محمد الحسين ال كاشف الغطاء
النص: [الكتاب رقم٣١]: إذا تغير السلطان تغير الزمان.
التعليقة: يعني ان الزمان أمر اعتباري لا حقيقة له وإنما يدور مدار أهله وسلطانه، فإذا عدل وصلحوا صلح، وإذا جار وقبحوا قبح.
النص: [الكتاب رقم٣١]: من أمن الزمان خانه،ومن أعظمه أهانه.
قال محمد عبده: من هاب شيئا سلطه على نفسه.
التعليقة: لا مناسبة لهذا البيان بتلك الجملة، بل المراد – والله العالم – ان الزمان لا تؤمن عثراته وبوائقه، فلا ينبغي أن يؤمن، بل الحازم من كان دائما على حذر , ومن أعظمه بالركون اليه والطمأنينة أهانه وصرعه وقتا ما , فتدبره.
النص: [الكتاب رقم٣٦]: فقد قطعوا رحمي، وسلبوني سلطان ابن أمي.
قال محمد عبده: يريد رسول الله صل الله عليه وآله فإن فاطمة بنت أسد أم أميرالمؤمنين ربت رسول الله صل الله عليه وآله في حجرها، فقال النبي في شأنها: فاطمة أمي بعد أمي.
التعليقة: الأصح[١] والأنسب أن يكون إشارة إلى كون عبدالله والد رسول الله صل الله عليه وآله وأبي طالب والد أميرالمؤمنين عليه السلام كلاهما من أم واحدة دون سائر أولاد عبدالمطلب، وهذه قرابة اختص بها أميرالمؤمنين عليه السلام وإخوته من رسول الله دون سائر قريش وبني هاشم، وعلى هذا فرسول الله ابن أم له عليه السلام حقيقة بلا تجوز، كما يلزم على ما ذكره الشارح هنا، وببالي ان هنا لعبد الحميد مراجعة ومؤاخذة مع الفقيه الراوندي رحمه الله ظريفة من شاء فليراجعها[٢].
ويحتمل أن يريد سلطان نفسي وهو بعيد.
النص: [الكتاب رقم٤٥]: والنباتات البدوية أقوى وقودا.
التعليقة: والنباتات العذية، أصح. والعذي - بسكون الوسط:- الزرع الذي يشرب من ماء المطر وهو يكون أقل احتياجا للماء مما يسقى سقيا بالسيح أو الدلو والناضح ونحوهما.
النص: [الكتاب رقم٤٥]: وأيم الله استثني فيها بمشيئة الله...
التعليقة: الأظهر انه من متعلقات الجملة الأخيرة وهي: قدرت عليه.
النص: [الكتاب رقم٥٣]: ولا تنصبن نفسك لحرب الله، فإنه لا يدي لك بنقمته.
التعليقة: الظاهر انه منصوب على انه اسم (لا) وأصله: لايدين وحذف النون، قال عبدالحميد للإضافة: واللام مقحمة مثلها في لا أبالك[٣].
وهذا عندي غير صحيح إذ لا معنى للإضافة هنا أبدا، كيف واسم لا مما يجب تنكيره فلايجوز جعله مضافا مع ما فيه من لزوم خلوه من المعنى، إذ التقدير حينئذ: لايديك بنقمته وهو كما ترى مما لا معنى له إلا بتكلف بعيد.
نعم ذكر الشارح البحراني ان النون حذفت لمضارعته للمضاف أو بكثرة الاستعمال[٤]، وهو أقرب من الأول إلى الصحة، والتنظير للمقام بمثل: لا ابالك لم أعرف وجهه أيضا. فتأمل، والحاصل ان إخراج هذه الكلمة على وجه واضح غير واضح، ولو ان النسخة كانت بلا ياء لارتفع الإشكال، ولكن الظاهر اتفاق النسخ على وجودها.
النص: [الكتاب رقم٥٣]: ثم انظر في أمور عمالك فاستعملهم اختيارا...وتوخ منهم أهل التجربة والحياء...فإنهم أكرم اخلاقا، وأصح أعراضا، وأقل في المطامع اشرافا.
التعليقة: الإشراف والاستشراف الترقب والتطلع إلى الأمر المحبوب، كقوله:
وقد علمت وما الإشراف من خلقي ان الذي هو من رزقي سوف يأتيني
وفسره عبد الحميد بشدة الحرص على الشيء والخوف من فواته[٥].
وهو في البيت مناسب، والأول في الخطبة انسب، وعلى كل حال فليس هو معنى الإشراف بل هو لازم المعنى، وأصله الأولى هو الشرف – بالفتح في أولييه – بمعنى المكان العالي، جعل المنتظر للأمر كالجالس على علو المطالع للقوم أو القافلة، ولذا قال في القاموس: استشرف الشيء أي جعل يده فوق بصره ونظر إليه كالمستظل من الشمس[٦]، وعلى كل حال فالحرص وخوف الفوات لوازم بعيدة جدا،فافهم.
النص: بالكتاب رقم٥٣]: ولايثقلن عليك شيء خففت به المؤونة عنهم... فربما حدث من الأمور ما إذا عولت فيه عليهم من بعد احتملوه طيبة أنفسهم به.
قال محمد عبده:طيبة بكسر الطاء مصدر طاب وهو علة لا حتملوهن أي لطيب أنفسهم باحتماله،فإن العمران ما دام قائما وناميا فكل ما حملت أهله سهل عليهم أن يحتملوا.
التعليقة:اشتبه حيث قرأه بالتخفيف فجعله مصدرا،وهو اسم فاعل مشدد بالتشديد صفة تدل على الثبوت حال من فاعل احتملوا،أي إذا انتظرت بهم الرخاء احتملوا ما حملتم طينين النفس بذلك،وما ذكره هذا الشارح هنا أجنبي عن العبارة على وضوحها.
النص: [الكتاب رقم٥٣]:و إنما يؤتى خراب الأرض من إعواز أهلها، وإنما يعوز أهلها لإشراف أنفس الولاة الجمع.
التعليقة: الإشراف هنا كالاشفاء بمعنى مقاربة الوقوع في الشيء، والثاني يستعمل غالبا في الوقوع بالمهالك فيقال: أشفى على الموت وأشفى على الهلاك،ومنه((على شفا جرف هار)).
النص: ([الكتاب رقم٥٣]: وأشرارك بأجمعهم لوجود صالح الأخلاق.
التعليقة: لايبعد أنها تحريف (وجوه) فتامل.
النص: [الكتاب رقم٦٢]: فما راعني إلا انثيال الناس على فلان يبايعونه، فأمسكت يدي حتى رأيت راجعة الناس قد رجعت عن الإسلام.
قال محمد عبده (فأمسكت يدي) كففتها عن العمل وتركت الناس وشأنهم حتى رأيت الراجعين من الناس قد رجعوا عن دين محمد بارتكابهم خلاف ما أمرالله، وإهمالهم حدوده، وعدولهم عن شريعته، يريد بهم عمال عثمان وولاته على البلاد.
التعليقة: انظر واعجب للشارح سامحه الله كيف صرف الكلام عن وجهه والحرف عن ظاهره، إذ لا إشكال ولاريب ان مراد الإمام عليه السلام بفلان هو الأول لا عثمان، ويشهد له قوله: (ولا منحوه عني من بعده)، فهو ناظر إلى بدء القضية، وأول الظلم الذي تفرع عليه تقدم عثمان، ويشهد له أيضا قوله: (فما راعني إلا انثيال الناس)، أما بيعة عثمان فقد عرفها صلوات الله عليه في مجلس الشورى قبل انثيال الناس، ولكن السقيفة كانت فلتة ومفاجئة لم يعلم أميرالمؤمنين بتدبيرها وكيدها، وهذا واضح، نعم الكلام الآخر يعود إلى بني أمية، فتدبره.
النص: [الكتاب رقم٦٥]: وأساطير لم يحكها منك علم ولا حلم.
التعليقة: (يحكها ) من الحوك لا الحكاية.
النص: [الكتاب رقم٦٩]: ولا تقدم الموت رغبة فيه إلا بشرط وثيق.
قال محمد عبده: أي لا تقدم الموت رغبة فيه إلا إذا علمت ان الغاية أشرف من بذل الروح، والمعنى: لاتخاطر بنفسك فيما لا يفيد من سفاسف الامور.
التعليقة: هذا تفسير بلا حاصل، وهذه الكلمة الشريفة في حسن البيان أوضح من أن تحتاج إلى بيان، وإن شئت ما يزيدك إيضاحا لمضمونها، فقد قال الله جل من قائل لليهود: ((إن زعمتم أنكم أولياء لله من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين* ولايتمنونه أبدا بما قدمت أيديهم))[٧] الآية.
و حاصل الكلام انك لا تتمنى الموت حتى تثق من عملك الذي قدمته، وأما كلام هذا الشارح فلم أتحقق ما يريد به، فلا حظ.
النص: [الكتاب رقم٦٩]: واحذر كل عمل يرضاه صاحبه لنفسه ويكرهه لعامة المسلمين.
التعليقة:هذه الكلمة محتملة لوجهين: أحدهما، ما يظهر من عبد الحميد، حيث نظّرها بقوله: لاتنه عن خلق...البيت[٨].
والثاني ما يظهر من الفاضل البحراني حيث قال: وهو كقوله: رد للناس ما تريد لنفسك، واكره ما تكرهه لها[٩]،وبين الوجهين بون بعيد، ولعل الأول أقرب إلى سياق ما بعده من نظائره، بل الثاني في غاية البعد من العبارة، فتأمل.
النص: [الكتاب رقم٧٨]: وإني لأعبد أن يقول قائل بباطل، وأن أفسد أمرا قد أصلحه الله.
قال محمد عبده: عبد يعبد كغضب يغضب عبدا كغضبا وزنا ومعنى، أي يغضبني قول الباطل وإفسادي لأمر الخلافة الذي أصلحه الله بالبيعة، ونسبة الإفساد لنفسه لأن أبا موسى نائب عنه، وما يقع عن النائب كما يقع عن الأصيل.
التعليقة: الأمر الذي يغضب عليه السلام من إفساده ويأنف منه ويتنصل، هو ألفة الأمة الذي أشار إليه في صدر كتابه الذي يزعم الأشعري في تاخره عن تلبية دعوة أميرالمؤمنين عليه السلام إياه للجهاد، ان فيه تفرقة للأمة ولايجوز عنده محاربة أهل القبلة،فالإمام عليه السلام يقول له: إني أحرص منك على الألفة وعدم الفرقة، ولكنك جاهل لا تعرف معناها ومواردها، فدع عنك هذه الأوهام وسلم الأمر لإمامك الذي يجب عليك طاعته، ومما ذكرنا يتضح لك ان الشارح رحمه الله في تعليقته هنا قد تكلف وتمحل وذهب بعيدا عن المقصود، ولم يأت بشيء وليس لما ذكره محصّل، فتدبره.
النص: [قصارالحكم رقم٣٧]: وقال عليه السلام وقد لقيه عند مسيره الى الشام دهاقين الأنبار.
التعليقة:اللفظة (أي دهاقين ) مركبة من (ده)بمعنى القرية و(قان) بمعنى الصاحب يعني صاحب القرية، استعمل في رئيس القرية أو المختار وهو كد خدا.
النص: [قصارالحكم رقم٦١): المراة عقرب حلوة اللبسة.
التعليقة: وفي رواية عبد الحميد ((حلوة اللبسة)) وقال في شرحها: اللبسة لسعة العقرب[١٠].
النص: (قصارالحكم رقم٦٩): إذا لم يكن ما تريد فلا تبل ما كنت.
التعليقة: لعبدالحميد هنا كلام في شرح هذا الكلام إن شئت راجعته[١١].
شرح محمد عبده هذا الكلام واستشهد بهذا البيت:
إذا ما لم تستطع شيئا فدعه وجاوزه إلى ما تستطيع
التعليقة: ليس هذا معنى البيت، وإنما هو قريب من قوله عليه السلام ((رحم الله امرأ عرف قدره ولم يتعدّ طوره)).
قال محمد عبده في شرح معنى الشرطي [قصار الحكم رقم ١٠٤] والشرطي – بضم فسكون – نسبة إلى الشرطة واحد الشرط كرطب، وهم أعوان الحاكم.
التعليقة: (الحاكم) الظالم لا مطلق الحاكم.
النص: [قصارالحكم رقم١١٢]: من أحبنا أهل البيت فليستعد للفقر جلبابا. (قال الرضي:) وقد يؤول ذلك على معنى آخر.
قال محمد عبده: هو ان من أحبهم فليخلص لله حبهم فليست الدنيا تطلب عندهم.
التعليقة: هذا المعنى في حد ذاته غير صحيح،فإن الدنيا توجد عندهم كما عندهم تطلب الآخرة، غاية ان أولياءهم لا يطلبون الدنيا بحبهم بل يحبونهم لله ولأنهم أهل لذلك،ثم ان الشارح غفل في المقام فإن مراد الشريف بقوله: يؤول ذلك، أي الكلمة الأولى ((لو أحبني جبل لتهافت)) والمعنى الذي ذكره الشارح لا يلائم إلا الاولى، ولعل المعنى الآخر: لو أحبني جبل لذاب من شدة حبي، فتدبره.
النص: [قصارالحكم رقم٢٠٢]: قال لطلحة والزبير: لكنكما شريكان في القوة والاستعانة، وعونان على العجز والأود.
قال محمد عبده: الأود - بفتح فسكون – بلوغ الأمر من الإنسان مجهوده لشدته وصعوبة احتماله.
التعليقة: قد غفل عما أوضح وأنسب في المقام وأكثر وهو الإود بكسر الأول وفتح الثاني بمعنى الاعوجاج أي إذا اعوج عليّ أمر استعنت بكما على اصلاحه، وبالجملة فالكلام في غاية الوضوح، وحاصله انه إذا عجزت عن اصلاح امر وأعيى عليّ اصلاحه استعنت بكما على اصلاحه، وقد مر له مثل هذا الكلام معهما.
النص: [قصارالحكم رقم:٢١٠]: اتقوا الله تقية من شمر تجريدا، وكمش في مهل.
التعليقة: وفي رواية عبد الحميد: وأكمش: جد وأسرع، ورجل كميش أي جاد[١٢].
قال محمد عبده في معنى الفدام من قصار الحكم رقم ٢١١(والحلم فدام السفيه): الفدام ككتاب وسحاب وتشدد الدال أيضا مع الفتح: شيء تشده العجم على أفواهها عند السقي، وإذا حلمت فكأنك ربطت فم السفيه بالفدام فمنعته عن الكلام.
التعليقة: قال عبد الحميد: خرقة تجعل على فم الإبريق فشبّه الحلم بها، فإنه يرد السفيه عن السفه كما يرد الفدام الخمرعن خروج القذى[١٣].
النص: [قصارالحكم ٢١٤]: من لان عوده كثفت أغصانه.
قال محمد عبده: يريد من لين العود طراوة الجثمان الإنساني ونضارته بحياة الفضل وماء الهمة، وكثافة الأغصان كثرة الآثار التي تصدر عنه كأنها فروعه أو يريد بها كثرة الأعوان.
التعليقة: محصل هذا الكلام غير معلوم، والظاهر ان حاصل تلك الكلمة الشريفة ان من حسنت كلمته وحسنت طباعه، كثرت أحبته وأتباعه.
النص: [قصارالحكم (غريب كلامه)رقم ٣]: قال الرضي في معنى (قحما)....ومن ذلك قحمة الأعراب وهو أن تصيبهم السنة فتتعرق أموالهم.
التعليقة: في بعض النسخ فتتفرق أموالهم – بالفاء مكان العين – ولكن ما في المتن أبلغ معنى وأفصح لفظا.
النص: [قصارالحكم (غريب كلامه)رقم ٧]: انه شيع جيشا يغزيه فقال: اعزبوا عن ذكر النساء ما استطعتم، ومعناه: أصدفوا عن ذكر النساء شغل القلب بهن، وامتنعوا من المقاربة لهن لأن ذلك يفت في عضد الحمية، ويقدح في معاقد العزيمة، ويكسر عن العدو، ويلفت عن الإبعاد في الغزو.
التعليقة: (يكسر) يحتمل أن يكون بضم العين والتشديد، فيكون معناه انّ التعرض للنساء وأعراض الناس يكسر جندكم ويقتلكم بدلا عن قتل العدو لكم، ويحتمل أن يكون بالتخفيف وفتح العين فيكون معناه انّ ذلك يضعفكم ويوهن قوتكم عن الجري والفتك، ويلفت أي يمنع.
النص: [ قصار الحكم ( غريب كلامه ) رقم ٨]: وفي حديثه عليه السلام كالياسر الفالج ينتظر أول فوزة من قداحه.
التعليقة: أول هذا الكلام: (انّ المرء المسلم ما لم يغش دناءة يخش لها إذا ذكرت، ويغرى به لئام الناس كالياسر الفالج ينتظر أول فوزة من قداحه أو داعي الله ).
واورد ابن أبي الحديد على الشريف[١٤] بانّ الفالج ليس هو القاهر الغالب هنا، وإلا لم يكن معنى لانتظار فوز قداحه اذ قد فازت، بل المراد به الميمون النقيبة الذي له عادة الغلبة والقهر.
أقول: ولو جعل القاهر الغالب بمعنى الذي يقهر ويغلب لارتفع الإشكال (...) قطعا، وإن كان له وجه آخر، فتأمل.
النص:[ بقصارالحكم رقم ٢٦٢]: فإني اعتزل مع سعد بن مالك وعبدالله بن عمر.
التعليقة: هو سعد بن أبي وقاص المعروف.
النص: [قصارالحكم رقم ٢٧١]: وروي أنّه عليه السلام دفع إليه رجلان سرقا من الله أحدهما عبد من مال الله، والآخر من عروض الناس.
قال محمد عبده: أي انّ السارقين كانا عبدين أحدهما عبد لبيت المال، والآخر عبد لأحد الناس من عروضهم، جمع عرض بفتح فسكون هو المتاع غير الذهب والفضة، وكلاهما سرق من بيت المال.
التعليقة:في اكثر النسخ: من عرض الناس بدون الواو، وقال الفاضل البحراني، عرض الناس عامتهم وسائرهم[١٥].
أقول: وهو المراد هنا،وأما ما ذكره هذا الشارح فهو من التكلّف والسماجة بمكان لا يخفى،وما أدري كيف تقع الغفلة عن مثل هذه الاشتباهات الفاضحة.
قال في القاموس وشرحه: وهو من عرض الناس بالضم: من العامة كما في الصحاح[١٦]، انتهى.وعلى كل حال كانّه لوضوحه.
النص: [قصارالحكم رقم ٢٨٣): جاهلكم مزداد وعالمكم مسوّف.
قال محمد عبده: أي جاهلكم يغالي ويزداد في العمل على غير بصيرة...
التعليقة: [يزداد في] جهله لعدم التعلّم لا بالعمل، فافهم.
النص: [قصارالحكم رقم ٢٨٥]: كل معاجل يسأل الانظار،وكل مؤجل يتعلّل بالتسويف.
قال محمد عبده: كل بالتنوين في الموضعين مبتدأ خبره معاجل بفتح الجيم في الأول ومؤجل بفتحها كذلك في الثاني، أي كل واحد من الناس يستعجله أجله ولكنه يطلب الانظار اي التأخير، وكل منهم قد أجل الله عمره وهو لا يعمل تعللا بتأخيرالأجل والفسحة في مدته، وتمكنه من تدارك الفائت في المستقبل.
التعليقة: الأصح انّه بالإضافة فيهما والخبرهو الفعل الواقع بعد كل منها،والمعنى انّ المعاجل بالعقوبة يقول: رب ارجعون لعلي أعمل صالحا. والذي اعطاه الله الأجل والمهلة لا يعمل ويتعلل بالتسويف، وكم بين المعنيين من بون في (...) والقوة، فافهم.
النص: [قصارالحكم رقم ٣١٥]: ألق دواتك، وأطل جلفة قلمك.
قال محمد عبده: والأقة الدواة: وضع الليقة فيها.
التعليقة: قال عبد الحميد: لاق الحبر بالكاغذ يليق أي التصق، ولقته أنا يتعدى ولايتعدى، وهذه دواة مليقة أي قد أصلح مدادها، وجاء: ألقت الدواة إلاقة فهي مليقة، وهي لغة قليلة وعليها ودرت كلمة أميرالمؤمنين عليه السلام. ويقال للمرأة: ما عاقت ولا لاقت عند زوجها أي ما التصقت به[١٧].
النص: [قصارالحكم رقم ٣٣٢]: السلطان وزعة الله.
قال محمد عبده: الوزعة بالتحريك جمع وازع وهو الحاكم يمنع من مخالفة الشريعة...
التعليقة: الوازع هو الكاف عن الشيء ومنه يطلق على الحاكم.
النص: [قصارالحكم رقم ٣٣٣]:المؤمن بشره في وجهه... ضنين بخلته.
قال محمد عبده: الخلة -بالفتح- الحاجة أي بخيل بإظهار فقره للناس.
التعليقة: ويحتمل كونها بالكسر، ولعلهما أقرب ولم يحتمل سواه عبدالحميد، وعليه فمعناه أنّه ضنين بالمعاشرة مع الناس ومخالطتهم خوفا من غائلتهم، مع سهولة أخلاقه ولطف طبعه بالتواضع واللين ونحو ذلك.
النص: [قصارالحكم رقم٣٥١]: عند تناهي الشدة تكون الفرجة.
التعليقة: قال عبدالحميد: الفرجة بفتح الفاء، التفصّي من الهم، قال شاعر:
ربما تجزع النفوس من الأمر له فرجة كحل العقال
فأما الفرجة بالضم ففرجة الحائط وما أشبهه[١٨].
النص: [قصارالحكم رقم ٤٨٥]: إذا احتشم المؤمن أخاه فقد فارقه. يقال: حشمه وأحشمه إذا أغضبه، وقيل: أخجله، واحتشمه طلب ذلك له و هو مظنة مفارقته.
التعليقة: لا يبعد انّ المراد بالحشمة التهيب والانقباض، والحشمة هي الهيبة، واحتشمه هابه وانقبض منه لا أغضبه ولا أخجله بل تعاظمه ولازمه فيكون معناها معنى الجملة التي قبلها، فتدبره جيدا، [والجملة التي قبلها هي قوله عليه السلام: شر الاخوان من تكلف له].