تأليف العلاّمة الشيخ مهدي فقيه إيماني
الإمام عليّ (عليه السلام) في رأي الخليفة أبي بكر
١ ـ أبو بكر يعترف: انّ النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) عزله ونصّب عليّاً(عليه السلام)
أخرج الإمام أحمد بن حنبل وغيره من المحدّثين والمؤرّخين من أهل السنّة بإسنادهم عن أبي بكر: انّ النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) بعثه بالبراءة لأهل مكّة وإبلاغهم ببعض الآيات من سورة التوبة، وفيها ـ أيضاً ـ لا يحجّ بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان، ولا يدخل الجنّة إلاّ نفس مسلمة، ومن كان بينه وبين رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) مدّة فأجّله إلى مدّته، والله بريءٌ من المشركين ورسوله.
فسار بها ثلاثاً متوجّهاً نحو مكّة، ثمّ قال(صلى الله عليه وآله وسلم) لعليّ(عليه السلام): الحقه فردّ عليَّ أبابكر وبلّغها أنت.
قال: ففعل ـ عليّ(عليه السلام) ـ ما أمر. فلمّا قدم أبو بكر على النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) بكى فقال: يارسول الله، حديث فيَّ شيء؟
قال(صلى الله عليه وآله وسلم): ما حدث فيك إلاّ خير، ولكن أُمرت أن لا يبلّغه إلاّ أنا أو رجل منّي(١).
قال العلاّمة الأميني: هذه الأثارة أخرجها كثير من أئمّة الحديث وحفّاظه. وعدّد منهم ٧٣ نسمة(٢).
وقد زاد العلاّمة المرعشي التستري على هذا العدد آخرين من مؤلّفي أهل السنّة(٣) يمكن لمن يراجع كتابه إحقاق الحقّ أن يستزيد معرفة وعلماً إلى علمه.
ذكرا: ان رواة هذه القصة أكثر من اثني عشر صحابياً غير أبي بكر ممّن رووا حديث البراءة، ولكن اعتراف وإقرار أبي بكر بنفسه بأنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) عزله عن القيام بهذه المهمّة الدينية ذات أهمية كبرى وكرامة عظمى للإمام عليّ(عليه السلام)، وانّ هذا العزل لم يكن إلاّ بأمر الهي أُوحي إلى النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) بأن يعزل أبابكر وينصّب عليّاً(عليه السلام) مكانه للقيام بهذه المهمّة وابلاغ البراءة لأهل مكّة، وانّ عليّاً(عليه السلام) قد أدّى هذا الأمر بأبلغ وجه وأتمّه ـ كما مرّ في الحديث ـ .
٢ ـ أبو بكر يعترف: قصّة الغدير ومولوية عليّ(عليه السلام) لمن كان النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) مولاه
روى مائة وعشر من كبار صحابة النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) وثمانون وأربع راو من التابعين وكذا أخرج ما يربو عن أربعمائة عالم ومحدّث ومفسّر ومؤرّخ ورجالي وكثير من رجال العلم والأدب المعتمد عليهم عند أهل السنّة(٤). وكذا صنّف أكثر من مائة وأربع وثمانين كتاباً ورسالة بلغات مختلفة عربية وفارسية وهندية وأجنبية فيما يخصّ مسألة الغدير، وقد طبعت أكثرها، وبعضها تكرّر طبعه حتى وصل إلى خمس مرات أو أكثر(٥).
وحديث الغدير هو: لمّا كان النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) راجعاً من حجّته ـ حجّة الوداع ـ وذلك في السنة العاشرة الهجرية نزل عليه الوحي يأمره بإكمال الدين يعني تبليغ تلك المسألة المصيرية أي تعيين الإمام والخليفة من بعده، فأمر الناس بتجهيز مقدّمات ذاك الأمر مثل الاعلان بتريّث المسلمين الحجّاج وتوقّفهم في محلّ يعرف بغدير خمّ وهو مفترق الطرق المؤدّية إلى مكّة والمدينة وغيرها، وأمر(صلى الله عليه وآله وسلم) بارجاع الّذين سبقوا الآخرين بالذهاب وإيقاف القادمين، حتى تجمّع آنذاك في ذاك المحلّ مائة وعشرون ألف حاجّاً من شتّى أقطار البلاد الإسلامية.
وكان ذلك اليوم يوماً حارّاً هاجراً شديد الرمضاء والشمس ساطعة حرارتها على رؤوسهم، وقد اشتعلت أرض الحجاز، فأمرهم النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) بأن يصنعوا له من جهاز الجمال والمراكب مكاناً مرتفعاً كالمنبر حيث يراه الحاضرون جميعاً ويسمعون كلامه، فوقف النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) على ذاك الموضع المنبري وخطب الناس خطبة غرّاء وقال فيما قاله(صلى الله عليه وآله وسلم):
أيّها الناس... من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه، اللّهمّ وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله...
وغير ذلك من العبارات الباهرة حيث شبّه النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) عليّاً(عليه السلام) بنفسه وبأ نّه وليّ الناس والقائم بأمرهم، وطاعته فرض واجب، وانّه الخليفة من بعده، ولكي يصدّ أمام ملابسات المنافقين وشبهات المخالفين لمولوية الإمام عليّ(عليه السلام)وخلافته، أخذ بيد عليّ(عليه السلام) ورفعه عالياً حيث يراه جميع الحضّار والمجتمعين في هذا المؤتمر العالمي ثمّ دعا(صلى الله عليه وآله وسلم) لمن يتولّى عليّاً وينصره ولعن من عاداه وخذله، وبعد ذلك أمر الناس الّذين اجتمعوا في هذا المؤتمر بأن يقوموا فرداً فرداً ويبايعوا عليّاً ويسلّموا عليه بالامرة والخلافة طوعاً. وقد طالت هذه البيعة من ضحى ذاك اليوم حتى غروبه، وحتى نساء النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) وسائر المؤمنات جئن فوضعن أيديهنّ في الطشت الّذي وضع أميرالمؤمنين الإمام عليّ(عليه السلام) يده فيه وهو خلف الخيمة فبايعنه على الخلافة والولاية وبهذه الطريقة أعلن المسلمون آنذاك بأجمعهم التزامهم بالانقياد والطاعة لأميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب(عليه السلام). هذه خلاصة حديث الغدير.
أبو بكر يروي حديث الغدير:
ولمّا كان موضوع كتابنا هذا هو نقل روايات الخلفاء واعترافاتهم الّتي أقرّوا بها بأولوية الإمام عليّ(عليه السلام) يجدر بنا أن نلفت أبصار القرّاء الكرام إلى حقيقتين مهمّتين بلغتا من الأهميّة حدّها الأقصى حتى يذهب الزبد جفاء ويبقى ما ينفع الناس:
الاُولى: قال أكثر الحفّاظ والمؤرّخين السنّيين الّذين رووا حديث الغدير في كتبهم ورسائلهم، أو صنّفوا كتاباً مستقلاّ وخاصّاً بموضوع الغدير: انّ أبا بكر وعمر وعثمان كانوا في مقدّمة الرواة لحديث الغدير الّذين نقلوا قول النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)لعليّ(عليه السلام) من كنت مولاه فهذا عليٌّ مولاه.
الثانية: روى أكثر من ستّين عالماً وحافظاً ومؤرّخاً بأنّ أبا بكر وعمر هما أوّل من بارك وهنّأ عليّاً بالخلافة والولاية وقالا له: بخّ بخّ لك يا عليّ، أو قالا له: أصبحت وأمسيت مولى كلّ مؤمن.
وذلك عندما انتهت مراسيم حفل الغدير، واعلان النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) بأنّ عليّاً(عليه السلام)هو مولى المؤمنين وبعدما أمر الناس بالبيعة لعليّ(عليه السلام).
وممّن روى حديث الغدير ـ حديث من كنت مولاه فعليّ مولاه ـ عن أبي بكر:
١ ـ الحافظ ابن عقدة ـ ٣٣٣ هـ ـ قد روى عن مائة وخمس صحابيّاً رووا حديث الغدير، ويذكر في كتابه «حديث الولاية» أسماء الرواة وقبائلهم ثمّ يخصّ بالذكر ثمانية عشر راو دون أن يذكر خصائصهم ثمّ يقول: إنّ أوّل من روى حديث الغدير هو أبو بكر بن أبي قحافة التيمي ـ ١٣ هـ ـ (٦).
٢ ـ القاضي أبو بكر الجعابي ـ ٣٥٦ هـ ـ روى حديث الغدير عن مائة وخمس وعشرين طريقاً من الصحابة، منهم أبي بكر(٧).
٣ ـ واستخرج العلاّمة منصور اللاتي الرازي ـ من أعلام القرن الخامس ـ في كتابه «حديث الغدير» أسماء من روى حديث الغدير مرتّباً على حروف المعجم، وذكر منهم أبا بكر(٨).
٤ ـ قال العلاّمة ابن المغازلي الشافعي ـ ٤٨٤ هـ : وقد روى حديث غدير خمّ عن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) نحو من مائة نفس، منهم العشرة المبشّرة، وهم: أبو بكر وعثمان وطلحة والزبير... وهو حديث ثابت لا أعرف له علّة(٩) تفرّد عليّ(عليه السلام)بهذه الفضيلة ليس يشركه فيها أحد(١٠).
٥ ـ وأخرجه أيضاً العلاّمة الجزري الشافعي في كتابيه «أسنى المطالب» و «أسمى المناقب في تهذيب أسنى المطالب»(١١).
٦ ـ وروى المؤرّخ العلاّمة زيني دحلان عن أبي بكر عن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)أ نّه قال: من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللّهمّ وال من والاه، وعاد من عاداه، وأحبّ من أحبّه، وأبغض من أبغضه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، وأدر الحقّ معه حيث دار(١٢).
وأمّا حديث التهنئة فسوف نوافيك به ضمن الأحاديث المروية عن عمر بن الخطّاب(١٣).
٣ ـ أبو بكر يقول: ملائكة خلقوا من نور وجه عليّ(عليه السلام)
روى العلاّمة الخطيب الخوارزمي بإسناده عن عثمان بن عفّان قال: سمعت عمر بن الخطّاب قال: سمعت أبا بكر بن أبي قحافة قال: سمعت رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)يقول: إنّ الله خلق من نور وجه عليّ بن أبي طالب ملائكة يسبّحون ويقدّسون ويكتبون ثواب ذلك لمحبّيه ومحبّي ولده(١٤).
وأخرج أيضاً بسند آخر عن عثمان بن عفّان عن عمر بن الخطّاب أ نّه قال: إنّ الله تعالى خلق ملائكة من نور وجه عليّ بن أبي طالب(عليه السلام)(١٥).
أقول: ولعلّ هاتان الروايتان حديث واحد، وإنّما وقع الاختلاف والنقيصة فيه حين التخريج عمداً أو سهواً.
٤ ـ أبو بكر يعترف: النخلة تشهد لعليّ(عليه السلام) بالوصية
أخرج العلاّمة العيني الحنفي بسنده عن أبي بكر عن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وذلك لمّا سُمِع صوت خرج من النخلة. قال(صلى الله عليه وآله وسلم): أتدرون ما قالت النخلة؟
قال أبو بكر: قلنا: الله ورسوله أعلم.
قال(صلى الله عليه وآله وسلم): صاحت: هذا محمّد رسول الله، ووصيّه عليّ بن أبي طالب(١٦).
٥ ـ أبو بكر يعترف: عليّ(عليه السلام) خير من طلعت عليه الشمس وغربت
أخرج الحافظ ابن حجر العسقلاني بإسناده عن أبي الأسود الدؤلي قال: سمعت أبا بكر يقول: أيّها الناس، عليكم بعليّ بن أبي طالب، فإنّي سمعت رسول الله(عليه السلام) يقول: عليّ خير من طلعت عليه الشمس وغربت بعدي(١٧).
٦ ـ أبو بكر يعترف: عليّ(عليه السلام) كالنبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) من الله عز وجل:
روى المحب الطبري وغيره بإسنادهم عن ابن عباس قال:... قال أبو بكر: يا عليّ، ما كنت لأتقدم رجلا سمعت رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: عليّ منّي كمنزلتي ـ بمنزلتي، خ ـ من ربّي. أخرجه ابن السمّان في كتاب الموافقة(١٨).
يعني أنّ منزلة عليّ(عليه السلام) وكرامته عندي كمنزلتي وبقدر ما لي من المنزلة والكرامة عند الله عز وجل.
ورواه أيضاً العلاّمة الحريفيش بلفظ آخر...: قال أبو بكر: أنا لا أتقدّم على رجل قال في حقّه رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): إنّ عليّاً يجيء يوم القيامة ومعه أولاده وزوجته على مراكب من البدن.
فيقول أهل القيامة: أيّ نبيّ هذا؟
فينادي مناد: هذا حبيب الله، هذا عليّ بن أبي طالب(١٩).
٧ ـ أبو بكر يعترف: جواز العبور على الصراط بيد عليّ(عليه السلام)
روى العلاّمة الحافظ المحبّ الطبري وآخرون بإسنادهم عن قيس بن أبي حازم قال: التقى أبو بكر وعليّ بن أبي طالب(عليه السلام)، فتبسّم أبو بكر في وجه عليّ(عليه السلام). فقال(عليه السلام) له: مالك تبسّمت؟
قال: سمعت رسول الله(عليه السلام) يقول: لا يجوز أحد الصراط إلاّ من كتب له عليّ الجواز. أخرجه ابن السمّان في كتاب الموافقة(٢٠).
وأخرج العلاّمة الخطيب البغدادي بسنده عن أنس بن مالك قال: قال أبو بكر عند موته: سمعت رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) يقول:
إنّ على الصراط لعقبة لا يجوزها أحد إلاّ بجواز من عليّ بن أبي طالب(٢١).
وهنا يتبادر إلى الذهن السؤال التالي:
هل ترى أنّ من تقلّد الخلافة زوراً وظلماً وغصباً، وأخذ البيعة من عليّ(عليه السلام)قهراً وكرهاً، ويعترف قائلاً: ليتني لم أكشف بيت فاطمة ولو أعلن عليَّ الحرب(٢٢)، حتى آل الأمر به وبأصحابه أن يحرقوا باب دار عليّ وفاطمة بالنار ويضربوا بنت المصطفى وزوجة المرتضى فاطمة الزهراء(عليها السلام) حتى أسقطت ما في بطنها، ويأمر أتباعه وملازميه بملاحقة عليّ(عليه السلام) وأباح لهم التعدّي عليه حتى أن وصل الأمر بهم أن قام الإمام عليّ(عليه السلام) يشكو ويئنّ من قسوتهم وظلمهم وتعدّيهم...
فهل ترى مثل هذا يجوز الصراط، في حين انّ جواز العبور بيد عليّ(عليه السلام) كما اعترف هو بنفسه؟
٨ ـ أبو بكر يعترف: النظر إلى وجه عليّ(عليه السلام) عبادة
أخرج العلاّمة الحافظ ابن المغازلي الشافعي وغيره من الحفّاظ بإسنادهم عن عائشة قالت: رأيت أبا بكر يكثر النظر إلى وجه عليّ(عليه السلام). فقلت: يا أبه أراك تكثر النظر إلى وجه عليّ(عليه السلام)؟
فقال: يا بنيّة، سمعت رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: النظر إلى وجه عليّ عبادة(٢٣).
٩ ـ أبو بكر يعترف: عدل عليّ(عليه السلام) مساو لعدل النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)
أخرج العلاّمة الحافظ ابن عساكر الدمشقي وغيره من الحفّاظ عن الحبشي بن جنادة قال: كنت جالساً عند أبي بكر الصدّيق، فقال: من كانت له عند رسول الله عدة، فليقم.
فقام رجل فقال: إنّه قد وعدني ثلاث حثيّات من تمر.
فقال أبو بكر: أرسلوا إلى عليّ(عليه السلام)، فجاء فقال أبو بكر: يا أبا الحسن، إنّ هذا يزعم أنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وعده أن يحثي له ثلاث حثيّات من تمر، فاحثها له، فحثاها.
فقال أبو بكر: عدّوها، فوجدوا في كلّ حثيّة ستّين تمرة لا تزيد واحدة على الاُخرى.
فقال أبو بكر: صدق الله ورسوله(صلى الله عليه وآله وسلم)، قال لي رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) ليلة الهجرة ـ ونحن خارجون من الغار نريد المدينة ـ : يا أبا بكر، كفّي وكفّ عليّ في العدل سواء.
وورد أيضاً «في العدد» بدلا عن «في العدل»(٢٤).
١٠ـ سواسية النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) وعليّ(عليه السلام) في العدل
وروى العلاّمة الخطيب البغدادي بسنده عن أنس بن مالك، عن عمر بن الخطّاب، قال: حدّثني أبو بكر، قال: سمعت أبا هريرة يقول: جئت إلى النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)وبين يديه تمر، فسلّمت عليه، فردّ عليَّ وناولني من التمر ملء كفّه، فعددته ثلاثاً وسبعين تمرة. ثمّ مضيت من عنده إلى عند عليّ بن أبي طالب(عليه السلام)وبين يديه تمر، فسلّمت عليه، فردّ عليَّ وضحك إليَّ وناولني من التمر ملء كفّه، فعددته فإذا هو ثلاث وسبعون تمرة، فكثر تعجّبي من ذلك.
فرجعت إلى النبيّ فقلت: يا رسول الله، جئتك وبين يديك تمر، فناولتني ملء كفّك، فعددته ثلاثاً وسبعين تمرة، ثمّ مضيت إلى عند عليّ بن أبي طالب وبين يديه تمر، فناولني ملء كفّه، فعددته ثلاثاً وسبعين، فتعجّبت من ذلك.
فتبسّم النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) وقال: يا أبا هريرة، أما علمت أنّ يدي ويد عليّ في العدل سواء(٢٥).
١١ ـ أبو بكر يعترف: عليّ(عليه السلام) أسبق الناس بيعة للنبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)
أخرج العلاّمة الحافظ ابن عساكر عن الدارقطني بسنده عن أبي رافع، قال: كنت قاعداً بعدما بايع الناس أبا بكر، فسمعت أبا بكر يقول للعبّاس: أُنشدك الله هل انّ رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) جمع بني عبدالمطلب وأولادهم وأنت فيهم وجمعكم دون قريش، فقال(صلى الله عليه وآله وسلم): يا بني عبدالمطلب، إنّه لم يبعث الله نبيّاً إلاّ جعل له من أهله أخاً ووزيراً ووصيّاً وخليفة في أهله، فمن منكم ـ يقوم و ـ يبايعني على أن يكون أخي ووزيري وووصيّي وخليفتي في أهلي؟ فلم يقم منكم أحدٌ.
فقال(صلى الله عليه وآله وسلم): يا بني عبدالمطلب، كونوا في الإسلام رؤساء ولا تكونوا أذناباً، والله ليقومنّ قائمكم أو لتكوننّ في غيركم ثمّ لتندمنّ.
فقام عليّ من بينكم، فبايعه على ما شرط له ودعا إليه، أتعلم هذا له من رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)؟ قال العباس: نعم(٢٦).
وأخرج العلاّمة الحافظ محمّد بن جرير الطبري بإسناده عن أبي رافع مولى رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) انّه كان عند أبي بكر إذ جاء عليّ والعبّاس، فقال العبّاس: أنا عمّ رسول الله ووارثه وقد حال عليّ بيني وبين تركته.
فقال أبو بكر: فأين كنت يا عبّاس حين جمع النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) بني عبدالمطلب وأنت أحدهم فقال: أيّكم يؤازرني ويكون ووصيّي، وخليفتي في أهلي، وينجز عدتي، ويقضي ديني؟
فقال له العباس: بمجلسك تقدّمته وتأمّرت عليه؟ ـ أي إن كان هكذا كما تقول: لماذا تقدّمت عليه وغصبت أمره؟
فقال أبو بكر: أغدراً يا بني عبدالمطلب(٢٧)؟ أي انّكما ـ يا عليّ ويا عباس ـ أردتما بدعواكما هذه المصطنعة على ارث النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) وتركته، أن تأخذوا منّي الاقرار والاعتراف بحقّ عليّ(عليه السلام) وأولويته للخلافة، وتحكموا عليّ بما أتفوّه به وأقوله بنفسي ولساني، يعني: تديناني وتلزماني من فمي.
وأمّا ابن عساكر الدمشقي فعندما نقل الحديث أسقط منه صدره ـ أي مجيء العباس وعليّ إلى أبي بكر وهما يتحاكمان إليه في مسألة ارث رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) ـ وهكذا أسقط ذيله ـ أي كلمة العباس لأبي بكر حيث يدينه على تقدّمه وتأمّره على الإمام عليّ(عليه السلام) ممّا يدلّ على مخالفة أبي بكر لأمر رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم).
وعلى الرغم من انّ الحديث الّذي رواه ابن عساكر مبتور الصدر والذيل لكنّه يكشف عن حقيقة في غاية الأهمية وهي: اثبات الخلافة لعليّ(عليه السلام) بعد النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) وانّه متقدّم في إيمانه وإسلامه على غيره.
وملخّص القول: إنّ أبا بكر حين يروي هذا الحديث يعترف ويقرّ بأفضليّة الامام عليّ(عليه السلام)، وهذا الاعتراف خير دليل وأفضل شاهد على أنّ عليّاً(عليه السلام) أقدم الناس إسلاماً، وانّه أوّل من آمن وأعلن حمايته للنبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) ومناصرته إيّاه في بدء الدعوة وانّ النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) قلّده في مقابل هذه الاُمور وسام الاخوّة والوزارة والوصاية والخلافة من بعده. فتأمّل.
١٢ ـ أبوبكر يعترف: حرب عليّ وسلمه هو حرب النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)وسلمه
أخرج العلاّمة الحافظ المحبّ الطبري وآخرون من حفّاظ أهل السنّة ومحدّثيهم بإسنادهم عن أبي بكر قال: رأيت رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) خيّم خيمة وهو متكىء على قوس عربية وفي الخيمة عليّ وفاطمة والحسن والحسين(عليهم السلام)، فقال: يا معشر المسلمين، أنا سلم لمن سالم أهل الخيمة، وحرب لمن حاربهم، لا يحبّهم إلاّ سعيد الجدّ، طيّب الولادة، ولا يبغضهم إلاّ شقي الجدّ، رديء الولادة.
وزاد العلاّمة الخطيب الخوارزمي فيما أخرجه: فقال رجل لزيد ـ راوي الحديث ـ: يا زيد، أأنت سمعت هذا منه ـ أي من أبي بكر ـ ؟ قال زيد: ايّ وربّ الكعبة(٢٨).
١٣ ـ أبو بكر يأمر بمداراة أهل البيت(عليهم السلام)
أخرج العلاّمة جلال الدين السيوطي عن البخاري بإسناده عن أبي بكر في تفسير قوله تعالى: ( قُلْ لا أسْألُكُمْ عَلَيْهِ أجْراً إلا المَوَدَّةَ فِي القُرْبَى)(٢٩). انّه قال: ارقبوا محمّداً(صلى الله عليه وآله وسلم) في أهل بيته(٣٠).
أقول: لا يخفى على الخبير أنّ عليّاً(عليه السلام) هو أوّل الناس وأقربهم مصداقية لأهل البيت والعترة(عليهم السلام) بعد فاطمة سيّدة النساء(عليها السلام). وكان النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) يوصي الناس دائماً بعليّ(عليه السلام)، ولكن لو راجعت التاريخ لرأيت انّ أبا بكر هو أوّل من رعى حقّه ومداراته وأثبت رعايته ومراقبته للعترة الطاهرة كما قال: ليتني لم أكشف...(٣١).
١٤ ـ أبو بكر يستقيل الناس ويعترف بأولوية عليّ(عليه السلام) بالخلافة
أخرج حجّة الإسلام أبو حامد الغزالي وابن روزبهان الشيرازي ـ وهو من متكلّمي أهل السنّة ـ عن أبي بكر أ نّه قال وهو على المنبر: «أقيلوني ولست بخيركم وعليّ فيكم».
ولا ريب أنّ هذه الاقالة هي الاقالة من الخلافة، وبعبارة أُخرى: إنّ الخليفة ـ أبابكر ـ نوّه بقوله هذا للمسلمين: فإن كنتم قد بايعتموني على أ نّي أفضلكم وخيركم فأقيلوا البيعة، وذلك لأ نّي لست كذلك، ولست بخيركم وأفضلكم وهذا عليّ(عليه السلام) فيكم(٣٢).
وأخرج السبط ابن الجوزي(٣٣) هذا الحديث عن أبي حامد الغزالي في كتابه سرّ العالمين بزيادة في الشرح والبيان فقال: قول أبي بكر على منبر رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): أقيلوني فلست بخيركم. قال: أفقال ـ أي أبو بكر ـ ذلك هزلا أو جدّاً أو امتحاناً؟ فإن كان هزلا فالخلفاء منزّهون عن الهزل، وإن كان جدّاً فهذا نقض للخلافة، وإن كان امتحاناً فالصحابة لا يليق بهم الامتحان لقوله تعالى: (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ)(٣٤).
ولتوضيح المراد أنقل للقارىء ما ذكره متكلّم أهل السنّة العلاّمة القوشجي في بيان اقرار أبي بكر فإنّه قال: ولّيتكم ولست بخيركم وعليّ فيكم، فهذه العبارة صريحة في مسألة الخلافة كما ترى(٣٥).
وعلى أيّ حال، فإنّ كلا العبارتين «أقيلوني» أو «ولّيتكم» صريحتان في اعتراف أبي بكر بأنّ الإمام عليّ(عليه السلام) أولى بالخلافة والولاية بعد النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)، وانّ طلبه الاستقالة يمكن أن يحتجّ به على أبي بكر ويلزمه باعترافه هذا.
وزد على ذلك أيضاً انّ مقولة أبي بكر حجّة قاطعة وبالغة على كلّ من يريد التخرّص بلفّه ونشره الفاسد أن يقول بأولويّة أبي بكر وأفضليّته على عليّ(عليه السلام) وهو يريد بزعمه هذا الاغماض والتغافل عن كلّ الشواهد القرآنية والحديثية والتاريخية الدالة على أولوية الإمام عليّ(عليه السلام) وأحقّيته للخلافة.
١٥ ـ أبو بكر يعترف: جواز عبور الصراط بيد عليّ(عليه السلام)
أخرج العلاّمة الحافظ ابن حجر العسقلاني بسنده عن أبي بكر قال: إنّ على الصراط لعقبة لا يجوزها أحد إلاّ بجواز من عليّ بن أبي طالب(عليه السلام)(٣٦).
١٦ ـ أبو بكر يعترف: عليّ شبيه آدم ونوح وإبراهيم(عليهم السلام)
أخرج الحافظ الخطيب الخوارزمي بإسناده عن الحارث الأعور صاحب راية عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) قال: بلغنا أنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) كان في جمع من أصحابه فقال: أيّكم آدم في علمه، ونوح في فهمه، وإبراهيم في حكمته؟ فلم يكن بأسرع من أن طلع عليّ(عليه السلام).
فقال أبو بكر: يا رسول الله أقست رجلا بثلاثة من الرسل، بخّ بخّ لهذا الرجل، من هو، يا رسول الله؟
قال النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم): أو لا تعرفه يا أبا بكر؟
قال: الله ورسوله أعلم.
قال(صلى الله عليه وآله وسلم): هو أبو الحسن عليّ بن أبي طالب.
قال أبو بكر: بخّ بخّ لك يا أبا الحسن، وأين مثلك يا أبا الحسن(٣٧)؟
١٧ ـ أبو بكر وعمر يعترفان: عليّ أميرالمؤمنين
أخرج الحافظ الشيخ عبيدالله الأمرتسري الحنفي عن طريق الحافظ ابن مردويه الاصفهاني بإسناده عن سالم مولى أميرالمؤمنين الإمام عليّ(عليه السلام) قال: كنت مع عليّ(عليه السلام) في أرض نعمل، إذ جاء أبو بكر وعمر إلى عليّ(عليه السلام) وقالا: السلام عليك يا أميرالمؤمنين.
فقيل لهما: أكنتما تسلّمان عليه في عهد رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) بإمرة المؤمنين؟
قال عمر: هكذا أمرنا النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)(٣٨).
١٨ ـ أبو بكر يعترف: المنبر حقّ عليّ(عليه السلام)
أخرج العلاّمة ابن أبي الحديد رواية عن الشعبي قال: قام الحسن بن عليّ(عليهما السلام)إلى أبي بكر وهو يخطب على المنبر فقال له: انزل عن منبر أبي. فقال أبوبكر: صدقت، والله إنّه لمنبر أبيك لا منبر أبي(٣٩)، أخرجه أحمد بن عبدالعزيز الجوهري في كتاب السقيفة(٤٠).
١٩ ـ أبو بكر يعترف: عليّ(عليه السلام) عترة النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)
أخرج العلاّمة المناوي في كتابه فيض القدير شرح الجامع الصغير في بيان الحديث النبوي «من كنت وليّه فعليّ وليّه» وقال: ورواه الديلمي بلفظ: «من كنت نبيّه فعليّه وليّه». ولهذا قال أبو بكر فيما أخرجه الدارقطني: عليّ عترة رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) أي انّ عليّاً هو من الّذين حثّ النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) على التمسك بهم والاقتداء بهديهم لأ نّهم النجوم الّتي يهتدي بهم المقتدي والمتمسّك(٤١).
وقال ابن باكثير: أخرج الدارقطني في كتابه الفضائل بسنده عن معقل بن يسار قال: سمعت أبا بكر يقول: عليّ بن أبي طالب عترة رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)(٤٢).
وبناءً على هذا فمن تمعّن ودقّق في مفاد حديث الثقلين الّذي تواتر تخريجه عند السنّة والشيعة وثبت صدوره وقطعيته عن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) حيث قال: «إنّي تارك فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا أبداً»(٤٣)عرف وتيقّن بأنّ الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) قرن العترة بالقرآن وجعلها عدلا له، وانّها هي الّتي تفسّر القرآن وتكشف رموزه، ولهذا كان التمسّك بالقرآن والعترة والانقياد إليهما واتّباعهما هو السبيل الوحيد في الاهتداء إلى الصواب والنجاة من الضلالة والغواية الّذين يتبعهما الخزي والعار في الدار الآخرة.
وبناءً على ما اعترف به أبو بكر اعترافاً صريحاً بأنّ الإمام عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) هو العترة، فبأيّ مستمسك شرعي ودليل ديني أزاح أبو بكر عليّاً(عليه السلام)عن الخلافة الّتي هي محطّ اجراء الأحكام القرآنية والمرجع في تبليغ تعاليم القرآن وبيان حقائقه، حتى انّ أبا بكر لم يكتف بهذا فقط، بل فرض على عليّ(عليه السلام)الإقامة القهرية في داره منذ أن غصب الخلافة حتى نهاية خلافة عثمان والّتي دامت مدّة ربع قرن، بل انّه لم يرض بذلك حتى أن أمر باحراق دار عليّ(عليه السلام)وسحبوا عليّاً(عليه السلام) مقيّداً إلى المسجد النبوي لمبايعة الخليفة السقيفي كرها وزوراً.
٢٠ ـ أبو بكر يعترف: عليّ أقرب الناس لرسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)
أخرج العلاّمة المحبّ الطبري بطريقه عن الشعبي قال: إنّ أبا بكر نظر إلى عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) فقال: من سرّه أن ينظر إلى أقرب الناس قرابة من رسول الله، وأعظمهم عنه غنىً، وأحظّهم عنده منزلة فلينظر ـ وأشار ـ إلى عليّ بن أبي طالب. خرّجه ابن السمّان(٤٤).
وأخرج المحدّث الدارقطني ـ بإسناده عن الشعبي ـ الحديث بلفظ آخر عن أبي بكر:
من سرّه أن ينظر إلى أعظم الناس منزلة عند رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) فلينظر إلى هذا الطالع(٤٥) ـ أي أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) ـ .
٢١ ـ أبو بكر يعترف: عليّ(عليه السلام) كالنبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) في الرتبة
أخرج العلاّمة الشيخ أبو المكارم علاء الدين السمناني ـ ٧٣٦ هـ ـ في كتابه «العروة الوثقى» بعد أن روى حديث المنزلة وحديث الغدير ودعاء النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)لعليّ(عليه السلام): اللّهمّ وال من والاه، وعاد من عاداه، ثمّ قال: وهذا حديث متّفق على صحّته فصار(عليه السلام) سيّد الأولياء وكان قلبه على قلب محمّد(عليه السلام).
وأضاف قائلا: والى هذا السرّ أشار سيّد الصدّيقين صاحب غار النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)أبوبكر حين بعث أبا عبيدة بن الجرّاح إلى عليّ(عليه السلام) لاستحضاره فقال: يا أبا عبيدة، أنت أمين هذه الأُمّة أبعثك إلى من هو في مرتبة من فقدناه بالأمس ـ يعني النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) ـ ينبغي أن تتكلّم عنده بحسن الأدب(٤٦).
أقول: ولعلّني أمكننى أن أتفهّم معنى هذا الاحضار وأمر أبي بكر أبا عبيدة بمراعاة المرونة والأدب وحسن المعاملة مع عليّ(عليه السلام)، وأتفهّم وأعقل متى كان هذا الأمر من أبي بكر ولم أمر بذلك؟ وليته قد أمر بذلك لمّا أرسل عمر بن الخطّاب لإحضار عليّ إلى سقيفة بني ساعدة... وما جرى عليه(عليه السلام) ـ بعد ذلك ـ .
تأمّل أيّها القارىء الخبير في هذا المختصر فإنّ الحرّ تكفيه الإشارة.
٢٢ ـ أبو بكر يعترف: انّه عاجز عن وصف النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)
أخرج العلاّمة محبّ الدين الطبري بسنده عن ابن عمر قال: إنّ اليهود جاءوا الى أبي بكر فقالوا له: صف لنا صاحبك ـ أي النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) ـ .
فقال: معشر اليهود، لقد كنت معه في الغار كإصبعي هاتين، ولقد صعدت معه جبل حراء وإنّ خنصري لفي خنصره، ولكنّ الحديث عنه(صلى الله عليه وآله وسلم) شديد، وهذا عليّ بن أبي طالب.
فأتوا عليّاً(عليه السلام) فقالوا: يا أبا الحسن، صف لنا ابن عمّك.
فقال(عليه السلام): لم يكن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) بالطويل الذاهب طولا ولا بالقصير المتردّد، كان فوق الربعة، أبيض اللون، مشرباً حمرة، جعد الشعر، ليس بالقطط، يضرب شعره إلى أرنبته، صلت الجبين، أدعج العينين، دقيق المسربة، براق الثنايا، أقنى الأنف، كأنّ عنقه ابريق فضّة، له شعرات من لبّته إلى سرّته، كأ نّهنّ قضيب مسك أسود ليس في جسده ولا في صدره شعرات غيرهنّ، وكان شثن الكفّ والقدم، وإذا مشى كأ نّما يتقلّع من صخر، وإذا التفت التفت بمجامع بدنه، وإذا قام غمر الناس، وإذا قعد علا الناس، وإذا تكلّم أنصت الناس، وإذا خطب أبكى الناس، وكان أرحم الناس بالناس، لليتيم كالأب الرحيم، وللأرملة كالكريم الكريم، أشجع الناس، وأبذلهم كفّاً، وأصبحهم وجهاً، لباسه العباء، وطعامه خبز الشعير، وإدامه اللبن، ووساده الأدم محشوّ بليف النخل، سريره أم غيلان مرمل بالشريف، كان له عمامتان إحداهما تدعى السحاب، والاُخرى العقاب، وكان سيفه ذا الفقار، ورايته الغرّاء، وناقته العضباء، وبغلته دلدل، وحماره يعفور، وفرسه مرتجز، وشاته بركة، وقضيبه الممشوق، ولواؤه الحمد، وكان يعقل البعير، ويعلف الناضح، ويرقع الثوب، ويخصف النعل(٤٧).
هكذا وصف لهم عليّ(عليه السلام) رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) بأوصاف حميدة، وخصال تامّة من الناحية الجسمية والنفسية والخلقية، وكيف كان(صلى الله عليه وآله وسلم) يتعامل مع الناس حتى ذكر(عليه السلام) لهم مركب النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) وعمامته وسيفه وغيره.
وتجدر الإشارة إلى ما يضحك الثكلى، كيف يعجز من يعتقد أبناء السنّة وأتباع الخلافة فيه بأ نّه أوّل المسلمين إيماناً، وانّه لم يفارق النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) خلال ثلاث وعشرين سنة من بدء الدعوة حتى وفاة النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) ولو للحظة قصيرة؟ وكيف يتصوّر انّ من يدّعي الخلافة والإمامة وانّه القائم مقام رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)يعجز عن توصيف مستخلفه النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) ـ كما يدّعي هو ـ ويبيّن خصاله الخلقية والخُلقية وتراه عندما يعجز عن ذلك يضطرّ أن يبعث السائل اليهودي إلى الإمام عليّ(عليه السلام) ليأخذ الجواب؟
فعلى هذا فهل يمكن التوقّع من أبي بكر أن يصف لنا النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) من الناحية العلمية والدينية والأخلاقية بينما هو عاجز عن توصيفه من الناحية الجسمية؟
وهل يعقل أن نلتمس من أبي بكر أن يخطو خطى النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)، ويسير على نهجه، ويواصل سبيله، لكي يشدّ عزم المسلمين في دينهم، ويهدي الكافرين الصراط المستقيم، ويسوقهم نحو معرفة شخصية الرسول الكريم(صلى الله عليه وآله وسلم)وهو يعجز عن توصيف رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)؟
٢٣ ـ أبو بكر يستشير عليّاً(عليه السلام) ويمنعه من الجهاد
قال العلاّمة الشيخ محمّد مخلوف المالكي ـ وهو من علماء مصر المعاصرين ـ : كان أبوبكر كثيراً ما يحرص على آراء أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب(عليه السلام)ولذلك كان يدأب في ابقاء الإمام عليّ(عليه السلام) بجواره في المدينة ولم يرض له الخروج من المدينة والحجاز، أو الاشتراك في الحروب مع المجاهدين(٤٨).
٢٤ ـ أبو بكر يرجع إلى عليّ(عليه السلام) في حلّ مسائل اليهودي
روى العلاّمة الأديب ابن دريد البصري في كتابه المجتنى بسنده عن أنس بن مالك قال: أقبل يهودي بعد وفاة النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) حتى دخل المسجد فقال: أين وصيّ رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)؟ فأشار القوم إلى أبي بكر.
فوقف عليه فقال: أُريد أن أسألك عن أشياء لا يعلمها إلاّ نبيّ أو وصيّ نبيّ.
قال أبو بكر: سل عمّا بدا لك.
قال اليهودي: أخبرني عمّا ليس لله وعمّا ليس عند الله وعمّا لا يعلمه الله؟ فقال أبو بكر: هذه مسائل الزنادقة، يا يهودي.
وهمّ أبو بكر والمسلمون رضي الله عنهم باليهودي. فقال ابن عباس رضي الله عنهما: ما أنصفتم الرجل.
فقال أبو بكر: أما سمعت ما تكلّم به؟
فقال ابن عباس: إن كان عندكم جوابه وإلاّ فاذهبوا به إلى عليّ(عليه السلام) يجيبه، فإنّي سمعت رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) يقول لعليّ بن أبي طالب(عليه السلام): اللّهمّ اهد قلبه، وثبت لسانه.
قال أنس: فقام أبو بكر ومن حضره حتى أتوا عليّ بن أبي طالب(عليه السلام)فاستأذنوا عليه.
فقال أبو بكر: يا أبا الحسن، إنّ هذا اليهودي سألني مسائل للزنادقة.
فقال عليّ(عليه السلام): ما تقول، يا يهودي؟
قال: أسألك عن أشياء لا يعلمها إلاّ نبيّ أو وصيّ نبيّ.
فقال(عليه السلام) له: قل. فردّ اليهودي المسائل.
فقال عليّ(عليه السلام): أمّا ما لا يعلمه الله فذلك قولكم يا معشر اليهود: إنّ عزيراً ابن الله، والله لا يعلم أنّ له ولداً.
وأمّا قولك: أخبرني بما ليس عند الله، فليس عنده ظلم للعباد.
وأمّا قولك: أخبرني بما ليس لله، فليس لله شريك.
فقال اليهودي: أشهد أن لا إله إلاّ الله، وأنّ محمّداً رسول الله، وأ نّك وصيّ رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم).
فقال أبو بكر والمسلمون لعليّ(عليه السلام): يا مفرّج الكرب.
وجاء في رواية العلاّمة المحدّث الشهير بابن حسنويه الحنفي في كتابه «درّ بحر المناقب» ـ بعدما شهد اليهودي الشهادتين فضجّ الناس عند ذلك ـ فقال أبو بكر: يا كاشف الكربات، أنت يا عليّ يا فارج الهمّ(٤٩).
قال أنس: فعند ذلك خرج أبو بكر ورقى المنبر وقال: أقيلوني فلست بخيركم وعليّ فيكم.
قال أنس: فخرج عليه عمر وقال: يا أبا بكر، ما هذا الكلام، فقد ارتضيناك لأنفسنا؟! ثمّ أنزله عن المنبر(٥٠).
٢٥ ـ أبو بكر يرجع إلى عليّ(عليه السلام) في القضاء
أخرج الحافظ جلال الدين السيوطي وآخرون من أعلام الحديث عند السنّة عن ثلاث طرق قالوا: انّ خالد بن الوليد كتب إلى أبي بكر، انّه وجد في بعض نواحي العرب رجلا يُنكَح كما تُنكَح المرأة. فاستشار أبوبكر أصحاب النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) وفيهم أميرالمؤمنين عليّ كرّم الله وجهه وكان أشدّهم قولا:
فقال(عليه السلام): إنّ هذا الذنب لم تعص به أُمّة من الأُمم إلاّ واحدة، فصنع الله بها ما قد علمتم، أرى أن تحرقه بالنار.
فأجمع رأي أصحاب رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) على أن يحرقوه بالنار، فكتب أبو بكر الصدّيق إلى خالد بن الوليد بأن يحرقه، فحرقه، ثمّ حرقهم ابن الزبير في أمارته، ثم حرقهم هشام بن عبدالملك(٥١).
٢٦ ـ أبو بكر يستشير عليّاً(عليه السلام) في غزو الروم
أخرج المؤرّخ المشهور العلاّمة ابن واضح اليعقوبي: أراد أبوبكر أن يغزو الروم، فشاور جماعة من أصحاب رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) فقدّموا وأخّروا فاستشار عليّ بن أبي طالب(عليه السلام)، فأشار عليه أن يفعل، فقال: إن فعلت ظفرت.
فقال أبو بكر: بشّرت بخير، فغزا المسلمون الروم وفتحوا بيت المقدس الّتي كانت تحت وطأة اليهود يوم ذاك، وانهزم اليهود ووقع ما أخبر به أميرالمؤمنين عليّ(عليه السلام)، وكان ذلك في عام ثلاث عشر من الهجرة(٥٢).
وأخرج ابن عساكر هذا الحديث بزيادات واضافات في ألفاظه ومتنه، حيث إنّه نقل سؤال أبي بكر لعليّ بن أبي طالب(عليه السلام) عن منبع علمه بالظفر والانتصار في غزوة الروم وجواب عليّ(عليه السلام) عن ذلك(٥٣).
----------------------------------------------------------------------
(١) مسند أحمد بن حنبل: ١/٣ و١/٧ ح ٤ من الطبعة الحديثة، كفاية الطالب: ٢٥٤ باب ٦٢ أخرجه عن أحمد بن حنبل والحافظ أبي نعيم وابن عساكر، البداية والنهاية: ٧/٣٥٧ ـ ٣٥٨ وفيه: أو «رجل من أهل بيتي»، البيان والتعريف: ١/٣٧٨ ح ٤٤١ أخرجه عن أحمد بن حنبل وابن خزيمة وأبي عوانة، أنساب الأشراف: ٢/٨٨٦.
(٢) الغدير: ٦/٣٣٨ ـ ٣٥٠.
(٣) إحقاق الحقّ ٣/٣٩٩ سورة التوبة.
(٤) ومن أراد الاستزادة من التفصيل ومعرفة أسماء رواة حديث الغدير وأسماء الحفّاظ والمصادر الّتي أخرجت هذا الحديث فليراجع موسوعة الغدير للعلاّمة الأميني المجلد الأول ص ١٤ ـ ١٥٨ حيث إنّه روى عن ثلاثمائة وستين عالماً وستّة وعشرين كتاباً من علماء أهل السنّة وكتبهم.
واستقصى العلاّمة التستري في كتابه القيّم إحقاق الحقّ المجلد الثاني ص ٤١٥ ـ ٥٠١ رواة هذا الحديث حتى أوصل ذلك العدد إلى أربعمائة راو.
(٥) الغدير للعلاّمة المحقق السيد عبدالعزيز الطباطبائي: ٢٣ ـ ٢٣٣.
(٦) أُسد الغابة ٣/٢٧٤ ترجمة عبدالله بن ياميل، الاصابة ٤/٢٢٦ ترجمة عبدالله بن ياميل رقم ٥٠٤٧، الطرائف للسيد ابن طاووس: ١٤٠.
(٧) المناقب للسروي ٣/٢٥، بحار الأنوار ٣٧/١٥٧، وقال رواه صاحب بن عبّاد وثمانية وسبعون صحابيّاً من أصحاب رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)، منهم: أبو بكر، عمر، عثمان، الإمام عليّ(عليه السلام)، طلحة، والزبير... .
(٨) المناقب للسروى ٣/٢٥، الغدير الأميني ١/١٧ و١٥٥. ولمزيد من الاطّلاع على هذه المصادر الثلاثة المذكورة راجع: الغدير للعلاّمة الطباطبائي: ٤١ ـ ٨١ ترجمة رقم ٦ و١٠ و١٩.
(٩) لا أعرف له علّة: أي إنّي لم أعرف مخالفاً لهذه الرواية، وذلك لأنّ هذا الحديث المتواتر فاقد لأيّ عيب ونقيصة، سنداً ومتناً، إلاّ أنّ هناك بعض المغرضين والمنحرفين عن عليّ(عليه السلام)حرّفوا بعض ألفاظه أو أسقطوا منها شيئاً، وقد ذكرنا ذلك في كتاب أضواء على الصحيحين (المعرّب).
(١٠) المناقب لابن المغازلي: ٢٧ ذيل ح ٣٩.
(١١) أسنى المطالب: ٣٥ تحقيق المحمودي، وص ١٢ تحقيق الطنطاوي.
(١٢) فتح المبين في فضائل الخلفاء الراشدين بهامش السيرة النبوية لزيني دحلان:٢/١٦١.
(١٣) راجع ص: ٧٤ ـ ٨١ .
(١٤) مقتل الحسين(عليه السلام) للخوارزمي: ٩٧.
(١٥) المناقب للخوارزمي: ٣٢٩ فصل ١٩ ح ٣٤٨.
(١٦) مناقب سيّدنا علي(عليه السلام) للعيني: ١٥ ح ٤ ط أعظم بريس حيدر آباد.
(١٧) لسان الميزان: ٦/٧٨ ترجمة المغيرة بن سعيد البجلي رقم ٢٨١.
(١٨) ذخائر العقبى: ٦٤، الرياض النضرة ٣: ١١٨ و٢٣٢، الصواعق المحرقة: ١٧٧، توضيح الدلائل: ٢٣٩ مخطوط، الروض الأزهر: ٩٧، إحقاق الحقّ: ١٧/١٩٤ خرّجه عن وسيلة النجاة: ١٣٤، ووسيلة المآل: ١١٣، ومناقب العشرة: ١٢، مناقب سيّدنا عليّ:٢٩، أرجح المطالب: ٤٦٨.
(١٩) إحقاق الحقّ: ١٥/٤٣٩ أخرجه عن الروض الفائق في المواعظ والدقائق لشعيب بن عبدالله المعروف بالحريفيش: ٢٦٧.
(٢٠) ذخائر العقبى: ٧١، الرياض النضرة: ٣/١٣٧، الصواعق المحرقة: ١٢٦ أخرجه عن ابن السمّان والعسقلاني في المطالب العالية، ينابيع المودّة: ٤١٩ باب ٧٠، المناقب المرتضوية للكشفي الترمذي: ٩١، اسعاف الراغبين: ١٧٦، الروض الأزهر للسيّد شاه تقي: ٩٧، وسيلة النجاة: ١٣٥، وسيلة المآل: ١٢٢ مخطوط، فتح المبين في فضائل الخلفاء الراشدين: ٢/١٦١، أرجح المطالب: ٥٥٠، المناقب لابن المغازلي: ١١٩، مناقب سيّدنا عليّ: ٤٥.
(٢١) تاريخ بغداد: ١٠/٣٥٧. أقول: أخرجه الخطيب وفيه من الزوائد والاضافات ما يدلّ على كون هذه الزوائد من المدسوسات والتحريفات، ثمّ يعقّب الخطيب على الرواية وزوائدها ويقول: هذا من حكاية القصاصين، ولكن لمّا تنظر وتتمعّن في النص الّذي أخرجه الحفّاظ والمحدّثون وكما جاء في المصادر المتكثّرة والّتي هي خالية من الزوائد البغدادية وتحريفاته للحديث لعرفت أنّ الخطيب زوّر الحديث وزيّفه حسب ما تهواه نفسه.
(٢٢) فلو أردت أيّها القارىء أن تطّلع على اعتراف أبي بكر بأ نّه هو الّذي أمر بإحراق باب بيت الزهراء(عليها السلام) فراجع مضانّه في المصادر التالية:
الأموال لأبي عبيد: ١٩٤، الإمامة والسياسة: ١٨، الكامل للمبرّد: روى عنه ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة: ٢/٤٦، و٦/٥١ و٢٠/٢٤، السقيفة وفدك للجوهري: ٤٠، تاريخ اليعقوبي: ٢/١٣٧، تاريخ الطبري: ٣/٤٣ حوادث سنة ١٣ هـ، العقد الفريد ٤/٢٦٨، مروج الذهب: ٢/٣٠١، المعجم الكبير: ١/١٩ ح ٤٣، تاريخ مدينة دمشق ٣٠/٤٢٢، كنز العمّال ٥/٦٣١ ح ١٤١٣٣، أخرجه عن الأموال والضعفاء للعقيلي، وفضائل الصحابة للطرابلسي والطبراني وابن عساكر ومسند سعيد بن منصور، ميزان الاعتدال: ٣/١٠٩ ترجمة علوان بن داود رقم ٥٧٦٣، تاريخ الإسلام للذهبي: ٣/١١٧ ـ ١٨٨، لسان الميزان: ٤/١٨٩ ترجمة علوان بن داود رقم ٥٠٢، منتخب كنز العمّال: ٢/١٧١، الضعفاء للعقيلي: ٣/٤٢٠ ترجمة علوان بن دواد البجلي رقم ١٤٦١.
(٢٣) المناقب لابن المغازلي: ٢١٠ ح ٢٥٢ أخرجه بسندين، المجالسة وجواهر العلم لأبي بكر الدينوري: ٥١٤، المناقب للخوارزمي: ٣٦٢ فصل ٢٣ ح ٣٧٥، تاريخ مدينة دمشق ٤٢/٣٥٠، الرياض النضرة: ٣/١٢٠، مسلسلات ابن الجوزي: ١٧ ح ١٣ مخطوط، نهاية العقول للرازي: ١٧، إحقاق الحقّ ٧/١١٠، ذخائر العقبى: ٩٥ عن تاريخ مدينة دمشق، كفاية الطالب: ١٦١ باب ٣٤، سير أعلام النبلاء ١٥/٥٤٢، البداية والنهاية ٧/٣٥٧، تاريخ الخلفاء: ١٧٢، الصواعق المحرقة: ١٧٧، اللئالىء المصنوعة: ١/٣٤٥ أخرجه عن تاريخ ابن النجّار وصحّحه، التعقبات للسيوطي: ٥٧، المناقب المرتضوية: ٨٣، مناقب العشرة: ٣٤ و٣٦، أخرج عنهم إحقاق الحقّ ٧/١٠٩، و١٧/١٥٢، مناقب سيّدنا علي: ١٩ ح ٥٦ أخرجه عن الحاكم وابن عساكر، منتخب كنز العمّال بهامش مسند أحمد: ٥/٣١، وسيلة المآل: ١٣٤، الروض الأزهر: ٩٧.
(٢٤) تاريخ بغداد: ٥/٣٧ و٨/٧٦، المناقب للخوارزمي: ٢٩٦ فصل ١٩ ح ٢٩٠، المناقب لابن المغازلي: ١٢٩ ح ١٧٠، تاريخ مدينة دمشق: ٤٢/٣٦٩، تاريخ الخلفاء: ٩٣ ح ٩٨، الرياض النضرة: ٣/١٢٠، منتخب كنز العمّال: ٥/٣١، ينابيع المودّة: ٢٣٣ و٢٥٢، سعد الشموس والأقمار: ٢١١، أرجح المطالب: ٢٥٦، الكوكب الدرّي لمحمّد صالح الحنفي: ١٢٢، فرائد السمطين: ١/٥٠ ح ١٥.
(٢٥) تاريخ بغداد: ٨/٧٦، تاريخ مدينة دمشق: ٤٢/٣٦٨، كفاية الطالب: ٢٥٦ فصل ٦٢، فرائد السمطين ١/٥٠ ح ١٥.
(٢٦) تاريخ مدينة دمشق: ٤٢/٥٠، تأويل مختلف الحديث: ٣٥.
(٢٧) المسترشد: ٥٧٧ ح ٢٤٩، تاريخ اليعقوبي: ٢/١٥٨ ذكره ضمن الحوار الّذي دار بين عمر بن الخطّاب وبين ابن عباس، وأشار إلى هذا الحديث ابن عبد ربّه في العقد الفريد: ٢/٤١٢ ولكنّه حرّف وشوّه المتن منه.
(٢٨) الرياض النضرة: ٣/١٥٤، المناقب للخوارزمي: ٢٩٦ فصل ١٩ ح ٢٩١، أهل البيت لتوفيق أبو علم: ٨ و٢٢٧، الإمام عليّ لتوفيق أبو علم: ٦٦. مرآة المؤمنين لوليّ الله اللكهنوي: ٨٤، أرجح المطالب: ٣٠٩.
(٢٩) الشورى: ٢٣.
(٣٠) الدرّالمنثور: ٦/٧، تاريخ الخلفاء: ٩٨، الصواعق المحرقة: ١٧٦.
(٣١) راجع ص ٤١ عند البحث عن قول أبي بكر ليتني لم أكشف بيت فاطمة لتزداد خبراً إلى خبر على حقيقة قول أبي بكر بالمراقبة والمداراة بأهل البيت(عليهم السلام).
(٣٢) سرّ العالمين لأبي حامد الغزالي: إبطال الباطل لابن روزبهان أورده في الجواب على الطعن السابع على أبي بكر في مسألة احراق بيت الزهراء(عليها السلام)، تشييد المطاعن: ١/١٤٩، بحار الأنوار: ٢٨/٢٠١.
(٣٣) تذكرة الخواص: ٦٢.
(٣٤) الأعراف: ٤٣.
(٣٥) شرح تجريد الاعتقاد: ٣٧١ المقصد الخامس من مبحث الإمامة.
(٣٦) لسان الميزان: ٤/١١١ ترجمة عبيدالله بن لؤلؤ بن جعفر بن حمويه رقم ٢٢٥.
(٣٧) المناقب: ٨٨ ح ٧٩، أرجح المطالب: ٤٥٤ أخرجه عن ابن مردويه.
(٣٨) أرجح المطالب: ١٥، مناقب سيّدنا عليّ(عليه السلام): ٢٠ ح ٦١.
(٣٩) شرح نهج البلاغة: ٦/٤٢ ـ ٤٣، الرياض النضرة: ١/١٨٧، الصواعق المحرقة: ١٧٧، السيرة الحلبية: ١/٤٤٢، تاريخ الخلفاء: ٨٠، كنز العمّال: ٥/٦١٦ ح ١٤٠٨٥ أخرجه عن أبي نعيم والجابري، ينابيع المودّة: ٣٠٦ باب ٥٩ فصل في الآيات النازلة بشأن أهل البيت(عليهم السلام) رواه عن الدارقطني، الإتحاف بحبّ الأشراف: ٢٣.
(٤٠) السقيفة وفدك: ٦٦ ـ ٦٧.
(٤١) فيض القدير: ٦/٢١٨.
(٤٢) وسيلة المآل لابن كثير نقل عنه الغدير: ١/٣٠٣ و٣٩٨.
(٤٣) أ لّف العلاّمة المحقّق آية الله مير حامد حسين النيسابوري اللكهنوي موسوعة كبيرة في اثبات ولاية أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام) وأولاده الأئمّة الأطهار(عليهم السلام) عترة رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)، والاستدلال على أحقية خلافتهم، واسماها بعبقات الأنوار، وخصّ المؤلّف المحقّق مجلّدين من هذه الموسوعة في اثبات صحة طرق حديث الثقلين من كتب أهل السنّة وصحاحهم، ودلالته على إمامة أميرالمؤمنين(عليه السلام). وقد أبدع المؤلّف في هذا الكتاب بحثاً عميقاً وأنيقاً وعلمياً في اثبات حديث الثقلين سنداً ومتناً. وقد قمنا بتحقيق هذين المجلدين تحقيقاً علمياً، وخرج بعد ذلك في ستّة أجزاء، وطُبع في مدينة اصفهان، وشرحنا ترجمة المؤلّف وخصائص كتابه في مقدّمة تحقيقنا فليراجع.
(٤٤) الرياض النضرة: ٣/١١٩، المناقب للخوارزمي: ١٦١ فصل ١٤ ح ١٩٣، نظم درر السمطين: ١٢٩، تاريخ مدينة دمشق: ٤٢/٧٣، وفيه: وأفضلهم دالة ـ أي دلالة ـ كنز العمّال: ١٣/١١٥ ح ٣٦٣٧٥ خرّجه عن الاثرات لابن أبي الدنيا وابن مردويه والحاكم، الصواعق المحرقة: ١٧٧، فتح المبين في فضائل الخلفاء الراشدين بهامش السيرة النبوية: ٢/١٦٠.
(٤٥) أرجح المطالب: ٤٦٧ أخرجه عن ابن السمّان، مناقب سيّدنا عليّ(عليه السلام): ٤٩ خرّجه عن الدارقطني وابن السمّان، مفتاح النجاة: ٢٩، الروض الأزهر: ٣٦٢.
(٤٦) الغدير: ١/٢٩٧.
(٤٧) الرياض النضرة: ٣/١٦٢ ـ ١٦٣، ذخائر العقبى: ٨٠، أوردنا الحديث بكامله لما فيه بيان شمائل النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) وخصائصه. (المعرّب).
(٤٨) طبقات المالكية: ٢/٤١.
(٤٩) عليّ بن أبي طالب إمام العارفين لأحمد بن صدّيق الغماري: ٩٩، المجتنى: ٣٥ عنه الغدير ٧: ١٧٩، وإحقاق الحقّ ٧: ٧٣.
(٥٠) درّ بحر المناقب: ٧٦ نقل عنه إحقاق الحقّ: ٨/٢٤٠.
(٥١) راجع: الدرّ المنثور: ٣/٣٤٦ قال: وأخرج ابن أبي الدنيا في ذمّ الملاهي، وابن المنذر والبيهقي في شعب الإيمان، مسند عليّ بن أبي طالب للسيوطي: ٢٥٦ ح ٧٩٩، أعلام الموقّعين: ٤/٣٧٨، كنز العمّال: ٥/٤٦٩ ح ١٣٦٤٣، الطرق الحكمية: ١٥، إحقاق الحقّ: ٨/٢٢٩ أخرجه عن الداء والدواء: ٢٤٨ والجواب الكافي لمن سأل الدواء الشافي: ١٤٦، الكبائر للذهبي: ٥٨، السنن الكبرى: ٨/٢٣٢ أخرجه باختصار، المدخل للحاج الفاسي: ٢/١١٩ نقل عنه إحقاق الحقّ: ١٧/٤٤٦ اُنظر الهامش.أقول: ولكنّي لم أجد هذا الحديث في كتاب ذمّ الملاهي لابن أبي الدنيا ط مؤسسة الكتب الثقافية وتحقيق محمّد السعيد بن بسيوني زغلول ويسرى عبدالغني عبدالله، ولعلّ المحقّقين حذفاه تكريماً لخليفتهم وتعتيماً على جهله وانّ الخليفة أخذ برأي الإمام عليّ(عليه السلام). (المعرّب).
(٥٢) تاريخ اليعقوبي: ٢/١٣٢.
(٥٣) تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر: ٢/٦٤، إحقاق الحقّ: ٨/٢٣٧ خرّجه عن تاريخ دمشق.
يتبع .....