بذلك، ويخضب بالصفرة وكان له بستان يحمل الفاكهة في السنة مرتين وكان فيه ريحان يجي‏ء منه ريح المسك ودعا له النبي (ص) بكثرة المال والولد، فولد له من صلبه ثمانون ذكرا وابنتان ومات وله من ولده وولد ولده مائة وعشرون ولدا وهواحد الرماة.(نهج البلاغة ٣: ٩٥)

٥- البرج:

البرج بن مسهر بن جلاس بن الارت الطائى من شعراء الخوارج كانت اقامته في ديار طى أختار ابوتمام في الحماسة ابياتا من شعره وله خبر مع سواد بن قارب الدروسى ايام كهانته قبل الاسلام.(نهج البلاغة ٢: ١١٤)

٦- بسر:

ابوعبد الرحمن بسر بن ارطاة بن عويمر بن عمران بن الحلبس بن سيار بن نزار بن معيص بن عامر بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة المتوفي ٨٦هـ قائد فتاكّ من الجبارين، وكان من رجال معاوية وشهد فتح مصر ووجهه معاوية سنة ٣٩ في ثلاثة آلاف الى المدينة فاخضعها، والى مكة فاحتلها، والى اليمن فدخلها، وكان معاوية قد امره بأن يوقع بمن يراه من اصحاب على فقتل منهم جمعا كثيرا وعاد الى الشام فولّاه معاوية على البصرة سنة ٤١ فمكث يسيرا وعاد الى الشام فولاه البحر فغزا الروم سنة ٥٠ فبلغ القسطنطنية واصيب بعد ذلك في عقله فلم يزل معاوية مقربا له مدنيا منزلته وهوعلى تلك الحال الى ان مات في دمشق عن تسعين عاما. (نهج البلاغة ٢: ٦٣)

٧- جابر:

جابر بن عبد اللّه بن عمروبن حرام بن ثعلبة بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة بن سعد بن على بن اسد بن ساردة بن تزيد بن جشم بن الخزرج المتوفي ٧٤ ٧٧ عن اربع وتسعين سنة من الصحابة شهد العقبة الثانية وبدرا واحدا وجاء نقلا عنه قال: غزوت مع رسول اللّه (ص) سبع عشرة غزوة، وفي رواية ثمان عشرة غزوة وشهد صفين مع على بن ابي طالب وعمى في آخر عمره وكان يحفي شاربه ويخضب بالصفرة وهوآخر من مات بالمدينة ممن شهد العقبة وكان من المكثرين في الحديث الحافظين للسنن. (نهج البلاغة ٤: ٨٨)

٨- جرير:

ابوعبد اللّه جرير بن عبد اللّه بن جابر بن مالك بن نصر بن ثعلبة بن جشم بن عوف بن خزيمة بن حرب بن مالك بن سعد بن نذير بن قسر بن عبقر بن انمار بن اراش البجلى توفي ٥١ ٥٤ اسلم قبل وفاة النبي (ص) باربعين يوما، وكان حسن الصورة قال عنه عمر بن الخطاب:- جرير يوسف هذه الامة وهوسيد قومه. وكان له في الحروب بالعراق القادسية وغيرها اثر عظيم، وكانت بجيلة متفرقة فجمعهم عمر وجعل عليهم جريرا وورد على الامام امير المؤمنين (ع) بالكوفة وبايعه ودخل فيما دخل فيه الناس من طاعة واللزوم لأمره ويعتبر من الشعراء المقتصدين له شعر في المعاجم والسير. (نهج البلاغة ١: ٩٣ وج ٣: ٨)

٩- جعفر ذوالجناحين:

جعفر بن ابي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصى القرشي الهاشمى المقتول سنة ٨ ابن عم رسول اللّه (ص) واخوعلى بن ابي طالب لابويه وهوجعفر الطيّار وكان اشبه الناس برسول اللّه (ص) خلقا وخلقا اسلم بعد اسلام اخيه بقليل وله هجرتان هجرة الى الحبشة وهجرة الى المدينة وكان رسول اللّه (ص) يسميه ابا المساكين، وكان اسنّ من على بعشر سنين، واخوه عقيل اسن منه بعشر سنين، واخوهم طالب اسن من عقيل بعشر سنين، ولما هاجر الى الحبشة اقام بها عند النجاشى الى ان قدم على رسول اللّه (ص) حين فتح خيبر فتلقاه رسول اللّه (ص) واعتنقه وقبل بين عينيه وقال: ما ادرى بايهما انا اشد فرحا بقدوم جعفر ام بفتح خيبر وانزله النبي (ص) الى جنب المسجد.

استشهد في معركة مؤته في جمادى سنة ثمان وقطعت يداه ولما قتل وجد به بضع وسبعون جراحة ما بين ضربة بسيف وطعنة برمح كلها فيها اقبل من بدنه، وروى ان رسول اللّه (ص) لما اتاه نعى جعفر دخل على امرأته اسماء بنت عميس فعزاها فيه ودخلت فاطمة وهى تبكى وتقول: وا عمّاه فقال رسول اللّه (ص) على مثل جعفر فلتبك البواكى، ودخله من ذلك هم شديد، حتى اتاه جبريل فاخبره ان اللّه قد جعل لجعفر جناحين مضرجين بالدم يطير بهما مع الملائكة. وكان عمر جعفر لما قتل احدى واربعين سنة.(نهج البلاغة ٣: ٩)

١٠- الحارث الهمداني:

آراء اصحاب المعاجم متباينة في تعيين اسمه فقد جاء في تنقيح المقال ١ ٢٤٢ من انه الحارث بن قيس الاعور الهمدانى وكان من اولياء اصحاب امير المؤمنين (ع)، وذهب آخرون الى ان الحرث اوالحارث الهمدانى رجل برأسه غير معلوم اسم ابيه، وقيل: انه الحارث بن الحوتى الهمدانى، ومات في خلافة ابن الزبير والاعور صفة له لا لأبيه وقيل انه قتل في صفين وجاء في وقعة صفّين الحارث الاعور والحارث بن مالك الهمدانى. وفي سفينة البحار ١ ٢٣٨ الحارث الاعور الهمدانى وانه من اصحاب وخواصّ امير المؤمنين ومن الفقهاء مات سنة خمس وستين. (نهج البلاغة ٣: ١٢٩)

١١- حرب الشبامي:

حرب بن شرحبيل الشبامى لم اجد له ترجمة في المعاجم غير انه كان من الموالين لأمير المؤمنين عليه السلام، وحاضرا في صفين ذكره نصر في كتابه وقعة صفين فقال: ثم مر عليّ بالشباميين فسمع رنّة شديدة، وصوتا مرتفعا عاليا فخرج اليه حرب بن شرحبيل الشبامى فقال عليّ: أ يغلبكم نساؤكم الا تنهونهن عن هذا الصياح والرنين، قال يا امير المؤمنين: لوكانت دارا اودارين اوثلاثا قدرنا على ذلك، ولكن من هذا الحى ثمانون ومائة قتيل فليس من دار الا وفيها بكاء امّا نحن معشر الرجال فانا لا نبكى ولكن نفرح لهم بالشهادة فقال عليّ: رحم اللّه قتلاكم وموتاكم، واقبل يمشى معه وعليّ راكب فقال له عليّ: ارجع ووقف ثم قال: له ارجع فانّ مشى مثلك فتنة للوالى ومذلّة للمؤمنين. والشبامى نسبة الى شبام بالكسر وهم حى من همدان جاء لنصرة عليّ في صفين. (نهج البلاغة ٤: ٧٦)

١٢- الحسن السبط (ع):

الامام ابومحمد الحسن بن امير المؤمنين على بن ابي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصى القرشي الهاشمى توفي مسموما سنة سبع واربعين من الهجرة وهوسبط رسول اللّه، وبضعته من كريمته سيدة نساء العالمين، لحمه من لحمه ودمه من دمه، واحد اصحاب الكساء الذين اذهب اللّه عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا. وهواحد من اثنى عليهم اللّه بسورة هل اتى. واحد من باهل بهم رسول اللّه (ص) نصارى نجران. واحد الثقلين الذين خلفهما النبي‏ الاعظم بين امته ليقتدى بهم، وقال: ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا ابدا. (نهج البلاغة ٣: ٣٧)

١٣- الحسين الشهيد (ع):

الامام ابوعبد اللّه الحسين بن الامام امير المؤمنين على عليهم السلام الشهيد بكربلاء عام ٦١هـ الفادى الكريم والمجاهد الظافر، الذي اندفع الى التضحية في سبيل الدين ليعلم الامة بفظاظة الامويين وقسوة سياستهم وابتعادهم عن الناموس البشرى فضلا عن الناموس الدينى وتوغّلهم في الغلظة الجاهلية وعادات الكفر الدفين، ليخبر الاجيال انهم كيف لم يوقروا كبيرا، ولم يرحموا صغيرا، ولم يرقّوا على رضيع، ولم يعطفوا على امرأة فقدّم الى ساحات المفادات أغصان الرسالة واوراد النبوّة، وانوار الخلافة ولم تبق جوهرة من هاتيك الجواهر الفردة فلم يعتم هوولا هؤلاء الّا وهم ضحايا في سبيل تلك الطلبة الكريمة.(نهج البلاغة ٣: ٧٦)

١٤- حمزة سيد الشهداء:

ابوعامر حمزة بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف الشهيد باحد عام ٣ عم رسول اللّه (ص) واخوه من الرضاعة ارضعتهما ثويبة مولاة ابي لهب وكان اسنّ من رسول اللّه (ص) بسنتين، وقيل باربع سنين، وهوسيد الشهداء اسلم‏ في السنة الثانية من المبعث قاتل يوم بدر بسيفين وقتل من المشركين في احد قبل ان يقتل احدا وثلاثين نفسا، فبينما هويقاتل اذ عثر عثرة منها على ظهره فا نكشف الدرع عن بطنه فزرقه وحشى الحبشى بحربة فقتله، ومثل به المشركون وبجميع قتلى المسلمين وبقرت بطونهم فلما شهده النبي (ص) اشتدّ وجده عليه وقال: لئن ظفرت لامثّلن بسبعين منهم فانزل اللّه سبحانه: (وان عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهوخير للصابرين واصبر وما صبرك الا باللّه) ولما عاد الرسول الى المدينة سمع النوح على قتلى الانصار قال: لكن حمزة لا بواكى له فسمع الانصار فامروا نساءهم ان يندبن حمزة قبل قتلاهم ففعلن ذلك. وكان عمره يوم قتل سبعا وخمسين سنة وله من الاولاد عمارة. يعلى. عامر. (نهج البلاغة ٣: ٩)

يتبع  ...

****************************