الشريف الرضي بعد ألف عام
محمد رضا آل صادق
بسم اللّه الرحمن الرحيم
بعد ألف من السنين الخوالي | وتوالى القرون والاجيال | |
عاد وجه الرضي يصدح شدوا | لا بدمع الشجيّ للأطلال | |
ملء برديه عفّة ونقاء لم | تشبه كدورة في الخلال | |
مرحبا شارع التلفت هذا | زمن الحب سائغا والجمال | |
فاسقنا الشّعر فالقلوب ظماء | وعسى أن تبلّها ببلال | |
ولديك النمير عذبا وكم من | ذي أوام يمضي لصوب الآل | |
واليراع المشعّ يهمي سناه | فكرا سمحة بكل نوال | |
فالمجازاة ممتعات بيانا | ومعاني القرآن كالسّلسال | |
وكفانا نهج البلاغة سفرا | قيّما ضمّ أحسن الأقوال | |
عن عليّ رويته في تقصّ | وعلي أخوالنهى والكمال | |
فتن الناس فاغتدوا فيه شتّى | فهم في تنازع وجدال | |
فعدوقال وآخر غال هلكا | فيه بين قال وغال | |
ومحب والاه «بالقسط» | صدقا فاقتفاه متابعا باعتدال | |
جل شأن الشريف في النّاس قدرا | وهوأهل للقدر والإجلال | |
حظّه وافر المحامد زاه يا | لحقا جمّ المناقب عال | |
أدب ظاهر تسامى وفضل | باهر سابق أولي الإفضال | |
وذكاء فذ ورأي سديد أي | ندّ لمعرق في المعالي | |
وشموخ حرّ وأنف حمي | يتأبى الهوان زاكي الفعال | |
قد تولى «نقابة الطالبين» | فتى طيّبا كريم الخصال | |
وأتته إمارة الحج طوعا | لا بسعي منه لها وسؤال | |
وأنيطت إليه مظلمة الناس | احتكاما وسائر الأعمال | |
وقضى عمره بعزّ ليحيا في | ضمير الزّمان بعد ارتحال | |
وعجيب أنّ الأنام ضروب | في حياة مصيرها للزّوال | |
ففريق هالته منها قشور | فتراه في مهمة البلبال | |
لم يمزه عن البهائم إلّا صورة | الجسم سادرا في ضلال | |
وفريق لم يلهه من بريق دون | جد في أمره وانشغال | |
كل حزب بما لديه دؤوب | فرح ما بدا له من مجال | |
بيد أن الذين فازوا برشد | وهداهم للخير رب الجلال | |
آثروا عالم الخشوع فمالوا في | خلوص للذكر والابتهال | |
يا ابن بغداد رافضا ضيم عاد | لوتراها وحالها أي حال | |
لبست أبرد الخنوع وهانت | بعد ز هووبهجة واختيال | |
وحداها علج يسوم بنيها كل | سوء بالعسف والإذلال | |
وتمادى في الغي دون ار | عواء فتردّى في لجة الأهوال | |
يا لهذا الصفيق لم يدر ما | ذا خبأته له حبالى اللّيالي | |
أشعل الحرب ويله من عتلّ | جائر ساق قومه للوبال | |
فإذا كل طيشه ومناه متلاس | في غضبة الأبطال | |
أين أحلامه وكيف توارت | كتواري طيف الكرى والخيال | |
إن نارا بها اصطلت أبرياء | فتلظّت في سورة الاشتعال | |
لحريّ بها مثير وغاها صاليا | وقدها وبئس الصّالي | |
يا جنود الإسلام مرحي لزحف | يمحق العار في أشدّ الرجال | |
تلكم الفا وحررتها نفوس | مؤمنات بالحق عند النزال | |
والشمال الجريح عاد بهيجا | نضرا مونقا وريف الظلال | |
وسيغدوالعراق عما قريب | آمنا من جنوبه للشّمال | |
ولواء الإسلام يعلوخفوقا | في ذراه باليمن والإقبال | |
أذن اللّه أن يعز حمانا | فحبانا بالقائد المفضال | |
وهوشيخ الأحرار يأبى | اهتضاما فدعانا لوحدة ووصال | |
ولما ينفض التنافر عنّا | فبغشّى الجراح أيّ اندمال | |
حي «روح اللَّه» المذلّ عداه | حي فيه شكيمة الرئبال | |
جنده المخلصون شدوا خفافا | وثقالا لدرء خطب عضال | |
وليحموا ثراهم ويذودوا | خصمهم بالدّم الزكي المسال | |
ويعيدوا القدس الذي يتشكّى | دنسا من عصابة أنذال | |
وكأني «والفجر» يزحف شوقا | لمدى ثائر على الاغلال | |
والإمام المهدي يحكم فيه | بعد جور وشقوة وخبال | |
تتوالى النعمى ويسعد عان | مثلما يسعد الثرى بالعزالي | |
رب اني مؤمل للقاه وهو | عندي من أعظم الامال |
****************************