محمد الحسين ال كاشف الغطاء
النص: [الخطبة رقم١٢٩]: ومن خطبة له عليه السلام في ذكر المكائيل.
التعليقة:ليس في هذه القطعة ذكر ولا إشارة للمكائيل، فلعله في قطعة أخرى من هذه الخطبة.
النص: [الخطبة رقم١٢٩]: فرب دائب مضيع ورب كادح خاسر.
قال محمد عبده: الدائب المداوم في العمل، والكادح الساعي لنفسه بجهد ومشقة، والمراد من يقصر سعيه على جمع حطام الدنيا.
التعليقة: ليس هذا هو المراد من يدأب في العيادة والأعمال الصالحة ولكنه لم يأت البيوت من أبوابها، ولم يأخذ من ائمة الهدى ومصابيح الحق فيكون مضيعا لأعماله ويكدح فيها ولكنه خاسرا لمثراتها ومثوباتها، والله العالم.
النص: [الخطبة رقم١٣٣]: منها: واعملوا أن ليس من شيء إلا ويكاد صاحبه أن يشبع منه ويمله إلا الحياة، فإنه لايجد له في الموت راحة، وإنما ذلك بمنزلة الحكمة التي هي حياة للقلب الميت وبصر للعين العمياء، وسمع للإذن الصماء، ورّي للظمآن، وفيها الغنى كله والسلامة.
التعليقة:قال عبدالحميد[١]: وأما قوله عليه السلام وإنما ذلك الخ الى قوله: وفيها الغنى كله والسلامة، ففصل آخر غير ملتئم بما قبله، وهوإشارة إلى كلام من كلام رسول الله صل الله عليه وآله ذكره لهم ثم حضهم على التمسك به والانتفاع بمواعظه، وقال: انه بمنزلة الحكمة التي هي حياة للقلوب الخ، ثم: قال والحكمة المشبهة بها كلام رسول الله صل الله عليه وآله هي المذكورة في قوله تعالى ((ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا))[٢] وامثالها من الآيات، وهي عبارة عن المعرفة بالله تعالى ومبدعاته الدالة على علمه وقدرته الخ.
أقول: فعلى هذا فلا داعي للتكلف وتجسم الوجوه البعيدة لارتباطه بسابقه، فإنه حينئذ اجتهاد في مقابلة النص كما تكلفه الشارح هنا، ومثل هذا كثير للشريف الرضي قدس سره في الانتخاب كما لا يخفى على من تصفح هذا الكتاب، ولكن الشارح أوقع نفسه في كلفة كان في مندوحة عنها، فإنه حذف (ومنها) فاحتاج إلى توجيه الربط، فلا تغفل.
النص: [الخطبة رقم١٣٣]: لا يجد له في الموت راحة.
قال محمد عبده: لايجد في الموت راحة حيث لم يهئ من العمل الصالح...وبهذا التفسير التأم الكلام واندفعت حيرة الشارحين.
التعليقة: قد ناقض نفسه في هذا الكلام حيث ذكر في ديباجة الكتاب أولا انه للنهج شروحا كثيرة ولكنه لم يطلع على شيء منها، مضافا الى انه لم نجد فيما رايناه من الشروح حيرة، كيف ولو كانت لأشار إليها ابن أبي الحديد، فإنه يتعرض لما يخالف به الشراح غالبا.
النص: [الخطبة رقم١٣٥]: ومن كلام له عليه السلام يا ابن اللعين الأبتر.
التعليقة: (ومن كلام له عليه السلام ) وقد وقعت بينه وبين عثمان مشاجرة، فقال المغيرة بن الأخنس لعثمان: أنا أكفيكه، فقال أميرالمؤمنين للمغيرة...، هكذا في الأصل، وما ادري سبب هذه التحريفاب العقول المستصحبة بمصابيح الهدى...ازدحموا على الحطام.
التعليقة: [ازدحموا على الحطام ] كأنه صفة للقوم الذين تقدم بعض صفاتهم بقوله عليه السلام آثروا عاجلا الخ، فقوله عليه السلام: أين العقول وأين القلوب اعتراض في الاثناء فلا تغفل.
النص: [الخطبة رقم١٤٩]: أما وصيتي: فالله لا تشركوا به شيئا، ومحمد صل الله عليه وآله فلا تضيعوا سنته.
التعليقة: (فالله) بالنصب على انه مفعول لمحذوف (...) وما يشابهه، ومحمدا فاتبعوه، وبالرفع والخبر ما بعده.
النص: [الخطبة رقم١٥٦]: لما أنزل الله سبحانه قوله ((أحسب الناس أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ))علمت ان الفتنة لا تنزل بنا ورسول الله بها.
قال محمد عبده: فقلت يا سول الله الخ، أشكل على الشارحين العطف بالفاء مع كون الاية مكية والسؤال كان بعد أحد ووقعته كانت بعد الهجرة، وصعب عليهم التوفيق بين كلام الإمام وبين ما أجمع عليه المفسرون من كون العنكبوت مكة بجميع آياتها، والذي أراه ان علمه بكون الفتنة لا تنزل والنبي بين أظهرهم كان عند نزول الآية في مكة، ثم شغله عن استخبار الغيب اشتداد المشركين على الموحدين، واهتمام هؤلاء برد كيد اولئك، ثم بعد ما خفت الوطأة وصفا الوقت لاستكمال العلم سأل هذا السؤال، فالفاء لترتب السؤال على العلم والعلم كان ممتدا إلى يوم السؤال، فهي لتعقيب قوله لعلمه والتعقيب يصدق بأن يكون ما بعد الفاء فير منقطع عما قبلها...
التعليقة: حاصله ان العلم بعدهم نزول الفتنة كان عند نزول الآية، ولكن السؤال كان بعد ذلك، ولايخلو من بعد، ومن الجائزأن يكون إجماعهم على أنها مكية لا ينافي نزول بعض آياتها في مكة عام الفتح المتأخرة عن أحد بكثير، وهو المناسب لقضية الفتنة وامتحان الناس حيث صاروا من ذلك العالم يدخلون في دين الله أفواجا، وصارت وفود قبائل العرب تأتي إلى النبي كي تسلم،فتدبره فهو وجيه.
النص: [الخطبة رقم١٦٠]: و كيف علقت في الهواء سماواتك.
التعليقة: يظهر من هذه الفقرة ان السماوات تطلق على الكواكب أنها معلقة في الفضاء الغير المتناهي لا مركوزة في الأجسام الأثيرية كما في الهيئة القديمة، والله العالم.
النص: [الخطبة رقم١٦٠]: وكل خوف محقق إلا خوف الله فإنه معلول.
قال محمد عبده: الخوف المعلول هو ما لم يثبت في النفس ولم يخالط القلب، وإنما هو عارض في الخيال يزيله أدنى الشواغل ويغلب عليه أقل الرغائب، فهو يرد على الوهم ثم يعود إليه شأن الأوهام التي لاقرارلها، فهو معلول من عّله يعلّه إذا شربه مرة بعد أخرى...
التعليقة: الظاهر انه من العلة لا من العل، فلا حاجة إلى هذا التطويل.
النص: [الخطبة رقم١٦٦]: كقيض بيض في اداح.
التعليقة: قال عبد الحميد: شبههم ببيض الأفاعي يظن بيض القطا فلا يحمل لمن رآه أن يكسره (لانه يظن بيض القطا) وحضانه يخرج شرا،لأنه يفقص عن أفعى، واستعار (لفظه) الأدحى للأعشاش مجازا، لأن الأداحي لا تكون إلا للنعام تدحوها بأرجلها وتبيض فيها، ودحوها توسيعها من دحوت الأرض (١).
(١) شرح النهج لابن أبي الحديد ٢٨٢:٩.
النص: [الخطبة رقم١٧٦]: ان لسان المؤمن من وراء قلبه،وان قلب المنافق توسيعها من وراء لسانه.
قال محمد عبده: لسان المؤمن تابع لاعتقاده، لايقول إلاما يعتقد، والمنافق يقول ما ينال به غايته الخبيثة، فاذا قال شيئا أخطره على قلبه حتى لاينساه فيناقضه مرة أخرى فيكون قلبه تابعا للسانه.
التعليقة: لا يخفى ان هذا مع ما فيه من التكلف يكون اللسان فيه أيضا تابعا للقلب في أن لايخالفه ويناقضه.
والظاهران مراد الإمام سلام الله عليه انه لايعرف استقامة القلب إلا باستقامة اللسان، فمن التزم الصدق والذكر والكلام الطيب والقول السديد عرف ان قلبه مستقيم وعقله كامل، والعكس، بالعكس، فتدبره فهو سديد ومطابق لقوله: ان لسان المؤمن وراء قلبه.
النص: [الخطبة رقم١٩٢]: وإني لمن قوم لاتأخذهم في الله لومة لائم...ولا يعلون ولايغلون.
قال محمد عبده: يغلون: يخونون.
التعليقة: ليست هذه اللفظة في بقية النسخ،وعلى ما ذكر هذا الشارح فهي إذن بالتشديد.
النص: [الخطبة رقم١٩٤]: واحذركم أهل النفاق فإنهم الضالون المضلون...يمشون الخفاء ويدبون الضراء.
قال محمد عبده: يدبون أي يمشون على هيئة دبيب الضراء أي يسرون سريان المرضى في الجسم أو سريان النقص في الأموال والأنفس والثمرات.
التعليقة: الضراء الاستخفاء، فكانه يريد يدبون دبيب المستخفي، والضراء أيضا الشجر الملتف.
النص: [الخطبة رقم١٩٧]: ولقد علم المستخفظون من أصحاب محمد صل الله عليه وآله إني لم أرد على الله ولا على رسوله ساعة قط.
قال محمد عبده: المستحفظون - بفتح الفاء - اسم مفعول أي الذين أودعهم النبي صل الله عليه وآله أمانة سره وطالبهم بحفظها. ولم يرد على الله ورسوله: لم يعارضهما في احكامهما.
التعليقة: ليس المراد بعدم الرد عدم معارضة للأحكام، فإن أكثرالمسلمين لم يعارضوا أحكام الله ورسوله، فليست هذه صفة امتاز بها سلام الله عليه، بل المراد عدم التخلف عن امتثال أوامرهم ونواهيهم، وهي منزلة العصمة التي هي من خصائصه بعد النبي ومعه سلام الله عليهما، فتدبر.
النص: [الخطبة رقم١٩٧]: ولقد سالت نفسه في كفي، فأمررتها على وجهي.
قال محمد عبده: نفسه: دمه، روي ان النبي صل الله عليه وآله قال في مرضه فتلقى قيأه أميرالمؤمنين في يده ومسح به وجهه.
التعليقة: هذا تفسير يمجه الطبع ويأباه الذوق، ولابد أن تحمل هذه الجملة على معنى يليق بمقام النبوة والإمامة، ولا مجال لذكره هنا فتدبره، وقد أشرنا إلى طرف منه في جواب من سأل عنه، لعله مذكور في مجموعتنا الكبرى الموسومة بدائرة المعارف العليا.
النص: [الخطبة رقم٢٠٠]: ولكن كل غدرة فجرة.
التعليقة: قال عبد الحميد: الغدرة على فعلة الكثير الغدر، والفجرة والكفرة الكثير الفجور والكفر، وكل ما كان على هذا البناء فهو للفاعل، فإن سكنت العين فهو للمفعول، تقول:رجل ضحكة أي يضحك، وضحكة يضحك منه،
وسخرة يسخربه[٣].
النص: [الخطبة رقم٢١٤]: وأشهد انه عدل عدل.
التعليقة: الضمير عائد إلى قضاء الله الذي في صدر هذه الخطبة وأسقطه الشريف على عادته.
النص: [الخطبة رقم٢١٥]: اللهم اجعل نفسي أول كريمة تنزعها من كرائمي، وأول وديعة ترتجعها من ودائع نعمك عندي.
التعليقة: هذه الفقرات محتاجة إلى الشرح، وما أدري لماذا أغفلها الشارح، والظاهر ان مراده سلام الله عليه الدعاء بأن لايسلبه في حياته شيئا من حواسه كسمعه وبصره ونحوها، وهو نظير ما في بعض الأدعية: اللهم متعني بسمعي وبصري واجعلهما الوارثين مني.
النص: [الخطبة رقم٢١٦]: فلاتكفوا عن مقالة بحق أو مشورة بعدل، فإني لست في نفسي بفوق أن أخطئ.
قال محمد عبده: يقول:لا آمن الخطأ في أفعالي إلا إذا كان يسر الله لنفسي فعلا هو أشد ملكا له مني، فقد كفاني الله ذلك الفعل فاكون على أمن الخطأ فيه.
التعليقة: لايخفى ما في هذا التعبير من التشويش والقلق.(و)هذا لاينافي ما نعتقده في حقه من العصمة، فتدبره.
النص: [الخطبة رقم٢١٩]: ادركت وتري من بني عبد مناف، وافلتني أعيان بني جمح.
التعليقة: وفي نسخة: أعيار بني جمح، جمع عير وهو الحمار وأعيانهم رؤسائهم وقد يكنى عن الرئيس في مقام التوهين بالحمار تبكيتا عليه، فالنسختان متوافقان معنى متقاربان لفظا، ومراده من بني عبد مناف عبد الرحمن بن عتاب، فإنه من أبي العيص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، لاطلحة ولا الزبير فإنهما ليسا من عبد مناف بل من تيم بن مرة وأسد بن عبد العزى، وكان عبدالرحمن هذا من أعيان قريش، هذا فتى الفتيان، هذا الباب المحض من عبد مناف[٤]،الخ.
النص: [الخطبة رقم٢٢٠]: قال الإمام كاشف الغطاء: هنا كلام سقط من هذه النسخة، وهو ثابت في غيرها هكذا: ومن كلام له عليه السلام يحث اصحابه فيه على الجهاد((والله مستأديكم شكره ومورثكم أمره، وممهلكم في مضمار ممدود لتنازعوا سبقه، فشدوا عقد المآزر، واطووا فضول الخواصر، لا تجتمع عزيمة ووليمة، ما أنقض النوم لعزائم اليوم، وامحى الظلم التذاكير الهمم)) انتهى.
و قوله عليه السلام ((اطووا فضول الخواصر)) نهي عن كثرة الأكل لان كثير الاكل لايطويها بل يملئها، وقليله يأكل في بعض ويطوى بعض، وحاصل الفقرات الثلاثة ان الشهوات وطلب الراحة بالنوم ولذيذ المأكل يمنع من إمضاء العزائم وينقض الهمم، والأخيرة كالمؤكدة لما قبلها، وسياتي ذكره في هذه النسخة بعد هذا ولكن في غير محله.
النص: [الخطبة رقم٢٢١]: تطأون في هامهم، وتستثبتون في أجسادهم.
التعليقة: وفي بعض النسخ: تستنبتون -بالنون- بمعنى أنكم تغرسون في الأرض وهي من أجسادهم مستحيلة،كما ان معناه على ما في المتن: أنكم تبنون الثابتات من الأبنية والدور وغيرها في الأرض التي هي من أجساد آبائكم، وقد تداولت الشعراء هذا المعنى وتقننت فيه اللؤلؤة الباهرة من هذه اللجة الزاهرة.
النص: [الخطبة رقم٢٢٣]: فلم يجز في عدله يومئذ خرق بصر في الهواء.
قال محمد عبده: يجز من الجزاء.
التعليقة: من المحتمل القريب ان الفعل من الجواز لا من الجزاء، فتدبره.
النص: [الخطبة رقم٢٤١]: قال كاشف الغطاء: تقدم ذكر هذا الكلام وان محله هنالك.
النص: [الخطبة رقم٢٤١]: واطووا فضول الخواصر.
قال محمد عبده: واطووا فضول الخواصر أي ما فضل من مآزركم يلتف على اقدامكم فاطووه حتى تخفوا في العمل ولا يعوقكم شيء عن الإسراع في عملكم.
التعليقة: قد تقدم تفسيرها بغير ذلك هنالك.
النص: [الكتاب رقم١]: واعلموا ان دار الهجرة قد قلعت باهلها وقلعوا بها، وجاشت المرجل، وقامت الفتنة على القطب، فاسرعوا إلى أميركم.
التعليقة: الظاهر ان المراد بيان الوجه لخروجه من المدينة دار الهجرة التي كان سلام الله عليه نهى عمر من الخروج منها لحرب الفرس، فيقول سلام الله عليه: ان دار الهجرة ألجأته إلى الخروج فأقلعت به حيث ان اهلها كطلحة والزبير وعائشة قلعوا بها وخرجوا منها للفتنة، فلا محيص له من الخروج لقمع تلك الفتنة، والله العالم.
النص: [الكتاب رقم٣]: ومن جمع المال على المال فأكثر وشيد وزخرف ونجد.
قال محمد عبده: ونجد بتشديد الجيم أي زيّن.
التعليقة: ويجوز أن يكون من نجد الأرض وهو ارتفاعها، وهذا الوجه أحسن محافظة على التأسيس في الكلام كما لا يخفى.
النص: [الكتاب رقم١٠]: فأنا أبو حسن قاتل جدك وخالك وأخيك شدخا يوم بدر.
قال محمد عبده: شدخا أي كسرا، قالوا: هو الكسر في الرطب وقيل في اليابس.
التعليقة: الشدخ ليس كسرا بل هو قريب من الخدش ولكنه أقوى مراتبه، وأراد به فلق هاماتهم مع بقاء اتصالها بأبدانهم، فإن الشدخ التأثير والفلق مع بقاء الاتصال، فتدبر.
النص: [الكتاب رقم١٨]: ان بني تميم لم يغب لهم نجم إلا طلع لهم آخر.
قال محمدعبده: غيبوبة النجم كناية عن الضعف وطلوعه كناية عن القوة.
التعليقة: الأصح أنه ما مات منهم رئيس إلا قام مقامه رئيس آخر، نجوم سماء كلما، إلى الآخر، إذا مات منا سيد قام سيد، الخ.
النص: [الكتاب رقم٢١]: وقدم الفضل ليوم حاجتك.
قال محمدعبده: ما يفضل من المال فقدمه ليوم الحاجة كالإعداد ليوم الحرب مثلا، أو قدم فضل الاستقامة للحاجة يوم القيامة.
النص: [الكتاب رقم٢٢]: أما بعد فإن المرء قد يسره درك ما لم يكن ليفوته، ويسؤه فوت ما لم يكن ليدركه.
قال محمد عبده: قد يسره الإنسان بشيء وقد حتم في قضاء الله أنه له، ويحزن بفوات شيء محتوم عليه أن يفوته، والمقطوع بحصوله لا يصح الفرح به كالمقطوع بفواته لا يصح الحزن له، لعدم الفائدة في الثاني ونفي الغائلة في الأول.
التعليقة: المقطوع إذا كان محبوبا يصح الفرح به قطعا بل يحصل قهرا، كما ان المقطوع بفوته إذا كان فوته مضرا يحصل الحزن قهرا وليس معنى هذه الفقرات ما ذكره الشارح رحمه الله بل مراد الإمام عليه السلام ينبغي أن يكون الفرح والحزن على أمور الآخرة أكثر من أمور الدنيا، كما يدل عليه: وليكن همك فيها بعد الموت، وقوله: فلا تكثر فيه فرحا. فتدبره.
النص: [الكتاب رقم٢٣]: وصيتي لكم أن لاتشركوا بالله شيئا، ومحمد صلى الله عليه وآله فلا تضيعوا سنته.
قال محمد عبده: ومحمد عطف على أن لاتشركوا مرفوع.
التعليقة: ليس هو عطفا بل الواو استئنافية، ومحمد مبتدأ وما بعده جملة تسد مسد الخبر، أما العطف على أن لا تشركوا فغير متجه كما هو واضح.
النص: [الكتاب رقم:٣١]: بل كأني بما انتهى إلي من أمورهم قد عمرت...
التعليقة: قال عبدالحميد: عمرت – العين مفتوحة والميم مكسورة – تقول: عمر الرجل يعمر عمرا على غير قياس، لأن مصدره التحريك، أي عاش زمانا طويلا، واستعمل في أحدهما وهو المفتوح[٥].