محمد الحسين ال كاشف الغطاء
بسم الله الرحمن الرحیم
النص[قال الشريف الرضي رحمه الله في مقدمة نهج البلاغة]:
اما بعد حمدلله الذي جعل الحمد ثمنا لنعمائه.
التعليقة: يجوز في (اما) الفتح والكسر, والأول أوجه، و تقدير الكلام: اما قبل الشروع فالحمدلله، واما بعد الحمد فإني كنت في عنفوان السن، وهي شرطية بمعنى مهما أي مهما يكن من شيء قبل الشروع فهو الحمدلله، و دليل شرطيتها وجود الفاء بعد. وإما على الثاني فهي حرف افتتاح و تقوية.
النص [الخطبة الشقشقية رقم ٣:] إلي أن قام ثالث القوم نافجا حضنيه بين نثليه ومعتلفه.
[قال محمد عبده:] يشير إلى عثمان، وكان ثالثا بعد انضمام كل من طلحة و الزبير وسعد إلى صاحبه كما تراه في خبر القضية.
التعليقة: اشتبه الشارح سامحه الله في تفسير ثالث القوم بما ذكره، بل المراد به ثلاث الخلفاء، ولعل الشارح تغافل عن ذلك، فتتأمل.
النص:[الخطبه الشقشقية رقم ٣:] ولكنهم حليت الدنيا في أعينهم.
[قال محمد عبده:] حليت الدنيا من حليت المرأة إذا تزينت بحليها.
التعليقة:لا يصح هذا من الحلي بل من حلي يحلو، فتدبره.
النص: [الخطبة رقم ٤:] اليوم أنطق لكم العجماء ذات البيان.
[علق محمد عبده قائلا]: أراد من العجماء رموزه و إشاراته، فإنها وإن كانت غامضة على من لا بصيرة لهم لكنها جلية ظاهرة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، لهذا سماها ذات البيان مع انها عجماء.
التعليقة: لعله سلام الله عليه أراد بالعجماء الأمور المبهمة التي أشكلت على أهل عصره والقاصرين من أصحابه، مثل حرب أهل القبلة من الناكثين والقاسطين والمارقين، ومثل قضية التحكيم ونظائرها مما اعترضوه به أخذوه عليه، فاستعار لهذه الأمور: العجماء، وهي البهيمة التي لا تنطق، وإن كانت تلك المؤاخذات في حد ذاتها واضحة و ذات بيان، و لكنها أشكلت واستعجمت على مرضى القلوب، فيقول صلوات الله عليه: اني سأجعلها ناطقة بإيضاح أسبابها وإن كانت هي ذات بيان في نفسها غير محتاجة لذوي الفهم إلى إيضاح. و ما ذكره الشارح رحمه الله هنا من إرادة رموزه وإشاراتة لا وجه له وغير مناسب للمقام،فتدبره والله العالم.
النص: [الخطبة رقم ٤]: لم يوجس موسى عليه السلام خيفة على نفسه.....
التعليقة: التطرق إلى قضية موسى عليه السلام و بيان المناسبة في المقام يحتاج إلى فصل بيان لا يسعه المقام.
النص: [الخطبة رقم٢١]: تخففوا تلقوا...(قال الرضي رحمه الله:) فاما قوله عليه اسلام: "تخففوا تلقوا " فما سمع كلام أقل منه مسموعا ولا أكثر محصولا، وما أبعد غورها من كلمة، وأنقع نطفتها من حكمة، وقد نبهنا في كتاب الخصائص على عظم قدرها وشرف جوهرها.
التعليقة: لقد أعجب الشريف الرضي( رضي الله عنه ) بهذه الكلمة الشريفة، ولعمري لقد فاقت العجب، و تجاوزت حد الحسن والاستحسان، والسيد (قدس سره) من إعجابه و شغفه بها لم يزل يلهج بها في كتبه، حتى نظمها في شعره حيث قال:
لقد رمت أن أسعى خفيفا إلى العلى إذا شئتم أن تتلحقوا فتخففوا
ولكن أين وأين وكم من الفرق في البين.
النص: [الخطبة رقم٢٢:] الا وإن الشيطان قد ذمر حزبه، واستجلب جلبه.
التعليقة: ذمر بالذال المعجمة مخففة ومشددة، أصله الحث والحض، والجلب - بفتح اللام - أصله السحاب الرقيق الذي لا مطر فيه كالجهام.
النص: [الخطبة رقم٢٧]: ولقد بلغني ان الرجل منهم كان يدخل على المرأة المسلمة والأخرى المعاهدة، فينتزع حجلها وقلبها وقلائدها ورعائها، ما تمنع منه إلا بالاسترجاع والاسترحام.
[قال محمد عبده ]: الاسترحام أن تناشده الرحم.
التعليقة: الظاهر انه بمعنى طلب الرحمة لا كما فسره الشارح سامحه الله تعالى، وإن قال به ابن أبي الحديد[١].
النص: [الخطبة رقم٣١]: ولكن ألق الزبير فإنه ألين عريكة، فقل له، يقول لك ابن خالك:عرفتني بالحجاز وأنكرتني بالعراق، فما عدا مما بدا.
التعليقة: لله هي من كلمة ما أعلاها وأغلاها وأسماها وأسناها، لا يزيدك التأمل فيها إلا التعجب، ولا التفكر بها سوى التحير، كيف لا وقد ملكت أعنة الفصاحة، وتمكنت من أزمة البلاغة، ولو ذهبت إلى تعداد ما فيها من البلاغات والنكات،
وما اشتملت عليه من الإبداع وسلامة الاختراع، لضاق علينا المجال،وأعيانا المقال،نعم أقول:لو أراد التحدي والإعجاز بهذه أمثالها لكان له ذلك، ولكنه صلوات الله عليه في أي صفة من صفاتة القدسية، وأخلاقه النفسية على الدوام ما تليت غرر معجزاته، واتضحت في جبهات الليالي والأيام.
النص: [الخطبة رقم ٣٣]: وإني لصاحبهم بالأمس كما أنا صاحبهم اليوم.
التعليقة: [أضاف المرحوم كاشف الغطاء قول الإمام عليه السلام]: والله ما تنقم منا قريش إلا ان الله اختارنا عليهم، فأدخلناهم في حيزنا، فكانوا كما قال الأول:
أدمت لعمري شريك المحض صابحا وأكلك بالزبد المقشرة البجرا
ونحن وهبناك العلاء ولم تكن عليا وحطنا حولك الجرد والسمرا
النص: [الخطبة رقم٣٧ ]:والله لأنا أول من صدقه فلا أكون أول من كذب عليه، فنظرت في أمري فإذا طاعتي قد سبقت بيعتي.....
التعليقة: هذه الجملة غير مرتبطة بالتي قبلها، كما ان ما قبلها غير مرتبط بسابقه، ولا ريب ان السيد اقتطعها من خطبة واحدة او متعددة فأشكل معناها، والله العالم.
[قال محمد عبده في شرح هذا المقطع:] قوله: فنظرت، الخ، هذه الجملة قطعة من كلام له في حال نفسه بعد وفاة رسول الله صل الله عليه واله بين فيه انه مامور بالرفق في طلب حقه، فأطاع الأمر في بيعة ابي بكر وعمر وعثمان فبايعهم امتثالأ لما أمره النبي به من الرفق وإيفاء بما اخذ عليه النبي من الميثاق في ذلك.
التعليقة: أخطا الغرض وما أصابه، ورام توفيقا وإصلاحا لن يتم له، وهذا الكلام مقتطع من كلام لابن أبي الحديد[٢] جعل فيه هذه الكلمات دليلا على صحة مذهبه وفساد مذهب الامامية، وهذه الشارح عيال عليه في جل الموارد من هذا الكتاب بل كلها، وعلى كل حال ففساد ما قاله عبد الحميد،ووضوح كون الحامل له على هذا الحمل البعيد هو العصبية والحمية الجاهلية، فراجع وتأمل تجد.
النص: [الخطبة رقم٥٣]: ومن كماال الأضحية استشراف إذنها وسلامة عينها.
[قال محمد عبده:] واستشراف الاذن تفقدها حتى لا تكون مجدوعة أو مشقوقة، وفي الحديث: أمرنا أن نستشرف العين والاذن، أي نتفقدهما وذلك من كمال الأضحية أي من كمال عملها وتأدية سننها، وتكون سلامة عينها عطفا على إذنها، وقد يراد من استشراف الاذن طولها وانتصابها، إذن شرفاء أي منتصبة طويلة، فسلامة عينها عطف على استشراف، والتفسير الأول أمس بقوله: فإذا سلمت الاذن.
التعليقة: الا ستشراف هنا طلب طول اذنها، وهو هنا كناية من عدم قطعها وسلامتها، بقرينة عطفه على سلامة عينها، قال في لسان العرب: إذن شرفاء أي طويلة، والشرفاء من الأذان الطويلة القوف القائمة المشرقة[٣].
وقال عبدالحميد: استشراف اذنها انتصابها وارتفاعها، واذن شرفاء أي منتصبة، انتهى[٤] وعلى هذا فقد ظهر لك اشتباه هذا الشارح في هذا المقام حتى ألجأه ذلك إلى تكلف البعيد، وإخراج الكلام عن ظاهره في جعله للسلامة عطفا على الاذن، بل فيه حط للكلام من أوج البلاغة إلى حضيض الركاكة والسماجة، فإن العطف على المضاف إليه من دون إعادة المضاف لا يخفى ما فيه من الضعف والاعتساب، نعم ما ذكره يأتي في الحديث الذي استشهد به،وقد ذكره صاحب لسان العرب[٥] و حمله على محامل بقرب من هذا الذي ذكره ولكنه غيرما في النهج، فتأمل تجد الفرق واضحا.
والمراد بسلامة عينها عدم عوارها، فيكون حاصل الكلام ان عدم قطع إذنها وعدم عوارها من كمالها.
النص: ([لخطبة رقم ٧١]: انكم تقولون علي يكذب، قاتلكم الله فعلى من أكذب، اعلى الله فأنا اول من آمن به، أم على نبيه فانا أول من صدقه. كلا والله ولكنها لهجة غبتم عنها ولم تكونوا من أهلها.
التعليقه: يريد سلام الله عليه أنها دسيسة دسها إليكم اصحابه المنافقون كالأشعث والمغيرة والأشعري ونظرائهم، ولم تكونوا من أهلها وإنما أهلها الذين أشاعوها بينكم هم أولئك الكفرة الفجرة، وتلقفها السواد منهم على غير بصيرة.
النص: [الخطبة رقم٧٢]: اللهم داحي المدحوات،وداعم المسموكات، وجابل القلوب على فطرتها شقيها وسعيدها.
[قال محمد عبده:] جابل القلوب: خالقها، والفطرة: أول حالات المخلوق التي يكون عليها في بدء وجوده، وهي للإنسان حالته خاليا من الآراء والأهواء والديانات والعقائد، وقوله: شقيها وسعيدها بدل من القلوب أي جابل الشقي والسعيد من القلوب على فطرته الأولى التي هو بها كاسب محض، فحسن اختياره إلى السعادة وسوء تصرفه يضلله في طرق الشقاوة.
التعليقة: (جابل) أي طبعها على الاستعداد المحض للسعادة والشقاء.
النص: [الخطبة رقم٧٢]: ومنى الشهوات، وأهواء اللذات.
التعليقة: أي الشهوات التي يتمناها، واللذات التي يهواها.
النص: [الخطبة رقم٧٣]: لو بايعني بكفه لغدر بسبته.
التعليقة: يعني بيعتة كحبقة أي الريح الذي يخرج من سبته.
النص: [الخطبة رقم٧٣]: وستلقى الأمة منه ومن ولده يوما أحمر.
التعليقة: تراق به الدماء كناية عن البلاء والشر.
النص: [الخطبة رقم٧٧]: ان بني أمية ليفوقونني تراث محمد صل الله عليه وآله تفويقا. (قال الرضي رحمه الله:) ليفوقونني من المال قليلا قليلا كفواق الناقة.
التعليقة: لعل المراد من بني أمية أيام خلافة عثمان، وما يدفعه من الغنائم للمهاجرين، وان ما يعطيه لامير المؤمنين سلام الله عليه دون ما يعطيه لمروان والوليد الفسقة والفجرة، ومع ذلك فإني أستبعد أن يكون للمال قيمة عنده فيشتكي من قلتها، ولاسيما من الطاعة والانقياد، فيكون الفواق كناية عن قلة الطاعة والاعراف وانهم لا يخلصون له في خلافته وإمامته، والله العالم.
النص: [الخطبة رقم٨١]: ولا تنسوا عند النعم شكركم، فقد أعذرالله إليكم بحجج مسفرة ظاهرة (قال محمد عبده ) أعذر بمعنى أنصف، وأصله مما همزته للسلب، فأعذرت فلانا: سلبت عذره أي ما جعلت له عذرا بيديه لو خالف ما نصحته به، ويقال: أعذرت إلى فلان أي أقمت لنفسي عنده عذرا واضحا فيما أنزله به من العقوية حيث حذرته ونصحته، ويصح أن تكون العبارة في الكتاب على هذا المعنى أيضا بل هو الأقرب من لفظ إليكم.
التعليقة: ليست الهزة همزة سلب بل إثبات وإيجاب، فإذا قلت: أعذرته أي جعلت له العذر وقبلت عذره أي حجته التي دافع بها عن نفسه للأمن من العقوبة على ذنب أو تقصير، وإذا قلت: أعذرت إليه فالمعنى أثبت لك الحجة في عقوبته ولم تبق حجة يدافع بها عن نفسه، ومنه: قد أعذر من أنذر، و فيه أيضا قوله:قد أعذر الله إليكم بحجج مسفرة، فتدبره.
النص: [الخطبة رقم٨٣]: فهل دفعت الأقارب، أو نفعت النواحب.
التعليقة: لم يذكر النواحب مع ان ابن أبي الحديد لم يهملها قال: هي جمع ناحبة أي الرافعة صوتها بالبكاء[٦].
النص: [الخطبة رقم٨٣]: تحتذون أمثلتهم، وتركبون قدتهم وتطأون جادتهم.
قال محمحد عبده: القدة – بكسر فتشديد – الطريقة.
التعليقة: إن كانت بالدال المهملة،وإلا فهي بمعنى ريشة السهم،ومنه:حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة،وهو الأنسب هنا وإلا تساوت الجملتان وهو الذي يظهر من ابن أبي الحديد[٧]، وإن ذكر الأول أيضا،فيكون الحاصل:انكم تساووهم في أفعالهم فلا تنحرفون عن طريقتهم وجادتهم أبدا.
النص: [الخطبة رقم٨٦]: واعلمو ان الأمل يسهي العقل وينسي الذكر.
قال محمد عبده: الامل الذي يذهل العقل وينسي ذكرالله وأوامره ونواهيه هو استقرار النفس على ما وصلت إليه غير ناظرة إلى تغيرالأحوال ولاآخذة بالحزم في الأعمال.
التعليقة: الاستقرار مغاير للأمل، وإنما الامل تطلع النفس إلى ما تحب وتهوى، فإن كان تطلعا إلى ملك أو سلطان أو ما هو من هذا القبيل من شهوات الدنيا، كان مما يسهي العقل وينسي الذكر،وكان صاحبه مغرورا كما قال سلام الله عليه، لا ما في بضايع النوكى.
النص: [الخطبة رقم٨٧ ]: نظر فأبصر، وذكر فاستكثر، وارتوى من عذب فرات.
قال محمد عبده: العذب والفرات مترادفات.
التعليقة: لو كانا مترادفين لم يصح وصف أحدهما بالآخر في قوله تعالى ((هذا عذب فرات ))[٨] ولا إضافة أحدهما إلى الآخر كما في المقام، ولا يبعد أن يكون المراد بالفرات الجاري ونحو ذلك، فتدبره.
النص: [الخطبة رقم٨٩]: والله ما أسمعهم الرسول شيئا إلا وها أنا ذا اليوم مسمعكموه.
التعليقة: فيه نسخة أخرى بكاف الخطاب فيه وفي ما بعده، ولكن ما في المتن أصح كما لا يخفى.
النص: [الخطبة رقم٩١]: ومن خطبة له عليه السلام تعرف بخطبة الأشباح.
التعليقة: الأشباح: الأشخاص، والمراد بهم الملائكة لأن الخطبة تنضمن ذكرهم وجملة من أحواهم، كذا في الشرح لعبد الحميد[٩].
النص: [الخطبة رقم٩١]: تعرف بخطبة الأشباح وهي من جلائل خطبه عليه السلام وكان سأله أن يصف الله حتى كأنه يراه عيانا فغضب عليه السلام لذلك.
التعليقة: روى مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمد الصادق عليه السلام أنه قال: خطب أمير المؤمنين بهذه الخطبة على منبر الكوفة، وذلك ان رجلا أتاه فقال له: صف لنا ربنا مثلما نراه عيانا لنزداد له حبا وبه معرفة، فغضب ونادى: الصلاة جامعة، فاجتمع إليه الناس حتى غص المسجد بأهله، فقام وهو مغضب متغير اللون، فحمد الله سبحانه وصلى على النبي عليه السلام ثم قال: الحمدلله...الخ. هكذا في نسخ النهج، وما أدري ما سبب هذا الإسقاط والتحريف فتأمل.
النص: [الخطبة رقم٩١ ]: منها في صفة السماء: ونظم بلا تعليق رهوات فرجها، ولاحم صدوع انفراجها، ووشج بينها وبين ازواجها.
التعليقة: لعله سلام الله عليه يشير إلى ما بين الكرات الفلكية من الربط الخاص، ودوران كل كوكب في مداره المعين لا يتجاوزه قيد شعرة سواء على نفسه أو على كوكب آخر، وكل واحد من الكرات السماوية له ربط خاص وقوة محدودة بينه وبين الكرات الأخرى لايتعداها، فسمها قوة الجذب والدافع أوغيرها، والله أعلم.
النص: [الخطبة رقم٩١]: وذوات الشناخيب الشم.
التعليقة: الصم أصح.
النص: [الخطبة رقم٩١]: وأوعز إليه فيما نهاه عنه.
التعليقة: أي تقدم إليه بالانذار.
النص: [الخطبة رقم٩٣ ]: ألا ان أخوف الفتن عندي عليكم فتنة بني أمية، فإنها فتنة عمياء مظلمة عمت خطتها، وخصت بليتها، وأصاب البلاء من أبصر فيها وأخطأ البلاء من عمي عنها.
قال محمد عبده: الخطة – بالضم – الامر، أي شمل امرها لأنها رئاسة عامة، وخصت بليتها آل البيت لأنها اغتصاب لحقهم.
التعليقة: المراد بالخطة هاهنا الدائرة والحظيرة أي تعم دائرة المسلمين وتخص شدتها على المؤمنين الذين ينكرون عليهم كحجر بن عدي واصحابه، وأوضحه سلام الله عليه بقوله: ((أصاب البلاء من أبصر فيها)) أي أصاب البلاء من أبصر الحق وسكت عنهم، وهو معنى وصف الفتنة بالعمياء أي يعمى عن الحق فيها، أو يعمى عموم الناس فيها عن الحق إلا القليل، والله العالم.
النص: [الخطبة رقم٩٣ٍ]: كالناب الضروس...تزبن برجلها.
قال محمد عبده: تزبن أي تضرب.
التعليقة: زبنت الناقة بثفناتها عند الحلب أي ضربت.
النص: [الخطبة رقم١٠١]: فوالذي فلق الحبة وبرأالنسمة أن الذي أنبئكم به عن النبي صل الله عليه وآله ما كذب المبلغ ولا جهل السامع.
التعليقة: ذكر ابن أبي الحديد[١٠] انه يعني بالمبلغ والسامع نفسه سلام الله عليه.
أقول: وهو محل نظر، بل السياق والأوفق بالمعنى أن يكون المراد بالمبلغ رسول الله صل الله عليه وآله والسامع نفسه، وهو جلي بعد أدنى تأمل.
النص: [الخطبة رقم١٠٢]: فويل لك يا بصرة عند ذلك من جيش من نقم الله لا رهج له ولاحس.
قال محمد عبده: قلوا: إلى فتنة صاحب الزنج.
التعليقة: ويحتمل أن يشير بها سلام الله عليه الى ما وقع في عصرنا هذا سنة ١٣٣٣ من محنة البصرة وامتلاك الانكليز لها، فإن بعض الفقرات قد تنطبق على تلك الرزية، والله أعلم.
النص: [الخطبة رقم١٠٥]: فالأرض لكم شاغرة.
التعليقة: شغر المكان خلا، وفرس شاغرة إذا لم تمتنع من غارة أحد.
النص: [الخطبة رقم١٠٩]: لا ينزجر من الله بزاجر، ولا يتعظ منه بواعظ.
التعليقة: لايتعظ من الله بواعظ، ولاينزجر منه بزاجر أصح.
النص: [الخطبة رقم١١١]: أما بعد فإني أحذركم الدنيا...لاخيرفي شيء من أزوادها إلا التقوى، من أقل منها استكثر مما يؤمنه، ومن استكثر منها استكثر مما يوبقه.
التعليقة: لايخفى عليك ان الضميرهنا [أي قوله:استكثر منها] عائد إلى الدنيا، بخلاف الضمير السابق فإنه للتقوى، فالسياق غير متحد فلا بغفل.
النص: [الخطبة رقم١١١]: آثرها وأخلد إليها.
التعليقة:إليها أصح.
النص: [الخطبة رقم ١١٦ قول الشريف الرضي ]: وله مع الوذحة حديث.
قال محمد عبده: قالوا ان الحجاج رأى خنفساء تدب إلى مصلاه فطردها فعادت ثم طردها فعادت، فأخذها بيده فلسعته فورمت يده وأخذته حمى من اللسعة فأهلكته، قتله الله بأضعف مخلوقاته وأهونها.
التعليقة: ولقد كان هو (...)[١١] أكفر مخلوقاته به اعتاهم عليه، فاعتبروا يا أولي الألباب.