وقال (عليه السلام): الدُّنْيَا خُلِقَتْ لِغَيْرِهَا، ولَمْ تُخْلَقْ لِنَفْسِهَا.                
وقال (عليه السلام): لاَ خَيْرَ فِي الصَّمْتِ عَنِ الْحُكْمِ، كَمَا أنَّهُ لاَ خَيْرَ فِي الْقَوْلِ بِالْجَهْلِ.                
وقال (عليه السلام): الغِنَى والْفَقْرُ بَعْدَ الْعَرْضِ عَلَى اللهِ.                
وقال (عليه السلام): أَعْجَزُ النَّاسِ مَنْ عَجَزَ عَنِ اكْتِسَابِ الاْخْوَانِ، وَأَعْجَزُ مِنْهُ مَنْ ضَيَّعَ مَنْ ظَفِرَ بِهِ مِنْهُمْ .                
وقال (عليه السلام): قَلِيلٌ مَدُومٌ عَلَيْهِ خَيْرٌ مِنْ كَثِير مَمْلُول مِنْهُ .                
وقال (عليه السلام) : مَنِ اتَّجَرَ بِغَيْرِ فِقْه ارْتَطَمَ فِي الرِّبَا .                
وقال (عليه السلام): إِذَا وَصَلَتْ إِليْكُمْ أَطْرَافُ النِّعَمِ فَلاَ تُنْفِرُوا أَقْصَاهَا بِقِلَّةِ الشُّكْرِ .                

Search form

إرسال الی صدیق
شعر في الامام علي عليه السلام ونهجه (ضوء على ضوء)

الاستاذ جوزيف الهاشم[١]

عرينة الشام غني يوم طلته

                       

وسبحي اللّه في ذكرى ولادته

يطل (كالضوء من ضوء) [٢]وينشره

 

كالبدر يعكس شمسا وهج جبهته

هو الإمام (حسام الدين) فارسه

 

ما زغرد السيف إلاّ بين قبضته

يد النبوة شدت عزم ساعده

 

وأطلقته إماما من طفولته

فكان ظل رسول اللّه(كاتبه)

 

وأول القوم إيمانا بدعوته

سيد البيان (وباب العلم) [٣]مشترعا

 

والفقه مذ كان، نهج من بلاغته

هو الفتى أم هو المفتي[٤] (قاصعة)[٥]

 

وقفات منبره في (شقشقيته) [٦]

محجة الشرع(اقضاكم)[٧] وإن سلفت

 

(خلافة هلكت)[٨] من دون حكمته

يعب من منهل القرآن يحفظه

 

(والنهج)[٩] كالبحر، فاغرف من غزارته

يغوص في موجه القرصان إن لمست

 

يداه درا، هوى في قعر لجته

أعماقه قلل أغواره قمم

 

إلى مدى اللّه توق نحو رحمته

أنى التفت نهى أنى اتجهت هدى

 

وحيث أبحرت ضوء من منارته

هنا العدالة نور اللّه مذهبها

 

ودولة الحق أي في شريعته

هنا الفضيلة عنوان الحياة هنا

 

عنوان مجتمع عنوان قادته

هنا السياسة مصباح السماء تقى

 

يا ليتهم فهموا معنى سياسته!

كأن دونك دستور الوجود فما

 

زلت شرائعه في دنيويته

هو الفتى نبوي العبق محتده

 

(كالملح في الأرض)[١٠] فاذكر بعض قصته

أيام (بدر) (حنين) (خندق) (أحد)

 

والبيد والصيد تحكي عن بطولته

ويوم (خيبر) في حصن اليهود دوى

 

لذي الفقار صليل قبل صولته

تزعزع الحصن من هول الدوي وما

 

جادت بثانية نجلاء ضربته

على (يديه يتم الفتح)[١١] كم خفقت

 

(سيوف ربك)[١٢] ظلا فوق جنته!

يذود عن حرمات الحوض يحرسها

 

والحمد والحلم بعض من طهارته

يشد درع نبي اللّه مبتهجا

 

وطيف جبريل يثوي في عمامته

لسانه حجة للمشركين إذا

 

ضاقوا بحجته هانوا بساحته

ما كف إلا مع التكبير ساعده

 

وللصلاة انحنت هيفاء قامته

هذا الإمام فتى الإسلام ملحمة

 

أيامه الغر ماذا عن خلافته؟

(يوم الغدير) وقل من قبل كم طربت

 

أذن النبي وزفت همس عزته؟

(أنذر عشيرتك القربى)[١٣] فأنذرها

 

فاطرق القوم إلاّ زوج ابنته

(وزيره) في (حديث الدار) وارثه

 

وصيه وولي بعد غربته

(كمثل، هارون من موسى بمنزلة

 

إلاّ النبوة تبقى رهن ساعته)[١٤]

هل الغدير باسراب الحجيج وما

 

تباطأ الركب يشدو في مسيرته

في صوته نغمات الحزن يخنقها

 

رجع التشهد إذ عانا لسنته

دنا الوداع كما الروح الأمين دنا

 

ينزّل الآي مغمورا بفرحته

هو العلي وصي الأرث فابتهجوا

 

ووزعوا البشر واحكوا عن ولايته

(ولي من كنت مولاه)[١٥] وسيده

 

يا أيها القوم سيروا تحت رايته

(يحبه من أحب اللّه)[١٦]  يبغضه

 

من (أبغض اللّه) يقضي في ضلالته

اليوم أكملت يا إسلام دينكم

 

فسبحوا اللّه في إتمام نعمته[١٧]

علام يختلف الانصار؟ كيف غدت؟

 

قرائن الناس احجى من نبوته؟

ما بال حزب قريش قام منتفضا

 

يوم (السقيفة) في إثبات حجته؟

إن يجهل الناس والتنزيل مرتسم

 

(قم يا رسول وبلغ وحي آيته) [١٨]

ما ثار في سيد الزهاد ثائره

 

(سلامة الدين اشهى)[١٩]  من إمارته

أعطاه كل نفيس كل تضحية

 

وروحه لازمت أهوال راحته

حباه فلذته والفلذتين وما

 

عزت عطاءاته من أجل أمته

وسار في دربه (السبطان)[٢٠] ما اختلفت

 

معالم الدرب حتى في شهادته

كأنها (درب عيسى)[٢١] طبت من مثل

 

والجود بالروح قسط من رسالته

من أجل دينه لا دنياه كان فدى

 

والدين اسمى معاني هاشميته

ليس الإمام فتى الإسلام وحدهم

 

وليس وقفا على أبناء شيعته

من كان بالشيم الغراء معتصما

 

بالبر بالرفق بالتقوى بخلته

بالنبل بالحق بالأخلاق مكرمة

 

وبالشموخ فهذا ابن بيعته

 
--------------------------------------------------
[١] . شاعر مسيحي ووزير لبناني سابق.
[٢] . قول الإمام علي (أنا من الرسول كالضوء من الضوء) .
[٣] . إشارة إلى قول الرسول صلّى اللّه عليه و آله: (أنا مدينة العلم وعلي بابها)
[٤] . (لا يفتين أحد في المدينة وعلي حاضر) عمر بن الخطاب.
[٥] . خطبة للامام، تضمنت تكوين الخليقة وتحذير الناس من ابليس وهي تعني: القاطعة.
[٦] . إحدى خطب الإمام جسدت لواعج نفسه، تعني: (هادرة هدرت ثم قرت)
[٧] . قول للرسول صلّى اللّه عليه وآله (اقضاكم علي) .
[٨] . قول لعمر بن الخطاب: (لو لا علي لهلك عمر) .
[٩] . أبيات في نهج البلاغة (حتى كأنه دستور الوجود) .
[١٠] . من وصف للجاحظ في بني هاشم.
[١١] . قال النبي يوم خيبر: (لاعطين الراية رجلا يفتح اللّه على يديه) .
[١٢] . من أقوال الرسول صلّى اللّه عليه وآله: (الجنة تحت ظلال السيوف) .
[١٣] . أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ اَلْأَقْرَبِينَ سورة الشعراء، (يوم الدار) نزل قوله تعالى وَ َنْذِرْ عَشِيرَتَكَ اَلْأَقْرَبِينَ .وقد جمع النبي بني هاشم وانذرهم، ثم قال في الإمام علي (هذا أخي ووصيي ووزيري ووارثي وخليفتي من بعدي، فاسمعوا له وأطيعوا) .
[١٤] . إشارة إلى قول الرسول صلّى اللّه عليه وآله للإمام علي وقد خلفه في غزوة تبوك (أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنه لا نبوة بعدي) .
[١٥] . قول للرسول صلّى اللّه عليه وآله: (من كنت مولاه فعلي مولاه) .
[١٦] . من قول للرسول صلّى اللّه عليه وآله: (من أحب عليا فقد أحبني ومن أحبني فقد أحب اللّه، ومن ابغض عليا فقد أبغضني، ومن أبغضني فقد أبغض اللّه) .
[١٧] . أعلن الرسول صلّى اللّه عليه وآله ولاية علي فنزلت عليه الآية اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي. سورة المائدة
[١٨] . بعد (حجة الوداع) نزل قوله تعالى ي?ا أَيُّهَا اَلرَّسُولُ بَلِّغْ م?ا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ فأخذ النبي صلّى اللّه عليه وآله بيد علي ورفعها ثم قال:(من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه) ثم نزلت الآية:اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ . وجاء عن الطبراني وابن أبي حاتم عن ابن عباس إن قوله تعالى إِنَّم?ا وَلِيُّكُمُ اَللّ?هُ وَرَسُولُهُ وَاَلَّذِينَ آمَنُوا إنما علي معني بها) .
[١٩] . وضع علي يده في يد أبي بكر مبايعا منعا للفتنة والشقاق بين المسلمين وقال (سلامة الدين أحب إلينا) .
[٢٠] . الحسن والحسين حفيدا الرسول صلّى اللّه عليه وآله.
[٢١] . من قول الرسول صلّى اللّه عليه وآله للإمام علي (إن فيك مثلا من عيسى، ابغضه اليهود واحبته النصارى حتى انزلوه بالمنزل الذي ليس به) .
نهج البلاغة والفكر الإنساني المعاصر/ ص ?٣٨ / نشر مؤتمر نهج البلاغة/ دمشق/ ١٩٩٣.
****************************