بلغ كتاب نهج البلاغة من العظمة والتقديس ما لم يبلغه كتاب غير القرآن الكريم، وذلك لمحتوياته الثمينة، ومضامينه القيّمة. ومن هنا قام العديد من الأعلام بحفظه وحثّ الناس على الأخذ به وتعلّمه، فكان من حَفَظته القاضي جمال الدين محمّد بن الحسين بن محمّد القاشانيّ. ومن حفَّاظه في القرون المتقدِّمة: الخطيب أبو عبد الله محمّد الفارقي المتوفّى سنة (٥٦٤) هـ، والمؤرّخ الشاعر الشيخ محمّد حسين مروّة الحافظ العامليّ، وغيرهم ممّن لا يتّسع المجال لذكرهم من الّذين حفظوا كتاب نهج البلاغة.
وهكذا توالت وتضافرت الشروح حول (نهج البلاغة) منذ عهدٍ قريب من عصر السيّد الرضيّ إلى عصرنا الحاضر، وممّن شرحه:
١ ـ السيّد عليّ بن الناصر المعاصر لسيّدنا الرضيّ شرحه وأسما شرحه بـ(أعلام نهج البلاغة) وهو أوّل الشروح وأقدمها.
٢ ـ أبو الحسين سعيد بن هبة الله قطب الدين الراونديّ المتوفّى ٥٧٣ أسما شرحه بـ(منهاج البراعة).
٣ ـ القاضي عبد الجبّار المردّد بين جمع مقارنين بعصر شيخ الطائفة ذكره العلّامة النوريّ في (المستدرك).
٤ ـ الفخر الرازي محمّد بن عمر الطبري الشافعيّ المتوفّى ٦٠٦ كما صرّح به القفطيّ في (تاريخ الحكماء).
٥ ـ أبو حامد عزّ الدين عبد الحميد الشهير بابن أبي الحديد المعتزلي المدايني المتوفّى سنة ٦٥٥، له شرحه الدائر الّذي اختصره المولى سلطان محمود الطبسيّ الآتي ذكره.
٦ ـ كمال الدين الشيخ ميثم بن عليّ بن ميثم البحرانيّ المتوفّى ٦٧٩، له شرحه الكبير والمتوسّط والصغير.
٧ ـ السيّد نعمة الله بن عبد الله الجزائري التستريّ المتوفّى ١١١٢له شرحه في ثلاث مجلّدات.
٨ ـ الحاج ميرزا حبيب الله الموسويّ الخوئيّ المتوفّى حدود ١٣٢٦، له شرحه الكبير الموسوم بـ(منهاج البراعة).
وتُرجِم الكتاب إلى اللّغات غير العربيّة. وقد ذكر السيّد محسن الأمين بعض هذه الشروح في كتاب (أعيان الشيعة) [١]، والشيخ الأمينيّ في كتاب (الغدير)، والآقا بزرك الطهرانيّ في كتاب (الذريعة إلى تصانيف الشيعة[٢].